المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنات الليل في شوارع الكويت



بهلول
12-01-2008, 07:37 AM
كتبت روابي البناي:


بطبيعتي لا أؤمن بالعين، لأنني متوكلة في كل أموري على الله سبحانه وتعالى ومؤمنة بقضائه وقدره، ولكن ما حصل معي مساء السبت المنصرم قلب الموازين وأتوقع أنها عين نافذة.
كنت يومها في صالة القادمين في مطار الكويت الدولي، وكالعادة كانت الطائرة الكويتية متأخرة عن موعدها، وهذا شيء ليس بالجديد والغريب على الطيران الكويتي، إذ ان المفاجأة تكون لو وصلت الطائرة او أقلعت في الموعد المحدد.. ماعلينا، كان المفترض أن أصل الكويت قادمة من دبي فى تمام الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة مساء حسب ما هو مكتوب بالتذكرة، لكنني وصلت في تمام الحادية عشرة مساء، الأمر الذي جعل رأسي يصبح بحجم الكرة الأرضية من التعب، وطبعا هذا غير مسألة انتظار الحقائب التى طالت لأكثر من نصف ساعة، لأن خط سير الحقائب كان معطلا وقديما، ويكاد يعمل «خنت حيلي».

واثناء انتظاري حتى يفرج حزام السير العجوز عن حقيبتي، رأيت زميلة لي أصبحت بين ليلة وضحاها مصممة أزياء تجول وتصول بين العواصم لتعرض إبداعاتها. وقفت تسلم وتسأل السؤال التقليدي عن وجهة السفر التي اتيت منها، وعن الهدف من السفر، وعن مشاق يوم السفر، وانها تمضي اليوم التالي لوصولها في النوم والراحة. فقلت لها: الله يسامحهم الكويتية سهرونا وأنا وراي دوام صباح الغد.

فشهقت قائلة: واي روابي شلون تداومين وانتي ياية من السفر ما تتعبين؟
فقلت لها: الله يعين.

والحمد لله أن حقيبتي تم الإفراج عنها لكي أرتاح من كلامها الزايد.. خرجت من المطار ووصلت إلى البيت، وبدأ مسلسل التعب يظهر علي. فبدأت معي علامات الحرارة والدوار الأمر الذي استحالت معه المقاومة. وما إن دقت الساعة الثانية فجرا حتى كان الأمر قد اشتد ما تطلب ذهابي إلى المستشفى لأخذ العلاج من هذه الحرارة المفاجئة التي كادت تقضي علي. وهناك فاجأني الطبيب المعالج بأن حرارتي وصلت إلى 39، وأن لدي احتقانا وان عيني اصابها رمد معدي.
للأمانة كان الدكتور يذكر كل هذه الأمراض والعلل وأنا في قمة الذهول، لكوني كنت قبل ثلاث ساعات فقط في قمة صحتي وقوتي، لكن (الله يسامحها) مصممة الغد أعطتني واحدة «أرض أرض».. ولكن قدر الله وما شاء الله فعل ولا اعتراض على حكمته.

ضحك وتوهان

وبعد خروجي من المستشفى وبعد أن صعقت بالبلاوي الزرقاء التي اعاني منها طلبت من أخي أن يشتري لي عصيرا طازجا. وطبعا كان هو مغصوبا وهو يلبي طلبي لأنني مريضة (وأكسر الخاطر) فآثر أن يأخذ بي أجرا لوجه الله تعالى.

وفعلا ذهبنا إلى شارع معروف بكثرة المطاعم التي تفتح حتى الفجر. كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف فجرا، وكنا نظن أننا الوحيدون في الشارع، ولكن جاء الواقع عكس ما نظن. فالشارع كان مليئا عن بكرة أبيه وكأن الساعة السادسة مساء من كثرة الأضواء والضوضاء.
توقفنا عند أحد المطاعم وطلبنا عصيرا. وأثناء انتظارنا الطلب، توقفت سيارة إلى اقصى يمين المطعم فيها ثلاث بنات. كنت حينها مستلقية بسبب شدة الحرارة، لكن ضحكات وقهقهات البنات التى خرقت طبلة اذني جعلتني اغدو كالحصان من شدة الصدمة. فالبنات كن في قمة الدوخان والتوهان، يضحكن ويتهامسن مع غرسون المطعم، وبعدها يطلقن ضحكات عنقودية يدوي صداها إلى آخر الشارع.

في هذه اللحظة اشتغل الحس الصحفي لدي فطلبت من أخي ان يقترب بالسيارة منهن حتى اكحل عيني بمنظرهن. وفعلا (خنت حيلي) لم يرفض طلبي شفقة ورأفة بحالي، واقترب منهن بالسيارة، الأمر الذي فهموه بأن أخي يتحرش بهن ويعاكسهن، فكانت الضحكات تعلو وتختلط بمزيد من الدلع الذي تشتهر به بنات شارع البيكاديلي اللندني، ولكن هذه المرة بنات شارع المطاعم الكويتي.

صيد ثمين
قلت في قرارة نفسي أنهن سوف يخجلن مني لكوني جالسة ومرتزة بجانب أخي، لكن هيهات، فهو بنظرهن صيد ثمين لا يمكنهن تركه.
بادرته التي تقود السيارة بسؤال قائلة:

لو سمحت الساعة جم؟ لأن ساعتي خربانة.

فأجابها اخي بعد الحاح مني لكي استشف مدى عمق تفكير هذه الفئة، بأن الساعة الرابعة إلا ربع فجرا، فقالت: واي الوقت مو راضي يمشي؟

وطبعا انا لا كلمة ولا نص، فقط كنت مستمعة، واحاول بقدر الإمكان ان اظهر أنني نائمة من التعب حتى تأخذ ست الحسن والجمال راحتها. فقالت: ليش ما توديها وترجع؟ إشارة منها بأن يوصلني ويرجع إليهن علشان يكمل السهرة، فقال لها اخي: اوكي بس وين ارجع لكم انتوا راح تضلون واقفين بالمكان نفسه؟

فقالت: شوف انت اذا راح ترجع اكيد احرك من المكان بس اذا راح تخون راح نظل واقفين ليمن يوصل رزقنا !!!!!!!!!

طبعا هي تتكلم بكل وقاحة وجرأة ولا كأن في ناس موجودة وبعلو صوتها يعني «على عينك يا تاجر»، فقال لها اخي: لا انا راح ارجع بس اوصلها البيت وارجع.
فقالت: خلاص عطني رقمك ويكون بيننا اتصال.

طبعا اخي «توهق» لأنه بمجرد ان تعرف مثل هذه الأشكال رقمه، فهذا يعني أن على الرقم السلام، فقال لها: انت عطيني رقمج وانا اتصل فيج مجرد اني اوصلها البيت.
طبعا كان اخي يتكلم بصوت خافت حتى يحبك الدور، لأنني نائمة ولا ادري شيئا عن المهازل التي تحصل. فأعطته الرقم وقالت له: وانت ياي لا تنسى تشتري كرت ايزي وكرز سجاير علشان انا مفلسة والحين قبل لا تروح حاسب المطعم.

خدمات متبادلة
طبعا أنا وأخي اصابنا ذهول حتى ساعة كتابة هذه الأسطر من المنظر الذي شفناه. والغريب بالأمر اننا عندما سردنا ما حصل معنا للأهل والأصدقاء، قال الكثير منهم إن هذا الأمر عادي جدا، فهؤلاء البنات يتخذن من هذا الشارع مرتعا لهن ومهنة لكسب المال. وأكد لي أحد الأقارب ممن صادفته بعض المواقف مع هذه الفئة أن هؤلاء البنات يبدأن عملهن بعد الساعة الحادية عشرة، فتجدهن يتخذن من شارع الخليج العربي ملاذا لهن يجمعن فيه اكبر عدد من الشباب.

بعدها يدخلن شارع المطاعم ويتوزعن عند المطاعم. وطبعا الغرسونات اعتادوا هذا الوضع، وفي كثير من الأحيان يكون الغرسون حلقة الوصل بين البنت وبين الشاب. فيأخذ طلب البنت ويذهب به إلى الشاب الذي سال لعابه من الحركات الغبية والمقززة التي تقوم بها هذه البنت، فيعرض هذا الغرسون خدماته على الشاب بأن يضبطها له.

وطبعا الشاب لايصدق خبرا، ويوافق على الفور ويعطي إكرامية معتبرة لهذا الغرسون. وفي كثير من الأحيان يكون هناك اتفاق بين البنات والغرسون بأن يكون طلبهن على حساب المطعم في سبيل ان يأتوا بزبائن يطلبون من المطعم ويعطوهم اكرامية، وبالعكس يجلب الغرسون الزبائن للبنات ويعرض خدماته الجليلة على رواد المطعم، وانه يستطيع ان «يضبط» البنات لهم ويجعلهم يستمتعون آخر متعة، ولكن كل شيء بثمنه.

وطبعا الثمن يكون حسب جمال البنت وكشخة سيارتها، فالتي عندها كامري ثمنها لا يقاس بالتي تملك رانج روفر او مرسيدس.

استرخاص ومهانة
يسترخصن انفسهن إلى هذه الدرجة من أجل كرت ايزي وصمونة شاورما. لكنني متأكدة انها ليست مسألة كرت ايزي وصمونة شاورما، فالمسألة اكبر بكثير. فالصمونة والكرت هما اول الخيط الذي يصطدن به فريستهن حتى يستدرجنها وتقع بالفخ، وبعد ذلك يبدأن بالكشف عن نواياهن الخبيثة.. فلماذا هذا الاسترخاص وهذه المهانة بأنفسكن؟ هل كل هذا لإشباع الرغبة الجنسية لديكن؟ أم لإشباع الرغبة المادية؟ ام هو تمرد على وضع معين؟
والسؤال الذي يحير: أين الأهل؟
فماذا عساها تقول هذه البنت لوالدتها او والدها لكي تخرج في ساعة متأخرة؟ ام ان خروجها في مثل هذا الوقت بات عاديا؟ ام ان الأهل هم الذين يدفعونهم للخروج في هذا الوقت لكسب قوتهم ومصروفهم؟
يحز بالخاطر ما وصل إليه حال بعض البنات الكوييات، اللواتي اصبحن بفعل مشيهن وراء ملذاتهن وغرائزهن سلعة رخيصة يتداولها مرتزقة الشوارع وحتى الغرسونات.

آخر الكلام
احب ان اوضح نقطة مهمة وهي أننى لا أسعى للتشهير ببنات الكويت، ولا اقصد من تطرقي لمثل هذه المواضيع الاستهزاء ببنات بلدي، لكن هدفي هو تنبيه الأهل والحفاظ عليهن، لأن الدنيا مليئة بالنفوس الضعيفة التي لا هم لها سوى نهش لحم الغير وما اكثرهم هذه الأيام.. فكتابتي تهدف اولا واخيرا إلى حماية بنات بلدي من هؤلاء المرتزقة وليس الاستهزاء والشهرة كما اتهمني الكثير.
كما أحب أن اشكر الأخت صاحبة الإيميل التحفة الذي ينم عن شخصية جدا فكاهية مضحكة ضحلة التفكير، التي تهددني بأنني إذا لم ارتد الحجاب وأكف عن الكتابة سوف تجعلني اندم على الساعة التى ولدت فيها، والسبب كما ذكرت ان زوجها واخاها تشدهما كتاباتي وطريقة تفكيري.
فأنا اقول لك يا سيدتي الفاضلة من الآن انني لن اتحجب لأنني لن اتحجب لك ولغيرك، فاذا أردت لبس الحجاب فهذا شيء خاص بيني وبين خالقي.

اما بالنسبة إلى اعجاب زوجك واخيك فهذا شيء يسعدني ويشرفني، ولكن اطمئني وحطي في كرشتج كل البطيخ اللي بالدنيا فإعجاب زوجك واخيك آخر اهتماماتي.

كما أحب ان اشكر الأستاذ الفاضل خالد الزيد على ذوقه وكلماته الراقية، وشكر موصول وخاص جدا جدا للعزيز عبد الله الحميضي على كل شيء عمله في سبيل ان تصل «القبس» ومقالاتي إلى طلبتنا بالولايات المتحدة الأميركية، وعلى جهوده الواضحة في إيصال «القبس» ومقالاتي إلى إدراجهما ضمن جدول برامج المذيعة الأميركية اوبرا وينفري. فشكرا* من القلب يا عبدالله.

r.banay@live.com