محب الصحابة
11-30-2008, 11:36 PM
عبدالله الهدلق
الدولة الصفوية او الصفويون من اكثر المصطلحات التي باتت تتردد في وسائل الاعلام حاليا، فقد دأبت العديد من الصحف والقنوات الفضائية على وصف الحكومة العراقية الحالية بـ (الصفوية) بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق اهل السنة في العراق من خلال اجهزتها الامنية، والمليشيات الارهابية المتعاونة معها التي تشكلت منها الحكومة العراقية مثل فيلق بدر وحزب الدعوة وجيش المهدي.
والصفوية دولة قامت في ايران الفارسية في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) على يد الشاه اسماعيل، الذي يعد اول ملوكها بقصد القضاء على مذهب أهل السنة بعد ان كان سكان ايران الفارسية من اهل السنة، وقد رافقت قيام الدولة الصفوية مذابح يندى لها الجبين بحق اهل السنة، وتم فرض المذهب الشيعي على ايران الفارسية في المناطق التي سيطر عليها الصفويون بالاكراه والقوة.
واذا علمنا ان الحكومة العراقية الحالية - التي رهنت بلادها لايران الفارسية - تمارس اليوم ما مارسه الصفويون بالامس، فلا عجب ان يطلق عليها اسم الصفوية، فهذه الدولة وان كانت قد انتهت تاريخيا بعد (240) سنة من قيامها على يد دولة (الأفشار) فانها باقية في ممارسة الزمرة الحاكمة في ايران الفارسية والعراق وما ترتكبه ضد اهل السنة من مذابح وتصفيات.
ينسب الصفويون الى صفي الدين الاردبيلي المولود سنة (650 هـ) (1334 م)، والمتوفى سنة (753 هـ) وهو الجد الخامس للشاه اسماعيل، ثم انتقل الامر الى صدر الدين خواجة علي سياهبوش وهو اول من اعتنق المذهب الشيعي من الاسرة الصفوية ودعا اليه، وبعد وفاته خلفه ابنه السلطان جنيد الذي كثر اتباعه وبدأ يكشف عن رغبته في الملك تدريجيا وهو اخطر تحول في مسار الاسرة الصفوية بعد التشيع، لأن سعي الصفويين لاقامة دولة يخالف ما يعتقده الشيعة من حصر اقامة الدولة بـ (المهدي المنتظر) وان اية دولة تقوم او راية ترفع قبله هي راية (طاغوتية!).
اسس الشاه اسماعيل دولة الصفويين وحظي برعاية حاكم (لاهيجان) احدى مدن اقليم كيلان وتقع على بحر قزوين، في وقت كانت الخلافات تعصف بأسرة (آق قويونلو) وهي أسرة تركية سنية المذهب كانت تسيطر على ايران الفارسية، وكانت تربطهم بالصفويين روابط النسب فتمكن من الانتصار عليها واحتلال عاصمتها (تبريز) ودخلها دخول الفاتحين وأعلنها عاصمة لدولته الفتية ثم أعلن المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة سنة (907هـ)، (1501م) رغم أن سكان إيران الفارسية آنذاك كانوا على مذهب أهل السنة، وقد ساعدت إسماعيل الصفوي في أن يبسط سيطرته على إيران الفارسية وتأسيس دولة شيعية عدة عوامل منها:
- انتشار الفوضى والفتن في إيران الفارسية.
- نشاط دعاة التشيع وانتشارهم بين القبائل.
- القهر الذي مارسه الشاه إسماعيل ضد السنة فقد قتل (20) الف سني من أهل (تبريز) وحدها، وفرض تغيير المذهب على من بقي منهم بحد السيف والقوة.
- التعصب والدافع القومي للشعوب التي كانت تسكن إيران الفارسية كالفرس والترك والمغول والعرب وتعصب بعضهم ضد البعض الآخر وانتصار كل عرق لعرقه.
وهكذا قامت الدولة الصفوية على مزيج من القومية الفارسية والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الفارسي والاعتزاز به وتفضيل الفرس على العرب، وتمجيد الأكاسرة.
ومن الآثار السيئة المترتبة على قيام الدولة الصفوية والتي شكلت كارثة لإيران الفارسية والعالم الإسلامي:
? كانت إيران الفارسية لمدة تسعة قرون من الزمان تتبع مذهب أهل السنة، وتمكنت من المساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية بواسطة علماء في مختلف العلوم والفنون مثل البخاري ومسلم وسيبويه والخليل بن أحمد والطبري والبيروني وابن سينا والغزالي والفارابي والفخرالرازي وغيرهم ممن يعدون مفخرة للمسلمين جميعا، فطمس الصفويون ذلك.
? انقسم العالم الإسلامي إلى معسكرين، معسكر سني بزعامة الدولة العثمانية، ومعسكر شيعي يتبع الصفويين.
? طمس المذهب السني، وتبوأ المذهب الشيعي مكانة عالية في الدولة الصفوية، ويعتبر محمد باقر المجلسي أحد أبرز المتعصبين بشدة للمذهب الشيعي، وأغرى الدولة باضطهاد جميع مخالفيه، ومن مؤلفاته التي تروج للمذهب الشيعي (بحار الأنوار) وهو كتاب عليه الكثير من الملاحظات.
وبما أن لكل بداية نهاية فقد زالت دولة الصفويين وانتهت سنة (1148هـ) على يد نادر خان الذي تمكن بجيش من أفراد قبيلته (الأفشار) من الاستيلاء على إقليم خراسان، ونصب نفسه ملكا على إيران الفارسية واتخذ لقب (الشاه)، كما أعلن سقوط الدولة الصفوية وقيام دولة شيعية مكانها هي الدولة الافشارية التي كان نادر شاه أول ملوكها واستمرت حتى قضى عليها الزنديون سنة (1210هـ).
وعلى الرغم من ان نادر شاه شيعي المذهب الا انه حاول التقليل من المفاسد والمذابح التي احدثها الصفويون ومنها سب الصحابة الكرام والتطاول على الخلفاء الراشدين الثلاثة، كما حاول ايجاد تقارب بين السنة والشيعة، الامر الذي لم يقبله الايرانيون الفرس المتعصبون للدولة الصفوية البائدة فبادروا الى قتل نادر شاه سنة (1160هـ).
aalhadlaq@alwatan.com.kw
تاريخ النشر 30/11/2008
الدولة الصفوية او الصفويون من اكثر المصطلحات التي باتت تتردد في وسائل الاعلام حاليا، فقد دأبت العديد من الصحف والقنوات الفضائية على وصف الحكومة العراقية الحالية بـ (الصفوية) بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق اهل السنة في العراق من خلال اجهزتها الامنية، والمليشيات الارهابية المتعاونة معها التي تشكلت منها الحكومة العراقية مثل فيلق بدر وحزب الدعوة وجيش المهدي.
والصفوية دولة قامت في ايران الفارسية في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) على يد الشاه اسماعيل، الذي يعد اول ملوكها بقصد القضاء على مذهب أهل السنة بعد ان كان سكان ايران الفارسية من اهل السنة، وقد رافقت قيام الدولة الصفوية مذابح يندى لها الجبين بحق اهل السنة، وتم فرض المذهب الشيعي على ايران الفارسية في المناطق التي سيطر عليها الصفويون بالاكراه والقوة.
واذا علمنا ان الحكومة العراقية الحالية - التي رهنت بلادها لايران الفارسية - تمارس اليوم ما مارسه الصفويون بالامس، فلا عجب ان يطلق عليها اسم الصفوية، فهذه الدولة وان كانت قد انتهت تاريخيا بعد (240) سنة من قيامها على يد دولة (الأفشار) فانها باقية في ممارسة الزمرة الحاكمة في ايران الفارسية والعراق وما ترتكبه ضد اهل السنة من مذابح وتصفيات.
ينسب الصفويون الى صفي الدين الاردبيلي المولود سنة (650 هـ) (1334 م)، والمتوفى سنة (753 هـ) وهو الجد الخامس للشاه اسماعيل، ثم انتقل الامر الى صدر الدين خواجة علي سياهبوش وهو اول من اعتنق المذهب الشيعي من الاسرة الصفوية ودعا اليه، وبعد وفاته خلفه ابنه السلطان جنيد الذي كثر اتباعه وبدأ يكشف عن رغبته في الملك تدريجيا وهو اخطر تحول في مسار الاسرة الصفوية بعد التشيع، لأن سعي الصفويين لاقامة دولة يخالف ما يعتقده الشيعة من حصر اقامة الدولة بـ (المهدي المنتظر) وان اية دولة تقوم او راية ترفع قبله هي راية (طاغوتية!).
اسس الشاه اسماعيل دولة الصفويين وحظي برعاية حاكم (لاهيجان) احدى مدن اقليم كيلان وتقع على بحر قزوين، في وقت كانت الخلافات تعصف بأسرة (آق قويونلو) وهي أسرة تركية سنية المذهب كانت تسيطر على ايران الفارسية، وكانت تربطهم بالصفويين روابط النسب فتمكن من الانتصار عليها واحتلال عاصمتها (تبريز) ودخلها دخول الفاتحين وأعلنها عاصمة لدولته الفتية ثم أعلن المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة سنة (907هـ)، (1501م) رغم أن سكان إيران الفارسية آنذاك كانوا على مذهب أهل السنة، وقد ساعدت إسماعيل الصفوي في أن يبسط سيطرته على إيران الفارسية وتأسيس دولة شيعية عدة عوامل منها:
- انتشار الفوضى والفتن في إيران الفارسية.
- نشاط دعاة التشيع وانتشارهم بين القبائل.
- القهر الذي مارسه الشاه إسماعيل ضد السنة فقد قتل (20) الف سني من أهل (تبريز) وحدها، وفرض تغيير المذهب على من بقي منهم بحد السيف والقوة.
- التعصب والدافع القومي للشعوب التي كانت تسكن إيران الفارسية كالفرس والترك والمغول والعرب وتعصب بعضهم ضد البعض الآخر وانتصار كل عرق لعرقه.
وهكذا قامت الدولة الصفوية على مزيج من القومية الفارسية والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الفارسي والاعتزاز به وتفضيل الفرس على العرب، وتمجيد الأكاسرة.
ومن الآثار السيئة المترتبة على قيام الدولة الصفوية والتي شكلت كارثة لإيران الفارسية والعالم الإسلامي:
? كانت إيران الفارسية لمدة تسعة قرون من الزمان تتبع مذهب أهل السنة، وتمكنت من المساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية بواسطة علماء في مختلف العلوم والفنون مثل البخاري ومسلم وسيبويه والخليل بن أحمد والطبري والبيروني وابن سينا والغزالي والفارابي والفخرالرازي وغيرهم ممن يعدون مفخرة للمسلمين جميعا، فطمس الصفويون ذلك.
? انقسم العالم الإسلامي إلى معسكرين، معسكر سني بزعامة الدولة العثمانية، ومعسكر شيعي يتبع الصفويين.
? طمس المذهب السني، وتبوأ المذهب الشيعي مكانة عالية في الدولة الصفوية، ويعتبر محمد باقر المجلسي أحد أبرز المتعصبين بشدة للمذهب الشيعي، وأغرى الدولة باضطهاد جميع مخالفيه، ومن مؤلفاته التي تروج للمذهب الشيعي (بحار الأنوار) وهو كتاب عليه الكثير من الملاحظات.
وبما أن لكل بداية نهاية فقد زالت دولة الصفويين وانتهت سنة (1148هـ) على يد نادر خان الذي تمكن بجيش من أفراد قبيلته (الأفشار) من الاستيلاء على إقليم خراسان، ونصب نفسه ملكا على إيران الفارسية واتخذ لقب (الشاه)، كما أعلن سقوط الدولة الصفوية وقيام دولة شيعية مكانها هي الدولة الافشارية التي كان نادر شاه أول ملوكها واستمرت حتى قضى عليها الزنديون سنة (1210هـ).
وعلى الرغم من ان نادر شاه شيعي المذهب الا انه حاول التقليل من المفاسد والمذابح التي احدثها الصفويون ومنها سب الصحابة الكرام والتطاول على الخلفاء الراشدين الثلاثة، كما حاول ايجاد تقارب بين السنة والشيعة، الامر الذي لم يقبله الايرانيون الفرس المتعصبون للدولة الصفوية البائدة فبادروا الى قتل نادر شاه سنة (1160هـ).
aalhadlaq@alwatan.com.kw
تاريخ النشر 30/11/2008