المراسل
11-28-2008, 02:02 PM
حزب الله بات أكثر ليونة في التعاطي مع المحاذير الدينية
شربل بركات -الجريدة
يستعد «حزب الله» هذه الأيام، لإنهاء مؤتمره العام الثامن الذي انعقد بشكل سري تام. وقد يكون من أهم المؤتمرات التي مرّ وسيمرّ بها الحزب، بسبب الكمّ الهائل من المتغيرات التي شهدتها الأعوام الخمسة الماضية، والتي كان لبنان احد مسارحها الأكثر حيوية على الاطلاق، كما كان «حزب الله» أحد اللاعبين البارزين فيها، بعد خوضه حرباً عسكرية مع إسرائيل من جهة، وحرباً سياسيةً في الداخل، من الجهة الاخرى.
واذا كانت الجولات والصولات على الجبهتين الآنفتي الذكر لم تفضيا الى نتائج محسومة ونهائية، الّا ان الحزب بات بحاجة، خلال هذه الهدنة العالمية التي فرضتها عملية انتقال السلطة في واشنطن، الى تقويم خسائره وأرباحه، والى استغلال اللحظة السياسية الهادئة، لتصليح ما يمكن إصلاحه وتعديل ما يحتاج الى تعديل، استعداداً للدخول في المرحلة المقبلة بجهوزية تامة.
وفي هذا السياق، قال مصدر إعلامي وسياسي لبناني متابع لأعمال المؤتمر، ان الحزب سيعدّل من قانونه الداخلي، لتعيين السيد حسن نصرالله الذي انهى ولايته الخامسة والممدة ثلاث مرات (بخلاف ما ينص عليه القانون الداخلي الذي يحظر ان يتعاقب الشخص نفسه على الامانة العامة لولايتين) اميناً عاماً للحزب مدى الحياة.
ويشير المصدر الى ان نقاشات محمومة دارت خلال فعاليات المؤتمر، بين تيار يؤيد تعيين نصرالله اميناً عاماً مدى الحياة، وآخر يدعو الى اعتماد النموذج الإيراني وتعيين نصرالله «مرشداً أعلى» للحزب.
ويؤكد المصدر ان النقاشات حسمت لصالح الخيار الاول، ولن تستحدث اي مناصب تنظيمية جديدة، رغم ان نصرالله طالب مجلس شورى الحزب وللمرة الثالثة، بإعفائه من مهامه القيادية، بسبب رغبته المعلنة في التفرغ للدارسة الدينية.
ونقل المصدر عن اجواء المؤتمر ان هناك اتجاهاً لتوسيع صلاحيات منصب رئيس شورى التنفيذ في الحزب، والذي يشغله السيد هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، والذي يعتبر على نطاق واسع البديل الجاهز لمنصب الامين العام «اذا ما طرأ طارئ». وسيكلف صفي الدين بعد المؤتمر بمهمات مناطة بنصرالله، وذلك استجابة لطلب شخصي من الاخير لاعفائه من الدخول في تفاصيل العمل السياسي اليومي.
وعن تعيين خليفة للقائد العسكري للحزب عماد مغنية، يلفت المصدر الى ان هناك اتجاهاً قويأً للتمديد لللجنة العسكرية التي يرأسها نصر الله والتي كلفت بمهمات مغنية بعد مقتله، وبالتالي فان نصرالله سيمسك بالقرارين السياسي والعسكري للحزب دون أي منازع أو مشارك.
ويشير المصدر الى اهتمام الحزب بصوغ خطاب سياسي اجتماعي ـ جديد يطال، الى جانب شرائح شيعية التحقت به على خلفية التوتر المذهبي في المنطقة، القواعد الشعبية لحلفائه الجدد مثل جمهور «التيار الوطني الحر» الغريب عن لغة الحزب وأدبياته بل وعن أهدافه وأساليبه ايضاً.
وفي هذا السياق، يرصد احد المراقبين الذي يعيش في منطقة «تخضع لنفوذ حزب الله»، ان الحزب بات اخيرا اقل تشددا بدرجات في التعاطي مع «المحاذير الدينية» التي كان متمسكا بها عند نشأته، ويعطي مثالا على ذلك، تغاضي الحزب عن بعض الشبان الذين يشربون الكحول او غضه الطرف عن بعض العادات والتقاليد الشعبية كالافراح والرقص، وذلك في محاولة لعدم الاصطدام مع الجمهور الشيعي العريض الذي التحق بالحزب والذي لم يكن تقليديا محسوباً عليه.
كما يشير احد محازبي «التيار الوطني الحر» الى ان كوادر «حزب الله» وقياداته ونوابه باتوا وبشكل ملحوظ، يسلكون مؤخرا سلوكا اكثر مرونة وأقل تحفظا خلال المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الحزبية المشتركة.
شربل بركات -الجريدة
يستعد «حزب الله» هذه الأيام، لإنهاء مؤتمره العام الثامن الذي انعقد بشكل سري تام. وقد يكون من أهم المؤتمرات التي مرّ وسيمرّ بها الحزب، بسبب الكمّ الهائل من المتغيرات التي شهدتها الأعوام الخمسة الماضية، والتي كان لبنان احد مسارحها الأكثر حيوية على الاطلاق، كما كان «حزب الله» أحد اللاعبين البارزين فيها، بعد خوضه حرباً عسكرية مع إسرائيل من جهة، وحرباً سياسيةً في الداخل، من الجهة الاخرى.
واذا كانت الجولات والصولات على الجبهتين الآنفتي الذكر لم تفضيا الى نتائج محسومة ونهائية، الّا ان الحزب بات بحاجة، خلال هذه الهدنة العالمية التي فرضتها عملية انتقال السلطة في واشنطن، الى تقويم خسائره وأرباحه، والى استغلال اللحظة السياسية الهادئة، لتصليح ما يمكن إصلاحه وتعديل ما يحتاج الى تعديل، استعداداً للدخول في المرحلة المقبلة بجهوزية تامة.
وفي هذا السياق، قال مصدر إعلامي وسياسي لبناني متابع لأعمال المؤتمر، ان الحزب سيعدّل من قانونه الداخلي، لتعيين السيد حسن نصرالله الذي انهى ولايته الخامسة والممدة ثلاث مرات (بخلاف ما ينص عليه القانون الداخلي الذي يحظر ان يتعاقب الشخص نفسه على الامانة العامة لولايتين) اميناً عاماً للحزب مدى الحياة.
ويشير المصدر الى ان نقاشات محمومة دارت خلال فعاليات المؤتمر، بين تيار يؤيد تعيين نصرالله اميناً عاماً مدى الحياة، وآخر يدعو الى اعتماد النموذج الإيراني وتعيين نصرالله «مرشداً أعلى» للحزب.
ويؤكد المصدر ان النقاشات حسمت لصالح الخيار الاول، ولن تستحدث اي مناصب تنظيمية جديدة، رغم ان نصرالله طالب مجلس شورى الحزب وللمرة الثالثة، بإعفائه من مهامه القيادية، بسبب رغبته المعلنة في التفرغ للدارسة الدينية.
ونقل المصدر عن اجواء المؤتمر ان هناك اتجاهاً لتوسيع صلاحيات منصب رئيس شورى التنفيذ في الحزب، والذي يشغله السيد هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، والذي يعتبر على نطاق واسع البديل الجاهز لمنصب الامين العام «اذا ما طرأ طارئ». وسيكلف صفي الدين بعد المؤتمر بمهمات مناطة بنصرالله، وذلك استجابة لطلب شخصي من الاخير لاعفائه من الدخول في تفاصيل العمل السياسي اليومي.
وعن تعيين خليفة للقائد العسكري للحزب عماد مغنية، يلفت المصدر الى ان هناك اتجاهاً قويأً للتمديد لللجنة العسكرية التي يرأسها نصر الله والتي كلفت بمهمات مغنية بعد مقتله، وبالتالي فان نصرالله سيمسك بالقرارين السياسي والعسكري للحزب دون أي منازع أو مشارك.
ويشير المصدر الى اهتمام الحزب بصوغ خطاب سياسي اجتماعي ـ جديد يطال، الى جانب شرائح شيعية التحقت به على خلفية التوتر المذهبي في المنطقة، القواعد الشعبية لحلفائه الجدد مثل جمهور «التيار الوطني الحر» الغريب عن لغة الحزب وأدبياته بل وعن أهدافه وأساليبه ايضاً.
وفي هذا السياق، يرصد احد المراقبين الذي يعيش في منطقة «تخضع لنفوذ حزب الله»، ان الحزب بات اخيرا اقل تشددا بدرجات في التعاطي مع «المحاذير الدينية» التي كان متمسكا بها عند نشأته، ويعطي مثالا على ذلك، تغاضي الحزب عن بعض الشبان الذين يشربون الكحول او غضه الطرف عن بعض العادات والتقاليد الشعبية كالافراح والرقص، وذلك في محاولة لعدم الاصطدام مع الجمهور الشيعي العريض الذي التحق بالحزب والذي لم يكن تقليديا محسوباً عليه.
كما يشير احد محازبي «التيار الوطني الحر» الى ان كوادر «حزب الله» وقياداته ونوابه باتوا وبشكل ملحوظ، يسلكون مؤخرا سلوكا اكثر مرونة وأقل تحفظا خلال المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الحزبية المشتركة.