المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني التجربة البرلمانية الكويتية تتراجع



المراسل
11-25-2008, 12:14 AM
قال: إن بوش أفشل رؤساء أميركا.. وحوار الأديان يجب أن يتبناه العلماء

البحراني لـ«الدار»: التجربة البرلمانية الكويتية تتراجع


http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/11/24/M1/193712669-p7-01_med_thumb.jpg
الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني


محمود بعلبكي:

في حوار اتسم بالصراحة والخروج عن قاعدة الحوارات العادية تحدث عضو اللجنة الاستشارية الشرعية لملك البحرين الباحث والكتاب الاسلامي البحريني سماحة الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني عن كل الهموم البحرينية والكويتية التي افرزها الازمات السياسية والاقتصادية والتي انعكست على الوضع الاجتماعي للشارع البحريني والكويتي واوضح ان الطريقة التي تتم بها عملية التجنيس بالبحرين تضر بمصلحة البحرين واشار الى ان المعارضة البحرينية تخدم التوجه البريطاني للضغط على حكومة البحرين من اجل منح المعارضة مساحة اكبر لمصالحها.. عدة هموم وقضايا نوردها في الحوار التالي:

• هل زيارتكم تأتي ضمن عملية تنسيق وتشاور مع المسؤولين في الكويت؟
- هي زيارة عامة وشاملة بين فترة واخرى نزور فيها الكويت لتبادل الرأي وبحث اوضاع المنطقة وكذلك التطورات السياسية والفكرية ولنا لقاءات جيدة مع الاخوة الناشطين على المستويات السياسية والدينية والفكرية.

ولنا علاقات قديمة مع بعض النواب وهذه العلاقة لا شك انها تطور المسيرة الاصلاحية في المنطقة وترشد الفكر الديمقراطي ضمن الاطر الاسلامية وتأهي هذه الزيارات لتساهم في بناء المنطقة الخليجية ونحن نرى ان التحديات خطيرة على جميع المستويات فلا بد من تكثيف هذه اللقاءات والزيارات وتبادل الاراء وكما في الحديث عن الرسول «صلى الله عليه وسلم».. «اعقل الناس من جمع عقول الناس الى عقله» فكلنا في الخليج اسرة واحدة، ونسيج متقارب وهذه العقول يجب ان تتعاون على البر والتقوى ان ارادت الخير للجميع ولنفسها.

أزمة الديمقراطية والاستجواب
• خلال تواجدكم هذه الايام في الكويت، فان مجلس الامة يعيش حاليا عاصفة الاستجوابات التي ربما عاشتها البحرين منذ فترة ما تعليقكم؟
- نحن في البحرين عندما ننظر الى الديمقراطية الكويتية ننظر اليها باعجاب، وكنا في السبعينيات منذ بداية العملية الديمقراطية والعمل النيابي في الكويت الشقيقة نتطلع لمثل هذه الحالة الايجابية على مستوى البحرين ايضا ولذلك قضينا فترة 25 سنة في العمل السياسي من اجل ايجاد حالة ديمقراطية في البحرين والحمد لله في عام 2000 بدأت المسيرة الديمقراطية في البحرين بتوجيهات من ملك البحرين وهذه النظرة لا نزال نحملها تجاه اخواننا في الكويت ولكني الاحظ ان هذه التجربة بدأت تتراجع عن الصورة المثالية التي كنا نحملها تجاه العمل النيابي في الكويت. والان مع هذه الاستجوابات البعيدة جدا عن العمل النيابي والتي لا نجد لها اي مبرر عقلاني نخشى ان تسقط هذه التجربة النيابية في الكويت والتي اعطت الكويت صورة جميلة على مستوى الخليج والشرق الاوسط وعلى المستوى العالمي ونخشى ان تتزعزع هذه الصورة بطرح قضايا في مجلس الامة فالقضية التي من اجلها طلب استجواب رئيس الوزراء ليس لها من الاهمية كالصورة التي اظهرورها وهذا عمل لا يليق بالكويت الشقيقة فمجلس الامة مكان لطرح مبادرات لتطوير هذا البلد والخروج من ازماته الاقتصادية وخصوصا ما جاء منها تحت ضغط الازمة العالمية الجديدة واعتقد ان البرلمان الكويتي بأمس الحاجة الى مناقشة ملفات لا تشتت الوحدة الوطنية وتمزق صرح الاخوة الاسلامية في هذا البلد الشقيق.

الوضع في البحرين مختلف
• ولكن الشعب البحريني تذمر ايضا من كثرة الاستجوابات المقدمة داخل البرلمان فهل الوضع مشابه لما هو حاصل في الكويت؟
- الوضع يختلف عما لدينا في البحرين، فالمجلس النيابي البحريني مصاب بهذه الآفة الى حد ما ولكن التجربة البحرينية لا تزال في المهد عما هو بالكويت فهي لا يقل عمرها عن دورتين. فهي قياسا لعمرها تجربة لا بأس بها ولكن المقارنة بين ما يطرح بين المجلس النيابي في البحرين وبين نظيره الكويتي تختلف كثيرا.
هناك قضايا ثانوية تطرح في المجلس عندنا ولكن لا تطول رئيس الوزراء او الرموز الكبيرة في البلد وتلك قضايا اقرب ما تكون امورا هامشية فما ورد من استجواب لرئيس الوزراء الكويتي على خلفية قضية سماحة السيد الفالي امر ليس باللائق.. وكان الحوار خارج البرلمان كفيل بحله.

صراع مراكز السلطة
• اظهرت المعارضة تذمرها العلني من الوضع القائم في البحرين وقالت ان هناك عقما في عمل مجلس النواب المنتخب بوجود مجلس الشورى المعين ووجود صراع بين مراكز السلطة يجهض كل عمليات الاصلاح. ما تعليقكم؟
- مجلس الشورى في البحرين ارتآه جلالة الملك لضرورات تتصل بالمكونات السياسية والاجماعية في البحرين ومما لا شك فيه ان هناك معارضة سياسية لا تقبل بوجود مجلس شورى الى جانب المجلس النيابي ولكن هنا الامور خارجة عن ارادة المعارضة اذا ما ارتآه ملك البلاد وله صلاحيات في ذلك. ونحن نتحدث عن الجانب النيابي وفيه من الايجابيات والسلبيات ولكن عند المقارنة مع ما طرح في مجلس الامة الكويتي من مناقشات على قضايا ليست بذات اهمية وعلى مستوى استهداف رئيس مجلس الوزراء فذلك امر غريب فالقضايا الخلافية بين الشيعة والسنة في تفسير حوادث التاريخ كانت ولازالت، اما الباسها لباس المذهبية وباللون السياسي فلا تخدم الامة ومصيرها في هذا العصر.

الوفاق تستجوب
• في احدى جلسات ابريل رفعت للمرة الرابعة طلب استجواب مقدم في كتلة جمعية الوفاق النيابية لوزير شؤون مجلس الوزراء احمد بن عطية ال خليفة على خلفية اهمال واخفاء معلومات سكانية عن عدد السكان في البحرين. ما تعليقكم؟
- لم يكن في تاريخ المجلس النيابي البحريني استجواب لشخص رئيس الوزراء. بل هناك نداءات في المعارضة وفي الشارع على هذا المستوى ولكن على مستوى نواب البرلمان بطرح استجواب رئيس الوزراء ولقضايا صغيرة فلم يحدث هذا. نعم النواب طالبوا باستجواب بعض الوزراء في قضايا لها من الاهمية ولها صدى على المستوى السياسي والاقتصادي وما شابه ذلك.

المعارضة الشيعية
•ما صحة الاتهامات التي تطلقها المعارضة الشيعية بأن الحكومة تسعى من خلال التجنيس السياسي خارج اطار القانون الى استهداف تحويل الميزان الديموغرافي على حساب اغلبية السكان الشيعة؟
- المعارضة تقدم ادلتها في هذا الامر والصوت الرسمي في البحرين ينفي ذلك ولكن في الشارع نرى هذه الادلة متجسدة في حركة المجنسين على الارض وهناك مجنسون نلتقي بهم في اكثر من مرفق في المجتمع. فالتجنيس عملية لا يمكن انكارها والمعارضة تطرح هذا الملف بقوة لانها تنظر من زواياها واعتقد ان الحكومة لا بد ان تراجع هذا الملف مراجعة موضوعية وبروح وطنية بعيدة كل البعد عن بعض الخلفيات التي دفعتها الى تجنيس من قد يكون تجنيسهم مخلاً بالديموغرافية البحرينية والنسيج الاجتماعي والثقافي وقد حدثت مع الاسف حوادث امنية من قبل المجنسين تثبت ان هناك خطورة فعلية في هذه العملية تجاه الوحدة الوطنية فالتجنيس قضية تفتقر الى دراسة وحوار بين السلطة والمعارضة.

خلفيات تجنيسهم
• ما الخلفيات التي جعلت الحكومة تقدم على تجنيس هؤلاء؟
- قد تنظر الحكومة الى مستقبل البحرين بادخال عناصر جديدة الى الجسم البحريني وعلى المدى البعيد قد ينسجم هؤلاء مع المجتمع البحريني وسيزيد الشعب من نصف المليون الى مليون وقد تكون خطة مستقبلية لذلك .

وقف التجنيس
• هل هي لمصلحة البحرين؟
- ان الامكانيات الخدمية والتجارية والاقتصادية لا تستطيع تحمل اتساع دائرة التجنيس وفي لقاءاتي مع المسؤولين اطالب بوقف هذه العملية وحصرها فيمن يستحق الجنسية وان تكون بناء على الكفاءة العلمية والمقدرة على المشاركة في التنمية الاقتصادية اما الطريقة التي تتم فيها عملية التجنيس الان فاعتقد انها تضر بمصلحة البحرين كما اضرت بحاضرها.

السيناريو المذهبي
• هل هناك تخوف من اصابة البحرين بعدوى السيناريو المذهبي بعد ظهور الابعاد المذهبية للقضايا العامة بوضوح بين السنة والشيعة وعودة المواجهات الى الشارع البحريني مجددا واخرها في الثاني من ابريل الماضي خاصة ان القاعدة تستغل بؤر التوتر؟
- نحن نتخوف كثيرا من الفكر السلفي التكفيري اما السلفي المعتدل الذي لا يكفر غيره فلا خوف منه فالفرق يأتي من الذي يكفر الطرف الاخر ليمهد لسفك دمه، وهذه الجماعة تستغل من قبل اعداء الامة الاسلامية والعصابات المافاوية التي تطمع في دول المسلمين فلا بد من دراسة ظاهرة العنف السياسي من القاعدة وغير القاعدة بالتأكيد على الروح التسامحية في الاسلام وان نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاء رحمة للعالمين، والعنف يضر بصورته وسمعته فلا بد من التركيز ان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما اراد ان يهدي المشركين لم يستخدم العنف كهؤلاء الذين يزعمون انهم يسيرون على نهجه فلم يكن يذبح ويقتل البريء والمذنب بانفجار مروع فلا يمكن ان يكون ذلك من سيرة رسول الرحمة.
فالاخوة السنة والشيعة لا بد ان يقتدوا بسنة نبي الرحمة ورسول الالفة والمحبة.وعلى مستوى البحرين والخليج يجب على الحكومات التي تود ان تستقر اوطانها دعم الفعاليات الوسطية وعلى العلماء والمفكرين ان ينشطوا لارساء هذه الثقافة الاسلامية الصحيحة وتطويق ثقافة العنف والعدوان والتكفير فاذا اشتعلت نار التكفير والارهاب فسيحترق بها الجميع .

خط الزلازل السياسية
• تقع البحرين على خط الزلازل السياسية فهي تجاور ايران التي تملك محطة بوشهر التي تبعد عنكم كيلو مترات معدودة، كما ان هناك قاعدة عسكرية اميركية فهل انتم مستعدون لتدارك اي خطر قد يقع في ظل الاتهامات الموجهة لشيعة البحرين بالولاء الى إيران؟
- البحرين لا شك انها على خط الزلازل السياسية والاحداث العسكرية وتتأثر بها سريعا لذلك لا بد ان تتحرك القيادة السياسية في البحرين بالتعامل الحكيم مع كل الاطراف سواء مع الوجود الاميركي او الواقع الايراني، وايضا هناك داخل البحرين بعض الثغرات لا بد ان تسدها القيادة في البحرين عبر معالجتها للملفات الوطنية التي تحتاج الى تعاون بين السلطة والمعارضة للوصول الى حل وسط لملء الفراغ الذي يمكن من خلاله ان تنفذ القوى الخارجية الى الداخل البحريني، فاذا عالجت القيادة السياسية في بلدنا هذه الملفات فلا يبقى مجال لاتهام الشيعة مثلا بعلاقتها مع الاجندة الايرانية.

المراسل
11-25-2008, 12:16 AM
ثلاث حكومات بحرينية

• هناك قوى سياسية في البحرين تقول ان لديكم ثلاث حكومات، الاولى التي يرأسها رئيس الوزراء والثانية يرأسها ولي العهد والتي تسمى مجلس التنمية الاقتصادي الذي يقوم بوضع الخطط الاقتصادية وفرضها على الحكومة، اما الحكومة الثالثة فتقع في الرفاع في القصر الذي يديره وزير الديوان الملكي وهي المسؤولة عن عمليات التجنيس وعمل التحالفات الانتخابية وتحديد الفائزين فيها ومصادرة الاراضي البحرينية وتوزيعها على رجال الموالاة وكبار الشيوخ.. ماتعليقكم على ذلك؟

- من الصعب ان نتحدث في هذا التصنيف بهذه الشاكلة ولكن في كل الدول هناك مراكز قوى يتوزعها المتنفذون لترسيم مرئياتهم، اما على مستوى البحرين فهناك لاشك مراكز قوى متعددة بينها قواسم مشتركة وايضا نقاط افتراق وتباين في وجهات النظر. اما ان يكون كل ذلك في صالح الوطن فهذا لا نستطيع القول به ولكن قد يمارس المتنفذون في مواقعهم سلطات خارجة عن مصلحة المواطنين وحال البحرين حال غيرها من الدول التي تعيش هذه الاختراقات، ولكن بشكل عام يمكن تصحيح الاوضاع بشكل تدريجي ونعتقد ان التنمية الفكرية والسياسية والاقتصادية تؤثر على تقليص دور مراكز القوى الفردية واعتقد ان الشعب البحريني يستطيع ان يتفاعل مع التجربة الديمقراطية الجديدة وينمي هذه التجربة باتجاه ترشيد السلطات الثلاث وفصلها عن التمازج والتداخل والاستغلال.

تدخل حزب بريطاني

• لاحظنا تدخلا من قبل حزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني بتوجيه اتهام غير مسبوق لملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة يفيد بانه قد وجه تهديدات للمدافعين عن حقوق الانسان، سعى الى حجب اصوات المعارضة مما يعد سابقة بتوجيه اتهامات للملوك من هذا النوع، كما ذكروا ان البحرين تحاول منع نشطاء حقوق الانسان من اسماع صوتهم الى العالم الخارجي ويتعين النظر الى تهديدات الملك في اطار قضايا الاحتجاز والتعذيب الاخيرة التي تحدث عنها مركز البحرين لحقوق الانسان، ماتعليقكم؟

- منذ بداية الثمانينات كان الحضور البريطاني في تقلص قياس الى الحضور الاميركي الذي تمدد باستمرار وبالتالي قد يدخل الحزب البريطاني في التجاوزات السياسية عندنا بناء على الرغبة البريطانية لاعادة التوازن في النفوذ، ولربما ملفات المعارضة البحرينية تخدم التوجه البريطاني للضغط على الحكومة البحرينية من اجل الحصول على مساحة اكبر لمصالحها، وهذا التجاذب اراه موجودا في البحرين كغيرها من البلدان التي تتصارع عليها القوى الكبرى، والمعارضة حين تطرح قضاياها على السياسة البريطانية فهناك من يلتقي معها لا لوجه الله بل لمصالحها المشتركة مع المعارضة كما حصل بين الادارة الاميركية والمعارضة العراقية في اسقاط نظام صدام.

ونحن لا ننكر ان الحكومة البحرينية قد تخطئ في تعاملها مع ملفات المعارضة وكان ينبغي في ظل التوجه الاصلاحي لجلالة الملك ان تترجم السلطات خطاب الملك بشكل افضل واجمل وابعد عن اثارة المعارضة، ولكي يبدو ان الامور تحتاج الى شحنة اضافية تدفعها الى الاصلاحات بعيدة عن الخلفيات التي عاشتها البحرين في الثمانينات والتسعينات ونحن نحتاج الى نضج اكبر في العمل الرسمي وايضا نضج اكبر في المعارضة وهذا النضج في الطرفين سوف يعالج الملفات التي لاتزال بعضها عالقة وبذلك لاتستغل هذه الملفات اقليميا ولاتجلب احتقانات وتراكمات جديدة.

نضوب النفط

• ما صحة التقارير التي تتحدث عن امكانية نضوب موارد النفط والغاز خلال عقدين من الزمن مما سيفقد الحكومة عوائد مالية هائلة؟

- هذا خطر محدق بالبحرين ولكن اقتصاد البحرين لايعتمد على النفط كثيرا فنستطيع ان نقلل من خطورة هذه المشكلة باعتبار ان البحرين لديها موارد اقتصادية اخرى على مستوى المصانع والانتاج والسياحة وشركات عالمية واقليمية ولديها من القوانين التي تسهل الاستثمار داخل البحرين، وهي نقاط قوة تبعدها عن ضربات الازمات المالية وسوق الاسهم المرتبطة بالنفط والعقار.

آراء السيستاني

• هناك تشويه لآراء السيستاني في العراق وموقفه من الاتفاقية الامنية فما اسباب تلك الضجة الاعلامية؟

- الاتفاقية في اساسها موجودة بين اميركا واكثر الدول العربية والاسلامية التي خضعت للمصالح الاميركية بطريقة أو اخرى والدول العربية المستقرة امنيا لها مثل هذه الاتفاقيات ولكن لم تطرح على مستوى الإعلام وبسبب طرح الاتقافية الامنية في العراق على وسائل الاعلام اثيرت حولها الزوبعات وان اميركا تمرر اتفاقياتها رغم هذه الاعتراضات، والمصلحة العراقية لو اردنا ان ننظر اليها بنظرة اسلامية بحتة فهي في نبذ اية اتفاقية مع دولة اجنبية احتلت ارضا اسلامية لاغراض واهداف معينة ولكن اذا نظرنا بنظرة واقعية فان هناك واقعا في المساحة العراقية قد أتى بالوضع الحالي، فالاتجاه الذي ارساه المرجع الديني سماحة السيد السيستاني هو الاتجاه الصحيح فالحكمة تقتضي التعامل مع القضية بمستوى الواقع وحدود المقدره، ونحن لابد ان نقبل ان الواقع الذي احدثه صدام هو الذي انتج هذا الواقع الجديد وان مجيء اميركا لاسقاط صدام واحلال نظام يتبع المصالح الاميركية ينتج الارضية الخصبة للقبول بهذه الاتفاقية.

وطموح المعارضة العراقية للاتفاقية الامنية لايمكن ان يتحقق على ارض الواقع لكنه طموح جميل للتاريخ، فعلى المعارضة ان تسجل هذه المواقف الشريفة والمبجلة وهو امر جيد واعتقد ان المحاولات التي جاءت اليها القوات الاميركية هي التي ستفرض نفسها رغم ان المستقبل بيد الله عز وجل.

التيار الصدري
• لماذا لم يلتزم التيار الصدري بآراء السيد السيستاني تجاه الاتفاقية مما يظهر تباينا في الصف الشيعي تجاهها؟

- ليست كل التيارات الشيعية تتبع السيد السيستاني والتيار الصدري له كيانه المستقل ورأيه في القضايا المختلفة منذ ما قبل سقوط النظام الصدامي وهذا الفرز كان موجودا.

بوش والإرهاب

• ما الذي حققه بوش في حربه على الارهاب بعد كل السنوات التي مرت ومطالبة ادارته بالحوار مع طالبان في نهاية المطاف مما احرج بعض الدول العربية التي انجرت وراء حربه على الارهاب؟
- لا شك ان بوش من افشل رؤساء اميركا، ولو اطلعنا على الدراسات الاستراتيجية حول فترة رئاسته لعرفنا انه لم يكن موفقا، ولذلك رفضه الشعب الاميركي في منح اوباما رأيه ودعمه، والنظام الطالباني والقاعدة بتصوري وحسب الادلة كانت صنيعة السياسة الاميركية لمحاربة السوفيت. فمن هناك بدأت النطف الطالبانية تزرع في رحم الامة وبدعم ومباركة اميركية، واستغلت اميركا العقلية الطالبانية في سبيل ارهاب الدول وابتزازها وفرض القيود الاقتصادية والتبعية السياسية لنفسها وبيعها الاسلحة عبر ورقة الضغط التي صنعتها منذ تلك الفترة، وطالبان بالاساس تتحرك ضمن المخطط الاميركي وخاصة لتشويه صورة الاسلام في الغرب.

اما بوش فحاول ان يلعب بهذه الورقة خاصة في احداث 11 سبتمبر حتى يدخل العالم بفرض القوة الاميركية العظمى عليه وبهذه الحادثة المفتعلة «11 سبتمبر» وعملت الادارة الاميركية خطتها على بسط الهيمنة على بلاد المسلمين ولكن بوادر الفشل بدأت تظهر واحدة تلو الاخرى واخيرا جاءت لتحرج حكام المسلمين بفتح باب حوار مع طالبان وايران والتراجع في العراق وجاءت عاصفة الازمة المالية لتؤكد هذا الفشل، فالاخطاء السياسية التي وضعت رؤوس الاموال على سراب في الاستثمارات الوهمية هي من ادلة فشل السياسة التي قادها بوش في عهدين من رئاسته. وقد يكون الوضع القادم لرئاسة اوباما اقرب الى الواقعية ومصلحة الشعوب وتهدئة المناطق التي اشعلها بوش، وتأسيسا على هذه التجارب الفاشلة ارى ان العهد الاميركي الجديد قد يكون افضل لاميركا والعالم.

وبالطبع لا نستطيع القول بان اوباما سيستطيع تصحيح تلك الاخطاء ومعالجة تلك المشكلات في ليلة وضحاها.