المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نور الشريف: أدمَنْت الحبوب المخدرة لعامَيْن!



سلسبيل
11-24-2008, 07:02 AM
الجريدة الكويتية

القاهرة - مصطفى ياسين


عقله يحدد مشاعره، أحلامه تسابق أيامه، جديته تسبق أفكاره وحماسته أهم كلمة في قاموس حياته. يعشق الحوار، يواجه التحدي، يرفض الإنكسار.

إنه محمد جابر محمد عبد الله الملقب بــ «نور الشريف}.

حدثنا عن مكان ولادتك.

ولدت في حي فقير في ملامحه وثري بمشاعره وعظيم بعلاقاته، في منطقة بين السيدة زينب والخليفة، تحديداً في حارة «الصايغ»، وهي صورة نموذجية للحارة التي رأيناها في أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

كان أمام كل بيت حجران نجلس عليهما ولا نعرف الحكمة في وجودهما، لبيتنا القديم باب ضخم وحوش كبير ومخزن يضم بقالة عمي ووالدي، ولم يسكن أحد غريب معنا سوى الخياطة.

ما الذكريات التي بقيت عالقة في ذهنك عن أفراد أسرتك؟

كان عمي أمين نموذجاً لشخصية «السيد عبد الجواد» في ثلاثية نجيب محفوظ، مع ذلك كان يحبني ويسمح لي بالجلوس معه على مائدة الغداء يوم الجمعة، كان يرعب البيت طيلة فترة وجوده فيه ولمجرد أن يغادره تعود الحياة ونسمع الضحكات في كل مكان وكأن كابوساً انتهى .

ومن الأشياء التي لا أنساها في طفولتي فنجان القهوة الذي أحببته من يد عمتي، كانت لها وصفة خاصة عبارة عن بن وحب هال وجوزة الطيب، تمنح هذه المكونات القهوة مذاقاً ما زلت أشعر به في فمي إلى اليوم.

كيف اكتشفت أن من كنت تظنه والدك لم يكن كذلك؟

عندما كنت في السادسة من عمري ناداني المدرّس في مدرسة أحمد بن طولون الإبتدائية باسم محمد جابر فلم أردّ، عندها سألني: ما اسمك؟ أجبت: نور إسماعيل، فقال لي: لا إسمك محمد جابر.

ركضت إلى المنزل والدموع تملأ عينيّ، وعندما سألت عمتي حقيقة الأمر أخبرتني أن والدي توفي وأنا في عامي الأول وأن عمي اسماعيل هو الذي رباني، عندما سمعت ذلك فهمت سر إقامة والدتي بعيداً عنا.

هل سبب لك فقدان الأب عزلة؟

أكيد، مع أن أعمامي عاملوني معاملة جيدة إلا إن صوتاً في داخلي كان يردد: من يحبك ليس أبوك! لذلك أوصى القرآن الكريم باليتيم لأن أحاسيسه الداخلية تختلف عن أحاسيس من له أب أو أم.

كانت والدتك موجودة وغير موجودة في الوقت نفسه.

سبب لي هذا الوضع عقدة فظيعة خصوصاً بعدما تزوجت، فتضايقت مع أني كنت أجهل ظروفها لكن الحمد لله، عشت وسط عائلة تزخر بالمشاعر الجميلة والتضحيات.

مثلاً ربّت عمتي ستة أيتام بعد وفاة والدتهم وكانت الزوجة الأولى لزوجها. كذلك ربتنا أختي عواطف ولم تفكر في الزواج .

لكن المشكلة الحقيقية في حياتي آنذاك أني لم أكن أعي شكل أبي ولم أرَ صورته إلا في عيون المحيطين بي حين يقولون: أنت صورة طبق الأصل عن المرحوم جابر .

ولعلمك أبي مات بعمر 26 عاماً لذلك تزوجت بعدما تجاوزت هذه السن، خشية من الموت خصوصاً أن ابن عمي مات وعمره 26 سنة.

هل كنت متفوقاً في الدراسة؟

نعم على الرغم من كرهي للدرس.

ما أكثر مادة كرهتها؟

الحساب وحتى الآن لا أدري السبب.

كنت أحد أشبال نادي الزمالك وبالتحديد دفعة الكابتن حمادة إمام ونبيل نصير فهل حلمت أن تكون يوماً أحد نجوم كرة القدم؟

لا، لأن جسمي كان ضعيفاً في طفولتي، ولم أكن أفعل شيئاً في الملعب سوى الـ{ترقيص} لاستعراض مهاراتي الفردية وهذا لا يكفي.

ما سر عشقك لـ «لعبة البلياردو»؟

فيها متعة غريبة، ترتب دماغك وتنسيك همومك ومشاكلك لأنها توفر قدراً عالياً من التركيز .

هناك مثل يوناني يقول: الخطيئة هي ألا نتعلم من الخطأ. في حياتك خطأ نجحت في علاجه وهزمته قبل أن يهزمك، وهو إدمان الحبوب المخدرة. أخبرنا عن هذه التجربة.

بعدما حققت الشهرة في مسلسل «القاهرة والناس» ملأت صوري الجرائد والمجلات وطاردني الناس في الشوارع، وسبقتني الأضواء في كلّ مكان ذهبت إليه، ففقدت توازني ونسيت نفسي. سافرت في تلك الفترة إلى بيروت وكانت في قمة ازدهارها كبلد سياحي، وبعد وصولي بأيام همس في أذني صديق أن أجرب الحبوب المخدرة لأنها تمنحني السعادة والنشاط، على حد قوله. سمعت كلامه للأسف.

جربتها واعتدت عليها وأدمنتها، وكانت النتيجة دعاوى بالعشرات ضدي، إذ كنت أعمل في فيلم وقبل أن ينتهي تصويره أتركه وأسافر إلى بلد آخر، من دون أن أخبر أحداً وأتقاضى عربون فيلم جديد وأبدأ تصويره ثم أتركه وأسافر إلى بلد ثالث، وذلك لتأمين المال الكافي لشراء المخدرات.

انغمست في هذه الحبوب التي تدمر الدماغ، بقيتُ على هذه الحال عامين، عندما عدت إلى مصر رفض المخرجون والمنتجون التعامل معي ونبذني الوسط الفني، فقررت التخلص من هذه الكارثة. عالجت نفسي بنفسي من هذه السموم وعانيت آلاماً فظيعة قبل أن يتحقق لي الشفاء الكامل.

بمَ تحكم على الناس بإحساسك أم بعقلك؟

بإحساسي.

وعندما يصدمك تصرف معين من صديق؟

أشعر أن الكون «انهدّ».

ما أسوأ شيء يمكن أن تتعرض له ؟

الظلم.

كيف تواجهه؟

أحاول الدفاع عن نفسي بكل الطرق الشرعية، وإذا استمر الظلم أفكر في الهرب.

هل فشلت في تحقيق شيء ما بعدما صبرت عليه طويلاً؟

نعم، السباحة، فحتى الآن أغرق في شبر ماء.

هل تنام بسهولة أم تعاني من الأرق؟

إذا قررت النوم، أنام فوراً ومهما تأخرت استيقظ باكراً جداً.

ما نقطة ضعفك؟

الإحراج الذي أشعر به بسرعة في أي وقت.

متى شعرت بالانكسار؟

يوم وفاة عمي إسماعيل ويوم وفاة عاطف الطيب.

هل دمعتك سخية؟

ليس دائماً.

ما أسوأ شيء في شخصيتك؟

الإسراف.

ما الذي تهرب منه؟

المرض.

ماذا يحيرك؟


مصير الناس في ظل العولمة.

ما الذي يزعجك في شخصيتك؟

حب الأكل.

هل يزورك الاكتئاب كثيراً؟

نعم لدرجة أن أصدقائي يطلقون علي لقب نادي الإكتئاب العالمي. الاكتئاب قرين المعرفة وأنا من أشد الباحثين عن المعرفة سواء بالقراءة أو التأمل.

هل تخشى الحسد؟

نعم، أتعرض للحسد بسرعة، الغريب أني كنت أدخل المستشفى لأكثر من عشرين يوماً بعد نجاح أي فيلم من إنتاجي بسبب آلام في العمود الفقري، أذكر أنني هربت في اليوم الثاني من عرض فيلم «حبيبي دائماً» إلى لندن خوفاً من الحسد، مع ذلك أنكسرت ساعتي التي كنت أعتز بها.

وهل هذا سبب حبك للبخور؟

أكيد أحب البخور وقراءة القرآن.

وماذا عن تعمقك في حياة الفراعنة وأسرارهم؟

أحب تاريخ الفراعنة وأتمنى تقديم عمل عن هذا العالم الغامض القديم.

هل أنت متردد؟

لا

سعيد؟

إلى حد ما.

كلمة أخيرة تتمنى أن تقولها؟

أن أرى مصر مثلما أحلم بها دائماً .