المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلم الشيعي .....أحمد الصراف



جمال
11-11-2008, 10:28 AM
كتب أحمد الصراف : القبس


لست معنياً، لا من قريب ولا من بعيد، بالاختلافات والاحقاد الطائفية التي تعصف بمجاميع كبيرة من مواطني وطني، ولست مجبرا على تبرير وجهات نظري او الدفاع عن مواقفي، فهذا ليس غرضنا ولا هدفنا هنا.

تبلورت فكرة هذا المقال مع الساعات الاولى لانتخاب باراك اوباما لاقوى منصب تنفيذي في العالم. وان ينجح اميركي من اصل افريقي ومن خلفية دينية مثيرة للجدل، ومن خارج آلة الواسب WASP الرهيبة، التي لم تخترق الا لمرة او اثنتين في تاريخ اميركا، وفي دولة كانت العنصرية، ومعاداة السود والتحيز الشديد ضدهم، هي السمة الغالبة، ولا تزال، في الكثير من الولايات الاميركية، فإن هذا يعني انه ليس هناك ما لا يمكن تحقيقه، خاصة في عالمي السياسة والعلاقات الانسانية.
وصول «افريقي» للرئاسة حقق حلما طالما راود «مخيلة» القلة من الاميركيين، فالغالبية لم يخطر على بالها حتى ان تفكر في هذا الحلم لشدة بعده عن الواقع، وحتى قبل ساعات قليلة فقط من تحققه، ومع هذا اصبح الحلم واقعا، واصبح من كان والده مسلما كينيا وعاش في اميركا مسلما كينيا، وعاد إلى وطنه مسلما كينيا، بعد سنتين فقط من ولادة ابنه، ليموت هناك مسلما كينيا، اصبح ابن ذلك الرجل المسلم الكيني، وبالرغم من كل المحاذير والعوائق، وحتى التهديدات، رئيسا لاقوى آلة عسكرية وسياسية ومالية عرفها التاريخ.

من هذا المنطلق من حقي ان احلم، كما حلم زعيم الحقوق المدنية الاسود، القس مارتن لوثر كينغ، قبل قرابة نصف قرن، في خطابه الشهير الذي القاه في واشنطن في اكبر تظاهرة مناوئة للعنصرية في تاريخ اميركا من حقي كمواطن كويتي ان احلم بوطن يتساوى فيه الجميع امام القانون، وتكون للجميع فيه حقوق مدنية واحدة، من حقي ان احلم لانني لا اود ان اصدق ان ينجح من لم يتجاوز الـ47 من العمر في الوصول للمنصب رئيس الولايات المتحدة، بالرغم من كل العوائق العرقية والدينية والعنصرية، ولا يستطيع، لا بل يحرم على، مواطن كويتي، ابا عن جد عن جد اكبر، ولو بلغ الستين من العمر، يحرم عليه العمل كمراسل في 50% من الشركات المساهمة، وبالذات الاسلامية، دع عنه عدم قبول المواطن نفسه للعمل في عشرات الجهات والدوائر الحكومية الحساسة، لا لشيء الا لانه شيعي، ولو كان من القطيف، ولو كان تراب اكثر من مقبرة تضم رفات ابيه وجده الاول ومن سبقه!

كيف يمكن ان نصدق ان من جاء الكويت قبل اكثر من 200 عام ليس اهلا للثقة فقط لانه شيعي، وان الآخر، وفقط لانه من مذهب آخر، تفتح كل الابواب امامه ويرحب به في كل جهاز خاص وسري. بالرغم من انه لم يحصل على الجنسية الا قبل 10 او 12 سنة مضت؟ ولماذا يصبح من يربي لحية وينتسب للسلف او الاخوان ويحارب في جيوش جمع الاموال لديهم، لماذا يصبح افضل من غيره، ويسمح له بالخطابة في المولات وتفتح له من التلفزيون القنوات ليقدم من خلالها التمثيليات والهلوسات، ويعالج المرضى والمريضات بالضرب بالهراوات ليخرج الجن من ابدانهم المتعبات؟ هل يمكن ان يصدق عاقل هذا الذي يجري في الكويت، وحتما في غيرها من الدول الاسلامية؟ وهل يلام هذا «المواطن»، او غيره من الذين مورست مختلف صور التحيز العرقي والمذهبي ضدهم، ان قام بدفن احزانه ويأسه في الحسينيات او تجنب المجتمعات وغرق في التطرف وارسل الخمس إلى خارج الدولة ونادى بالولاء الديني للآخر، واقام المآتم المثيرة للجدل وتعسف في صوته الانتخابي، واعطاه، نكاية او اقتناعا، لاكثر المرشحين تطرفا وغلواء؟

لدي حلم بان تقوم حكومتنا بالتخلي عن الحيرة التي تعصف بها وان تحزم امرها، وتصدر برنامج قواعد واخلاقيات العمل، او Affirmative Action، تمنع بموجبه اي جهة، وان تبدأ بنفسها، من ممارسة التمييز العنصري ضد احد بسبب الجنس او العرق او المذهب، وان يكون للجميع الحق في الحرية والعمل والحق في السعي بحثا عن السعادة، فهذا اقل ما هو مطلوب من الحكومة القيام به.
فوطن يشكو جزء كبير من مواطنيه من مثل هذا التحيز في المعاملة معرض دائما لان يخان ولا يصان ولا يحترم! فالوطن، اي وطن، لا يساوي شيئا، ولا يستحق الدفاع عنه والاخلاص له والذود عن حياضه ان لم يشعر مواطنوه بالحرية والكرامة فيه، وبان للجميع حقوقا متساوية في العيش الشريف تحت مظلة القانون.

وقد سبق ان قال مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير: «.. الآن هو وقت الوفاء الحقيقي لوعودنا الديموقراطية. الآن هو الوقت لان ننهض من ظلام الوديان المهجورة والى طرق العدالة الاجتماعية المضيئة. الآن هو الوقت الذي نرفع فيه امتنا من حفر الرمال المتحركة والى صخور الاخوة الصلبة والمستقرة.، الآن هو الوقت الذي يمكن ان نجعل فيه العدالة حقيقة للجميع، وليس للبعض فقط».


ملاحظة: يقيم «صوت الكويت» في الخامسة مساء اليوم احتفالية بمناسبة مرور 46 عاما على صدور الدستور الكويتي. يرجى ضرورة تواجدكم في ساحة الارادة للاهمية، وسنكون في استقبالكم بقلوب مفتوحة.

أحمد الصراف
habibi.enta1@gmail.com

لطيفة
11-11-2008, 02:40 PM
فوز اوباما سيغير كثيرا من الخارطة الاجتماعية في العالم العربي والاجنبي
والكويت سوف تكون جزءا من هذا التغيير المرتقب

زكي
11-11-2008, 07:18 PM
احمد الصراف يبدأ بكلام محايد وينهيه بكلام طائفي

بختصار

حق يراد به باطل

سمير
11-12-2008, 09:25 AM
الحلم الشيعي والآبارثايد

كتب أحمد الصراف : القبس


سرني، وأساءني في الوقت نفسه ذلك الكم من التقدير وسوء الفهم الذي صاحب نشر مقال يوم أمس «الحلم الشيعي»!! فقد بين لي، بوضوح محزن، كم غالبيتنا عنصريون متحيزون جهلة في فهم ابسط الامور، خاصة عند تعلق الامر بمعتقد الطرف الآخر، دينيا كان ام مذهبيا. وكم هم رائعون، أولئك المنطقيون والعقلاء، على الرغم من قلتهم!!

مقال يوم امس لم يكتب لغرض شخصي ولا لتحقيق نجاح انتخابي، وحتما لم يتعلق بحلم مذهبي، فهذا ما لم ولن اسعى اليه لاسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها، كما ان هناك من هو اكثر «اهلية» مني للتصدي لمثل هذه القضايا والمواضيع البعيدة عن اهتماماتي الشخصية. مقال الامس تعلق بمحاولة متواضعة لاعادة كسب قلوب وعقول اولئك الذين فقدهم، او سيفقدهم الوطن نتيجة اتباع جهة ما سياسة التمييز العنصري في التوظيف والمعاملة معهم بسبب اختلافات تتعلق بالعرق او المذهب.

فسياسة «الآبارثايد»، او التمييز العنصري، لا تعني التمييز في المعاملة، بل تعني كذلك الفصل العنصري، اي تحييد مجموعة من المواطنين ومنعهم من دخول اجهزة بسبب الشك في ولائها او لانها من طبقة ادنى.

وقد اتصل بي صديق «قبلي» ليشكرني على المقال وليحاول التخفيف من شعوري بالغبن بالقول ان نسبة كبيرة من جماعته، من ابناء القبائل، لديهم الشعور ذاته بالغبن والحرمان، وان تمييزا عنصريا يمارس ضدهم بمجرد التعرف على اشخاصهم او قبائلهم!! وقال الصديق ان التفرقة في المعاملة تطال شرائح عدة في المجتمع!

رددت على الصديق بالنقاط التالية التي احببت مشاركة القراء فيها:

أولا: لم اشعر شخصيا بالغبن في حياتي، على الاقل بشكل حاد، لكوني ولدت لاسرة شيعية. فقد كان دربي مختلفا منذ اول وظيفة تقلدتها. ولا اعتقد انني لو كنت ولدت لاسرة غير شيعية لكنت اكثر نجاحا او سعادة!

ثانيا: ممارسة التمييز او الكراهية والاستخفاف بفئة او جماعة او طائفة ما امر عادي في جميع المجتمعات.

فهناك دائما طبقة تعتقد انها اكثر تميزا من غيرها، وتقابلها في الجانب الآخر طبقة تكون اقل ثراء، وربما تعليما، وتكون عادة مصدر سخرية بقية الطبقات لسبب او لآخر. وتقع بقية طبقات المجتمع بين هاتين الطبقتين!! ويحاول افراد كل طبقة تجنب النزول لطبقة ادنى في سعيهم للارتفاع لمستوى اجتماعي او طبقي اعلى. ولكن وضع الشيعة في الكويت، وفي اكثر من بلد خليجي، يختلف عن الموضوع الطبقي، ليس فقط بسبب شعور هؤلاء بأنهم ليسوا اصلا من طبقة ادنى، ان لم يكونوا في حالات كثيرة من مستويين تعليمي ومالي اكثر ثراء من غالبية اقرانهم، «الاخرين»، بل بسبب السياسة الرسمية غير المعلنة التي من خلالها يمارس التمييز ضدهم، والتي تتضمن اتهاما صريحا لهم بعدم الولاء او الاخلاص للوطن، او للنظام!

ثالثا: ان كان هناك عدم ولاء من البعض، وهذا ما لا يمكن لجهة الجزم به، فلا يعني ذلك معاقبة الكل بجريرة البعض، خاصة ان جرم هذا البعض لم يؤكد بشكل قاطع بأي مناسبة وطنية، ولو كان هناك خوف من السماح لمواطن ما من دخول جهاز حساس فما عذر الحكومة في السماح، وربما الطلب من المصارف والشركات الاسلامية، حتى تلك التي تمتلك فيها نسب مساهمة مؤثرة، عدم توظيف غير السني فيها؟ هل لأن هذه الشركات تمتلك اسرارا نووية حساسة مثلا؟

اعيد وأؤكد أن ما يهمني حقا هو مصلحة وطني ومستقبله وصحة مواطني هذا الوطن من الناحيتين العقلية والجسدية، وهذا لا يمكن ان يتحقق بغير وقف الحلقة الجهنمية، فالحكومة تطالب الشيعي بالولاء التام، واثبات ذلك بشتى الطرق، قبل موافقتها على رفع الحظر عن توظيفه في اجهزة معينة، والمواطن الشيعي يطالب الدولة اولا برفع الحظر عنه ليكون وقتها مواطنا لا يشك بولائه!

ومن الواضح ان الدولة اقدر من الفرد واقوى منه على التحمل والتضحية، وعليها بالتالي اخذ زمام المبادرة ورفع الحظر رسميا بقانون او مرسوم يمنع التمييز بجميع اشكاله ضد اي مواطن!!
لهذا كتبنا مقالنا المتعلق بالحلم الشيعي والذي يعني الحلم الوطني، وليس أي امر آخر.

أحمد الصراف

habibi.enta1@gmail.com

بركان
11-12-2008, 11:13 AM
الحلم الشيعي والحلم العربي على طرفي نقيض
الثاني يريد الانقضاض على الاول معتبرا انه من خارج اطار العرب بالرغم من ان المذهب الشيعي مذهب عربي من بيت اهل النبوة