بركان
11-10-2008, 05:50 AM
كتبـت روابــي البنــــاي - القبس
من المؤكد أن موضوع اليوم سوف يفتح عليّ أبواب جهنم الحمراء، وسوف أتعرض لحملة هجومية شرسة. ولكن من أجل عين تكرم ألف عين، فمن أجل إيصال المعلومة وتوضيح ما يحدث داخل أركان مجتمعنا الكويتي الذي بدأ يتزعزع ويضعف، سوف أتصدى لأي هجمات.
لا يخفى على الكثير أن المظاهر والمغالاة باتت سمة من سمات المجتمع الكويتي، فللأسف ان احترام الفرد اليوم أصبح يقاس بالساعة التي يلبسها أو بالسيارة التي يقودها أو بحسابه البنكي. وهذه المظاهر شملت الجميع، بمختلف الأعمار، فتجد العجوز التي لم يتبق لها سوى بضع ساعات وتودع الدنيا تقوم بعمليات شد ونفخ لمعالم وجهها المتهالك وجسدها المطاطي حتى تعجب الشباب الصغار، وكذلك تجد الرجل الكبير بالسن قد صبغ شعره ولحيته وشواربه، ويتنطط من مقهى إلى مقهى وهو في كامل أناقته، ويحرص على أن يظهر حافظة نقوده بين حين وآخر وهي ممتلئة عن بكرة أبيها بالنقود، بهدف إغراء البنات ممن يرتدن المقاهي وتزغلل عيونهن النقود، فما حال الشباب من الجنسين الذين يرغبون بارتداء أغلى الماركات وقيادة اغلى السيارات والسفر في كل عطلة، ولا يهم من أين يأتي المال، المهم أن يكون الشي ء المطلوب في متناول اليد وبأي طريقة... فآفة التقليد الأعمى وحب المظاهر أصبحت كارثة هدمت الكثير من البيوت العمرانة وزعزعت كيان مجتمع بأكمله.. لذلك ارتأينا أن نضع أيدينا على الجرح الذي بدأ نزيفه يملأ شوارع الكويت ونحاول أن نضغط عليه لعل وعسى نجد الدواء الشافي له...
النوع الأول:
صفقات العلاقة داخل الحرم الجامعي
دخول بناتهم الجامعة حلم يراود كل أب وأم تعبوا طيلة سنوات مضت ليروا فلذة كبدهم تجلس على مدرج الجامعة لكي تتخرج بعد أربع سنوات وبيدها شهادة تحميها وتضمن لها مستقبلا وظيفيا متميزا عن غيرها ممن لم يحالفهن الحظ باستكمال دراستهن الجامعية. لكن هذا الأب وهذه الأم لم يخطر ببالهما مدى الخطر الذي سوف تجده ابنتهما داخل الحرم الجامعي ممن يتخذون من السمسرة على الأجساد وظيفة لهم. فأعزكم الله انتشرت في الفترة الأخيرة، ولو على نطاق ضيق جدا، «صيادات» داخل الحرم الجامعي ممن يتصيدن بعض البنات المستجدات، فيقمن بإغرائهن بشتى الوسائل حتى يقعن في الشباك ولا أحد بعد ذلك يستطيع إخراجهن.
تبدأ عملية الصيد بتحديد الهدف المراد الإيقاع به، وعادة ما تكون الضحية كما ذكرت من البنات المستجدات ممن يظهر عليهن الركود الاقتصادي، فتقوم هذه «الصيادة» بالتودد لهذه الطالبة وإبداء الرغبة بصداقتها وتعزيز العلاقة بينهما.
بعدها تبدأ بانتقاد طريقة لبسها، وتقول لها إن عليها أن تجاري الموضة وأن تلبس أغلى الماركات، لأنها جميلة وحرام ان تدفن جمالها بهذا اللبس الزهيد. وطبعا ترد هذه الطالبة بكل سذاجة بأن دخلها لا يسمح بأن تلبس ماركات وساعات الماس أو تشتري سيارة قيمتها فوق عشرة آلاف دينار لأن أباها متقاعد وأمها موظفة عادية، ودخلهما لا يسمح بذلك، وأن حلمها أن تلبس الماركات الغالية التي طالما رأتها عبر شاشات التلفزيون، وتتزين بالألماس وتقود سيارة غالية الثمن ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.
وهنا يأتي رد هذه «الصيادة» سريعا، فتطمئن هذه الفتاة بأنها تستطيع أن تساعدها في أن تحصل على مبالغ كبيرة كل أسبوع إن أرادت، بطريقة سهلة جدا ومسلية، لكنها تحتاج إلى قليل من الشجاعة وإلى قلب قوي. وطبعا كل هذه الإغراءات التي ترسمها لها هذه الشيطانة، تعمي عيني البنت فتوافق على كل الطلبات.
ويبدأ مشوار الدمار، فأول المشوار تصطحب هذه «الصيادة» الطالبة إلى الرأس الكبيرة أو كما يسمونها king وهي امرأة في أواخر العقد الرابع وبداية الخامس، تتخذ من احدى الفلل الراقية، التي تم تأجيرها خصيصا لهذه الأغراض، ملاذا لها، وتعرفها عليها. وطبعا تقوم «عجوز خيبر» بدور الأم الطيبة الحنون التى تشفق على حال هذه البنت الجامعية التي لا تلبس الماركات ولا تتحلى بالألماس فتقول لها: «حرام ان تدفني نفسك بالحيا»، وتعطيها رزمة نقود بمنزلة سلف يتم سداده بالأقساط المريحة ومتى شاءت.
فتشعر هذه الطالبة بأن ابواب السماء انفتحت لها، وانها سوف تدخل التاريخ من أوسع ابوابه لكونها سترتدي اغلى الماركات وتتباهى بحمل اثمن الحقائب. وفعلا تأخذ الطالبة النقود من هذه المجرمة على أن تسددها بالأقساط المريحة ومن دون فوائد ومن دون علم الأهل طبعا.
لكن ما إن يمر اسبوعان حتى يبدأ مسلسل المساومات، فإما الدفع أو الشكوى في المخفر او عند الأهل. وطبعا تخاف هذه الطالبة من الفضيحة لكونها قامت بهذا الشيء من دون علم الأهل، فتذهب إلى هذه العجوز تترجاها بأن تعطيها وقتا للسداد، وأنها لا تملك أي شيء . وهنا يأتي دور «الصيادة» الاولى، فتقول لها بكل وقاحة: «إذا اردت ان ترضى عنك الـ king وتسامحك بالفلوس، تعالي يوم الخميس بالليل حفلة العشاء اللي مسويتها حق بعض اصدقائها لأنها تحب الجمعة والوناسة».
وطبعا توافق هذه الطالبة على الفور لأنها تريد الخلاص بأي طريقة من الشكوى والفضيحة، ولكنها لا تدري بأن حفلة يوم الخميس ليست إلا بداية لحفلات قادمة لا تستطيع الفرار منها، لأنها سوف تتعود على الجو المليء بالفساد وبالنقود الكثيرة التي ستغدقها عليها هذه العجوز والشخصيات الكبيرة التي ستصادفها في الحفلة. وعادة يتم تطمين هذه الفتاة بأنه لن يطالها أذى من وجودها في هذه الحفلة، لأن كل المعازيم من الواصلين الذين لا يطبق عليهم القانون ولا تطالهم المداهمات ولا التشهير بالجرائد كغيرهم. وبهذا تكون الفتاة في قمة سعادتها لأنها سوف تضمن مصروفا اسبوعيا وفيرا، بالإضافة إلى التعرف على وسط اجتماعي عال تستطيع من خلاله ان تنهي جميع معاملات اسرتها.
ولا يقتصر دور «الصيادة» على تضبيط طالبات الجامعة داخل الكويت، بل يتعداه إلى الدول المجاورة.
تحكي لي إحدى البنات ممن يتخذن هذه المهنة ملاذا لهن لتفريغ الطاقة واشباع رغباتهن المالية، وهي طالبة في السنة الثانية بإحدى الجامعات بالكويت، فتقول:
تعودت الخروج من المنزل الساعة الثامنة صباحا على أساس انني ذاهبة إلى الجامعة ولن أعود إلا بحدود الساعة 9 ليلا، لأن لدي مواد بها مختبرات، بالاضافة إلى أنني أقول لأهلي إنني أدرس في المكتبة مع صديقاتي. لكني أستغل هذا الوضع لمصلحتي، فأذهب حيثما شئت ولا أحد يشعر بي... إلى أن تعرفت في احدى «القعدات» على شاب من إحدى الدول الخليجية، يتسم بالوسامة والثراء الفاحش، والصراحة لم يقصر معي بأي شيء طلبته منه. ونظرا إلى انشغاله بشركاته ببلده بدأ يطلب مني أن أزوره على أن أسافر اليه صباحا وأرجع ليل اليوم نفسه. فهو يحجز لي تذكرة، ويتركها لدى مكتب الطيران في المطار، وأنا أخرج من البيت واذهب إلى الجامعة واترك سيارتي بالمواقف. ثم توصلني احدى صديقاتي إلى المطار بعد أن أرتدي العباءة وأضع الحجاب على رأسي لكي يصعب التعرف علي وينكشف أمري.
وعندما أصل بلد صديقي يكون في استقبالي، فيصطحبني إلى فيلته الخاصة لنقضي 5 ساعات من الوناسة، ارجع بعدها إلى المطار وانا في قمة سعادتي ومحفظتي ممتلئة بالنقود التي تمكنني من شراء أي شيء بخاطري، من دون أن يدري عني أحد شيئا، ولا أكلف أهلي طلبات فوق طاقتهم.
النوع الثاني:
سماسرة الهوامير
أما الحالة الثانية التى صادفتها، فهي حالة عجزت أن اجد وصفا لها أهي حالة مرضية أم شاذة أم ماذا؟؟
فالفئة الثانية التى صادفتها من الطبقة المخملية والأرستقراطية في الكويت، بمعنى أصح «ماعليهم قاصر»، لكن دناءة النفس هي السبب وراء اتخاذهن مهنة «الصيادة» يعزكم الله. فهؤلاء البنات لا شغل لهن ولا عمل سوى الجلوس في الصالونات والكافيهات واصطياد الهوامير الكبار لكي يرضوا عنهن، ويلبوا طلباتهن مهما كانت. فهذه «الصيادة» ذات الخمس نجوم تتردد على الصالونات والمطاعم الراقية التي ترتادها الفتيات، خاصة في عطلة نهاية الاسبوع، وتأخذ موقعا استراتيجيا في نصف المطعم او القهوة لكي تستطيع مشاهدة الداخل والخارج وتضع علامة حول الهدف.
وبعد أن تحدد هدفها سواء في الصالون او المقهى تبدأ عملية الاصطياد. تبدأ بسؤال هذه الفتاة إن كانت فلانة، يعني توهمها بأنها تشبه عليها، وتحاول أن تفتح موضوعا معها، وبعد ذلك تعطيها رقم هاتفها بحجة انها دخلت قلبها وانها سعيدة بلقائها، وتطلب أن تتصل بها الفتاة من تلفونها النقال لكي تحفظ الرقم.
وبعدها بيوم أو يومين على الأقل تبدأ هذه الصيادة بالاتصال بهذه الفتاة بحجة أنها تريد التعرف عليها أكثر، لأنها تريد ترشيحها للزواج لشخصية معروفة وغنية. وطبعا هذه الفتاة لا تكذب خبر.. شخصية معروفة وغنية وذات نفوذ تريد الزواج بها.
ويبدأ مسلسل التردد على هذه «الصيادة» في شقتها الخاصة التي تتخذها بأرقى مجمعات الكويت السكنية ويكون صاحبنا المرتقب ينتظر هناك. وما إن تعجبه الصيدة حتى تقع الفأس بالرأس، فيغمز لهذه «الصيادة» بأن الصيدة ثمينة وتسوى، فتكمل هذه مسيرة خطتها الشيطانية وتبدأ بإغراء الفتاة قائلة إن هذا الرجل الذي طالما رأت صوره في الجرائد معجب بها، وأنه يريدها على سنة الله ورسوله، ولكن ليس في الوقت الحالي لأنه مشغول جدا، كذلك يريد أن يسوي أموره مع «النسرة» زوجته، وهو في الوقت نفسه لا يريد أن يخسرها. وكل ما عليها أن تفعله هو أن تظل معه، تسهر وتسافر وترقص وتنام، حتى يحين موعد الزواج. وطبعا كل شيء بثمنه، فهو لن يبخل عليها بأي شيء تطلبه.
وبعد الموافقة الفورية لهذه الفتاة التي وضعت على عينيها غمامة المظاهر والمال والفشخرة أمام الصديقات، تتحول من زوجة في وضح النهار إلى مجرد ضيفة ليلية.
النوع الثالث:
راقصات وبس
أما هذا النوع فهو الأشهر والأرغب من بنات الجامعة والمعاهد وأيضا المدارس، لأن هذا النوع مربح ومريح في الوقت نفسه. «فالصيادة» هنا يقتصر دورها على أن تأتي بالبنات الصغار البارعات بالرقص والإغراء، وذلك لإطفاء الغريزة المريضة للشياب ممن أكل عليهم الدهر وشرب، ولكن على قولة المثل «حتى المقابر تشتهي محمر».
فهذا الشايب العايب الذي يكون قد تناول حبة «فياغرا» أوصلت ضغط الدم إلى أعلى مستوياته يريد أن يطفئ عطش السنين بأي شي. فتحضر الصيادة مجموعة بنات ممن ينشدن اللبس الغالي والحقائب الماركة وساعات الألماس، ليقمن بالرقص لهؤلاء الشياب والتودد لهم . وطبعا تتبارى الطالبات بالرقص، ويتفنن بإغراء الشياب الجالسين كتماثيل أمامهم، ويقمن بعمل حركات تفشل أرقى راقصة خريجة شارع الهرم بأن تفعلها.
وان كبرت المسألة ولم يكتف هذا الشايب بالرقص والإغراء الشفوي، تكون هناك قبلات تشعره بأنه رشدي أباضة بزمانه. وبعد أن يرتاح هذا المريض يعطي المقسوم لهذه الطالبة التي تركت مقاعد الدراسة وأتت لمقاعد هز الوسط، لكي تملأ حقيبتها بالفلوس وتبيع نفسها لهذا الشايب.
R.banay@live.com
من المؤكد أن موضوع اليوم سوف يفتح عليّ أبواب جهنم الحمراء، وسوف أتعرض لحملة هجومية شرسة. ولكن من أجل عين تكرم ألف عين، فمن أجل إيصال المعلومة وتوضيح ما يحدث داخل أركان مجتمعنا الكويتي الذي بدأ يتزعزع ويضعف، سوف أتصدى لأي هجمات.
لا يخفى على الكثير أن المظاهر والمغالاة باتت سمة من سمات المجتمع الكويتي، فللأسف ان احترام الفرد اليوم أصبح يقاس بالساعة التي يلبسها أو بالسيارة التي يقودها أو بحسابه البنكي. وهذه المظاهر شملت الجميع، بمختلف الأعمار، فتجد العجوز التي لم يتبق لها سوى بضع ساعات وتودع الدنيا تقوم بعمليات شد ونفخ لمعالم وجهها المتهالك وجسدها المطاطي حتى تعجب الشباب الصغار، وكذلك تجد الرجل الكبير بالسن قد صبغ شعره ولحيته وشواربه، ويتنطط من مقهى إلى مقهى وهو في كامل أناقته، ويحرص على أن يظهر حافظة نقوده بين حين وآخر وهي ممتلئة عن بكرة أبيها بالنقود، بهدف إغراء البنات ممن يرتدن المقاهي وتزغلل عيونهن النقود، فما حال الشباب من الجنسين الذين يرغبون بارتداء أغلى الماركات وقيادة اغلى السيارات والسفر في كل عطلة، ولا يهم من أين يأتي المال، المهم أن يكون الشي ء المطلوب في متناول اليد وبأي طريقة... فآفة التقليد الأعمى وحب المظاهر أصبحت كارثة هدمت الكثير من البيوت العمرانة وزعزعت كيان مجتمع بأكمله.. لذلك ارتأينا أن نضع أيدينا على الجرح الذي بدأ نزيفه يملأ شوارع الكويت ونحاول أن نضغط عليه لعل وعسى نجد الدواء الشافي له...
النوع الأول:
صفقات العلاقة داخل الحرم الجامعي
دخول بناتهم الجامعة حلم يراود كل أب وأم تعبوا طيلة سنوات مضت ليروا فلذة كبدهم تجلس على مدرج الجامعة لكي تتخرج بعد أربع سنوات وبيدها شهادة تحميها وتضمن لها مستقبلا وظيفيا متميزا عن غيرها ممن لم يحالفهن الحظ باستكمال دراستهن الجامعية. لكن هذا الأب وهذه الأم لم يخطر ببالهما مدى الخطر الذي سوف تجده ابنتهما داخل الحرم الجامعي ممن يتخذون من السمسرة على الأجساد وظيفة لهم. فأعزكم الله انتشرت في الفترة الأخيرة، ولو على نطاق ضيق جدا، «صيادات» داخل الحرم الجامعي ممن يتصيدن بعض البنات المستجدات، فيقمن بإغرائهن بشتى الوسائل حتى يقعن في الشباك ولا أحد بعد ذلك يستطيع إخراجهن.
تبدأ عملية الصيد بتحديد الهدف المراد الإيقاع به، وعادة ما تكون الضحية كما ذكرت من البنات المستجدات ممن يظهر عليهن الركود الاقتصادي، فتقوم هذه «الصيادة» بالتودد لهذه الطالبة وإبداء الرغبة بصداقتها وتعزيز العلاقة بينهما.
بعدها تبدأ بانتقاد طريقة لبسها، وتقول لها إن عليها أن تجاري الموضة وأن تلبس أغلى الماركات، لأنها جميلة وحرام ان تدفن جمالها بهذا اللبس الزهيد. وطبعا ترد هذه الطالبة بكل سذاجة بأن دخلها لا يسمح بأن تلبس ماركات وساعات الماس أو تشتري سيارة قيمتها فوق عشرة آلاف دينار لأن أباها متقاعد وأمها موظفة عادية، ودخلهما لا يسمح بذلك، وأن حلمها أن تلبس الماركات الغالية التي طالما رأتها عبر شاشات التلفزيون، وتتزين بالألماس وتقود سيارة غالية الثمن ولكن العين بصيرة واليد قصيرة.
وهنا يأتي رد هذه «الصيادة» سريعا، فتطمئن هذه الفتاة بأنها تستطيع أن تساعدها في أن تحصل على مبالغ كبيرة كل أسبوع إن أرادت، بطريقة سهلة جدا ومسلية، لكنها تحتاج إلى قليل من الشجاعة وإلى قلب قوي. وطبعا كل هذه الإغراءات التي ترسمها لها هذه الشيطانة، تعمي عيني البنت فتوافق على كل الطلبات.
ويبدأ مشوار الدمار، فأول المشوار تصطحب هذه «الصيادة» الطالبة إلى الرأس الكبيرة أو كما يسمونها king وهي امرأة في أواخر العقد الرابع وبداية الخامس، تتخذ من احدى الفلل الراقية، التي تم تأجيرها خصيصا لهذه الأغراض، ملاذا لها، وتعرفها عليها. وطبعا تقوم «عجوز خيبر» بدور الأم الطيبة الحنون التى تشفق على حال هذه البنت الجامعية التي لا تلبس الماركات ولا تتحلى بالألماس فتقول لها: «حرام ان تدفني نفسك بالحيا»، وتعطيها رزمة نقود بمنزلة سلف يتم سداده بالأقساط المريحة ومتى شاءت.
فتشعر هذه الطالبة بأن ابواب السماء انفتحت لها، وانها سوف تدخل التاريخ من أوسع ابوابه لكونها سترتدي اغلى الماركات وتتباهى بحمل اثمن الحقائب. وفعلا تأخذ الطالبة النقود من هذه المجرمة على أن تسددها بالأقساط المريحة ومن دون فوائد ومن دون علم الأهل طبعا.
لكن ما إن يمر اسبوعان حتى يبدأ مسلسل المساومات، فإما الدفع أو الشكوى في المخفر او عند الأهل. وطبعا تخاف هذه الطالبة من الفضيحة لكونها قامت بهذا الشيء من دون علم الأهل، فتذهب إلى هذه العجوز تترجاها بأن تعطيها وقتا للسداد، وأنها لا تملك أي شيء . وهنا يأتي دور «الصيادة» الاولى، فتقول لها بكل وقاحة: «إذا اردت ان ترضى عنك الـ king وتسامحك بالفلوس، تعالي يوم الخميس بالليل حفلة العشاء اللي مسويتها حق بعض اصدقائها لأنها تحب الجمعة والوناسة».
وطبعا توافق هذه الطالبة على الفور لأنها تريد الخلاص بأي طريقة من الشكوى والفضيحة، ولكنها لا تدري بأن حفلة يوم الخميس ليست إلا بداية لحفلات قادمة لا تستطيع الفرار منها، لأنها سوف تتعود على الجو المليء بالفساد وبالنقود الكثيرة التي ستغدقها عليها هذه العجوز والشخصيات الكبيرة التي ستصادفها في الحفلة. وعادة يتم تطمين هذه الفتاة بأنه لن يطالها أذى من وجودها في هذه الحفلة، لأن كل المعازيم من الواصلين الذين لا يطبق عليهم القانون ولا تطالهم المداهمات ولا التشهير بالجرائد كغيرهم. وبهذا تكون الفتاة في قمة سعادتها لأنها سوف تضمن مصروفا اسبوعيا وفيرا، بالإضافة إلى التعرف على وسط اجتماعي عال تستطيع من خلاله ان تنهي جميع معاملات اسرتها.
ولا يقتصر دور «الصيادة» على تضبيط طالبات الجامعة داخل الكويت، بل يتعداه إلى الدول المجاورة.
تحكي لي إحدى البنات ممن يتخذن هذه المهنة ملاذا لهن لتفريغ الطاقة واشباع رغباتهن المالية، وهي طالبة في السنة الثانية بإحدى الجامعات بالكويت، فتقول:
تعودت الخروج من المنزل الساعة الثامنة صباحا على أساس انني ذاهبة إلى الجامعة ولن أعود إلا بحدود الساعة 9 ليلا، لأن لدي مواد بها مختبرات، بالاضافة إلى أنني أقول لأهلي إنني أدرس في المكتبة مع صديقاتي. لكني أستغل هذا الوضع لمصلحتي، فأذهب حيثما شئت ولا أحد يشعر بي... إلى أن تعرفت في احدى «القعدات» على شاب من إحدى الدول الخليجية، يتسم بالوسامة والثراء الفاحش، والصراحة لم يقصر معي بأي شيء طلبته منه. ونظرا إلى انشغاله بشركاته ببلده بدأ يطلب مني أن أزوره على أن أسافر اليه صباحا وأرجع ليل اليوم نفسه. فهو يحجز لي تذكرة، ويتركها لدى مكتب الطيران في المطار، وأنا أخرج من البيت واذهب إلى الجامعة واترك سيارتي بالمواقف. ثم توصلني احدى صديقاتي إلى المطار بعد أن أرتدي العباءة وأضع الحجاب على رأسي لكي يصعب التعرف علي وينكشف أمري.
وعندما أصل بلد صديقي يكون في استقبالي، فيصطحبني إلى فيلته الخاصة لنقضي 5 ساعات من الوناسة، ارجع بعدها إلى المطار وانا في قمة سعادتي ومحفظتي ممتلئة بالنقود التي تمكنني من شراء أي شيء بخاطري، من دون أن يدري عني أحد شيئا، ولا أكلف أهلي طلبات فوق طاقتهم.
النوع الثاني:
سماسرة الهوامير
أما الحالة الثانية التى صادفتها، فهي حالة عجزت أن اجد وصفا لها أهي حالة مرضية أم شاذة أم ماذا؟؟
فالفئة الثانية التى صادفتها من الطبقة المخملية والأرستقراطية في الكويت، بمعنى أصح «ماعليهم قاصر»، لكن دناءة النفس هي السبب وراء اتخاذهن مهنة «الصيادة» يعزكم الله. فهؤلاء البنات لا شغل لهن ولا عمل سوى الجلوس في الصالونات والكافيهات واصطياد الهوامير الكبار لكي يرضوا عنهن، ويلبوا طلباتهن مهما كانت. فهذه «الصيادة» ذات الخمس نجوم تتردد على الصالونات والمطاعم الراقية التي ترتادها الفتيات، خاصة في عطلة نهاية الاسبوع، وتأخذ موقعا استراتيجيا في نصف المطعم او القهوة لكي تستطيع مشاهدة الداخل والخارج وتضع علامة حول الهدف.
وبعد أن تحدد هدفها سواء في الصالون او المقهى تبدأ عملية الاصطياد. تبدأ بسؤال هذه الفتاة إن كانت فلانة، يعني توهمها بأنها تشبه عليها، وتحاول أن تفتح موضوعا معها، وبعد ذلك تعطيها رقم هاتفها بحجة انها دخلت قلبها وانها سعيدة بلقائها، وتطلب أن تتصل بها الفتاة من تلفونها النقال لكي تحفظ الرقم.
وبعدها بيوم أو يومين على الأقل تبدأ هذه الصيادة بالاتصال بهذه الفتاة بحجة أنها تريد التعرف عليها أكثر، لأنها تريد ترشيحها للزواج لشخصية معروفة وغنية. وطبعا هذه الفتاة لا تكذب خبر.. شخصية معروفة وغنية وذات نفوذ تريد الزواج بها.
ويبدأ مسلسل التردد على هذه «الصيادة» في شقتها الخاصة التي تتخذها بأرقى مجمعات الكويت السكنية ويكون صاحبنا المرتقب ينتظر هناك. وما إن تعجبه الصيدة حتى تقع الفأس بالرأس، فيغمز لهذه «الصيادة» بأن الصيدة ثمينة وتسوى، فتكمل هذه مسيرة خطتها الشيطانية وتبدأ بإغراء الفتاة قائلة إن هذا الرجل الذي طالما رأت صوره في الجرائد معجب بها، وأنه يريدها على سنة الله ورسوله، ولكن ليس في الوقت الحالي لأنه مشغول جدا، كذلك يريد أن يسوي أموره مع «النسرة» زوجته، وهو في الوقت نفسه لا يريد أن يخسرها. وكل ما عليها أن تفعله هو أن تظل معه، تسهر وتسافر وترقص وتنام، حتى يحين موعد الزواج. وطبعا كل شيء بثمنه، فهو لن يبخل عليها بأي شيء تطلبه.
وبعد الموافقة الفورية لهذه الفتاة التي وضعت على عينيها غمامة المظاهر والمال والفشخرة أمام الصديقات، تتحول من زوجة في وضح النهار إلى مجرد ضيفة ليلية.
النوع الثالث:
راقصات وبس
أما هذا النوع فهو الأشهر والأرغب من بنات الجامعة والمعاهد وأيضا المدارس، لأن هذا النوع مربح ومريح في الوقت نفسه. «فالصيادة» هنا يقتصر دورها على أن تأتي بالبنات الصغار البارعات بالرقص والإغراء، وذلك لإطفاء الغريزة المريضة للشياب ممن أكل عليهم الدهر وشرب، ولكن على قولة المثل «حتى المقابر تشتهي محمر».
فهذا الشايب العايب الذي يكون قد تناول حبة «فياغرا» أوصلت ضغط الدم إلى أعلى مستوياته يريد أن يطفئ عطش السنين بأي شي. فتحضر الصيادة مجموعة بنات ممن ينشدن اللبس الغالي والحقائب الماركة وساعات الألماس، ليقمن بالرقص لهؤلاء الشياب والتودد لهم . وطبعا تتبارى الطالبات بالرقص، ويتفنن بإغراء الشياب الجالسين كتماثيل أمامهم، ويقمن بعمل حركات تفشل أرقى راقصة خريجة شارع الهرم بأن تفعلها.
وان كبرت المسألة ولم يكتف هذا الشايب بالرقص والإغراء الشفوي، تكون هناك قبلات تشعره بأنه رشدي أباضة بزمانه. وبعد أن يرتاح هذا المريض يعطي المقسوم لهذه الطالبة التي تركت مقاعد الدراسة وأتت لمقاعد هز الوسط، لكي تملأ حقيبتها بالفلوس وتبيع نفسها لهذا الشايب.
R.banay@live.com