جمال
11-01-2008, 08:15 AM
ملتقى الجمان - الوطن
في معرض رده على الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي أثار العلامة المرجع الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله عدة قضايا من بينها (سب الصحابة)، قال:
(الأمر الذي يدعو إلى الحيرة والعجب أن يصدر هذا الكلام من عالم من أمثالكم، وإنّما الأنسب صدور هذا الكلام من الناس البعيدين عن العلم والمعرفة. فهل يمكن لطائفة كبيرة أن تحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنها تبغض أصحابه وتشتمهم؟!! إنّ عدد أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد تجاوز المائة ألف صحابي وإنّ الذين ترجم لهم أصحاب الكتب الرجالية بلغ ما يقارب 15 ألف صحابي استشهد بعضٌ منهم في معارك الرسول مثل بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرها، فهل يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينال من هؤلاء العظماء؟!
ثمّ إنّ القسم الأعظم من هؤلاء الصحابة نجهل حالهم ولا نعرف عنهم شيئاً، فهل يسمح الوجدان للإنسان أن يمس أو ينتقص من إنسان لا يعرف حاله؟
من هنا نقول: إنّ مسألة سب الصحابة بالمعنى الذي يتم تداوله الناس ما هي إلا ذريعة يحاول البعض التمسّك بها، إنّ منطق الشيعة منطق إمامهم أميرالمؤمنين عليه السلام الذي جاء في الخطبة 97 من (نهج البلاغة)، قال صلوات الله عليه: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كان بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذُكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب).
إنّ شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقتفون كلام إمامهم، حيث إنّه عندما سمع بعض أصحابه وهم يسبون أهل الشام ـ أيام حرب صفين - خاطبهم بقوله: (إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغيّ، والعدوان من لهج به). (نهج البلاغة: الكلمات القصار، برقم 206).
فإذا كانت هذه عقيدة إمام الشيعة في حق الصحابة، فكيف لا تكون عقيدة شيعته فيهم كعقيدته؟!
إنّ السب فعل الجهلة الذين لا يحفظون ألسنتهم عمّا يشينهم، ولذلك أطلب من سماحتكم أن لا تطرحوا القضية بهذه الصورة.
تاريخ النشر 01/11/2008
في معرض رده على الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي أثار العلامة المرجع الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله عدة قضايا من بينها (سب الصحابة)، قال:
(الأمر الذي يدعو إلى الحيرة والعجب أن يصدر هذا الكلام من عالم من أمثالكم، وإنّما الأنسب صدور هذا الكلام من الناس البعيدين عن العلم والمعرفة. فهل يمكن لطائفة كبيرة أن تحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنها تبغض أصحابه وتشتمهم؟!! إنّ عدد أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد تجاوز المائة ألف صحابي وإنّ الذين ترجم لهم أصحاب الكتب الرجالية بلغ ما يقارب 15 ألف صحابي استشهد بعضٌ منهم في معارك الرسول مثل بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرها، فهل يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينال من هؤلاء العظماء؟!
ثمّ إنّ القسم الأعظم من هؤلاء الصحابة نجهل حالهم ولا نعرف عنهم شيئاً، فهل يسمح الوجدان للإنسان أن يمس أو ينتقص من إنسان لا يعرف حاله؟
من هنا نقول: إنّ مسألة سب الصحابة بالمعنى الذي يتم تداوله الناس ما هي إلا ذريعة يحاول البعض التمسّك بها، إنّ منطق الشيعة منطق إمامهم أميرالمؤمنين عليه السلام الذي جاء في الخطبة 97 من (نهج البلاغة)، قال صلوات الله عليه: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كان بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذُكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب).
إنّ شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقتفون كلام إمامهم، حيث إنّه عندما سمع بعض أصحابه وهم يسبون أهل الشام ـ أيام حرب صفين - خاطبهم بقوله: (إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغيّ، والعدوان من لهج به). (نهج البلاغة: الكلمات القصار، برقم 206).
فإذا كانت هذه عقيدة إمام الشيعة في حق الصحابة، فكيف لا تكون عقيدة شيعته فيهم كعقيدته؟!
إنّ السب فعل الجهلة الذين لا يحفظون ألسنتهم عمّا يشينهم، ولذلك أطلب من سماحتكم أن لا تطرحوا القضية بهذه الصورة.
تاريخ النشر 01/11/2008