yasmeen
10-24-2008, 07:07 AM
ياسين الحساوي - النهار
annahar@annharkw.com
تساؤلات ملحة تزاحمت في ذهني ولم أجد اجابات منطقية لأي منها.. لذلك أتمنى من المسؤولين التكرم علينا بالاجابات للحد من شطحات الفكر وتأويلاته.. وأهم هذه التساؤلات هل هناك خطأ في المعلومات الأمنية أو قصور في تبادلها بين اداراتها؟. ففي 29 أغسطس توجهت للمطار مغادراً البحرين الحبيبة الى الكويت، وكنت قد دخلتها ببطاقتي المدنية كعادتي لأتجنب ختم الجواز القليل الصفحات.. واستعمال البطاقة في التنقل بين دول مجلس التعاون ربما يكون الفائدة الوحيدة لشعوبه التي لم تلمس فوائد تذكر من المجلس الموقر.. الذي انصبت معظم قراراته لصالح أمن الدول ومؤسساتها، وفي المطار اكتشفت ضياع بطاقتي المدنية.. وكنت قد وزنت حقائبي واستلمت بطاقة الطائرة.. وحمدت الله ان معي جواز السفر الذي سيغنيني عن البطاقة.. ففاجأني ضابط الجوازات برفضه قبول الجواز بقوله ان الأوامر لديه تقول من دخل بالبطاقة يجب ان يخرج بها.. فقلت له ان الجواز وثيقة رسمية يحتوي المعلومات كافة عن حامله ورفضك له انتهاك للقوانين المحلية والدولية.. فقال: لقد واجهتنا مشكلات من مسافرين يدخلون ببطاقاتهم ثم يفقدونها.. فأنت لست الوحيد.. لذلك صدرت هذه الأوامر حتى لا تتأثر أو تختل عملية انسياب المعلومات الأمنية.. فسألته هل وضعتم اعلاناً للقادمين يوضح لهم هذه الأوامر كما تفعل بقية دول العالم في مثل هذه الحالات الطارئة؟ أومأ بالنفي.. فقلت معنى هذا أنني سأكون سجيناً أو رهيناً في البحرين حتى أجد البطاقة.. قال: أخشى ذلك.. فقلت مبتسماً: أنا من عشاق البحرين وسعادتي أن أعيش بها مدى العمر.. وسأكون ممتناً لو منعتني السلطات من المغادرة «يعني قطو.. وطقيته في مصير»، ولكن ألا تظن ان هذا القرار مضحك؟ قال لماذا؟ فقلت لو كنت الآن مسافراً الى دولة أجنبية فماذا ستطلب مني البطاقة أم الجواز؟ فرد مسرعاً، الجواز طبعاً لنتأكد من صلاحيته ومن التأشيرات وو.. فقلت له حسناً اذا منعتني من السفر مباشرة الى الكويت فسآتيك غداً مسافراً الى دولة أجنبية مستخدماً جواز السفر ومنها الى الكويت.. لم يقل شيئاً ولكنه اتصل بمسؤوله الذي أمره بتنفيذ الأوامر.. أسقط في يدي وجلست أفكر بركاب الطائرة المساكين.. حيث ان صناديق ماء اللقاح والفطائر المثلثة الحلوة التي اشتريتها لأهديها للأهل بمناسبة شهر رمضان المبارك.. قد تم شحنها على الطائرة.. وسيتم انزالها لدواعي الأمن.. وسيتأخر الاقلاع كالعادة.. فاتصلت بأحد الأصدقاء أخبره بالأمر.. وما هي الا لحظات حتى جاءت مكالمة للضباط بتسهيل سفري، «واسطة.. ولكن ليست ضد القانون». بعد أيام أرسل العاملون لدي في البحرين بطاقتي المنحوسة التي وجدوها تحت مقعد سيارتي.. وعند عودتي للبحرين قدمتها لضابط الجوازات ففاجأني بقوله: كيف خرجت من البحرين وأنت لم تغادرها أساساً كما يخبرني الكمبيوتر؟ فقلت وأنا مشدوه بالجواز فقد كانت البطاقة مفقودة وقتها..
فقال اذن سأدخلك بالجواز وعليك ان تذهب لمكتبنا لتصحيح المعلومة.. فتساءلت كيف لا يوجد تبادل للمعلومات بين الأجهزة الأمنية.. يعني لو كنت ارتكبت جرماً بالكويت أستطيع أن أبرئ نفسي بحجة عدم مغادرتي البحرين وقتها كما يؤكد الكمبيوتر الرسمي.. دولنا تدعي أنها أصبحت الكترونية.. ومازالت قراراتها مزاجية. حمانا الله.
annahar@annharkw.com
تساؤلات ملحة تزاحمت في ذهني ولم أجد اجابات منطقية لأي منها.. لذلك أتمنى من المسؤولين التكرم علينا بالاجابات للحد من شطحات الفكر وتأويلاته.. وأهم هذه التساؤلات هل هناك خطأ في المعلومات الأمنية أو قصور في تبادلها بين اداراتها؟. ففي 29 أغسطس توجهت للمطار مغادراً البحرين الحبيبة الى الكويت، وكنت قد دخلتها ببطاقتي المدنية كعادتي لأتجنب ختم الجواز القليل الصفحات.. واستعمال البطاقة في التنقل بين دول مجلس التعاون ربما يكون الفائدة الوحيدة لشعوبه التي لم تلمس فوائد تذكر من المجلس الموقر.. الذي انصبت معظم قراراته لصالح أمن الدول ومؤسساتها، وفي المطار اكتشفت ضياع بطاقتي المدنية.. وكنت قد وزنت حقائبي واستلمت بطاقة الطائرة.. وحمدت الله ان معي جواز السفر الذي سيغنيني عن البطاقة.. ففاجأني ضابط الجوازات برفضه قبول الجواز بقوله ان الأوامر لديه تقول من دخل بالبطاقة يجب ان يخرج بها.. فقلت له ان الجواز وثيقة رسمية يحتوي المعلومات كافة عن حامله ورفضك له انتهاك للقوانين المحلية والدولية.. فقال: لقد واجهتنا مشكلات من مسافرين يدخلون ببطاقاتهم ثم يفقدونها.. فأنت لست الوحيد.. لذلك صدرت هذه الأوامر حتى لا تتأثر أو تختل عملية انسياب المعلومات الأمنية.. فسألته هل وضعتم اعلاناً للقادمين يوضح لهم هذه الأوامر كما تفعل بقية دول العالم في مثل هذه الحالات الطارئة؟ أومأ بالنفي.. فقلت معنى هذا أنني سأكون سجيناً أو رهيناً في البحرين حتى أجد البطاقة.. قال: أخشى ذلك.. فقلت مبتسماً: أنا من عشاق البحرين وسعادتي أن أعيش بها مدى العمر.. وسأكون ممتناً لو منعتني السلطات من المغادرة «يعني قطو.. وطقيته في مصير»، ولكن ألا تظن ان هذا القرار مضحك؟ قال لماذا؟ فقلت لو كنت الآن مسافراً الى دولة أجنبية فماذا ستطلب مني البطاقة أم الجواز؟ فرد مسرعاً، الجواز طبعاً لنتأكد من صلاحيته ومن التأشيرات وو.. فقلت له حسناً اذا منعتني من السفر مباشرة الى الكويت فسآتيك غداً مسافراً الى دولة أجنبية مستخدماً جواز السفر ومنها الى الكويت.. لم يقل شيئاً ولكنه اتصل بمسؤوله الذي أمره بتنفيذ الأوامر.. أسقط في يدي وجلست أفكر بركاب الطائرة المساكين.. حيث ان صناديق ماء اللقاح والفطائر المثلثة الحلوة التي اشتريتها لأهديها للأهل بمناسبة شهر رمضان المبارك.. قد تم شحنها على الطائرة.. وسيتم انزالها لدواعي الأمن.. وسيتأخر الاقلاع كالعادة.. فاتصلت بأحد الأصدقاء أخبره بالأمر.. وما هي الا لحظات حتى جاءت مكالمة للضباط بتسهيل سفري، «واسطة.. ولكن ليست ضد القانون». بعد أيام أرسل العاملون لدي في البحرين بطاقتي المنحوسة التي وجدوها تحت مقعد سيارتي.. وعند عودتي للبحرين قدمتها لضابط الجوازات ففاجأني بقوله: كيف خرجت من البحرين وأنت لم تغادرها أساساً كما يخبرني الكمبيوتر؟ فقلت وأنا مشدوه بالجواز فقد كانت البطاقة مفقودة وقتها..
فقال اذن سأدخلك بالجواز وعليك ان تذهب لمكتبنا لتصحيح المعلومة.. فتساءلت كيف لا يوجد تبادل للمعلومات بين الأجهزة الأمنية.. يعني لو كنت ارتكبت جرماً بالكويت أستطيع أن أبرئ نفسي بحجة عدم مغادرتي البحرين وقتها كما يؤكد الكمبيوتر الرسمي.. دولنا تدعي أنها أصبحت الكترونية.. ومازالت قراراتها مزاجية. حمانا الله.