المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا باقر احتفظ بقناعاتك لنفسك!



yasmeen
10-24-2008, 06:40 AM
كتب علي أحمد البغلي :


الوزير باقر الذي اشترط لانضمامه للحكومة الرشيدة ان يتبوأ كرسي وزارة التجارة، لربما لاجندة لديه كان يريد تنفيذها هو وحزبه السلفي العتيد، او لتصفية حسابات مع قوى وجماعات ناشطة مثل غرفة التجارة ومنتسبيها.. ولم يخف باقر عداءه للتجارة والتجار من اول يوم تولى فيه تلك الوزارة الحساسة التي لا يفقه من امورها الا ما افقهه انا من امور الصيدلة وتركيب الادوية!

منذ فجر الازمة المالية العالمية التي اصابت كل المنتسبين للحركات السلفية بكل اجنحتها بالحبور والفرح، فهي حوبتهم برأس الكفر ــ اميركا ــ التي جمدت حسابات غلاتهم وناشطيهم، وحاصرت جمعهم للملايين المصروفة على نشاطات غامضة ضبابية، ووضعها لجمعية احياء التراث قلعتهم وحصنهم الملاييني الحصين في القائمة السوداء للمنظمات الداعمة للارهاب.. ولا يدري هؤلاء المبسطون للامور، ان هذه الازمة التي نشأت في اميركا ستشمل العالم من اقصاه لأقصاه وستمس اكثر ما تمس فقراء المسلمين والعرب بمن فيهم المنتمون الى العقيدة السلفية ــ الوهابية.

نرجع لممثل هذه العقيدة في حكومتنا الرشيدة الذي بسط الامور لحد الاخلال في ندوة جمعية احياء التراث، فهو وزير في حكومة دولة الكويت التي تسمح قوانينها بتقاضي الفوائد على القروض والودائع، وهو ما يطلق عليه اهل السلف «الربا»..

باقر يقول ان الازمة الحالية حدثت بسبب الربا.

ويقترح اللجوء للنظام الاقتصادي الاسلامي في التعامل المصرفي.

ونحن لم يمر علينا قط وزير في اي حكومة حتى ايام قراقوش يهاجم ويسفه قوانين دولته القائمة ما عدا باقر! ونحن لا نناقش باقر في قناعاته العقائدية، فهي غير قابلة للتغيير، خصوصا ان هذه القناعات ــ اي انتماءه للسلف ــ هو الذي اوصله الى المراكز التي تبوأها في مجلس الامة والحكومة، ولولاها لكان صيدليا متقاعدا، او صاحب صيدلية في السالمية او حولي على افضل تقدير، وهو امر لا يعيبه على الاطلاق.. كان من المفترض ان يحتفظ باقر بقناعاته الشخصية لنفسه ولا يعلنها على العلن، وهو رئيس لجنة انقاذ الاقتصاد المحلي من الازمة الراهنة، وهو دليل سوء اختيار باقر لرئاسة مثل هذه اللجنة الفنية الحساسة.. فيا اخ باقر قناعاتك العقائدية احتفظ بها لنفسك، ونريد منك وحكومتك الرشيدة خطوات فعالة للحد من اثار هذه الازمة، كما فعلت كل حكومات العالم الفقيرة والغنية.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

علي أحمد البغلي
albaghlilaw2@hotmail.com