المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سرطان الثدي... لم هو في تزايد؟



سلسبيل
10-17-2008, 07:52 AM
لا يعتبر سرطان الثدي مرضاً شائعاً فحسب، إنما بصدد التزايد أيضاً. لكن ما السبب؟ هل لأننا نعيش لمدة أطول ولأن وسائل الكشف عنه تطورت؟ أو ثمة أمر يتعلق بنمط الحياة الحديث الذي يجعلنا عرضةً لهذا المرض؟

على مر العقود الماضية، ازدادت معدلات الإصابة بسرطان الثدي، ثمة خطر على امرأة من أصل تسع نساء بالإصابة به، تشخّص سنوياً حالات لا تحصى منه. علاوةً على ذلك، أصبح السرطان الأكثر شيوعاً لدى النساء تحت الخامسة والثلاثين. ما هي الأسباب وراء تلك الوقائع المخيفة؟ هل يتعلق الأمر بنمط حياتنا في القرن الواحد والعشرين؟

تتزايد نسبة الإصابة بسرطان الثدي كلما تقدمت النساء في العمر. تشخص حوالى 600 حالة لنساء تحت سن الخامسة والثلاثين كل عام، ويعود معظمها إلى عوامل وراثية.

هناك أسباب أخرى وراء ارتفاع عدد تلك الحالات، مرتبطة في معظم الأحيان بنمط الحياة. يمكن أن تعزى غالبية الحالات إلى التغييرات في سلوك الإنجاب.

ترجئ نساء كثر الأمومة أو يتخلين عن إنجاب الأطفال، ما يعزز كمية الإيستروجين في أجسامنا التي يمكن أن تشجع خلايا السرطان على التطوّر، كذلك هنالك ميل إلى الإرضاع لفترة محدودة، أو عدم الإرضاع نهائياً. لكن من غير المعروف كيف يمكن للرضاعة أن تخفّف من خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن الأبحاث أثبتت الأمر.

خطر البدانة

يعتبر الاستخدام المنتشر للمعالجة بتعويض الهورمون عاملاً رئيساً آخر مساهماً، لا سيما بالنسبة إلى النساء اللواتي لديهن مزيج من الأيستروجين والبروجيسترون. منذ بضع سنوات، كانت المعالجة بتعويض الهورمون علاجاً عجيباً. الآن، يفضَّل أن تخضع له النساء في حال الضرورة الطبية الملحّة. على غرار هذا العلاج، ساهم الاستخدام المتزايد لحبوب منع الحمل في زيادة تلك الحالات بشكل خفيف، على الرغم من أن الخطر منخفض نسبياً.

هناك الكثير من العوامل المساهمة التي يمكن التحكّم بها. العامل الأول هو البدانة التي تعتبر عامل الخطر الرئيس للنساء اللواتي تخطّين فترة انقطاع الطمث. مع ذلك، لا يزداد الوزن بين ليلة وضحاها، فالبدانة تزحف تدريجياً، وإن لم تعمد النساء إلى ضبط أوزانهن عبر ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن في العشرينات والثلاثينات من العمر، سيواجهن تهديداً أكبر لاحقاً.

بالنسبة إلى العوامل الوراثية، حوالي 15% من حالات سرطان الثدي تصيب نساءً لديهن تاريخ عائلي قوي عن المرض، وإن أصيب فردان من العائلة نفسها بهذا المرض، من الحكمة استشارة الطبيب للتحدث بشأن العوامل الوراثية.

قصص مخيفة

إن كنت محتاطة من سرطان الثدي وتتبعين نمط عيش صحيًّا، سينخفض الخطر لديك. تعتبر التشوّهات في مورثتي سرطان الثدي BRCA1 وBRCA2 مسؤولتين عن 2 إلى 5% من الحالات، والنساء اللواتي يحملنهما هن عرضة لخطر الإصابة بالمرض بنسبة 50 إلى 80%.

هناك الكثير من القصص المخيفة حول تسبّب الهواتف الخليوية ومزيل الروائح أو حتى البرتقال الهندي بسرطان الثدي، لكن معظمها يستند إلى أدلة غير رسمية أو دراسات صغيرة النطاق. قد تكون تلك القصص منطقية نظرياً، لكن عند تطبيقها على شريحة أوسع تفقد حسّها المنطقي.

يذكر أن السرطان في حالة سبات فينا جميعنا. تصنع أجسامنا الخلايا المشوّهة طوال الوقت، وهكذا تولد الأورام، لكننا مزودون بعدد من الآليات التي تكشف تلك الخلايا وتضبطها. يعزى سبب الزيادة الكبيرة في عدد النساء اللواتي يصبن بالسرطان إلى تعطّل آليات الدفاع تلك، الناتج بشكل كبير من النظام الغذائي وأسلوب الحياة.

التأثيرات المناخيّة

أُضيف السكر المكرّر إلى نظامنا الغذائي. ثانياً، حدثت تغييرات جذرية في وسائل الزراعة وتربية الحيوانات، والتي أثرت في نظامنا الغذائي. ثالثاً، نحن معرضون راهناً لعدد كبير من المنتجات الكيماوية التي لم تكن موجودة سابقًا.

يتألف 60% من نظامنا الغذائي من السكر المكرر، الطحين الأبيض وزيوت الخضار. لا تحتوي تلك المصادر على البروتين، أو الفيتامين أو المواد المعدنية أو أحماض أوميغا 3 الدهنية الضرورية للحفاظ على وظائف أجسامنا، في المقابل، ساعدت في نمو مرض السرطان. من شأن تلك الأطعمة غير الصحية زيادة مستويات السكر في الدم وتحفيز إفراز الأنسولين، الذي يمكن أن يشكل {سماداً} للسرطان.

إلى جانب النظام الغذائي، نتبع أسلوب حياة يعتمد كثيراً على الجلوس. من المهم إذاً القيام بنشاط جسدي من 20 إلى 30 دقيقة على الأقل، لأن الدهون المفرطة تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي. بما أن أشعة الشمس الطبيعية ستحفز إنتاج الفيتامين، يفضل ممارسة التمارين في الخارج.

كذلك، للعوامل البيئية دورها في التسبّب بمرض السرطان. تحدث الملوثات اضطرابات في الهورمونات، ما معناه أن بنيتها تقلد بنيات الهورمونات البشرية، لتتمكن من زيادة نمو الخلايا السرطانية، ويقلد الكثير منها هورمون الإيستروجين. تنجذب تلك الملوثات التي تنقلها بعض مبيدات الحشرات إلى الدهون في أجسام الحيوانات في المزارع وتتراكم فيها، ونحن ندرج لحوم تلك الحيوانات في نظامنا الغذائي. لكن بعض الملوثات يأتي من بعض المواد البلاستيكية والأوساخ الصناعية أيضاً. نجدها بكثرة في مستحضرات التجميل والتنظيف.

المخاطر اليومية

تتضمن المنتجات المستخدمة بشكل متكرر والتي تبين أو يشتبه في تسببها بالسرطان، مبيدات الحشرات الكيماوية المستخدمة في المنازل، المنظفات، السوائل المطهّرة، مستحضرات إزالة الروائح والمستحضرات المضادة للتعرق التي تحتوي على الألومينيوم. لذلك، من الأفضل استبدال تلك المنتجات بمنتجات بديلة عضوية أو صديقة للبيئة.

كيف تحمين نفسك والآخرين؟

1. كوني مدركة لطبيعة ثدييك: لا بد من تحسسهما والنظر إليهما وفحصهما للتأكد من عدم وجود تغييرات، واستشيري طبيبك لرصد أي شيء غير اعتيادي. كلما شخِّص داء سرطان الثدي في وقت باكر، زادت فرصك في نجاح العلاج.

2. استفيدي من تقنية المسح: إن كان تاريخ عائلتك حافلاً بالإصابات السرطانية، قد تكونين عرضةً له أنت أيضاً. لذا من المستحسن الاتصال بطبيبك وإجراء مسح لثدييك. لكن أفضل ما يمكن أن نقوم به جميعنا هو تشجيع أمهاتنا وجداتنا على الاستجابة لدعوات المسح، لأن الخطر يزداد مع التقدم في العمر.

3. راقبي نظامك الغذائي: قللي من تناول السكر والطحين الأبيض وزيوت دوار الشمس. أكثري من تناول الأوميغا 3 الموجود في السمك مثلا والأطعمة المضادة للسرطان كالكركم، الشاي الأخضر، الفواكه والخضار العضوية الطازجة.

4. تعلمي الاسترخاء: يؤدي الضغط النفسي دوراً في تطوير داء السرطان. للتصدي له، جرّبي اتباع تقنية الاسترخاء والتركيز الذاتي كاليوغا مثلا أو رياضة التاي تشي.

5. تابعي الحركة: اعتادي على القيام ببعض التمارين الرياضية لا يجب أن يكون النشاط الجسدي واجباً مزعجاً ولست مضطرة إلى ارتياد النادي الرياضي، اركبي الدراجة، واعتني بحديقتك وامشي فحسب.



http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=81838