على
10-13-2008, 11:43 AM
كارول ماكين: تركني سعياً وراء الشباب الدائم!
The Washington Post
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_1-17_small.jpg
مع زوجته الحالية سيندي
في مطلع الثمانينات، شهد جون ماكين مرحلةً انتقالية في حياته وكان في عجلة من أمره.
قبل تسعة أشهر، في حفلة استقبال في هاواي، التقى وريثة شابة وفاتنة تدعى سيندي لو هينسلي وما لبث أن وقع في حبّها. لذلك أمضى أشهراً وهو يسافر من واشنطن إلى أريزونا، وسرعان ما عقد جندي البحرية البالغ من العمر 43 عاماً وحبيبته البالغة 25 عاماً خطوبتهما.
لكن المشكلة الوحيدة كانت أن ماكين كان لا يزال متزوّجاً.
تحمّلت كارول شيب ماكين، التي كانت في الثانية والأربعين من عمرها آنذاك، الكثير خلال زواجها من جون على مدى أكثر من 14 عاماً. تولّت تربية أولادهما الثلاثة الصغار وحدها في حين عاش زوجها في ظروف بائسة في أحد مخيمات الاعتقال في شمال فيتنام على مدى خمسة أعوام ونصف العام. بلغت مآسيها حداً لا يوصف بعد تعرّضها لحادث سيارة شبه مميت، جعلها عاجزة لأشهر وخائفة مدى الحياة. على الرغم من اجتماع شملهما وتعافيهما جسدياً، بدأ زواج ماكين يتداعى في أواخر سبعينيات القرن العشرين، ثم انهار كلياً بسبب علاقة جون بهينسلي.
وفقاً للسجلات العامة، حصل الأخيران على إذن بالزواج في مقاطعة ماريكوبا في أريزونا، في أوائل مارس (آذار) عام 1980، وذلك قبل أربعة أسابيع من إتمام طلاقه من كارول. عمد قاض في فلوريدا إلى فسخ زواج ماكين في 2 أبريل (نيسان)، وأصدر حكماً غيابياً بعد أن عجزت كارول عن الاستجابة لثلاثة أوامر استدعاء من قبل المحكمة. وهكذا تزوج جون وهينسلي في 17 مايو (أيار).
تثير سلسلة الأحداث السريعة تلك السؤال التالي حول مسيرة جون ماكين إلى البيت الأبيض: هل كان ليصبح ما هو عليه اليوم لو لم يغيّر حياته وزوجته؟
قيل وكُتب الكثير عن سيندي ماكين خلال ترشّح زوجها للرئاسة. لكنّ السيدة ماكين الأولى ظلت شخصية محيِّرة بمحض إرادتها. رفضت كارول ماكين، التي لا تزال تستخدم كنية الزواج، طلبات لا تحصى بإجراء مقابلات معها خلال الحملة والسنوات التي سبقتها. في حوار قصير أجرته معها صحيفة واشنطن بوست في الآونة الأخيرة، رفضت التحدّث عن نفسها وعن علاقتها بزوجها السابق.
مع ذلك، شكّل طلاق جون ماكين وزواجه للمرة الثانية لحظة مصيرية في حياته العامة والخاصة. كان ماكين الذي لا يعرف الراحة في عمله كرئيس مكتب ارتباط سلاح البحرية بالكونغرس آنذاك، يعيد النظر في حياته وعمله، إذ جعله انفصاله عن كارول وزواجه من سيندي يتخذ منحى جديداً.
بعد مرور بضعة أشهر على طلاقه، أصبح لماكين زوجة جديدة وعنواناً جديداً وطموحاً جديداً. بعد أن تخلّى عن حلمه بالسير على خطى والده وجدّه، اللذين رقّيا إلى رتبة أميرال، تقاعد من البحرية الأميركية بعد مرور أشهر على زواجه الثاني ومن ثم استقر مجدداً في أريزونا. وظّفه والد زوجته، جيم هينسلي، في شركته التي تعنى بتوزيع البيرة في فينيكس، بصفة موظف علاقات عامة. استطاع ماكين بفضل تلك الوظيفة السفر عبر الولايات، حيث احتكّ بأعضاء جمهوريين نافذين. بحلول العام 1981، استعد لترشحه للمرة الأولى لمنصب سياسي، وهو ما كان يطمح إليه لسنوات عدة. في العام التالي، شنّ حملة ناجحة لمقعد مفتوح في مجلس النواب في المقاطعة الأولى من أريزونا.
مع مرور السنوات، عندما ظهر موضوع طلاقه إلى العلن، أجاب ماكين بندم وحسرة، محمّلاً نفسه مسؤولية فشل زواجه. خلال أحد منتديات حملته في أغسطس (آب)، اعتبر نهاية زواجه الأول أكبر فشل معنوي بالنسبة إليه.
في المقابل، قدّم ماكين سجلات متضاربة عما حدث لعلاقته. في مقابلة له مع لاري كينغ على قناة «سي أن أن» مثلاً، تحدث عن لقائه الأول بهينسلي واصفاً مدى حماسته.
سأله كينغ: «هل كنت مطلّقاً مسبقاً؟».
أجابه ماكين: «أجل. التقيت بوالديها، والتقينا في حفلة الاستقبال عينها، وبدا اللقاء عاطفياً جداً. كان حباً من النظرة الأولى، وهكذا بدأنا بالتواعد»، وذلك على الرغم من أنه لم يحصل على الطلاق إلا بعد سنة.
في مذكراته التي أصدرها عام 2002 بعنوان Wroth Fighting For، كتب ماكين أنه انفصل عن كارول عندما التقى بهينسلي. لكن ورد في طلب طلاق ماكين أن الزوجين «عاشا معاً» حتى 1 يناير (كانون الثاني) من عام 1980، أي بعد تسعة أشهر تقريباً من بدء علاقته بهينسلي.
طلاق حبّي
وفقاً لسجلات المحكمة، منح ماكين زوجته حضانة أولادهما الثلاثة بالكامل، وملكية منزليهما في فيرجينيا وفلوريدا، ووافق على دفع 1625 دولاراً في الشهر كنفقة وإعالة للأولاد. كذلك، وافق على دفع أقساط جامعة ابنته سيدني ومصاريف زوجته الطبيّة لمدى الحياة.
كانت الشروط في غاية الكرم إلى حدّ أن المحامي الذي تولى قضية طلاق ماكين، جورج باد داي، أرفق ملاحظة بالملف جاء فيها أن داي أخبر موكّله بأن التسوية قد تكون عبئاً مالياً أكبر على كاهل ماكين مما لو كان رفع دعوى طلاق ضد زوجته في المحكمة. لكن ماكين تجاهل نصيحة محاميه وصديقه الذي كان بدوره أسير حرب سابقاً وحائزاً ميدالية شرف.
يستذكر داي في مقابلة حديثة له قائلاً: «كان طلاقاً حبّياً».
في المقابل، يقول الأشخاص الذين كانوا على معرفة بجون وكارول آنذاك إنه لم تكن لديهم أدنى فكرة عن وجود مشاكل في العلاقة بين الزوجين. كانا شهيرين واجتماعيين. كان ماكين يعمل آنذاك في مكتب ارتباط البحرية بالكونغرس، وهي وظيفة خلّفت له علاقات مهمة مع أعضاء الكونغرس. أقام كل من كارول وجون حفلات كثيرة في منزلهما في ألكنسدريا في فيرجينيا.
من ناحيتها، تقول كوني بوكبايندر، التي استضاف منزلها زواج آل ماكين عام 1965، إنها لم تعلم بوجود أي بذرة شقاق في زواجهما إلى أن أخبرتها كارول بأنها تتطلّق، قبل أسابيع من صدور قرار الطلاق النهائي.
تضيف بوكبايندر التي كانت صديقة مقرّبة من كارول منذ أن كانتا زميلتي دراسة في جامعة Centenary College في نيو جيرسي: «لم أر دليل توتر في العلاقة. لم تخبرني البتة بأن جون يخونها. بدا الأمر مفاجئاً تماماً لها. أعتقد أنه وقع في حب امرأة أخرى، أصغر سناً ولامعة وجذابة. لم تشعر كارول بالمرارة تجاه الأمر. قالت فحسب: «وقع في حب امرأة أخرى، ولا يسعنا شيء حيال ذلك».
يذكر أحد أصدقاء ماكين المقربين، بيتر لايكلاند، أن كارول وجون كانا لا يزالان يعيشان معاً في ألكسندريا، لكن الأخير تجنّب عموماً الحديث عن زواجه.
يقول لايكلاند في هذا الإطار: «أعتقد بأنه على الرغم من مواصلة هذا الزواج، إلا أن قلبه كان في مكان آخر. برأيي، عندما التقى هينسلي، انجذب وفتن أحدهما بالآخر». رافق لايكلاند ماكين إلى حفلة الاستقبال حيث التقى هينسلي، ولاحقاً قدّم للزوجين منزل العطلة الذي يملكه في ماري لاند لتمضية عطلة الأسبوع.
تأثير الفيتنام
يقول الأصدقاء والأهل إن نهاية الزواج ناجمة عن انفصال ماكين الطويل خلال السنوات التي أمضاها في فيتنام.
يقول جو ماكين، الأخ الأصغر لجون: «رحل وأصبح أسير حرب لمدى 5 سنوات ونصف السنة وعاش كأسرى الحرب كافة. أسيئت معاملتهما، وعاشا في عزلة، وكان عليهما بالتالي الهروب إلى عالم الخيال. بنيا أحلاماً في الهواء، وأعتقد أنه خلال تلك السنوات، كلاهما تغيّر إلى حد ما تحت وطأة ذلك الضغط النفسي. عندما عادا إلى الديار، أرادا لذلك الزواج أن ينجح، لكن بحسب رأيي ذهب كل منهما إلى مكان مختلف ولم يستطيعا إعادة الأمور إلى نصابها».
تقول بوكبايندر «خسر تلك السنوات. لنفكر في كل ما حدث في هذا العالم خلال تلك المدة، وكل ما فاته. برأي كارول، أعاد زواجه، من شخص يصغره بـ17 عاماً، إليه تلك السنوات».
لكن جون وكارول لم يُحمِّلا سنوات الحرب التي خاضها ماكين مسؤولية فشل زواجهما. في كتاب Worth Fighting For كتب ماكين «من الصعب أن ينقذ المرء زواجاً سليماً بعد أن فصل وقت طويل ومسافة بعيدة بين الزوجين. نحن شخصان مختلفان عندما نجتمع مجدداً. لكن انهيار زواجي يُعزى إلى أنانيتي وعدم نضجي أكثر منه إلى فيتنام، ولا يمكنني التملّص من اللوم بتوجيه أصابع الاتهام إلى الحرب. أتحمل المسؤولية كاملة».
قال ماكين لروبرت تيمبرغ، كاتب سيرة حياته، «تغيّرتُ، وهي أيضاً. يتغيّر الناس الذين افترقوا لمدة طويلة».
في دراسة أجريت عام 2005 على 98 سجين حرب فيتنام أعيدوا إلى موطنهم، تطلّق 56 خلال 20 عاماً من عودتهم. ذلك المعدل أكبر بقليل من معدّل الطلاق في صفوف الشعب الأميركي عموماً، لكنه أعلى بكثير منه في صفوف طياري البحرية الأميركية الذين لم يسجنوا. استخلص الباحثون أن «الزواج أيضاً يمكن أن يكون ضحية الحرب حتى في صفوف الأشخاص المؤهّلين الذين يتمتعون بمواهب مميزة».
في تعليق علني نادر عن هذا الزواج، قالت كارول ماكين (70 عاماً الآن)، التي تعيش بهدوء بعد تقاعدها في منطقة فيرجينيا بيتش، لتيمبرغ عام 1995 إن «انهيار زواجنا لم يكن نتيجة للحادث الذي تعرضت له أو لحرب فيتنام. لست واثقة حتى من أنه ما كان ليحدث لو لم يغادر جون. أعزو ذلك أكثر من أي أمر آخر إلى بلوغ جون سن الأربعين ورغبته في العودة إلى الخامسة والعشرين مجدداً».
دعم الزوجة السابقة
تشير بوكبايندر إلى أن كارول لم تنتقد يوماً ماكين علانية، بل دعمت مسيرته السياسية. تبرعت بالمال لعدد كبير من حملاته الانتخابية وهي تضع اليوم على سيارتها ملصقاً دُوِّنَت عليه جملة «ماكين لتولي الرئاسة».
كذلك، كشفت كارول مرة عن أنه في خلال السباق الانتخابي الأول الذي خاضه ماكين، اتصل بها خصم له سعياً للحصول على «معلومات سلبية» ليستعملها ضده. لم ترفض طلبه فحسب بل اتصلت بزوجها السابق لتخبره بذلك. قالت لاحقاً في مقابلة أجرتها معها صحيفة أريزونا «قلت (للخصم) إنني أثق بجون ماكين، فهو رجل صالح. أتمنى له كل النجاح».
في 26 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1967، أقلع ماكين على متن حاملة الطائرات الأميركية USS Oriskany لقصف هانوي. أصاب صاروخ معادٍ جناح طائرته من طراز A-4E Skyhawk، ما اضطره للخروج منها. سحب جنود وسكان شمالي فيتنام جسده المحطّم عن ضفة إحدى البحيرات، وبرّحوه ضرباً ثم وُضِع في السجن. لم يرَ زوجته وأولاده حتى عام 1973.
في ذلك الوقت، عانت كارول التي كانت تقيم في فلوريدا الكثير بغياب زوجها لمدة 28 شهراً. بعد سنتين من سجنه، أخذت حياتها منحى مؤلماً آخر. خلال زيارة لها إلى منزل والديها قبل عيد الميلاد عام 1969، داست على المكابح في الجزء المثلج من الطريق، فانزلقت السيارة ورمت كارول خارجاً ثم انقلبت عليها، وبقيت ممددة في البرد لساعات قبل أن يعثر عليها المسعفون.
إثر الحادث، كُسِرَت ساقاها وحوضها وتفتت طحالها وأصيبت بندوب كثيرة. كانت الإصابات بالغة جداً حتى أن الأطباء فكروا في احتمال بتر ساقيها لإنقاذ حياتها. لكن عوضاً عن ذلك، أعادوا تشكيلهما بواسطة قضبان وإبر، فأمضت ستة أشهر في المستشفى وأُرسِل أولادها إلى والديها وأصدقائها في فلوريدا.
لم يعرف ماكين بالحادث الذي تعرضت له زوجته أثناء وجوده في السجن، لأن الأخيرة لم تسمح لأحد بالتفوّه بكلمة عن إصابتها البالغة لئلا تحزنه أكثر.
استعادت كارول عافيتها تدريجياً بعد أن تركت المستشفى، لكن التأثير المزدوج لقلة الحركة والعمليات الجراحية المتعددة التي خضعت لها شوّه كثيراً مظهرها الذي كان أشبه بمظهر عارضة أزياء. عندما عاد ماكين إلى الديار، كانت صورة الأميرة المحفورة في مخيلته تبدلت، فأصبحت أميرته أقصر بقليل وأكثر وزناً، وهي تتنقل على كرسي مدولب أو عكازين، وتنقّل هو بدوره على عكازين بسبب إصاباته. ثم تمكّن كل منهما من استعادة عافيته تدريجياً خلال جلسات العلاج الفيزيائي المؤلمة، والتمّ شمل العائلة لبضع سنوات في سبعينيات القرن الماضي.
بين ماكين وآل ريغن
بعدئذٍ أصبح ماكين الذي تابع مسيرته المهنية في البحرية، شخصية معروفة على نطاق ضيّق. كان يتحدث غالباً إلى المجموعات عن خبرته ويلقي خطابات مؤثرة وممتعة. من بين الأشخاص الذين انجذبوا إليه، رونالد ونانسي ريغن اللذان التقيا بعائلة ماكين عام 1973 خلال الولاية الثانية لريغن كحاكم لولاية كاليفورنيا.
ربطت علاقة صداقة بين العائلتين وعملت كارول ماكين في حملة ريغن الرئاسية في فلوريدا عام 1976. في أواخر عام 1979، عيّنتها نانسي ريغن كمساعدة صحافية في حملة عام 1980، وبذلك خففت من حزن كارول لطلاقها الوشيك.
في وقت لاحق، تدبّرت نانسي ريغن لكارول وسيدني الإقامة أثناء الطلاق مع عائلة المدعي العام المستقبلي إدوين ميز في جنوبي كاليفورنيا، ثم عيّنتها لرئاسة مكتب الزوار في البيت الأبيض بعد انتخاب ريغن.
في مذكراته يكتب ماكين عن آل ريغن: «سبّب طلاقي من كارول التي أحبتها أسرة ريغن تغييراً في علاقتنا. استاءت نانسي مني كثيراً، وفي المناسبات القليلة التي كنا نلتقي فيها بعد أن حصلت على مقعد في الكونغرس كانت تعاملني ببرودة، مما أوضح مدى استيائها مني. لا شك في أنني استحقيت هذا التغيير في علاقتنا».
بقيت كارول في واشنطن أثناء العقدين التاليين. خلال فترة عملها لحساب عائلة ريغن، نمّت مهارة كبيرة في تنظيم المناسبات الخاصة في البيت الأبيض. من بين أمور أخرى، تمكنت من زيادة عدد من يحضرون الاحتفال التقليدي لعيد الفصح في البيت الأبيض من خلال ابتكار مزيد من النشاطات، وشاركت في تنظيم الاحتفال الوطني بعيد الميلاد.
بعد انتهاء حرب الخليج عام 1991، كانت كارول الناطقة باسم اللجنة التي نظّمت احتفالاً كبيراً بالنصر في واشنطن. ثم انتقلت لاحقاً للعمل في مجال العلاقات العامة لصالح الجمعية الوطنية للمشروبات الغازية، وتقاعدت عام 2003. لكنها لم تتزوج مرة أخرى.
تقول بوكبايندر: «كان لديها عدد كبير من الأصدقاء. خرجت لفترة مع صديق رائع، قلت لها إنه متيم بحبك، ستعيشين معه حياة رائعة، فأجابت «كلا، لا أعتقد ذلك». لم تغرم كارول بأي شخص آخر. كان ماكين شخصاً مميزاً جداً في حياتها».
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_MCCAIN_CAROL61_smaller.jpg
مع كارول يوم الزفاف عام 1965
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_MCCAIN_CAROL-John-and-first_smaller.jpg
ماكين مع زوجته السابقة كارول وأولادهما دوغ وأندي وسيدني في منتصف سبعينيات القرن الماضي
The Washington Post
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_1-17_small.jpg
مع زوجته الحالية سيندي
في مطلع الثمانينات، شهد جون ماكين مرحلةً انتقالية في حياته وكان في عجلة من أمره.
قبل تسعة أشهر، في حفلة استقبال في هاواي، التقى وريثة شابة وفاتنة تدعى سيندي لو هينسلي وما لبث أن وقع في حبّها. لذلك أمضى أشهراً وهو يسافر من واشنطن إلى أريزونا، وسرعان ما عقد جندي البحرية البالغ من العمر 43 عاماً وحبيبته البالغة 25 عاماً خطوبتهما.
لكن المشكلة الوحيدة كانت أن ماكين كان لا يزال متزوّجاً.
تحمّلت كارول شيب ماكين، التي كانت في الثانية والأربعين من عمرها آنذاك، الكثير خلال زواجها من جون على مدى أكثر من 14 عاماً. تولّت تربية أولادهما الثلاثة الصغار وحدها في حين عاش زوجها في ظروف بائسة في أحد مخيمات الاعتقال في شمال فيتنام على مدى خمسة أعوام ونصف العام. بلغت مآسيها حداً لا يوصف بعد تعرّضها لحادث سيارة شبه مميت، جعلها عاجزة لأشهر وخائفة مدى الحياة. على الرغم من اجتماع شملهما وتعافيهما جسدياً، بدأ زواج ماكين يتداعى في أواخر سبعينيات القرن العشرين، ثم انهار كلياً بسبب علاقة جون بهينسلي.
وفقاً للسجلات العامة، حصل الأخيران على إذن بالزواج في مقاطعة ماريكوبا في أريزونا، في أوائل مارس (آذار) عام 1980، وذلك قبل أربعة أسابيع من إتمام طلاقه من كارول. عمد قاض في فلوريدا إلى فسخ زواج ماكين في 2 أبريل (نيسان)، وأصدر حكماً غيابياً بعد أن عجزت كارول عن الاستجابة لثلاثة أوامر استدعاء من قبل المحكمة. وهكذا تزوج جون وهينسلي في 17 مايو (أيار).
تثير سلسلة الأحداث السريعة تلك السؤال التالي حول مسيرة جون ماكين إلى البيت الأبيض: هل كان ليصبح ما هو عليه اليوم لو لم يغيّر حياته وزوجته؟
قيل وكُتب الكثير عن سيندي ماكين خلال ترشّح زوجها للرئاسة. لكنّ السيدة ماكين الأولى ظلت شخصية محيِّرة بمحض إرادتها. رفضت كارول ماكين، التي لا تزال تستخدم كنية الزواج، طلبات لا تحصى بإجراء مقابلات معها خلال الحملة والسنوات التي سبقتها. في حوار قصير أجرته معها صحيفة واشنطن بوست في الآونة الأخيرة، رفضت التحدّث عن نفسها وعن علاقتها بزوجها السابق.
مع ذلك، شكّل طلاق جون ماكين وزواجه للمرة الثانية لحظة مصيرية في حياته العامة والخاصة. كان ماكين الذي لا يعرف الراحة في عمله كرئيس مكتب ارتباط سلاح البحرية بالكونغرس آنذاك، يعيد النظر في حياته وعمله، إذ جعله انفصاله عن كارول وزواجه من سيندي يتخذ منحى جديداً.
بعد مرور بضعة أشهر على طلاقه، أصبح لماكين زوجة جديدة وعنواناً جديداً وطموحاً جديداً. بعد أن تخلّى عن حلمه بالسير على خطى والده وجدّه، اللذين رقّيا إلى رتبة أميرال، تقاعد من البحرية الأميركية بعد مرور أشهر على زواجه الثاني ومن ثم استقر مجدداً في أريزونا. وظّفه والد زوجته، جيم هينسلي، في شركته التي تعنى بتوزيع البيرة في فينيكس، بصفة موظف علاقات عامة. استطاع ماكين بفضل تلك الوظيفة السفر عبر الولايات، حيث احتكّ بأعضاء جمهوريين نافذين. بحلول العام 1981، استعد لترشحه للمرة الأولى لمنصب سياسي، وهو ما كان يطمح إليه لسنوات عدة. في العام التالي، شنّ حملة ناجحة لمقعد مفتوح في مجلس النواب في المقاطعة الأولى من أريزونا.
مع مرور السنوات، عندما ظهر موضوع طلاقه إلى العلن، أجاب ماكين بندم وحسرة، محمّلاً نفسه مسؤولية فشل زواجه. خلال أحد منتديات حملته في أغسطس (آب)، اعتبر نهاية زواجه الأول أكبر فشل معنوي بالنسبة إليه.
في المقابل، قدّم ماكين سجلات متضاربة عما حدث لعلاقته. في مقابلة له مع لاري كينغ على قناة «سي أن أن» مثلاً، تحدث عن لقائه الأول بهينسلي واصفاً مدى حماسته.
سأله كينغ: «هل كنت مطلّقاً مسبقاً؟».
أجابه ماكين: «أجل. التقيت بوالديها، والتقينا في حفلة الاستقبال عينها، وبدا اللقاء عاطفياً جداً. كان حباً من النظرة الأولى، وهكذا بدأنا بالتواعد»، وذلك على الرغم من أنه لم يحصل على الطلاق إلا بعد سنة.
في مذكراته التي أصدرها عام 2002 بعنوان Wroth Fighting For، كتب ماكين أنه انفصل عن كارول عندما التقى بهينسلي. لكن ورد في طلب طلاق ماكين أن الزوجين «عاشا معاً» حتى 1 يناير (كانون الثاني) من عام 1980، أي بعد تسعة أشهر تقريباً من بدء علاقته بهينسلي.
طلاق حبّي
وفقاً لسجلات المحكمة، منح ماكين زوجته حضانة أولادهما الثلاثة بالكامل، وملكية منزليهما في فيرجينيا وفلوريدا، ووافق على دفع 1625 دولاراً في الشهر كنفقة وإعالة للأولاد. كذلك، وافق على دفع أقساط جامعة ابنته سيدني ومصاريف زوجته الطبيّة لمدى الحياة.
كانت الشروط في غاية الكرم إلى حدّ أن المحامي الذي تولى قضية طلاق ماكين، جورج باد داي، أرفق ملاحظة بالملف جاء فيها أن داي أخبر موكّله بأن التسوية قد تكون عبئاً مالياً أكبر على كاهل ماكين مما لو كان رفع دعوى طلاق ضد زوجته في المحكمة. لكن ماكين تجاهل نصيحة محاميه وصديقه الذي كان بدوره أسير حرب سابقاً وحائزاً ميدالية شرف.
يستذكر داي في مقابلة حديثة له قائلاً: «كان طلاقاً حبّياً».
في المقابل، يقول الأشخاص الذين كانوا على معرفة بجون وكارول آنذاك إنه لم تكن لديهم أدنى فكرة عن وجود مشاكل في العلاقة بين الزوجين. كانا شهيرين واجتماعيين. كان ماكين يعمل آنذاك في مكتب ارتباط البحرية بالكونغرس، وهي وظيفة خلّفت له علاقات مهمة مع أعضاء الكونغرس. أقام كل من كارول وجون حفلات كثيرة في منزلهما في ألكنسدريا في فيرجينيا.
من ناحيتها، تقول كوني بوكبايندر، التي استضاف منزلها زواج آل ماكين عام 1965، إنها لم تعلم بوجود أي بذرة شقاق في زواجهما إلى أن أخبرتها كارول بأنها تتطلّق، قبل أسابيع من صدور قرار الطلاق النهائي.
تضيف بوكبايندر التي كانت صديقة مقرّبة من كارول منذ أن كانتا زميلتي دراسة في جامعة Centenary College في نيو جيرسي: «لم أر دليل توتر في العلاقة. لم تخبرني البتة بأن جون يخونها. بدا الأمر مفاجئاً تماماً لها. أعتقد أنه وقع في حب امرأة أخرى، أصغر سناً ولامعة وجذابة. لم تشعر كارول بالمرارة تجاه الأمر. قالت فحسب: «وقع في حب امرأة أخرى، ولا يسعنا شيء حيال ذلك».
يذكر أحد أصدقاء ماكين المقربين، بيتر لايكلاند، أن كارول وجون كانا لا يزالان يعيشان معاً في ألكسندريا، لكن الأخير تجنّب عموماً الحديث عن زواجه.
يقول لايكلاند في هذا الإطار: «أعتقد بأنه على الرغم من مواصلة هذا الزواج، إلا أن قلبه كان في مكان آخر. برأيي، عندما التقى هينسلي، انجذب وفتن أحدهما بالآخر». رافق لايكلاند ماكين إلى حفلة الاستقبال حيث التقى هينسلي، ولاحقاً قدّم للزوجين منزل العطلة الذي يملكه في ماري لاند لتمضية عطلة الأسبوع.
تأثير الفيتنام
يقول الأصدقاء والأهل إن نهاية الزواج ناجمة عن انفصال ماكين الطويل خلال السنوات التي أمضاها في فيتنام.
يقول جو ماكين، الأخ الأصغر لجون: «رحل وأصبح أسير حرب لمدى 5 سنوات ونصف السنة وعاش كأسرى الحرب كافة. أسيئت معاملتهما، وعاشا في عزلة، وكان عليهما بالتالي الهروب إلى عالم الخيال. بنيا أحلاماً في الهواء، وأعتقد أنه خلال تلك السنوات، كلاهما تغيّر إلى حد ما تحت وطأة ذلك الضغط النفسي. عندما عادا إلى الديار، أرادا لذلك الزواج أن ينجح، لكن بحسب رأيي ذهب كل منهما إلى مكان مختلف ولم يستطيعا إعادة الأمور إلى نصابها».
تقول بوكبايندر «خسر تلك السنوات. لنفكر في كل ما حدث في هذا العالم خلال تلك المدة، وكل ما فاته. برأي كارول، أعاد زواجه، من شخص يصغره بـ17 عاماً، إليه تلك السنوات».
لكن جون وكارول لم يُحمِّلا سنوات الحرب التي خاضها ماكين مسؤولية فشل زواجهما. في كتاب Worth Fighting For كتب ماكين «من الصعب أن ينقذ المرء زواجاً سليماً بعد أن فصل وقت طويل ومسافة بعيدة بين الزوجين. نحن شخصان مختلفان عندما نجتمع مجدداً. لكن انهيار زواجي يُعزى إلى أنانيتي وعدم نضجي أكثر منه إلى فيتنام، ولا يمكنني التملّص من اللوم بتوجيه أصابع الاتهام إلى الحرب. أتحمل المسؤولية كاملة».
قال ماكين لروبرت تيمبرغ، كاتب سيرة حياته، «تغيّرتُ، وهي أيضاً. يتغيّر الناس الذين افترقوا لمدة طويلة».
في دراسة أجريت عام 2005 على 98 سجين حرب فيتنام أعيدوا إلى موطنهم، تطلّق 56 خلال 20 عاماً من عودتهم. ذلك المعدل أكبر بقليل من معدّل الطلاق في صفوف الشعب الأميركي عموماً، لكنه أعلى بكثير منه في صفوف طياري البحرية الأميركية الذين لم يسجنوا. استخلص الباحثون أن «الزواج أيضاً يمكن أن يكون ضحية الحرب حتى في صفوف الأشخاص المؤهّلين الذين يتمتعون بمواهب مميزة».
في تعليق علني نادر عن هذا الزواج، قالت كارول ماكين (70 عاماً الآن)، التي تعيش بهدوء بعد تقاعدها في منطقة فيرجينيا بيتش، لتيمبرغ عام 1995 إن «انهيار زواجنا لم يكن نتيجة للحادث الذي تعرضت له أو لحرب فيتنام. لست واثقة حتى من أنه ما كان ليحدث لو لم يغادر جون. أعزو ذلك أكثر من أي أمر آخر إلى بلوغ جون سن الأربعين ورغبته في العودة إلى الخامسة والعشرين مجدداً».
دعم الزوجة السابقة
تشير بوكبايندر إلى أن كارول لم تنتقد يوماً ماكين علانية، بل دعمت مسيرته السياسية. تبرعت بالمال لعدد كبير من حملاته الانتخابية وهي تضع اليوم على سيارتها ملصقاً دُوِّنَت عليه جملة «ماكين لتولي الرئاسة».
كذلك، كشفت كارول مرة عن أنه في خلال السباق الانتخابي الأول الذي خاضه ماكين، اتصل بها خصم له سعياً للحصول على «معلومات سلبية» ليستعملها ضده. لم ترفض طلبه فحسب بل اتصلت بزوجها السابق لتخبره بذلك. قالت لاحقاً في مقابلة أجرتها معها صحيفة أريزونا «قلت (للخصم) إنني أثق بجون ماكين، فهو رجل صالح. أتمنى له كل النجاح».
في 26 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1967، أقلع ماكين على متن حاملة الطائرات الأميركية USS Oriskany لقصف هانوي. أصاب صاروخ معادٍ جناح طائرته من طراز A-4E Skyhawk، ما اضطره للخروج منها. سحب جنود وسكان شمالي فيتنام جسده المحطّم عن ضفة إحدى البحيرات، وبرّحوه ضرباً ثم وُضِع في السجن. لم يرَ زوجته وأولاده حتى عام 1973.
في ذلك الوقت، عانت كارول التي كانت تقيم في فلوريدا الكثير بغياب زوجها لمدة 28 شهراً. بعد سنتين من سجنه، أخذت حياتها منحى مؤلماً آخر. خلال زيارة لها إلى منزل والديها قبل عيد الميلاد عام 1969، داست على المكابح في الجزء المثلج من الطريق، فانزلقت السيارة ورمت كارول خارجاً ثم انقلبت عليها، وبقيت ممددة في البرد لساعات قبل أن يعثر عليها المسعفون.
إثر الحادث، كُسِرَت ساقاها وحوضها وتفتت طحالها وأصيبت بندوب كثيرة. كانت الإصابات بالغة جداً حتى أن الأطباء فكروا في احتمال بتر ساقيها لإنقاذ حياتها. لكن عوضاً عن ذلك، أعادوا تشكيلهما بواسطة قضبان وإبر، فأمضت ستة أشهر في المستشفى وأُرسِل أولادها إلى والديها وأصدقائها في فلوريدا.
لم يعرف ماكين بالحادث الذي تعرضت له زوجته أثناء وجوده في السجن، لأن الأخيرة لم تسمح لأحد بالتفوّه بكلمة عن إصابتها البالغة لئلا تحزنه أكثر.
استعادت كارول عافيتها تدريجياً بعد أن تركت المستشفى، لكن التأثير المزدوج لقلة الحركة والعمليات الجراحية المتعددة التي خضعت لها شوّه كثيراً مظهرها الذي كان أشبه بمظهر عارضة أزياء. عندما عاد ماكين إلى الديار، كانت صورة الأميرة المحفورة في مخيلته تبدلت، فأصبحت أميرته أقصر بقليل وأكثر وزناً، وهي تتنقل على كرسي مدولب أو عكازين، وتنقّل هو بدوره على عكازين بسبب إصاباته. ثم تمكّن كل منهما من استعادة عافيته تدريجياً خلال جلسات العلاج الفيزيائي المؤلمة، والتمّ شمل العائلة لبضع سنوات في سبعينيات القرن الماضي.
بين ماكين وآل ريغن
بعدئذٍ أصبح ماكين الذي تابع مسيرته المهنية في البحرية، شخصية معروفة على نطاق ضيّق. كان يتحدث غالباً إلى المجموعات عن خبرته ويلقي خطابات مؤثرة وممتعة. من بين الأشخاص الذين انجذبوا إليه، رونالد ونانسي ريغن اللذان التقيا بعائلة ماكين عام 1973 خلال الولاية الثانية لريغن كحاكم لولاية كاليفورنيا.
ربطت علاقة صداقة بين العائلتين وعملت كارول ماكين في حملة ريغن الرئاسية في فلوريدا عام 1976. في أواخر عام 1979، عيّنتها نانسي ريغن كمساعدة صحافية في حملة عام 1980، وبذلك خففت من حزن كارول لطلاقها الوشيك.
في وقت لاحق، تدبّرت نانسي ريغن لكارول وسيدني الإقامة أثناء الطلاق مع عائلة المدعي العام المستقبلي إدوين ميز في جنوبي كاليفورنيا، ثم عيّنتها لرئاسة مكتب الزوار في البيت الأبيض بعد انتخاب ريغن.
في مذكراته يكتب ماكين عن آل ريغن: «سبّب طلاقي من كارول التي أحبتها أسرة ريغن تغييراً في علاقتنا. استاءت نانسي مني كثيراً، وفي المناسبات القليلة التي كنا نلتقي فيها بعد أن حصلت على مقعد في الكونغرس كانت تعاملني ببرودة، مما أوضح مدى استيائها مني. لا شك في أنني استحقيت هذا التغيير في علاقتنا».
بقيت كارول في واشنطن أثناء العقدين التاليين. خلال فترة عملها لحساب عائلة ريغن، نمّت مهارة كبيرة في تنظيم المناسبات الخاصة في البيت الأبيض. من بين أمور أخرى، تمكنت من زيادة عدد من يحضرون الاحتفال التقليدي لعيد الفصح في البيت الأبيض من خلال ابتكار مزيد من النشاطات، وشاركت في تنظيم الاحتفال الوطني بعيد الميلاد.
بعد انتهاء حرب الخليج عام 1991، كانت كارول الناطقة باسم اللجنة التي نظّمت احتفالاً كبيراً بالنصر في واشنطن. ثم انتقلت لاحقاً للعمل في مجال العلاقات العامة لصالح الجمعية الوطنية للمشروبات الغازية، وتقاعدت عام 2003. لكنها لم تتزوج مرة أخرى.
تقول بوكبايندر: «كان لديها عدد كبير من الأصدقاء. خرجت لفترة مع صديق رائع، قلت لها إنه متيم بحبك، ستعيشين معه حياة رائعة، فأجابت «كلا، لا أعتقد ذلك». لم تغرم كارول بأي شخص آخر. كان ماكين شخصاً مميزاً جداً في حياتها».
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_MCCAIN_CAROL61_smaller.jpg
مع كارول يوم الزفاف عام 1965
http://193.200.40.42/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/10/13/81170_MCCAIN_CAROL-John-and-first_smaller.jpg
ماكين مع زوجته السابقة كارول وأولادهما دوغ وأندي وسيدني في منتصف سبعينيات القرن الماضي