المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة هي معرفة الله



ياآل احمد
10-12-2008, 02:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


العبادة هي معرفة الله

قال الله سبحانه وتعالى (ما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) أي إلا ليعرفون ومن أين لهم معرفة الله سبحانه إلا عن طريق حججه على خلقه وهم الرسل و الأنبياء فهم طريق الله وبهم يعرف الله فالشرط من الله جل ذكره فيما استعبد به خلقه أن يؤدوا جميع فرائضه بعلم ويقين وبصيرة ليكون المؤدي لها محموداً عند ربه مستوجباً لثوابه لأن الذي يؤدي بغير علم وبصيرة لا يدري ما يؤدي ولا يدري إلى من يؤدي وإذا كان جاهلاً لم يكن على ثقة مما أدى ولا مصدقاً لان المصدق لايكون مصدقاً حتى يكون عارفاً بما صدق به من غير شك ولا شبهة لأن الشك لا يكون له من الرغبة والرهبة والخضوع والتقرب مثل ما يكون من العالم المستيقن وقال الله عز وجل ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ).

فصارت الشهادة مقبولة بعلة العلم للشهادة والشهادة لا تقبل إلا بعلم والشاك المؤدي بغير علم وبصيرة إلى الله أن شاء قبل منه وأن شاء رده عليه لأن الشرط من الله أن تؤدي المفروض بعلم ويقين كي لا يصبح إيمانك مستودعاً أعاذنا الله وان أديت بيقين أصبح إيمانك مستقراً كما قال الله سبحانه وتعالى (فمستقر أو مستودع ) وعنهم عليهم السلام ( فمن أراد الله توفيقه وان يصبح إيمانه مستقراً سبب له أسباب الهداية فأخذ دينه من القرآن والسنة فيصبح دينه أثبت من الجبال الرواسي وقال عليه السلام (من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه (ص) زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال ) وقال عليه السلام (من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه ونفعه إيمانه ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه) أصول الكافي ج1 ص22.

ومن أراد الله خذلانه وأن يكون دينه مستودعاً نعوذ بالله سبب له أسباب التقليد والتأويل من غير علم وبصيرة فذلك في المشيئة أن شاء الله تبارك وتعالى أتم إيمانه وأن شاء سلبه إياه حتى يصبح مؤمناً يمسي كافر أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً لأنه وقع في فتنة أضلته وهو يعلم وعنهم عليهم السلام (من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن ) أصول الكافي ج1 ص22 .

لا نه كلما رأى كبيراً من الكبراء مال معه وكلما رأى شيئاً إستحسنه وصدع بظاهره وكذلك لكثرة الفقهاء واختلافهم ولا يخفى على القارئ أن الحجة في كل زمان واحد وأن القرآن وأهل البيت يصرحون بعدم إتباع الكثرة ( إن تتبع أكثر من في الأرض يضلوك ) وقال تعالى ( وأكثرهم للحق كارهون ) وقال تعالى ( فَبَشِّرْ عِبَادِ۞الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )( الزمر :17-18 ) وقال تعالى ( أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالإنعام بل هم أضل سبيلاً ).

فالقرآن يصرح بذم الكثرة والدليل واضح لمن أراد وجه الله بنية صادقة وقلب سليم خالي من التكبر وحب الدنيا فإن الرب واحد والرسول واحد (ص) والشريعة واحدة فلمﹶ كل هذا التكبر والافتراء على الله ورسوله فلنراجع أنفسنا ونسألها لِماذا خلقنا الله وما هي واجباتنا تجاهه وما المطلوب منا كعبيد له سبحانه هل التكبر عليه وعلى الحجة أم معرفته من خلالهم لننقذ أنفسنا من النار ولا نكن كمن عبد الله بغير علم وقال تعالى ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فأن أصابه خيرﹲ اطمأن به وإن إصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا و الآخرة وذلك هو الخسران المبين ).

فالمطلوب هو معرفة الله من خلال حججه والتسليم لهم وقال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) وعن أبي عبد الله (ع) ( أمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا ثم قال وان صاموا وصلوا وشهدوا إن لا اله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين ) أصول الكافي ج2 ص299.

وقال تعالى ( وما يؤمن أكثر هم بالله إلا وهم مشركون ) وسأل أبو عبد الله عن هذه الآية وقال ذلك شرك طاعة وليس شرك عبادة فاحذروا أن تطيعوا الشيطان من حيث لا تعلمون وعن أبي العباس قال ( سألت أبا عبد الله (ع) عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركاً قال : فقال من ابتدع رأياً فأحب عليه أو ابغض عليه ) أصول الكافي ج2 ص 298.

فمن اخذ من محمد وال محمد نجا ومن تخلف عنهم ضل وعن أبي سلمة عن أبي عبد الله (ع) سمعته يقول :نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ) أصول الكافي ج1ص210.

وفي حديث طويل لأمير المؤمنين (ع) أنه قال : ( لا يعرف الله عز وجل الا بسبيل معرفتنا ونحن الاعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه لا يدخل النار الا من انكرنا وأنكرناه أن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا ابوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا او فضل علينا غيرنا فأنهم عن الصراط لناكبون ......) اصول الكافي ج1 ص206.

وهذا الرابط
http://www.almehdyoon.org/index.forum