ياآل احمد
10-11-2008, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لعراق في زمن الكوليرا
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم41 .
وباء الكوليرا يتفشى في العراق طولاً وعرضاً ، وعلى كافة الصعد والمستويات ، فلا تكاد تسلم منه زاوية أو رصيف أو مسكن ، وتحمله حقائب الأطفال المدرسية ، ويطل من عيون الأمهات الثكالى بل لقد أوغل في النفوس والعقول والمشاعر والأخلاق والعقائد ، فالعراق بكلمة واحدة مستوطنة الكوليرا !! نعم فالمستوى الصحي هو الأقل من حيث تفشي هذا الوباء الخطير على الرغم من أن تسليط الأضواء عليه هذه الأيام أكثر من سواه .
يمكن للجميع أن يدرك هذه الحقيقة بسهولة بالغة ، فالأمر لا يتطلب سوى أن لا يلتفت المرء كثيراً الى سجلات الأطباء المهووسين باختصاصهم الممل ، فهؤلاء لا يحسنون شيئاً غير التركيز على جزء محدد من الصورة ، ولا يحسنون أن يستحضروا من خلال هذا الجزء مجمل الصورة ، صورة الوطن المحتضر بوباء الكوليرا .
يمكن بسهولة لمدير صحة عام ، كالمدير العام لصحة كربلاء أن يقول : ((إن الدوائر الصحية سجلت أربع حالات إصابة بمرض الكوليرا في المحافظة معتبراً الوضع مطمئنا ومسيطراً عليه بعد إن تم الكشف عن الإصابات مبكرا حسب قوله. وأوضح الدكتور علاء حمودي بدير، للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق)، انه "تم تسجيل أربع حالات إصابة بمرض الكوليرا في مناطق مختلفة من
المحافظة"، مبيناً ان "الإصابات تم تشخيصها مبكرا وهذا ما يدعونا إلى أن نقول إن الوضع مسيطر عليه" )) . طبعاً يمكنكم أن تسجلوا بعض الملاحظات المهنية وحتى الأخلاقية على مدير عام صحة كربلاء ، وتطعنوا في تقريره على اعتبار أن السيطرة والإطمئنان الذين يتحدث عنهما أقرب الى الكذبة ، فالمرض بدأ في الحلة وغيرها ، ولم يكن له أثر في كربلاء كما صرحوا قبل أيام فكيف استطاعت جرثومة صغيرة اختراق حواجز السلامة المسلحة لتدخل المدينة ؟
ولكن مدير الصحة العام لا يمكنه الحديث عن الكوليرا السياسية ولا الثقافية ولا العقائدية ولا حتى الكوليرا الأخلاقية إذا ما كان الإعتبار موجهاً الى مسألة الإختصاص ، فليس من شك في أنه سيتذرع بحجة قوية هي أن هذه الأنواع من المرض لا تدخل ضمن نطاق اختصاصه ، ولكننا لا يهمنا كثيراً مناقشة مدير الصحة العام في شأن ما يدخل أو ما يخرج عن دائرته الإختصاصية ، المهم بالنسبة لنا ما يجري على أرض الواقع ، وما نشهد بأم أعيننا أن الناس يعانون منه أشد المعاناة ، ففي البصرة على سبيل المثال لا يتحدث البصريون عن وباء الكوليرا الذي يعرفه مدير الصحة بقدر حديثهم عن أمور أخرى من قبيل الكهرباء ، والخلافات المستحكمة بين الأحزاب وأخبار الإغتيالات ، بل يمكنك ملاحظة إنهم يطيب لهم كثيراً اغتياب (كذا) المعممين والتهكم عليهم ، فهؤلاء بنظر البصريين كوليرا تغطي رأسها بعدة أمتار من القماش الملفوف .
إذا شئنا التعرف على أفتك أنواع مرض الكوليرا فلن يكون مدير الصحة هو دليلنا ، بل أفضل لنا من مدير صحة حكومي يفكر في مستقبله الوظيفي أكثر بكثير مما يفكر في مصائر الناس صبي في سن الثانية عشر من عمره ، لا تهمه الأحزاب ومصالحها ، ولم تعبث في عقله المطامع ولا الإحن ،
ولا يهزه أبداً قلق في بلاد لا ثابت فيها غير الفوضى والتسلط ، لذلك سيقول بعفوية براءته التي لم يفقدها بعد كما فقدها موظفوا الحكومة إن الجيش الأمريكي الجاثم على صدر العراق وحكومته العميلة بأحزابها هو الكوليرا الأفتك والأخبث ، وسيضيف بنظرته الحصيفة أن المرجعيات الدينية هي الأفتك على الإطلاق ، فهذه المرجعيات التي عطلت الجهاد الدفاعي وداهنت المحتل ودخلت معه في لعبته السياسية الفوضوية ، وأدخلت البلاد بالنتيجة في عصر الخراب الأكبر ، تستحق بجدارة صفة المركز المظلم والحاضنة المولدة لكل أنواع الكوليرا التي فتكت والتي يمكن أن تفتك بالعراقيين .
وهذا الرابط
http://www.almehdyoon.org/index.forum
لعراق في زمن الكوليرا
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم41 .
وباء الكوليرا يتفشى في العراق طولاً وعرضاً ، وعلى كافة الصعد والمستويات ، فلا تكاد تسلم منه زاوية أو رصيف أو مسكن ، وتحمله حقائب الأطفال المدرسية ، ويطل من عيون الأمهات الثكالى بل لقد أوغل في النفوس والعقول والمشاعر والأخلاق والعقائد ، فالعراق بكلمة واحدة مستوطنة الكوليرا !! نعم فالمستوى الصحي هو الأقل من حيث تفشي هذا الوباء الخطير على الرغم من أن تسليط الأضواء عليه هذه الأيام أكثر من سواه .
يمكن للجميع أن يدرك هذه الحقيقة بسهولة بالغة ، فالأمر لا يتطلب سوى أن لا يلتفت المرء كثيراً الى سجلات الأطباء المهووسين باختصاصهم الممل ، فهؤلاء لا يحسنون شيئاً غير التركيز على جزء محدد من الصورة ، ولا يحسنون أن يستحضروا من خلال هذا الجزء مجمل الصورة ، صورة الوطن المحتضر بوباء الكوليرا .
يمكن بسهولة لمدير صحة عام ، كالمدير العام لصحة كربلاء أن يقول : ((إن الدوائر الصحية سجلت أربع حالات إصابة بمرض الكوليرا في المحافظة معتبراً الوضع مطمئنا ومسيطراً عليه بعد إن تم الكشف عن الإصابات مبكرا حسب قوله. وأوضح الدكتور علاء حمودي بدير، للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق)، انه "تم تسجيل أربع حالات إصابة بمرض الكوليرا في مناطق مختلفة من
المحافظة"، مبيناً ان "الإصابات تم تشخيصها مبكرا وهذا ما يدعونا إلى أن نقول إن الوضع مسيطر عليه" )) . طبعاً يمكنكم أن تسجلوا بعض الملاحظات المهنية وحتى الأخلاقية على مدير عام صحة كربلاء ، وتطعنوا في تقريره على اعتبار أن السيطرة والإطمئنان الذين يتحدث عنهما أقرب الى الكذبة ، فالمرض بدأ في الحلة وغيرها ، ولم يكن له أثر في كربلاء كما صرحوا قبل أيام فكيف استطاعت جرثومة صغيرة اختراق حواجز السلامة المسلحة لتدخل المدينة ؟
ولكن مدير الصحة العام لا يمكنه الحديث عن الكوليرا السياسية ولا الثقافية ولا العقائدية ولا حتى الكوليرا الأخلاقية إذا ما كان الإعتبار موجهاً الى مسألة الإختصاص ، فليس من شك في أنه سيتذرع بحجة قوية هي أن هذه الأنواع من المرض لا تدخل ضمن نطاق اختصاصه ، ولكننا لا يهمنا كثيراً مناقشة مدير الصحة العام في شأن ما يدخل أو ما يخرج عن دائرته الإختصاصية ، المهم بالنسبة لنا ما يجري على أرض الواقع ، وما نشهد بأم أعيننا أن الناس يعانون منه أشد المعاناة ، ففي البصرة على سبيل المثال لا يتحدث البصريون عن وباء الكوليرا الذي يعرفه مدير الصحة بقدر حديثهم عن أمور أخرى من قبيل الكهرباء ، والخلافات المستحكمة بين الأحزاب وأخبار الإغتيالات ، بل يمكنك ملاحظة إنهم يطيب لهم كثيراً اغتياب (كذا) المعممين والتهكم عليهم ، فهؤلاء بنظر البصريين كوليرا تغطي رأسها بعدة أمتار من القماش الملفوف .
إذا شئنا التعرف على أفتك أنواع مرض الكوليرا فلن يكون مدير الصحة هو دليلنا ، بل أفضل لنا من مدير صحة حكومي يفكر في مستقبله الوظيفي أكثر بكثير مما يفكر في مصائر الناس صبي في سن الثانية عشر من عمره ، لا تهمه الأحزاب ومصالحها ، ولم تعبث في عقله المطامع ولا الإحن ،
ولا يهزه أبداً قلق في بلاد لا ثابت فيها غير الفوضى والتسلط ، لذلك سيقول بعفوية براءته التي لم يفقدها بعد كما فقدها موظفوا الحكومة إن الجيش الأمريكي الجاثم على صدر العراق وحكومته العميلة بأحزابها هو الكوليرا الأفتك والأخبث ، وسيضيف بنظرته الحصيفة أن المرجعيات الدينية هي الأفتك على الإطلاق ، فهذه المرجعيات التي عطلت الجهاد الدفاعي وداهنت المحتل ودخلت معه في لعبته السياسية الفوضوية ، وأدخلت البلاد بالنتيجة في عصر الخراب الأكبر ، تستحق بجدارة صفة المركز المظلم والحاضنة المولدة لكل أنواع الكوليرا التي فتكت والتي يمكن أن تفتك بالعراقيين .
وهذا الرابط
http://www.almehdyoon.org/index.forum