جمال
10-10-2008, 02:45 PM
القاهرة (رويترز) - ينفي الكاتب المصري رمسيس عوض أن تكون معسكرات الاعتقال في ألمانيا النازية استهدفت اليهود وحدهم.. بل شملت كل معارضي النظام وخصوصا الشيوعيون.
ويقول في كتابه (داكاو.. أشهر معسكرات الاعتقال النازية) ان المعسكر الواقع في داكاو وهي مدينة ألمانية صغيرة على بعد 15 كيلومترا شمال غربي ميونيخ "اقيم أصلا لايواء المعارضين للنظام مثل الشيوعيين ودعاة الديمقراطية الاشتراكية" والخارجين على القانون بدوافع جنائية لا سياسية.
وحكم الزعيم النازي أدولف هتلر ألمانيا بقبضة حديدية منذ عام 1933 وهو العام الذي شهد بداية انشاء معسكرات الاعتقال تحت اشراف وحدة الشرطة الخاصة المعروفة باسم (جهاز اس اس) برئاسة هنريش هملر.
ويسجل عوض في الكتاب أن هملر أمر في صيف 1943 "بإقامة بيوت دعارة في معسكرات الاعتقال اطلق عليها المباني الخاصة لحل مشكلات السجناء الجنسية ومحاربة اللواط وزيادة معدلات الانتاج... كانت ألمانيا النازية تنكل بوجه خاص بشواذ الجنس" من الرجال.
وصدر الكتاب في القاهرة عن المجلس الاعلى للثقافة ويقع في 183 صفحة من القطع الكبير وينتهي بملحق يضم قوائم واحصائيات بنزلاء معسكر داكاو وبينهم 86 تركيا و13 بريطانيا و11 أمريكيا وأربعة من الارمن وثلاثة من العرب وايراني واحد.
ويقول عوض "كانت المومسات في بيوت الدعارة يجئن من معسكر رافنزبروك للاعتقال نظير حصولهن على وعد باطلاق سراحهن بعد ممارسة البغاء لمدة ستة أشهر. وفي منتصف ديسمبر (كانون الاول) 1944 عاشت في معسكر داكاو ثلاث عشرة امرأة جندت لهذا الغرض."
ويقول عوض ان معسكر داكاو استقبل بين 1933 و1945 أكثر من 200 ألف معتقل من مختلف الجنسيات والاعراق والطبقات منهم سياسيون ورجال دين وقادة عسكريون وأطباء ومجرمون وكان على مدخله لافتة كتب عليها (العمل يحرر الانسان) لكنه ظل معزولا عن الحياة خارجه اذ كان محاطا بأسلاك شائكة وأخرى مكهربة اضافة الى مساحات زراعية شاسعة تضم مباني وحظائر شيدها النزلاء الذين زرعوا أشجارا على جوانبه لمسافات طويلة.
ويسجل أن الاهالي المقيمين بالقرب من المعسكر لم يعرفوا شيئا عن حقيقة ما كان يجري داخله وكان السجين المفرج عنه يتعهد كتابيا بألا يبوح بشيء عما يدور في المعسكر ويتلقى تهديدا باعادته الى المعتقل اذا خالف التعليمات.
ويضيف أن المعسكر كان يستقبل كل يوم مزيدا من اليهود وفي عام 1937 بدأ في اضطهاد الغجر "على أساس الانقاء القبلي والعشائري" بتكليفهم بأعمال شاقة تنتهي بابادتهم وحين تأكد للنازيين خسارتهم الحرب دمروا الملفات التي توثق عنصريتهم لكن اليهود نجحوا في الاحتفاظ ببعضها وضاعت مأساة الغجر بسبب أمية الكثيرين منهم.
وعوض أستاذ للادب الانجليزي بجامعة عين شمس له أكثر من خمسين كتابا أولها ( برتراند راسل الانسان) في عام 1961 و(موقف ماركس وانجلز من الاداب العالمية) و(شكسبير في مصر) و(جورج أورويل.. حياته وأدبه) و(من ستالين الى جورباتشوف).
لكنه منذ منتصف التسعينيات كرس جهوده لما يخص اليهود فأصدر كتبا منها (شكسبير واليهود) و(اليهود والادب الامريكي المعاصر)و (اليهود والادب الامريكي المعاصر في أربعة قرون) و(اليهود في الادب الروسي) و(الهولوكوست في الادب الامريكي) و(الهولوكوست في الادب الفرنسي) و(الغجر بين المجزرة والمحرقة) كما وثق بعض معسكرات الاعتقال في عهد النازي ومنها (معسكر الاعتقال النازي برجن بلسن الذي ساهم في انشاء دولة اسرائيل).
ويقول ان النازيين اتبعوا أساليب مختلفة لتصفية السجناء منها استنزاف طاقتهم في الاعمال الشاقة حتى الموت كما "وقع الاختيار على السجناء غير القادرين على العمل لتطبيق برنامج القتل الرحيم" الذي قضى على ألوف منهم.
ويسجل أن هملر القائد العام لمعسكرات الاعتقال النازية كان المسؤول الاول عن استخدام المعتقلين "كحقول تجارب... فقد وفر السجناء فرصة ذهبية لتدريب طلبة الطب." وتعرف هملر على كلاوس شلنج أستاذ الطفيليات في كلية الطب بجامعة برلين الذي أجرى أبحاثه على مرض الملاريا بالمناطق الاستوائية في افريقيا عام 1898 وجنده لمواصلة أبحاثه في معسكر داكاو. وبعد محاكمة أجريت للاطباء عام 1947 حكم على شلنج بالاعدام وكان عمره 74 عاما وقال للمحكمة انه كان يهدف الى "خدمة الجنس البشري كما أعرب عن أسفه لاضطراره الى ايقاف أبحاثه."
ويقول عوض ان هملر شجع الطبيب سيجموند راسشر على اجراء تجاربه "المميتة ... حتى بعد حظرها من الناحية الرسمية" نظرا لخطورتها الشديدة ومنها اختبار قدرة الانسان على الحياة اذا سقط من ارتفاعات شاهقة... وكان ضحايا راسشر من اليهود والروس والبولنديين والالمان وفي الغالب من المحكوم عليهم بالاعدام.
ويسجل أن هملر ألح على ضرورة اجراء تجارب على قدرة الانسان على تحمل شرب الماء المالح وكذلك تبريد الجسم نظرا لاهمية ذلك لسلاحي الطيران والبحرية. وكلف راسشر باجراء التجارب لمعرفة كيفية انقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم في بحر الشمال المتجمد ويشرفون على الموت من شدة البرودة.. "كان الهدف من التجارب معرفة المدة التي يمكن للانسان أن يتحمل فيها الرطوبة والبرودة ومعرفة درجة الحرارة التي يمكن عندها اعادة الحياة الى شخص يموت.. وبناء على هذا صممت ملابس الطيارين."
ويقول عوض في كتابه ان هتلر الذي كان يصرح بمناصرته للمسيحية أصر على فصل الدين عن الدولة حيث ضم معسكر داكاو "الاف القساوسة من مختلف الملل والنحل" ومات منهم حوالي 700 قسيس.
ويضيف أن الفاتيكان تفاوض مع النازيين حتى أقنعهم بالسماح لقساوسة بممارسة شعائرهم الدينية واعفائهم من العمل وانصرف بعضهم الى الدراسة والتأمل وسمح لهم بقراءة الصحف واستخدام المكتبة.
ويقول انهم كانوا يحصلون على طعام كاف وكانوا يتلقون أحيانا "نصف لتر من الكاكاو في الصباح وثلث زجاجة خمر يوميا" لكن هذا الامتيازات التي ترجع الى وساطة الفاتيكان لم تشمل اخرين اذ اختار النازيون عددا كبيرا من القساوسة البولنديين "لاجراء أبشع التجارب الطبية" ومنها تجارب الطبيب شلنج الخاصة بمرض الملاريا. وأودت تلك التجارب بحياة كثيرين منهم.
من سعد القرش
ويقول في كتابه (داكاو.. أشهر معسكرات الاعتقال النازية) ان المعسكر الواقع في داكاو وهي مدينة ألمانية صغيرة على بعد 15 كيلومترا شمال غربي ميونيخ "اقيم أصلا لايواء المعارضين للنظام مثل الشيوعيين ودعاة الديمقراطية الاشتراكية" والخارجين على القانون بدوافع جنائية لا سياسية.
وحكم الزعيم النازي أدولف هتلر ألمانيا بقبضة حديدية منذ عام 1933 وهو العام الذي شهد بداية انشاء معسكرات الاعتقال تحت اشراف وحدة الشرطة الخاصة المعروفة باسم (جهاز اس اس) برئاسة هنريش هملر.
ويسجل عوض في الكتاب أن هملر أمر في صيف 1943 "بإقامة بيوت دعارة في معسكرات الاعتقال اطلق عليها المباني الخاصة لحل مشكلات السجناء الجنسية ومحاربة اللواط وزيادة معدلات الانتاج... كانت ألمانيا النازية تنكل بوجه خاص بشواذ الجنس" من الرجال.
وصدر الكتاب في القاهرة عن المجلس الاعلى للثقافة ويقع في 183 صفحة من القطع الكبير وينتهي بملحق يضم قوائم واحصائيات بنزلاء معسكر داكاو وبينهم 86 تركيا و13 بريطانيا و11 أمريكيا وأربعة من الارمن وثلاثة من العرب وايراني واحد.
ويقول عوض "كانت المومسات في بيوت الدعارة يجئن من معسكر رافنزبروك للاعتقال نظير حصولهن على وعد باطلاق سراحهن بعد ممارسة البغاء لمدة ستة أشهر. وفي منتصف ديسمبر (كانون الاول) 1944 عاشت في معسكر داكاو ثلاث عشرة امرأة جندت لهذا الغرض."
ويقول عوض ان معسكر داكاو استقبل بين 1933 و1945 أكثر من 200 ألف معتقل من مختلف الجنسيات والاعراق والطبقات منهم سياسيون ورجال دين وقادة عسكريون وأطباء ومجرمون وكان على مدخله لافتة كتب عليها (العمل يحرر الانسان) لكنه ظل معزولا عن الحياة خارجه اذ كان محاطا بأسلاك شائكة وأخرى مكهربة اضافة الى مساحات زراعية شاسعة تضم مباني وحظائر شيدها النزلاء الذين زرعوا أشجارا على جوانبه لمسافات طويلة.
ويسجل أن الاهالي المقيمين بالقرب من المعسكر لم يعرفوا شيئا عن حقيقة ما كان يجري داخله وكان السجين المفرج عنه يتعهد كتابيا بألا يبوح بشيء عما يدور في المعسكر ويتلقى تهديدا باعادته الى المعتقل اذا خالف التعليمات.
ويضيف أن المعسكر كان يستقبل كل يوم مزيدا من اليهود وفي عام 1937 بدأ في اضطهاد الغجر "على أساس الانقاء القبلي والعشائري" بتكليفهم بأعمال شاقة تنتهي بابادتهم وحين تأكد للنازيين خسارتهم الحرب دمروا الملفات التي توثق عنصريتهم لكن اليهود نجحوا في الاحتفاظ ببعضها وضاعت مأساة الغجر بسبب أمية الكثيرين منهم.
وعوض أستاذ للادب الانجليزي بجامعة عين شمس له أكثر من خمسين كتابا أولها ( برتراند راسل الانسان) في عام 1961 و(موقف ماركس وانجلز من الاداب العالمية) و(شكسبير في مصر) و(جورج أورويل.. حياته وأدبه) و(من ستالين الى جورباتشوف).
لكنه منذ منتصف التسعينيات كرس جهوده لما يخص اليهود فأصدر كتبا منها (شكسبير واليهود) و(اليهود والادب الامريكي المعاصر)و (اليهود والادب الامريكي المعاصر في أربعة قرون) و(اليهود في الادب الروسي) و(الهولوكوست في الادب الامريكي) و(الهولوكوست في الادب الفرنسي) و(الغجر بين المجزرة والمحرقة) كما وثق بعض معسكرات الاعتقال في عهد النازي ومنها (معسكر الاعتقال النازي برجن بلسن الذي ساهم في انشاء دولة اسرائيل).
ويقول ان النازيين اتبعوا أساليب مختلفة لتصفية السجناء منها استنزاف طاقتهم في الاعمال الشاقة حتى الموت كما "وقع الاختيار على السجناء غير القادرين على العمل لتطبيق برنامج القتل الرحيم" الذي قضى على ألوف منهم.
ويسجل أن هملر القائد العام لمعسكرات الاعتقال النازية كان المسؤول الاول عن استخدام المعتقلين "كحقول تجارب... فقد وفر السجناء فرصة ذهبية لتدريب طلبة الطب." وتعرف هملر على كلاوس شلنج أستاذ الطفيليات في كلية الطب بجامعة برلين الذي أجرى أبحاثه على مرض الملاريا بالمناطق الاستوائية في افريقيا عام 1898 وجنده لمواصلة أبحاثه في معسكر داكاو. وبعد محاكمة أجريت للاطباء عام 1947 حكم على شلنج بالاعدام وكان عمره 74 عاما وقال للمحكمة انه كان يهدف الى "خدمة الجنس البشري كما أعرب عن أسفه لاضطراره الى ايقاف أبحاثه."
ويقول عوض ان هملر شجع الطبيب سيجموند راسشر على اجراء تجاربه "المميتة ... حتى بعد حظرها من الناحية الرسمية" نظرا لخطورتها الشديدة ومنها اختبار قدرة الانسان على الحياة اذا سقط من ارتفاعات شاهقة... وكان ضحايا راسشر من اليهود والروس والبولنديين والالمان وفي الغالب من المحكوم عليهم بالاعدام.
ويسجل أن هملر ألح على ضرورة اجراء تجارب على قدرة الانسان على تحمل شرب الماء المالح وكذلك تبريد الجسم نظرا لاهمية ذلك لسلاحي الطيران والبحرية. وكلف راسشر باجراء التجارب لمعرفة كيفية انقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم في بحر الشمال المتجمد ويشرفون على الموت من شدة البرودة.. "كان الهدف من التجارب معرفة المدة التي يمكن للانسان أن يتحمل فيها الرطوبة والبرودة ومعرفة درجة الحرارة التي يمكن عندها اعادة الحياة الى شخص يموت.. وبناء على هذا صممت ملابس الطيارين."
ويقول عوض في كتابه ان هتلر الذي كان يصرح بمناصرته للمسيحية أصر على فصل الدين عن الدولة حيث ضم معسكر داكاو "الاف القساوسة من مختلف الملل والنحل" ومات منهم حوالي 700 قسيس.
ويضيف أن الفاتيكان تفاوض مع النازيين حتى أقنعهم بالسماح لقساوسة بممارسة شعائرهم الدينية واعفائهم من العمل وانصرف بعضهم الى الدراسة والتأمل وسمح لهم بقراءة الصحف واستخدام المكتبة.
ويقول انهم كانوا يحصلون على طعام كاف وكانوا يتلقون أحيانا "نصف لتر من الكاكاو في الصباح وثلث زجاجة خمر يوميا" لكن هذا الامتيازات التي ترجع الى وساطة الفاتيكان لم تشمل اخرين اذ اختار النازيون عددا كبيرا من القساوسة البولنديين "لاجراء أبشع التجارب الطبية" ومنها تجارب الطبيب شلنج الخاصة بمرض الملاريا. وأودت تلك التجارب بحياة كثيرين منهم.
من سعد القرش