المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الكويت



سلسبيل
10-10-2008, 07:10 AM
ترجع جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة الكويت إلى خمسينيات القرن الماضي، إذ بدأت أعداد الأقباط الذين يفدون إلى العمل بالكويت تتزايد، في وقت كانت الكنيستان الكاثوليكية والإنجيلية مشيدتان في الكويت.

وفى شهر أكتوبر من عام 1959 قابل مجموعة من الأقباط العاملين بالكويت نيافة المتنيح الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى وطلبوا منه معاونتهم للشروع في بناء كنيسة قبطية أرثوذكسية بالكويت على أساس أن الأقباط المقيمين بالكويت يُعتبرون جزءا من إيبارشية القدس والشرق الأدنى، ووعد نيافته في ذلك الوقت ببذل كل الجهود والإمكانات في سبيل تحقيق ذلك، وطلب منهم إيفاد مندوب عنهم لاستكمال بحث تفاصيل هذا المشروع، وبالفعل تم إيفاد السيد رمزي زكي إسكندر في نهاية شهر ديسمبر من عام 1959 حاملاً التماساً من الأقباط المقيمين بالكويت ليقوم المتنيح الأنبا باسيليوس برفعه إلى صاحب الغبطة والقداسة البابا كيرلس السادس للاتصال بالمسؤولين في الكويت للحصول على موافقتهم والبدء في اتخاذ الخطوات اللازمة.

وبتاريخ 17/3/1960 وجّه قداسة البابا كيرلس السادس خطاباً إلى أمير الكويت حينذاك المغفور له سمو الشيخ عبدالله السالم يشكره فيه على ما يقابله المسيحيون الأرثوذكس المقيمون بالكويت من رعايةٍ وعطف غامر ويرجوه التصريح ببناء كنيسة أرثوذكسية بالكويت لتأدية الشعائر الدينية الخاصة بالأقباط الأرثوذكس.

وحمل السيد رمزي زكي رسالة قداسة البابا كيرلس إلى سمو الأمير الشيخ عبدالله السالم وتوجّه بها بمجرد وصوله إلى الكويت إلى قصر سموه وطلب مقابلة سكرتيره الخاص السيد محمد سليمان العتيبي، إلا أنه كان قد سافر إلى القاهرة، فقام بتقديم رسالة البابا إلى نجله السيد سليمان الذي كان يقوم بعمل والده، فطلب منه الحضور لمقابلة سمو الأمير رابع يوم عيد الفطر.

وبمجرد أن تسلّم سمو الشيخ عبدالله السالم رسالة قداسة البابا كيرلس السادس أرسل إلى قداسته خطاباً بتاريخ 7/4/1960 يشكره على رسالته ويعبر عن سعادته بإقامة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية بالكويت، وقيامهم بأعمالهم في جوٍ من الصداقةِ والأخوة التي تربط بين جميع أهالي الكويت وتساعد على إيجاد الظروف والأسباب لنشر شعور الاطمئنان والرضا بين الجميع ويبلغه بأنه سيأخذ رغبة قداسة البابا في بناء كنيسة بالكويت بعين الاعتبار وأن طلبه هذا سيكون موضع عنايته وسينظر فيه على ضوء الظروف الحالية وسيفيده بالنتيجة في الوقت المناسب.

ورد السيد محمد سليمان العتيبي بتاريخ 7/6/1960 على القمص مكاري السرياني برسالةٍ يبلغهُ فيها بأنه قد عرض على سمو الأمير موضوع تأجير مكان لإقامة الشعائر الدينية مؤقتاً فوافق سموه على ذلك ريثما يرى أن الوقت قد حان للبناء.

وقد كان لصدور موافقة سمو أمير الكويت على إقامة الشعائر الدينية فرحة كبيرة بين أبناء الشعب القبطي بالكويت ومصر كلها.

وتم إيجاد المنزل الذي ستُقام فيه الشعائر الدينية للمسيحيين الأرثوذكس بالكويت، إذ تم الاتفاق على أن يكون إيجار الكنيسة 650 روبية شهرياً (الروبية هي العملة الهندية التي كان يتم التعامل بها في الكويت قبل إصدار أول عملة خاصة بالكويت عام 1961)، بعد ذلك تم العثور على موقع أفضل يقع بمنطقة القبلة المجاورة لمركز مدينة الكويت وكان مستخدماً كنادٍ للخريجين قبل ذلك الوقت، وهو عبارة عن بيت قديم ملك السيد خالد عبداللطيف الحمد وإخوانه ويتميز هذا المكان بوقوعه مقابل الكنيسة الكاثوليكية ولا يبعد كثيراً عن الكنيسة الإنجيلية أي انه في منطقة كنائس ولا يوجد بجواره مساكن، كما تحيط به ساحة كبيرة جداً يمكن استخدامها لوقوف سيارات المصلين، وكل هذه العناصر تجعله أفضل مكان لإقامة كنيسة.

وقام السيد خالد عبداللطيف الحمد بالتقدم لبلدية الكويت بطلب إجراء تعديلات وتوسعات في البناء القديم وجعله كنيسة طبقاً للمخططات التي أرفقها الأستاذ رمزي في خطابه الذي وجهه إليه، وعليه أصدرت بلدية الكويت رخصة البناء رقم 253 (ملف رقم أ. ت 1/2/7/20 - بتاريخ 2/3/1961) بعد موافقة لجنة ترخيص ومراقبة البناء بجلستها الواحدة والعشرين بتاريخ 20/2/1961.

كما أصدر رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بحكومة الكويت بتاريخ 11/3/1961 موافقة الدائرة على قيام القمص أنجيلوس المحرقي والشماس سمير خير والأستاذ رمزي زكي بجمع التبرعات لتغطية مصاريف تجهيز مكان في الكويت لإقامة الشعائر الدينية فيه، وذلك مدة ثلاثة أشهر تبدأ من15/3/1961 وتنتهي في 14/6/1961.

ثم تقدم الأستاذ رمزي زكي بصفته مندوباً عن قداسة البابا بكتاب بتاريخ 22/3/1961 إلى رئيس دائرة الكهرباء والماء لإصدار تعليماته بإيصال التيار الكهربائى إلى المنزل الذي تم استئجاره لتحويله إلى كنيسة للمسيحيين الأرثوذكس بالكويت وطلب إعفاء الكنيسة من دفع ثمن التيار الكهربائي أسوة بأماكن العبادة الأخرى، ووافق رئيس دائرة الكهرباء والماء والغاز في نفس اليوم الذي تم فيه إيصال التيار الكهربائي إلى الكنيسة بتاريخ 22/3/1961.

* عن موقع كنيسة مار مرقص للأقباط الأرثوذكس في الكويت