المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولاء الكويتيين الشيعة لإيران!



yasmeen
08-17-2008, 06:04 AM
د. ساجد العبدلي - الجريدة


sajed@sajed.org

كل كويتي، وبغض النظر عن مذهبه أو عرقه، يجب أن يكون في حكمنا سواء، وبالتالي فليس لنا أدنى حق في مجرد أن نتخيل أن الكويتيين الشيعة ولمجرد أن إيران شيعية سيميلون باتجاهها على حساب وطنهم. كل كويتي ولاؤه لوطنه، ومن يثبت عليه العكس، فهو خائن، كائناً من كان سواء أكان شيعياً أم سنياً، حضرياً أم بدوياً.

من الطبيعي أن يكتب كثير من الزملاء على هامش التوتر الناشئ في المنطقة بسبب احتمالات نشوب الحرب ضد إيران، لكن من المستغرب جدا أن يجد القارئ رابطاً يكاد يكون مشتركا بين أغلب، إن لم يكن كل، هذه المقالات يدندن بشكل صريح أحيانا بشأن، أو يلمس من طرف بعيد في أحيان أخرى، أن إيران دولة شيعية وموقف الكويتيين الشيعة مما سيحصل إن هي قامت الحرب!

سمعت بنفسي، ومن أكثر من شخص، باختلاف المستوى الثقافي والانتماء الفكري، السؤال وبصيغة مباشرة أحيانا عن ماذا سيكون عليه موقف الكويتيين الشيعة من الحرب، خصوصا إن جرى استهداف الكويت، أو المصالح الأميركية فيها حتى نكون أكثر دقة؟

لا غضاضة عندي من هذا السؤال إن ورد في السياق التحليلي الموضوعي، لكنه يصبح مشكلا ومزعجا إن هو انطلق من عقلية أو نفسية تنظر إلى الكويتيين الشيعة باعتبارهم مواطنين يعتمل في صدورهم ولاء يحتمل الشك أو ولاء مزدوج، بل ان هذا السؤال، إن جاء من هذه المنطلقات، مؤهل لأن يتجاوز دائرة الإشكال والإزعاج ليدخل في دائرة الخطر عبر باب تهديد الوحدة الوطنية.

كل كويتي، وبغض النظر عن مذهبه أو عرقه، يجب أن يكون في حكمنا سواء، وبالتالي فليس لنا أدنى حق في مجرد أن نتخيل أن الكويتيين الشيعة ولمجرد أن إيران شيعية سيميلون باتجاهها على حساب وطنهم. كل كويتي ولاؤه لوطنه، ومن يثبت عليه العكس، أكرر، يثبت عليه عكس ذلك، فهو خائن، كائناً من كان سواء أكان شيعياً أم سنياً، حضرياً أم بدوياً.

لكنني وإن قلت ذلك، فإنه لا يعني مطلقا أن كل من ينظر إلى إيران بشكل إيجابي هو موال لها على حساب وطنه، وبالتالي يسقط تلقائيا في خانة الخيانة، وكذلك فليس كل الناظرين إلى إيران بإيجابية هم من الشيعة دوما، فأنا ومعي كثير ممن أعرف، ننظر إلى إيران باعتبارها بعدا ثقافيا وحضاريا لا غنى لنا كعالم إسلامي عنه، وننظر إلى جوانب التطور والاكتفاء الذاتي الإيراني بكثير من الاحترام، بل وننظر إلى العديد من صفحات الملف السياسي الإيراني بكثير من التقدير.

وفي المقابل، فغني عن القول إن ليس كل من يعارض إيران وسياساتها ومواقفها هو من غير الشيعة، فهناك من الشيعة أنفسهم من يرفض ممارسات النظام السياسي القائم في إيران جملة وتفصيلا.

مرادي من كل ما سبق هو القول إنه لا حق لأي أحد في أن يضع الكويتيين الشيعة في موقع الاتهام وان يسمح لنفسه أن يستفزهم لتبيان موقفهم من إيران، وكأن ولاءهم في محل الشك.

لا يوجد عندنا كويتيون على درجات مختلفة على سلم الحقوق، ومن يعيش هذه العقدة مسكين يجني على نفسه، فالكويتيون كلهم سواء بسواء في الحقوق والواجبات، ولاؤهم أولا وأخيرا لوطنهم، ومَن كان على غير ذلك فليس منهم.

yasmeen
08-17-2008, 06:43 AM
هل اقتربنا من الحرب الطائفية ؟

ضياء ضياء الدين - الدار

حتى كتابة هذا المقال نشرت على الأقل عشر مقالات في صحف ثلاث معروفة للجميع تكيل الاتهام والسباب والتقريع بالمعتقدين بالمذهب الجعفري.. ولعلّ واحدة منها تكفي ليعتقد المرء اننا في زمن نقترب فيه من الحرب الطائفية!

النائب السابق المخضرم مبارك الدويلة اختتم مقالته الأخيرة في جريدة الرؤية بتوجيه نصيحة الى «اخوانه الشيعة» لينتبهوا الى «خطورة اسلوبهم في مطالبهم بحقوقهم التي يقولون انها مغتصبة، لأن الاسلوب المتبع ينشئ في نفوس أبنائهم حقدا وضغينة على الطرف الآخر الذي اغتصب هذه الحقوق»..

وهي دعوة مع ما بها إلا أننا سنقبلها، ولكننا من جانب آخر، ننبه الى ان اسلوبه في تحميل الشيعة سبب الفتنة الطائفية «غير الموجودة» كما يقول ستشجع المتطرفين لزيادة نبرة تهجمهم على الآخرين المختلفين معهم في بعض الاعتقاد.

ومنذ مقالته (الاحد 10 اغسطس) – طبعا ليست هي السبب- وحتى كتابة هذا المقال نشرت على الأقل عشر مقالات في الصحف الثلاث المعروفة للجميع تكيل الاتهام والسباب والتقريع بالمعتقدين بالمذهب الجعفري.. ولعلّ واحدة منها تكفي ليعتقد المرء إننا في زمن نقترب فيه من حرب الإبادة الطائفية! فقد كتب الأمين العام الأسبق للحركة السلفية حامد العلي مقالا في جريدة عالم اليوم، لم يوفر كلمة إلاّ وصبّ بها حقدا على المخالفين له بالعقيدة.. فقد وصف فئة (تدعي) حبّ أهل البيت عليهم السلام بصفات هذه منها: الزنادقة، أعداء الدين، دينهم الأخطر، في نفوسهم حقد لا يوصف على قريش!، عقولهم المأفونة، غرتهم شياطينهم، لا ريب ان هدفهم طمس معالم الإسلام، كتبهم مليئة بالافتراءات والأكاذيب، تلاعبت الشيطان بعقولهم، ترويج زندقتهم، المشروع الخبيث، الخطر الأسود... وغيرها!!!

تركيب هذه الكلمات على أكاذيب وأباطيل، ألا يجعلنا نحذر من قادم أسود؟
إن الترويج بان مطالب اعتقادية صرفة هي غير محقة وأنها ليست لها حدود وهي يمكن ان تصل الى الطلب بشارع مخصص لكل طائفة كما يقول نائبنا المحترم.. هذه الدعاية ستجعل بعض الناس تعتقد أن أولئك (المطالبون بالحقوق) لا تنتهي مطالبهم إلا بإقصائهم وإيقافهم عند حدهم بأي وسيلة كانت.. وهذه الدعاية ستشجع المتطرفين الذين يغذون الروح الاقصائية التي تزداد يوما بعد آخر.

و لست هنا رافضا نقد التطرف في اي جهة كانت، فهو سبب لكل هذه الروح العدائية التي تتوالد بين أتباع المذاهب، ولكني أحسب المعتدلين أصحاب عقل ومنطق، فعليهم ان يوزنوا الأمور بميزان لا يميل ذات اليمين ولا ذات الشمال، فأولئك فقط يمكنهم أن يوقفوا هذه المهاترات التي تنشأ من هنا وهناك..

السؤال.. لم الخوف من مطالب تتعلق بالتعبد والاعتقاد؟ أليس لدينا دستور وقانون ونظام يمكن ان نلجأ إليه؟ أليست هذه المطالب كلها جاءت وفق الدعوات السلمية؟ أليست بعضها التي أعطيت (كالأوقاف الجعفرية والمحكمة الجعفرية والمساجد في المناطق الجديدة) اعتقادا من صاحب القرار ان المطالبين بها يستحقونها؟ أليست هذه المطالبات التي تحققت هي لصالح مواطنين شركاء في هذا الوطن؟

Diahassan66@hotmail.com



تاريخ النشر : 17 اغسطس 2008

yasmeen
08-17-2008, 07:00 AM
الشيعة بين الموالاة والتشكيك


بقلم: عبداللطيف الدعيج - القبس


في سنة 1967، السنة التي اتهمت فيها السلطة بتزوير الانتخابات العامة، كان الملاحظ بشكل لافت ان التزوير قد تم لمصلحة عشرين نائباً، عشرة نواب عوازم وعشرة نواب شيعة او 9 شيعة +1.. الذي هو السيد يوسف الرفاعي كما عرفوا في ذلك الوقت.

عندها كان العوازم والشيعة من المعروفين بالولاء للسلطة او للمرحوم الامير الراحل الشيخ سعد بالذات.

التطورات الاقليمية في المنطقة وبروز الصحوة الدينية على الجانبين السني والشيعي غيرا كثيرا الخارطة السياسية، وعصفا حتى ببعض انتماءاتها. لقد انكفأت القوى القومية وهو ما لايعنينا هنا ، كما انكفأت او بالاحرى اضمحل نفوذ القوى الشيعية التقليدية، وهذا ما نحن معنيون به،وحلت محلها قوى شبابية دينية عرفت فيما بعد بالجانب الخميني من الشيعة. تحولت القوى الشيعية او الشيعة بشكل عام من قوى موالية للحكومة ورافد من الروافد التي كان يعتمد عليها نظام الاسرة الحاكمة الى قوة معارضة، وفي بداية الثمانينات الى قوة مناوئة وبعنف للسلطة. (حظ السلطة مع العوازم لم يكن افضل اذ انفجر الخلاف معهم في الفرعيات هذه السنة، ولكننا لسنا معنيين حاليا بذلك).
الغزو الصدامي وحّد بين الكويتيين وخلق نوعا من الانتماء المشترك مثل ما خلق العدو المشترك لكل الكويتيين. اسهم هذا في تجسيد الانتماء الوطني لدى الجميع،والشيعة بالذات، كما اسهم في خلق نقاط التقاء واسس اندماج واتحاد وطني. وزالت بفعل وحدة الموقف والمصير الفروقات، او تم ترحيلها الى اودية وقلبان (او قُلُب كما في المعاجم) سحيقة في الذاكرة والشعور لدى معظم الكويتيين.

بعد التحرير ازداد الشعور الوطني والانتماء الكويتي لدى كل الكويتيين، وفي مقدمتهم بالطبع ابناء الطائفة الشيعية الذين وجد الكثيرون منها ان هناك تعارضا بين هذا الانتماء وبين استمرار الارتباط المرجعي «الديني» بالقيادات الشيعية خارج الوطن. لهذا حاول الكثيرون الفكاك من الارتباط بالمرجعية، وبالذات الايرانية او الخمينية. وتوالت انشقاقات وخلافات سياسية وعقائدية في الطائفة بفعل الاصرار على هذا الفكاك.

الشباب الشيعي كان الاكثر تعبيرا عن الرغبة او الحسم في الانفصال. واختار الشباب ان يكون الانفكاك نهائيا وجذريا من خلال اعتناق الافكار الليبرالية البعيدة عن اي التزام او ارتباط ديني في محاولة جادة ليس لفك الارتباط بالمرجعيات الخارجية الدينية وحسب، بل للاندماج الوطني الكامل بلا معوقات مادية او ثقافية.

ومع بداية الالفية الثالثة اتجه الشباب الشيعة نحو التدوين blogging حيث يوفر التدوين الجو الليبرالي الحقيقي للمشارك فيه بسبب انعدام الهوية واختفاء الاصول وغياب الاحكام المسبقة.

رغم ان التدوين اكتشاف علمي مرتبط بانتشار الانترنت فإني اعتقد انه «ظاهرة» ليبرالية خاصة وتعبيرا عن تطور الفكر الانساني اكثر منه تعبيرا عن تقدم التكنولوجيا والعلوم. وربما تجدر الاشارة الى ان اكثر مستخدمي الانترنت والكومبيوتر عربيا هم المتدينون او المتأسلمون الذين يسيطرون على «المنتديات»، لكن.. تبقى المنتديات مواقع تافهة – ربما بسبب سيطرة المتدينين ــ معنية بالنقيضين الدين وحكايات الاجرام والجنس الى جانب سرقة جهود الغير من مؤلفي برامج الكمبيوتر..!! لهذا بقي تأثيرها محدودا رغم وجود الآلاف المؤلفة منها. ولم تعن بها السلطات او تحفل بها قوى الردة والتخلف لانها لم تزعجها او تهدد مصالحها. «المدونات» على العكس من ذلك، بسبب طابعها الليبرالي وعنايتها بالشأن العام والسياسي نسبة الى المنتديات، قضَّت مضاجع السلطة واربكت مجاميع الردة، لهذا تعالت اصوات حجب المدونات وخططت السلطة والقوى الرجعية المرتبطة بها لمحاصرة المدونات والحد من تأثيرها في الجو السياسي. «راجع هنا الموقف المؤسف لـ«حدس» في الانتخابات الاخيرة والمحاولة المشبوهة لاقحام هذه الايام النيابة العامة في الصراع ضد «الانترنت» او المدونات بالذات.

نعود الى المدونات والتدوين blogging، اسهم الشباب الشيعة في المشاركة في انطلاق حملة التدوين في الكويت، وكان نصيبهم في المدونات والناشطة منها بالذات يفوق «نسبيا» عدد اخوانهم المدونين السنة. وتجلى دورهم الريادي في دعم حقوق المرأة السياسية وفي الحملة الوطنية التي انطلقت للحشد لهذا الدعم. إلا ان التأثير الاكثر للشباب او المدونين الشيعة كان في حركة «نبيها خمس» حيث كان لهم دور بارز وفعال في دعم الحركة وفي الحشد الجماهيري لها. وحركة «نبيها خمس» ماكان لها ان تكون بالزخم الذي وصلت اليه لولا نشاط مدونات مثل «جابرية زحمة - شروق مظفر - (او كان واخواتها). عسل – رباب خاجة. كويت فويس- علي الصراف. كله مطقوق - اليوسفي. مجرد مدونة -حنان. رشيد الخطار-جاسم القامس واخيرا وليس آخرا بالطبع موقع الامة لبشار الصايغ.

هذا الى جانب الكثير من الجنود المجهولين الذين لم نكتشف هوياتهم بعد. والغريب هنا ان الشيعة الليبراليين مع الشيعة الخمينيين، رغم الخلاف والانقسام بينهم، هم من اشترك في دعم حركة «نبيها خمس» من الشيعة. في حين ان المستقلين الشيعة والمحسوبين على الخط الوطني اي غير الديني اصطفوا مع قوى الفساد وجاهدوا بعنف عبر زيارات ولقاءات مع اقطاب السلطة لاسقاط مشروع الدوائر الخمس بحكم انه غير عادل وغير منصف للطائفة الشيعية.

الشباب الليبرالي و«شيوخ» او في حالة الشيعة «سادة» التحالف الوطني الاسلامي كان موقفهم «وطنيا»، وقدموا على ما يبدو المصلحة الوطنية العامة على مصلحة الطائفة تماما مثل الكثير من نواب «نبيها خمس»، التسعة والعشرين، الذين ضحوا بمصالحهم او مصالح قبائلهم وفئاتهم في سبيل المصلحة الوطنية.

قوى الفساد «خشت» هذا الموقف للشيعة وللتحالف الوطني الاسلامي بالذات.

وقد توافرت لها الفرصة مع الاسف للانتقام بعنف في حادثة التأبين. لكن بالطبع ادى وعي الناس واستيقاظ الحكومة في اللحظة الاخيرة الى قلب الطاولة، والى كشف التمصلح الفئوي والثأر الشخصي الذي كان يحرك معارضي التأبين، بحيث تحولت القضية مؤخرا من تهديد بقلب نظام الحكم الى الاساءة الى البلد في الاعلام الخارجي..!! وعلى ذكر تهمة الاساءة للبلد في الاعلام الخارجي فان عبد الله النفيسي بالمناسبة طفر الكويتيين في قناة الجزيرة وهو يروج الطرح العراقي عن الكيل بمكيالين عند التعامل الدولي بين احتلال الكويت واحتلال فلسطين. ومع هذا لم ير في «وجهة نظره» خطرا قوميا احد من ذوي الحماس الوطني عندنا، ولم تصنف من قبل احد تصريحاته ومواقفه كاساءة للكويت ولمصالحها الوطنية.!!



***

اختصرت حوادث ومواقف سنوات مضت كي تكون مقدمة كافية للربط مع ما يدور هذه الايام من دعوات لطي ملف قضية التأبين.نثمن بجدية وتفهم موقف الحريصين على طي الصفحة. ولكن من الضروري التأكيد ان قضية التأبين ليست خلافا بين شخصين. وليست سوء تفاهم حول امر سينقضي بانقضائه. بل هي اولا تخطيط وتدبير من بعض قوى الفساد والقوى المعارضة للمصالح الوطنية للاعتداء على اطراف وطنية، وتلطيخ سمعة فئات شعبية كويتية.وثانيا انها كانت وربما لاتزال تعبيرا عن الصراع داخل السلطة والاختلاف بين نهج، همه استنزاف البلد وعزل قواه المدنية والسياسية والاستفراد بالسلطة، وبين نهج توسطي معني باقامة علاقات متوازنة بين السلطة والغير. ثالثا وهو الاهم والاكثر تأثيرا ان قوى الفساد المعنية قد استغلت تناقضات اجتماعية ودينية قائمة وايقظت نعرات نائمة، واحيت ماكان ميتا ومدفونا من اختلافات للنيل من المواقف الوطنية لبعض النواب.

بل الادهى من كل هذا ان البعض تطوع لطعن الشيعة في عقيدتهم عندما طعن في «التأبين» بشكل عام.

واذا لاحظنا ان دعوات الاستنكار الاولى قد صدرت ممن يعتبرون انفسهم اهل السنة، والذين يأخذون على الشيعة بالاساس زيارة القبور والتبرك بالاولياء، لتبين مدى خطورة القضية التي يحاول لفلفتها البعض اليوم. هنا لم تصبح القضية ملكا لاطرافها، ولم تعد نتائجها وآثارها محصورة في هذا الفرد او ذاك، بل اصبحت اولا شأنا عاما طال كل الكويتيين، هز ضمائر الشرفاء واستحوذ على عقول الغافلين، ووفر ابواقا وسهاما للحاقدين ومن لديهم مصالح في اثارة الفتن واستمرارها. لقد تم ارتكاب الخطايا العديدة، ومع الاسف، من قبل الجميع في حادثة التأبين. ولم تتوقف هذه الخطايا على الذين جلدوا المؤبنين او الذين اتخذوا مواقف سطحية وضبابية، في حين كان المتوقع ان يكون لهم دور اكبر في التصدي لحملة الفساد الشرسة، بل هي تمتد الان لتشمل الضحايا انفسهم الذين اخذوا يوجهون السهام هذه الايام في الاتجاه الخطأ.

لقد ارتكب الجميع، جميع السلطات، المسؤولة وغير المسؤولة اخطاء قاتلة في التعامل مع القضية. وهذه الايام يجري الإعداد لارتكاب اخطاء جديدة او مواصلة الدرب حيث تتعالى اصوات طي صفحة القضية ونسيان ماحدث. على الطريقة الكويتية الحكومية، دفن الرأس في الرمال،والتظاهر بالصمخ او العمى.

هذا حل قد يؤجل الازمات ويدفن الخلافات، لكنه بالتأكيد لا يضمن احياءها صدفة او نبشها عمدا ودراية، كما جرى في حادثة التأبين.شخصيا اعتقد ان الافضل وضع القضايا كلها على الطاولة، والطاولة الكويتية المشتركة، من اجل التوصل الى صيغة نهائية تعزز التواصل بين الجميع والانتماء المشترك للجميع وبين الجميع ايضا.إذ لا يكفي الزعم بالانتماء الى الكويت او التشدق بالولاء الى الوطن في الوقت الذي يتم اتخاذ مواقف فيها عنجهية او تعال على بعض فئاته او طبقاته او حتى الوافدين فيه.. لان ذلك ببساطة ضد النظام الديموقراطي للكويت، وفي تعارض والكثير من المواد الدستورية التي ساوت بين الناس وكفلت التضامن والرفاه لهم جميعا بلا استثناء.

ان المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق من يدعي الوطنية والولاء هي إلغاء الارتباطات العرقية والدينية التي تحول حقيقة بين المواطن وبين لعب دور حقيقي في خدمة البلد وفي الاسهام في تنميته. ان التمييز او الحكم وفقا للاصل او المذهب «الدين» هو الاساس مع الاسف، وهو الذي يقسم الناس الى بدو وحضر، بدو شمال وبدو جنوب، قبائل شريفة وقبائل غير شريفة، سنة وشيعة، حساوية وعجم.

استغلال حادثة التأبين بهذا الشكل وبهذا الزخم لم يكن لينجح لو لم يكن اغلب المواطنين مهيئين لتقبل التشكيك في بقية اخوانهم، ولديهم حكم مسبق على تخوينهم وانعدام ولائهم.. او على الاقل لديهم ايمان بانهم غير.. ولايمكن ان يكونوا مثلهم او حتى مساوين لهم.

ان دفن الرأس في الرمال لن يؤدي الى نتيجة، فنحن مع الاسف لدينا مخزون من التمييز والاحكام المسبقة المبنية على مشاعر وهمية واكاذيب تاريخية وعنصرية تم اختلاقها من قبل كل الاطراف. وسيكون ممكنا لاي لاعب بالنار ان يعيد احياء الفتنة او إذكاء نارها متى ما شاء ذلك، ما لم يتم تأسيس مبدأ وطني وسياسي وقانوني لتحديد الانتماء والولاء، وهذا ما لن يكون بسياسة طاح الحطب ولفلفة وستر القضايا والازمات العالقة.

مقاتل
08-19-2008, 07:24 AM
الشيعة بين الموالاة والتشكيك (2)

بقلم: عبداللطيف الدعيج

كتبت مقال الامس وناوي آخذ اجازة، او بالاحرى اخذت اجازة وكتبته، لكن يبدو ان مهنة المتاعب متاعب، والعمل السياسي لا يعرف الراحة. وهآنذا اضطر لتوضيح ما التبس على البعض حول مقال الامس.

الاخوة وربما الاخوات المدونون «واصلين حدهم» نتيجة «كشف» هوياتهم والاعلان عن اسمائهم. مثل ما توقعت «شروق».. الزفة جاهزة.. يعني حضرات المعترضين صينيين؟! والا إحنا في سيبيريا؟! صح النوم.. انتم في الكويت، وفي الكويت لا شيء يمكن اخفاؤه. ولو تم اخفاؤه ليوم واحد او اسبوع، فإنه بالتأكيد لن يكون لسنوات كالنشاط التدويني لحركة «نبيها خمس». ثم اذا انا في اميركا وهوياتكم تكشفت لي.. فكيف بمن هو في «القُريَّة»؟ اذا كانت المعلومات مثار الجدل تكشفت لي، وانا الذي عمري لم ازر ديوانية، ولم احضر فرحا، ولم اشارك بعزاء، ولم أعُد مريضا، وهذه كلها حقائق ثابتة، فكيف بمن يخور الدواوين ويقضي وقته مهنئا ومعزيا ومواسيا؟! اضف الى ذلك ان اغلب المعلومات المستقاة عن المدونين هي من مدوناتهم وتعليقاتهم. «مبتدئ»، على سبيل المثال، لاصق صورة امل دنقل على مدونته، والصورة نفسها على «المسنجر» ويتساءل شلون عرفته في اليوم الاول لممارسته التدوين..؟!

اكثر الحمقانين الزميل جاسم القامس، كان «كاشف» نفسه «خلقه» قبل سنتين تقريبا مع الزميل شفيق الغبرا في برنامج «ديوانية الاسبوع»!! لو انني كشفت سرا اؤتمنت عليه لجاز الاعتراض، لكن ان انقل ما توصلت اليه شخصيا بالملاحظة والمتابعة الخاصة للمدونات، فهذا جهد وحق ذاتي، اعتقد ان من المفروض ان اتمتع به دون ان يضايق ذلك احدا. هذا بالاضافة إلى ان الاخوة نسوا اني صحافي وان مهمتي هي البحث والاطلاع ونشر او عدم نشر ما اتوصل اليه، لكن يبدو انها هَزُلت.. فالمدونون انضموا الى حملة قمع الرأي.. وليس ذلك غريبا فنحن في الكويت.

المهم ان الكشف المزعوم عن هوية المدونين، ليس هو القضية، وليس هدف المقال، حتى يتم اختزال كل شيء في الهوية السرية المزعومة للمدونين. مع هذا اتعاطف مع من اعتبر انه تم التطفل عليه، وأعتذر بشكل شخصي او فردي لمن تضرر او حتى يعتقد انه تضرر من الاعلان عن هويته. لكن كمراقب عام وشاهد على الاحداث ارى في ردة فعل بعض المدونين قليلا من المبالغة، وربما الكثير من النرجسية ايضا. وارى ايضا، وهذا الاهم، ان تاريخنا يجب ان يكتب باسماء ابطاله وصانعيه وليس بـ «دوت كوم ودوت اورغ».

عرض اسماء المدونين «الشيعة» الذين نشطوا في حركة «نبيها خمس» كان بهدف التدليل على الاسهام الوطني لهم في هذه الحملة الوطنية الصرفة، وتأكيدا على ان الاعتراض والفزعة المفتعلة في قضية التأبين كان مردها إلى الموقف الوطني للناشطين الشيعة، ليبراليين ومتدينين. وإذا كان الاسهام الشيعي في الحملة الوطنية لتعديل الدوائر معروفا للمدونين، فانه بالتأكيد لم يكن معروفا بشكل واضح لبقية الناس.

شئنا ام ابينا فان حركة «نبيها خمس» مثلت اول التحام وطني بعد «الصحوة» الدينية، وبعد انكفاء الحركة الوطنية منذ حل مجلس 1976. هذا الالتحام، كما عاصرته، هو تخطٍ للفوارق المصطنعة التي جرى تعميمها مع «الصحوة الدينية» ومع حملة الاضطهاد التي تعرضت لها القوى الوطنية، شيعية وسنية بعد حملة مسجد شعبان. ان رأى البعض فيها شيئا مسلما او امرا عاديا فذلك شأنه، رغم غرابة هذا الرأي وسذاجته. شخصيا رأيت فيها عودة الى الالتحام الوطني والى تجاوز الفوارق المذهبية والعرقية بين المواطنين، تماما كما كان الوضع في الخمسينات والستينات، عندما كان المرحوم عبد العزيزسعود ـ أول رئيس للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ وخالد خلف ومحمد نقي شخصيات وطنية وقومية، دون ان يتساءل احد عن اصلهم ومذهبهم. اسهامات المدونين الشيعة بالذات في حركة «نبيها خمس»، حدث تاريخي ولحظة انعطاف في العمل الوطني الكويتي، وجدت ان من واجبي تسجيله وان كان الثمن زعل بعض الاصدقاء.

اول مرة اعلم بأن دفن الرأس في الرمال ظاهرة كويتية. طول هذا الوقت كنت اظن الحكومة هي النعامة الوحيدة في الكويت. تعليقات المدونين اثبتت ان ظاهرة دفن الرأس في الرمال او تحاشي القضايا والمشاكل هي ظاهرة كويتية عامة، للقوى الوطنية والشابة نصيب منها مثل ما للحكومة. فهناك اعتراض واسع على الاشارة الى الهوية المذهبية للمدونين، ورغبة بدت عارمة لطي الاحداث ودفن الفروقات والتظاهر بأننا «كل» متجانس. قد يكون هناك تجانس بين المدونين، وقد تزول الفوارق في «السايبر سبيس»، لكن على ارض الواقع لدينا ـ مع الاسف ـ سنة وشيعة وبقية التقسيمات العرقية والمذهبية البغيضة. ثم كيف تسنى لي ان اطلع على الانتماءات المذهبية للمدونين المذكورين، لو لم يكن هذا الانتماء الموضوع الرئيسي في كل النقاشات التي دارت ولا تزال في مدوناتهم..؟! امر غريب بالفعل ان أُتهم بإثارة الطائفية او بالتعرض لمواضيع ليس من المفروض طرحها. اجد ذلك غريبا كغرابة من اتهمني بمعاداة الدستور والانقلاب على الديموقراطية قبل اسابيع، لا لشيء الا لانني انتقدت خرابيط اعضاء مجلس الامة!!

للمرة الثانية والثالثة، التقسيمات الطائفية والعرقية حقيقة موجودة، لن يزيلها دفن الرأس في الرمال او يحد منها الانكار وغض النظر. تعميم المبادئ الديموقراطية واحترام القوانين والاعتراف بالفوارق بين الناس «وليس انكارها» هو الطريق الوحيد، ليس لتعميم التجانس وتوحيد الناس «وحدة وطنية»، فهذا مطلب غارق في الرجعية والتخلف، ولكن لاشاعة اجواء السلام والاستقرار والمساواة بينهم.. فهل بلغت.. يعني آخذ اجازة والا بعد؟ حسب التعليقات وردود الأفعال.. بعدين.

مقاتل
08-19-2008, 07:32 AM
الشيعة بين الموالاة والتشكيك (2)

بقلم: عبداللطيف الدعيج

كتبت مقال الامس وناوي آخذ اجازة، او بالاحرى اخذت اجازة وكتبته، لكن يبدو ان مهنة المتاعب متاعب، والعمل السياسي لا يعرف الراحة. وهآنذا اضطر لتوضيح ما التبس على البعض حول مقال الامس.

الاخوة وربما الاخوات المدونون «واصلين حدهم» نتيجة «كشف» هوياتهم والاعلان عن اسمائهم. مثل ما توقعت «شروق».. الزفة جاهزة.. يعني حضرات المعترضين صينيين؟! والا إحنا في سيبيريا؟! صح النوم.. انتم في الكويت، وفي الكويت لا شيء يمكن اخفاؤه. ولو تم اخفاؤه ليوم واحد او اسبوع، فإنه بالتأكيد لن يكون لسنوات كالنشاط التدويني لحركة «نبيها خمس». ثم اذا انا في اميركا وهوياتكم تكشفت لي.. فكيف بمن هو في «القُريَّة»؟ اذا كانت المعلومات مثار الجدل تكشفت لي، وانا الذي عمري لم ازر ديوانية، ولم احضر فرحا، ولم اشارك بعزاء، ولم أعُد مريضا، وهذه كلها حقائق ثابتة، فكيف بمن يخور الدواوين ويقضي وقته مهنئا ومعزيا ومواسيا؟! اضف الى ذلك ان اغلب المعلومات المستقاة عن المدونين هي من مدوناتهم وتعليقاتهم. «مبتدئ»، على سبيل المثال، لاصق صورة امل دنقل على مدونته، والصورة نفسها على «المسنجر» ويتساءل شلون عرفته في اليوم الاول لممارسته التدوين..؟!

اكثر الحمقانين الزميل جاسم القامس، كان «كاشف» نفسه «خلقه» قبل سنتين تقريبا مع الزميل شفيق الغبرا في برنامج «ديوانية الاسبوع»!! لو انني كشفت سرا اؤتمنت عليه لجاز الاعتراض، لكن ان انقل ما توصلت اليه شخصيا بالملاحظة والمتابعة الخاصة للمدونات، فهذا جهد وحق ذاتي، اعتقد ان من المفروض ان اتمتع به دون ان يضايق ذلك احدا. هذا بالاضافة إلى ان الاخوة نسوا اني صحافي وان مهمتي هي البحث والاطلاع ونشر او عدم نشر ما اتوصل اليه، لكن يبدو انها هَزُلت.. فالمدونون انضموا الى حملة قمع الرأي.. وليس ذلك غريبا فنحن في الكويت.

المهم ان الكشف المزعوم عن هوية المدونين، ليس هو القضية، وليس هدف المقال، حتى يتم اختزال كل شيء في الهوية السرية المزعومة للمدونين. مع هذا اتعاطف مع من اعتبر انه تم التطفل عليه، وأعتذر بشكل شخصي او فردي لمن تضرر او حتى يعتقد انه تضرر من الاعلان عن هويته. لكن كمراقب عام وشاهد على الاحداث ارى في ردة فعل بعض المدونين قليلا من المبالغة، وربما الكثير من النرجسية ايضا. وارى ايضا، وهذا الاهم، ان تاريخنا يجب ان يكتب باسماء ابطاله وصانعيه وليس بـ «دوت كوم ودوت اورغ».

عرض اسماء المدونين «الشيعة» الذين نشطوا في حركة «نبيها خمس» كان بهدف التدليل على الاسهام الوطني لهم في هذه الحملة الوطنية الصرفة، وتأكيدا على ان الاعتراض والفزعة المفتعلة في قضية التأبين كان مردها إلى الموقف الوطني للناشطين الشيعة، ليبراليين ومتدينين. وإذا كان الاسهام الشيعي في الحملة الوطنية لتعديل الدوائر معروفا للمدونين، فانه بالتأكيد لم يكن معروفا بشكل واضح لبقية الناس.

شئنا ام ابينا فان حركة «نبيها خمس» مثلت اول التحام وطني بعد «الصحوة» الدينية، وبعد انكفاء الحركة الوطنية منذ حل مجلس 1976. هذا الالتحام، كما عاصرته، هو تخطٍ للفوارق المصطنعة التي جرى تعميمها مع «الصحوة الدينية» ومع حملة الاضطهاد التي تعرضت لها القوى الوطنية، شيعية وسنية بعد حملة مسجد شعبان. ان رأى البعض فيها شيئا مسلما او امرا عاديا فذلك شأنه، رغم غرابة هذا الرأي وسذاجته. شخصيا رأيت فيها عودة الى الالتحام الوطني والى تجاوز الفوارق المذهبية والعرقية بين المواطنين، تماما كما كان الوضع في الخمسينات والستينات، عندما كان المرحوم عبد العزيزسعود ـ أول رئيس للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ وخالد خلف ومحمد نقي شخصيات وطنية وقومية، دون ان يتساءل احد عن اصلهم ومذهبهم. اسهامات المدونين الشيعة بالذات في حركة «نبيها خمس»، حدث تاريخي ولحظة انعطاف في العمل الوطني الكويتي، وجدت ان من واجبي تسجيله وان كان الثمن زعل بعض الاصدقاء.

اول مرة اعلم بأن دفن الرأس في الرمال ظاهرة كويتية. طول هذا الوقت كنت اظن الحكومة هي النعامة الوحيدة في الكويت. تعليقات المدونين اثبتت ان ظاهرة دفن الرأس في الرمال او تحاشي القضايا والمشاكل هي ظاهرة كويتية عامة، للقوى الوطنية والشابة نصيب منها مثل ما للحكومة. فهناك اعتراض واسع على الاشارة الى الهوية المذهبية للمدونين، ورغبة بدت عارمة لطي الاحداث ودفن الفروقات والتظاهر بأننا «كل» متجانس. قد يكون هناك تجانس بين المدونين، وقد تزول الفوارق في «السايبر سبيس»، لكن على ارض الواقع لدينا ـ مع الاسف ـ سنة وشيعة وبقية التقسيمات العرقية والمذهبية البغيضة. ثم كيف تسنى لي ان اطلع على الانتماءات المذهبية للمدونين المذكورين، لو لم يكن هذا الانتماء الموضوع الرئيسي في كل النقاشات التي دارت ولا تزال في مدوناتهم..؟! امر غريب بالفعل ان أُتهم بإثارة الطائفية او بالتعرض لمواضيع ليس من المفروض طرحها. اجد ذلك غريبا كغرابة من اتهمني بمعاداة الدستور والانقلاب على الديموقراطية قبل اسابيع، لا لشيء الا لانني انتقدت خرابيط اعضاء مجلس الامة!!

للمرة الثانية والثالثة، التقسيمات الطائفية والعرقية حقيقة موجودة، لن يزيلها دفن الرأس في الرمال او يحد منها الانكار وغض النظر. تعميم المبادئ الديموقراطية واحترام القوانين والاعتراف بالفوارق بين الناس «وليس انكارها» هو الطريق الوحيد، ليس لتعميم التجانس وتوحيد الناس «وحدة وطنية»، فهذا مطلب غارق في الرجعية والتخلف، ولكن لاشاعة اجواء السلام والاستقرار والمساواة بينهم.. فهل بلغت.. يعني آخذ اجازة والا بعد؟ حسب التعليقات وردود الأفعال.. بعدين.

مقاتل
08-19-2008, 07:33 AM
الشيعة بين الموالاة والتشكيك (2)

بقلم: عبداللطيف الدعيج

كتبت مقال الامس وناوي آخذ اجازة، او بالاحرى اخذت اجازة وكتبته، لكن يبدو ان مهنة المتاعب متاعب، والعمل السياسي لا يعرف الراحة. وهآنذا اضطر لتوضيح ما التبس على البعض حول مقال الامس.

الاخوة وربما الاخوات المدونون «واصلين حدهم» نتيجة «كشف» هوياتهم والاعلان عن اسمائهم. مثل ما توقعت «شروق».. الزفة جاهزة.. يعني حضرات المعترضين صينيين؟! والا إحنا في سيبيريا؟! صح النوم.. انتم في الكويت، وفي الكويت لا شيء يمكن اخفاؤه. ولو تم اخفاؤه ليوم واحد او اسبوع، فإنه بالتأكيد لن يكون لسنوات كالنشاط التدويني لحركة «نبيها خمس». ثم اذا انا في اميركا وهوياتكم تكشفت لي.. فكيف بمن هو في «القُريَّة»؟ اذا كانت المعلومات مثار الجدل تكشفت لي، وانا الذي عمري لم ازر ديوانية، ولم احضر فرحا، ولم اشارك بعزاء، ولم أعُد مريضا، وهذه كلها حقائق ثابتة، فكيف بمن يخور الدواوين ويقضي وقته مهنئا ومعزيا ومواسيا؟! اضف الى ذلك ان اغلب المعلومات المستقاة عن المدونين هي من مدوناتهم وتعليقاتهم. «مبتدئ»، على سبيل المثال، لاصق صورة امل دنقل على مدونته، والصورة نفسها على «المسنجر» ويتساءل شلون عرفته في اليوم الاول لممارسته التدوين..؟!

اكثر الحمقانين الزميل جاسم القامس، كان «كاشف» نفسه «خلقه» قبل سنتين تقريبا مع الزميل شفيق الغبرا في برنامج «ديوانية الاسبوع»!! لو انني كشفت سرا اؤتمنت عليه لجاز الاعتراض، لكن ان انقل ما توصلت اليه شخصيا بالملاحظة والمتابعة الخاصة للمدونات، فهذا جهد وحق ذاتي، اعتقد ان من المفروض ان اتمتع به دون ان يضايق ذلك احدا. هذا بالاضافة إلى ان الاخوة نسوا اني صحافي وان مهمتي هي البحث والاطلاع ونشر او عدم نشر ما اتوصل اليه، لكن يبدو انها هَزُلت.. فالمدونون انضموا الى حملة قمع الرأي.. وليس ذلك غريبا فنحن في الكويت.

المهم ان الكشف المزعوم عن هوية المدونين، ليس هو القضية، وليس هدف المقال، حتى يتم اختزال كل شيء في الهوية السرية المزعومة للمدونين. مع هذا اتعاطف مع من اعتبر انه تم التطفل عليه، وأعتذر بشكل شخصي او فردي لمن تضرر او حتى يعتقد انه تضرر من الاعلان عن هويته. لكن كمراقب عام وشاهد على الاحداث ارى في ردة فعل بعض المدونين قليلا من المبالغة، وربما الكثير من النرجسية ايضا. وارى ايضا، وهذا الاهم، ان تاريخنا يجب ان يكتب باسماء ابطاله وصانعيه وليس بـ «دوت كوم ودوت اورغ».

عرض اسماء المدونين «الشيعة» الذين نشطوا في حركة «نبيها خمس» كان بهدف التدليل على الاسهام الوطني لهم في هذه الحملة الوطنية الصرفة، وتأكيدا على ان الاعتراض والفزعة المفتعلة في قضية التأبين كان مردها إلى الموقف الوطني للناشطين الشيعة، ليبراليين ومتدينين. وإذا كان الاسهام الشيعي في الحملة الوطنية لتعديل الدوائر معروفا للمدونين، فانه بالتأكيد لم يكن معروفا بشكل واضح لبقية الناس.

شئنا ام ابينا فان حركة «نبيها خمس» مثلت اول التحام وطني بعد «الصحوة» الدينية، وبعد انكفاء الحركة الوطنية منذ حل مجلس 1976. هذا الالتحام، كما عاصرته، هو تخطٍ للفوارق المصطنعة التي جرى تعميمها مع «الصحوة الدينية» ومع حملة الاضطهاد التي تعرضت لها القوى الوطنية، شيعية وسنية بعد حملة مسجد شعبان. ان رأى البعض فيها شيئا مسلما او امرا عاديا فذلك شأنه، رغم غرابة هذا الرأي وسذاجته. شخصيا رأيت فيها عودة الى الالتحام الوطني والى تجاوز الفوارق المذهبية والعرقية بين المواطنين، تماما كما كان الوضع في الخمسينات والستينات، عندما كان المرحوم عبد العزيزسعود ـ أول رئيس للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ وخالد خلف ومحمد نقي شخصيات وطنية وقومية، دون ان يتساءل احد عن اصلهم ومذهبهم. اسهامات المدونين الشيعة بالذات في حركة «نبيها خمس»، حدث تاريخي ولحظة انعطاف في العمل الوطني الكويتي، وجدت ان من واجبي تسجيله وان كان الثمن زعل بعض الاصدقاء.

اول مرة اعلم بأن دفن الرأس في الرمال ظاهرة كويتية. طول هذا الوقت كنت اظن الحكومة هي النعامة الوحيدة في الكويت. تعليقات المدونين اثبتت ان ظاهرة دفن الرأس في الرمال او تحاشي القضايا والمشاكل هي ظاهرة كويتية عامة، للقوى الوطنية والشابة نصيب منها مثل ما للحكومة. فهناك اعتراض واسع على الاشارة الى الهوية المذهبية للمدونين، ورغبة بدت عارمة لطي الاحداث ودفن الفروقات والتظاهر بأننا «كل» متجانس. قد يكون هناك تجانس بين المدونين، وقد تزول الفوارق في «السايبر سبيس»، لكن على ارض الواقع لدينا ـ مع الاسف ـ سنة وشيعة وبقية التقسيمات العرقية والمذهبية البغيضة. ثم كيف تسنى لي ان اطلع على الانتماءات المذهبية للمدونين المذكورين، لو لم يكن هذا الانتماء الموضوع الرئيسي في كل النقاشات التي دارت ولا تزال في مدوناتهم..؟! امر غريب بالفعل ان أُتهم بإثارة الطائفية او بالتعرض لمواضيع ليس من المفروض طرحها. اجد ذلك غريبا كغرابة من اتهمني بمعاداة الدستور والانقلاب على الديموقراطية قبل اسابيع، لا لشيء الا لانني انتقدت خرابيط اعضاء مجلس الامة!!

للمرة الثانية والثالثة، التقسيمات الطائفية والعرقية حقيقة موجودة، لن يزيلها دفن الرأس في الرمال او يحد منها الانكار وغض النظر. تعميم المبادئ الديموقراطية واحترام القوانين والاعتراف بالفوارق بين الناس «وليس انكارها» هو الطريق الوحيد، ليس لتعميم التجانس وتوحيد الناس «وحدة وطنية»، فهذا مطلب غارق في الرجعية والتخلف، ولكن لاشاعة اجواء السلام والاستقرار والمساواة بينهم.. فهل بلغت.. يعني آخذ اجازة والا بعد؟

حسب التعليقات وردود الأفعال.. بعدين.