Osama
08-13-2008, 12:38 AM
كتب د. صلاح الفضلي - عالم اليوم
صاحب هذا المثل العربي المعروف هو أبو أخزم الطائي وهو جد حاتم الطائي، وكان له ولد يقال له أخزم، وكان عاقا يؤذي أباه، فمات أخزم وخلف وراءه بنين صغار عاشوا مع جدهم بعد وفاة أبيهم، فلما كبروا وقوي ساعدهم وثبوا يوما على جدهم فضربوه وأدموه، فقال أبو أخزم:
إن بنيّ ضرجوني بالدم
شنشنة أعرفها من أخزم
والشنشنة في هذا المثل تعني الطبع أو الخصلة. هذا المثل يضرب في العادة عندما يقوم شخص بعمل أو تصرف مشين ورثه مـن آخرين أو اعتاده عليه حتى أصبح معروفاً به بين الناس.
أضرب هذا المثل بمناسبة ما دأب عليه مجموعة من كتاب التيار المتطرف فكرياً في إثارة الفتنة في المجتمع من خلال تكرار طرح مواضيع تحرك العصبيات الطائفية مثل التعرض للصحابة وعبادة القبور وغيرها من المواضيع التي اعتادوا الكتابة عنها بمناسبة أو دون مناسبة، وكأنما هم يقتاتون على مثل هذه الإثارات الطائفية.
من يتابع التعليقات التي تنشر تعليقاً على مثل هذه المقالات والتي تعرض في جريدة الآن الإلكترونية أو في المواقع الإلكترونية لبعض الصحف المحلية يدرك دور هذه المقالات في زيادة الشحن الطائفي الموجود في المجتمع في الأساس، مع ما لذلك من خطورة بالغة.
حجة هؤلاء -كما يصرحون- في طرح هذه المواضيع هي أنهم بذلك يقومون بمسؤولية تحذير الناس من خطر البدع، وإرشادهم بدلاً من ذلك إلى العقيدة الصحيحة. طريقة هؤلاء المتطرفين في التهجم على عقائد الآخرين، وعرض آرائهم وكأنها من المسلمات هو أقرب ما يكون للوصاية الفكرية على المجتمع واحتكار تمثيل الشريعة الإسلامية وكأن هؤلاء لديهم تفويض إلهي.
المذاهب الإسلامية بدأت في الظهور منذ القرن الثاني الهجري، وقد تعددت هذه المذاهب باختلاف فهم علمائها للنصوص الدينية، فهل يريد هؤلاء أن يلغوا المذاهب جميعها ويجبروا المسلمين جميعاً على تبني فهمهم المتطرف الذي يخالفون به غالبية المسلمين. ليت هؤلاء استمعوا لقول الإمام الشافعي «قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب»، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الاختلاف بين المذاهب مقبول ما دام لم يخالف ضرورية من ضرورات الدين، أما فيما عدا ذلك فلا يجوز لأحد الانتقاص من معتقدات الآخرين. نعم لأتباع كل مذهب أو طائفة الحق في أن يدافعوا عن وجهة نظرهم وفهمهم للنصوص، ولكن ليس من حقهم التعرض لقناعات من يخالفهم. أعلم أن الكلام غير مجد مع هؤلاء، وإنما الكلام موجه للآخرين حتى لا يسود الفكر الاقصائي لهؤلاء، لأن شيوع هذا الفكر هو كارثة بحق المجتمعات. أنا على يقين أن هؤلاء الكتاب ومن على شاكلتهم سوف يستمرون في علك المواضيع الطائفية مراراً وتكراراً، فهي شنشنة نعرفها منهم.
salahma@yahoo.com
صاحب هذا المثل العربي المعروف هو أبو أخزم الطائي وهو جد حاتم الطائي، وكان له ولد يقال له أخزم، وكان عاقا يؤذي أباه، فمات أخزم وخلف وراءه بنين صغار عاشوا مع جدهم بعد وفاة أبيهم، فلما كبروا وقوي ساعدهم وثبوا يوما على جدهم فضربوه وأدموه، فقال أبو أخزم:
إن بنيّ ضرجوني بالدم
شنشنة أعرفها من أخزم
والشنشنة في هذا المثل تعني الطبع أو الخصلة. هذا المثل يضرب في العادة عندما يقوم شخص بعمل أو تصرف مشين ورثه مـن آخرين أو اعتاده عليه حتى أصبح معروفاً به بين الناس.
أضرب هذا المثل بمناسبة ما دأب عليه مجموعة من كتاب التيار المتطرف فكرياً في إثارة الفتنة في المجتمع من خلال تكرار طرح مواضيع تحرك العصبيات الطائفية مثل التعرض للصحابة وعبادة القبور وغيرها من المواضيع التي اعتادوا الكتابة عنها بمناسبة أو دون مناسبة، وكأنما هم يقتاتون على مثل هذه الإثارات الطائفية.
من يتابع التعليقات التي تنشر تعليقاً على مثل هذه المقالات والتي تعرض في جريدة الآن الإلكترونية أو في المواقع الإلكترونية لبعض الصحف المحلية يدرك دور هذه المقالات في زيادة الشحن الطائفي الموجود في المجتمع في الأساس، مع ما لذلك من خطورة بالغة.
حجة هؤلاء -كما يصرحون- في طرح هذه المواضيع هي أنهم بذلك يقومون بمسؤولية تحذير الناس من خطر البدع، وإرشادهم بدلاً من ذلك إلى العقيدة الصحيحة. طريقة هؤلاء المتطرفين في التهجم على عقائد الآخرين، وعرض آرائهم وكأنها من المسلمات هو أقرب ما يكون للوصاية الفكرية على المجتمع واحتكار تمثيل الشريعة الإسلامية وكأن هؤلاء لديهم تفويض إلهي.
المذاهب الإسلامية بدأت في الظهور منذ القرن الثاني الهجري، وقد تعددت هذه المذاهب باختلاف فهم علمائها للنصوص الدينية، فهل يريد هؤلاء أن يلغوا المذاهب جميعها ويجبروا المسلمين جميعاً على تبني فهمهم المتطرف الذي يخالفون به غالبية المسلمين. ليت هؤلاء استمعوا لقول الإمام الشافعي «قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب»، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الاختلاف بين المذاهب مقبول ما دام لم يخالف ضرورية من ضرورات الدين، أما فيما عدا ذلك فلا يجوز لأحد الانتقاص من معتقدات الآخرين. نعم لأتباع كل مذهب أو طائفة الحق في أن يدافعوا عن وجهة نظرهم وفهمهم للنصوص، ولكن ليس من حقهم التعرض لقناعات من يخالفهم. أعلم أن الكلام غير مجد مع هؤلاء، وإنما الكلام موجه للآخرين حتى لا يسود الفكر الاقصائي لهؤلاء، لأن شيوع هذا الفكر هو كارثة بحق المجتمعات. أنا على يقين أن هؤلاء الكتاب ومن على شاكلتهم سوف يستمرون في علك المواضيع الطائفية مراراً وتكراراً، فهي شنشنة نعرفها منهم.
salahma@yahoo.com