المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناجية من هيروشيما تروي تفاصيل 'يوم القنبلة الذرية'



جمال
08-12-2008, 02:04 PM
القدس العربي اللندنية

هيروشيما - سمير بن خرف الله

هيباكوشا كلمة يابانية مقسمة إلى ثلاثة أقسام، 1 (هي): وتعني المتلقي أو المتعرض لشيء ما، 2 (باكو): وتعني القنبلة النووية، 3 (شا): وتعني الناس أو الأشخاص. يتناقص عدد الهيباكوشا تدريجيا مع مرور الزمن، وبلغ عددهم مع نهاية شهر آذار (مارس) 243692، بينما يبلغ عمر أصغرهم حاليا حوالي 68 عاما.

انتقلت جريدة 'القدس العربي' إلى مقهى 'كافيه باكو' بوسط مدينة هيروشيما، حيث كانت هناك سيدة من الهيباكوشا تروي تجربتها مع القنبلة النووية التي ألقيت على مدينتها يوم 6 آب (أغسطس) 1945.

'كافيه باكو' يقع غير بعيد عن متحف نصب السلام بهيروشيما. كان غاصا باليابانيين والأجانب وخاصة من فئة الشباب، وكانت دعوة الحضور عامة للاستماع إلى السيدة اليابانية وهي تتحدث عن تجربتها الأليمة.
كاتسوكو كواموتو تبلغ من العمر 69 سنة. كانت تحكي باليابانية وإلى جانبها شابة يابانية تترجم كلامها للغة الإنكليزية. ذكرت لـ'القدس العربي' أنها كانت طفلة صغيرة تلعب في فناء مدرستها في صبيحة يوم 6 آب (أغسطس) 1945. كانت مدرستها تبعد بحوالي ثلاثة كيلومترات عن المكان الذي ألقيت فيه القنبلة النووية.

قالت: كنت ألعب مع زميلات لي في فناء المدرسة، ثم دخلنا إلى قاعة الدرس، ونحن نستعد لمواجهة يوم دراسي جديد. كان الحر شديدا يومها (ككل أيام الصيف في هيروشيما عادة)، وفجأة بينما كنا نلعب ونطوف حوالي كراسي الجلوس فوجئنا بضوء ناصع شديد يعم المكان. بقينا لعدة لحظات لا نتحرك. تطايرت شظايا زجاج نوافذ القسم في كل الاتجاهات، وكانت أسوأنا حظا زميلة تلقت الكثير من الشظايا في كل أنحاء جسمها. صارت المسكينة مضرجة بالدماء وهي ساقطة أرضا. معلمتنا كانت معنا في القسم، أسرعت إلى الفتاة وحملتها، وأسرعنا نحن بدورنا إلى معلمتنا ونحن نصيح ونبكي. انطلقت معلمتنا تجري وتدور حول القسم، وهي حاملة الطفلة الصغيرة، ونحن نجري وندور معها.

لقد فقدت المسكينة رشدها حينئذ، وسيطر عليها ذهول شديد.. كنا نحن صغيرات ولم نكن ندرك ما جرى حينها..لا أزال أذكر ذلك المنظر المرعب.. (سالت الدموع من عيني كاتسوكو). بقيت كاتسوكو صامتة لبعض الوقت وقد بدا عليها حزن شديد. ثم واصلت كلامها فقالت: خرجنا كلنا من المدرسة، وكانت الفوضى تسيطر على المكان. حاولت أن أخرج من المدرسة لأبحث عن أمي التي كانت تعمل قريبا من وسط المدينة (حيث ألقيت القنبلة النووية).. كان أبي حينها يعمل بعيدا عن هيروشيما.

لم أستطع أن أذهب باتجاه وسط المدينة، فقد منعنا كلنا من ذلك.

جاءت إلي أختي وهي أكبر مني، وبقينا قريبا من المدرسة التي تحولت إلى مركز طبي.

وأضافت كواموتو 'بقينا نسأل عن أمنا ونتمنى أن تكون حية ترزق. بعد مرور ثلاثة أيام رجعت أمنا إلينا وهي في حالة ذهول شديد. سألها الناس عن سر اختفائها طيلة تلك المدة فقالت إنها بقيت مختبئة قرب أنقاض المصنع الذي كانت تعمل فيه.. ولاحظنا أنها لم تعان من أي جروح أو حروق، وكان ذلك أشبه بالمعجزة'.

ومضت تقول: 'لم تكن أمي تعاني من أي مرض، ولكن بعد مرور عدة أيام أصابتها حمى شديدة، وظلت راقدة في الفراش. كانت المسكينة تقيأ دما كثيرا. ورجع أبي في تلك الفترة إلينا مما جعلنا نشعر ببعض السعادة. أخبر الأطباء أبي بأن أمي تحتاج إلى دم لتبقى حية.. لحسن الحظ كان لدى والديّ فصيلة الدم نفسها، فكان أبي يتبرع لأمي بدمه يوميا'.

وواصلت القول: 'تحسنت حالة أمي وعادت إليها بعض عافيتها.. ولكن بعد مرور شهرين انتكست حالتها الصحية وكان أن فارقتنا إلى الأبد'. (هنا بكت كاتسوكو تأثرا).

في ردها على سؤال حول استعدادها للحديث عما عاينته في يوم 6 آب (أغسطس) 1945 قالت: إعلموا بأنني لم أتكلم عن تجربتي كهيباكوشا من قبل، رغم أن الكثير من أفراد الهيباكوشا يذهبون إلى المدارس ويروون تجاربهم لأطفال المدارس. ولكن عدد الهيباكوشا صار يتناقص لذلك تشجعت في السنة الماضية، ورأيت أنه لا بد علي أن أروي ما حدث لي، حتى يتعظ الناس صغارا وكبارا ويعملوا على ألا يحدث مثل هذا أبدا. يجب علينا أن نعمل على منع انتشار الأسلحة النووية، وعلينا أيضا أن نبحث عن السلام.

جمال
08-12-2008, 02:08 PM
ثلاث مقاتلات وقنبلة نووية واحدة والهدف: استسلام اليابان ومنع توسع السوفييت نحو الشرق الاقصى

'القدس العربي' تزور متحف السلام في الذكرى 63 للهجوم النووي على هيروشيما

هيروشيما (اليابان) 'القدس العربي' من سمير بن خرف الله:


2008/08/06

حينما تزور مدينة هيروشيما تفاجئك رؤية البنايات المتسقة والشوارع النظيفة، وشبكة المواصلات الراقية جدا، حتى إنك تنسى أن هذه المدينة تعرضت قبل ثلاثة وستين عاما إلى أعنف هجوم حربي في تاريخ الإنسانية.

تسير نحو وسط المدينة، متبعا يافطات مكتوبة باليابانية (بالخطوط الثلاثة: الكانجي، الهيراغانا والكاتاكانا) واللغة الإنكليزية، لتجد مجمع العروض التجارية القديم.
يظهر هيكل سقف المجمع المعدني كشاهد على آثار الدمار الذي لحق بهيروشيما في صبيحة اليوم السادس من شهر آب/أغسطس 1945، فهو يقف مثل أطلال شعراء المعلقات يلوح 'كباقي الوشم في ظاهر اليد' كما قال طرفة بن العبد. انفجرت القنبلة النووية في صبيحة ذلك اليوم المشؤوم على بعد 160 مترا من المجمع، مما أدى إلى احتراقه بأكمله وموت كل من كان بداخله.

تترك ذلك الطلل وتتجه جنوبا سيرا بمحاذاة النهر لتزور متحف نصب السلام، وهو يقع في وسط جزيرة صغيرة يجري حول حافتيها نهر يصب في البحر جنوبا. حينما تصل إلى المدخل ترى أفواج السياح يقفون زرافات ووحدانا ليشتروا تذاكر الدخول زهيدة الثمن، ويلفت انتباهك وجود اللغة العربية إضافة إلى خمس عشرة لغة أخرى لترجمة التعليقات داخل المتحف.

الطابق الأرضي: في المدخل هناك شاشة عملاقة تعرض صورا للقنبلة النووية ومدينة هيروشيما مع تعليق بصوت رجل ياباني يتحدث عن ضحايا القنبلة ويذكر أنه كان من بينهم عمال كوريون استقدموا رغما عنهم إلى هيروشيما للعمل في مصانعها أثناء الحرب العالمية الثانية، كما يشير المعلق إلى همة أهالي هيروشيما الذين بنوا مدينتهم من جديد في فترة سريعة وقياسية.

تترك تلك الشاشة وتسير يمينا لتقرأ كتابة على الجدار تروي تاريخ مدينة هيروشيما كما يلي: كانت هيروشيما مقر القيادة الإمبراطورية العسكرية أثناء الحرب اليابانية - الصينية الأولى (1894 ـ 1895)، ونتيجة لذلك تحولت إلى مرفأ عسكري تتجمع فيه القوات العسكرية اليابانية كلما دعت الضرورة إلى ذلك.

بدأ العمل بنظام تكوين المدن الحديثة في اليابان عام 1889. أصبحت هيروشيما مدينة من ضمن 31 مدينة تبعا لذلك النظام.

كانت هيروشيما عام 1889 تغطي مساحة 27 كم مربعا، واتسعت تدريجيا لتبلغ مساحتها 70 كم مربعا ويبلغ عدد سكانها 261 ألف نسمة عام 1929.

لعبت هيروشيما دورا عسكريا هاما خاصة أثناء الحرب ضد الصين، فقد قاد الإمبراطور بنفسه العمليات العسكرية من مكتب بمقر الكتيبة الخامسة من شهر أيلول/سبتمبر 1894 إلى شهر نيسان/أبريل 1895. وشارك السكان المحليون في إعانة الجهود الحربية أثناء الحرب ضد روسيا القيصرية.

بعد إعلان الحرب على الصين عام 1931 وما تبع ذلك من احتلال منشوريا، ثم الهجوم بعد عشر سنوات على ميناء بيرل هاربر، تحولت كل مصانع هيروشيما إلى مصانع حربية وتم تجنيد المدنيين للقتال، وكان من بين المجندين الكثير من الصينيين والكوريين الذي تم جلبهم من المستعمرات اليابانية.

ويلفت انتباه الزائر للمتحف عرض لألبسة كان يرتديها العمال في المدينة أثناء الحرب. لعبت الحكومة العسكرية اليابانية دورا كبيرا في حث اليابانيين على المشاركة في المجهودات الحربية واستنهاض الروح الوطنية بشعارات مثل: 'لا تطلب شيئا غير النصر'.

وهناك أثر من مخلفات الحادث المشؤوم: ساعة يدوية ميكانيكية قديمة توقفت عن الدوران عند الساعة 08:15 وهو توقيت سقوط القنبلة النووية.

تنتقل بعد ذلك إلى الجدار الثاني على اليسار لتتابع القراءة عن تاريخ القنبلة الذرية: فر الكثير من الفيزيائيين الألمان إلى أمريكا خوفا من بطش النازية الهتلرية. وكان هؤلاء العلماء يعرفون أن هتلر كان يخطط لإنتاج قنبلة نووية يستطيع بها إرغام قوات الحلفاء على الاستسلام لرغباته وعدم محاربته، ونتيجة لذلك بعث ألبرت أينشتاين رسالة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت مؤرخة بيوم 2 آب/أغسطس 1939، يحثه فيها على السماح بإجراء بحوث لإنتاج قنبلة نووية قبل الألمان، ووافق الرئيس الأمريكي على المشروع في شهر تشرين الأول/أكتوبر من نفس السنة.
(هناك عرض للرسالة ذاتها التي بعثها أينشتاين إلى روزفلت).

في شهر آب/أغسطس عام 1942 أنشئ برنامج سري أمريكي سمي 'مشروع مانهاتن' لتطوير القنبلة الذرية. وكان الأمريكان ينوون استعمالها ضد اليابان. تم اختيار عدة مدن يابانية لتكون هدفا لتلك القنبلة، وتم الاختيار بالنظر إلى عدد سكان تلك المدن وأمور أخرى اتخذت في الحسبان.

كان الأمريكان يظنون أن ضرب اليابان بالقنبلة النووية سيؤدي إلى إنهاء الحرب ومنع السوفييت من التوسع في الشرق الأقصى، وذلك سيؤدي بدوره إلى تقبل الشعب الأمريكي لمسألة إنفاق الأموال الطائلة على مشروع مانهاتن.
جربت القنبلة النووية لأول مرة في يوم 16 تموز/يوليو 1945 في صحراء نيفادا بأمريكا. قرر الأمريكان استعمال القنبلة ضد اليابان وليس ضد ألمانيا في شهر أيار/مايو 1943، وفي شهر أيلول/سبتمبر من نفس السنة اتفق البريطانيون والأمريكان على استعمال القنبلة ضد اليابان.

بعد ربيع 1945 (هزيمة واستسلام ألمانيا) كان لدى الأمريكان خطط كثيرة لهزيمة اليابان ومنها: غزو اليابان بريا، أو مطالبة السوفييت أن يعلنوا الحرب ضد اليابان، أو استعمال القنبلة النووية.

بعد استسلام ألمانيا في أيار/مايو 1945 بدأ القلق يسيطر على الأمريكان من نفوذ السوفييت في الشرق الأقصى في حالة دخولهم الحرب ضد اليابان.

قدرت تكاليف إنتاج القنبلة بـملياري دولار أمريكي، وبلغ عدد الأفراد العاملين عليها 120 ألف عامل اتفق السوفييت والأمريكان والبريطانيون في مؤتمر يالطا (شباط/فبراير 1945) على أن يعلن السوفييت الحرب على اليابان خلال ثلاثة أشهر بعد استسلام ألمانيا.

طلب الحلفاء من اليابان في مؤتمر بوتسدام (تموز/يوليو 1945) الاستسلام بدون شروط، ولم يحذروا اليابانيين من استعمال القنبلة النووية ضدهم، كما لم يأتوا على ذكر مسألة بقاء نظام الحكم الإمبراطوري، وكان ذلك شرطا وضعه اليابانيون للاستسلام، ونتيجة لذلك رفضت الحكومة اليابانية التعامل مع إعلان بوتسدام.

أنشأ الرئيس الأمريكي هنري ترومان لجنة لدراسة إلقاء القنبلة على اليابان، وتوصل ذلك المجلس إلى أن إلقاءها يجب أن يكون على مصنع حربي يكون محاطا بمساكن العاملين فيه، كما أنه يجب أن يكون دون تحذير مسبق. وقد رفض بعض العلماء فكرة إلقاء القنبلة دون تحذير مسبق.
ألقيت عدة قنابل تجريبية (تموز/يوليو - آب/أغسطس 1945) على عدة مدن يابانية لاختبار الدقة في إصابة الهدف. وفي صبيحة يوم 6 آب/أغسطس 1945 أقلعت ثلاث طائرات حربية أمريكية من طراز 'بي 29' صوب مدينة هيروشيما: أولاها حاملة للقنبلة، وثانيتها تحمل تجهيزات للمراقبة، وثالثتها تحمل تجهيزات تصويرية.

ألقيت القنبلة على بعد 160 مترا من مجمع العروض التجارية على الساعة 08:15 فتحطمت مدينة هيروشيما وشبت الحرائق في كل أرجائها.

ورميت قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي بعد ذلك بأيام.
أعلن الإمبراطور الياباني هيرو هيتو عن استسلام بلاده للحلفاء يوم 14 آب/أغسطس حسب شروط مؤتمر بوتسدام. في اليوم التالي لإلقاء القنبلة نهض اليابانيون لإعادة بناء ما تم تحطيمه من شبكة المواصلات وخطوط الاتصالات والكهرباء.
(يوجد في وسط القاعة مجسم لمدينة هيروشيما قبل تاريخ 6 آب/ أغسطس 1945، وآخر للمدينة بعد الهجوم).

الطابق الأول: بعد ذلك تتجه إلى الطابق الأول لترى مشاهد من عمليات إعادة البناء في هيروشيما، كما يوجد على الجدار النص التالي: تم تسفير 20 ألف طفل خارج هيروشيما أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن كثيرا منهم فقدوا آباءهم الذين كانوا ضحايا للقنبلة الذرية.

بعد الحرب خضعت اليابان لاحتلال دام ستة أعوام وثمانية أشهر. وخضعت هيروشيما للوصاية البريطاني وفرضت رقابة على الإعلام والصحافة فلم يسمح أثناء تلك الفترة بنشر أي شيء يتعلق بما حدث. مع مرور الوقت بدأ اليابانيون يفهمون ما حدث لمدينة هيروشيما.

انتشرت في تلك الفترة ظاهرة تعليم الأطفال في العراء لعدم وجود بنايات للمدارس. بدأت قصص هيباكوشا (وهم الناجون من القنبلة) تنتشر بعد انتهاء الاحتلال، وتعرف الناس على معاناتهم والآثار التي سببتها القنبلة لهم.
أثرت القنبلة على الأجنة في بطون أمهاتها، ولذلك ولد أطفال مشوهون، أو متخلفون عقليا، ولا يزال بعضهم حيا بفضل إعانات أقاربهم لهم. في عام 1955 قامت الحكومة الأمريكية باستقبال 25 امرأة لعلاجهن، وقد ساهم ذلك في تخفيف مشاعر العداء بين أمريكا واليابان.

(هناك عرض للعب أطفال قضوا في الحادث، وبعض أدوات الطهي).

لم يكن الهيباكوشا من اليابانيين فقط، فقد كانوا من الصينيين والكوريين الذين كانوا يعملون في هيروشيما قسرا، ثم عادوا إلى الصين وكوريا بعد انتهاء الحرب.
الطابق الثاني: يعرض في الطابق الثاني تاريخ وتطور السلاح النووي، فتقرأ هناك ما يلي: بدأت الدول تتسابق على إنتاج السلاح النووي لتخويف الدول الأخرى.

اليابان تؤمن بثلاثة مبادئ هي: عدم إنتاج الأسلحة النووية، عدم امتلاكها، عدم السماح بدخولها أرض اليابان.
تنقسم الأسلحة النووية إلى نوعين: القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية.

وهناك شرح مفصل لمبادئ فيزياء المواد النووية، وكيفية حمل وإطلاق القنابل النووية. كما ترى هناك آثار القنابل النووية على الحياة البشرية والنباتية. وترى أيضا مجسما كبيرا للكرة الأرضية تظهر فيه الدول المالكة للسلاح النووي وهي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى الهند وباكستان، كما يأتي ذكر إسرائيل التي تمتلك حوالي مئة رأس نووي دون أن تعلن عن ذلك.

دروس من التاريخ: يشارك حوالي 50 ألف شخص في يوم 6 آب / أغسطس من كل عام في إحياء الذكرى قرب المتحف، وينادون في ذلك التجمع بتحقيق السلام في العالم ومنع انتشار الأسلحة النووية.

لم تضع الحرب العالمية الثانية نهاية للحروب في العالم، فقد تبعتها عدة حروب في الشرق الأوسط وفيتنام وكوريا وعدة مناطق أخرى في العالم.
الحرب لا تأتي إلا بالدمار. ثم تنتقل لعرض لكثير من الناس الذي صلوا لأرواح ضحايا هيروشيما، وهناك صورة للأم تيريزا حينما زارت المتحف. وترى بعد ذلك محلا لبيع الكتب والقمصان وعدة أشياء أخرى. تنتقل بعد ذلك إلى رواق طويل تعرض فيه صور للسحابة الفطرية التي تكونت بعد إلقاء القنبلة، وهي صور التقطها مواطنون يابانيون من عدة أبعاد ومسافات.

وهناك صورة مؤثرة عن أشخاص تعرضوا لجروح وحروق في ذلك اليوم.

وعند المنعطف ترى دمى تمثل أشخاصا محترقين يعانون ما بين الحياة والموت. ثم يأتي عرض لأشياء تعود لضحايا تلك القنبلة، منها مثلا: ساعة جيب تعود لشخص يسمى كنغو. مات يوم 22 آب/أغسطس 1945. لم تكن تلك الساعة تفارقه لأن ابنه أهداها له.

لباس مدرسي لفتاة تدعى نوبوكو شودا (14 عاما)، عانت من حروق في كل أنحاء جسمها وماتت يوم 10 آب/أغسطس. سروال يعود لـ كوزو أكيتا (15 عاما). خصلة شعر تعود لـ تيروكو أوتاني (13 عاما). ماتت بعد يوم واحد متأثرة بحروق شديدة. أهدت أمها هذه الخصلة للمتحف.

فردة حذاء خشبي تقليدي تعود لـ ميوكو (13 عاما)، ولم يعثر على جثتها.

قصة الدراجة والخوذة: هناك دراجة معدنية صغيرة ثلاثية العجلات وخوذة صغيرة تعودان لـ'شينيتشي تيتسوتاني' (3 سنوات و11 شهرا). كان شينيتشي يحب ركوب دراجته كثيرا، وفي صبيحة ذلك اليوم احترق هو ودراجته بينما كان يلعب بها أمام بيته، ومات ليلتها. دفنه أبوه في الحديقة الخلفية للبيت مع دراجته. بعد مرور أربعين عاما استخرج الأب بقايا ولده ليدفنه في مقبرة العائلة، وأهدى الدراجة للمتحف. كما يعرض في المتحف الكثير من بقايا الجدران والجسور التي أثرت القنبلة عليها بتغيير أشكالها وتذويبها.

قصة ساداكو ساساكي: كانت ساداكو تبلغ من العمر سنتين عندما تعرضت للإشعاع النووي. لم تظهر عليها أعراض حينها، ولكن بعد مرور عشر سنوات أصيبت بسرطان الدم وتوفيت بعد ذلك ببضعة أشهر.

أثارت قصة ساداكو الرأي العام المحلي والدولي، وشارك الكثير من الأفراد في بناء نصب السلام للأطفال في مدينة هيروشيما عام 1958 تخليدا لذكرى ساداكو وباقي الأطفال من ضحايا القنبلة النووية.

عربيان فقط! عند مخرج المتحف هناك شاشات كبيرة تعرض فيها أحاديث الناجين من أهوال القنبلة عن تجاربهم. كما توجد عروض فنية للوحات رسمها بعض الناجين، يصورون فيها رؤيتهم لذلك اليوم. وفي النهاية هناك دفتر للزائرين، يدونون فيه ملاحظاتهم وتعليقاتهم.

كما أن هناك دفترا لكبار الزوار، وقد رأيت فيه توقيعات الكثير من مشاهير العالم مثل الأم تيريزا، السياسي السويدي أولوف بالمه، والكثير من الرؤساء والزعماء، ولم أر فيه إلا اسمين عربيين هما: محمد البرادعي من مصر، والدبلوماسي عبد الله بعلي من الجزائر.

ومما يؤسف له أن تجد كلمة موقعة من قبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، يقول فيها إنه يتمنى ألا تحدث مثل هذه الفاجعة أبدا، في حين أنه هو يمثل الدولة الوحيدة التي تمتلك الأسلحة النووية وتهدد السلام في منطقة الشرق الأوسط.

زهير
01-19-2011, 09:30 AM
الحرب دمار

لا شك ان التجربة التي مرت على الطفلة تجربة قاسية جدا

الله يعوضها