المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعادة حولك... لا تبحث بعيداً!



مجاهدون
08-06-2008, 11:50 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2008/08/06/72283_IndexOpen-605023_smaller.jpg


من لا يتنهد حين يستفيق في الصباح، ومن لا يرغب في النوم وعدم الذهاب إلى العمل، ومن لا يقول إنه ضاق ذرعاً من الحياة المملة التي تحرمه من نعمها؟ تمرّ الأيام وتتكرر المواقف لتصبح متشابهة حتى الملل...

اليوم، بات التخلص من هذه الكآبة، التي تأخذ منا كل مأخذ، في متناولنا وأصبح بإمكاننا استعادة فرحنا في الحياة.

في هذا الإطار، يؤكد أحد الأطباء النفسيين: «هذه الحالات طبيعية، ففي فرنسا، يعيش 14% من السكان حالة كآبة شديدة، لذلك، من الضروري التصرّف لمنع حدوثها». إستعادة السعادة في حياتنا أمر ممكن، يكفي أولاً تطبيق النصائح الملائمة لنرى من جديد جمال الحياة، ويجب العمل، ثانياً، بجهدٍ لوضع حد للإضطرابات المسؤولة عن الكآبة.

إعادة تحديد أهداف الحياة

يعتبر طرح السؤال المناسب بانتظام أمراً أساسياً: «ما هي حقاً الأمور الضرورية؟» يجيب أحد الأطباء النفسيين: « يكمن الشرط الضروري لحب الحياة والنجاح في تحديد الأهداف، ما يعطي معنى لها. لذلك، يعتبر «تنظيم النشاط» التمرين الأمثل في هذا الصدد. أكتب على ورقة كل ما هو أساسي: تربية الأطفال وتأمين مستقبل رائع لهم والتنعّم بالسعادة العائلية وكسب المال والتمتع بحياة اجتماعية سعيدة... ثم صنِّف أهدافك وفقاً لدرجة أهميتها. بعد ذلك، كرِّس الوقت لأولوياتك ثم الإهتمام بكل ما هو ثانوي».

القيام بما هو مناسب

في الواقع، من المستحيل التحكم بكل شيء في الحياة، من الضروري، لمواجهة الأخطار كافة، تقبّل الأمور كما هي وتعلّم العيش ببساطة. يؤكد أحد المحللين النفسيين: « يكمن السّر في المماثلة، لتحقيقها يجب التخفيف من حدة الحالة ووضعها في إطار تفاؤلي. لذلك، إن أردت السفر وتأخرت الطائرة، بدلاً من أن تجادل المضيفة الأرضية أو أن تتحسر وأنت جالس على حقائبك، إسأل نفسك، ما أهمية ساعات التأخير هذه في حياتك كلها؟ أليس حصول حادث أسوأ منها؟ يعطي التخفيف من حدة الحالة معنى إيجابياً للحياة ويبعد الحزن عنها. لذلك، من «يرضخ للواقع» حين يواجه المحن، على غرار الصرف من العمل أو الحداد أو خيبة أمل عاطفية أو حتى قلق الحياة اليومية... سيعيش الحالة بحزن أقل، أما الآخر فسيزداد غرقه فيه».

أوقات السعادة الصغيرة

تؤكد ليلى (30 عاماً، موظفة):
«وقت سعادتي مساءً، حين يعود زوجي من عمله، فيخبرني عن نهاره وأقوم بالمثل، ثم نحضّر العشاء سوياً... تنير هذه الحظات المشتركة نهاري وتزيل جميع مشاكلي».

بدورها، تقول سلمى (51عاماً): «تدعى سعادتي سمير، يبلغ من العمر سنتين، إنه حفيدي الأول. أطير من الفرح حين أكون معه، فهو مضحك ومدلل وظريف. أنسى همومي كلها وأرى المستقبل جميلاً».

أما منى (42 عاما) فتقول:» تسجلت منذ سنة في نادٍ رياضي. في كل مرة أذهب اليه، أشعر أنني سعيدة ومرتاحة جسدياً ونفسياً لأنه يمنح الصفاء الكلي لروحي. إنه مخدر حقيقي للسعادة».

اكتشاف لذَّة الأشياء البسيطة

نظن أحياناً أنَّ حياتنا خالية من السعادة، في الواقع، هي موجودة من حولنا وفي كل مكان. لكن، لشدة انشغالنا بمشاكلنا، ننسى أن نفتح عيوننا على الأمور الجيدة، إلا أنَّ أقل شعور بالسعادة يبهجنا. يشرح أحد الأطباء: « أنصح مرضاي أن يدوِّنوا على دفتر صغير كل يوم أمراً سعيداً حدث معهم، ليروا الأمور الجيدة، مثلاً مساعدة سيدة طاعنة في السن في عبور الطريق، أو التحدث مع أحد الجيران أو شرب القهوة على الشرفة... ثم إعادة قراءة القائمة في نهاية الأسبوع أو الشهر لعيشوا تلك السعادة من جديد».

استباق السعادة الآتية

نتعرض للمشاكل دائماً: تفويت الحافلة لدى الذهاب إلى العمل أو تلقي اتصال هاتفي لدى خروجنا لتناول الفطور أو أن ندعى يوم الأحد لتناول طعام الغداء عند الأقارب في حين أننا كنا نحلم بتمضية النهار براحة بال... فينتابنا كم هائل من المشاعر العدائية، فضلاً عن الغضب ونظن أننا غير محظوظين في الحياة. في هذا السياق، يؤكد أحد المحللين النفسيين: « يجب القيام بتمرين صغير حين نكون في وضع مماثل وهو القول لأنفسنا إنه لا يمكننا التحكم بهذا الوضع، وتحويل انتباهنا عبر التفكير بالسعادة المستقبلية. مثلاً، في حال علقت في الازدحام لدى عودتك إلى المنزل، فكر بالسعادة التي ستشعر بها عند الانضمام إلى عائلتك أو العشاء الذي ستتناوله معها أو الفيلم الذي ستشاهده برفقتها... لا شيء سوى التفكير الإيجابي يعيد إليك الفرح، عندها، تصبح المشكلة صغيرة!»

إقامة رابط مع الآخرين

يفيد إحصاء لإحدى الشركات، نشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 أنَّ 94 % من الأشخاص أعلنوا أنَّ سبب سعادتهم يعزى إلى العائلة والأطفال والرفاق. الجواب إذاً هو: لنحب الحياة ونقوي علاقاتنا الاجتماعية. في الأربعينات، صنفَّ أحد العلماء النفسيين الحب والانتماء في فئة الدرجة الثالثة لحاجاتنا الأساسية، بعد الضروريات البيولوجية (الشراب والطعام) والأمن. ينصح أحد الأطباء: «من الضروري تخصيص وقت لعائلتك ورفاقك، إتصل بقريب لك أو أخرج مع العائلة أو نظّم عشاءً ما... يدعم الشعور بالانتماء إلى المجموعة إضافة إلى الحضور الودّي النفسية ويبدد التوتر.»

تطبيق بعض التقاليد الصغيرة

يمكن أن نجد السعادة أيضاً في التقاليد، على عكس الأفكار السائدة. يشرح أحد المحللين النفسيين: « السرور الذي نشعر به حين نتناول طبقاً أو نسمع موسيقى للمرة الأولى هو أقل من ذلك الذي نشعر به حين نعرف هذا الطبق أو هذه الموسيقى غيباً. في الواقع، تتمتع العادات بوظيفة مهدئة، فهي تطمئننا وتمنحنا إحساس التحكم بوجودنا». فكر، وفقاً لهذا المبدأ، بالتقاليد التي تحب إدخالها إلى حياتك، مثل ممارسة الرياضة مرتين في الأسبوع أو الذهاب مرة في الشهر إلى السينما أو الخروج يوماً في الأسبوع مع الشريك أو الاسترخاء كل مساء في حمام دافئ...

يقول أحد الأطباء النفسيين: «يجب التوقف عن التخيل أننا سنكون أكثر سعادةً في حياة أخرى ويجب الاهتمام برؤية ما هو جميل في حياتنا».

الاهتمام بنفسيَّتنا

من وقت لآخر، لا تهتم سوى بنفسك! يؤكد أحد المحللين النفسيين: « تعتبر الخصوصية أمراً أساسياً. يؤمن التفرغ لممارسة نشاط سار الراحة وصفاء النفس، ويختفي الإجهاد وتُحل المشاكل تدريجيا. مثلاً يمكن أن تتسجل في نادٍ رياضي أو تعتني بالحديقة... تقضي الفكرة بتوفير مساحة ووقت لا يستطيع أحد ولوجهما».

تقبُّل الأخطاء

يَعتبر الأشخاص الساعين الى الكمال الفشل كارثة ويفضلون عدم القيام بأي أمر كي لا يخطئوا. يؤكد أحد الأطباء النفسيين: « يتيح التساهل مع الفشل ازدياد فرص حب الحياة، وتساهم مواجهته في استخلاص العبر الضرورية لعدم تكرار الأخطاء نفسها والإدراك أنَّ الخطأ ليس كارثياً.

• اقتراح الاختصاصي

تذكر «فشلاً سعيدا}، مثلاً عجزك عن حجز إحدى الشقق أتاح لك ايجاد شقة أفضل، أو رسوبك في امتحان الدخول في إحدى المدارس مهّد الطريق لاكتشافك مهنة أخرى أكثر أهمية.

التوقُّف عن الشعور بالذنب

تحب مهنتك، لكنك شعرت بالذنب حين عدت في ساعة متأخرة مساءً ولم تتمكن من الإعتناء بعائلتك؟ هل أسأت الى والدتك التي تعطيك النصائح المتعلقة بتربية أحد أولادك؟ توقف عن الشعور بالذنب، وعش حياتك مثلما تريد! يشرح أحد المحللين النفسيين: «يعزى الشعور بالذنب الى قيامنا بأمر لا يجدر عمله أو عدم القيام بما يتوجب علينا، ويتولد من عدم القيام بواجبنا أو انتهاك الممنوعات». توقف! المهم أن تكون سعيداً ولا تكترث بالآخرين في حال لم يحبوا أسلوب حياتك. يؤكد أحد المحللين النفسيين: « القيام بما نحب هو أمر أساسي. كل شخص حرّ في اختيار ما يراه مناسباً. هل تعشق عملك؟ هل تفضل العيش في الريف؟ قم بهذه الأمور، إن كانت تشعرك بالسعادة. لكن إعلم أنَّ ذلك يعني عدم الحصول على رضى الآخرين، وهي نتيجة طبيعية».

• اقتراح الاختصاصي

إبدأ بتشخيص سبب شعورك بالذنب: هل تخاف من عدم إعجاب الآخرين بك أو ألا تكون محبوباً؟ تتيح لك هذه المرحلة فهم أسباب اضطرابك للتخلص منه. ركز اهتمامك على ما تريد حقاً: أن تصبح مالك أحد المنازل، أو أن تغير مهنتك... وباشر بذلك. إن أزعجك الشعور بالذنب من جديد، فكر بالربح الذي ستكسبه من تحقيق حلمك، لأن ذلك سيشجّعك.

التخلُّص من الأفكار المثاليَّة التي تسعى الى الكمال

تحلم أن تصبح محاميا أو أن يكون أولادك الأوائل في المدرسة... يشير أحد الأطباء النفسيين الى أنه «يجب تقبل عدم الخضوع للمثاليات وعيش الواقع والتخلّص من أوهام النجاحات الكبرى. من الخطأ الظن أن الذين يربحون ثلاثة أوسمة ذهبية في نهاية الأسبوع هم أفضل حظاً منك أو التفكير أن فرص صديقك الذي حظي بوظيفة في شركة مهمة هي أفضل منك. لدى هؤلاء هموم مثل الجميع. يجب التوقف عن التخيّل أننا سنكون أكثر سعادةً في حياة أخرى ومن الضروري رؤية ما هو جميل في حياتنا».

• اقتراح الاختصاصي

ضع قائمة بما تحب: أولادك، شقتك، أو أسبوع عطلة في أحد المنتجعات السياحية... إنتبه الى أقل تفصيل في حياتك الواقعية ورتبّه وفقاً لدرجة أهميته.


http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=72283