الفرزدق
08-04-2008, 07:29 PM
في ذكرى الحرب مع إيران : موقف المرجعية المتفرج
في الثامن من آب هذا العام سيكون قد مر على نهاية الحرب العراقية / الإيرانية عشرون عاماً بالتمام والكمال ، عشرون عاماً لم تتح فيها الفرصة لمحاكمة هذه الحقبة التأريخية التي تعد من أخطر فترات التأريخ العراقي وأكثرها مرارة وكارثية .
قد تتجه الظنون الى الدور القذر الذي لعبه الطاغية صدام في نشوب هذه الحرب واستمرارها وما حدث خلالها وأعقبها من مآسي قد يحتاج وصفها الى الكثير الكثير من الحبر والأوراق ، بيد أن أبطال هذه المرحلة العصيبة عديدون ولبعضهم دور لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبه الطاغية صدام ، وأقصد هنا على وجه التحديد دور المرجعية النجفية .
يمكن أن نتصور أهمية دور المرجعية النجفية من ملاحظة موقعيتها الدينية وما توفره لها هذه الموقعية من قدرة كبيرة على تنظيم الجموع وتعبئتها لتخلق منها بالنتيجة قوة ضغط هائلة لا تجد الحكومات بداً من التحسب لردود أفعالها ومشاعرها الدينية أو الوطنية ، ولكن المرجعية للأسف الشديد فرطت بدورها هذا وتركت الرعية نهبة للطواغيت ، ولم يكن يعنيها من أمر الدماء الغزيرة التي سالت على ضفتي جبهة الحرب شيئاً ، حتى كأن الحرب كانت تنشب في كوكب آخر .
كان الآلاف من الشباب يقتلون دون أن يسمعوا كلمة واحدة من المرجعية تتعلق بمصيرهم ، فالمرجعية كانت منشغلة تماماً بنفسها وبمؤامراتها الدنيئة المتمحورة حول كرسي البابوية الأعلى ، بل إن أكثر المعممين ومنهم نجل المرجع الأعلى كانوا عملاء لدولة الطاغوت ، وكانوا يحرضون النظام الحاكم على تصفية مخالفيهم من العلماء الرافضين لحكم الطاغوت ولدور المرجعية الإنهزامي المشبوه .
لم تفكر المرجعية بالمحيط المضطرب الذي يموج من حولها بالإنقلابات والأفكار المنحرفة ، وتدخّل القوى العالمية الطامعة ، لم تفكر بأي شئ من هذا ولم يكن يهمها سوى الدنيا العريضة والذليلة أيضاً التي كانت تجنيها من تسلطها على رقاب الشعب المغفل المستخف ، كانت المرجعية النجفية آنذاك تعيش هاجس الحركة الثورية التي خاض غمارها السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) ، وهي حركة أقل ما يمكن أن يترتب عليها هو تثقيف الناس على فكرة الوظيفة الحركية المتوقعة من المرجعية ، من هنا كانت المرجعية العليا – بحسب الإصطلاح المزيف الدارج – ترى في هذه الحركة الثورية العدو رقم واحد ، العدو النوعي الذي يمكن أن يجردها من كل الإمتيازات التي حققتها بأسلوب المتاجرة بالدين ، والعدو الأخطر الذي يمكن التصالح مع دولة الطاغوت من أجل التخلص منه .
وبالفعل كانت المرجعية العليا ومن خلال ممثلها الفعلي محمد تقي الخوئي تدخل في حلف غير مقدس مع دولة الطاغوت عنوانه التخلص من رجالات الحوزة المناهضين لتوجه المرجعية التخاذلي والمفرط بحقوق الأمة ( وزعت المرجعية الحلوى النجفية الرخيصة إثر مقتل السيد الصدر ) ، على أن تضمن هي بالمقابل ديمومة نهجها غير المبالي بالشأن السياسي والإجتماعي لاسيما في ظرف الحرب ، وهكذا استطاعت دولة الطاغوت أن توجه ضربة قاصمة لحزب الدعوة ( أقصد الرجال الشرفاء منه الذين مات الحزب بموتهم ، وليس رجال اليوم ) دون أن تسمع كلمة رفض واحدة من المرجعية العليا ، وتمكنت كذلك من خوض أشرس الحروب وأكثرها ضراوة على البلاد والعباد .
لقد كانت التقية وسيلة المرجعية وحجتها ( بالأحرى حيلتها ) الشرعية في تمرير مؤامرة الصمت – الجريمة ، والركون الى الظالم ، ولكن التقية هذه المرة لم تكن في محلها بطبيعة الحال ، والأهم إنها لم تكن ستراتيجية حركية ، كما هو شأنها وحقيقتها ، فالتقية في الحقيقة ليست سياسة تخاذل أو هروب من المواجهة بقدر ما هي سياسة تحسب حساب الظرف الواقعي ، ومعطياته وملابساته دون تفريط بالمبدأ أبداً ، نعم لقد مارست المرجعية نوعاً من الجبن والفرار من المواجهة سمته هي تقية ، وكانت تمارسه هي وحدها ، ولم تحاول تثقيف الجماهير على كيفية استخدام التقية أي بوصفها مقاومة سلبية لا ركوناً للظالم ، والحق إن هذا النوع من التقية المزعومة كان سبباً للتعريض بفكرة التقية من جهة وكان سبباً في تقاعس الجماهير عن أداء دورها الديني في الصراع مع الطواغيت ، بل لعله منشأ ثقافة التخاذل التي تعيشها الجماهير الشيعية العريضة .
لا أريد الإطالة كثيراً في الموضوع ، ولست بصدد محاكمة التأريخ كما يفعل المؤرخون ، وإنما همي في الحقيقة التذكير بتأريخ المرجعية وكشف حقيقتها للناس فالمرجعية هي هي قديماً وحديثاً فالنهج ذات النهج والتعامل مع الناس بفوقية واستخفاف هو هو .
في الثامن من آب هذا العام سيكون قد مر على نهاية الحرب العراقية / الإيرانية عشرون عاماً بالتمام والكمال ، عشرون عاماً لم تتح فيها الفرصة لمحاكمة هذه الحقبة التأريخية التي تعد من أخطر فترات التأريخ العراقي وأكثرها مرارة وكارثية .
قد تتجه الظنون الى الدور القذر الذي لعبه الطاغية صدام في نشوب هذه الحرب واستمرارها وما حدث خلالها وأعقبها من مآسي قد يحتاج وصفها الى الكثير الكثير من الحبر والأوراق ، بيد أن أبطال هذه المرحلة العصيبة عديدون ولبعضهم دور لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبه الطاغية صدام ، وأقصد هنا على وجه التحديد دور المرجعية النجفية .
يمكن أن نتصور أهمية دور المرجعية النجفية من ملاحظة موقعيتها الدينية وما توفره لها هذه الموقعية من قدرة كبيرة على تنظيم الجموع وتعبئتها لتخلق منها بالنتيجة قوة ضغط هائلة لا تجد الحكومات بداً من التحسب لردود أفعالها ومشاعرها الدينية أو الوطنية ، ولكن المرجعية للأسف الشديد فرطت بدورها هذا وتركت الرعية نهبة للطواغيت ، ولم يكن يعنيها من أمر الدماء الغزيرة التي سالت على ضفتي جبهة الحرب شيئاً ، حتى كأن الحرب كانت تنشب في كوكب آخر .
كان الآلاف من الشباب يقتلون دون أن يسمعوا كلمة واحدة من المرجعية تتعلق بمصيرهم ، فالمرجعية كانت منشغلة تماماً بنفسها وبمؤامراتها الدنيئة المتمحورة حول كرسي البابوية الأعلى ، بل إن أكثر المعممين ومنهم نجل المرجع الأعلى كانوا عملاء لدولة الطاغوت ، وكانوا يحرضون النظام الحاكم على تصفية مخالفيهم من العلماء الرافضين لحكم الطاغوت ولدور المرجعية الإنهزامي المشبوه .
لم تفكر المرجعية بالمحيط المضطرب الذي يموج من حولها بالإنقلابات والأفكار المنحرفة ، وتدخّل القوى العالمية الطامعة ، لم تفكر بأي شئ من هذا ولم يكن يهمها سوى الدنيا العريضة والذليلة أيضاً التي كانت تجنيها من تسلطها على رقاب الشعب المغفل المستخف ، كانت المرجعية النجفية آنذاك تعيش هاجس الحركة الثورية التي خاض غمارها السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) ، وهي حركة أقل ما يمكن أن يترتب عليها هو تثقيف الناس على فكرة الوظيفة الحركية المتوقعة من المرجعية ، من هنا كانت المرجعية العليا – بحسب الإصطلاح المزيف الدارج – ترى في هذه الحركة الثورية العدو رقم واحد ، العدو النوعي الذي يمكن أن يجردها من كل الإمتيازات التي حققتها بأسلوب المتاجرة بالدين ، والعدو الأخطر الذي يمكن التصالح مع دولة الطاغوت من أجل التخلص منه .
وبالفعل كانت المرجعية العليا ومن خلال ممثلها الفعلي محمد تقي الخوئي تدخل في حلف غير مقدس مع دولة الطاغوت عنوانه التخلص من رجالات الحوزة المناهضين لتوجه المرجعية التخاذلي والمفرط بحقوق الأمة ( وزعت المرجعية الحلوى النجفية الرخيصة إثر مقتل السيد الصدر ) ، على أن تضمن هي بالمقابل ديمومة نهجها غير المبالي بالشأن السياسي والإجتماعي لاسيما في ظرف الحرب ، وهكذا استطاعت دولة الطاغوت أن توجه ضربة قاصمة لحزب الدعوة ( أقصد الرجال الشرفاء منه الذين مات الحزب بموتهم ، وليس رجال اليوم ) دون أن تسمع كلمة رفض واحدة من المرجعية العليا ، وتمكنت كذلك من خوض أشرس الحروب وأكثرها ضراوة على البلاد والعباد .
لقد كانت التقية وسيلة المرجعية وحجتها ( بالأحرى حيلتها ) الشرعية في تمرير مؤامرة الصمت – الجريمة ، والركون الى الظالم ، ولكن التقية هذه المرة لم تكن في محلها بطبيعة الحال ، والأهم إنها لم تكن ستراتيجية حركية ، كما هو شأنها وحقيقتها ، فالتقية في الحقيقة ليست سياسة تخاذل أو هروب من المواجهة بقدر ما هي سياسة تحسب حساب الظرف الواقعي ، ومعطياته وملابساته دون تفريط بالمبدأ أبداً ، نعم لقد مارست المرجعية نوعاً من الجبن والفرار من المواجهة سمته هي تقية ، وكانت تمارسه هي وحدها ، ولم تحاول تثقيف الجماهير على كيفية استخدام التقية أي بوصفها مقاومة سلبية لا ركوناً للظالم ، والحق إن هذا النوع من التقية المزعومة كان سبباً للتعريض بفكرة التقية من جهة وكان سبباً في تقاعس الجماهير عن أداء دورها الديني في الصراع مع الطواغيت ، بل لعله منشأ ثقافة التخاذل التي تعيشها الجماهير الشيعية العريضة .
لا أريد الإطالة كثيراً في الموضوع ، ولست بصدد محاكمة التأريخ كما يفعل المؤرخون ، وإنما همي في الحقيقة التذكير بتأريخ المرجعية وكشف حقيقتها للناس فالمرجعية هي هي قديماً وحديثاً فالنهج ذات النهج والتعامل مع الناس بفوقية واستخفاف هو هو .