فاتن
07-31-2008, 07:17 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/AuthorsPictures/محمد%20صادق%20الحسيني_thumb.jpg
محمد صادق الحسيني - الجريدة
info@aljarida.com
تتدافع الوقائع والمؤشرات في اتجاه تراجع خيارات العنف والمواجهة أو الحروب والخيارات العسكرية، كحلول مناسبة للملفات الساخنة المعروفة في بلادنا. والسبب الرئيسي في ذلك هو حالة الإنهاك الشديدة التي يعيشها طلاب الحروب والهيمنة، الذين ظلوا يراهنون، طوال سنوات ما بعد 11 سبتمبر، على أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لفرض ما يسمونه بالأمن والاستقرار الدوليين.
ومع ذلك، فثمة من لا يريد تصديق هذه المؤشرات، ويحاول أن يلعب في الوقت الضائع، فيحرك هنا أو هناك، ويستفز هنا أو هناك، ويهول هنا أو هناك، في محاولة لفرض تنازلات على خصومه لم يستطع أن ينالها في ظل أجواء التهديد والوعيد، فيريد النيل منها بـ«الحروب» الصغيرة أو «التنكيد» على فضاء «التوافقات» لمنع قيام مصالحات دائمة ومستقرة!
حتى وزير الدفاع الأميركي في حكومة بوش الراحلة، قال في تصريح أخير له: إن «آخر ما نحتاج إليه، ونحن نخوض حربين قاسيتين في كل من العراق وأفغانستان، هو حرب ثالثة على ايران»، مضيفا: «إن أي مواجهة من هذا النوع ستكون كارثية»!
ومع ذلك، ثمة من لايزال يصر على تقديم تشريح تفصيلي لسيناريوهات جاهزة للحرب على إيران، في محاولة لرسم صورة سوداوية ومرعبة وتهويلية للرأي العام العربي والإسلامي في أكثر من وسيلة إعلام عامة ناطقة بالعربية وغير العربية، هدفها الاستمرار في إرباك المعادلة الإقليمية التي بدأت تتشكل على قاعدة أن المنتصر هو من تمسك بمواقفه ولم يتراجع عنها، رغم الضغوط الهائلة والتهويل بحروب جديدة، وتحديداً ما بات يعرف بالمحور «السوري- الإيراني- الحزب اللهي- الحماسي»، إذا جاز التعبير!
وآخر ما تفتقت عنه هذه الإبداعات هو الخبر الذي نشرته إحدى الصحف البريطانية بشأن انفجار قافلة سلاح، زعم أنها كانت تتجه إلى «حزب الله» من طهران، وأن مفجريها هم الاستخبارات الإسرائيلية، والذي أصرت بعض وسائل الإعلام العربية على تكراره وتضخيمه وإبرازه بشكل لافت وعدم تحري مصداقيته!
إلى جانب ذلك، حاولت هذه الوسائل الإعلامية نفسها تقديم تفسير منحرف لكلام عام ومتعارف عليه، يقال على أكثر من لسان عربي وغير عربي يومياً، بأن حل أي ملف في المنطقة لابد أنه سينعكس إيجابا على سائر ملفات المنطقة المعروفة في ترابطها، ولكن لأن القائل مسؤول إيراني، ولأن الحرب الدعائية الأقوى حاليا لأصحاب خيارات الفتنة، والحروب الصغيرة المتنقلة هي كيفية صناعة «الإيران فوبيا» بين العرب لمنعهم من التواصل مع الممانعة الإيرانية للمشروع الأميركي، فقد وضع تصريح نائب الرئيس الإيراني ورئيس لجنة الطاقة الذرية بهذا الخصوص في إطار «اعتراف ايراني صريح بأن لبنان ليس إلا ورقة في المشروع الإيراني للمنطقة...»!
والهدف في كلتا الحالين ليس بعيدا أبدا عن تصريحات السفيرة الأميركية في لبنان، التي تجرأت على عميد الأسرى والمحررين اللبنانيين والعرب المناضل سمير القنطار لتصفه بالقاتل والمجرم! في محاولة يائسة وبائسة لوقف سريان ثقافة المقاومة كالنار في الهشيم منذ نجاح عملية تبادل «الرضوان»، التي وصفها معلقون ومحللون في أنحاء مختلفة من العالم بأنها العملية الأكثر تأثيراً في قلب موازين القوى النفسية والروحية والمادية بين عدو يحاول وقف تدهوره وتهافته اللامتناهي، وصديق يتقدم بفضل حلفائه وتراص صفوف تحالفاته بسرعة نحو اعتلاء عرش الزعامة العربية والإسلامية، أعني «حزب الله» اللبناني بامتياز، والعربي بامتياز، والإسلامي بامتياز، والإنساني بامتياز، والحر وغير التابع لأحد بامتياز!
وهذا هو بيت القصيد في كل ما يهدف إليه بعضهم اليوم من محاولة تفكيك تحالف الممانعات والمقاومات العربية من غزة إلى بيروت إلى دمشق إلى طهران إلى بغداد وإلى كابول، والتي تربطها علاقات عضوية تقوم على التكافؤ، وليست علاقة رأس بذنب كما يحاول خصمهم تشويه اللوحة جاهداً!
وقديما قيل: «الكافر يقيس الناس على دينه»!
* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني
محمد صادق الحسيني - الجريدة
info@aljarida.com
تتدافع الوقائع والمؤشرات في اتجاه تراجع خيارات العنف والمواجهة أو الحروب والخيارات العسكرية، كحلول مناسبة للملفات الساخنة المعروفة في بلادنا. والسبب الرئيسي في ذلك هو حالة الإنهاك الشديدة التي يعيشها طلاب الحروب والهيمنة، الذين ظلوا يراهنون، طوال سنوات ما بعد 11 سبتمبر، على أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لفرض ما يسمونه بالأمن والاستقرار الدوليين.
ومع ذلك، فثمة من لا يريد تصديق هذه المؤشرات، ويحاول أن يلعب في الوقت الضائع، فيحرك هنا أو هناك، ويستفز هنا أو هناك، ويهول هنا أو هناك، في محاولة لفرض تنازلات على خصومه لم يستطع أن ينالها في ظل أجواء التهديد والوعيد، فيريد النيل منها بـ«الحروب» الصغيرة أو «التنكيد» على فضاء «التوافقات» لمنع قيام مصالحات دائمة ومستقرة!
حتى وزير الدفاع الأميركي في حكومة بوش الراحلة، قال في تصريح أخير له: إن «آخر ما نحتاج إليه، ونحن نخوض حربين قاسيتين في كل من العراق وأفغانستان، هو حرب ثالثة على ايران»، مضيفا: «إن أي مواجهة من هذا النوع ستكون كارثية»!
ومع ذلك، ثمة من لايزال يصر على تقديم تشريح تفصيلي لسيناريوهات جاهزة للحرب على إيران، في محاولة لرسم صورة سوداوية ومرعبة وتهويلية للرأي العام العربي والإسلامي في أكثر من وسيلة إعلام عامة ناطقة بالعربية وغير العربية، هدفها الاستمرار في إرباك المعادلة الإقليمية التي بدأت تتشكل على قاعدة أن المنتصر هو من تمسك بمواقفه ولم يتراجع عنها، رغم الضغوط الهائلة والتهويل بحروب جديدة، وتحديداً ما بات يعرف بالمحور «السوري- الإيراني- الحزب اللهي- الحماسي»، إذا جاز التعبير!
وآخر ما تفتقت عنه هذه الإبداعات هو الخبر الذي نشرته إحدى الصحف البريطانية بشأن انفجار قافلة سلاح، زعم أنها كانت تتجه إلى «حزب الله» من طهران، وأن مفجريها هم الاستخبارات الإسرائيلية، والذي أصرت بعض وسائل الإعلام العربية على تكراره وتضخيمه وإبرازه بشكل لافت وعدم تحري مصداقيته!
إلى جانب ذلك، حاولت هذه الوسائل الإعلامية نفسها تقديم تفسير منحرف لكلام عام ومتعارف عليه، يقال على أكثر من لسان عربي وغير عربي يومياً، بأن حل أي ملف في المنطقة لابد أنه سينعكس إيجابا على سائر ملفات المنطقة المعروفة في ترابطها، ولكن لأن القائل مسؤول إيراني، ولأن الحرب الدعائية الأقوى حاليا لأصحاب خيارات الفتنة، والحروب الصغيرة المتنقلة هي كيفية صناعة «الإيران فوبيا» بين العرب لمنعهم من التواصل مع الممانعة الإيرانية للمشروع الأميركي، فقد وضع تصريح نائب الرئيس الإيراني ورئيس لجنة الطاقة الذرية بهذا الخصوص في إطار «اعتراف ايراني صريح بأن لبنان ليس إلا ورقة في المشروع الإيراني للمنطقة...»!
والهدف في كلتا الحالين ليس بعيدا أبدا عن تصريحات السفيرة الأميركية في لبنان، التي تجرأت على عميد الأسرى والمحررين اللبنانيين والعرب المناضل سمير القنطار لتصفه بالقاتل والمجرم! في محاولة يائسة وبائسة لوقف سريان ثقافة المقاومة كالنار في الهشيم منذ نجاح عملية تبادل «الرضوان»، التي وصفها معلقون ومحللون في أنحاء مختلفة من العالم بأنها العملية الأكثر تأثيراً في قلب موازين القوى النفسية والروحية والمادية بين عدو يحاول وقف تدهوره وتهافته اللامتناهي، وصديق يتقدم بفضل حلفائه وتراص صفوف تحالفاته بسرعة نحو اعتلاء عرش الزعامة العربية والإسلامية، أعني «حزب الله» اللبناني بامتياز، والعربي بامتياز، والإسلامي بامتياز، والإنساني بامتياز، والحر وغير التابع لأحد بامتياز!
وهذا هو بيت القصيد في كل ما يهدف إليه بعضهم اليوم من محاولة تفكيك تحالف الممانعات والمقاومات العربية من غزة إلى بيروت إلى دمشق إلى طهران إلى بغداد وإلى كابول، والتي تربطها علاقات عضوية تقوم على التكافؤ، وليست علاقة رأس بذنب كما يحاول خصمهم تشويه اللوحة جاهداً!
وقديما قيل: «الكافر يقيس الناس على دينه»!
* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني