فاطمي
07-28-2008, 06:42 AM
كتب فيحان سرور الجرمان - عالم اليوم
الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على ما كتبه عبدالهادي الصالح في لمزه لبعض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ومذهب جعفر وآل البيت بريئون من ذلك براءة الذئب من دم يوسف، حيث لبس على القراء كالمعتاد بإيراد رواية لم تصح، وهي من تلفيق أسلاف اليهود كعبدالله بن سبأ اليهودي المعروف الذي أدخل هذه الرواية وغيرها كثير بين السطور لضرب وشق وحدة المسلمين فتلقفها للأسف من لا علم له بأصول الرواية، حيث قال عبدالهادي في مقال له بعنوان«سطور في يعسوب الدين» وفي حرب الجمل قال علي عليه السلام لطلحة والزبير «ما العمرة تريدان وإنما تريدان الغدرة ونكث البيعة»، فهذه الرواية لا تصح بل ولا توجد في كتب أهل السنة، وأما في بعض كتب الشيعة فهي موجودة لكنها غير صحيحة، وأتحداه وغيره أن يثبت غير ذلك بالسند الصحيح على الرغم من يقيني أن الكاتب ليس له دراية إطلاقا بعلم الحديث وأصوله، لكن يبقى أن ابن حبان في كتابه المسمى ثقات ابن حبان (2/278) ذكر هذه الرواية لكن من غير لفظ«الغدرة ونكث البيعة» حيث قال علي رضي الله عنه«ما العمرة تريدان وقد أذنت لكما فاذهبا راشدين فخرجا إلى مكة»، وهذه الرواية من غير سند أيضا فلا عبرة بها.
والسؤال الذي أريد أن أطرحه هنا على وزير الدولة سابقا!!! والذي هرع مسرعا ذات مرة مغتاظا إلى مخفر خيطان لرفع قضية ضد أحد المديرين في وزارته وهو زميل وموظف تحت إمرته آنذاك، وكل ذلك لمجرد أن عاتبه ذلك المدير بإرسال مسج صغير، وبغض النظر عن أيهما محق وعلى صواب لكن هل يستحق ويتطلب الأمر إلى رفع قضية في المخفر بسبب مسج؟!!! إذا كنت ياعبدالهادي لم تصبر على هذا المسج الصغير ولم تعالجه بالحكمة والروية فما ظنك بإخوانك من السنة الذين اغتاظوا لتعديك السافر على صحابة رسولهم صلى الله عليه وسلم؟ قد يهرعون إلى شكواك لدى المسؤولين لكن هذه المرة نصرة لدينهم وليس نصرة لأنفسهم كما فعلت أنت.
لتدع يا أخ عبدالهادي ما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم ولتلتمس لهم العذر، قال تعالى«تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون»، ولتكن هذه البادرة منك سنة لكل مسلم ليتغاضى عن أخوه المسلم وليطهر قلبه من الحقد والضغينة على سائر إخوانه، وإلا قل لي ما الحكمة وما الفائدة المرجوة من ذكر روايات باطلة مثل التي أوردت؟! هل هي لدفع عجلة التنمية في الكويت مثلا؟! أم هي لأجل إحياء الطائفية وضرب الوحدة برواية سندها يعود إلى اليهود والتي طالما التمسها البعض وحرصوا على ذكرها الفينة بين الفينة؟ بل ربما البعض يغوص من أجلها في بحار الكتب لينقب ويبحث لعله بذلك يظفر برواية في ذم صحابي ليعلنها على رؤوس الملأ، قال تعالى«وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
أعجب كيف يدس عبدالهادي وغيره سباب الصحابة وشتمهم والطعن في نياتهم ومقاصدهم في ثنايا أحاديثهم! ومن أدلة ذلك ذكره للرواية السابقة في موضوع بعيد ليس له صلة، فكيف يورد رواية فيها ذم الزبير وطلحة رضي الله عنهما في معرض مدح علي رضي الله عنه وذكر مولده المزعوم؟ إن كان هناك من عالم فليجبني لأني احترت مع أمثال هؤلاء، فالبعض لا يريد مدح آل البيت ونصرتهم بقدر ما يريد النيل من الصحابة.
إن ذكر هذه الروايات التي تتعلق بالفتنة التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم سواء كانت صحيحة أو مكذوبة لا يجوز وذلك حتى لا ينشأ منها الحقد والبغضاء والضغينة لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل بعض السذج من المسلمين الذين عاشوا وترعرعوا على التقليد الأعمى والسير خلف العاطفة، قال تعالى«وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل»، وليعلم القارئ الكريم أن الاقتتال بالسيف وإراقة الدماء أعظم جرما وإثما من السب والشتم، فبعض الناس يحاولون دائما أن يذكروا بأن معاوية سب عليا رضي الله عنهم أجمعين ومع ذلك قال الله تعالى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما» فسماهم الله مؤمنين ولم يخرجهم عن مسمى الإيمان رغم وجود الاقتتال، وقال سبحانه«إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم»، فليكن المسلم على حذر وليحفظ لسانه من السباب وليصن قلمه من التجريح حتى يلقى الله سليم القلب.
الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على ما كتبه عبدالهادي الصالح في لمزه لبعض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ومذهب جعفر وآل البيت بريئون من ذلك براءة الذئب من دم يوسف، حيث لبس على القراء كالمعتاد بإيراد رواية لم تصح، وهي من تلفيق أسلاف اليهود كعبدالله بن سبأ اليهودي المعروف الذي أدخل هذه الرواية وغيرها كثير بين السطور لضرب وشق وحدة المسلمين فتلقفها للأسف من لا علم له بأصول الرواية، حيث قال عبدالهادي في مقال له بعنوان«سطور في يعسوب الدين» وفي حرب الجمل قال علي عليه السلام لطلحة والزبير «ما العمرة تريدان وإنما تريدان الغدرة ونكث البيعة»، فهذه الرواية لا تصح بل ولا توجد في كتب أهل السنة، وأما في بعض كتب الشيعة فهي موجودة لكنها غير صحيحة، وأتحداه وغيره أن يثبت غير ذلك بالسند الصحيح على الرغم من يقيني أن الكاتب ليس له دراية إطلاقا بعلم الحديث وأصوله، لكن يبقى أن ابن حبان في كتابه المسمى ثقات ابن حبان (2/278) ذكر هذه الرواية لكن من غير لفظ«الغدرة ونكث البيعة» حيث قال علي رضي الله عنه«ما العمرة تريدان وقد أذنت لكما فاذهبا راشدين فخرجا إلى مكة»، وهذه الرواية من غير سند أيضا فلا عبرة بها.
والسؤال الذي أريد أن أطرحه هنا على وزير الدولة سابقا!!! والذي هرع مسرعا ذات مرة مغتاظا إلى مخفر خيطان لرفع قضية ضد أحد المديرين في وزارته وهو زميل وموظف تحت إمرته آنذاك، وكل ذلك لمجرد أن عاتبه ذلك المدير بإرسال مسج صغير، وبغض النظر عن أيهما محق وعلى صواب لكن هل يستحق ويتطلب الأمر إلى رفع قضية في المخفر بسبب مسج؟!!! إذا كنت ياعبدالهادي لم تصبر على هذا المسج الصغير ولم تعالجه بالحكمة والروية فما ظنك بإخوانك من السنة الذين اغتاظوا لتعديك السافر على صحابة رسولهم صلى الله عليه وسلم؟ قد يهرعون إلى شكواك لدى المسؤولين لكن هذه المرة نصرة لدينهم وليس نصرة لأنفسهم كما فعلت أنت.
لتدع يا أخ عبدالهادي ما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم ولتلتمس لهم العذر، قال تعالى«تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون»، ولتكن هذه البادرة منك سنة لكل مسلم ليتغاضى عن أخوه المسلم وليطهر قلبه من الحقد والضغينة على سائر إخوانه، وإلا قل لي ما الحكمة وما الفائدة المرجوة من ذكر روايات باطلة مثل التي أوردت؟! هل هي لدفع عجلة التنمية في الكويت مثلا؟! أم هي لأجل إحياء الطائفية وضرب الوحدة برواية سندها يعود إلى اليهود والتي طالما التمسها البعض وحرصوا على ذكرها الفينة بين الفينة؟ بل ربما البعض يغوص من أجلها في بحار الكتب لينقب ويبحث لعله بذلك يظفر برواية في ذم صحابي ليعلنها على رؤوس الملأ، قال تعالى«وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».
أعجب كيف يدس عبدالهادي وغيره سباب الصحابة وشتمهم والطعن في نياتهم ومقاصدهم في ثنايا أحاديثهم! ومن أدلة ذلك ذكره للرواية السابقة في موضوع بعيد ليس له صلة، فكيف يورد رواية فيها ذم الزبير وطلحة رضي الله عنهما في معرض مدح علي رضي الله عنه وذكر مولده المزعوم؟ إن كان هناك من عالم فليجبني لأني احترت مع أمثال هؤلاء، فالبعض لا يريد مدح آل البيت ونصرتهم بقدر ما يريد النيل من الصحابة.
إن ذكر هذه الروايات التي تتعلق بالفتنة التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم سواء كانت صحيحة أو مكذوبة لا يجوز وذلك حتى لا ينشأ منها الحقد والبغضاء والضغينة لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل بعض السذج من المسلمين الذين عاشوا وترعرعوا على التقليد الأعمى والسير خلف العاطفة، قال تعالى«وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل»، وليعلم القارئ الكريم أن الاقتتال بالسيف وإراقة الدماء أعظم جرما وإثما من السب والشتم، فبعض الناس يحاولون دائما أن يذكروا بأن معاوية سب عليا رضي الله عنهم أجمعين ومع ذلك قال الله تعالى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما» فسماهم الله مؤمنين ولم يخرجهم عن مسمى الإيمان رغم وجود الاقتتال، وقال سبحانه«إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم»، فليكن المسلم على حذر وليحفظ لسانه من السباب وليصن قلمه من التجريح حتى يلقى الله سليم القلب.