الفرزدق
07-27-2008, 03:07 PM
المرجعية تُشهر إفلاسها
مهدي الكربلائي يُرهب الناس بعودة الديكتاتورية
على خلفية السخط المتنامي الذي يعم معظم الشرائح الشعبية نتيجة الفشل الحكومي الذريع في إدارة الأزمات الكثيرة التي يشهدها العراق بدأ شعور بالرعب يدب في أوساط مؤسسة المرجعية والأحزاب والقوى السياسية الدائرة في فلكها ، وهو شعور نمّت عنه كلمات صدرت من أكثر من طرف يمثل هذه الجهة المتحكمة بقرار ومصير الشعب العراقي .
ففي كلمة له قبل أسابيع حذر جلال الدين الصغير شيوخ العشائر في مدينة البصرة من مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات ، مطالباً إياهم بالمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة ، وقال لهم بالحرف الواحد : (( من هنا أنا أبلغكم برأي المرجعية الدينية والتي تتحدث وتقول بأن القلق الأكبر يكمن في عدم توجه الناس إلى الانتخابات ، وإن لم تفعلوا فإن مئات العصابات التي لم تروها بعد تستعد لكي تأخذ منكم هذه الانتخابات ، وحينما لا نتجه إلى الانتخابات ، فسندع المجال مفتوحاً أمام كل من يريد الشر والإضرار بالعراق ، ولأن وجدتم عصابات تتخفى في الفترة المظلمة والسوداء التي مرت مؤخراً سوف تجدون عصابات أخرى تأتيكم من خلال صناديق الاقتراع )) .
وإذا كانت كلمة الصغير قد تداولتها الأفهام على أنها نوع من السرقة تجري باسم المرجعية ومن وراء ظهرها ، فإن كلمة إمام جمعة السيستاني في كربلاء ( مهدي الكربلائي ) قد قطعت الشك باليقين وأوضحت بما لا يترك مجالاً لتأويل أن السيستاني ومرجعيته وراء كل كلمة نطق بها الصغير وأشباهه ، فالكربلائي أعاد النغمة ذاتها التي تحدث بها الصغير في خطبة الجمعة المنصرمة حين قال : إن (( الكثير من المواطنين لا يرغبون بالمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ، بحجة أن مشاركاتهم السابقة لم تفد بشيء )) . وحذر من أن (( الدكتاتورية ستعود من جديد بعد أن ولت ، لأن عدم المشاركة ستؤدي إلى احتلال السيئين لمقاعد مجالس المحافظات )) .
إن المثير في كلمتي الصغير والكربلائي لا يتمثل بإلقاء الضوء الفاضح على الدور المخادع الذي تلعبه المرجعية في دعم القوى السياسية الممالئة لها ، رغم إدعاءاتها الشيطانية بأنها لا تدعم جهة معينة ، فهذا أمر لم يعد خافياً على أحد أبداً ، وهو في الحقيقة جزء من لعبتها ، فالمرجعية الثعلبانية تعمل على أن تستفيد من كل مكسب يمكن أن تحققه لها الحكومات التي تقف وراءها دون أن تشارك هذه الحكومات في اللطخات السوداء المترشحة عن أي فشل يمكن أن تتعرض له .
إن المثير حقاً هو التلويح الترهيبي بعودة الديكتاتورية ، فهذه الإشارة تحمل الكثير من الدلائل ، فهي تدل كما سبق القول على شعور مؤسسة المرجعية بالرعب المتزايد من انفلات الأمور من يدها ، وخسارتها الموقع المتميز الذي ضحت من أجله بدينها وسمعتها ، بل الذي راهنت عليه بكل وجودها البغيض .
نعم فالمسألة بالنسبة لمؤسسة المرجعية لم تعد مسألة مكسب عابر أو عرضي ، وإنما هي مسألة حياة أو موت ، فالفشل في الإنتخابات يعني بالنسبة للمرجعية فشلاً لمشروعها ، وخسارة بالنتيجة لقواعدها الشعبية التي لن تجد بعد اليوم خطاباً تستخفها به في حال فشل الشعار الذي استثمرت به كل رصيدها وهو الشعار المتمثل بالدولة التي يحكمها الشيعة ، وتسيّرها المرجعية . ولعل الدلالة الأكثر أهمية في إرهاب المرجعية لقواعدها تتمثل بالإعتراف الضمني بالفشل الذريع والإفلاس الكامل ، فالمرجعية التي لم يعد في جعبتها شئ إيجابي عقلاني تستخف به أتباعها لجأت الى حيلة المفلس العاجز فبدأت بالعزف على أوتار النفس والمشاعر بقصد إثارة المخاوف الكامنة ، وإيهام الناس بأن رجالاتها إذا ما كانوا هم الرمضاء فإن غيرهم هو النار .
إن اللجوء الى مثل هذا الخطاب المتركز على الجانب النفسي الترهيبي والسلبي بالنتيجة في إطار لعبة تعتمد كل الإعتماد على التلويح بالإغراءات والإيجابات دليل لا يخطؤه وعي ناضج على أن المرجعية قد نفضت يدها من كل خير قد تتوسمه في رجالاتها ، وأنها تشعر بمأزق حقيقي لا تملك من البرامج والخيارات ما يمكنها من تخطيه ، وفوق هذا وذاك هو دليل على أنها لم تعد تثق بقدرتها على خداع الجماهير بالوعود المعسولة الكاذبة .
ولنسأل المرجعية المفلسة والفاقدة للرشد تماماً : أ لم تكن اللعبة الديمقراطية هي الخيار الذي استبدلته بالمبدأ الذي آمن به الشيعة طيلة كل القرون الماضية وهو مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم ، فما عدا مما بدا ؟ وكيف اتضح أخيراً أن الديمقراطية لعبة مقامرين تحتمل الخسارة الفادحة ، ويمكن تماماً أن تعيد عجلة الزمان الى الوراء فتطل من جديد الوجوه القذرة نفسها التي أذاقت العراقيين الأمرين ؟
ولكن هل حقاً إن العراق الآن وفي ظل حكومات المرجعية المفلسة ليس عراقاً ديكتاتورياً بكل المقاييس ، وهل حقاً أن الوجوه التي تتحكم بالعراق الآن أقل قذارة من تلك الوجوه التي سبقتها ، ومن يحدد هذا وبأي منطق ؟
أخيراً إذا كان الصغير قد حاول خداع شيوخ عشائر الجنوب بقوله : (( عليكم بعدم التفاعل مع الشعارات الزائفة التي ستروج لها بعض الأحزاب الشريرة في مرحلة الانتخابات )) . فإنني أقول لكل العراقيين : عليكم بعدم التفاعل مع الإشارات الإرهابية التي تسوطكم بها ألسنة زبانية المرجعية المفلسة ، وحاذروا أشد الحذر من كل الأكاذيب التي سيروجون لها في مرحلة الإنتخابات ، فالمرجعية أشهرت إفلاسها وبانت عورتها لكل ناظر ، وآن لكم أن تزيحوا عن أعينكم الغشاوة التي استعبدتكم طويلاً .
مهدي الكربلائي يُرهب الناس بعودة الديكتاتورية
على خلفية السخط المتنامي الذي يعم معظم الشرائح الشعبية نتيجة الفشل الحكومي الذريع في إدارة الأزمات الكثيرة التي يشهدها العراق بدأ شعور بالرعب يدب في أوساط مؤسسة المرجعية والأحزاب والقوى السياسية الدائرة في فلكها ، وهو شعور نمّت عنه كلمات صدرت من أكثر من طرف يمثل هذه الجهة المتحكمة بقرار ومصير الشعب العراقي .
ففي كلمة له قبل أسابيع حذر جلال الدين الصغير شيوخ العشائر في مدينة البصرة من مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات ، مطالباً إياهم بالمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة ، وقال لهم بالحرف الواحد : (( من هنا أنا أبلغكم برأي المرجعية الدينية والتي تتحدث وتقول بأن القلق الأكبر يكمن في عدم توجه الناس إلى الانتخابات ، وإن لم تفعلوا فإن مئات العصابات التي لم تروها بعد تستعد لكي تأخذ منكم هذه الانتخابات ، وحينما لا نتجه إلى الانتخابات ، فسندع المجال مفتوحاً أمام كل من يريد الشر والإضرار بالعراق ، ولأن وجدتم عصابات تتخفى في الفترة المظلمة والسوداء التي مرت مؤخراً سوف تجدون عصابات أخرى تأتيكم من خلال صناديق الاقتراع )) .
وإذا كانت كلمة الصغير قد تداولتها الأفهام على أنها نوع من السرقة تجري باسم المرجعية ومن وراء ظهرها ، فإن كلمة إمام جمعة السيستاني في كربلاء ( مهدي الكربلائي ) قد قطعت الشك باليقين وأوضحت بما لا يترك مجالاً لتأويل أن السيستاني ومرجعيته وراء كل كلمة نطق بها الصغير وأشباهه ، فالكربلائي أعاد النغمة ذاتها التي تحدث بها الصغير في خطبة الجمعة المنصرمة حين قال : إن (( الكثير من المواطنين لا يرغبون بالمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ، بحجة أن مشاركاتهم السابقة لم تفد بشيء )) . وحذر من أن (( الدكتاتورية ستعود من جديد بعد أن ولت ، لأن عدم المشاركة ستؤدي إلى احتلال السيئين لمقاعد مجالس المحافظات )) .
إن المثير في كلمتي الصغير والكربلائي لا يتمثل بإلقاء الضوء الفاضح على الدور المخادع الذي تلعبه المرجعية في دعم القوى السياسية الممالئة لها ، رغم إدعاءاتها الشيطانية بأنها لا تدعم جهة معينة ، فهذا أمر لم يعد خافياً على أحد أبداً ، وهو في الحقيقة جزء من لعبتها ، فالمرجعية الثعلبانية تعمل على أن تستفيد من كل مكسب يمكن أن تحققه لها الحكومات التي تقف وراءها دون أن تشارك هذه الحكومات في اللطخات السوداء المترشحة عن أي فشل يمكن أن تتعرض له .
إن المثير حقاً هو التلويح الترهيبي بعودة الديكتاتورية ، فهذه الإشارة تحمل الكثير من الدلائل ، فهي تدل كما سبق القول على شعور مؤسسة المرجعية بالرعب المتزايد من انفلات الأمور من يدها ، وخسارتها الموقع المتميز الذي ضحت من أجله بدينها وسمعتها ، بل الذي راهنت عليه بكل وجودها البغيض .
نعم فالمسألة بالنسبة لمؤسسة المرجعية لم تعد مسألة مكسب عابر أو عرضي ، وإنما هي مسألة حياة أو موت ، فالفشل في الإنتخابات يعني بالنسبة للمرجعية فشلاً لمشروعها ، وخسارة بالنتيجة لقواعدها الشعبية التي لن تجد بعد اليوم خطاباً تستخفها به في حال فشل الشعار الذي استثمرت به كل رصيدها وهو الشعار المتمثل بالدولة التي يحكمها الشيعة ، وتسيّرها المرجعية . ولعل الدلالة الأكثر أهمية في إرهاب المرجعية لقواعدها تتمثل بالإعتراف الضمني بالفشل الذريع والإفلاس الكامل ، فالمرجعية التي لم يعد في جعبتها شئ إيجابي عقلاني تستخف به أتباعها لجأت الى حيلة المفلس العاجز فبدأت بالعزف على أوتار النفس والمشاعر بقصد إثارة المخاوف الكامنة ، وإيهام الناس بأن رجالاتها إذا ما كانوا هم الرمضاء فإن غيرهم هو النار .
إن اللجوء الى مثل هذا الخطاب المتركز على الجانب النفسي الترهيبي والسلبي بالنتيجة في إطار لعبة تعتمد كل الإعتماد على التلويح بالإغراءات والإيجابات دليل لا يخطؤه وعي ناضج على أن المرجعية قد نفضت يدها من كل خير قد تتوسمه في رجالاتها ، وأنها تشعر بمأزق حقيقي لا تملك من البرامج والخيارات ما يمكنها من تخطيه ، وفوق هذا وذاك هو دليل على أنها لم تعد تثق بقدرتها على خداع الجماهير بالوعود المعسولة الكاذبة .
ولنسأل المرجعية المفلسة والفاقدة للرشد تماماً : أ لم تكن اللعبة الديمقراطية هي الخيار الذي استبدلته بالمبدأ الذي آمن به الشيعة طيلة كل القرون الماضية وهو مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم ، فما عدا مما بدا ؟ وكيف اتضح أخيراً أن الديمقراطية لعبة مقامرين تحتمل الخسارة الفادحة ، ويمكن تماماً أن تعيد عجلة الزمان الى الوراء فتطل من جديد الوجوه القذرة نفسها التي أذاقت العراقيين الأمرين ؟
ولكن هل حقاً إن العراق الآن وفي ظل حكومات المرجعية المفلسة ليس عراقاً ديكتاتورياً بكل المقاييس ، وهل حقاً أن الوجوه التي تتحكم بالعراق الآن أقل قذارة من تلك الوجوه التي سبقتها ، ومن يحدد هذا وبأي منطق ؟
أخيراً إذا كان الصغير قد حاول خداع شيوخ عشائر الجنوب بقوله : (( عليكم بعدم التفاعل مع الشعارات الزائفة التي ستروج لها بعض الأحزاب الشريرة في مرحلة الانتخابات )) . فإنني أقول لكل العراقيين : عليكم بعدم التفاعل مع الإشارات الإرهابية التي تسوطكم بها ألسنة زبانية المرجعية المفلسة ، وحاذروا أشد الحذر من كل الأكاذيب التي سيروجون لها في مرحلة الإنتخابات ، فالمرجعية أشهرت إفلاسها وبانت عورتها لكل ناظر ، وآن لكم أن تزيحوا عن أعينكم الغشاوة التي استعبدتكم طويلاً .