ابن النجف5
07-25-2008, 06:56 PM
الزواج في الإسلام
لما كان مبدأ الإسلام عمارة الأرض وإبلاغ النوع الإنساني كماله من الوجهتين المادية والمعنوية جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حاثاً على الزواج مشجعاً عليه ، بل عدّت فيه الرهبة من الأمور المحضورة فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا رهبانية في الإسلام )) وقال: (( تناكحوا وتناسلوا فإني مباهٍ بكم الأُمم )) وقد أجمعت على ان الزواج من العقود الشرعية المسنونة ، ومن قصد نكاح امرأة حلّ له ان ينظر الى وجهها وكفيها .
الزواج عند المسيح
ويتم بإيجاب وقبول بين الزوج والزوجة ولا بد من ان تعقده الكنيسة ، لكنه على أي حال يعتبر عندهم أدنى درجة من درجة العزوبة ، فقد جاء في قوانين الكاثوليكيين: انه يعتبر محروماً كل من قال ان حالة الزواج أفضل من حالة العزوبة ، ومحروماً من قال أن الإنسان يكون أسعد حالاً إذا كان متزوجاً مما إذا كان أعزباً. حكموا عليه هذا الحكم باعتبار انه من الشهوات البهيمية الجسدية ، والإنسان الكامل لديهم يجب ان لا يفكر في الاشياء البدنية ، بل ينقطع الى عبادة الخالق ليتصل بعالم الكمال الأقدس ، ومع ذلك سمحت به الكنيسة المسيحية للضرورة ليس إلا .
الزواج عند اليونانيين
يُؤثر على اليونانيين القدماء أنهم كانوا لا يسمحون بتعدد الزوجات بل يجيزون زوجة واحدة يبيحون لأنفسهم القسوة بالأحرار والأسرى ، وكان للزواج غرضان: أحدهما ديني والأخر مدني ، ويطلب لأجل إيجاد النسل ، وقد سمحت شرائعهم بأن يتزاوج الأهل والأقربون والأخوة ، كل ذلك لحفظ الدم نقياً من الشوائب كما يدّعون وكان عندهم ، آلهة للزواج تسمى ((زوس ، وهيرا ، وابوللون )) وغيرهم ، وكان يُؤخذ العهد على الزوجين ، ثم يعمل قربان عظيم يوم الزواج تعقبه وليمة تحضرها العروسة محجبة ، (وأحب أن أشير الى نقطة مهمة والفـت نظر الأخوات المسلمات الى ان مسألة الحجاب ليست مسالة مستحدثة في الشريعة الإسلامية المقدسة بل شيء أساسي منذ قيام الشريعة فالجدير بهن ان يحافظن على حجابهن حتى يحضين برضا الله سبحانه ويحافظن على العفة والأخلاق في المجتمع) ثم يتلوا ذلك احتفال زفاف العروس الى بيت زوجها فتركب بمركبة تجرها الجياد وحولها الموسيقى ومن يتلوا الأناشيد .
التأهيل في القرآن الكريم
الزواج رباط مقدس , وعقد لشركة , رأس مالها التوادّ والتعاطف , وعهد بين شريكين فيه هدوء وسكن [1] , وفيه تأسيس وبناء أسرة وحفظ جنس . لذلك دعا الإسلام اليه , ورغّب فيه , وحثّ عليه , ونهى على الرهبنة , وحرّم الزنا وشرّع له الرجم أو الجَلد حداً أو عقاباً (( قال تعالى في وصف الرسل ومدحهم وبيان نِعم االله تعالى عليهم]وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِن ْقَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّة ...ً[ فذكر ذلك في معرض الامتنان وإظهار الفضل [2] ، ومدح أولياءه بذلك ومدحهم على التوجه الى الله تعالى بالدعاء للتفضل عليهم بالأزواج والذريـة [3]
]وَالَّذِين َيَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِن ْأَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُن ...ٍ[ وقال تعالى: ]وَأَنْكِحُوا الأَْيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِن ْعِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن ْيَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ # َ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذِين َلا يَجِدُون َنِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ...[ هذا أمر بالزواج للقادرين عليه , أما الذين لا يجدون ما يتزوجون فعليهم أن يلوذوا بأثواب العفاف وطهارة النفس حتى يمنّ الله عليهم ويرزقهم , وخير ما يعينهم ويصبّرهم على ذلك (الصيام) قال(صلى الله عليه وآله وسلم): { من أستطاع منكم الباءة فليتزوج , فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج . ومن لم يستطع فليصم , فأن الصوم , فأن الصوم له رحاة ) . ويعتبر علاجاً ربانياً كافياً للفوران الجنسي . وكبح الغريزة الجنسية . وأن القرآن لم ينسَ الذين يعانون من الكبت والحرمان الجنسي فجعل لهم في الآخرة نساء من طراز آخر (الحور العين ) جزاء صبرهم الدنيوي في الميدان (النسائي) وثمن إنتصارهم على عاطفتهم وتحويل غريزتهم الى عاطفة شريفة فاضلة بنّاءة تعمل وتنتج في المجالين الديني والدنيوي . قال تعالى في الكتاب المجيد ] كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ[ الدخان/آية 54. ]وَحُورٌ عِينٌ# كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [ الواقعة/آية 22- 23 . والقرآن يقول ] يا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ...[ ومن الطيبات التمتع بالنساء وقد حدثت في عهد الرسول(صلـى الله عليه وآلـه وسلم) أمـور من قبـل الصحابة منها اعتزال النساء والتخلي للعبادة وكان في ظنهـم أن ترك النسـاء أمـر محبب لله . الأمر الذي رفضه الرسول(صلى الله عليه وآلـه وسلم) وغضب من أجله فقام من أجله خطيباً في الصحابة وقال (( ما بال أقـوام حرّموا النساء , والطعام , والنوم إني أنام وأقوم وأفطر وأصـوم وأنكـح النسـاء , فمن رغب عن سنّتي فليس مني )) فمن هنا يتبين ان للزواج امراً مهماً , أكدت عليـه الكثير من الايات والروايات في الشريعة السمحاء . من أجل حفظ النوع وكرامتـه قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ )) اذن فالغاية من الزواج بناء مجتمع سعيد قوي , والمجتمع السعيد القوي يقوم على النسل في الدرجة الاولى أو على النسل الصحيح , فيجب علينا ان ننظر الى قوانين الزواج والطلاق من ناحية النسل في المقام الاول .
الزوجة المثالية في القرآن الكريم
نريد أن نتحدث عن وصف القرآن للزوجة المثالية… وقد وصف القرآن الزوجات المثاليات بنوعين من الوصف: نوع نفساني معنـوي ديني أخلاقي . ونوع حسـي مادي .
أما النوع الأول: فهو مجموعة من الصفات تتصاعد وتتسامى الى أن تبلغ الغاية , فالصفة الأولى لابد أن تكـون الزوجة المثالية مسلمة , وإذا كانت مسلمة لابد أن تكون مؤمنة , والإيمان أذن صفة ثانية للزوجة المثاليـة أما الصفة الثالثة هي أن تكون قانتة . أي مطيعة لله وإذا تأملنا هذه الصفات فأننا نجدها تتسامى باستمرار في خضوع لله أولاً , وتصديق بهِ وبرسولهِ , وطاعة لله , وقد يكون كل ذلك موجـوداً , ويخِطئ الإنسان فيتغافل عن التوبة فلابد مع كل ذلك من صفة هي: الرجوع الى الله بالندم والاستغفار إذا ما هفا الإنسان أو أخطأ . وأن تكون عابدة أي متذللة لله بطاعتها , والعبادات في الدين منها ((الواجب)) و((الفرض)) ومنها الفضل و((الإحسان)) ومن أقتصر على الواجب فهو حسن . وأفضل منه: من تعـدىَ ذلك الى الفضـل والإحسـان .
اما الصفة الأخيرة التي بلغت الذروة من هذه الصفات النفسية: فهي أن تكـون سائمة: أي متجهة لله بكل كيانها , أنها سائحة اليه… أنها فارَة اليه.. (( فَفرَوا الى الله)) فالمرأة التي تكون صفتها هكذا فهل ترى أنها تعمل عملاً يغضب ربها جل وعلا ؟ كلا وألف كلا ان المرأة التي تصل الى هذا الأيمان والدرجة الكمالية الأخلاقية فهي بالأجدر أن تكون مدرسة إسلامية ربانية تقصدها كـل الأخوات المسلمات حتى يصبحن على مستوى أخلاقي قرآني كريم . فتكون أمثولـة يهتدي اليها من ضلَ في واقع الحياة .
فهي لا تفشي سراً ولا تسيء الى زوج وسوف لا تعميها الغيرة عن فعل فيه مرضاة الله ورسوله .
أما النوع الثاني: الصفات الحسية المادية , فقد كانت من العموم بحيث دخل فيها جميع النساء , أنها شملت الكل .
فأن القرآن الكريم لم يتحدث عن جمال فاتن ولاعن ثراء عريق ولا عن أرستقراطية عريقة . وذلك أن كل هذه الصفات لا يمكن ان تكون مقياساً صحيحاً لأختيـار الزوجة , فقد تكون – إذا لم يرافقها التدين العميق شراً أي شر !! أود أن أشير الى نقطة يجب الالتفات اليها وهي أن القرآن لم يمنع من الزواج بالجميلة أو الثرية أو ذات الحسب والنسب , كلا , وإنما جعل الأساس الجوهري هو الدين فإذا كانت المرأة صاحبة دين فيعد ذلك , فأن لكل رجل مشربه
(
.
.
لما كان مبدأ الإسلام عمارة الأرض وإبلاغ النوع الإنساني كماله من الوجهتين المادية والمعنوية جاء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حاثاً على الزواج مشجعاً عليه ، بل عدّت فيه الرهبة من الأمور المحضورة فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا رهبانية في الإسلام )) وقال: (( تناكحوا وتناسلوا فإني مباهٍ بكم الأُمم )) وقد أجمعت على ان الزواج من العقود الشرعية المسنونة ، ومن قصد نكاح امرأة حلّ له ان ينظر الى وجهها وكفيها .
الزواج عند المسيح
ويتم بإيجاب وقبول بين الزوج والزوجة ولا بد من ان تعقده الكنيسة ، لكنه على أي حال يعتبر عندهم أدنى درجة من درجة العزوبة ، فقد جاء في قوانين الكاثوليكيين: انه يعتبر محروماً كل من قال ان حالة الزواج أفضل من حالة العزوبة ، ومحروماً من قال أن الإنسان يكون أسعد حالاً إذا كان متزوجاً مما إذا كان أعزباً. حكموا عليه هذا الحكم باعتبار انه من الشهوات البهيمية الجسدية ، والإنسان الكامل لديهم يجب ان لا يفكر في الاشياء البدنية ، بل ينقطع الى عبادة الخالق ليتصل بعالم الكمال الأقدس ، ومع ذلك سمحت به الكنيسة المسيحية للضرورة ليس إلا .
الزواج عند اليونانيين
يُؤثر على اليونانيين القدماء أنهم كانوا لا يسمحون بتعدد الزوجات بل يجيزون زوجة واحدة يبيحون لأنفسهم القسوة بالأحرار والأسرى ، وكان للزواج غرضان: أحدهما ديني والأخر مدني ، ويطلب لأجل إيجاد النسل ، وقد سمحت شرائعهم بأن يتزاوج الأهل والأقربون والأخوة ، كل ذلك لحفظ الدم نقياً من الشوائب كما يدّعون وكان عندهم ، آلهة للزواج تسمى ((زوس ، وهيرا ، وابوللون )) وغيرهم ، وكان يُؤخذ العهد على الزوجين ، ثم يعمل قربان عظيم يوم الزواج تعقبه وليمة تحضرها العروسة محجبة ، (وأحب أن أشير الى نقطة مهمة والفـت نظر الأخوات المسلمات الى ان مسألة الحجاب ليست مسالة مستحدثة في الشريعة الإسلامية المقدسة بل شيء أساسي منذ قيام الشريعة فالجدير بهن ان يحافظن على حجابهن حتى يحضين برضا الله سبحانه ويحافظن على العفة والأخلاق في المجتمع) ثم يتلوا ذلك احتفال زفاف العروس الى بيت زوجها فتركب بمركبة تجرها الجياد وحولها الموسيقى ومن يتلوا الأناشيد .
التأهيل في القرآن الكريم
الزواج رباط مقدس , وعقد لشركة , رأس مالها التوادّ والتعاطف , وعهد بين شريكين فيه هدوء وسكن [1] , وفيه تأسيس وبناء أسرة وحفظ جنس . لذلك دعا الإسلام اليه , ورغّب فيه , وحثّ عليه , ونهى على الرهبنة , وحرّم الزنا وشرّع له الرجم أو الجَلد حداً أو عقاباً (( قال تعالى في وصف الرسل ومدحهم وبيان نِعم االله تعالى عليهم]وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِن ْقَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّة ...ً[ فذكر ذلك في معرض الامتنان وإظهار الفضل [2] ، ومدح أولياءه بذلك ومدحهم على التوجه الى الله تعالى بالدعاء للتفضل عليهم بالأزواج والذريـة [3]
]وَالَّذِين َيَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِن ْأَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُن ...ٍ[ وقال تعالى: ]وَأَنْكِحُوا الأَْيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِن ْعِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن ْيَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ # َ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذِين َلا يَجِدُون َنِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن ْفَضْلِهِ...[ هذا أمر بالزواج للقادرين عليه , أما الذين لا يجدون ما يتزوجون فعليهم أن يلوذوا بأثواب العفاف وطهارة النفس حتى يمنّ الله عليهم ويرزقهم , وخير ما يعينهم ويصبّرهم على ذلك (الصيام) قال(صلى الله عليه وآله وسلم): { من أستطاع منكم الباءة فليتزوج , فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج . ومن لم يستطع فليصم , فأن الصوم , فأن الصوم له رحاة ) . ويعتبر علاجاً ربانياً كافياً للفوران الجنسي . وكبح الغريزة الجنسية . وأن القرآن لم ينسَ الذين يعانون من الكبت والحرمان الجنسي فجعل لهم في الآخرة نساء من طراز آخر (الحور العين ) جزاء صبرهم الدنيوي في الميدان (النسائي) وثمن إنتصارهم على عاطفتهم وتحويل غريزتهم الى عاطفة شريفة فاضلة بنّاءة تعمل وتنتج في المجالين الديني والدنيوي . قال تعالى في الكتاب المجيد ] كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ[ الدخان/آية 54. ]وَحُورٌ عِينٌ# كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [ الواقعة/آية 22- 23 . والقرآن يقول ] يا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ...[ ومن الطيبات التمتع بالنساء وقد حدثت في عهد الرسول(صلـى الله عليه وآلـه وسلم) أمـور من قبـل الصحابة منها اعتزال النساء والتخلي للعبادة وكان في ظنهـم أن ترك النسـاء أمـر محبب لله . الأمر الذي رفضه الرسول(صلى الله عليه وآلـه وسلم) وغضب من أجله فقام من أجله خطيباً في الصحابة وقال (( ما بال أقـوام حرّموا النساء , والطعام , والنوم إني أنام وأقوم وأفطر وأصـوم وأنكـح النسـاء , فمن رغب عن سنّتي فليس مني )) فمن هنا يتبين ان للزواج امراً مهماً , أكدت عليـه الكثير من الايات والروايات في الشريعة السمحاء . من أجل حفظ النوع وكرامتـه قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ )) اذن فالغاية من الزواج بناء مجتمع سعيد قوي , والمجتمع السعيد القوي يقوم على النسل في الدرجة الاولى أو على النسل الصحيح , فيجب علينا ان ننظر الى قوانين الزواج والطلاق من ناحية النسل في المقام الاول .
الزوجة المثالية في القرآن الكريم
نريد أن نتحدث عن وصف القرآن للزوجة المثالية… وقد وصف القرآن الزوجات المثاليات بنوعين من الوصف: نوع نفساني معنـوي ديني أخلاقي . ونوع حسـي مادي .
أما النوع الأول: فهو مجموعة من الصفات تتصاعد وتتسامى الى أن تبلغ الغاية , فالصفة الأولى لابد أن تكـون الزوجة المثالية مسلمة , وإذا كانت مسلمة لابد أن تكون مؤمنة , والإيمان أذن صفة ثانية للزوجة المثاليـة أما الصفة الثالثة هي أن تكون قانتة . أي مطيعة لله وإذا تأملنا هذه الصفات فأننا نجدها تتسامى باستمرار في خضوع لله أولاً , وتصديق بهِ وبرسولهِ , وطاعة لله , وقد يكون كل ذلك موجـوداً , ويخِطئ الإنسان فيتغافل عن التوبة فلابد مع كل ذلك من صفة هي: الرجوع الى الله بالندم والاستغفار إذا ما هفا الإنسان أو أخطأ . وأن تكون عابدة أي متذللة لله بطاعتها , والعبادات في الدين منها ((الواجب)) و((الفرض)) ومنها الفضل و((الإحسان)) ومن أقتصر على الواجب فهو حسن . وأفضل منه: من تعـدىَ ذلك الى الفضـل والإحسـان .
اما الصفة الأخيرة التي بلغت الذروة من هذه الصفات النفسية: فهي أن تكـون سائمة: أي متجهة لله بكل كيانها , أنها سائحة اليه… أنها فارَة اليه.. (( فَفرَوا الى الله)) فالمرأة التي تكون صفتها هكذا فهل ترى أنها تعمل عملاً يغضب ربها جل وعلا ؟ كلا وألف كلا ان المرأة التي تصل الى هذا الأيمان والدرجة الكمالية الأخلاقية فهي بالأجدر أن تكون مدرسة إسلامية ربانية تقصدها كـل الأخوات المسلمات حتى يصبحن على مستوى أخلاقي قرآني كريم . فتكون أمثولـة يهتدي اليها من ضلَ في واقع الحياة .
فهي لا تفشي سراً ولا تسيء الى زوج وسوف لا تعميها الغيرة عن فعل فيه مرضاة الله ورسوله .
أما النوع الثاني: الصفات الحسية المادية , فقد كانت من العموم بحيث دخل فيها جميع النساء , أنها شملت الكل .
فأن القرآن الكريم لم يتحدث عن جمال فاتن ولاعن ثراء عريق ولا عن أرستقراطية عريقة . وذلك أن كل هذه الصفات لا يمكن ان تكون مقياساً صحيحاً لأختيـار الزوجة , فقد تكون – إذا لم يرافقها التدين العميق شراً أي شر !! أود أن أشير الى نقطة يجب الالتفات اليها وهي أن القرآن لم يمنع من الزواج بالجميلة أو الثرية أو ذات الحسب والنسب , كلا , وإنما جعل الأساس الجوهري هو الدين فإذا كانت المرأة صاحبة دين فيعد ذلك , فأن لكل رجل مشربه
(
.
.