لطيفة
07-25-2008, 12:12 AM
د.خالد الفضلي - اوان
يقف التاريخ حائرا مطأطئا رأسه أمام ثلة من الشخصيات، أبت إلا أن تخطّ اسمها على صفحاته بحروف من نور، متشامخة على واقع حالك السواد؛ لبلورة مستقبل ناصع لأمة راهن أعداؤها على أنها أصيبت بالعقم، فكان السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني واحداً من هذه الثلة. وقد احتضن الكثيرون في الأمة هذه الشخصية كما أظهرت بذلك الكثير من الدراسات العلمية التي ظهرت مؤخرا، ومنها الدراسة التي قامت بها جامعة «مريلاند» الأميركية بالتعاون مع مؤسسة «زغبي العالمية» بإجراء استطلاعات للرأي العام العربي، وتناولت في أحد استطلاعاتها قياس أكثر الشخصيات المحببة والشعبية للجماهير العربية، وذلك وفقا لمجموعة من المعايير العلمية والعالمية المتبعة في هذا الشأن، ولقد وضع الفريق البحثي السيد حسن نصرالله على رأس قائمة أكثر الشخصيات التي تمثل تطلعات الجماهير العربية في المناطق التي شملتها الدراسة، وهي ست دول عربية: مصر، الأردن، المغرب، المملكة العربية السعودية، الإمارات، لبنان .
ولنا أن نتساءل عن الأسباب والمبررات التي جعلت من السيد نصرالله يحتل هذه المكانة في القلوب والوجدان، على رغم اختلاف المذاهب وتنوع المشارب، بل والمرجعيات الفكرية، والسياسية، وعلى رغم تباعد البقع الجغرافية التي شملها استطلاع الرأي؟!
إن المتتبع لمسار تشكيل الرأي العام يبرز له البعد القيادي في هذه الشخصية؛ فعامة الناس في حالة بحث مستمر عن قائد من رحمها العربي تلتف حوله آمالها وتطلعاتها، وإذا بأحد أبنائها، أحد أبناء الطبقة الكادحة، استطاع أن يخلق أنموذجا من صلب المجتمع اللبناني، كانت المقاومة المسلحة أحد مفاصلة، وأن يجسد بروحه وفاعليته مشروعا متكاملا على أرض الواقع. كما أن أنموذج القائد الذي تحدثت عنه الدراسة كان حاضرا مع عامة الناس في الكثير من مفاصل يومياتهم، فهو يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، وقد أعاد لهم هذا القائد طعما جديدا ونكهة جديدة لطالما انتظرتها هذه الأمة وهذه الأجيال. السيد حسن نصر الله أعاد للأذهان صورة القائد الذي لا يميز نفسه وأهله عن باقي الأمة، في واجباتها ومسؤولياتها، فليس عاديًّا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي، ابنه وفلذة كبده، إلى جانب باقي المقاتلين لمواجهة الصهاينة، كما فعل نجله هادي، وهو يسلك درب الشهادة. كما أن السيد نصرالله لم يأت على ظهر دبابات الاحتلال، ولم يتخندق في الطائفية، كما فعل غيره عندما تمترس خلف هويته الضيقة، بل إنه يؤمن بمجتمعه وبالدولة المدنية، وحمل مشروع وطنه الجامع لفسيفساء متنوعة الأعراق والطوائف، فنجده مؤخرا حمل قضية الدروز على أكتافه ليطلق سراح عميد الأسرى سمير القنطار، وقد تجاوز وطنه ليحمل هموم الأمة مستعيدا رفات المقاتلين العرب على تنوع جنسياتهم.
وتبقى هنالك الإشكالية الحقيقة التي تبحث عن إجابة شافية وهي: لماذا يُحَارَب السيد نصرالله من قبل بعض الجهات؟! أترى هو الهاجس الطائفي القارّ في الأذهان، والذي يضعه البعض سيد الموازين وعماد الأعمال، سواء أأظهروا هذا أم أخفوه خلف السطور والتصريحات؟! إن مثل هؤلاء لا يهمهم أن يتحقق النصر ويزال الذل، بل ما يهمهم هو أن يتحقق ذلك النصر على أيديهم هم دون غيرهم، وليتهم كانوا يستطيعون ذلك!!
أم أنه خوف البعض من مشروع السيد نصرالله، لأنهم لم يستطيعوا قراءة وفهم مشروعه المقاوم بشكل موضوعي، بل وللأسف قرؤوه وفق أجندة الأبواق المأجورة التي تدور في فلك السياسية الصهيونية. أم يا ترى أن تلك الأطنان من الحرج التي يسببها نصرالله لبعض الزعامات العربية هي السبب وراء تلك في هذه الهجمة التي كشفت زيف السياسات والوعود الجوفاء لبعضهم؟!
ختاما، فإن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن التقدير الذي نملكه لهذا الرجل الكبير الذي فرض نفسه على التاريخ رمزا وبطلا.
كاتب كويتي
khaled.alfadhli@awan.com
يقف التاريخ حائرا مطأطئا رأسه أمام ثلة من الشخصيات، أبت إلا أن تخطّ اسمها على صفحاته بحروف من نور، متشامخة على واقع حالك السواد؛ لبلورة مستقبل ناصع لأمة راهن أعداؤها على أنها أصيبت بالعقم، فكان السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني واحداً من هذه الثلة. وقد احتضن الكثيرون في الأمة هذه الشخصية كما أظهرت بذلك الكثير من الدراسات العلمية التي ظهرت مؤخرا، ومنها الدراسة التي قامت بها جامعة «مريلاند» الأميركية بالتعاون مع مؤسسة «زغبي العالمية» بإجراء استطلاعات للرأي العام العربي، وتناولت في أحد استطلاعاتها قياس أكثر الشخصيات المحببة والشعبية للجماهير العربية، وذلك وفقا لمجموعة من المعايير العلمية والعالمية المتبعة في هذا الشأن، ولقد وضع الفريق البحثي السيد حسن نصرالله على رأس قائمة أكثر الشخصيات التي تمثل تطلعات الجماهير العربية في المناطق التي شملتها الدراسة، وهي ست دول عربية: مصر، الأردن، المغرب، المملكة العربية السعودية، الإمارات، لبنان .
ولنا أن نتساءل عن الأسباب والمبررات التي جعلت من السيد نصرالله يحتل هذه المكانة في القلوب والوجدان، على رغم اختلاف المذاهب وتنوع المشارب، بل والمرجعيات الفكرية، والسياسية، وعلى رغم تباعد البقع الجغرافية التي شملها استطلاع الرأي؟!
إن المتتبع لمسار تشكيل الرأي العام يبرز له البعد القيادي في هذه الشخصية؛ فعامة الناس في حالة بحث مستمر عن قائد من رحمها العربي تلتف حوله آمالها وتطلعاتها، وإذا بأحد أبنائها، أحد أبناء الطبقة الكادحة، استطاع أن يخلق أنموذجا من صلب المجتمع اللبناني، كانت المقاومة المسلحة أحد مفاصلة، وأن يجسد بروحه وفاعليته مشروعا متكاملا على أرض الواقع. كما أن أنموذج القائد الذي تحدثت عنه الدراسة كان حاضرا مع عامة الناس في الكثير من مفاصل يومياتهم، فهو يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، وقد أعاد لهم هذا القائد طعما جديدا ونكهة جديدة لطالما انتظرتها هذه الأمة وهذه الأجيال. السيد حسن نصر الله أعاد للأذهان صورة القائد الذي لا يميز نفسه وأهله عن باقي الأمة، في واجباتها ومسؤولياتها، فليس عاديًّا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي، ابنه وفلذة كبده، إلى جانب باقي المقاتلين لمواجهة الصهاينة، كما فعل نجله هادي، وهو يسلك درب الشهادة. كما أن السيد نصرالله لم يأت على ظهر دبابات الاحتلال، ولم يتخندق في الطائفية، كما فعل غيره عندما تمترس خلف هويته الضيقة، بل إنه يؤمن بمجتمعه وبالدولة المدنية، وحمل مشروع وطنه الجامع لفسيفساء متنوعة الأعراق والطوائف، فنجده مؤخرا حمل قضية الدروز على أكتافه ليطلق سراح عميد الأسرى سمير القنطار، وقد تجاوز وطنه ليحمل هموم الأمة مستعيدا رفات المقاتلين العرب على تنوع جنسياتهم.
وتبقى هنالك الإشكالية الحقيقة التي تبحث عن إجابة شافية وهي: لماذا يُحَارَب السيد نصرالله من قبل بعض الجهات؟! أترى هو الهاجس الطائفي القارّ في الأذهان، والذي يضعه البعض سيد الموازين وعماد الأعمال، سواء أأظهروا هذا أم أخفوه خلف السطور والتصريحات؟! إن مثل هؤلاء لا يهمهم أن يتحقق النصر ويزال الذل، بل ما يهمهم هو أن يتحقق ذلك النصر على أيديهم هم دون غيرهم، وليتهم كانوا يستطيعون ذلك!!
أم أنه خوف البعض من مشروع السيد نصرالله، لأنهم لم يستطيعوا قراءة وفهم مشروعه المقاوم بشكل موضوعي، بل وللأسف قرؤوه وفق أجندة الأبواق المأجورة التي تدور في فلك السياسية الصهيونية. أم يا ترى أن تلك الأطنان من الحرج التي يسببها نصرالله لبعض الزعامات العربية هي السبب وراء تلك في هذه الهجمة التي كشفت زيف السياسات والوعود الجوفاء لبعضهم؟!
ختاما، فإن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن التقدير الذي نملكه لهذا الرجل الكبير الذي فرض نفسه على التاريخ رمزا وبطلا.
كاتب كويتي
khaled.alfadhli@awan.com