سمير
07-24-2008, 12:02 AM
د. هيلة حمد المكيمي - النهار
mekaimi@hotmail.com
أشغلنا الاعلام في الفترة الماضية مع مغامرات ما سمي بالداعية الفنان المعتزل حسين الأحمد ولكوني لست من المتابعين الجيدين لآخر مستجدات الساحة الفنية فلم يسبق لي معرفته كفنان ولكن بلاشك عرفته من خلال الاعلام كداعية «متوهق» (متورط بالعربي). في أول لقاء مع الداعية حسين الأحمد يؤكد أنه سعى الى الدعوة الى سبيل الله عن طريق المساعدات الانسانية الخيرية للمحتاجين، وانه أراد الذهاب الى أفغانستان لمساعدة المحتاجين الا ان «أبوطلحة» الذي من المفترض ان يوصله الى أفغانستان أوصله الى مزارعي حشيش ومخدرات في احدى القرى الجبلية النائية والتي لا يعلم ان كانت في ايران أو أفغانستان وهي رحلة استغرقت أربعة أيام دون ماء أو طعام مشيا على الأقدام، يضيف الداعية ان المساعدات التي كان يحملها عبارة عن ملابس قديمة وبعض الأحذية والأدوات الطبية ومعدات لنقل المرضى بالاضافة الى مبالغ مالية صغيرة من حسابه الخاص.
حالة الداعية تطرح جملة من التساؤلات والمتمثلة في سر التوجه الى أفغانستان مباشرة بعد اعتزال الفن؟ وعلى حد قوله ان السبب حبه للمساعدات وليس للجهاد.. اذا كانت الحال كذلك فلماذا لم يتطوع مع احدى اللجان الخيرية أو لجنة أكثر حيادية كالهلال الأحمر الذي يزور العديد من الأماكن المنكوبة لتقديم المساعدات؟ وكيف لهذا الداعية ان يسير مشياً على الأقدام أربعة أيام محمّلا بتلك المساعدات؟
مطرب الأمس وداعية اليوم، أو ممثل الأمس وإمام اليوم، أو العكس صحيح ولاسيما حين يقرر داعية مهتدٍ الرجوع الى الفن أو الغناء من جديد هي ظاهرة ليست بالجديدة حيث بدأت مع المطربين والفنانين المصريين وامتدت لتشمل غيرهم من فنانين عرب، بالرغم من ان اختيار مسيرة الانسان وعمله هي حرية شخصية الا ان التحول المفاجئ أو الانقلاب الكلي ظاهرة مخيفة تدل على وجود خلل أو حالة من عدم الاستقرار والاضطراب لاسيما حينما يصّر هذا الانسان على البقاء تحت دائرة الاعلام والضوء في كلتا الحالتين بما في ذلك حالتا الفن والتدين. فالكثير من الفنانين بعد الاعتزال لا يقاوم الظهور الاعلامي فيتحول لتقديم أناشيد دينية، انشاء محطة فضائية دينية، تقديم أفلام ومسلسلات دينية أو تقديم دروس ومواعظ عبر الاعلام أو حتى الاعلان للذهاب الى أفغانستان للجهاد أو التطوع. التدين هو مبعث للطمأنينة والاستقرار النفسي اذا تم فيه الرجوع الى الله ولكن لا يكون التدين بالرجوع الى الناس مرة أخرى عبر الاعلام والمغامرات فهو مدعاة لمزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار، أستثني من ذلك الاعلام الديني العام ولكنني هنا بصدد تسليط الضوء على ظاهرة دخول الفن ومن ثم الاعتزال والتدين والعودة مرة أخرى وهكذا دواليك وهي ظاهرة آخذة في التزايد وتحتاج لمزيد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين لدراستها والحد منها.
الطريف ان الفنان المعتزل أثنى على استقبال أمن الدولة له وهو استقبال «VIP» وعلى عكس ما توقع حيث علم ان «أمن الدولة» كان يطلبه من أجل منعه الذهاب لأفغانستان خوفا على حياته. مثل هذه المغامرات الفردية وأخرى غيرها من القيام بعمليات انتحارية كتلك التي أقدم عليها كويتيان في الفترة الماضية في بغداد وتبين انهما من العائدين من غوانتانامو هي أعمال تسيء الى سمعة الكويت الدولية بل تجعل الكويت ضمن الدول المصدرة للارهاب.
القائمون على وزارة الداخلية ولاسيما جهاز «أمن الدولة» عليهم استيعاب المفاهيم الجديدة للأمن الذي لم يعد محصوراً في الأمن البوليسي، فبدلا من استقبال «VIP» للداعية وترك عائدين من غوانتانامو دون مراقبة مما أدى لقيام البعض منهم بعمليات ارهابية في دول صديقة، كان من الأجدر منع كليهما من المغادرة عبر الأجهزة اليقظة واقامة لجان تشمل متخصصين في علم النفس والاجتماع والسياسة والاعلام والشريعة لتقوم بحملة وطنية اعلامية لرفع الوعي وتعزيز مفاهيم المواطنة.
يختتم الداعية لقاءه بالتعبير عن شوقه لأصدقائه الفنانين الذين يرغب في رؤتهم مرة أخرى شرط تأديتهم للصلاة!
mekaimi@hotmail.com
أشغلنا الاعلام في الفترة الماضية مع مغامرات ما سمي بالداعية الفنان المعتزل حسين الأحمد ولكوني لست من المتابعين الجيدين لآخر مستجدات الساحة الفنية فلم يسبق لي معرفته كفنان ولكن بلاشك عرفته من خلال الاعلام كداعية «متوهق» (متورط بالعربي). في أول لقاء مع الداعية حسين الأحمد يؤكد أنه سعى الى الدعوة الى سبيل الله عن طريق المساعدات الانسانية الخيرية للمحتاجين، وانه أراد الذهاب الى أفغانستان لمساعدة المحتاجين الا ان «أبوطلحة» الذي من المفترض ان يوصله الى أفغانستان أوصله الى مزارعي حشيش ومخدرات في احدى القرى الجبلية النائية والتي لا يعلم ان كانت في ايران أو أفغانستان وهي رحلة استغرقت أربعة أيام دون ماء أو طعام مشيا على الأقدام، يضيف الداعية ان المساعدات التي كان يحملها عبارة عن ملابس قديمة وبعض الأحذية والأدوات الطبية ومعدات لنقل المرضى بالاضافة الى مبالغ مالية صغيرة من حسابه الخاص.
حالة الداعية تطرح جملة من التساؤلات والمتمثلة في سر التوجه الى أفغانستان مباشرة بعد اعتزال الفن؟ وعلى حد قوله ان السبب حبه للمساعدات وليس للجهاد.. اذا كانت الحال كذلك فلماذا لم يتطوع مع احدى اللجان الخيرية أو لجنة أكثر حيادية كالهلال الأحمر الذي يزور العديد من الأماكن المنكوبة لتقديم المساعدات؟ وكيف لهذا الداعية ان يسير مشياً على الأقدام أربعة أيام محمّلا بتلك المساعدات؟
مطرب الأمس وداعية اليوم، أو ممثل الأمس وإمام اليوم، أو العكس صحيح ولاسيما حين يقرر داعية مهتدٍ الرجوع الى الفن أو الغناء من جديد هي ظاهرة ليست بالجديدة حيث بدأت مع المطربين والفنانين المصريين وامتدت لتشمل غيرهم من فنانين عرب، بالرغم من ان اختيار مسيرة الانسان وعمله هي حرية شخصية الا ان التحول المفاجئ أو الانقلاب الكلي ظاهرة مخيفة تدل على وجود خلل أو حالة من عدم الاستقرار والاضطراب لاسيما حينما يصّر هذا الانسان على البقاء تحت دائرة الاعلام والضوء في كلتا الحالتين بما في ذلك حالتا الفن والتدين. فالكثير من الفنانين بعد الاعتزال لا يقاوم الظهور الاعلامي فيتحول لتقديم أناشيد دينية، انشاء محطة فضائية دينية، تقديم أفلام ومسلسلات دينية أو تقديم دروس ومواعظ عبر الاعلام أو حتى الاعلان للذهاب الى أفغانستان للجهاد أو التطوع. التدين هو مبعث للطمأنينة والاستقرار النفسي اذا تم فيه الرجوع الى الله ولكن لا يكون التدين بالرجوع الى الناس مرة أخرى عبر الاعلام والمغامرات فهو مدعاة لمزيد من الاضطراب وعدم الاستقرار، أستثني من ذلك الاعلام الديني العام ولكنني هنا بصدد تسليط الضوء على ظاهرة دخول الفن ومن ثم الاعتزال والتدين والعودة مرة أخرى وهكذا دواليك وهي ظاهرة آخذة في التزايد وتحتاج لمزيد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين لدراستها والحد منها.
الطريف ان الفنان المعتزل أثنى على استقبال أمن الدولة له وهو استقبال «VIP» وعلى عكس ما توقع حيث علم ان «أمن الدولة» كان يطلبه من أجل منعه الذهاب لأفغانستان خوفا على حياته. مثل هذه المغامرات الفردية وأخرى غيرها من القيام بعمليات انتحارية كتلك التي أقدم عليها كويتيان في الفترة الماضية في بغداد وتبين انهما من العائدين من غوانتانامو هي أعمال تسيء الى سمعة الكويت الدولية بل تجعل الكويت ضمن الدول المصدرة للارهاب.
القائمون على وزارة الداخلية ولاسيما جهاز «أمن الدولة» عليهم استيعاب المفاهيم الجديدة للأمن الذي لم يعد محصوراً في الأمن البوليسي، فبدلا من استقبال «VIP» للداعية وترك عائدين من غوانتانامو دون مراقبة مما أدى لقيام البعض منهم بعمليات ارهابية في دول صديقة، كان من الأجدر منع كليهما من المغادرة عبر الأجهزة اليقظة واقامة لجان تشمل متخصصين في علم النفس والاجتماع والسياسة والاعلام والشريعة لتقوم بحملة وطنية اعلامية لرفع الوعي وتعزيز مفاهيم المواطنة.
يختتم الداعية لقاءه بالتعبير عن شوقه لأصدقائه الفنانين الذين يرغب في رؤتهم مرة أخرى شرط تأديتهم للصلاة!