المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعاد حسني... علاقات غرامية متعدة وتفاصيل غامضة



فاتن
07-16-2008, 07:02 AM
تأثرت بكل من دخل حياتها من الرجال


القاهرة - خالد فؤاد:

كتب المؤرخ السينمائي الراحل حسين عثمان العام 1966 على صفحات مجلة »الكواكب« الفنية المصرية قائلا: »سعاد حسني أصبحت مثل القطة التي تأكل وتنكر أو على الأصح تتزوج وتنكر«, وكما كان متوقعا ثارت ثائرة سعاد حسني وهددت برفع دعوى قضائية على المجلة تطالب فيها بتعويض مادي كبير, إلا أن حسين عثمان رفض بشكل كامل التراجع أو الاعتذار عما قال مؤكدا: أنه لم يكتب هذا الكلام من فراغ وإنما بسبب ما يقال ويتردد عن عدد الرجال الذين يدخلون حياتها ويؤكدون ارتباطهم بها, بينما تنفي هي وتنكر ذلك بشكل كامل.

يبدو أنه أصاب جزءا كبيرا من الحقيقة, ولذا أغلق هذا الملف, ولكنه يعود من فترة لأخرى للتداول على الساحة الإعلامية, وأخيرا مع حلول ذكرى انتحارها أو وفاتها في لندن.

برغم الشائعات التي طاردتها طيلة مشوارها الفني, وأكدت ارتباطها بقرابة عشرة رجال, إلا أن سعاد حسني كانت تنفي هذا الكلام بشكل كامل مؤكدة في اعترافاتها الارتباط بستة أزواج فقط إلا أن الزوج الأول بالنسبة لها وكما اعترفت هي ظل مجهولا قرابة الربع قرن حينما فجرت مفاجأة مدوية بقولها إن عبدالحليم كان أول من ارتبطت به اولا ومن ثم بالمخرج صلاح كريم الذي أعلنت زواجها منه في العام 1966 وقيل ضمن ما قيل وقتها أنها قصدت بهذا الرد على حسين عثمان بشكل عملي وقالت وقتها إنها تعرفت على صلاح كريم أثناء تصوير فيلم »ليلة الزفاف« بشاطئ المعمورة بالإسكندرية وتم الزواج على يد مأزون الدقي واستمر زواجهما لمدة عامين فقط, إذ تم الانفصال بينهما في الصيف, في هدوء شديد وقتها ورفض الاثنان الإفصاح عن الأسباب التي أدت إلى وقوع ابغض الحلال بينهما.
وبعد وقوع هذا الانفصال أعلنت سعاد حسني أنها قررت التفرغ بشكل كامل لعملها الفني والتركيز فيه, إلا أن هذا الأمر لم يطل كثيرا وذلك بعد أن دخل حياتها المخرج اللامع والمميز علي بدرخان لتعلن ارتباطها به فعليا في العام 1969ويعد هذا الارتباط أطول زيجة بالنسبة لها حيث استمر زواجهما عشرة أعوام كاملة قدما خلالها الكثير من الأفلام السينمائية الكبيرة والناجحة مثل »الحب الذي كان« العام 1973, و»الكرنك« العام 1974 و»شفيقة ومتولي« العام 1975, وكان آخر فيلم جمعهما سويا قبل وقوع الطلاق هو فيلم »أهل القمة« العام 1979 وانفصلا عقب الانتهاء من تصويره مباشرة.

شائعات
وتناثرت الشائعات حولها في هذا التوقيت مع الممثل الوسيم حسين فهمي وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققاه سويا في أكثر من فيلم سينمائي ناجح أبرزها »خلي بالك من زوزو« و»أميرة حبي أنا« ثم فيلم »موعد على العشاء«, حيث تسربت صورة لهما وهما يرتديان ملابس الزفاف وكانت ضمن أحداث الفيلم ونشرتها بعض المجلات دون الإشارة إلى أنها من الفيلم, فتضاعفت الشائعات هنا وهناك حولهما إلا أن سعاد قامت بالرد عليها بشكل عملي بإعلان زواجها من المخرج الشاب في ذلك الوقت زكي فطين عبدالوهاب نجل المخرج الكبير الراحل فطين عبدالوهاب والفنانة الكبيرة ليلى مراد التي باركت هذا الزواج ولم تعترض عليه كما قيل وتردد وقتها أن هذا الزواج أيضا لم يكتب له الاستمرار طويلا حيث وقع الانفصال في هدوء بعد شهور قليلة واتفقا الاثنان على استمرار الصداقة بينهما, وهو ما حدث بالفعل وبعد شهور قليلة من وقوع هذا الانفصال أعلنت السندريللا ارتباطها برجل الاعمال المعروف محمد القزاز, وأيضا لم يكتب لهذا الزواج الدوام الطويل مثل معظم زيجاتها السابقة.

بعد ذلك ترددت شائعة عنيفة عن ارتباطها بالممثل الأسمر أحمد زكي الذي أصرت على وجوده معها في بداية مشواره مع النجومية في فيلم »شفيقة ومتولي« اقتناعا منها بموهبته ولرغبتها في تعويضه عما حدث معه حينما تم استبعاده من بطولة فيلم »الكرنك« حيث كان من المقرر أن يشاركها بطولته وليس نور الشريف إلا أن الشركة المنتجة للفيلم قامت باستبعاده ليس لشيء سوى أنه - أي زكي - ذو وجه أسمر وشعر مجعد, فوجدت الشركة أنه غير مناسب للدور وهو ما أثر عليه نفسيا لفترة طويلة حتى قدم مع السندريللا فيلم »شفيقة ومتولي« وبعد نضوجه فنيا رشحته للمشاركة بدور مؤثر ومهم في فيلم »موعد على العشاء« العام 1981 إخراج محمد خان, وبعد وصوله للنجومية المطلقة شاركها بطولة أفلامها الأخيرة »الدرجة الثالثة« و»الراعي والنساء« بالإضافة للمسلسل التلفزيوني الوحيد الذي قامت ببطولته »هو وهي«, وتضاعفت الشائعات حولهما أكثر وأكثر ما اثر - كما قيل - على علاقة أحمد زكي بزوجته هالة فؤاد أم ابنه الوحيد هيثم برغم تأكيد السندريللا في الكثير من أحاديثها على أن ما يربطها بزكي علاقة صداقة خاصة جدا لا يستطيع فهمها سواهما.

غير أن سعاد حسني أغلقت باب الشائعات التي طاردتها مع الفنان الاسمر بارتباطها بآخر أزواجها السيناريست ماهر عواد, حيث استمر زواجهما أكثر من عشر سنوات من عام 1989 حتى رحيلها في عام 2001.

الزواج السري
وكما ذكرنا ظن الكثيرون أن صلاح كريم كان هو الزوج الأول لسعاد حسني وظل هذا الاعتقاد سائدا سنوات طويلة حتى خرجت السندريللا عن صمتها لتعلن أن الزوج الأول لها ظل مجهولا قرابة الربع قرن حينما اعترفت على صفحات مجلة »صباح الخير« أمام الحصار العنيف الذي حاصرها به مفيد فوزي, فاعترفت أن زوجها الأول كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ, مشيرة الى أنها لفتت أنظاره حينما قامت ببطولة فيلم »حسن ونعيمة« وصارت تجمعهما صداقة قوية وحينما شرع في تنفيذ فيلم »البنات والصيف« وجد أنها أصلح ممثلة لتجسيد دور الفتاة المودرن, اتفق معها وظل يوجهها ويمنحها رعايته إلى أن جمعتهما رحلة طويلة من المغرب لإيطاليا لاسبانيا لسويسرا, وكان الزواج تم في بداية الرحلة بالمغرب وانفصلا عقب عودتهما إلى القاهرة العام 1966 وهو نفس العام الذي كتب فيه حسين عثمان جملته التي بدأنا بها موضوعنا وكانت هذه الرحلة أحد دوافعه للكتابة حيث فوجئ الجميع بسعاد تنفي بعد العودة كل الأخبار التي تطايرت من المغرب عن زواجها من حليم وظلت تنفي سنوات طويلة بالاتفاق مع حليم حيث تحول الزواج لصداقة, بعد هذا كان يتردد عليها في مسكنها بالزمالك ولم يكن يصطحب أحد معه وذلك لقرب المسكن الذي تقيم هي فيه من عمارة الزهراء التي يسكن بها, وفجرت سعاد حسني في هذا الوقت مفاجأة مدوية بقولها إن شاهدي عقد الزواج كانا يوسف وهبي الذي كان على قيد الحياة في هذا الوقت ولم يقم بالنفي, والشاهد الثاني على عقد الزواج هو محمد شبانة شقيق العندليب, وقالت إن الزواج تم عقب انتهاء حليم من الحفل الذي احياه في المغرب احتفالا بعيد ميلاد الملك الحسن وكانت سعاد هي التي قدمت صوت حليم إلى الجمهور على المسرح ثم طارا معا في رحلتهما الأوروبية بعد إتمام الزواج.

تقارير
وهنا يفرض السؤال نفسه: ما الأسباب التي أدت لوقوع الانفصال بهذا الشكل السريع بين العندليب والسندريللا على الرغم من قصة الحب العنيفة التي جمعهتما?
ففي الوقت الذي تم كشف النقاب فيه أن الموسيقار محمد عبدالوهاب بنفسه هو الذي تدخل لإنهاء الزواج وتردد أنه فعل ذلك خوفا من وقوع عبدالحليم تحت نفوذ ونجاح ومشاعر سعاد بعد أن دخلت العلاقة بينهما مرحلة الشراكة واعتباره أن حليم بوصفه نصفه الآخر إلى المستقبل وهو أيضا حنجرته إلى الأجيال الجديدة.

إلا أن التقارير التي ظهرت بعدها أكدت أن عبدالوهاب نجح في اقناع حليم لكونه كان يرى بوضوح ما يحدث في الكواليس بين رجال السياسة ونجمات الفن, وعلم أن تفاصيل العلاقة بين سعاد وحليم وصلت الى الاستخبارات بما في ذلك ما حدث في حفل عيد ميلاد الملك الحسن الثاني وتحول الأمر الى ملف بالصور في خزينة الأسرار بجهاز الاستخبارات بعناية رئيسه في ذلك الوقت صلاح نصر.
وهكذا صارت قصة الحب السرية مكشوفة بالصورة والموضوع وعليه توصيات وتأشيرات مسؤولي رجال الأمن, وبعد هذا الكلام الذي قاله عبدالوهاب تذكر عبدالحليم أنه كان في المقعد الخلفي لهما بالطائرة رجل صامت يرتدي نظارة سوداء وكلما تحركا كانت أصابعه تكتب تقارير لم يفهمها وقتها.
والسؤال هنا هو: لماذا تقف الأجهزة الأمنية ضد علاقة عاطفية بين فنان وفنانة بهذا الشكل?
الحقيقة بعينها هي التي كشفها عبدالوهاب لعبدالحليم أيضا وتتمثل في أن الأجهزة كانت تريد أن تحتفظ بسعاد حسني التي لعبت دورا بارزا في العلاقة بين نجوم الفن وكواليس السياسة »بلا قلب« وعبدالحليم الذي كان لسان حال السلطة »غنائيا« بلا مشاعر, فالفنان اذا أحب لابد أن يحب الفن وليس »الحب« ومن ثم فإن ارتباط النجم بالنجم عاطفيا يشبه زواج النار بالنار... أحدهما سيلتهم الآخر قبل النهاية.
وهكذا تم القضاء على علاقة سعاد بحليم ليس بإرادتهما ولكن بإرادة وقرار من سلطات الأمن.

علامات فارقة
هكذا سارت الحياة بالسندريللا الراحلة مع الأزواج الذين دخلوا حياتها, ولكن يبقى التساؤل: بمن تأثرت في مشوارها وخلال رحلتها الطويلة مع الحياة والفن?
هذا السؤال أجابت عنه سعاد بنفسها حينما أكدت أنها تأثرت بكل الرجال الذين دخلوا حياتها سواء بالصداقة أو الزواج غير أن هناك اثنين فقط -كما تقول- كانا علامتين فارقتين في مشوارها مع الحياة والفن وكما تقول: هما أكثر اثنين تأثرت بهما وأثرا في حياتي بأكملها, أولهما مكتشفها وصانع نجوميتها عبدالرحمن الخميسي وكان هذا العام 1957 حينما قام بتكثيف أنشطته في إلقاء المحاضرات في الكليات والأندية الأدبية والمدارس والكتابة للصحف بالإضافة للإخراج الإذاعي والمدرسي, والتقط سعاد من منزل زوج أمها عبدالمنعم حافظ بحي شبرا بالقاهرة عندما شاهد فتاة في عمر المراهقة وراح يترقبها بنظرات خاصة وتعرف على السيدة جوهرة والدة سعاد وراح يحدثها, وشعر أن وجهها يمكن تصويره من مختلف الزوايا كما أن صوتها يزفر بالتعبير ويحمل رنينا مميزا, كما أن قوامها يعتبر مثاليا, واتفق مع والديها على رعايتها وتدريبها على فن الإلقاء وأسند هذه المهمة لمدرس للغة العربية ضئيل الحجم كوميدي الملامح هو الممثل إبراهيم سعفان والشابة حديثة التخرج في كلية الآداب في هذا الوقت الفنانة انعام سالوسة وهكذا انقلبت حياتها 180 درجة وتعلقت أحلامها بالخميسي الذي وضع أقدامها على أول السلم بعد أن قام بتحويل حسن ونعيمة الى فيلم سينمائي من إخراج بركات وتحدى الجميع وأصر على إسناد البطولة المطلقة لها من أول فيلم, وكعادته شعر الخميسي بعد نجاحها ووضع أقدامها على أول سلم النجومية أن دوره انتهى فقرر تركها للمخرجين الآخرين دون أن يحجر عليها كما يفعل البعض.

إنسانية صلاح جاهين
وبعد أن تجاوزت سعاد مرحلة الشهرة والنجومية ظهر في حياتها رجل آخر كان له دور خطير ومؤثر انه الشاعر الكبير صلاح جاهين الذي قام كما تقول سعاد بإعادة تشكيل عقلها من جديد وأعاد صياغة وجدانها بشكل مختلف, فتأثرت به إنسانيا وفنيا وأصبح الصديق الأقرب لقلبها, فمعظم قراراتها كانت تنبع من نصائحه لها, بل لم تكن تتخذ قرارا من دون الرجوع اليه, ولذا أصبح يمثل بالنسبة لها كل شيء, ويوم وفاة صلاح جاهين, قالت سعاد حسني جملتها المشهورة: »أعتقد أنه ليس في مقدوري الآن الحياة أو الاستمرار بنفس الشكل فقد استفدت دروسا سرت في شراييني وأعتقد أن الدرس انتهي الآن.. فعلاقتي بصلاح جاهين أقوى وأعمق من ان أحددها في مجموعة كلمات حيث كان بالنسبة لي الأستاذ والمعلم«.
وبخلاف هذين الاثنين, اشارت الى أن الكاتب الكبير كامل الشناوي كان من أكثر الرجال الذين تأثرت بهم واستفادت منهم الكثير, وكان - كما تقول سعاد: »شجرة أحب الجلوس أسفل ظلالها, تعلمت منه الكثير من الأشياء وفي مقدمتها.. أن الإنسان يفهم ثم يقرر.. يعني عملية التفكير ضرورية وتعلمت منه أيضا أن الفن في حاجة إلى الإخلاص, إخلاص من نوع نادر لكونه فوق أي مغريات حياتية«.
وقولها: »فيه خيط من الوصال بين كامل بك الشناوي وصلاح جاهين«.

غرفة نوم واحدة
هكذا عاشت سعاد حسني وهكذا مضت بها الحياة فكان من الطبيعي أن يسعى منتجون ومخرجون آخرون لتقديم أعمال فنية عنها, فخرج إلى النور مسلسل »السندريللا« لمنى زكى قبل عامين ولكون المسلسل تم إعداده بشكل سريع فلم يقل كل شيء ولم يحقق النجاح الذي كان يليق باسم ومكانة سعاد حسني, وبرغم انه لم يقل كل شيء إلا أنه واجه الكثير من الأزمات سواء من قبل ورثتها أو من قبل زوجها علي بدرخان, الذي جن جنونه فقام بفتح النار على الشركة المنتجة للمسلسل بسبب ما جاء فيه ويتعلق بإصرارها على ان تحتفظ بغرفة نوم واحدة في حياتها, فكل الرجال الذين ارتبطت بهم كانت تصر على ان يكون زواجها منهم في غرفة نومها وفي نفس الفراش من دون تغيير وكانوا يوافقون على هذا الطلب, وهو ما أثار غضب بدرخان, برغم تأكيد ممدوح الليثي منتج العمل ومؤلفه على أن لديه وثائق ومستندات وتصريحات تؤكد هذا الإصرار.