المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشفاعة وتطهير المذنبين



جاسم البصري
07-15-2008, 12:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



إن الشفاعة من الأصول التي أكدتها وصرحت بها الآيات القرآنية والأحاديث الإسلامية وقد أطبقت جميع الفرق والمذاهب الاسلاميةعلى التسليم بها باعتبارها أصلا من الأصول الإسلامية المسلمة والقطعية وان حقيقة الشفاعة هي :
إن أولياء الله الصالحين لمنزلتهم وقربهم من الله تعالى يطلبون منه سبحانه وتعالى وتحت شروط خاصة التجاوز عن ذنوب المذنبين وتقصيرهم .
ولا ريب إن أولياء الله لا يشفعون لمطلق المذنبين بل يشفعون لتلك الطائفة من المذنبين الذين حافظوا على الآصرة والعلاقة الإيمانية ولم يقطعوا علاقتهم الإيمانية والروحية بالله تعالى من جهة وبالشفعاء من جهة أخرى
وبعبارة أخرى أنهم من ناحية الكمال الروحي لم يصلوا إلى حد السقوط الكامل ولم يفقدوا طاقة الدفع والرفع الروحي كما لم يفقدوا إمكانية التحول والتبدل من إنسان مرتكب لبعض الذنوب إلى إنسان طاهر وزكي .
ولقد ترسخت عقيدة الشفاعة في أوساط المسلمين الى حد يدركها الجاهل فضلا عن العالم والمفكر فلو سالت الجميع عنها لأجابوك بدون أي تردد بأنها من العقائد الإسلامية المسلمة بل تجد وبصورة دائمة إن الجميع يشيرون في ادعيتهم ومناجاتهم إلى الشفعاء الحقيقيين وعلى اقل تقدير تجد الجميع ينادون ربهم في خصوص النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله ) [ اللهم اجعله شافعاً ومشفعاً ] أو قولهم [ وابعثه اللهم المقام المحمود ]









** جريان الفيض الإلهي عن طريق الشفعاء

إن نظام الخلق قائم على أساس قانون العلية والمعلولية وان الحاجات والمتطلبات المادية للإنسان إنما تتوفر من خلال هذا الطريق حيث جعل الله سبحانه وتعالى في العلل والأسباب المادية القدرة على تلبية تلك المتطلبات وسد تلك الحاجات هذا في الأمور المادية وإما الفيض المعنوي فهو الأخر ليس بخارج عن هذا القانون الإلهي العام فالهداية والإرشاد والعفو والمغفرة من الفيوض الإلهية التي تخضع للقانون المذكور فعلى سبيل المثال : لقد تعلقت الإرادة الإلهية بان تكون إفاضة الهداية في العالم على الإنسان عن طريق الأنبياء لان الأنبياء هم الذين تنحصر فيهم الجدارة واللياقة في تلقي الخطاب المباشر من قبله سبحانه .
وعلى هذا الأساس لا مانع من القول : إن المغفرة والرحمة الإلهية في عالم الآخرة هي الأخرى خاضعة لنفس القانون بمعنى إيصال الرحمة والعفو والمغفرة والتجاوز عن المذنبين الذين يليق بهم إن يشملهم العفو والمغفرة الإلهية عن طريق الأرواح الطاهرة والنفوس الزكية شبيه ما كان من أمر الهداية والإرشاد في الحياة الدنيا فكما كانت الهداية تفاض عن طريق الأنبياء فمنها تفاض الرحمة عن طريقهم أيضا .
صحيح إن هذا الفيض من الممكن إن يفاض على المذنبين في الآخرة بصورة مباشرة ومن دون وساطة ولكن شاءت الإرادة الإلهية الحكيمة وتعلقت بان يكون الفيض المعنوي في عالم الآخرة مثل عالم الدنيا يمر عبر قانون الأسباب والمسببات وعلى يد إفراد خاصين لان أولياء الله وعباده الصالحين والملائكة والمقربين وحملة العرش كل هؤلاء قد بذلوا عمرا في طاعته سبحانه وخطوا خطوات واسعة في طريق العبودية والتذلل والخشوع له سبحانه استحقوا خلالها التكريم والاحترام , ولا ريب إن احد مظاهر التكريم والاحترام لهم تمثل في قبول دعائهم تحت شروط خاصة في حق المذنبين والمقصرين من عباد الله .
ومن الواضح إن القول بالشفاعة لا يعني إن أولياء الله يشفعون من دون قيد اوشرط وبلا رعاية أية ضابطة أو قانون وكذلك لا يعني القول بالشفاعة يملكون مقام الشفاعة بالذات بل إن زمام الأمور يوم القيامة بيده سبحانه ووصف ( مالك يوم الدين ) من مختصاته سبحانه تعالى لا يشاركه فيه احد مهما كانت منزلته , نعم إن المالك المطلق إذن لاولياءه من ذوي المنزلة والمقام والقرب منه بالقيام بذلك الفعل والتصرف اعني الشفاعة .

الخطيب
07-15-2008, 01:06 AM
بارك الله بك اخي على هذا الطرح الجيدفالنواب شدوا الاحزمة لمحاربة مولانا علي