مجاهدون
08-04-2004, 01:04 PM
http://www.asharqalawsat.com/2004/08/04/images/religion.248332.jpg
شدد المفكر الألماني المسلم مراد هوفمان على ضرورة الاهتمام بالعلوم التطبيقية في مناهج التعليم بالأزهر، وأكد في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أثناء زيارة له حديثا للقاهرة على أن الهجمة الشرسة على الاسلام في الغرب وراءها فئات معينة لها مصالح خاصة سياسية في تشويه صورة الاسلام وإلصاق تهمة الارهاب به، كما تطرق الحوار الى قضايا أخرى.
* يتعرض الآن الاسلام الى حملة شرسة في الغرب واستغلال أي حدث ارهابي للزج باسم الاسلام وتصويره بانه دين يحث على الارهاب والعنف فما تعليقكم؟
ـ لا شك ان الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام حاليا نتيجة لقيام فئات معينة من أصحاب المصالح باستغلال أي حادث ارهابي والصاقه بالمسلمين والاسلام لتحقيق أهداف معينة، فهذا الاتهام يتسم بعدم الموضوعية، فلو كان من يدعون ان الاسلام حث على الارهاب موضوعيين فسوف يرون ان الارهاب موجود في كل بقاع العالم في اليابان وفرنسا واميركا وغيرها، وهو ارهاب ليس له علاقة بالاسلام ولا المسلمين، فالتساؤل المطروح هو لماذا اختاروا الاسلام بالذات بأنه هو الدين الذي يدعو الى الارهاب ولم يختاروا اليهودية رغم ما يحدث في فلسطين من أعمال ارهابية ضد الفلسطينيين العزل من قبل قوات اسرائيل. هذا يعني ببساطة ان السياسة المطبقة في الغرب هي سياسة الكيل بمكيالين، فهم يرون ان الاعمال التي يقوم بها المسلمون نابعة من الاسلام بينما يرون ان الاعمال التي يقوم بها المسيحيون أو اليهود لا تنسب الى معتقداتهم الدينية.
* يرى بعض المحللين ان الاسلام تأثر سلبيا بعد أحداث 11سبتمبر (أيلول) 2001 لكن هذا التأثير السلبي صاحبه تأثير ايجابي بمعنى أن هناك قطاعا كبيرا من الناس بدأوا يسعون الى التعرف على الاسلام فهل توافقون هذه الرؤية؟
ـ نعم كان هناك تأثير ايجابي لأنه قبل احداث 11سبتمبر كان عدد الراغبين في التعرف على الاسلام ضئيلا جدا وعندما وقعت الاحداث واتجهت أصابع الاتهام الى المسلمين والى عقيدتهم بدأ أناس كثيرون في التعرف على الاسلام وبعد اقتناعهم بأن الاسلام دين رحمة وعدل وتسامح اعتنقوا الاسلام وكان عدد الذين يعلنون الاسلام بالآلاف وليس بالعشرات كما كان قبل ذلك.
* ما رأيك فيما طرحته الولايات المتحدة وغيرها من مبادرات لاصلاح الأوضاع في العالم العربي والاسلامي والتي تضمنت تغيير المناهج في المدارس والجامعات؟
ـ المسلمون ليسوا في حاجة لمبادرات اميركا ولكن هم بحاجة للاصلاح النابع من ذاتهم مثل تغيير عقلية الاباء والأمهات وعقلية ونمط تفكير المدرسين في المدارس وبعدها يأتي دور الكتب المدرسية التي يجب أن تعلم الطلاب الابداع والتفكير لأن المناهج الحالية في الدول الاسلامية لا تشجع على الابداع أو البحث أو إعمال العقل، وبالتالي فإن ما أصاب المسلمين من تأخر هو نتيجة لتطبيقهم أنظمة تعليمية غير متقدمة لم تأخذ بالأسباب الحديثة للتقدم فنجد ان التوجه نحو تطوير المناهج الأدبية مثل الشعر والرواية فقط ولكن المسلمين لم يهتموا بالعلوم الطبيعية.
* بماذا تفسر حالة العداء التي يكنها الغرب للاسلام والتي ظهرت بصورة سافرة في هذه الآونة؟
ـ العداء للاسلام في الغرب له أسباب وجذور عميقة منذ أن نزل المسلمون اسبانيا ووصلوا الى المانيا وهنا قام المستشرقون ومعظمهم من رجال الكنيسة بنشر كتابات مغرضة ضد الاسلام واعتبروه مصدر تهديد للمسيحية وبالتالي اعتبر الغرب الاسلام مصدر تهديد، وذلك الانطباع تعزز بعد وقوع احداث 11 سبتمبر 2001، وازدات الحملة على الاسلام في الغرب وبدأ ينظر الغرب للاسلام على انه التطرف والارهاب وغياب الديمقراطية واقامة الحدود.
* ما تعليقك على ما يردده بعض المفكرين والفلاسفة في الولايات المتحدة ودول الغرب بأن الاضطرابات السائدة في العالم الآن هي نتيجة لارهاصات صراع الحضارات الذي قال به الاميركي صموئيل هنتنغتون؟
ـ الحضارات لا تتصادم بل تتعاون وتتكامل وتتفاعل ومعظم الكتاب والمفكرين في الغرب يعرفون ذلك بغض النظر عن نظرية الاميركي صموئيل هنتنغتون «صدام الحضارات» وعدم مصداقيتها وجداوها فالولايات المتحدة تحاول اختزال المصطلحات السياسية، فتصور الجهاد الاسلامي على انه يعني القتال فقط ولكن هذا اللفظ له مدلول واسع، فالانسان المسلم يقاوم نفسه ويحيا حياة أفضل مع الله وبالقانون وهذا جهاد النفس، فالاسلام يسمح للمسلم باستخدام القوة لكن للدفاع عن نفسه وليس للاعتداء أو ايذاء غيره وكذلك استخدام القوة لمناهضة أفعال غير مشروعة، وهذه حالة مقبولة تماما على المستوى الدولي والقانوني وكذلك مشروعة في الولايات المتحدة.
* لكن كيف يمكن للمسلمين أن يتمكنوا من تصحيح صورة الاسلام في الغرب؟
ـ للأسف المسلمون يستخدمون أساليب تقليدية لتصحيح صورة الاسلام مثل عقدهم للمؤتمرات المتكررة التي تدعو الى تصحيح صورة الاسلام بلا جدوى، ولكن يجب أن تكون هناك أساليب جديدة تقوم على العمل الجدي لأن عقد هذه المؤتمرات وإلقاء كلمات مكررة يعطي انطباعا بأن المسلمين يفتقدون موهبة الابداع، وأفضل طريقة لتصحيح صورة الاسلام هي تطبيق تعاليم الاسلام ومبادئه الصحيحة وليست ممارسة شعائره فقط لأن غير المسلمين عندما ينظرون الى السلوكيات الشاذة لبعض المسلمين يأخذونهم على أنهم هم المسلمون الحقيقيون وبالتالي يجب على المسلمين أن ينفتحوا على العالم وألا يحصروا الاسلام فقط في طقوس تمارس فحسب، كما يجب أن يطبقوا الاسلام قولا وعملا وان يظهروا خلق الاسلام وتسامحه وتعامله بالرحمة مع أصحاب الأديان الأخرى.
* يرى بعض المحللين السياسيين أن ما يحدث في العراق وافغانستان من جانب القوات الاميركية بأنه حرب صليبية على الاسلام كما ذكر الرئيس بوش في احدى خطبه عقب أحداث 11 سبتمبير 2001، فما تعليقك؟
ـ العدوان الاميركي والبريطاني على العراق لا يدخل تحت بند الحروب الصليبية أو الحرب الدينية، بل الواقع انها حرب اقتصادية الهدف منها فرض مزيد من الهيمنة والسيطرة على الاقتصادات العالمية ومنابع النفط الرئيسية في الشرق الأوسط والعالم، ولذلك نحن في المانيا عارضنا هذه التوجهات ومعظم دول أوروبا أدركت منذ اللحظة الأولى النوايا الاميركية للسيطرة على الشعوب الأخرى لأن ذلك يتعارض مع الدعوة لنشر السلام والأمن العالمي، لكن الولايات المتحدة تسعى لبسط همينتها ونفوذها خاصة بعد سقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق.
شدد المفكر الألماني المسلم مراد هوفمان على ضرورة الاهتمام بالعلوم التطبيقية في مناهج التعليم بالأزهر، وأكد في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أثناء زيارة له حديثا للقاهرة على أن الهجمة الشرسة على الاسلام في الغرب وراءها فئات معينة لها مصالح خاصة سياسية في تشويه صورة الاسلام وإلصاق تهمة الارهاب به، كما تطرق الحوار الى قضايا أخرى.
* يتعرض الآن الاسلام الى حملة شرسة في الغرب واستغلال أي حدث ارهابي للزج باسم الاسلام وتصويره بانه دين يحث على الارهاب والعنف فما تعليقكم؟
ـ لا شك ان الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام حاليا نتيجة لقيام فئات معينة من أصحاب المصالح باستغلال أي حادث ارهابي والصاقه بالمسلمين والاسلام لتحقيق أهداف معينة، فهذا الاتهام يتسم بعدم الموضوعية، فلو كان من يدعون ان الاسلام حث على الارهاب موضوعيين فسوف يرون ان الارهاب موجود في كل بقاع العالم في اليابان وفرنسا واميركا وغيرها، وهو ارهاب ليس له علاقة بالاسلام ولا المسلمين، فالتساؤل المطروح هو لماذا اختاروا الاسلام بالذات بأنه هو الدين الذي يدعو الى الارهاب ولم يختاروا اليهودية رغم ما يحدث في فلسطين من أعمال ارهابية ضد الفلسطينيين العزل من قبل قوات اسرائيل. هذا يعني ببساطة ان السياسة المطبقة في الغرب هي سياسة الكيل بمكيالين، فهم يرون ان الاعمال التي يقوم بها المسلمون نابعة من الاسلام بينما يرون ان الاعمال التي يقوم بها المسيحيون أو اليهود لا تنسب الى معتقداتهم الدينية.
* يرى بعض المحللين ان الاسلام تأثر سلبيا بعد أحداث 11سبتمبر (أيلول) 2001 لكن هذا التأثير السلبي صاحبه تأثير ايجابي بمعنى أن هناك قطاعا كبيرا من الناس بدأوا يسعون الى التعرف على الاسلام فهل توافقون هذه الرؤية؟
ـ نعم كان هناك تأثير ايجابي لأنه قبل احداث 11سبتمبر كان عدد الراغبين في التعرف على الاسلام ضئيلا جدا وعندما وقعت الاحداث واتجهت أصابع الاتهام الى المسلمين والى عقيدتهم بدأ أناس كثيرون في التعرف على الاسلام وبعد اقتناعهم بأن الاسلام دين رحمة وعدل وتسامح اعتنقوا الاسلام وكان عدد الذين يعلنون الاسلام بالآلاف وليس بالعشرات كما كان قبل ذلك.
* ما رأيك فيما طرحته الولايات المتحدة وغيرها من مبادرات لاصلاح الأوضاع في العالم العربي والاسلامي والتي تضمنت تغيير المناهج في المدارس والجامعات؟
ـ المسلمون ليسوا في حاجة لمبادرات اميركا ولكن هم بحاجة للاصلاح النابع من ذاتهم مثل تغيير عقلية الاباء والأمهات وعقلية ونمط تفكير المدرسين في المدارس وبعدها يأتي دور الكتب المدرسية التي يجب أن تعلم الطلاب الابداع والتفكير لأن المناهج الحالية في الدول الاسلامية لا تشجع على الابداع أو البحث أو إعمال العقل، وبالتالي فإن ما أصاب المسلمين من تأخر هو نتيجة لتطبيقهم أنظمة تعليمية غير متقدمة لم تأخذ بالأسباب الحديثة للتقدم فنجد ان التوجه نحو تطوير المناهج الأدبية مثل الشعر والرواية فقط ولكن المسلمين لم يهتموا بالعلوم الطبيعية.
* بماذا تفسر حالة العداء التي يكنها الغرب للاسلام والتي ظهرت بصورة سافرة في هذه الآونة؟
ـ العداء للاسلام في الغرب له أسباب وجذور عميقة منذ أن نزل المسلمون اسبانيا ووصلوا الى المانيا وهنا قام المستشرقون ومعظمهم من رجال الكنيسة بنشر كتابات مغرضة ضد الاسلام واعتبروه مصدر تهديد للمسيحية وبالتالي اعتبر الغرب الاسلام مصدر تهديد، وذلك الانطباع تعزز بعد وقوع احداث 11 سبتمبر 2001، وازدات الحملة على الاسلام في الغرب وبدأ ينظر الغرب للاسلام على انه التطرف والارهاب وغياب الديمقراطية واقامة الحدود.
* ما تعليقك على ما يردده بعض المفكرين والفلاسفة في الولايات المتحدة ودول الغرب بأن الاضطرابات السائدة في العالم الآن هي نتيجة لارهاصات صراع الحضارات الذي قال به الاميركي صموئيل هنتنغتون؟
ـ الحضارات لا تتصادم بل تتعاون وتتكامل وتتفاعل ومعظم الكتاب والمفكرين في الغرب يعرفون ذلك بغض النظر عن نظرية الاميركي صموئيل هنتنغتون «صدام الحضارات» وعدم مصداقيتها وجداوها فالولايات المتحدة تحاول اختزال المصطلحات السياسية، فتصور الجهاد الاسلامي على انه يعني القتال فقط ولكن هذا اللفظ له مدلول واسع، فالانسان المسلم يقاوم نفسه ويحيا حياة أفضل مع الله وبالقانون وهذا جهاد النفس، فالاسلام يسمح للمسلم باستخدام القوة لكن للدفاع عن نفسه وليس للاعتداء أو ايذاء غيره وكذلك استخدام القوة لمناهضة أفعال غير مشروعة، وهذه حالة مقبولة تماما على المستوى الدولي والقانوني وكذلك مشروعة في الولايات المتحدة.
* لكن كيف يمكن للمسلمين أن يتمكنوا من تصحيح صورة الاسلام في الغرب؟
ـ للأسف المسلمون يستخدمون أساليب تقليدية لتصحيح صورة الاسلام مثل عقدهم للمؤتمرات المتكررة التي تدعو الى تصحيح صورة الاسلام بلا جدوى، ولكن يجب أن تكون هناك أساليب جديدة تقوم على العمل الجدي لأن عقد هذه المؤتمرات وإلقاء كلمات مكررة يعطي انطباعا بأن المسلمين يفتقدون موهبة الابداع، وأفضل طريقة لتصحيح صورة الاسلام هي تطبيق تعاليم الاسلام ومبادئه الصحيحة وليست ممارسة شعائره فقط لأن غير المسلمين عندما ينظرون الى السلوكيات الشاذة لبعض المسلمين يأخذونهم على أنهم هم المسلمون الحقيقيون وبالتالي يجب على المسلمين أن ينفتحوا على العالم وألا يحصروا الاسلام فقط في طقوس تمارس فحسب، كما يجب أن يطبقوا الاسلام قولا وعملا وان يظهروا خلق الاسلام وتسامحه وتعامله بالرحمة مع أصحاب الأديان الأخرى.
* يرى بعض المحللين السياسيين أن ما يحدث في العراق وافغانستان من جانب القوات الاميركية بأنه حرب صليبية على الاسلام كما ذكر الرئيس بوش في احدى خطبه عقب أحداث 11 سبتمبير 2001، فما تعليقك؟
ـ العدوان الاميركي والبريطاني على العراق لا يدخل تحت بند الحروب الصليبية أو الحرب الدينية، بل الواقع انها حرب اقتصادية الهدف منها فرض مزيد من الهيمنة والسيطرة على الاقتصادات العالمية ومنابع النفط الرئيسية في الشرق الأوسط والعالم، ولذلك نحن في المانيا عارضنا هذه التوجهات ومعظم دول أوروبا أدركت منذ اللحظة الأولى النوايا الاميركية للسيطرة على الشعوب الأخرى لأن ذلك يتعارض مع الدعوة لنشر السلام والأمن العالمي، لكن الولايات المتحدة تسعى لبسط همينتها ونفوذها خاصة بعد سقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق.