المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضيع جاسم البصري عن الاسلام والنبي والخلافة والعقائد والزهراء



جاسم البصري
06-27-2008, 12:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مسائل في عقائدنا


س1/من الذي فرض علينا التفكير؟.العقل أم الشرع؟
ج/ العقل الذي فرض علينا التفكير في خلق الله تعالى والتأمل في صنعه، كما أن العقل هو الذي فرض علينا الحكم بطاعة الله تعالى ولزوم امتثال أوامره ،والعقل فرض علينا النظر في دعوة النبوة وفي معجزة كل نبي والعقل فرض علينا أن نفحص ونتأمل في أصول الدين الخمسة والتي لا يجوز فيها التقليد وهي
(التوحيد – النبوة – الإمامة – المعاد – العدل ) وبعد كل ذلك جاء الشارع المقدس ماضيا ومؤيدا لحكم العقل
س2/ ما هي فروع الدين وماهو تكليفنا اتجاهها ؟.
ج / فروع الدين هي (الصلاة – الصيام – الحج – الزكاة – (الخمس)- الأمر بالمعروف – والنهي عن المنكر- مولاة أهل البيت – البراءة من أعدائهم – الجهاد في سبيل الله )
وهذه الفروع تكليفنا تجاهها هو إن نقلد المرجع الجامع للشرائط الأعلم لمعرفتها
س3 / ما هو الاجتهاد؟ وأين يكون ؟ وما هو نوع وجوبه ؟
ج / الاجتهاد هو استخراج الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية (القرآن – الأحاديث – الإجماع – العقل ) يكون الاجتهاد في الفروع وليس في الأصول.
نوع وجوب الاجتهاد كفائي بمعنى إذا تصدى الفرد سقط عن الآخرين .
س4 / ما هو المجتهد وما هي صلاحيته ؟.
ج / هو الذي يتصدى لاستخراج الأحكام من الأدلة التفصيلية
والمجتهد لا يكون مجتهداً الاان يكون جامعاً للشرائط ومنها (العقل – الأيمان – العدالة – الحياة - طهارة المولد - البلوغ – الاجتهاد – الاعلمية)
صلاحيته :- يكون له ماللامام من صلاحيات وله حق الفتوى والولاية العامة وله أقامة الحدود والتعزيرات وهو نائب الإمام (عليه السلام )بالنيابة العامة .

س5 / ما هي عقيدتنا في الله تعالى ؟.
ج / نعتقد أن الله تعالى واحد لاشريك له ولا يحتاج إلى شريك ،ليس كمثله شيء ،نعتقد إن الله تعالى لا يتحرك ولا يزول ،نعتقد إن الله تعالى عليم حكيم عادل حي وهو على كل شيء قدير ،نعتقد إن الله تعالى ليس بجسم ولا شبيه له وليس له مكان ولا يحدد بمكان أوزمان وليس له ندّ ولا ضد جل جلاله الله تعالى.
س6 / ما هي عقيدتنا في التوحيد ؟
ج / يجب علينا التوحيد في جميع الجهات وهي ثلاثة،.
1- توحيد الله في ذاته ووجوده أي إن الله واحد بوجوده ولا شريك له
2- توحيد الله في صفاته أي إن صفات الله ومنها – العدالة - الرازقية - الرحمة – الخالقية – وغيرها هي عين ألذات المقدسة أي بمعنى ليس ألذات المقدسة منفصلة عن الصفات بل الصفات لاتنفصل عن ألذات المقدسة بحال بل صفاته عين ذاته وذاته عين صفاته .
3- يجب توحيد الله تعالى في العبادة بمعنى لا يجوز عبادته وعبادة غيره في نفس الوقت .
س7 / ما هي عقيدتنا في صفات الله تعالى ؟.
ج / نعتقد أن الصفات مختلفة بالمعنى والمفهوم لا بالحقيقة والوجود .ونعتقد أن صفاته عين ذاته وليس زائدة على ألذات المقدسة
س8 / لماذا نقول الصفات هي نفس ألذات المقدسة وغير منفصلة عنه
ج / لان لو قلنا الصفات زائدة على ألذات المقدسة لأصبح تعدد الرب وهذا مستحيل وغير صحيح وغير جائز .
س9 / ما هي عقيدتنا بعدالة الله تعالى علما أن العدالة هي صفة من صفاته جل جلاله كما نقرأ.
ج / نعتقد إن الله تعالى عادل لا يظلم ولا يكلف الناس خارج عن قدرتهم ،وانه يثيب المطيعين ويعاقب العاصين ، لان الله تعالى غير محتاج وليس فيه نقص حتى يظلم وهو سبحانه محض الكمال والكامل المطلق .
س10/ما هي عقيدتنا في التكليف ؟.
ج /
أ- نعتقد إن الله تعالى لا يكلف العباد بأمر معين حتى يبعث لهم الحجة والدليل .
ب- نعتقد إن الله تعالى يكلف العباد حسب طاقتهم واستطاعتهم ومقدرتهم وليس أكثر من ذلك .
حـ- نعتقد إن الله تعالى لابد أن يشرع لعباده الأحكام ويبيّن لهم طرق الهداية ويهديهم إليها ، ونعتقد إن الله تعالى لابد أن يبيّن لعباده طرق الفساد ويمنعهم عنها حتى لو عرف وعلم الله تعالى أن عباده لا يطيعونه بل يعصونه لان ذلك لطف ورحمة منه تعالى .
وهو الذي لا تنفعه طاعة المطيعين ولا تضره معصية العاصين

س11/ ماهي عقيدتنا في القضاء والقدر.
ج/عقيدتنا فيه هي أمر بين أمرين ،إي إن الله تعالى لا يجبرنا على فعل المعصية أو الطاعة بل نفعل ذلك بإرادتنا، وكذلك نعتقد إننا مهما كنا مسيرين غير مجبرين فأننا نبقى تحت سلطانه سبحانه وتعالى بمعنى إننا تحت قدرته وقيمومته سبحانه.
س12/ ما معنى لاجبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين .
ج/ معنى ذلك أن أفعالنا من جهة هي أفعالنا ونحن أسبابها الطبيعية،ومن جهة أخرى تكون أفعالنا مقدورة لله تعالى وداخلة في سلطانه غير خارجه عنه سبحانه وتعالى.
س13/ ماهي عقيدتنا في البداء .
ج/ نعتقد إن الله تعالى عندما يريد أن يفعل شياً أو يصدر أمراً، أو يأمر نبيه بشيء فيه مصلحة(ما) ثم سبحانه يغير ذلك الأمر فهو سبحانه يعلم مسبقاً وقبل التغير أنه سيغير ألأمر بمعنى يبدي رأيه ثم يقول لنبيه أتركه ولا تفعل وذلك معنى الآية الكريمة(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ).
س14/ماهي عقيدتنا في إحكام الدين .
ج/ نعتقد إن الله سبحانه جعل أحكامه توافق مصلحة العباد ،بمعنى أن الشي الذي فيه مصلحة كبيرة وعظيمة جعله سبحانه وتعالى واجباً( الصلاة –الصيام-الحج.........) ،والذي فيه مفسدة ومضرة كبيرة جعله حراماً( الزنا- شرب الخمر.........) ،والفعل الذي فيه فائدة قليلة جعله مستحباً والذي فيه مضرة قليلة جعله مكروهاً مثل (الحركة في الصلاة) وغيرها وهذا من عدل الله ولطفه بعباد ه بأن يكون في كل حدث وواقعة حكم لله تعالى .
س15/ ماهي عقيدتنا في النبوة .
ج/1- نعتقد أن النبوة بأختيار الله وتنصيبه.
2- نعتقد أن الناس ليس لهم الحق في تنصيب النبي .
3- نعتقد إن الله بعدله ولطفه بعباده لابد أن يبعث بين الناس نبي يرشد الناس إلى ما هو خيرهم وينهاهم عما فيه مفسدة لهم .
س 16/ مامعنى أن النبوة من لطف الله بعباده.
ج/ معنى ذلك أن النفس الانسانية منذ أن خلقت فهي مجبلةعلى حب الخير والتسلط والغلبة وحب الغرائز والشهوات وفي مقابل ذلك الله تعالى أودع في الانسان العقل الذي يهديه ويرشده الى ماهو خير وعلى هذا الاساس يبقى الصراع ساريا ًبين النفس وجنودها وماتشتهي وبين العقل وجنوده وهنا الانسان بمفرده يصعب عليه أن يحدد مافي الحياة من شي ينفعه أويضره ،
فهنا اقتضى الحال من الله تعالى ان يبعث في الناس نبياً أو رسولا رحمة من الله ولطفاً من الله للناس يرشد الناس ويبين لهم الصلاح والخير من الفساد والشر ويرشد الناس ( أي النبي )الى الخير والصلاح وينهي عن الفساد والشر .

جاسم البصري
06-27-2008, 12:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد
في فضل الانتظار والمنتظرين ، خلال عصر الغيبة الكبرى ... والصابرين على البأساء في عهد الفتن والانحراف .
وننطلق إلى الكلام في ذلك من ناحيتين :

الناحية الأولى :

فيما تقتضيه القواعد العامة الاسلاميةمن ذلك :
يقوم الفرد المسلم المخلص في عصر الغيبة الكبرى بعدة مهام إسلامية ، لها أكبر الفضل وأعظم الأثر في تربية الفرد وتكامله ، وقربه من تعاليم ربه ورضاه .ويفضل في ذلك – احياناً – حتى على عصر النبوة وعصر الظهور. وتتلخص تلك المهام في عدة أمور :

الأمر الأول :

الإيمان بالغيب . فان الفرد المسلم في هذا العصر ، يختلف حاله عن المسلمين في عهد النبي (ص) من حيث وضحوح الاعتقاد بالعقائد الاسلامية ، وقربها إلى الحس ، طبقاً لما يميل إليه البشر من ميلهم إلى شهادة الحس وانشدادهم إلى الزمان والمكان .

صفحة (363)

وقد كان هذا موفراً في عهد النبي (ص) ، حين كان هو (ص) الذي يمارس الدعوة الاسلاميةبيده ، فتتوفر على يده العديد من المزايا التي لا يمكن أن يوجد مجموعها في أي عصر آخر .

المزية الأولى :

قوة الاقناع الناتجة مما له من الثقافة الالهية العالية ... وما له من الهيبة في نفوس المسلمين .

المزية الثانية :

تلقى الوحي من الله عز وجل ، في القرآن وغيره .حتى لكأن الفرد الاعتيادي آنذاك ، يحس بأثر تعاليم الوحي في حياته العملية ، وتطبقها ف يمجتمعه الذي يعيشه ،ويحس بما يستجد من تعاليم وتوجيهات ... وبما ينزل من قرآنمبشراً ومنذراً ومعلماً ومهدداً .

المزية الثالثة :

العدل الشامل الذي ساد الدولة الاسلامية في عصره (ص) ... ذلكالعدل الذي أعطى الدليل التاريخي الحاسم على مر العصور ، وإلى يوم الظهور الموعود ... على نجاح التجربة الاسلامية في مجال التطبيق .

المزية الرابعة :

النص المؤزر المستمر الذي كان يناله الجيش الاسلامي بقيادته (ص) ، مما لا يمكن أن يخطر على بال ، بحسب التخطيطات العسكرية المعروفة يؤمئذ ... بل في كل عصر ، مع حفظ النسبة بين الجيشين المتحاربين عدة وعدداً . وذلك نتيجة للتوفيق الالهي الذي كان يحالفه في غزواته ، كما نطق به التنزيل ، ودلت عليه التجربة التاريخية .

صفحة (364)

المزية الخامسة :

شخصيته (ص) من حيث كونه المثل الأعلى للخلق الاسلامي الرفيع . فقد طبق على نفسه التعاليم التي جاء به بدقة وإخلاص ، فكان مثلا ًيحتذى وقدوة للورى وكمالاً إنسانياً عالياً ، حتى نطق التنزيل بالاعجاب به وتأييده بقوله عز من قائل : ﴿ وأنك لعلى خلق عظيم ﴾(1) .

إلى غير ذلك من المميزات التي لا شك أن لها الأثر البالغ العميق في تقريب الفرد من الايمان وإيضاحه له وترسيخه في نفسه ... حتى أنه ليكاد يرى جميع العقائد والمفاهيم التي يبشر بها النبي (ص) حسية جلية واضحة للعيان ، بالرغم من كونها أموراً فكرية أو ميتافيزيقية .

ورغم هذا الوضوح ، فقد مدح الله تعالى : ﴿ الدين يؤمنون بالغيب ﴾(2) و ﴿الذين يخشون ربهم بالغيب﴾(3) ، وأثنى عليهم في عدد من مواضيع كتابه الكبير .

وسيتوفر مثل هذا الوضوح ، في تطبيق آخر لهذه المميزات العديدة ، ما عدا الوحي ، في القائد الاسلامي العالمي الجديد ، المهدي (ع) الذي سيتكفل إيضاح الدعوة الاسلامية وتطبيقها على البشر أجمعين .

إلا أن شيئاً من هذه المميزات ، لا يكاد يوجد في عصر الغيبة الكبرى ، عصر الفتن والانحراف . ومن هنا ، كان الإيمان بالعقائد الاسلامية بالنسبة إلى الفرد الاعتيادي ، أبعد عن الحس ، يحتاج إلى صدر أرحب ووجدان أخصب وتعب ف يالفحص والتفكير أكثر ... خاصة بعد الحكم الاسلامي ، وتأكيد القرآن على عدم جواز التقليد في العقيدة ، وشجب اتباع الاباء والمربين بدون برهان ، بل لا بد للفرد أن يأخذ بزمام عقيدته بنفسه ويومن بها عن الوعي واقتناع .
________________
(1) القلم ك 68/4 . (2) البقرة : 2/3 . (3) الأنبياء : 21/49 . والملك : 67/12 ، وفاطر : 35/18 .

صفحة (365)

ومن المعلوم أنه كلما حصل العناء في سبيل العقيدة الالهية ، أكثر ، واستلزم الايمان تضحية أكبر ... وكانت النتائج صحيحة صالحة ... كان ذلك موجباً للكمال البشري والقرب الالهي بشكل أكبر وأعظم .
وهذا المعنى بالذات ، من جملة حلقات التخطيط الالهي لتربية الأفراد المخلصين الممحصين في عصر الفتن والانحراف . وسنوضح ذلك بعد قليل .
المصدر موسوعة الإمام المهدي"عليه السلام" للسيد الشهيد محمد الصدر "قدس سره الشريف"


التوقيع

العجل العجل يا مولاي ياصاحب الزمان أدركنا

جاسم البصري
07-01-2008, 03:47 PM
معنى الخلافة
الخلافة لغة هي ما يجئ من بعد، كأن يقال: هو خلف صدق من أبيه.
وتأتي بمعنى النيابة عن الغير كما في الآية الكريمة: (اخلفني في قومي) [ الأعراف / 142 ].
وأما الخلافة اصطلاحاً فقد ذكرت في القرآن لتعبر عن مفهوم في غاية السمو والرفعة وهو اصطفاء الله سبحانه وتعالى من ينوب عنه، ويقوم مقامه في تحمل مسؤولية إعمار الأرض وتسخير مقدراتها وخيراتها، بل وكل ذرات الكون من أجل السير بالبشرية نحو سعادتها الحقيقية. والخلافة بهذا المعنى على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: استخلاف النوع الإنساني لتميزه عن باقي المخلوقات وعناصر الكون الأخرى من ملائكة، وجن، وحيوانات، ونباتات، وجمادات، كما في قوله تعالى:
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [ الإسراء / 70 ].
(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) [ الأحزاب / 72 ].
(هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره) [ فاطر / 39 ].
(ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون) [ الأعراف / 10 ].
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها...) [ البقرة / 30 ].

والاستخلاف في الآية الأخيرة، وكما هو في الآيات التي قبلها ليس لشخص آدم عليه السلام، وإنما للنوع الإنساني (بني آدم)، لأن آدم عليه السلام لم يكن مفسداً في الأرض، ولا سفاكاً للدماء، وكان ذكره في الآية الأخيرة بوصفه الإنسان الأول على هذه الأرض، والذي جعل على عاتقه مسؤولية خلافة الله في الأرض.
الدرجة الثانية: استخلاف قوم أو جماعة بشرية معينة من بين الأقوام أو الجماعات البشرية الأخرى، ولأن الاستخلاف أمانة إلهية، فإن القوم المستخلفين في حالة مخالفتهم لمقتضيات حمل هذه الأمانة، سيتلقون العقاب الإلهي، وتتحول الخلافة عنهم إلى قوم آخرين كما في قوله تعالى:
(إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء) [ الأنعام / 133 ].
(ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) [ يونس / 14 ].
(وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) [ محمد / 38 ].
ومن أمثلة هذا الاستبدال قوله تعالى بشأن قوم نوح:
(فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) [ يونس / 73 ]، وقوله تعالى بشأن قوم عاد: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح) [ الأعراف / 69 ]، وبشأن قوم ثمود: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح) [ الأعراف / 69 ]، وبشأن بني إسرائيل: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) [ البقرة / 122 ]، وبشأن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) [ البقرة / 144 ]، وبشأن الباقين الثابتين على الدين الحق: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) [ النور / 55 ].
الدرجة الثالثة: استخلاف قائد رباني لتميزه عن بقية أبناء قومه تكون خلافة الله متوجة فيه، ومصونة به من خطر الإفساد في الأرض، وسفك الدماء كما في قوله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ ص / 26 ].
(ليكون الرسول شهيداً عليكم) [ الحج / 78 ].
ولأن القوم المستخلفين هم ليسوا المالك الحقيقي لما استأمنوا عليه، وأنما هم خلفاء المالك الأصلي، وهو الله (جل وعلا)، فهم ليسوا مطلقي الحرية والتصرف كما شاؤوا بالإمكانات والسلطات الممنوحة إليهم، ودون قائد رباني، فإنهم سينحرفون تماماً عن الخط الإلهي المرسوم، لما تزخر به النفس الإنسانية من نزوات، وأطماع، وحب التسلط.
وهذه الدرجات الثلاث تمثل بمجموعها مفهوم الإسلام الأساس عن الخلافة، وهو يتلخص بإنابة النوع الإنساني في إعمار الأرض وإصلاحها ولكن بتميز أمة أو قوم يختارون (مع إمكانية استبدالهم) للدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على رأسهم قائد رباني يحكم الناس بالشريعة الإلهية.
وقد اشتهر إطلاق تسمية (الخلافة) عند المسلمين وصفاً للحكومات التي خلفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صالحها وفاسدها.

جاسم البصري
07-01-2008, 03:52 PM
عبادة الزهراء فاطمة(سلام الله عليها)
كانت فاطمة ابنة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) شابّةً، والشباب بشكل عام يحتاجون إلى النوم الذي يؤمِّن لهم القيام بأعمالهم على أفضل وجه، وبشكل عام ما يحتاجون إلى النوم أكثر من احتياج الشيوخ والشيبة إليه.
كانت الزهراء سلام الله عليها متعبةً، ويبدو عليها النصب فهي في النهار تعمل جُلَّ أعمال المنزل، بالإضافة إلى الاهتمام بالأطفال وما يلمهم في مجمل حياتهم اليومية.
وفي أحد الأيام، دخل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) إلى منزلها ليراها تغطّ في نومٍ عميق بينما كانت إحدى يديها على المطحنة "الرحى" والتي استعملتها طوال اليوم، ناهيك عن وجود أحد أولادها إلى جانبها، فجاء إليها ليوقظها ويقول لها: أيها العزيزة، تذوقي مرّ الدنيا من أجل حلاوة الآخرة.
كانت الزهراء البتول"عليها السلام" مُتعبة، فالمنزل يريد منها عمل، وتربية الأولاد يلزمها المتابعة والاهتمام، بالإضافة إلى ما يحتاجه الزوج.
لم يكن معها في البداية من يعينها على كلّ ذلك، وبعد أن تمّ لها ذلك، وجاءت خادمتها "فضّة" إلى الدار جاء إليها الرسول الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم) ليقول لها بأن هذه الخادمة هي إنسانة مثلها لذا ينبغي عليها أن تتعامل معها بلطف وأن تقتسم معها العمل يومٌ لها، ويوم لفضَّه.
وبالرغم من ذلك التقسيم كانت سلام الله عليها تئن من التعب، فالأعمال المنزلية ليست بالمسألة الهيّنة، والتزام تربية الأطفال والاعتناء بهم مسألة صعبة، بالإضافة إلى الاهتمام بحقوق الرجل ـ وسنتحدث عن ذلك في بحثنا القادم إنشاء الله ـ وهي الاخرى مسألة ترافقها مشاكلها الخاصة بها.
وبالرغم من كل تلك المشاغل والمسائل التي تنجزها الزهراء"عليها السلام" بشكل مرتّب، فهي تقوم في قلب الليل، في الوقت الذي تهجع فيه الأجساد إلى الراحة، للمناجاة، لذكر الله الذي ما بعده ذكر، فلا تعرف معنى للنوم، ولا للتعب، بل تقوم، وتقوم، وتقوم حتى تتورم رجلاها من كثرة القيام والوقوف عند باب الله الذي لا يردّ سائله.
ولقد نقلت بعض الروايات بأن الزهراء سلام الله عليها كانت تقف كثيراً عند عبارة "إياك نعبد وإياك نستعين" مما تسبب في ورم رجليها؛ وهذا ما نقل عن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) أيضاً.
إنهم كانوا يدعون الله تباركت أسماؤه في هدأة الليل، ويقولون له اللهم تقبّل منّا، وارض عنا، وارحمنا، ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنّا، هذا بعد أن كانوا يدعون للآخرين طويلاً، ثم يدعون لأنفسهم قليلاً.
وفي هذا الصدد نُقل عن الإمام الحسين"عليه السلام" أحد سبطي رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أنه كان يرى والدته فاطمة سلام الله عليها تدعو للجار بشكل خاص، وللمسلمين بشكل عام فقال لها بأنْ تدعو له أيضاً، فتجيبه أن الجار مقدَّمٌ علينا "الجارُ ثم الدار"(3).

جاسم البصري
07-01-2008, 11:56 PM
نفحاتُ الطيب في سيرة الحبيب

بسم الله الرحمن الرحيم
أن الله وملائكته يصلون على النبي يآأيها الذين أمنوا صلُّوا عليه وسلّموا تسليماً اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد .
على بركة الله وتستيدات صاحب العصر والزمان (عليه السلام) نفتتح هذا البحث الى مقام الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) ونقول لبيك يارسول الله .. لبيك ياحبيب الله .. لبيك يارحمة الله .. لبيك لبيك لبيك .. لبيك ياأشرف الخلق لبيك ... ، ويختص هذا البحث في أخلاق النبي الكريم (روحي فداه ) ويليه بحوث أخرى في صفاته ومعجزاته ......
الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه الكريم في قوله تعالى ((وأنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ )) وهذه أعلى مراتب الخطاب بوصفه الخُلُق الاعلى والاسمى وأن هذا الوصف لمقام الرسول الكريم لم يكن لأحدٍ غيره (سلام الله عليه) فتقدم به الرسول الكريم على سائرالأنبياء والمرسلين (سلام الله عليهم أجمعين) وهذا الخُلًق كان يمتاز به قبل البعثة حيث كان يلقب بالصادق الأمين، لماذا لايكون هكذا وهو الذي تخلق بأخلاق السماء التي تلقاها من الله سبحانه عن طريق الوحي ، وايضاً ((وأنك لعلى خُلُق عظيمٍ )) اي على دين عظيم وهو دين الأسلام وقيل معناه انك متخلق باخلاق الأسلام وعلى طبع كريم وحقيقة الخُلُق مايأخذُ به الأنسان عن الآداب وقيل سمي خُُُلُقاً عظيماً لأنه عاشر الخلق بخُلُقه وزايلهم بقلبه ، وقيل سمي خُلُقاً عظيماً لأجتماع مكارم الأخلاق فيه، ويعضده ماروي عنه (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) حيث قال ((انما بُعثتُ لأُتتم مكارم الأخلاق )) وقال أيضاً ((أدبني ربي فأحسن تأديبي (( وقال ((عليكم بُحسن الخُلُق فأن حسن الخُلُق في الجنة لامحالة وأياكم وسوء الخُلُق فان سوء الخُلُق في النار لامحالة)) ، ومن الأمور التي عانا منها (سلام الله عليه ) أيذائهُ قومهُ حيث كانوا يضربونه بالحجارة حتى تسيل الدماء منه وعندما يرجع الى بيته يدعوا لقومه (اللهم أغفرلهولاء القوم )، وبعد هذا الكلام أقول للذين تجرؤا على مقام الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) لماذا هذا العداء؟!! لماذا هذه العنجهية ؟!! لماذا هذا التعدي السافر؟!! ألم تدعون أنكم أصحاب حرية ودمقراطية ولايمكن التعدي على الغير، ولكن أنى لكم هذا فهو مجرد أساطيرواكاذيب ، وأن هذه الحملة الشعواء الصليبية البربرية على حبيبنا وحبيب آله العالمين ألاّ تسقيطاً للأسلام الحنيف ولنبيه المبعوث رحمة للعالمين فهي حملة ضالة مضلة فأنا لله وأنا اليه راجعون .
قال تعا لى (( تلك آياتُ الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديثٍ بعد الله وآياته يؤمنون * ويل لكل أفاكٍ أثيم * يسمعُ آياتُ الله تتلى عليه ثم يُصُّر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشرهُ بعذابٍ اليمٍ )) (صدق الله العلي العظيم )
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين المحمود الأحمد المصطفى الأمجد حبيبنا وحبيب آله العالمين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين .

جاسم البصري
07-03-2008, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الاسلام هو الذي يقود الحياة
نعتقد أن الدين عند الله الإسلام ، وهو الشريعة الإلهية الحقة التي هي خاتمة الشرايع وأكملها وأوفقها في سعادة البشر ، وأجمعها لمصالحهم في دنياهم وآخرتهم ، وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور لا تتغير ولا تتبدل ، وجامعة لجميع ما يحتاجه البشر من النظم الفردية والاجتماعية والسياسية .
ولما كانت خاتمة الشرايع ولا تنرقب شريعة أخرى تصلح هذا البشر المنغمس بالظلم والفساد ، فلا بد أن يأتي يوم يقوى فيه الدين الاسلامي فيشمل المعمورة بعدله وقوانينه .
ولو طبقت الشريعة الإسلامية بقوانينها في الأرض تطبيقا كاملا صحيحا ، لعم السلام بين البشر ، وتمت السعادة لهم ، وبلغوا أقصى ما يحلم به الانسان من الرفاه والعزة والسعة والدعة والخلق الفاضل ،
ولا نقشع الظلم من الدنيا وسادت المحبة والإخاء بين الناس أجمعين ولانمحى الفقر والفاقة من صفحة الوجود .
وإذا كنا نشاهد اليوم الحالة المخجلة والمزرية عند الذين يسمون أنفسهم بالمسلمين ، فلأن الدين الاسلامي في الحقيقة لم يطبق بنصه وروحه ، ابتداء من القرن الأول من عهودهم ، واستمرت الحال بنا - نحن الذين سمينا أنفسنا بالمسلمين - من شئ إلى أسوأ إلى يومنا هذا ، فلم يكن التمسك بالدين الاسلامي هو الذي جر على المسلمين هذا التأخر المشين ، بل بالعكس إن تمردهم على تعاليمه واستهانتهم بقوانينه وانتشار الظلم والعدوان فيهم من ملوكهم إلى صعاليكهم ومن خاصتهم إلى عامتهم ، هو الذي شل حركة تقدمهم وأضعف قوتهم وحطم معنوياتهم وجلب عليهم الويل والثبور ، فأهلكهم الله تعالى بذنوبهم ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، تلك سنة الله في خلقه ( إنه لا يفلح المجرمون ) ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) .
وكيف ينتظر من الدين أن ينتشل الأمة من وهدتها وهو عندها حبر على ورق لا يعمل بأقل القليل من تعاليمه .
إن الإيمان والأمانة والصدق والاخلاص وحسن المعاملة والإيثار وأن يجب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ، وأشباهها من أول أسس دين الإسلام ، والمسلمون قد ودعوها من قديم أيامهم إلى حيث نحن الآن . وكلما تقدم بهم الزمن وجدناهم أشتاتا وأحزابا وفرقا يتكالبون على الدنيا، ويتطاحنون على الخيال، ويكفر بعضهم بعضا بالآراء غير المفهومة أو الأمور التي لا تعنيهم ، فانشغلوا عن جوهر الدين وعن مصالحهم ومصالح مجتمعهم بأمثال النزاع في خلق القرآن والقول بالوعيد والرجعة وأن الجنة والنار مخلوقتان أو سيخلقان ، ونحو هذه
النزاعات التي أخذت منهم بالخناق وكفر بها بعضهم بعضا ، وهي إن دلت على شئ فإنما تدل على انحرافهم عن سنن الجادة المعبدة لهم ، إلى حيث الهلاك والفناء
وزاد الانحراف فيهم بتطاول الزمان حتى شملهم الجهل والضلال وانشغلوا بالتوافه والقشور ، وبالأتعاب والخرافات والمجادلات والمباهاة ، فوقعوا بالأخير في هاوية لا قعر والأوهام ، وبالحروب لها ، يوم تمكن الغرب المتيقظ العدو اللدود
للاسلام من أن يستعمر هذه البقاع المنتسبة إلى الإسلام وهي في غفلتها وغفوتها ، فيرمي بها في هذه الهوة السحيقة ، ولا يعلم إلا الله تعالى مداها ومنتهاها ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) .
ولا سبيل للمسلمين اليوم وبعد اليوم إلا أن يرجعوا إلى أنفسهم فيحاسبوها على تفريطهم ، وينهضوا إلى تهذيب أنفسهم والأجيال الآتية بتعاليم دينهم القويمة ، ليمحوا الظلم والجور من بينهم . وبذلك يتمكنون من أن ينجوا بأنفسهم من هذه الطامة العظمى ، ولا بد بعد ذلك أن يملؤا الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، كما وعدهم الله تعالى ورسوله وكما هو المترقب من دينهم الذي هو خاتمة الأديان ولا رجاء في صلاح الدنيا وإصلاحها بدونه .
ولا بد من إمام ينفي عن الإسلام ما علق فيه من أوهام وألصق فيه من بدع وضلالات ،
وينقذ البشر وينجيهم مما بلغوا إليه من فساد شامل وظلم دائم وعدوان مستمر واستهانة بالقيم الأخلاقية والأرواح البشرية . عجل الله فرجه وسهل مخرجه .



التوقيع

العجل العجل يا مولاي ياصاحب الزمان أدركنا