المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاومة أم مقامرة ؟ - مقاومة لصوص وصداميين ومختطفين وتكفيريين وقطاع طرق ؟



مجاهدون
08-03-2004, 04:24 PM
كتابات - علي الشــلاه

مع كل جريمة ينفذها الارهابيون القتلة ضد الشعب العراقي وبناه التحتية ترتفع اصوات التبرير الصفراء الباحثة عن مأتم للارتزاق منه أو فيه أو عنه أو عليه، والتي تقلب الحقائق والآيات كلها رأساً على عقب ، فتجعل القتلة أنبياء والضحايا مجرمين والمختطفين مناضلين والاطفال الذاهبين الى المدارس عملاء للاستعمار والصهيونية يجب قتلهم من أجل تحرير فلسطين والشيشان وسائر بلاد الله المحتلة.

فمنذ جريمة الزرقاوي وشركاؤه باغتيال السيد محمد باقر الحكيم دعوت دائماً الى عدم الاستغراق في التنظير والتبرير وقول الحقائق كما هي و كما لمسناها جميعاً لمس اليد دون مواربة ولا مجاملة ولا تبويس لحىً اعتدنا عليه من بعض الذين نحترم أولا نحترم فحقائق صراعنا مع الارهابيين تتلخص بالآتي..

لا يوجد في العراق اليوم اية مقاومة وطنية اطلاقاً الا تلك التي تقاوم الارهابيين لتحفظ حياة الناس الأبرياء، وان كل هؤلاء الذين يقتلون الشعب العراقي ، ونسمع صداهم المكبر أضعافاً في الاعلام العربي انما ينطلقون من أهداف غير وطنية وغير شريفة وبلا استثناء وبسوء نية او حسنها ، وان هذه الغايات والاهداف غالباً ما تأخذ صيغة الأواني المستطرقة التي تأتي على شكل الاناء الذي يحتويها ، والمؤسف ان هذا الاناء لم يعد دولة او نظاماً كما كان الحال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بل صار ذلك الاناء المعبر عنه تنظيمات ارهابية تكفيرية او عنصرية شوفينية او غوغاء طائفيين يدفعون لمن يقتل من يخالفهم في الفكر بدءً بالمسلمين وانتهاءً بالمسيحيين المسالمين الأحبة شركاء الوطن والمصير والمستقبل.

حتى صح القول ان بعض الانظمة العربية التي كنا نهاجم وننقد أشرف وأسمى بمئات المرات من هذه التنظيمات التي اختطفت الاسلام وتقتل المسلمين ، ولاتعدم مدافعاً من الباحثين عن دور او عن ثمن ليدافع عنها .

وعلى الرغم من هذا الاجرام الفاضح فقد كان رد الفعل المسيحي عراقياً أصيلاً شريفاً اخرس أزلام ابن لادن وابن خالته والزرقاوي والحمراوي والصفراوي وسائر المتلونين بألوان الحرباء ، وجمعيات العلماء الاميين التي تستنكر اجراء فحوصات طبية على مؤخرة صدام ، وتبرر كل العمليات الارهابية بعد سطر واحد من ادانتها بكلمة ( لكن ) لتبدأ بعدها جنجلوتية مكررة حاقدة صرنا نحفظفها عن ظهر قلب قناة
الجزيرة وأخواتها وبنياتها حديثات الولادة في بلاد الرافدين .

لقد كشف استهداف اهلنا من مسيحيي العراق كل الوجوه الكالحة المريضة وعرى ألسنة السوء والاجرام والطائفية ، فهاهي مقاومتهم الباسلة تقامر بالعراق ومستقبله وتقتل كل شريف هويته العراق وتنتمي الى كل ماهو خارج سياق الاخلاق والانسانية ، مقاومة لصوص وصداميين ومختطفين وتكفيريين وقطاع طرق .

هنيئاً للعراق الناهض من رماد عنقائه بهذه الدماء الطاهرة التي قدمها مسيحيوه مآخاةً لمسلميه ، لتكون كلمتهم العراقية هي الختام بعد ان كانت المبتدأ.في البدء كانت الكلمة وفي المنتهى يظل العراق .