بركان
07-01-2008, 06:13 AM
حمد نايف العنزي
hamadvision@hotmail.com
أمام الوزير أحمد باقر في الفترة المقبلة مهمة صعبة وسهلة في الوقت نفسه، ليثبت للجميع أن ما يقوله وما يعد به هو «حقيقة» واضحة وجلية وليست وهماً، فهي مهمة «سهلة»، لأن كل المطلوب منه هو تفعيل القوانين الموجودة لديه، لضبط الأسعار، كما أنها «صعبة» لأن المتضررين من تفعيل هذه القوانين لن يسكتوا، وسيشنون عليه حرباً لا هوادة فيها، فهل سينجح في مهمته هذه؟!
لكل منا طريقته في الحديث، التي تميزه عن الآخرين وتساعده على إيضاح أفكاره، فهناك من يتحدث بنبرة هادئة وصوت خفيض على الدوام، وهناك مَن هو دائم الانفعال والصراخ، حتى إن كان يتحدث في أتفه المواضيع ويخوض في أتعس النقاشات، وهناك مَن يحرك يديه يمنة ويسرة، أو يميل برأسه للأمام أو للخلف لضمان وصول المعنى الذي يريد الى سامعيه، وهناك من له «لزمة» أو «قافية» معروفة يشتهر بها، فهو يكررها باستمرار بين عبارة وأخرى، وبلا شعور منه في غالب الأحيان، وهي تضفي جمالية لحديثه عند بعضهم، وتجلب الملل و«المغثة» عند آخرين!
وقد اشتهر الكثير من الشخصيات المعروفة بهذه «اللزمات» المتكررة، التي تحمل دلالات واضحة على شخصية المتحدث، فهي غالباً ما تكون تعبيراً عن تشككه بفهم أو ذكاء أو وعي المستمع لحديثه، نذكر من هذه الشخصيات على سبيل المثال، المقبور صدام حسين الذي كان يكرر «لزمته» الاستفهامية الشهيرة «هاه؟» بعد كل جملة يقولها لمخاطبه، ذاك يجلس أمامه مرتجفاً، ويهز رأسه موافقاً على الدوام، وهو يقول: «نعم سيدي نعم»... حتى إن لم يفهم كلمة مما سمع!
وهناك أيضا الدكتور عبدالله النفيسي، الذي يسأل باستمرار من يستمع له «فهمت كيف؟»، وكأن لديه شعورا بأن ما قاله يصعب فهمه على الآخرين، ولذلك فهو يريد أن يتأكد من أنهم قد فهموا، قبل أن يستمر في حديثه!
مديري السابق في العمل، كان دائماً يُنهي أي عبارة في حديثه بـ«صج صج صج!»، مع أن أحدا لم يقل له إن كلامه «كذب كذب كذب»، فهو المدير، ومن أصول وآداب النفاق أن نصدق ما يقوله كله، حتى إن كان ما قاله لا يقبله عقل أو يوافقه منطق! وهناك زميل «لزمته» الدائمة هي كلمة «تصدق؟»، فما إن يتم عبارة من عباراته، حتى يسألني «تصدق؟» مع أنني ورب الكعبة مصدق لكل كلمة قالها، لكنها عقدة التكذيب المترسخة في أعماقه، والتي لا علاج لها، هي التي توحي له بأن أحداً لا يصدقه، وتجعله بلا وعي منه، يسأل باستمرار مَن يستمع له «تصدق؟»!
زميل آخر لا يتوقف عن تكرار كلمة «المهم» في بداية كل جملة، من دون سبب واضح، وكأنه يريد أن يقول لك إن ما ذكره من قبل كان «كلام فاضي»، وأن القادم هو المهم حقاً، وقد فسرتها، بأن صاحبنا يعاني عقدة التجاهل أو تسفيه رأيه، لأنه يلاحظ شيئاً من اللامبالاة أو التململ على وجوه مستمعيه، فيحاول الاعتذار عما ذكره من قبل، ويعدهم من خلال كلمة «المهم» بأن القادم هو الأحلى وهو الأجمل! صديق آخر، لديه شك واضح في فهم واستيعاب وذكاء سامعه، ولذلك تراه يكرر سؤاله له بين عبارة وأخرى «عرفت شلون؟!».
وزير التجارة الأخ الفاضل أحمد باقر، لاحظت عليه في الجلسة البرلمانية قبل الأخيرة، أنه يردد كثيراً أثناء حديثه كلمة «حقيقة»، فعلى سبيل المثال، لو كان الحديث عن زيادة الرواتب، فسوف يعبر عن رأيه بهذا الشكل: (نحن يا إخوان «حقيقة»، لا نريد أن ندغدغ مشاعر الناس ونتكسب انتخابيا على حساب المال العام «حقيقه»، وقد بذل الأخوة في اللجنة المالية البرلمانية، جزاهم الله خيرا، جهوداً كبيرة «حقيقة»، ومن غير المعقول أن يأتي بعدها الأخ مسلم البراك «حقيقة»، ويعترض على عمل اللجنة وأدائها ونزاهتها «حقيقة»)!، ومن الواضح لي أن السيد أحمد باقر، يشعر بأن هناك تشككاً كبيراً من بعض زملائه النواب حيال مصداقية ما يذكره من «حقائق»، ولذلك فهو يحاول أن يذكرهم باستمرار- من دون وعي منه- بأن ما يقوله لهم هو «حقيقة»، وليس وهماً كما يظنون!
أمام الوزير أحمد باقر في الفترة المقبلة مهمة صعبة وسهلة في الوقت نفسه، ليثبت للجميع أن ما يقوله وما يعد به هو «حقيقة» واضحة وجلية وليست وهماً، فهي مهمة «سهلة» لأن كل المطلوب منه هو تفعيل القوانين الموجودة لديه، لضبط الأسعار، وتشديد الرقابة على تجار الطمع والجشع، وزيادة وتنويع الدعم الحكومي للسلع الأساسية التي يحتاج اليها المواطن، ومنع الاحتكار، وإحالة المخالفين إلى النيابة العامة، كما أنها «صعبة» لأن المتضررين من تفعيل هذه القوانين لن يسكتوا، وسيشنون عليه حرباً لا هوادة فيها، فهل سينجح في مهمته هذه؟!
شخصياً، أشعر بتفاؤل، وأظن أنه سيقوم بعمل جيد، أفضل من سابقيه من الوزراء على الأقل، ورغم كثرة المشككين في قدرته على ذلك، فإنني على يقين بأن رجلاً يحوز ثقة الناخبين منذ بداية ترشحه لمجلس الأمة كنائب وبشكل دائم، لابد أن تكون لديه الكفاءة والقدرة على الإنجاز، ورغم الاختلاف معه في التوجه وفي كثير من الأمور، لكنني أرى أن لديه ما يعطيه في المرحلة المقبلة، وهذه ليست مجاملة، لكنها قناعة أتمنى أن تثبت الأيام صحتها، لتصبح «حقيقة»!
hamadvision@hotmail.com
أمام الوزير أحمد باقر في الفترة المقبلة مهمة صعبة وسهلة في الوقت نفسه، ليثبت للجميع أن ما يقوله وما يعد به هو «حقيقة» واضحة وجلية وليست وهماً، فهي مهمة «سهلة»، لأن كل المطلوب منه هو تفعيل القوانين الموجودة لديه، لضبط الأسعار، كما أنها «صعبة» لأن المتضررين من تفعيل هذه القوانين لن يسكتوا، وسيشنون عليه حرباً لا هوادة فيها، فهل سينجح في مهمته هذه؟!
لكل منا طريقته في الحديث، التي تميزه عن الآخرين وتساعده على إيضاح أفكاره، فهناك من يتحدث بنبرة هادئة وصوت خفيض على الدوام، وهناك مَن هو دائم الانفعال والصراخ، حتى إن كان يتحدث في أتفه المواضيع ويخوض في أتعس النقاشات، وهناك مَن يحرك يديه يمنة ويسرة، أو يميل برأسه للأمام أو للخلف لضمان وصول المعنى الذي يريد الى سامعيه، وهناك من له «لزمة» أو «قافية» معروفة يشتهر بها، فهو يكررها باستمرار بين عبارة وأخرى، وبلا شعور منه في غالب الأحيان، وهي تضفي جمالية لحديثه عند بعضهم، وتجلب الملل و«المغثة» عند آخرين!
وقد اشتهر الكثير من الشخصيات المعروفة بهذه «اللزمات» المتكررة، التي تحمل دلالات واضحة على شخصية المتحدث، فهي غالباً ما تكون تعبيراً عن تشككه بفهم أو ذكاء أو وعي المستمع لحديثه، نذكر من هذه الشخصيات على سبيل المثال، المقبور صدام حسين الذي كان يكرر «لزمته» الاستفهامية الشهيرة «هاه؟» بعد كل جملة يقولها لمخاطبه، ذاك يجلس أمامه مرتجفاً، ويهز رأسه موافقاً على الدوام، وهو يقول: «نعم سيدي نعم»... حتى إن لم يفهم كلمة مما سمع!
وهناك أيضا الدكتور عبدالله النفيسي، الذي يسأل باستمرار من يستمع له «فهمت كيف؟»، وكأن لديه شعورا بأن ما قاله يصعب فهمه على الآخرين، ولذلك فهو يريد أن يتأكد من أنهم قد فهموا، قبل أن يستمر في حديثه!
مديري السابق في العمل، كان دائماً يُنهي أي عبارة في حديثه بـ«صج صج صج!»، مع أن أحدا لم يقل له إن كلامه «كذب كذب كذب»، فهو المدير، ومن أصول وآداب النفاق أن نصدق ما يقوله كله، حتى إن كان ما قاله لا يقبله عقل أو يوافقه منطق! وهناك زميل «لزمته» الدائمة هي كلمة «تصدق؟»، فما إن يتم عبارة من عباراته، حتى يسألني «تصدق؟» مع أنني ورب الكعبة مصدق لكل كلمة قالها، لكنها عقدة التكذيب المترسخة في أعماقه، والتي لا علاج لها، هي التي توحي له بأن أحداً لا يصدقه، وتجعله بلا وعي منه، يسأل باستمرار مَن يستمع له «تصدق؟»!
زميل آخر لا يتوقف عن تكرار كلمة «المهم» في بداية كل جملة، من دون سبب واضح، وكأنه يريد أن يقول لك إن ما ذكره من قبل كان «كلام فاضي»، وأن القادم هو المهم حقاً، وقد فسرتها، بأن صاحبنا يعاني عقدة التجاهل أو تسفيه رأيه، لأنه يلاحظ شيئاً من اللامبالاة أو التململ على وجوه مستمعيه، فيحاول الاعتذار عما ذكره من قبل، ويعدهم من خلال كلمة «المهم» بأن القادم هو الأحلى وهو الأجمل! صديق آخر، لديه شك واضح في فهم واستيعاب وذكاء سامعه، ولذلك تراه يكرر سؤاله له بين عبارة وأخرى «عرفت شلون؟!».
وزير التجارة الأخ الفاضل أحمد باقر، لاحظت عليه في الجلسة البرلمانية قبل الأخيرة، أنه يردد كثيراً أثناء حديثه كلمة «حقيقة»، فعلى سبيل المثال، لو كان الحديث عن زيادة الرواتب، فسوف يعبر عن رأيه بهذا الشكل: (نحن يا إخوان «حقيقة»، لا نريد أن ندغدغ مشاعر الناس ونتكسب انتخابيا على حساب المال العام «حقيقه»، وقد بذل الأخوة في اللجنة المالية البرلمانية، جزاهم الله خيرا، جهوداً كبيرة «حقيقة»، ومن غير المعقول أن يأتي بعدها الأخ مسلم البراك «حقيقة»، ويعترض على عمل اللجنة وأدائها ونزاهتها «حقيقة»)!، ومن الواضح لي أن السيد أحمد باقر، يشعر بأن هناك تشككاً كبيراً من بعض زملائه النواب حيال مصداقية ما يذكره من «حقائق»، ولذلك فهو يحاول أن يذكرهم باستمرار- من دون وعي منه- بأن ما يقوله لهم هو «حقيقة»، وليس وهماً كما يظنون!
أمام الوزير أحمد باقر في الفترة المقبلة مهمة صعبة وسهلة في الوقت نفسه، ليثبت للجميع أن ما يقوله وما يعد به هو «حقيقة» واضحة وجلية وليست وهماً، فهي مهمة «سهلة» لأن كل المطلوب منه هو تفعيل القوانين الموجودة لديه، لضبط الأسعار، وتشديد الرقابة على تجار الطمع والجشع، وزيادة وتنويع الدعم الحكومي للسلع الأساسية التي يحتاج اليها المواطن، ومنع الاحتكار، وإحالة المخالفين إلى النيابة العامة، كما أنها «صعبة» لأن المتضررين من تفعيل هذه القوانين لن يسكتوا، وسيشنون عليه حرباً لا هوادة فيها، فهل سينجح في مهمته هذه؟!
شخصياً، أشعر بتفاؤل، وأظن أنه سيقوم بعمل جيد، أفضل من سابقيه من الوزراء على الأقل، ورغم كثرة المشككين في قدرته على ذلك، فإنني على يقين بأن رجلاً يحوز ثقة الناخبين منذ بداية ترشحه لمجلس الأمة كنائب وبشكل دائم، لابد أن تكون لديه الكفاءة والقدرة على الإنجاز، ورغم الاختلاف معه في التوجه وفي كثير من الأمور، لكنني أرى أن لديه ما يعطيه في المرحلة المقبلة، وهذه ليست مجاملة، لكنها قناعة أتمنى أن تثبت الأيام صحتها، لتصبح «حقيقة»!