لمياء
06-30-2008, 04:16 PM
الحسينيات التي يسيطر عليها في الأحياء الشيعية فارغة ...
بغداد - مشرق عباس الحياة - 30/06/08//
عندما قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قبل أسابيع قليلة، تشكيل جماعة «منتخبة» من عناصر «جيش المهدي» لـ «مقاومة الاحتلال»، اعتبر قراره حلاً غير مباشر للميليشيا التي تلاحقها القوات الأميركية والعراقية، فيما حذر مسؤولون من تفاعلات جانبية خطيرة لهذا القرار، عبر تشكيل مجموعات في كل الأحياء الشيعية تدعي الانتماء الى التنظيم الجديد.
ويلفت المواطنين الى انتشار شعارات «جيش المهدي» في بغداد، ومنها شعار على طريقة البث التلفزيوني «فاصل قصير... ونواصل». ويتحدث الأهالي بفرح عن الحسينيات الفارغة في الأحياء الشيعية في العاصمة، بعدما كانت مصدر السلطة والقرار طوال السنوات الخمس الماضية، ولا يخفون مخاوفهم من تحقق الشعار.
مقرب من الصدر يؤكد، مفضلاً عدم الاشارة الى اسمه، ان الزعيم الشيعي لم يصدر تعليمات جديدة لتشكيل الجماعة المنتخبة، ويقول ان بعض «الأفاقين يستغلون الفرصة ويحاولون استخدام قرار الصدر للإدعاء بأنهم من التنظيم الجديد، تماماً مثلما حصل في السابق، عندما مارست جماعات مرتبطة بجهات مختلفة داخلية وخارجية عمليات قتل وتهجير باسم الصدر وهو براء منها».
ويتابع المصدر، أن الصدر لم ينجح في السابق في إبعاد «العناصر المسيئة إليه» عندما أطلق عام 2007 مشروع «الفرقة الذهبية» لتطهير صفوف جماعته من المنشقين والمجرمين، لأن الحكومة والأميركيين لم يعطوه فرصة كافية للقيام بجهود الإصلاح. بل باغتوه بعمليات كان من نتائجها زيادة النقمة وسط الصدريين على الوضع العام وعرقلت إجراء اصلاحات داخلية واسعة.
بعض سكان أحياء الشعلة والبياع والعامل ومدينة الصدر والشعب والطالبية، لا يشعرون بهذه «النقمة»، على رغم أنهم من مقلدي المدرسة الدينية الصدرية، وبعضهم لا يخفي فرحته لنهاية حقبة «سيطرة جيش المهدي بصبيته الجهلة غير المنضبطين على مقدراتهم».
مستقبل «جيش المهدي» في بغداد التي تتشبث ببوادر الخروج من الصراع الدامي ما زال غامضاً. القادة الميدانيون غابوا عن الأحياء التي حكموها طوال السنوات الخمس الماضية. سلطة «الحسينية» التي انتعشت بعد الاحتلال باسم أنصار الصدر تراجعت مع تبدل رموزها.
حسينية حي الشرطة، جنوب غربي بغداد، كانت مركز القرار الأمني لـ «جيش المهدي». فيها تتخذ قرارات التهجير، وفيها يستقر الواشون وكاتبو القرارات الكيدية. انطلاقاً منها كانت تنفذ العمليات العسكرية، واليها يتوجه من يريد سكناً او عملاً... لكنها اليوم شبه فارغة بعد حملة الاعتقالات الأميركية والحكومية، وان كان بعض المترددين عليها يؤكدون للأهالي ان قرار العودة لن يكون عسيراً وان على «العملاء» ان ينتظروا مصيرهم.
مصطلحات «جيش المهدي» تبدلت أيضاً، مع تغير الظروف. كما اشتقت تنظيمات مثل «عصائب أهل الحق» و «جماعة الجمهورية» و «سرايا القصاص» وغيرها تجمعها القوات الأميركية تحت اسم «الجماعات الخاصة».
وتشير منشورات توزع سراً، الى عكس «نظام» عمل «جيش المهدي». عبارة «العملاء» أصبحت بديلا لـ «النواصب» و «الحكومة التابعة» بديلا لـ «أعداء أهل البيت».
وتحرص الحكومة العراقية، وهي تؤكد سعيها الى إنهاء سطوة الميليشيات، على عدم الإشارة بالاسم الى «جيش المهدي» او «أنصار الصدر» في حملاتها التي بدأت مع بداية هذا العام في بغداد والبصرة والعمارة، وتستعيض عنها بعبارة «الخارجين عن القانون». ويؤكد الصدريون أنهم المقصودون بها دون سواهم.
أحد كبار قادة «جيش المهدي» في مدينة الصدر لا يخفي ان العمليات الأخيرة أرهقت الميليشيا. لكنه يعلق على حملة اللافتات التي أطلقت تحت شعار «فاصل... ونواصل» ان هذا الشعار موجه الى الإحتلال الأميركي وليس الى العراقيين. ويقول ان واقع أنصار الصدر اليوم في «حاجة الى مراجعة شاملة لتطهير الصفوف من أصدقاء أميركا». ويشير الى ان الحاجة الى «تثقيف الجماهير تمشياً مع المتغيرات للتذكير بأن الاحتلال وليس غيره هو اصل الداء العراقي».
أما حملة التخوين المنتشرة في صفوف أنصار الصدر عموما، وأدت الى انشقاقات كبيرة تكونت على أساسها جماعات مختلفة لا ترتبط بالضرورة بالسيد مقتدى الصدر، يرى سببها بعض قياديي هذا التيار الممتعضين من الوضع، ابتعاد الزعيم الشاب عن متابعة شؤون اتباعه. لكن الناطق باسمه صلاح العبيدي يؤكد ان محاولات تشويه صورة التيار وإظهاره كميليشيا ممزقة لا تلتزم بأوامر الصدر «إنما هي بدعة أميركية اثبتت كذبها طريقة إنهاء العمليات في البصرة وبغداد بأوامر من الصدر نفسه». لكنه لا ينفي في تصريحات مختلفة وجود «مندسين ومتخاذلين» داخل التيار.
بغداد - مشرق عباس الحياة - 30/06/08//
عندما قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قبل أسابيع قليلة، تشكيل جماعة «منتخبة» من عناصر «جيش المهدي» لـ «مقاومة الاحتلال»، اعتبر قراره حلاً غير مباشر للميليشيا التي تلاحقها القوات الأميركية والعراقية، فيما حذر مسؤولون من تفاعلات جانبية خطيرة لهذا القرار، عبر تشكيل مجموعات في كل الأحياء الشيعية تدعي الانتماء الى التنظيم الجديد.
ويلفت المواطنين الى انتشار شعارات «جيش المهدي» في بغداد، ومنها شعار على طريقة البث التلفزيوني «فاصل قصير... ونواصل». ويتحدث الأهالي بفرح عن الحسينيات الفارغة في الأحياء الشيعية في العاصمة، بعدما كانت مصدر السلطة والقرار طوال السنوات الخمس الماضية، ولا يخفون مخاوفهم من تحقق الشعار.
مقرب من الصدر يؤكد، مفضلاً عدم الاشارة الى اسمه، ان الزعيم الشيعي لم يصدر تعليمات جديدة لتشكيل الجماعة المنتخبة، ويقول ان بعض «الأفاقين يستغلون الفرصة ويحاولون استخدام قرار الصدر للإدعاء بأنهم من التنظيم الجديد، تماماً مثلما حصل في السابق، عندما مارست جماعات مرتبطة بجهات مختلفة داخلية وخارجية عمليات قتل وتهجير باسم الصدر وهو براء منها».
ويتابع المصدر، أن الصدر لم ينجح في السابق في إبعاد «العناصر المسيئة إليه» عندما أطلق عام 2007 مشروع «الفرقة الذهبية» لتطهير صفوف جماعته من المنشقين والمجرمين، لأن الحكومة والأميركيين لم يعطوه فرصة كافية للقيام بجهود الإصلاح. بل باغتوه بعمليات كان من نتائجها زيادة النقمة وسط الصدريين على الوضع العام وعرقلت إجراء اصلاحات داخلية واسعة.
بعض سكان أحياء الشعلة والبياع والعامل ومدينة الصدر والشعب والطالبية، لا يشعرون بهذه «النقمة»، على رغم أنهم من مقلدي المدرسة الدينية الصدرية، وبعضهم لا يخفي فرحته لنهاية حقبة «سيطرة جيش المهدي بصبيته الجهلة غير المنضبطين على مقدراتهم».
مستقبل «جيش المهدي» في بغداد التي تتشبث ببوادر الخروج من الصراع الدامي ما زال غامضاً. القادة الميدانيون غابوا عن الأحياء التي حكموها طوال السنوات الخمس الماضية. سلطة «الحسينية» التي انتعشت بعد الاحتلال باسم أنصار الصدر تراجعت مع تبدل رموزها.
حسينية حي الشرطة، جنوب غربي بغداد، كانت مركز القرار الأمني لـ «جيش المهدي». فيها تتخذ قرارات التهجير، وفيها يستقر الواشون وكاتبو القرارات الكيدية. انطلاقاً منها كانت تنفذ العمليات العسكرية، واليها يتوجه من يريد سكناً او عملاً... لكنها اليوم شبه فارغة بعد حملة الاعتقالات الأميركية والحكومية، وان كان بعض المترددين عليها يؤكدون للأهالي ان قرار العودة لن يكون عسيراً وان على «العملاء» ان ينتظروا مصيرهم.
مصطلحات «جيش المهدي» تبدلت أيضاً، مع تغير الظروف. كما اشتقت تنظيمات مثل «عصائب أهل الحق» و «جماعة الجمهورية» و «سرايا القصاص» وغيرها تجمعها القوات الأميركية تحت اسم «الجماعات الخاصة».
وتشير منشورات توزع سراً، الى عكس «نظام» عمل «جيش المهدي». عبارة «العملاء» أصبحت بديلا لـ «النواصب» و «الحكومة التابعة» بديلا لـ «أعداء أهل البيت».
وتحرص الحكومة العراقية، وهي تؤكد سعيها الى إنهاء سطوة الميليشيات، على عدم الإشارة بالاسم الى «جيش المهدي» او «أنصار الصدر» في حملاتها التي بدأت مع بداية هذا العام في بغداد والبصرة والعمارة، وتستعيض عنها بعبارة «الخارجين عن القانون». ويؤكد الصدريون أنهم المقصودون بها دون سواهم.
أحد كبار قادة «جيش المهدي» في مدينة الصدر لا يخفي ان العمليات الأخيرة أرهقت الميليشيا. لكنه يعلق على حملة اللافتات التي أطلقت تحت شعار «فاصل... ونواصل» ان هذا الشعار موجه الى الإحتلال الأميركي وليس الى العراقيين. ويقول ان واقع أنصار الصدر اليوم في «حاجة الى مراجعة شاملة لتطهير الصفوف من أصدقاء أميركا». ويشير الى ان الحاجة الى «تثقيف الجماهير تمشياً مع المتغيرات للتذكير بأن الاحتلال وليس غيره هو اصل الداء العراقي».
أما حملة التخوين المنتشرة في صفوف أنصار الصدر عموما، وأدت الى انشقاقات كبيرة تكونت على أساسها جماعات مختلفة لا ترتبط بالضرورة بالسيد مقتدى الصدر، يرى سببها بعض قياديي هذا التيار الممتعضين من الوضع، ابتعاد الزعيم الشاب عن متابعة شؤون اتباعه. لكن الناطق باسمه صلاح العبيدي يؤكد ان محاولات تشويه صورة التيار وإظهاره كميليشيا ممزقة لا تلتزم بأوامر الصدر «إنما هي بدعة أميركية اثبتت كذبها طريقة إنهاء العمليات في البصرة وبغداد بأوامر من الصدر نفسه». لكنه لا ينفي في تصريحات مختلفة وجود «مندسين ومتخاذلين» داخل التيار.