على
08-03-2004, 11:58 AM
بغداد - نزار حاتم :
ما الاهداف الكامنة وراء سلسلة الانفجارات التي استهدفت لأول مرة الكنائس في بغداد والموصل ومن يقف وراءها؟
هذان السؤالان سادا الشارع العراقي منذ أمس الأول وهو في شبه قناعة تامة بأن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة مماثلة لاستهداف دور العبادة الاسلامية - المساجد والحسينيات -بشكل يريد البعض ان يوحي من خلالها بأنها تمثل رد فعل مسيحي على الاعتداءات التي تعرضت لها كنائسهم من اجل خلط الأوراق - هذه المرّة - بين المسيحيين والمسلمين العراقيين.
ولأن ذلك لم يحصل بين اتباع كلتا الديانتين خلال المنعطفات السياسية الحادة التي مرت بها بلادهم ، باتوا يشعرون عقب هذه التفجيرات أنهم المستهدفون على حد سواء من قبل اعداء خارجيين، دون ان يستبعدوا دورا لعناصر النظام السابق في مساعدة هؤلاء الأعداء خصوصا أن الكنائس الأربع المستهدفة في بغداد تعد من أهم مراكز عبادة المسيحيين من ابناء العاصمة الذين يتوافدون عليها لاقامة القداس في ايام الأحد من كل اسبوع.
وانطلاقا من هذا الاحساس المشترك سارعت الحوزة العلمية في مدينة النجف الى ادانة هذه الأعمال الوحشية ووصفتها بأنها مخالفة لكافة الشرائع السماوية ، فيما حمّلت بعض القوى الاسلامية السنية القوات متعددة الجنسية كامل المسؤولية بدعوى ان الملف الأمني مازال بيد هذه القوات.
واذا ماكان العراقيون غير مختلفين في توجيه الاتهام الى جهات أجنبية ، فانهم ليسوا كذلك حيال تشخيص هذه الجهات.
ففيما يشير بعضهم بأصابع الاتهام الى عناصر مخابراتية قادمة من وراء الحدود العراقية ، يجنح البعض الآخر الى اتهام المخابرات الاسرائيلية في اطار ما يصفونه بسعي هذه المخابرات الى تشويه سمعة المسلمين امام الرأي العام الغربي ، بينما يذهب فريق ثالث الى الاعتقاد أن هذا النوع من أنواع العنف لا يتعدى حدود تفكير العناصر التابعة لتنظيم القاعدة.
وبصرف النظر عن هذه التفسيرات المتضاربة ، تظل الحقيقة البادية على وجوه العراقيين متمثلة بقناعتهم أن بلادهم قد أصبحت ساحة مفتوحة لصراع الارادات الدولية والاقليمية ، ويتمنون لو كانوا في جزيرة معزولة عن العالم ريثما يداوون جروح الماضي التي اثخنوا بها على يد النظام السابق ويتجهون لبناء مستقبلهم الذي يشعرون انه يهرب من ايديهم في دوامات العنف الراهنة.
ومشكلة العراقيين في ظل هذه الأعمال الدامية لا تكمن في طبيعة المشاهد شبه اليومية الملطخة بدمائهم فحسب ، بل تكمن ايضا في الصراع الداخلي الذي يعتمل في النفسية العراقية من خلال احساسها المزدوج بطعم الحرية التي تحققت عقب التخلص من نظام صدام حسين والرغبة الجامحة في التعبير عنها من جهة ، والشعور المتزايد بالخطر الذي يتهدد هذه الحرية الوليدة بسبب الوضع الأمني الملتهب من جهة أخرى.
فالملاحظ عن كثب أن معظم سكان بغداد وخصوصا الشباب يحاولون جاهدين التعبير عن حريتهم التي اتيحت بعد حرمان دام أكثر من ثلاثة عقود ، من خلال النقاشات فيما بينهم ، والانتقادات الحادة التي يوجهونها لهذا الوزير أو ذاك دونما رقيب في المقاهي، والشوارع العامة، والمطاعم، والنوادي الليلية التي تبدو كأنها تحاول مع مريديها صياغة أجواء جديدة كلما سنحت الفرص الأمنية لذلك سبيلا.
فما ان تهدأ عمليات العنف حتى تبدو كل هذه المشاهد واضحة الى حد الصخب ، بيد أنها سرعان ما تختفي أياما وليالي تحت كابوس الخوف والرعب عقب العواصف الدموية التي تهب على غير موعد فتفسد على الناس محاولاتهم الرامية الى الاحتفاء بالحرية.
ما الاهداف الكامنة وراء سلسلة الانفجارات التي استهدفت لأول مرة الكنائس في بغداد والموصل ومن يقف وراءها؟
هذان السؤالان سادا الشارع العراقي منذ أمس الأول وهو في شبه قناعة تامة بأن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة مماثلة لاستهداف دور العبادة الاسلامية - المساجد والحسينيات -بشكل يريد البعض ان يوحي من خلالها بأنها تمثل رد فعل مسيحي على الاعتداءات التي تعرضت لها كنائسهم من اجل خلط الأوراق - هذه المرّة - بين المسيحيين والمسلمين العراقيين.
ولأن ذلك لم يحصل بين اتباع كلتا الديانتين خلال المنعطفات السياسية الحادة التي مرت بها بلادهم ، باتوا يشعرون عقب هذه التفجيرات أنهم المستهدفون على حد سواء من قبل اعداء خارجيين، دون ان يستبعدوا دورا لعناصر النظام السابق في مساعدة هؤلاء الأعداء خصوصا أن الكنائس الأربع المستهدفة في بغداد تعد من أهم مراكز عبادة المسيحيين من ابناء العاصمة الذين يتوافدون عليها لاقامة القداس في ايام الأحد من كل اسبوع.
وانطلاقا من هذا الاحساس المشترك سارعت الحوزة العلمية في مدينة النجف الى ادانة هذه الأعمال الوحشية ووصفتها بأنها مخالفة لكافة الشرائع السماوية ، فيما حمّلت بعض القوى الاسلامية السنية القوات متعددة الجنسية كامل المسؤولية بدعوى ان الملف الأمني مازال بيد هذه القوات.
واذا ماكان العراقيون غير مختلفين في توجيه الاتهام الى جهات أجنبية ، فانهم ليسوا كذلك حيال تشخيص هذه الجهات.
ففيما يشير بعضهم بأصابع الاتهام الى عناصر مخابراتية قادمة من وراء الحدود العراقية ، يجنح البعض الآخر الى اتهام المخابرات الاسرائيلية في اطار ما يصفونه بسعي هذه المخابرات الى تشويه سمعة المسلمين امام الرأي العام الغربي ، بينما يذهب فريق ثالث الى الاعتقاد أن هذا النوع من أنواع العنف لا يتعدى حدود تفكير العناصر التابعة لتنظيم القاعدة.
وبصرف النظر عن هذه التفسيرات المتضاربة ، تظل الحقيقة البادية على وجوه العراقيين متمثلة بقناعتهم أن بلادهم قد أصبحت ساحة مفتوحة لصراع الارادات الدولية والاقليمية ، ويتمنون لو كانوا في جزيرة معزولة عن العالم ريثما يداوون جروح الماضي التي اثخنوا بها على يد النظام السابق ويتجهون لبناء مستقبلهم الذي يشعرون انه يهرب من ايديهم في دوامات العنف الراهنة.
ومشكلة العراقيين في ظل هذه الأعمال الدامية لا تكمن في طبيعة المشاهد شبه اليومية الملطخة بدمائهم فحسب ، بل تكمن ايضا في الصراع الداخلي الذي يعتمل في النفسية العراقية من خلال احساسها المزدوج بطعم الحرية التي تحققت عقب التخلص من نظام صدام حسين والرغبة الجامحة في التعبير عنها من جهة ، والشعور المتزايد بالخطر الذي يتهدد هذه الحرية الوليدة بسبب الوضع الأمني الملتهب من جهة أخرى.
فالملاحظ عن كثب أن معظم سكان بغداد وخصوصا الشباب يحاولون جاهدين التعبير عن حريتهم التي اتيحت بعد حرمان دام أكثر من ثلاثة عقود ، من خلال النقاشات فيما بينهم ، والانتقادات الحادة التي يوجهونها لهذا الوزير أو ذاك دونما رقيب في المقاهي، والشوارع العامة، والمطاعم، والنوادي الليلية التي تبدو كأنها تحاول مع مريديها صياغة أجواء جديدة كلما سنحت الفرص الأمنية لذلك سبيلا.
فما ان تهدأ عمليات العنف حتى تبدو كل هذه المشاهد واضحة الى حد الصخب ، بيد أنها سرعان ما تختفي أياما وليالي تحت كابوس الخوف والرعب عقب العواصف الدموية التي تهب على غير موعد فتفسد على الناس محاولاتهم الرامية الى الاحتفاء بالحرية.