المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضيع الفرزدق الخاصة بالمرجعية والاحزاب الاسلامية والمؤسسة الدينية



الفرزدق
06-27-2008, 01:24 AM
أموال الخمس سحت حرام يأكله مراجع الشيعة

فيما يلي سأسرد عليكم بعض الأحاديث التي تدل بوضوح على حرمة أخذ أموال الخمس ، على أن أتبعها بسرد آراء جملة من الفقهاء الأوائل الذين عملوا بما ورد في الأحاديث الشريفة ، {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }مريم59 .
- الأحاديث :-
1- في رسالة الإمام المهدي (ع) الى محمد بن عثمان العمري : أما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجُعلوا منه في حل الى وقت ظهور أمرنا .
2- الإستبصار ج : 2 ص : 57
أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ رض عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ الْخُمُسِ فَيَقُولَ يَا رَبِّ خُمُسِي وَ قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَ لِيَزْكُوَ أَوْلَادُهُمْ
3- الإستبصار ج : 2 ص : 58
3-1 الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ أَحْلَلْنَا لَهُ شَيْئاً أَصَابَهُ مِنْ أَعْمَالِ الظَّالِمِينَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ لَهُ حَرَامٌ
3-2 سَعْدٌ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنِ السِّنْدِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الزَّيَّاتِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا إِلَّا أَنَّا أَحْلَلْنَا شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ
3-3 سَعْدٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَمَّاطِينَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَقَعُ فِي أَيْدِينَا الْأَرْبَاحُ وَ الْأَمْوَالُ وَ تِجَارَاتٌ نَعْرِفُ أَنَّ حَقَّكَ فِيهَا ثَابِتٌ وَ إِنَّا عَنْ ذَلِكَ مُقَصِّرُونَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا أَنْصَفْنَاكُمْ إِنْ كَلَّفْنَاكُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
3-4 فَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ تُجَّارِ فَارِسَ مِنْ بَعْضِ مَوَالِي أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع يَسْأَلُهُ الْإِذْنَ فِي الْخُمُسِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ ضَمِنَ عَلَى الْعَمَلِ الثَّوَابَ وَ عَلَى الْخِلَافِ الْعِقَابَ لَمْ يَحِلَّ مَالٌ إِلَّا مِنْ وَجْهٍ أَحَلَّهُ اللَّهُ إِنَّ الْخُمُسَ عَوْنُنَا عَلَى دِينِنَا وَ عَلَى عِيَالَاتِنَا وَ عَلَى مَوَالِينَا وَ مَا نَفُكُّ وَ نَشْتَرِي مِنْ أَعْرَاضِنَا مِمَّنْ نَخَافُ سَطْوَتَهُ فَلَا تَزْوُوهُ عَنَّا وَ لَا تُحَرِّمُوا أَنْفُسَكُمْ دُعَاءَنَا مَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ فَإِنَّ إِخْرَاجَهُ مِفْتَاحُ رِزْقِكُمْ وَ تَمْحِيصُ ذُنُوبِكُمْ وَ مَا تَمْهَدُونَ لِأَنْفُسِكُمْ لِيَوْمِ فَاقَتِكُمْ وَ الْمُسْلِمُ مَنْ يَفِي لِلَّهِ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ وَ لَيْسَ الْمُسْلِمُ مَنْ أَجَابَ بِاللِّسَانِ وَ خَالَفَ بِالْقَلْبِ وَ السَّلَامُ
4- وسائل‏الشيعة ج : 9 ص :545
12679- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ الْخُمُسِ فَيَقُولَ يَا رَبِّ خُمُسِي وَ قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَ لِتَزْكُوَ أَوْلَادُهُمْ
وَ رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي الْمُقْنِعَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الَّذِي قَبْلَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ وَ الَّذِي قَبْلَهُمَا عَنْ ضُرَيْسٍ وَ الْأَوَّلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ.
12680- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَمَّاطِينَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ تَقَعُ فِي أَيْدِينَا الْأَرْبَاحُ وَ الْأَمْوَالُ وَ تِجَارَاتٌ نَعْلَمُ أَنَّ حَقَّكَ فِيهَا ثَابِتٌ وَ أَنَّا عَنْ ذَلِكَ مُقَصِّرُونَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا أَنْصَفْنَاكُمْ إِنْ كَلَّفْنَاكُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ
وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ وَ كَذَا الْمُفِيدُ فِي الْمُقْنِعَةِ.
5- وسائل‏الشيعة ج : 9 ص : 546
12681- وَ عَنْهُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ عَنِ السِّنْدِيِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الزَّيَّاتِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَعِيشُونَ فِي فَضْلِ مَظْلِمَتِنَا إِلَّا أَنَّا أَحْلَلْنَا شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ
وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ وَ رَوَاهُ فِي الْعِلَلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ مِثْلَهُ
12682- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ حُكَيْمٍ مُؤَذِّنِ بَنِي عِيسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ قَالَ هِيَ وَ اللَّهِ الْإِفَادَةُ يَوْماً بِيَوْمٍ إِلَّا أَنَّ أَبِي جَعَلَ شِيعَتَنَا مِنْ ذَلِكَ فِي حِلٍّ لِيَزْكُوا
وَ رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ
6- وسائل‏الشيعة ج : 9 ص : 547
12683- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ( عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي عُمَارَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ لَنَا أَمْوَالًا مِنْ غَلَّاتٍ وَ تِجَارَاتٍ وَ نَحْوِ ذَلِكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَكَ فِيهَا حَقّاً قَالَ فَلِمَ أَحْلَلْنَا إِذاً لِشِيعَتِنَا إِلَّا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَ كُلُّ مَنْ وَالَى آبَائِي فَهُوَ فِي حِلٍّ مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ حَقِّنَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ
12684- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ وَجَدَ بَرْدَ حُبِّنَا فِي كَبِدِهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَى أَوَّلِ النِّعَمِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَوَّلُ النِّعَمِ قَالَ طِيبُ الْوِلَادَةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِفَاطِمَةَ ع أَحِلِّي نَصِيبَكِ مِنَ الْفَيْ‏ءِ لآِبَاءِ شِيعَتِنَا لِيَطِيبُوا ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّا أَحْلَلْنَا أُمَّهَاتِ شِيعَتِنَا لآِبَائِهِمْ لِيَطِيبُوا
12685- وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ مُحَسِّنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ بَيَّاعِ الْأَكْسِيَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مُوَسَّعٌ عَلَى شِيعَتِنَا أَنْ يُنْفِقُوا مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا حَرَّمَ عَلَى كُلِّ ذِي كَنْزٍ كَنْزَهُ حَتَّى يَأْتُوهُ بِهِ يَسْتَعِينَ بِهِ
وَ رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ نَحْوَهُ .
12686- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَيَّارٍ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي حَدِيثٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي كُنْتُ وُلِّيتُ الْغَوْصَ فَأَصَبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ قَدْ جِئْتُ بِخُمُسِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ كَرِهْتُ أَنْ أَحْبِسَهَا عَنْكَ وَ أَعْرِضَ لَهَا وَ هِيَ حَقُّكَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ فِي أَمْوَالِنَا فَقَالَ وَ مَا لَنَا مِنَ الْأَرْضِ وَ مَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهَا إِلَّا الْخُمُسُ يَا أَبَا سَيَّارٍ الْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ لَنَا قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ الْمَالَ كُلَّهُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا سَيَّارٍ قَدْ طَيَّبْنَاهُ لَكَ وَ حَلَّلْنَاكَ مِنْهُ فَضُمَّ إِلَيْكَ مَالَكَ وَ كُلُّ مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا مِنَ الْأَرْضِ فَهُمْ فِيهِ مُحَلَّلُونَ وَ مُحَلَّلٌ لَهُمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ يَقُومَ قَائِمُنَا فَيَجْبِيَهُمْ طَسْقَ مَا كَانَ فِي أَيْدِي سِوَاهُمْ فَإِنَّ كَسْبَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرَامٌ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا فَيَأْخُذَ الْأَرْضَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَ يُخْرِجَهُمْ مِنْهَا صَغَرَةً.
وَ رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِنِّي كُنْتُ وُلِّيتُ الْبَحْرَيْنَ الْغَوْصَ ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ فَيَجْبِيَهُمْ طَسْقَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ يَتْرُكَ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ أَمَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي غَيْرِهِمْ فَإِنَّ كَسْبَهُمْ مِنَ الْأَرْضِ حَرَامٌ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ
7- وسائل‏الشيعة ج : 9 ص : 549
12687- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ رَجُلٍ أَخَذَ أَرْضاً مَوَاتاً تَرَكَهَا أَهْلُهَا فَعَمَرَهَا وَ كَرَى أَنْهَارَهَا وَ بَنَى فِيهَا بُيُوتاً وَ غَرَسَ فِيهَا نَخْلًا وَ شَجَراً قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَهِيَ لَهُ وَ عَلَيْهِ طَسْقُهَا يُؤَدِّيهِ إِلَى الْإِمَامِ فِي حَالِ الْهُدْنَةِ فَإِذَا ظَهَرَ الْقَائِمُ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ تُؤْخَذَ مِنْهُ
12688- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ فَإِذَا نَجِيَّةُ قَدِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَ اللَّهِ مَا أُرِيدُ بِهَا إِلَّا فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ فَاسْتَوَى جَالِساً فَقَالَ يَا نَجِيَّةُ سَلْنِي فَلَا تَسْأَلُنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ يَا نَجِيَّةُ إِنَّ لَنَا الْخُمُسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ لَنَا الْأَنْفَالَ وَ لَنَا صَفْوَ الْمَالِ وَ هُمَا وَ اللَّهِ أَوَّلُ مَنْ ظَلَمَنَا حَقَّنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى أَنْ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ أَحْلَلْنَا ذَلِكَ لِشِيعَتِنَا قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ يَا نَجِيَّةُ مَا عَلَى فِطْرَةِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرُنَا وَ غَيْرُ شِيعَتِنَا
8- وسائل‏الشيعة ج : 9 ص : 550
12689- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي الْعِلَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع حَلَّلَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ يَعْنِي الشِّيعَةَ لِيَطِيبَ مَوْلِدُهُمْ
12690- وَ فِي كِتَابِ إِكْمَالِ الدِّينِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ فِيمَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ التَّوْقِيعَاتِ بِخَطِّ صَاحِبِ الزَّمَانِ ع أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْمُنْكِرِينَ لِي إِلَى أَنْ قَالَ وَ أَمَّا الْمُتَلَبِّسُونَ بِأَمْوَالِنَا فَمَنِ اسْتَحَلَّ مِنْهَا شَيْئاً فَأَكَلَهُ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ النِّيرَانَ وَ أَمَّا الْخُمُسُ فَقَدْ أُبِيحَ لِشِيعَتِنَا وَ جُعِلُوا مِنْهُ فِي حِلٍّ إِلَى أَنْ يَظْهَرَ أَمْرُنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَ لَا تَخْبُثَ وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي الْإِحْتِجَاجِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ مِثْلَهُ.
12691- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ أَوِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا لَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ جَبْرَئِيلَ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْرِقَ بِإِبْهَامِهِ ثَمَانِيَةَ أَنْهَارٍ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا سَيْحَانُ وَ جَيْحَانُ وَ هُوَ نَهَرُ بَلْخٍ وَ الْخشوعُ وَ هُوَ نَهَرُ الشَّاشِ وَ مِهْرَانُ وَ هُوَ نَهَرُ الْهِنْدِ وَ نِيلُ مِصْرَ وَ دِجْلَةُ وَ الْفُرَاتُ فَمَا سَقَتْ أَوْ أَسْقَتْ فَهُوَ وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِشِيعَتِنَا وَ لَيْسَ لِعَدُوِّنَا مِنْهُ شَيْ‏ءٌ إِلَّا مَا غَصَبَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ وَلِيَّنَا لَفِي أَوْسَعَ فِيمَا بَيْنَ ذِهْ إِلَى ذِهْ يَعْنِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا الْمَغْصُوبِينَ عَلَيْهَا خالِصَةً لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِلَا غَصْبٍ لَنَا
9 -وسائل‏الشيعة ج : 9 ص : 552
12694- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ ع فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص قَدْ عَلِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَكَ مُلْكٌ عَضُوضٌ وَ جَبْرٌ فَيُسْتَوْلَى عَلَى خُمُسِي )مِنَ السَّبْيِ( وَ الْغَنَائِمِ وَ يَبِيعُونَهُ فَلَا يَحِلُّ لِمُشْتَرِيهِ لِأَنَّ نَصِيبِي فِيهِ فَقَدْ وَهَبْتُ نَصِيبِي مِنْهُ لِكُلِّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ مِنْ شِيعَتِي لِتَحِلَّ لَهُمْ مَنَافِعُهُمْ مِنْ مَأْكَلٍ وَ مَشْرَبٍ وَ لِتَطِيبَ مَوَالِيدُهُمْ وَ لَا يَكُونَ أَوْلَادُهُمْ أَوْلَادَ حَرَامٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ صَدَقَتِكَ وَ قَدْ تَبِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ فِي فِعْلِكَ أَحَلَّ الشِّيعَةَ كُلَّ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ غَنِيمَةٍ وَ بَيْعٍ مِنْ نَصِيبِهِ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ شِيعَتِي وَ لَا أُحِلُّهَا أَنَا وَ لَا أَنْتَ لِغَيْرِهِمْ
10- عن حكيم مؤذن بن عيسى قال: عن قوله تعالى:سألت أبا عبد الله
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده [الأنفال:41]، فقال أبو عبد الله الْقُرْبَى فقال: (هي والله الإفادة يوماً بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حل ليزكوا) (الكافي 2/499)
11- عن عمر بن يزيد قال: رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله تلك السنة مالا فرده أبو عبد الله .. إلى أن قال: يا أبا سيار قد طيبناه لك، وأحللناك منه فضم إليك مالك وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا) (أصول الكافي 2/268).
قال: إن أشد ما فيه الناس يوم12- عن محمّد بن مسلم عن أحدهما القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب خمسي، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولاداتـهم ولتزكوا ولاداتـهم (أصول الكافي 2/502).
قال: (إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلتنا إلا14- عن أبي عبد الله أنا أحللنا شيعتنا من ذلك) (من لا يحضره الفقيه 2/243).
فدخل عليه رجل من15- عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله القناطين فقال: (جعلت فداك، تقع في أيدينا الأرباح والأموال والتجارات ونعرف أن : ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك) (من لاحقكم فيها ثابت وإنا عن ذلك مقصرون، فقال يحضره الفقيه 2/23).
16- عن علي بن مهزيار أنه قال: جاءه رجل يسأله أن يجعله في حل من مأكله ومشربه من الخمس،قرأت في كتاب لأبي جعفر بخطه: (من أعوزه شيء من حقي فهو في حل) (من لا يحضره الفقيهفكتب 2/23).
، قال: أصبت17- جاء رجل إلى أمير المؤمنين : هو لك إن الرجلمالاً أرمضت فيه أفلي توبة؟ قال: (اتني بخمسي، فأتاه بخمسه، فقال إذا تاب تاب ماله معه) (من لا يحضره الفقيه 2/22).
- أقوال الفقهاء الأوائل :-
1- المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفى (676هـ).
أكد ثبوت إباحة المنافع والمساكن والمتجر حال الغيبة وقال: لا يجب إخراج حصة الموجودين من أرباب الخمس منها (انظر كتاب شرائع الإسلام 182-183 كتاب الخمس ).
2- يحيى بن سعيد الحلي المتوفى (690هـ).
مال إلى نظرية إباحة الخمس وغيره للشيعة كرماً من الأئمة وفضلاً كما في (كتابه الجامع للشرائع ص151).
3- الحسن بن المطهر الحلي الذي عاش في القرن الثامن أفتى بإباحة الخمس للشيعة وإعفائهم من دفعه كما في (كتاب تحرير الأحكام 75).
4- الشهيد الثاني المتوفى (966هـ) قال في (مجمع الفائدة والبرهان 4/355-358) ذهب إلى إباحة الخمس بشكل مطلق وقال: إن الأصح هو ذلك كما في كتاب (مسالك الأفهام 68).
5- المقدس الأردبيلي المتوفى (993هـ) وهو أفقه فقهاء عصره حتى لقبوه بالمقدس قال بإباحة مطلق التصرف في أموال الغائب للشيعة خصوصاً مع الاحتياج، وقال: إن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب والحتم لعدم وجود دليل قوي على الأرباح والمكاسب ولعدم وجود الغنيمة.
وقوله هذا مستنبط من قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ [الأنفال:41]، ثم بين أن هناك روايات عن المهدي تقول أبحنا الخمس للشيعة.
6- العلامة سلار بن عبدالعزيز قال: إن الأئمة قد أحلوا الخمس في زمان الغيبة فضلاً وكرماً للشيعة خاصة انظر كتاب (المراسم العلوية 633).
7- السيد محمّد علي طباطبائي المتوفى أول القرن الحادي عشر قال: إن الأصح هو الإباحة (مدارك الأفهام 344).
8- محمّد باقر السبزواري المتوفى أواخر القرن الحادي عشر قال:
المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء ورواية محمّد بن مسلم ورواية داود بن كثير ورواية إسحاق بن يعقوب ورواية عبد الله بن سنان وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة كريب: إباحة الخمس للشيعة.
وتصدى للرد على بعض الإشكاليات الواردة على هذا الرأي وقال: إن أخبار الإباحة أصح وأصرح فلا يسوغ العدول عنها بالإخبار المذكورة.
وبالجملة فإن القول بإباحة الخمس في زمان الغيبة لا يخلو من قوة انظر (كتاب ذخيرة المعاد 292).
9- محمّد حسن الفيض الكاشاني في كتابه مفاتيح الشريعة (229) مفتاح (260) اختار القول بسقوط ما يختص بالمهدي، قال: لتحليل الأئمة ذلك للشيعة.
10- جعفر كاشف الغطاء المتوفى (1227هـ) في كشف الغطاء (364): ذكر إباحة الأئمة للخمس وعدم وجوب دفعه إليهم.
11- محمّد حسن النجفي المتوفى (1266) في (جواهر الكلام 16/141).
قطع بإباحة الخمس للشيعة في زمن الغيبة بل والحضور الذي هو كالغيبة، وبين أن الأخبار تكاد تكون متواترة.
12- ونختم بالشيخ رضا الهمداني المتوفى (1310هـ) في كتابه مصباح الفقيه
(155): فقد أباح الخمس حال الغيبة، والشيخ الهمداني هذا متأخر جداً قبل حوالي قرن من الزمان أو أكثر . [ استفاد البحث من جهد أحد الإخوة المنشور في أحد المواقع ] .

الفرزدق
06-27-2008, 05:42 PM
إرهاب المؤسسة الدينية

لست بصدد الحديث عن الإرهاب الفكري الذي مارسته وتمارسه مؤسسة المرجعية ، فالحديث عنه أصبح من نافلة القول ، فكل معترض على سياسات المرجعية هو بالضرورة بعثي وهابي منحرف وعميل للصهيونية ، أو بالعودة المستحبة وجوباً الى التأريخ هو حشوي زنديق هرطوق ( من الهرطقة ) ، ويستهدف ( بلاشك ولا ريب !! ) مذهب أهل البيت الذي أممته المؤسسة وأصبح هو إياها ( على خلاف بين سيبويه والكسائي ) .
ما أريد الحديث هو إرهاب القوة ، وهو إرهاب لا يظنن أحد أنه وافد جديد على المؤسسة ، فالمؤسسة عرفته منذ أن كانت تستعين بأهل الخبرة من الشقاوات في حل المشكلات الفكرية المستعصية . ولكنه اليوم تطور وأصبحت شلة شقاوات الليل جيشاً شرعياً مئة بالمئة وبإجماع الفقهاء- الأصنام الأربعة اللاتـ(ستاني) وعزى الفياض وهبل الحكيم ومناة الباكستاني ، وهذا الجيش الذي اختير له اسم ( جند المرجعية ) تدفع الدولة رواتبه وهي ممنونة .
ومن الغرائب الديمقراطية إن هذا الجيش يمتلك خبرات خاصة بتهديم المساجد والحسينيات ، كما حدث مرات لحسينيات أتباع اليماني وغيرهم ، كما إن أفراده مولعون بحفلات الشواء البشرية بدرجة لا يتصورها المركيز دي ساد نفسه . وما حدث في البصرة لأتباع اليماني وما حصل لأتباع السيد مقتدى الصدر في البصرة والناصرية ومدينة الصدر من حرق وتمثيل وهدم شاهد على نمط الإستعداد الذي يملكه جند المرجعية .
ولنترك الحديث للوثيقة :-
في 31 /1/2007 م أي بعد أحد عشر يوماً بالضبط من أحداث الزركة وضمن برنامج بانوراما الذي تقدمه منتهى الرماحي من على قناة العربية وكان ضيوف الحلقة :د. علي الدباغ (ناطق باسم الحكومة العراقية) وعباس الموسوي (محلل سياسي) ووليد الزبيدي (محلل سياسي) وجوديث كيبر (مركز العلاقات الخارجية) و د. ما شاء الله شمس الواعظين (مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية) ومن خلال هذا البرنامج يتبين لنا أن الحكومة لم تعرف من هؤلاء الذين قتلوا بمعركة استخدمت فيها القوة المفرطة ولا أعدادهم واتضح أنهم ليس لهم علاقة باليماني الذي ذكر اسمه طيلة فترة الأحداث !!!
وغاب عن هذه الحلقة القتلى الذين اختلطت أجسامهم بالتراب من شدة القصف والقوة المفرطة فقد فوجئوا بالهجوم بدون سابق إنذار من الحكومة أو غيرها، ولم يعطوا فرصة للاستلام وماتوا وهم لا يعرفون أنهم لم يكونوا المقصودين بالحملة التي نفذها الجيش والشرطة والمليشيات الداعمة لها وإنما كان المقصود أحمد الحسن اليماني وأنصاره وغيب أيضا الأسرى وعوائل القتلى الذين عرضتهم شاشات التلفزيون بعد أن دهشوا من كثرة القوات وتكالب أطراف الحكومة عليهم فهم لايعرفون السبب من وراء مهاجمتهم فأسكتتهم الدهشة ولم يكلف أحد نفسه أكان من الحكومة أو من البرلمان أو من المنظمات الإنسانية لحد الآن زيارتهم لمعرفة أسباب ما حصل منهم كطرف ثالث بالقضية ولا حتى القنوات الإعلامية (لأن الذي أمروا بتنفيذ العملية كانوا فوق المسائلة ؟؟؟؟؟) ولا يمكن تجاوزهم واستطاعوا إسكات كافة التساؤلات باستثناء أصوات ضعيفة لاترتبط بهم ولا ترجع إليهم. أي أن البرنامج كان أشبه بمحكمة استماع بغياب المتهم والمحامي...
وفيما يلي : مقتطفات من تصريحات الضيوف وتعليقاتهم على التساؤلات
السؤال: - من هم جند السماء؟ وكيف تمكنوا من خرق منطقة يفترض أنها تخضع لرقابة أمنية مشددة في العراق؟- إلى أي مدى يمكن للحظر الدولي أن ينجح في الضغط على السلطة في إيران لإعادة النظر في سياستها المتشددة؟
الأجوبة :
رمزي المصري: حملة عسكرية نتائجها دموية استهدفت تنظيماً يسمي نفسه جند السماء, هم جماعة تنتشر في منطقة مزارع الزرقاء على بعد نحو 3 كيلو مترات شمال الكوفة, المنطقة تقطنها عشيرة الحواتم حيث جند السماء أتباع المدعو أحمد الحسن الذي يقول أنه أحد قادة الإمام المهدي المنتظر وأنه دائم الاتصال به, وهو كان يعمل من مكتب في النجف إلى أن تمت الإغارة عليه وإغلاقه في وقت سابق من الشهر. هذه الجماعة ليست على صلة مع بقية القوى الشيعية العراقية البائسة, لماذا كانت العملية العسكرية على جند السماء؟ المصادر الأمنية العراقية أشارت إلى أن هذه الجماعة كانت تخطط للاستيلاء على الصحن الحيدري في النجف استعداداً لاستقبال المهدي خلال أسبوع, واستهداف مراجع دينية شيعية في المنطقة.
ونقل عن نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان قال إن الجماعة المسلحة جند السماء مرتبطة بتنظيم القاعدة, وأضاف أنه تنظيم كبير ومعقد ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك, تنظيم عقائدي لديه خبرة طويلة في القتال وإمكانيات عسكرية كبيرة, وتلقوا تدريبات رفيعة المستوى نظراً لتصرفهم أثناء الهجوم. ثمة موقفان برزا جراء العملية, موقف الحكومة العراقية التي أرادت من خلال العملية العسكرية ضرب عصفورين بحجر واحد, ضرب ما اعتبرته بدعة من جهة وإرضاء الأميركيين من جهة ثانية, الموقف الثاني يتمثل بجيش المهدي وأنصار مقتدى الصدر في النجف الذين وقفوا على الحياد بين الحكومة وتنظيم جند السماء. رمزي المصري –
العربية.منتهى الرمحي: معنا من بغداد الدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية, ومن بيروت عباس الموسوي المحلل السياسي, ومن دمشق عبر الهاتف وليد الزبيدي المحلل السياسي, أيضاً أهلاً بكم جميعاً وأبدأ معك دكتور علي الدباغ أولاً, الأسماء تعددت اليوم من أحمد الحسني إلى سامر أبو قمر أخيراً إلى ضياء كاظم عبد الزهرة الذي قيل أنه كان قائد جند السماء وكان بعثي, أي منهم هو قائد هذه الميليشيا !!
د. علي الدباغ: بسم الله الرحمن الرحيم, يعني أنا بس أشير إلى تقريركم اللي يغرق في افتراضات ليس لها صحة, أولاً لا يوجد اسم اسمه أحمد أبو الحسن أو هكذا سميتوه, الشخص هو هذا اسمه سامر ويلقب بضياء الدين وأبو قمر هذا اسمه الحركي اسمه الحقيقي سامر وليس له علاقة أبو الحسن أو أحمد أرجو أن يعني تصححوا في نشراتكم القادمة..منتهى الرمحي: واليماني؟
د. علي الدباغ: لا ليس يماني.. لا ليس يماني, اليماني هي مجموعة ثانية موجودة بالعراق, (للاسف اكتشف الدباغ النتيجة وصحح تصريحاته للمرة الثالثة ولكن كان الثمن غالي تمثل بمئات القتلى) أحب أقول شغلة واحدة ضيفوها إلى تقريركم وأعتقد فيها هي الصحيحة وفيها على الأقل نسبة صحة كبيرة الحاضنة الشيعية أو الوسط الشيعي يتقبل الأفكار حتى لو تكون معارضة,
( وهنا ذكر الدباغ جواب لسؤال لم يسأل عنه ولكنه شرح مجمل القضية من الف الى الياء وهو ان كل الموضوع يتمحور حول معارضة أفكار مجموعة من المسلمين الشيعة (جماعة أحمد الحسن) لمراجع الدين في النجف الأشرف وعدم تقبل علماء النجف لمبدأ الحوار معهم واتخاذ مراجع الدين لقرار تصفيتهم والقضاء عليهم كما بينا أعلاه).
سؤال : منتهى الرماحي: دكتور علي يعني نبقى في إطار المعلومات التي نتوقع أن تكون الأكثر دقة لأنها معلومات حكومية بهذا الصدد, عدد المنتسبين يعني اليوم ترددت الأنباء عن أنه تم قتل حوالي 250 ثم الحديث عن 400 ثم الحديث عن أنه مجموع هذا التجمع أو هذه الميليشيا حوالي ألف, يعني السؤال كيف تم تجميع كل هذا العدد وهم تحت مراقبة أو على علم بالأجهزة الأمنية العراقية؟
جواب : د. علي الدباغ: الأرقام الحقيقة التي خرجت من النجف كلها أرقام, أنا يعني انتبهت إلى المتحدثين الإخوة من مجلس المحافظة الكل كان يقول تقديري الشخصي, لحد الآن لم يتم لحد مساء هذا اليوم لحد ما غابت الشمس لم ننته لم تنته المجموعة الموجودة المجموعة الأمنية الموجودة من إحصاء عدد القتلى حتى الجرحى لم يستطيعوا إخلاءهم جميعهم, هناك فصل للمدنيين الآن غير الجرحى عن المدنيين لنرى من هم بريئاً, من منهم من هذه الجماعة هل هو أسير أو غير أسير لم تنته لحد هذه الليلة, لذلك الأرقام التي قيلت هي كلها تقديرات وتقديرات غير رسمية, الأرقام هي نعم صرح وزير الدفاع صباحاً لحد الساعة عشرة صباحاً كانوا 150 لكن ازداد الرقم بصورة كبيرة إلى المساء نعم فاق المائتين ويفوق قد يكون يوم غد يفوق المائتين, لكن لا أستطيع إعطاء رقم حقيقي حتى لعددهم عددهم نعم بضعة مئات لكن أيضاً هذا رقم تقديري
أي إن الحكومة لغاية ساعة قتلهم لا تعرف عدد الذين كانوا في ذلك المكان قبل الهجوم فعلى ماذا استندت بقرارها في الهجوم واستخدمت الطائرات مع وجود المدنين بإعترافهم؟؟؟
وماهذه السرعة في الاتهام والتحقيق والإبادة فقد صدر الكتاب في 19 /1/2007م ليعلنوا عن أنفسهم فتم إبادتهم في 28 /1/2007م متى تمت التحقيقات ومتى تم التخطيط ومن بدأ القتال فلم نسمع أنهم هاجموا أي أحد!!!
أما أتباع أحمد الحسن و بما أن اعتقالاتهم كانت بعيدة عن منطقة الاشتباكات وكانوا عزل ولم يقاموا الاعتقالات فلم يستطيع المسؤولون ربطهم بالأحداث و تلفيق اتهامات قوية لهم وبعد أن أصبحوا في موقف محرج من نتائج الجريمة التي تمت بحق أهل قرية الزركة وهم مئات القتلى والجرحى ومحاولة لإغلاق الملفات بسرعة ونتيجة إلحاح أهاليهم وتدخل بعض المسؤولين المتنفذين تم إطلاق سراح أتباع أحمد الحسن بعد أن تم إجراء اللازم معهم (ضرب وتعذيب وإهانات تركت أثر نفسي ومعنوي كبير عليهم ) كرسالة لهم بعدم طرح أفكارهم لأنها تتعارض وفكر المرجعيات وتسبب لهم خسائر تقدر بعدة ملايين من الدولارات تجبى لهم كخمس من الشيعة في الدول المجاورة.

أحداث هذه السنة 2008 م ماذا حدث في جنوب العراق مؤخراً؟
ونفس السيناريو حدث مجدداً بعد سنة ونفس الأشخاص مع نفس التضليل والكذب وبنفس الأسلوب بدأت حملة إعتقالات بتوجيه من مرجعيات الدين في 2/1/ 2008م تبعتها مظاهرات أدت الى اشتباكات وحملة إبادة وتنكيل. وإتهامات ما أنزل بها من سلطان ونلخص الإتهامات مع الردود المثبتة بدلائل من أكاذيبهم السابقة:
تفاصيل الاحداث الاخيرة في البصرة والناصرية (تلفيقات المراجع والحكومة ... الرد والاثباتات)

إذ نشرت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تصريحات المسؤولين العراقيين حول الأحداث والاشتباكات الأخيرة في العراق وانقل لكم ما ذكرته وكالة الأخبار العراقية كعينة ومثال على ذلك حيث يقول مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إنهم جند السماء وإنهم مدفوعون من الخارج والوزير الوائلي ينفي، ووكيل السيستاني يقولون إنهم من بقايا أزلام صدام ... فهذا المثلث الذي يحكم الدولة لا يعرف من هؤلاء فكيف يصفونهم بالمنحرفين والخارجين عن الإسلام ؟؟؟
وماهو دليل انحراف أحد الحسن اليماني وأنصار الإمام المهدي وخروجهم عن الإسلام ومعظمهم متخرجون من حوزة النجف الاشرف والبعض الآخر لازالوا طلاب في الحوزة ومثقفين وأساتذة جامعات ومهندسين , وأطباء إضافة الى أناس بسطاء آخرين يمثلون مختلف شرائح المجتمع العراقي، كل جريمتهم إنهم وجدوا أن الدين الحقيقي هو الرجوع الى الكتب السماوية وسنة الرسول ص وتراث أهل البيت عليهم السلام والى ماجاء به الأنبياء والمرسلون نوح وابراهيم وموسى وعيسى ويعقوب وإسحاق... نعم جريمتهم أنهم لايرجعون لمراجع النجف في أمور دينهم !
وعاد هنا الى الشاشة أيضا المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في 27 /1/ 2008 م الذي استعرضنا تصريحاته في ما سبق وقد تبين لكم عدم مصداقيتها ليدعي أن الحكومة لا تحارب الفكر المسالم !! إذن لماذا تمت الكثير من عمليات الاعتقال وبإعتراف مسؤولي الدولة قبل أن تكون هنالك مواجهات أي قبل المواجهات الأخيرة في محرم من العام المنصرم ، وأين نتائج التحقيق في الاعتقالات السابقة ، الدكتور الدباغ طبعاً سيقول : لا بأس التجربة الديمقراطية في مقتبل عمرها !
وعادت إلينا أيضا التصريحات الكاذبة والمضللة للحكومة العراقية وبعد أن اعترفوا في نهاية مجزرتهم السابقة انه لاتوجد علاقة بين جند السماء واليماني وأنصاره يعيدون الكرة مرة أخرى ويخلطون الأوراق مجددا ليناقضوا أنفسهم عندما قالوا قبل سنة إن ملف جند السماء قد أغلق (والذي ذكرنا سابقا كيف أنهم قتلوا سهواً )
واتهم أنصار اليماني بوجود النية (كذا) لديهم لمهاجمة مراجع الدين فمنذ متى والقانون يحاسب على النية هؤلاء الناس بدأوا بنشر فكرهم العقائدي منذ ثمان سنوات ولم يرموا حجراً واحداً حتى بعد أن اعتقلوا وشردوا أكثر من مرة... والقانون الديمقراطي كما يسمونه في العراق كفل حرية الرأي والمعتقد حتى لعبدة الشيطان الذي يعيشون في بعض أنحاء العراق هل هؤلاء ليسوا منحرفين بحسب رأي أصحاب العمائم في النجف (سامريوا العصر بحسب تسمية لأتباع اليماني ) . واتهموهم إنهم كانوا ينتظرون الإمام في المساجد وقاموا بتنفيذ الهجوم لتعجيل ظهور الإمام، أي افتراء هذا !! وأصحاب اليماني يعتقدون بأحاديث السنة الشريفة وروايات أهل البيت عليهم السلام التي تقول إن الإمام ع يأتي من المشرق وروايات أخرى تقول بين الركن والمقام.

إن الكثير من أعضاء الحكومة العراقية يعرفون من هو احمد الحسن الملقب باليماني ومن أنصاره فهم لايخفون أنفسهم، ومساجدهم ومكتباتهم مفتوحة أمام الناس في البصرة والناصرية والعمارة والكوت والنجف وبقية المحافظات واجتهدوا طيلة 8 سنوات في نشر الكتب والمجلات الدينية التي تثقف الناس وتفقههم في دينهم. وقاموا بعدة مسيرات سلمية في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء موجودة صورها في موقعهم على الانترنيت.
وكان أمر الاعتقالات الذي صدر ونفذ في 24 ذو الحجة 1428 هـ أي قبل عشرة أيام من الاشتباكات الأخيرة بتوجيه وتحريض من المرجعيات الدينية بالقضاء على الأفكار المهدوية (والمقصود بالأفكار المهدوية احمد الحسن وأنصاره حصراً) فهذا الأمر لايشمل جيش المهدي وحسب تصريح رئيس قائمة الائتلاف على قناة الفرات وكما نشرت جريدة الصباح الناطق الإعلامي الرسمي للحكومة العراقية
وفتوى أحد المراجع الأربعة في النجف الاشرف والتي نشرت بعد الأحداث تبين بما لايترك مجال للشك أن رجال الدين يطالبون ولازالوا يطالبون الحكومة وبمساعدة جيش الاحتلال القضاء على فكر احمد الحسن وأنصار الإمام المهدي الذي يتقاطع مع أهوائهم كما هو مبين في الفتوى الصادرة عن الفياض بضرورة أن تقوم الحكومة بالقضاء على احمد الحسن وأنصاره ودفنهم !!
وهكذا تم إعداد قائمة بأسماء المطلوبين من حملة فكر اليماني ومن بينهم أحمد الحسن اليماني والذين لدى الحكومة ملفات عن بعضهم لأنهم كانوا قد اعتقلوهم العام الماضي في محرم وعلى مدار السنوات الماضية وأطلقوا سراحهم عندما لم يستطيعوا أن يجدوا ما يدينهم ووجدوا أن ليس لهم علاقة بجند السماء أو غيرها من التهم التي نسبت إليهم في وقتها.

وتصريحات محافظ النجف والبصرة والناصرية ومدراء الشرطة موجودة على الانترنيت تؤكد انه تم تنفيذ حملة اعتقالات واسعة ضد من يعتنق هذا الفكر اليماني العقائدي سبقت حدوث الاشتباكات .
وصدر بيان من أنصار الإمام المهدي (وهذا هو اسمهم) يدين الاعتقالات نشره موقعهم على الانترنيت .
وذهب أهل الموقوفين ( بحسب أحد بيانات أنصار الإمام المهدي ) الى محافظي البصرة والناصرية والنجف ومدراء الشرطة يسألون عن أبنائهم وذويهم قالوا لهم نحن لانعلم عنهم شيئاً فالقوات التي اعتقلتهم جاءت من بغداد ونفذوا الاعتقال بدون علمنا وبعضهم طلب 800 دولار مقابل كل شخص للإفراج عنهم وهكذا لم يدعوا باباً إلا طرقوه , ذهبوا الى معارفهم من حزب الدعوة المتنفذين بالحكومة فأجابوهم لا نعلم أين اعتقلوا فالأمر جاء بتوصية من عبد العزيز الحكيم ومراجع الدين وهكذا .... يستمر التسويف ...

ولكن الطامة الكبرى التي اشتركت فيها القنوات الفضائية والإذاعات إنها أخذت المعلومات من طرف واحد وكأن الطرف الثاني نكرة لاوجود ولا رأي له. فقناة العراقية بوق الحكومة العراقية أخرجت لنا صور بناء مهدم، إذ إن القوات العراقية وقوات الاحتلال استخدمت الأسلحة الثقيلة وأفرطت بالقوة ضدهم وأظهرت كاسيت فديو وكاسيت مسجل محروقين وكمبيوتر وطابعة وبأعداد مفردة وبعض الذخيرة للسلاح وأسلحة بسيطة موجود أكثر منها بكثير في كل بيت عراقي وكتب دينية ومقالات ومجلات يصدرها أنصار المهدي توزع منذ ثمان سنوات في أرجاء العراق والآن يقولون عنها إنها أدلة على وجود مخططات كبيرة ضد الدولة ! هل أصبح فكر أهل البيت وسنة الرسول الكريم (ص) من الاعتقادات التي تحاربها مؤسسة المرجعية الشيعة لأنها تشكل خطراً على وجودها !!
ثم اتهموهم بتلقي دعم خارجي لتنفيذ مؤامرة ضد الدولة وبنظرة بسيطة الى الصور التي نشرتها وكالة الأخبار العراقية وهي لحسينية أنصار الإمام المهدي وتتضمن بناء بسيطاً ، يمكن فضح أكذوبة الدعم الخارجي ؟ فمن الصور المعروضة يتضح إن أتباع اليماني لا يملكون ما يكفي لبناء مسجد مناسب أو حتى صبغ هذا البناء . فهل ماعرضوه يمثل تمويل 8 سنوات ويهدد أمن الدولة والمراجع الدينية ؟؟؟ وهنا يجب أن لاتغيب عنا التصريحات الكاذبة للأحداث السابقة التي اتهم بها المغدورون بتلقي دعم خارجي وإنهم من جنسيات عربية وأجنبية .
ومن متابعة ما نشرته وكالة الأخبار العراقية يتبين أن بعض المسؤولين العراقيين لم يعرفوا من هؤلاء الناس ولا طبيعة أفكارهم فكيف يقولون إنهم قاموا بمداهمات استباقية بعد أن جمعوا معلومات عنهم وحققوا في الموضوع ووجدوهم منحرفين ؟؟؟ أين الصدق والكذب في تصريحات المسؤولين العراقيين ؟؟؟

أما تلفيق التهم فلم ولن ينتهي فبعد أن كان تبادل الاتهامات بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري حول من قتل مدير شرطة الحلة قيس المعموري الذي حدث قبل أشهر من الأحداث الأخيرة، وجدوا في احد المعتقلين من أنصار اليماني الملقب أبو يوسف فرصة لان يلصقوا به التهمة وينهوا التحقيق الذي لا يغلق كغيره من التحقيقات . واتهامات قديمة مثل قتل رجال الدين وغيرها والملفات في العراق الجريح كثيرة...

الفرزدق
06-27-2008, 05:45 PM
أحمد الكاتب .. خطأ منهجي


لم أجد تعبيراً أنسب لوصف أحمد الكاتب ؛ ظاهرة وفكراً ، من عبارة ( خطأ منهجي ) ، فعلى مستوى الظاهرة طفا الرجل فجأة على سطح الساحة الإعلامية كأنه ثمرة الكمأ بلا تأريخ ولا جذور ، ولكنه في الوقت ذاته جاهز للتسويق كأي سلعة استهلاكية رخيصة الإنتاج يراد منها تحقيق مكسب سريع وعابر .
لم يكن يدور في خلد من روّج لأحمد الكاتب سوى هدف واحد مزدوج هو التلويح به على المستوى الإعلامي على أنه ظاهرة (كذا) جديدة تشير الى تصدع في النسيج الشيعي من جهة ، وتشير من جهة أخرى الى أن المذهب الشيعي لا يعتمد في تأسيس مقولاته على أي رصيد عقائدي حقيقي ، وإنما شأنه الاعتماد على بعض المقولات الملفقة وذات الطابع السياسي الحركي ، وهنا في الحقيقة يتم تجيير الجهة الفكرية في أحمد الكاتب لحساب أحمد الكاتب الظاهرة .
من هذا المنطلق نفهم حرص السيد ( فراج إسماعيل ) على وضع الجردة التأريخية الآتية أمام القارئ : (( أحمد الكاتب من مواليد 1953 في كربلاء بالعراق، ويقول في سيرته الذاتية إن أمه كانت تعده ليكون جنديا في جيش المهدي المنتظر، وواحدا من أنصاره الـ313 المخلصين الذين يشكلون شرطا لظهوره.
ويقول لـ"العربية.نت" إنه كان يتخذ موقفا متشددا تجاه هذه المسائل قبل نتائجه التي توصل إليها "دخلت الحوزة وعمري 14 عاما، وقمت بتدريس الفقه لأكثر من 25 سنة، ولي حوالي 15 كتابا قبل أن أنحى المنحى الأخير، أبرزها كتاب (عشرة ناقص واحد يساوي صفر) أي أننا لو حذفنا نظرية الإمامة فلن يبقى شيء من الدين، ونشرته عام 1974 وطبع عدة طبعات، وقمت بتأسيس حركية شيعية إمامية في السودان، وكانت لي علاقات دعوية تبليغية للفكر الإمامي )) .
من حيث المنهج لابد من التذكير بأن الصراع الطائفي بين المسلمين قد تلبس بلبوسات كثيرة غالباً ما تكون مصطنعة وتضليلية وبعيدة كل البعد عن المنهج الصحيح ، ويبدو – بل هذا هو الواقع – أن الراعي لظاهرة أحمد الكاتب يقع في الخطأ المنهجي القديم نفسه . فهذا الراعي يحاول تقديم أحمد الكاتب على أنه ظاهرة فكرية متمردة على أساسات الفكر الشيعي ، وفي الوقت ذاته يسعى جاهداً لإبقاء الجانب الفكري المعين في الظاهرة متوارياً ، ولا يُبقي منه سوى العنوان العام غير المحدد ، أي يبقيه فقط بوصفه ظاهرة متمردة على الأساس الفكري الشيعي ، أما المضمون المعين ومدى قدرته على أن يكون ظاهرة متمردة حقيقةً فهذا هو ما يحرص الراعي على تغييبه أو على الأقل استبعاده من مساحة التسويق .
أحمد الكاتب لا يقدم إذن بوصفه هذا الفكر المعين ، بل بوصفه الشبح المتمرد فقط ، فالحق إن التركيز على الفكر المعين يعجل بنسف الظاهرة ويُظهر خواءها وهذا ما لا يريده الراعي .
الخطأ المنهجي أحمد الكاتب يُقدم بالنتيجة كبديل تضليلي عن الحوار الحقيقي ، فبدلاً من المناقشة الحقيقية التي تثبت صدقية أو عدم صدقية الفكر الشيعي يتم التلويح بأحمد الكاتب وسواه ربما لإيهام المتلقي بتهافت هذا الفكر (كذا) .
ولعل خير وسيلة لإخراج الخطأ المنهجي تتم عبر تغليفه بالضبابية والعمومية ، فيكون الخطاب بذلك متوجهاً للواهمة بدل العقل ، وللعاطفة والجانب اللاواعي بدل الوعي ، لنقرأ ما كتبه السيد ( فراج إسماعيل ) : (( قال باحث شيعي عراقي كبير إنه توصل إلى نتائج تلغي الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة وتجعلها لا أساس لها. وأنه أثبت من خلال دراسات متعمقة استغرقت وقتا طويلا أن تلك الخلافات قامت على نظريات سياسية وليس على عقيدة دينية.
وأكد أحمد الكاتب المدرس السابق بالحوزة الدينية في العراق والكويت وإيران ورئيس جمعية الحوار الحضاري في لندن، أن أبحاثه تدحض وجود الإمام الغائب لأنه لم يولد أصلا، وتنفي نظرية الإمامة الإلهية التي يقوم عليها الفكر الشيعي الاثنا عشري، وتثبت أن ادعاء ضرب عمر بن الخطاب للسيدة فاطمة الزهراء أثناء أخذ البيعة لأبي بكر أسطورة كاذبة )) .
إذن أحمد الكاتب نسف العقيدة الشيعية من الأساس ! كلام كبير ومربك أ ليس كذلك ؟ الحق إن هذا هو كل ما يراد منه ( الإرباك ) .
والواقع إن الظاهرة المصطنعة ما هي إلا تجلي إعلامي لحقيقة الفكر نفسه ، فالخطأ المنهجي الذي تأسست عليه الظاهرة ليس في الحقيقة سوى تصعيد ( بالمعنى الفرويدي ) إعلامي لخطأ المنهج الفكري .
فمن يقرأ ما كتبه أحمد الكاتب يستلفته مسلسل الأخطاء المنهجية التي وقع فيها الرجل ، وأول هذه الأخطاء اعتماده منهج التوثق من السند الرجالي في تحقيق الروايات ، وهذا المنهج في الحقيقة لا يُنتج مطلوبه ، فضلاً على كونه غريباً عن ذهنية المصنفين الشيعة الأوائل . إذ غاية ما يصل إليه هو أن هذا الراوي أو ذاك ثقة أو ليس بثقة ، ومعلوم أن الثقة يمكن أن ينسى ويسهو ، وغير الثقة يمكن أن يصدق .. وبهذا ينهار الأساس العقلي لمنهج الكاتب .
وخطأ منهجي آخر يقع فيه الكاتب ولعله هذه المرة بقصد تضليلي وهو تجنبه مناقشة نفس الفكر ، وتمسكه بنقاش فهم الفقهاء أو مواقفهم الفكرية التي لا تتفق مع الفكر نفسه بقصد الخروج بنتيجة هي بطلان الفكر (كذا) بسبب عدم تقيد حامليه المفترضين به . يكتب السيد فراج إسماعيل : (( وأضاف أحمد الكاتب الذي ولد ونشأ شيعيا إماميا اثنى عشريا أنه قام بتحقيق ودراسة هذه النتائج في كتب معروضة للحوار على المراجع الشيعية، وتلقى ردودا تحوي أدلة فرضية فلسفية وهمية بشأن حقيقة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، فطالبهم بأدلة تاريخية علمية، فلم يفعلوا لأنهم لا يملكونها.
وأشار إلى أن افتقاد تلك الأدلة التاريخية العلمية ثابت في الحوزات الدينية وعند المراجع الشيعية، وأنهم يوجبون الاجتهاد في هذه الأمور ويحرمون التقليد، وهناك فتوى مشهورة تقول "لا تقليد في مسألة التقليد".
وأشار الكاتب إلى نتائج حوار جرى في "قم"، وأن أحد العلماء وصفه بأنه بحث تاريخي وقال "إذا كنتم تريدون ردا فليكن ببحث تاريخي، ولكن يستحيل اثبات هذا الموضوع بأدلة تاريخية، ودليلنا الوحيد حول الإمام الغائب هو الدليل الاعتباري أو النظري أو الفلسفي أو الافتراضي ... والآن أصبح هذا الخلاف منتهيا تقريبا، فقد تجاوز الشيعة مقولة غيبة الإمام الثاني عشر ولم يعودوا ينتظرون خروجه لكي يقيم الدولة الاسلامية، أو يشترطوا العصمة والسلالة العلوية في الحاكم وهو ما تنص عليه نظرية الإمامة ... وأكد أحمد الكاتب أن مسألتي الإمامة والمهدي المنتظر قابلتان للبحث والاجتهاد، وأن السيد علي السيستاني يقول إنهما ليسا من الأصول عند الشيعة )) .

الفرزدق
06-27-2008, 05:48 PM
الراعي الطالح يترك غنمه نهبة للذئاب

آخر وسائل الإستخفاف والضحك على الذقون التي اجترحتها مرجعيات آخر الزمان نطق بها أحد رموز هذه المرجعية جواباً على سؤال وجهته له الصحافة محوره وظيفة مرجعية النجف بإزاء المعارك الدامية التي تدور رحاها في مناطق جنوب ووسط العراق ، فكان جوابه الصاعق جاهزاً حتى كأن الرجل قد أخرجه من جراب الحاوي الملئ بكل وسائل الإستخفاف . كان مضمون الجواب كالآتي : إن المرجعية لا تبني مواقفها على أساس ردة الفعل ، لأنها بذلك تكون مقلِدة لا مُقلَدة ! أ ليس هذا الجواب من قبيل السخرية المريرة ؟ فهؤلاء الذين يسمون أنفسهم فقهاء يتنصلون من واجباتهم الدينية والإجتماعية لأنهم متكبرون من ناحية ولأنهم يخشون على أنفسهم غضب هذه الجهة أو تلك ، من ناحية أخرى ، وبطبيعة الحال – وهي ناحية ثالثة – هؤلاء أمنوا مساءلة الناس واطمأنوا لغفلتهم وتفريطهم بحقوقهم ومصالحهم فتركوا حبلها على غاربها ، وإلا كيف لم يتساءل أحد من الناس : إذا كنا مقلدين لكم فاسمعونا رأيكم لنتبعه ، ثم إن المشكلة مطروحة على أرض الواقع منذ سنوات لماذا لم تجشموا أنفسكم عناء وضع الحل لها ؟
المسألة ببساطة هي إن فقهاء آخر الزمان الخونة يعلمون تماماً إنهم جزء من المشكلة بل هم جوهر المشكلة بمداهنتهم للمحتل ورضاهم به وبدستوره المناقض لقيم الإسلام والأرض ( الحرة على الأقل ) ، وبجيوشه التي تقتل يومياً وتنتهك الحرمات والأعراض ، وما هذه المعارك التي أشعلوها في كل جانب سوى الحل – بزعمهم – الذي قرروا من خلاله تصفية الخصوم السياسيين والفكريين ، ولكنهم عما قليل سيحلبونها دماً عبيطاً ، فليس بعد اختلاف الشيعة غير سيف القائم الذي سيطيح برؤوسهم ويضع حداً لغيهم وتماديهم ، وقد خاب من افترى .
الحق إني كتبت هذه الكلمات قبل ما يربو على الشهر ، وحين قلبت أوراقي وجدتها تصلح تماماً لوصف موقف المرجعية من التحضيرات التي تجري على قدم وساق لضرب مدينة العمارة في صولة جديدة من صولات جند المرجعية العرجاء ( أ ليست هي تجري على قدم وساق ) .
فإذا كان المالكي التافه يفكر في بطولات من نوع بطولات صفحة الخيانة والغدر كما سماها الطاغية صدام بهدف الحصول على الرضا الأمريكي المؤثر للغاية في لعبة الكراسي المتحركة ، بعد أن انفرد حزب عبدالعزيز الحكيم بصوت المرجعية ، وإذا كانت مؤسسة المرجعية وحزب الحكيم من أمامها يسعون من صولاتهم العرجاء تحقيق هدفين في آن واحد ، يتمثل الأول منهما في الإنتقام الجبان مما ألحقه بهم الصدر الأب الذي فضح حقيقتهم كمجموعة انتهازية اتخذت من آلام العراقيين مطية لتحقيق أهداف ذاتية ، والصدر الإبن الذي فضح عمالتهم وعرى حججهم الخائرة بعدم إمكانية مقاتلة المحتل ، ويتمثل الهدف الثاني برغبتهم الشيطانية في السيطرة على الجنوب الشيعي مرة واحدة والى الأبد ، أقول إذا كان كل من هؤلاء قد حدد له هدفاً ، فما بال القوى المثقفة لا تتحرى هدفها وتناضل من أجله ؟
فالواقع إن الفرصة التأريخية – بعكس ما قد يتوقعه الكثيرون – مؤاتية تماماً لتوجيه الضربة القاصمة لقوى الظلام التي تتحكم بمصائر الناس ، غاية ما في الأمر إن على القوى المثقفة أن تدرك دورها الحقيقي وتتحمل المسؤولية الدينية والتأريخية الملقاة على كتفها ، وأن تعرف جيداً نوع السلاح الذي تحارب به ، وتحدد بدقة الهدف الحقيقي الذي تنشده .
فالحق إن بإمكان القوى الواعية اليوم أن تحيل الموت الذريع الذي تنثره الطائرات الأمريكية وقوات المرجعية العميلة في كل مكان من مدينة الصدر ومدن العراق الأخرى الى قصة موت أخرى ، هي هذه المرة قصة موت المرجعيات التي طالما خدعت الناس بمقولة إنها الحارس الأمين والحصن الحصين لحياة الناس ومصالحهم .
وإذا كان الإعلان الرسمي لهذا الموت قد تأجل لأكثر من مرة لأسباب لا تنم عن حصافة في الرأي ، بل غالباً ما تشير إلى إشكالية الوعي الشيعي المعاصر التي تتفاعل فيها من جهة سياسة الاستخفاف التي تمارسها سلطة المرجعية ، وموت الإرادة أو الوعي المستسلم الذي يميز السواد الأعظم من الناس ، من جهة أخرى ، فإن مطارق الموت التي تقرع الوعي كل يوم وكل لحظة والتي يجد الإنسان نفسه عارياً مستوحداً بإزاء استحقاقاتها القاسية لاسيما بعد أن تخلت عنه المرجعيات بشكل مخزٍ ، بل بعد أن وقفت منه موقف الشماتة الوقحة وانحازت كلياً إلى عدوه الذي يقتله كل يوم ، هذا الواقع الجديد لابد أن يكون كفيلاً بكسر قوقعة الخرافة التي أسرته طويلاً .
ولعل بإمكان القوى الواعية أن تستثمر سورة السخط الجماهيري العارم التي تمثل البشائر الأولى لوعي جديد بدأ يطل برأسه ، ولا ينقصه سوى الجهد الواعي – بكل ما تعنيه هذه الكلمة – الذين يبلوره ويمنحه هويته ووجهته الحقيقية التي تتفق مع تأريخ الجماهير وثقافتها ، فإن ما ينبغي أن تحرص عليه القوى الواعية هو المضي بهذا الوعي المتنامي إلى غاياته القصوى ، وهو ما يتحقق من خلال تجذيره وتأصيله فأن قطع كل الروابط بالتأريخ والثقافة – كما ينظّر بعض المثقفين ذوي الميول العلمانية – سيدفع الجماهير حتما – وكما يشهد التأريخ على الأقل - الى الالتفات إلى الوراء ، ويتيح لمؤسسة المرجعية استرجاع القطيع المتمرد والعودة به إلى القفص القديم نفسه .

الفرزدق
06-27-2008, 05:50 PM
الأحزاب الإسلامية بلا إسلام

المبدأ الإقتراضي الذي تنشأ الأحزاب الإسلامية على أساس منه يتمثل بالسعي لتحقيق حاكمية الدين والقرآن على أرض الواقع ، فهي أحزاب إسلامية لأنها تتبنى الإسلام بكل شموليته ، وتسعى لتنظيم الحياة على أساسه ، وبقدر تعلق الأمر بأدبيات الأحزاب الإسلامية المعاصرة يبدو هذا الأمر واضحاً ، بل بديهياً ، ولكن الإدعاء بتبني النظرية ورفع شعارها لا بد أن تتم ترجمته على أرض الواقع التطبيقي وإلا كان الشعار وسيلة استخفاف وتضليل لا أكثر .
والملاحظة التي لا تكاد تخطئها عين هي إن الفجوة قد تباعدت كثيراً بين الشعار والممارسة التطبيقية ، بل إن تناقضاً كتناقض النور والظلمة بات يميز العلاقة بينهما . فالأحزاب التي تدعي أنها إسلامية لا تختلف بشئ اليوم عن الأحزاب العلمانية ، إذ إن ما يميز الحزب ذا التوجه الإسلامي عن غيره إنما هو الهدف الذي يتطلع لتحقيقه والإيديولوجية التي يريد لها أن تحكم الواقع ، وعلى هذا المستوى – وبعد الإقرار بالدستور الوضعي الذي حدد السقف الأعلى لطموح كل الأحزاب – أصبح من غير الممكن الإدعاء بوجود ما يميز حزباً عن حزب ، فالكل سواسية في الخضوع للفكر المادي الديمقراطي الذي جعله الدستور المرجع الوحيد لكل القوانين الممكنة ، أي الفكر الذي يُسقط الدين والسماء من معادلة الحكم على كل المستويات ؛ السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية .. وغيرها .
هذه هي الحقيقة ، ولكنها كما هو واضح قاتلة كحد السكين ، وأقرب ما تكون الى الإنتحار بالنسبة للأحزاب الإسلامية ، ولكن هذه الأحزاب المتشبثة بالكرسي بأي ثمن لم تترك لهذه الحقيقة حرية المرور الى وعي الناس كما هي ، بل لجأت الى المكر ، فكانت المؤامرة – الفجيعة التي إقترفتها الأحزاب الإسلامية بالإتفاق مع مراجع آخر الزمان ( حصون الإسلام كما يسميهم اليعقوبي / وهو تعبير أراه أقرب الى السخرية السوداء منه الى الحقيقة ) متمثلة بالدستور العلماني القذر الذي لوحوا للناس برضا المرجعية عنه ، بل إنهم أوحوا للناس بأن هذا الدستور قد خرج من تحت العمائم ، وإنه بالنتيجة يحظى برضا الله ورسوله (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) .
طبعاً أنا لا أشك بأن الدستور قد خرج من تحت العمائم إياها ، وإن كان كاتبه يهودياً ، ولكن المشكلة إن الناس تكن للعمائم إياها احتراماً كبيراً ولهذا تم استغلال هذا الإحترام من قبل دهاقنة التضليل . ولكن هذه الوسيلة ليست هي كل شئ ، فالثعالب التي أدمنت ألاعيب السياسة القذرة أضافت بعض اللمسات الديكورية على الدستور فأضافت الفقرات الثلاث الآتية :-
لا يجوز سن قوانين تخالف ضروريات الإسلام .
الدين مصدر أساسي من مصادر التشريع .
الإسلام هو دين الدولة الرسمي .
الحق إن هذه الفقرات الثلاث ليست في المحصلة الأخيرة سوى رماد يراد منه التعمية على الإنحراف المخزي عن الهدف الذي يفترض بالأحزاب الإسلامية والمرجعيات الدينية أن تسعي لتحقيقه .
فالفقرة الأولى ليست سوى قيد سلبي فهي لا تمنح الأحزاب ( الإسلامية ) إمكانية سن قانون إسلامي ، فمن شأن هذه الفقرة أن تقف عقبة بوجه كل قانون يخالف ضروريات الإسلام ، ولكنها لا تمنح المشرع القانوني قاعدة يرتكز عليها في سن قوانين إسلامية ، فهي قاعدة منع لا قاعدة إيجاد ، وبوضوح أكثر هي تقول بعدم جواز سن قوانين مخالفة ، ولكنها لا تقول يجوز سن قوانين موافقة .
وبالنتيجة لا يُتاح لأحد انطلاقاً من هذه الفقرة أن يقف بوجه بعض المظاهر المناقضة للدين من قبيل السفور وشرب الخمر ، والإحتكار ، وغيرها ، ذلك أن هذه المظاهر لا تحتاج الى قانون يُسن بشأنها فهي جزء من الحريات العامة التي يكفلها الدستور ، وحيث أنه لا قانون يُسن بشأنها يصبح من غير الممكن منعها بذريعة الفقرة المشار إليها . بل إن هذه الفقرة لا تكتفي بسلبية المضمون الذي تعبر عنه ، وإنما هي تتعمد التمظهر بصورة لغوية ملتبسة تقبل الجدل واللف والدوران ، إذ ما معنى ضروريات الدين ؟ ومن يحدد كون هذه الظاهرة ، أو تلك هي من ضروريات الدين ؟ الدستور يسكت عن كل هذا ويمتنع عن تحديد المرجع القانوني الذي يمكن أن يفصل في هذه الأمور ، الأمر الذي يعني أن كل من هب ودب يمكنه المناقشة والأخذ والرد ، فالشيوعي ، والقومي .. و.. و كلهم يسعهم الخوض في المسألة ، ومعلوم أن ما يراه المؤمن من ضروريات الدين لا يراه غيره كذلك .
أما الفقرة الثانية فهي وإن كانت تنص على كون الدين مصدر أساسي من مصادر التشريع ، إلا أنها لا تحصر المصادر به ، فهو في خاتمة المطاف مصدر من مصادر أساسية أخرى ( وضعية بطبية الحال ) ، ثم إن هذه الفقرة محكومة لفقرات دستورية أخرى لا يجوز خرقها أو تجاوزها بأي حال منها مسألة الديمقراطية والتداول السلمي ( عبر صناديق الإقتراع ) للسلطة ، وهذا يمنع قيام دولة إسلامية حتماً ( الهدف المفترض للإسلاميين ) ، ومنها مسألة الحريات العامة ، أي الحريات كما تحددها الأنظمة الليبرالية ، وغيرها من فقرات لا يسع المجال لذكرها ، هذا التعارض بين فقرات الدستور ينتج عنها إفراغ فقرة ( الدين مصدر أساسي .. الخ ) من كل مضمون . ولا يختلف مصير الفقرة الثالثة عن سابقاتها ، بل إنها في الحقيقة فقرة ديكورية بامتياز ، ولا تقدم شيئاً على الإطلاق ، بمعنى أنها لا تصلح لأن تكون مرتكزاً لسن قوانين انطلاقاً منها ، لأنها وإن نصت على أن دين الأغلبية هو الإسلام إلا أنها لا تذكر شيئاً عن ضرورة خضوع الدولة لقوانين الإسلام ، بل وأكثر من ذلك تكفّل الدستور الذي تمثل هي فقرة من فقراته ، تكفل بتحديد الأساسات التي تبنى عليها وتشتق منها القوانين وهذه هي وظيفة الدستور ، بمعنى أن الدستور الذي نص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ، هو نفسه جعل من فقراته الأخرى بديلاً عن الإسلام ( الدولة الديمقراطية على سبيل المثال ) ، فأصبح الإسلام مسمى فقط لا يقوم بأداء أية وظيفة على أرض الواقع ، أليس هذا هو الخداع والإستخفاف بعينه ؟
والآن ماذا بقي للأحزاب التي تنتسب الى الإسلام زوراً وبهتاناً ؟ لا شئ سوى القنوات الفضائية التي تعرض اللطميات لتستخف عقول الناس وتخدعهم بأنها تهتم بإسلامهم ، بل إن هذه الأحزاب التي فرطت بأساساتها الإيديولوجية ( أي بالعقيدة التي جعلت منها شعاراً ) وجدت نفسها خالية اليد من أي خطاب إعلامي يمكن أن تستقطب به الجموع وتقنعهم بالإلتفاف حولها ، فما كان منها إلا أن ركبت ظهر المرجعيات وموجة الصراع الطائفي وصارت تطبل ليلاً ونهاراً وتتاجر بالدم الشيعي المسفوك ابتزازاً منها لعواطف الناس وتعويضاً عن الفراغ المخجل الذي صنعته بيدها ، فبدلاً من رفع شعار ضرورة عودة الدين الى مسرح الحياة العملية أضحى الشعار ( ياللهول الشيعة يقتلون ، فيا شيعة التفوا حولنا لننقذكم ) ويا ليت أنهم قادرون على إنقاذ أنفسهم من حبل الأمريكان الذي يزداد ضيقاً على أعناقهم يوماً بعد يوم ، ويا ليت أنهم حقاً يهتمون بإنقاذ الناس !
والحق إن ما يقال عن الأحزاب الشيعة يقال بالحرف الواحد عن الأحزاب الإسلامية الأخرى ، فكل هذه الأحزاب التي تخلت عن إيديولوجياتها لم تجد ما تسوغ به وجودها على الساحة غير لعبة الطوائف المتقاتلة ، وهي لعبة لا يشك عاقل في أن من مصلحة هذه الأحزاب تغذيتها وإدامتها ، ولعل الأحزاب الشيعية تنفرد باستثمارها فكرة العودة الى الوثن ، فصور اللاتـ(ستاني) أضحت بديلاً عن كل شعار يمكن أن يرفع .. ولكن هذه حكاية أخرى ربما أفردنا لها مقالاً آخر .

الفرزدق
06-27-2008, 06:02 PM
المرجعيات الثانوية
( المؤتلف والمختلف )

تشهد الساحة المرجعية العراقية ظاهرة تكاد تكون فريدة من نوعها ، تتمثل ببروز مرجعيات تعيش حالة من التمرد أو الإنشقاق على المؤسسة الأم ، يمكن أن نعد منها مرجعيات كل من المالكي واليعقوبي والصرخي والبغدادي والطائي .. وغيرهم .
إن تفسيراً لهذه الظاهرة يعود بنا الى جذر التناقض الذي يمثله وجود مؤسسة المرجعية نفسه ، فالمؤسسة بما هي مؤسسة ، أي بما هي كيان طبيعته اختصار أو اختزال كل ما له صلة بالدين في إطار العنوان الذي تمثله ، أي إن المؤسسة تنبثق عن فكرة جوهرية تتمثل بإيجاد مركز أو قطب يتلبس بهوية الفكر أو العقيدة ويكون تجليها أو حضورها المحسوس .
فالمؤسسة تنشأ لغاية تتمثل بسعي المؤسسين لحفظ الدين أو العقيدة من التشرذم ، ولكن هذا الهدف نفسه يستبطن تناقضاً ، فالمؤسسة ستجد نفسها – شاءت أم أبت – تمارس نهجاً قمعياً يضطهد الآخر المختلف ، الأمر الذي يتولد عنه بالضرورة نزوع للتمرد والإنشقاق يتحين الظرف التأريخي المؤاتي ليعلن عن نفسه . والحقيقة إن قمع المؤسسة الفكري بالدرجة الأولى يمكن أن يكون العلة وراء الإنشقاقات الكبيرة التي شهدها الواقع الشيعي من قبيل نشوء تيارات الإخبارية والأصولية والشيخية ، ثم الصدرية والسيستانية وغيرها .
وإذا شئنا توضيحاً أكثر أقول إن كيان المؤسسة يعيش بالضرورة حالة من الشعور بالقلق فيما يتعلق بالزمن ، فالمؤسسة كيان يراد له أن يكون خارج الإطار الزمني ، أي يعيش حالة الديمومة أو المطلق ، ومن أجل الحفاظ على هذه الديمومة تضطر المؤسسة بطبيعتها الى تقديم الكثير من التنازلات عن ثوابتها لمصلحة الإطار الزمني التأريخي ، وهنا ينشأ الآخر المختلف ، ولكنه يبقى كامناً شأن الخلايا النائمة لا يجرؤ على الجهر بهويته المختلفة ، والسبب في ذلك نجاح المؤسسة في ترسيخ فكرتها في أذهان الناس ( جمهور المقلدين ) بوصفها مركز الشرعية الذي لا يسع الآخر أن يوجد ما لم يمنحه المركز شهادة الولادة أو الهوية الشرعية .
وبطبيعة الحال يستلزم هذا الأمر أن يتخلى الآخر عن هويته الجوهرية بوصفه آخر ليعيش حالة التبعية والإندكاك في الأنا المركزية أو أن يستبقي منها ( أي هويته المختلفة ) قشريتها فقط .
في المنعطفات التأريخية تختلف المعادلة بدرجة تمنح الآخر المختلف إمكانية خوض صراع مع المركز ، ولكن الواقع التأريخي يشهد للأسف الشديد أن حدود هذا الصراع تبقى محكومة لعقدة التناقض الأم ، فالصراع لا يستهدف تفتيت المركز بقدر ما يحرص على إبقائه ولكن باختلاف بسيط يتمثل بسعي الآخر المختلف الى تبديل الأدوار فيكون المركز هامشاً والهامش مركزاً ، فسقف الصراع لا يبلغ مرحلة الثورة التغييرية الجذرية ، وإنما هو أشبه ما يكون بمفهوم الإنقلاب حيث يتبدل الحاكم فقط . هذه حدود التغيير التي سعى لها السيد محمد الصدر على الأقل .
وبقدر تعلق الأمر بالمرجعيات الثانوية المذكورة أعلاه فهذه المرجعيات في الحقيقة بدلاً من ذهابها بالصراع الى مناطق أبعد من تلك التي توقف عندها السيد محمد الصدر فعلت العكس ، فكانت بحق ثورات مضادة ، وأظهر فرسانها أنهم فرسان مزيفون غايتهم أنانية مصلحية ولا هم لهم حقيقي بمسألة الإختلاف .
نعم هم ركبوا موجة الإختلاف التي رسخ حضورها السيد محمد الصدر .. ولكنهم في الواقع أفرغوا الإختلاف من جوهره الصراعي واستبقوه بوصفه لعبة إختلاف غايتها كسب تعاطف الجماهير من جهة ( الجماهير التي نجح السيد محمد الصدر في إبعادها عن المركز بدرجة ما ) وإبقاء شعرة الإتصال بالمركز لأغراض التسوية والمفاوضات .
إذن الفكرة الجديدة التي دشنتها المرجعيات الثانوية تتمثل بمزدوجة المؤتلف / المختلف ، وهي لا شك فكرة انتهازية تكشف حقيقة أن هذه المرجعيات هي آخر بالعرض ، بل أكثر من ذلك تكشف عن طموح هذه المرجعيات لممارسة دور المركز أكثر من أي شئ آخر .
سأختار في هذه العجالة نموذج من خطابات مرجعية محمود الصرخي لأؤشر من خلالها على هذه الإزدواجية التي تحكم سلوك المرجعيات الثانوية .
كثيراً ما تصدر عن الصرخي نداءات يوجه بها أتباعه الى التنديد بالحكومة العراقية ( وهي مشروع مؤسسة المرجعية ) والإحتلال ، وعلى الرغم من أن كلماته في هذا الشأن تلبس جلباب العمومية حتى لا تكاد تعني شيئاً محدداً - وهو تضليل يقصده الصرخي بغية التملص من التبعات الأخلاقية المترتبة على مساندة أو مغازلة الدولة الطاغوتية - أو تركز على بعض الأمور المطلبية من قبيل الغلاء والأزمة الإقتصادية ، وتوفير الأمن ، الأمر الذي يعني في المحصلة الأخيرة ، أنه يحاول التخفيف ما أمكنه من وطأة كلماته على الدولة ، بل إنه في الحقيقة يُشعرها ويُشعر المؤسسة من ورائها بأنه يشترك معها في مشروعها السياسي المنحرف وأن اختلافه معها هو اختلاف في الفروع لا في الأصل .
هذه الإزدواجية تغطي في الحقيقة كل نشاطات الصرخي ففي البيان الآتي ينتقد الدولة الطاغوتية انتقاداً مخففاً كالعادة ، أي يطال الفروع دون الأصل كما أسلفت ، من خلال الدعوة الى إنتخابات جديدة ( مشروع الدولة والمؤسسة مرة أخرى ) ، وكذلك من خلال استبدال الإحتلال بإحتلال آخر و وصاية أخرى ، ولكنه في عين الوقت يطالب الدولة وقوات الإحتلال بايقاف عمليات الإرهاب ، أي يطابها بالإستمرار بالوجود ، بل يمنحها الشرعية في الحقيقة . إليكم البيان :-
(( إحياء لذكرى استشهاد السيد محمد الصدر(الثاني)(قدس سره) واستثماراً لتضحيته ودمائه الزكية من اجل خير وصلاح العراق وشعبه المظلوم , وتحقيقاً لأهدافه النبيلة السامية , فأننا نقيم في عموم المدن العراقية مسيرة جماهيرية نطالب فيها :-
1) إجراء انتخابات فورية جماهيرية عامة نزيهة بإشراف جهة محايدة .
2) انسحاب قوات الاحتلال الأميركية وحليفاتها فوراً وحلول قوات بديلة بإشراف الجامعة العربية أو منظمة الدول الإسلامية أو منظمة الأمم المتحدة.
3) إيقاف عمليات الإرهاب التي تستهدف أرواح وممتلكات الشعب العراقي .
4) على قوات الاحتلال في كل حال ومكان وزمان, إيقاف عمليات القمع والاعتقال والتشريد والتطريد لأبناء الشعب الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والرجال , وعليها توفير الأمن والأمان ووسائل الحياة والمعيشة الضرورية في كافة المدن العراقية )) . 2\ذي القعدة\ 1424.
لعلكم شعرتم بأن الصرخي حتى في البيان الواحد يناقض نفسه ، فهو في النقطة الثانية من بيانه يطالب بانسحاب قوات الإحتلال فوراً – على حد تعبيره – ولكنه لا يلبث أن يطالب ببقاء هذه القوات في النقطة الرابعة بحجة توفير الأمن والأمان ووسائل العيش الضرورية ، وبالتأكيد فإن توفير هذه الأمور يتطلب بقاء هذه القوات .
وليت شعري هل الصرخي غافل مغفل أم يتغافل عن حقيقة إن هذه القوات تبرر وجودها البغيض بالذريعة نفسها ، وما أجمل هذه الهدية التي يقدمها لها الصرخي إذن !
وإذا كان الصرخي في البيان السابق ديمقراطياً حتى العظم ، فإنه سرعان ما يتنصل من ديمقراطيته ، ويثبت أن حقيقته هي التناقض والنفاق ، و الانتهازية ، والتصيد في المياه العكرة لكل ما عساه يصب في مصلحته الشخصية ، فالديمقراطية تُستبدل في البيان الآتي بالدكتاتورية والحكم بل الإنقلاب العسكري !! والمالكي والزوبعي والطالباني الذين يطالب بنهايتهم من خلال الإنتخابات الجديدة في البيان السابق يأتي الآن ويقول لا بأس بهم !! ولا أدري والله كيف تكون حكومات الإنقلابات العسكرية والديكتاتوريات التي جربها الشعب العراقي وذاق منها الأمرّين حكومات صالحة تصب في مصلحة العراقيين ؟! والعجيب أن الصرخي يحاول هنا توظيف حديث أمير المؤمنين توجيهاً ينحرف به عن وجهته الحقيقية ، فهو يسعى من خلاله الى تبرير قبوله غير المشروع بالحكومات الطاغوتية ، في حين أن الحديث لم يكن في صدد التشريع لمثل هذه الحكومات ، وإنما غايته الإشارة الى حقيقة تكوينية ( لا تشريعية ) هي ضرورة وجود حكومة تنظم حياة الناس . ومن المعلوم إن ضرورة وجود حكومة لا تعني القبول بكل حكومة بل لابد من الإصرار على الحكومة الشرعية التي نصبها الله تعالى كما يفترض بالصرخي أن يعلم بوصفه رجل دين . وإذا كان الصرخي يحاول الالتفاف على فتقه الذي لا يُرقع من خلال التذكير بالمفاسد الحاصلة على أرض الواقع والإشارة الى ضرورة دفعها فإنه قد أخطأ الطريق ، إذ لا تُدفع هذه المفاسد بالطريقة التي يقترحها ، اسمعوا حديث الصرخي :-
(( أشرنا في مناسبات عديدة أنه ربما يكون حكم الفرد (الدكتاتورية) أهون الشرّين بل أهون الشرور للمجتمع ، ومن المؤسف المبكي أن الحال المأساوي الدموي الذي يمرّ به العراق وشعبه المغلوب على أمره لا يناسبه في هذه الظروف وهذه المرحلة إلا ما يسمى بالحكم الفردي (الدكتاتوري) ونتمنى ونرجو بل نسأل الله تعالى ونتوسل إليه أن يكون الشخص الحاكم من الوطنيين المخلصين العادلين المنصفين ، نقول ذلك لأن المؤسسات والتكتلات التي شكلت وتأسست باسم الديمقراطية وحكم الشعب صارت معرقلة لعمل الحكومة بل أصبحت هذه المؤسسات والتكتلات ومنابرها معرقلة ومهدّمة لكل خطوة وعمل فيه خير وصلاح للأمة ، فالأنسب والأفضل بل المتعين إيقاف عمل مثل هذه المؤسسات إلى حين توفر الظروف الموضوعية المناسبة الصحيحة الصالحة ، وعليه فلا يوجد اعتراض على ما يسمى بحكومة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية أو انقلاب عسكري ما دام يصب في مصلحة العراق وشعبه ويوقف أو يحجّم ويقلل من سفك الدماء وزهق الأرواح البريئة ، فالواجب إيقاف هذا النزف والزهق للدماء والأرواح بغض النظر عن المسمى ، قال أمير المؤمنين(عليه السلام) ((لابد للناس من أمير برّ أو فاجر ، يعمل في أمرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، ويبلغ الله فيها الأجل ، ويُجمع به الفيء ، ويقاتل به العدو ، وتأمن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح به برّ ، ويستراح من فاجر )) نهج البلاغة/ج1/خطبة40 .
قلنا ونكرر إن المهم بل الواجب الأهم هو إيقاف نزيف الدم وزهق الأرواح ودفع ومنع كل الأسباب والعوامل والمقدمات المؤدية إلى هذه المفسدة الكبيرة والقبح الفاحش ، ولا فرق في ذلك سواء كان الحاكم سنياً أم شيعياً عربياً أم كردياً ، وسواء كان الحاكم غير معروف وغير مشترك فيما يسمى بالعملية السياسية (وهو الأفضل والأنسب) أم كان مشتركاً في العملية السياسية وتوفرت فيه الشروط الوطنية والأخلاقية والشرعية ، فمثلاً ليكن المالكي أو الزوبعي أو الطالباني أو غيرهم أحدهم بمفرده أو مع آخر أو آخرين على نحو المجلس الرئاسي أو المجلس الحاكم أو أي عنوان آخر المهم تحقيق الغرض والهدف الوطني والأخلاقي والشرعي والتاريخي )) . 6شوال/1427هـ .
وعلى أي حال يبدو واضحاً من هذا البيان أن الصرخي لا ينطلق في تعامله مع السياسة من منطلق إسلامي ، فهو بعيد كل البعد عن كل ما هو إسلامي ، فلا ينطوي بيانه ولو على إشارة بعيدة للحكومة الإسلامية ، بوصفها النموذج الإلهي والنموذج الأمثل لنظام الحكم ، بل إن إيراده لحديث أمير المؤمنين (ع) بالصورة الملتوية يشير الى حقيقة ملتوية تستبطنها نفسه تحاول الإبتعاد عن الإسلام لمصلحة الذات المنتفخة المريضة .
فالصرخي ليس فقط لا يريد الدخول في بحث عن طبيعة نظام الحكم الذي يرتضيه الإسلام أو حتى مجرد الإشارة إليه ، وإنما يسعى الى الإلتفاف عليه وتشويهه لمصلحة الواقع المنحرف الذي يتوقع ، أو قل يمني نفسه ، بإمكانية تحقيق مكسب ذاتي من خلاله .
ولعل اللغة الإنفعالية البعيدة عن التعقل التي كُتب بها البيان تشير الى هذا المنزع الذاتي ، لنتأمل المقطع الآتي من بيانه : (( أشرنا في مناسبات عديدة أنه ربما يكون حكم الفرد (الدكتاتورية) أهون الشرّين بل أهون الشرور للمجتمع ، ومن المؤسف المبكي أن الحال المأساوي الدموي الذي يمرّ به العراق وشعبه المغلوب على أمره لا يناسبه في هذه الظروف وهذه المرحلة إلا ما يسمى بالحكم الفردي (الدكتاتوري) ونتمنى ونرجو بل نسأل الله تعالى ونتوسل إليه )) .
الصرخي يرى الحكم الديكتاتوري أهون الشرور ، بل يراه الحل الأنسب لظروف هذه المرحلة ! أما لماذا ؟ فـ( لأن المؤسسات والتكتلات التي شكلت وتأسست باسم الديمقراطية وحكم الشعب صارت معرقلة لعمل الحكومة بل أصبحت هذه المؤسسات والتكتلات ومنابرها معرقلة ومهدّمة لكل خطوة وعمل فيه خير وصلاح للأمة ) ! فالديمقراطية وآلياتها و ما يُسمى مؤسسات المجتمع المدني ؛ الأحزاب والتكتلات تعرقل عمل الحكومة ، ولو سألناه كيف ذلك ؟ لا أدري بما يجيب !
فالمفترض بحسب الفكرة الديمقراطية أن تكون هذه المؤسسات عاملاً مساعداً في تمشية أمور الدولة ، كما إنها بحسب الديمقراطية قوة في مقابل قوة الحكومة لحفظ مصالح الناس من تعسف الحكومة المتوقع . وهكذا فإن وجود هذه المؤسسات والتكتلات يمثل جزء من ماهية الديمقراطية إن صح التعبير ، فهو إذن غير محدد بمرحلة دون أخرى . وإذا كان الصرخي يعتقد أن المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق لا تناسب الديمقراطية ، أو إن الديمقراطية لا تناسبها ، بل إذا كان يعتقد حقاً أن الديمقراطية هي سبب مآسي العراق ، فإن عليه أن يُجيب إذن بأي مسوّغ دفع الناس الى جحيم الديمقراطية ؟ لنقرأ بعضاً من بياناته :
نص فتوى الصرخي الصادرة بتاريخ 2 / ذي العقدة / 1426 هـ.ق 0
قال السيد محمود الحسني : (( 0000 ويجب شرعاً وأخلاقاً وأدباً وتاريخاً على جميع المكلفين [ من الشيعة والسنة ، ومن العرب والكرد ، ومن المسلمين وغيرهم ، من النساء والرجال ] ممن وجب عليه أو أوجب على نفسه المشاركة في الانتخابات القادمة أن يختاروا وينتخبوا من يعتقد ظاهراً وباطناً صدقاً وعدلاً بحب العراق وشعب العراق والولاء له ، ويعمل جهده من أجل وحدة العراق وشعبه وحقن دماءه أو المساهمة في إيقاف أو تقليل جريان نهر بل أنهار الدماء التي تسفك على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ، هذا بغض النظر عن اعتقاد الشخص المرشح والمنتخب الديني والمذهبي والقومي والعرقي ونحوهما 0 والله تعالى الموفق والمسدد 0 )) الحسني 2 / ذي القعدة / 1426 0
لا حظوا ، في هذا البيان الديمقراطية ( الإنتخابات ) يترشح عنها حكومة يُتوقع منها حفظ النظام و وحدة العراق .. و .. و .. وكل ما يقع على طرف النقيض مع ما ورد في البيان السابق .
ولو تأملنا قليلاً في هذا البيان الأخير سنكون وجهاً لوجه أمام مفارقات مضحكة – مبكية في آن واحد ، فالإنتخابات واجبة (ويجب شرعاً وأخلاقاً وأدباً وتاريخاً على جميع المكلفين [ من الشيعة والسنة ، ومن العرب والكرد ، ومن المسلمين وغيرهم ، من النساء والرجال ] ممن وجب عليه أو أوجب على نفسه المشاركة في الانتخابات القادمة ) ، والمرجع الديني الأعلم ، بل ولي أمر المسلمين – وأنا هنا أناقشه حسب مدعياته – كما يزعم كاذباً لا يهمه اعتقاد الحاكم الديني والمذهبي ، فهو يرحب بالحاكم الذي تأتي به الديمقراطية يزيدياً كان أو علمانياً ، وهذا أمر غير مستغرب بالنسبة لرجل لا يهمه شئ غير نفسه ، بل إن الصرخي يقطع الطريق على كل من عسى أن يحاول الدفاع عنه فيحدد الهدف للحكومة التي يتمناها بقوله : ( أن يختاروا وينتخبوا من يعتقد ظاهراً وباطناً صدقاً وعدلاً بحب العراق وشعب العراق والولاء له ، ويعمل جهده من أجل وحدة العراق وشعبه وحقن دماءه أو المساهمة في إيقاف أو تقليل جريان نهر بل أنهار الدماء التي تسفك على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ) . فالهدف لا علاقة له بالدين على الإطلاق .
ولكي تزادوا عجباً من تناقضات هذا الرجل اقرؤا البيان الآتي الصادر عن الصرخي قبل أشهر قليلة من سابقه الذي يحث فيه على المشاركة في الإنتخابات فقد أصدر بياناً بتاريخ ؟ / شهر رمضان / 1425 هـ . ق بمناسبة الانتخابات الأولى في العراق بعنوان ( انتخابات ولكن ) جاء فيه : (( بسمه تعالى :
أولاً: كما بينّا في الاستفتاء السابق بعدم وجود دليل شرعي أو عقلي يدل على وجوب الانتخابات, بل يمكن أن يكون الدليل الشرعي والعقلي بل والأخلاقي والتاريخي على خلاف ذلك.... )) .
أقول سبحان الله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، فقبل أشهر قليلة إذن لم يكن ثمة دليل شرعي أو عقلي يدل على وجوب الإنتخابات ، بل يمكن (كذا) أن يكون الدليل الشرعي والعقلي بل والأخلاقي والتاريخي على خلاف ذلك !!
أي تناقض هذا ؟ وهل الأمر مجرد تناقض فكري منشؤه الجهل أو التخبط ، أم إنه كما هو المرجح تعبير عن موقف سياسي متقلب ، بل انتهازي ، يحاول تصيد الفرص ، ويتكيف بحسب ميل ميزان القوى لهذا الطرف من المعادلة أو ذاك ؟

الفرزدق
06-27-2008, 06:04 PM
المغالطة التأريخية ، المرجعية والنقد


لأن السكوت لم يعد ممكناً ، بل إنه اشتراك في المؤامرة ، بل الجريمة الكبرى بحق الإسلام ومحمد وعلي والإمام المهدي ( عليهم الصلاة والسلام ) ، ولأن الناس للأسف الشديد قد إستخفهم فقهاء آخر الزمان الذين قال فيهم رسول الله (ص) : (فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) ، لكل ذلك كان لابد من كتابة هذه السطور ..
ما أتمناه من القارئ هو أن لا ينظر لما أكتبه على أنه هجاء لفقهاء آخر الزمان لغرض الهجاء ، فإنه في حقيقة الأمر عرض لواقعهم ، وما فيه من هجاء ليس في الحقيقة سوى انعكاس واقعهم السيئ . كما أرجو أن لا يظن أحد أني أستسهل الكلمات التي يسطرها القلم ، وإن كنت لا أريد له أن يظن أيضاً أني أكابد الألم ، فالحقيقة هي إني أشعر بحجم المحنة التي يمر بها الشيعة ، وأعلم تمام العلم أن الجزء الأكبر منها يتحمل مسؤوليته الفقهاء ، دون أن يعني ذلك أن الناس لا يقع عليهم جزء من المسؤولية ، وهو جزء هام على أية حال ، أقول إن تجاوز المحنة يستدعي المصارحة والصدق
وكشف الحقائق وإن تسبب ذلك بالألم لهذا الشخص أو ذاك .
أخي القارئ سيقال لك ، وقد تقول أنت ذلك ، ليس هذا الوقت الملائم لمثل هذا الحديث ، ولكنك تعلم أخي القارئ إننا كثيراً ما كنا نؤجل لحظة الحقيقة هذه لأن الوقت لم يكن ملائماً !؟ كنا دائماً نقع ضحية الأوقات غير الملائمة ، وآه يا أخي متى كانت أوقاتنا ملائمة ؟ وهل حقاً سيأتي الوقت الملائم ؟ هل تساءلنا يوماً لماذا لا نجد الوقت الملائم ؟ هل تساءلنا وقت من غير الملائم ، أ هو وقتي ووقتك المزدحم بالمنغصات ، أم هو وقتهم ، وهل نملك إقناعهم بتوفير وقت ملائم لآلامنا ؟
إن لعبة الأوقات غير الملائمة أضحت ممجوجة لكثرة ما استثمرها المتسلطون على إرادتنا ، بل إنها صارت كالسيف المسلط على رقابنا ، فما أن تأكل لحمنا الأيام المُرة ، ونشعر بأن وقتنا قد حان ، حتى يأتينا الجواب البارد : لم يحن وقتكم بعد ، أجلوا سعادتكم لوقت قد . . لا يجئ . وأخيراً إذا لم نغضب لديننا ولإمامنا المهدي (ع) فلن نغضب لشئ أبداً .
في هذا البحث أود وضع القارئ بإزاء واحدة من أهم المغالطات التي تعتمدها مؤسسة المرجعية في إستراتيجية التضليل والإستخفاف التي يقوم عليها كيانها ، وهي المغالطة التي يمكن الإصطلاح عليها نسبة الى موضوعها بـ (المغالطة التأريخية ) ؛ ومضمون هذه المغالطة يتحدد بلجوء مؤسسة المرجعية الى تصوير كل نقد يوجه لها على أنه نقد أو انتقاص من كل التأريخ الشيعي في زمن الغيبة الكبرى الذي تميز بتصدي الفقهاء لأمور الفتوى والدفاع عن العقيدة ، بل إن التشويه كما تزعم مؤسسة المرجعية يتعدى هذا الحد في أغلب الأحيان ، لاسيما بعد الربط المصطنع بين المرجعية
والإمامة ، فيجري تصوير نقد المرجعية على أنه انتقاص من أصل المذهب الشيعي ، بينما الواقع هو أن النقد لا يُراد به سوى نفر من العلماء غير العاملين الذين عطلوا أهم ما في الشريعة وهو الواجبات الإجتماعية بشتى صورها ، وكان لسياساتهم على وجه التحديد أبلغ الأثر في تشويه التأريخ الشيعي نفسه ، والحط من حقيقة هذا المذهب الشريف . فالمغالطة إذن يُقصد منها كم الأفواه ، وإخراس الألسن عن توجيه أي نقد للمرجعية .
هذه المغالطة أسست لها مؤسسة المرجعية في عصرنا هذا عبر سطوها ومصادرتها لكامل التأريخ الشيعي و تجييرها هذا التأريخ لمصلحة شخوصها ورموزها ، حتى لقد بلغ الأمر بها أن سلبت عن العلماء العاملين – الذين كان لجهودهم ودمائهم الدور الكبير في صنع تلك الصفحات المشرقة في التأريخ الشيعي – كل خصوصية لتنسب كل تلك الجهود المباركة لمصلحة الكيان المؤسسي ، حتى لكأن المؤسسة استحالت الى وحش ضار يشرب دماء الثلة المؤمنة من العلماء العاملين ليرمم كيانه ، ولعل أخطر ما في هذا التوجه هو أن تصبح الجهود التي راكمتها تضحيات الأجيال ميراثاً برسم كل من
هب ودب ممن يتاح له تسنم منصب المرجعية ، فيصبح بين ليلة وضحاها شخصاً مقدساً ورمزاً يختزل بعمامته كل التأريخ الشيعي ، حتى وإن لم يكن يستحق شيئاً ، أي شئ ، بل حتى لو كان ينتهج منهجاً يقف بالضد من كل التأريخ الشيعي . إن الإدعاء بأن التأريخ الشيعي هو تأريخ المرجعية – هكذا بهذه الإطلاقية – يراد منه تمييع الحقيقة ، وإعطاء جهود الثلة المخلصة لكيان لا يملك سوى وجود اعتباري ، ليصار بالنتيجة الى تلبيس كل من يتسنم منصب المرجعية عمامة الجهود المباركة التي سطرتها الثلة الصالحة العاملة فيتحقق قول : ( وهب من لا يملك لمن لا يستحق ) . والأخطر من ذلك
إن نسبة الجهود الصالحة الى العنوان العام (المرجعية ) يترتب عليه إضفاء مسحة من القدسية على هذا العنوان ، وبالنتيجة على كل من يتربع على كرسيه ، فيصبح العنوان وصاحبه خارج إطار النقد والمراقبة ، بله المحاسبة ، لأنه ببساطة يصبح كل الفقهاء والحال هذه على مستوى واحد ؛ العامل منهم وغير العامل ، فالكل سواسية في العمل طالما غُيبت ملاحظة الجهود الفردية ، ومُنع الناس من تقييم عمل كل فقيه على حدة ، ومن أين يتسنى لهم التقييم إذا كان عمل الشخص لا ينسب له بل ينسب لكيان المؤسسة . وهكذا صرنا نسمع كلمات من قبيل : إن المرجعية قد تصدت للحاكم الفلاني ،
وسواها من الكلمات ، بينما المتصدي شخص واحد ، وغالباً ما تكون آراء الفقهاء الآخرين مخالفة لرأيه ، أو إن الآخرين قد اتخذوا موقف السكوت والمداهنة .
والحق إن مؤسسة المرجعية في هذا الزمان شبيهة الى حد كبير بما يُعرف في المسيحية بـ (الفاتيكان) فالسلطة الواسعة والمبتدعة في الوقت نفسه التي منحها رجال الإكليروس ( رجال الدين) في المسيحية لأنفسهم يجدها المراقب قد استنسخت من قبل فقهاء آخر الزمان بكافة تجلياتها ، وهذا الواقع يراه ويتحسسه كل من يتابع التقاليد التي تحكم نظام المؤسسة المرجعية ، والسياسات التي تتبعها في التعاطي مع الأمة . حيث يُلاحظ بوضوح شعور المؤسسة المرجعية الحاد بذاتها ككيان مؤسسي ينبغي صونه والإبقاء عليه حتى لو كان ذلك على حساب الوظيفة المناطة به . فلم تعد
سياسات المرجع ومدى تطابقها مع مقررات الشريعة المقدسة تحظى بالأهمية التي يحظى بها هاجس الإبقاء على المرجعية وديمومة نفوذها في الشارع الشيعي ، فالشعار الذي ينبغي أن يُرفع على الدوام هو التستر على المرجعية وتغطية عيوبها ، حتى إن اقتضى الأمر كم الأنوف عن الروائح العفنة التي تفوح منها .
وسبحان الله لقد قالها رسول الله (ص) كلمة لا تختلف ولا تتخلف : ((لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل )) .
والحق إن فكرة القداسة المزيفة التي تتمتع بها المرجعية تحظى برواج منقطع النظير بين الناس الأمر الذي شكل على الدوام حاجزاً يحول دون انفتاح عقولهم على الرأي الآخر ، ولعل ذكرى السيد محمد الصدر (رحمه الله ) لما تزل طرية في الذاكرة ، فعلى الرغم من كونه ابن المرجعية بمعنى من المعاني إلا أن حركته الإصلاحية لم تبلغ المدى المرسوم لها بسبب الحاجز المشار إليه .
وسبحان الله ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، فبالأمس ابتدع أعداء أهل البيت (ع) نظرية عدالة الصحابة ليغطوا عيوبهم ، ويضفوا على أفعالهم وأقوالهم مسحة من القدسية تقيهم النقد ، وتجعلهم بمنأى عن المساءلة ، واليوم تبتكر المؤسسة المرجعية نظرية مشابهة هي نظرية عدالة الفقهاء وقدسيتهم للغرض ذاته . وإذا كان أتباع مغتصبي الخلافة قد حرموا على الناس البحث في التأريخ ، متذرعين بحجة أن البحث في صفحاته إيقاظ للفتنة النائمة ، فتلك أمة قد خلت وليس علينا من حسابها من شئ ، فإن مرجعية هذا الزمان تقفو الأثر نفسه حذو النعل بالنعل ، فهي تنعت كل بحث في
مجريات التأريخ ، وكل محاسبة للشخوص الذين ساهموا في صنع الواقع الأليم الذي عاشه الشيعة في الوقت الراهن تحديداً ، تنعته بأنه إثارة للفتن ، وتفريقاً لوحدة الصف ، وتصمه بالنتيجة بأنه عمل لا يخدم سوى أعداء الدين والمذهب !!

الفرزدق
06-27-2008, 06:09 PM
إرهاب المؤسسة الدينية

لست بصدد الحديث عن الإرهاب الفكري الذي مارسته وتمارسه مؤسسة المرجعية ، فالحديث عنه أصبح من نافلة القول ، فكل معترض على سياسات المرجعية هو بالضرورة بعثي وهابي منحرف وعميل للصهيونية ، أو بالعودة المستحبة وجوباً الى التأريخ هو حشوي زنديق هرطوق ( من الهرطقة ) ، ويستهدف ( بلاشك ولا ريب !! ) مذهب أهل البيت الذي أممته المؤسسة وأصبح هو إياها ( على خلاف بين سيبويه والكسائي ) .
ما أريد الحديث هو إرهاب القوة ، وهو إرهاب لا يظنن أحد أنه وافد جديد على المؤسسة ، فالمؤسسة عرفته منذ أن كانت تستعين بأهل الخبرة من الشقاوات في حل المشكلات الفكرية المستعصية . ولكنه اليوم تطور وأصبحت شلة شقاوات الليل جيشاً شرعياً مئة بالمئة وبإجماع الفقهاء- الأصنام الأربعة اللاتـ(ستاني) وعزى الفياض وهبل الحكيم ومناة الباكستاني ، وهذا الجيش الذي اختير له اسم ( جند المرجعية ) تدفع الدولة رواتبه وهي ممنونة .
ومن الغرائب الديمقراطية إن هذا الجيش يمتلك خبرات خاصة بتهديم المساجد والحسينيات ، كما حدث مرات لحسينيات أتباع اليماني وغيرهم ، كما إن أفراده مولعون بحفلات الشواء البشرية بدرجة لا يتصورها المركيز دي ساد نفسه . وما حدث في البصرة لأتباع اليماني وما حصل لأتباع السيد مقتدى الصدر في البصرة والناصرية ومدينة الصدر من حرق وتمثيل وهدم شاهد على نمط الإستعداد الذي يملكه جند المرجعية .
ولنترك الحديث للوثيقة :-
في 31 /1/2007 م أي بعد أحد عشر يوماً بالضبط من أحداث الزركة وضمن برنامج بانوراما الذي تقدمه منتهى الرماحي من على قناة العربية وكان ضيوف الحلقة :د. علي الدباغ (ناطق باسم الحكومة العراقية) وعباس الموسوي (محلل سياسي) ووليد الزبيدي (محلل سياسي) وجوديث كيبر (مركز العلاقات الخارجية) و د. ما شاء الله شمس الواعظين (مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية) ومن خلال هذا البرنامج يتبين لنا أن الحكومة لم تعرف من هؤلاء الذين قتلوا بمعركة استخدمت فيها القوة المفرطة ولا أعدادهم واتضح أنهم ليس لهم علاقة باليماني الذي ذكر اسمه طيلة فترة الأحداث !!!
وغاب عن هذه الحلقة القتلى الذين اختلطت أجسامهم بالتراب من شدة القصف والقوة المفرطة فقد فوجئوا بالهجوم بدون سابق إنذار من الحكومة أو غيرها، ولم يعطوا فرصة للاستلام وماتوا وهم لا يعرفون أنهم لم يكونوا المقصودين بالحملة التي نفذها الجيش والشرطة والمليشيات الداعمة لها وإنما كان المقصود أحمد الحسن اليماني وأنصاره وغيب أيضا الأسرى وعوائل القتلى الذين عرضتهم شاشات التلفزيون بعد أن دهشوا من كثرة القوات وتكالب أطراف الحكومة عليهم فهم لايعرفون السبب من وراء مهاجمتهم فأسكتتهم الدهشة ولم يكلف أحد نفسه أكان من الحكومة أو من البرلمان أو من المنظمات الإنسانية لحد الآن زيارتهم لمعرفة أسباب ما حصل منهم كطرف ثالث بالقضية ولا حتى القنوات الإعلامية (لأن الذي أمروا بتنفيذ العملية كانوا فوق المسائلة ؟؟؟؟؟) ولا يمكن تجاوزهم واستطاعوا إسكات كافة التساؤلات باستثناء أصوات ضعيفة لاترتبط بهم ولا ترجع إليهم. أي أن البرنامج كان أشبه بمحكمة استماع بغياب المتهم والمحامي...
وفيما يلي : مقتطفات من تصريحات الضيوف وتعليقاتهم على التساؤلات
السؤال: - من هم جند السماء؟ وكيف تمكنوا من خرق منطقة يفترض أنها تخضع لرقابة أمنية مشددة في العراق؟- إلى أي مدى يمكن للحظر الدولي أن ينجح في الضغط على السلطة في إيران لإعادة النظر في سياستها المتشددة؟
الأجوبة :
رمزي المصري: حملة عسكرية نتائجها دموية استهدفت تنظيماً يسمي نفسه جند السماء, هم جماعة تنتشر في منطقة مزارع الزرقاء على بعد نحو 3 كيلو مترات شمال الكوفة, المنطقة تقطنها عشيرة الحواتم حيث جند السماء أتباع المدعو أحمد الحسن الذي يقول أنه أحد قادة الإمام المهدي المنتظر وأنه دائم الاتصال به, وهو كان يعمل من مكتب في النجف إلى أن تمت الإغارة عليه وإغلاقه في وقت سابق من الشهر. هذه الجماعة ليست على صلة مع بقية القوى الشيعية العراقية البائسة, لماذا كانت العملية العسكرية على جند السماء؟ المصادر الأمنية العراقية أشارت إلى أن هذه الجماعة كانت تخطط للاستيلاء على الصحن الحيدري في النجف استعداداً لاستقبال المهدي خلال أسبوع, واستهداف مراجع دينية شيعية في المنطقة.
ونقل عن نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان قال إن الجماعة المسلحة جند السماء مرتبطة بتنظيم القاعدة, وأضاف أنه تنظيم كبير ومعقد ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك, تنظيم عقائدي لديه خبرة طويلة في القتال وإمكانيات عسكرية كبيرة, وتلقوا تدريبات رفيعة المستوى نظراً لتصرفهم أثناء الهجوم. ثمة موقفان برزا جراء العملية, موقف الحكومة العراقية التي أرادت من خلال العملية العسكرية ضرب عصفورين بحجر واحد, ضرب ما اعتبرته بدعة من جهة وإرضاء الأميركيين من جهة ثانية, الموقف الثاني يتمثل بجيش المهدي وأنصار مقتدى الصدر في النجف الذين وقفوا على الحياد بين الحكومة وتنظيم جند السماء. رمزي المصري –
العربية.منتهى الرمحي: معنا من بغداد الدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية, ومن بيروت عباس الموسوي المحلل السياسي, ومن دمشق عبر الهاتف وليد الزبيدي المحلل السياسي, أيضاً أهلاً بكم جميعاً وأبدأ معك دكتور علي الدباغ أولاً, الأسماء تعددت اليوم من أحمد الحسني إلى سامر أبو قمر أخيراً إلى ضياء كاظم عبد الزهرة الذي قيل أنه كان قائد جند السماء وكان بعثي, أي منهم هو قائد هذه الميليشيا !!
د. علي الدباغ: بسم الله الرحمن الرحيم, يعني أنا بس أشير إلى تقريركم اللي يغرق في افتراضات ليس لها صحة, أولاً لا يوجد اسم اسمه أحمد أبو الحسن أو هكذا سميتوه, الشخص هو هذا اسمه سامر ويلقب بضياء الدين وأبو قمر هذا اسمه الحركي اسمه الحقيقي سامر وليس له علاقة أبو الحسن أو أحمد أرجو أن يعني تصححوا في نشراتكم القادمة..منتهى الرمحي: واليماني؟
د. علي الدباغ: لا ليس يماني.. لا ليس يماني, اليماني هي مجموعة ثانية موجودة بالعراق, (للاسف اكتشف الدباغ النتيجة وصحح تصريحاته للمرة الثالثة ولكن كان الثمن غالي تمثل بمئات القتلى) أحب أقول شغلة واحدة ضيفوها إلى تقريركم وأعتقد فيها هي الصحيحة وفيها على الأقل نسبة صحة كبيرة الحاضنة الشيعية أو الوسط الشيعي يتقبل الأفكار حتى لو تكون معارضة,
( وهنا ذكر الدباغ جواب لسؤال لم يسأل عنه ولكنه شرح مجمل القضية من الف الى الياء وهو ان كل الموضوع يتمحور حول معارضة أفكار مجموعة من المسلمين الشيعة (جماعة أحمد الحسن) لمراجع الدين في النجف الأشرف وعدم تقبل علماء النجف لمبدأ الحوار معهم واتخاذ مراجع الدين لقرار تصفيتهم والقضاء عليهم كما بينا أعلاه).
سؤال : منتهى الرماحي: دكتور علي يعني نبقى في إطار المعلومات التي نتوقع أن تكون الأكثر دقة لأنها معلومات حكومية بهذا الصدد, عدد المنتسبين يعني اليوم ترددت الأنباء عن أنه تم قتل حوالي 250 ثم الحديث عن 400 ثم الحديث عن أنه مجموع هذا التجمع أو هذه الميليشيا حوالي ألف, يعني السؤال كيف تم تجميع كل هذا العدد وهم تحت مراقبة أو على علم بالأجهزة الأمنية العراقية؟
جواب : د. علي الدباغ: الأرقام الحقيقة التي خرجت من النجف كلها أرقام, أنا يعني انتبهت إلى المتحدثين الإخوة من مجلس المحافظة الكل كان يقول تقديري الشخصي, لحد الآن لم يتم لحد مساء هذا اليوم لحد ما غابت الشمس لم ننته لم تنته المجموعة الموجودة المجموعة الأمنية الموجودة من إحصاء عدد القتلى حتى الجرحى لم يستطيعوا إخلاءهم جميعهم, هناك فصل للمدنيين الآن غير الجرحى عن المدنيين لنرى من هم بريئاً, من منهم من هذه الجماعة هل هو أسير أو غير أسير لم تنته لحد هذه الليلة, لذلك الأرقام التي قيلت هي كلها تقديرات وتقديرات غير رسمية, الأرقام هي نعم صرح وزير الدفاع صباحاً لحد الساعة عشرة صباحاً كانوا 150 لكن ازداد الرقم بصورة كبيرة إلى المساء نعم فاق المائتين ويفوق قد يكون يوم غد يفوق المائتين, لكن لا أستطيع إعطاء رقم حقيقي حتى لعددهم عددهم نعم بضعة مئات لكن أيضاً هذا رقم تقديري
أي إن الحكومة لغاية ساعة قتلهم لا تعرف عدد الذين كانوا في ذلك المكان قبل الهجوم فعلى ماذا استندت بقرارها في الهجوم واستخدمت الطائرات مع وجود المدنين بإعترافهم؟؟؟
وماهذه السرعة في الاتهام والتحقيق والإبادة فقد صدر الكتاب في 19 /1/2007م ليعلنوا عن أنفسهم فتم إبادتهم في 28 /1/2007م متى تمت التحقيقات ومتى تم التخطيط ومن بدأ القتال فلم نسمع أنهم هاجموا أي أحد!!!
أما أتباع أحمد الحسن و بما أن اعتقالاتهم كانت بعيدة عن منطقة الاشتباكات وكانوا عزل ولم يقاموا الاعتقالات فلم يستطيع المسؤولون ربطهم بالأحداث و تلفيق اتهامات قوية لهم وبعد أن أصبحوا في موقف محرج من نتائج الجريمة التي تمت بحق أهل قرية الزركة وهم مئات القتلى والجرحى ومحاولة لإغلاق الملفات بسرعة ونتيجة إلحاح أهاليهم وتدخل بعض المسؤولين المتنفذين تم إطلاق سراح أتباع أحمد الحسن بعد أن تم إجراء اللازم معهم (ضرب وتعذيب وإهانات تركت أثر نفسي ومعنوي كبير عليهم ) كرسالة لهم بعدم طرح أفكارهم لأنها تتعارض وفكر المرجعيات وتسبب لهم خسائر تقدر بعدة ملايين من الدولارات تجبى لهم كخمس من الشيعة في الدول المجاورة.

أحداث هذه السنة 2008 م ماذا حدث في جنوب العراق مؤخراً؟
ونفس السيناريو حدث مجدداً بعد سنة ونفس الأشخاص مع نفس التضليل والكذب وبنفس الأسلوب بدأت حملة إعتقالات بتوجيه من مرجعيات الدين في 2/1/ 2008م تبعتها مظاهرات أدت الى اشتباكات وحملة إبادة وتنكيل. وإتهامات ما أنزل بها من سلطان ونلخص الإتهامات مع الردود المثبتة بدلائل من أكاذيبهم السابقة:
تفاصيل الاحداث الاخيرة في البصرة والناصرية (تلفيقات المراجع والحكومة ... الرد والاثباتات)

إذ نشرت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تصريحات المسؤولين العراقيين حول الأحداث والاشتباكات الأخيرة في العراق وانقل لكم ما ذكرته وكالة الأخبار العراقية كعينة ومثال على ذلك حيث يقول مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إنهم جند السماء وإنهم مدفوعون من الخارج والوزير الوائلي ينفي، ووكيل السيستاني يقولون إنهم من بقايا أزلام صدام ... فهذا المثلث الذي يحكم الدولة لا يعرف من هؤلاء فكيف يصفونهم بالمنحرفين والخارجين عن الإسلام ؟؟؟
وماهو دليل انحراف أحد الحسن اليماني وأنصار الإمام المهدي وخروجهم عن الإسلام ومعظمهم متخرجون من حوزة النجف الاشرف والبعض الآخر لازالوا طلاب في الحوزة ومثقفين وأساتذة جامعات ومهندسين , وأطباء إضافة الى أناس بسطاء آخرين يمثلون مختلف شرائح المجتمع العراقي، كل جريمتهم إنهم وجدوا أن الدين الحقيقي هو الرجوع الى الكتب السماوية وسنة الرسول ص وتراث أهل البيت عليهم السلام والى ماجاء به الأنبياء والمرسلون نوح وابراهيم وموسى وعيسى ويعقوب وإسحاق... نعم جريمتهم أنهم لايرجعون لمراجع النجف في أمور دينهم !
وعاد هنا الى الشاشة أيضا المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في 27 /1/ 2008 م الذي استعرضنا تصريحاته في ما سبق وقد تبين لكم عدم مصداقيتها ليدعي أن الحكومة لا تحارب الفكر المسالم !! إذن لماذا تمت الكثير من عمليات الاعتقال وبإعتراف مسؤولي الدولة قبل أن تكون هنالك مواجهات أي قبل المواجهات الأخيرة في محرم من العام المنصرم ، وأين نتائج التحقيق في الاعتقالات السابقة ، الدكتور الدباغ طبعاً سيقول : لا بأس التجربة الديمقراطية في مقتبل عمرها !
وعادت إلينا أيضا التصريحات الكاذبة والمضللة للحكومة العراقية وبعد أن اعترفوا في نهاية مجزرتهم السابقة انه لاتوجد علاقة بين جند السماء واليماني وأنصاره يعيدون الكرة مرة أخرى ويخلطون الأوراق مجددا ليناقضوا أنفسهم عندما قالوا قبل سنة إن ملف جند السماء قد أغلق (والذي ذكرنا سابقا كيف أنهم قتلوا سهواً )
واتهم أنصار اليماني بوجود النية (كذا) لديهم لمهاجمة مراجع الدين فمنذ متى والقانون يحاسب على النية هؤلاء الناس بدأوا بنشر فكرهم العقائدي منذ ثمان سنوات ولم يرموا حجراً واحداً حتى بعد أن اعتقلوا وشردوا أكثر من مرة... والقانون الديمقراطي كما يسمونه في العراق كفل حرية الرأي والمعتقد حتى لعبدة الشيطان الذي يعيشون في بعض أنحاء العراق هل هؤلاء ليسوا منحرفين بحسب رأي أصحاب العمائم في النجف (سامريوا العصر بحسب تسمية لأتباع اليماني ) . واتهموهم إنهم كانوا ينتظرون الإمام في المساجد وقاموا بتنفيذ الهجوم لتعجيل ظهور الإمام، أي افتراء هذا !! وأصحاب اليماني يعتقدون بأحاديث السنة الشريفة وروايات أهل البيت عليهم السلام التي تقول إن الإمام ع يأتي من المشرق وروايات أخرى تقول بين الركن والمقام.

إن الكثير من أعضاء الحكومة العراقية يعرفون من هو احمد الحسن الملقب باليماني ومن أنصاره فهم لايخفون أنفسهم، ومساجدهم ومكتباتهم مفتوحة أمام الناس في البصرة والناصرية والعمارة والكوت والنجف وبقية المحافظات واجتهدوا طيلة 8 سنوات في نشر الكتب والمجلات الدينية التي تثقف الناس وتفقههم في دينهم. وقاموا بعدة مسيرات سلمية في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء موجودة صورها في موقعهم على الانترنيت.
وكان أمر الاعتقالات الذي صدر ونفذ في 24 ذو الحجة 1428 هـ أي قبل عشرة أيام من الاشتباكات الأخيرة بتوجيه وتحريض من المرجعيات الدينية بالقضاء على الأفكار المهدوية (والمقصود بالأفكار المهدوية احمد الحسن وأنصاره حصراً) فهذا الأمر لايشمل جيش المهدي وحسب تصريح رئيس قائمة الائتلاف على قناة الفرات وكما نشرت جريدة الصباح الناطق الإعلامي الرسمي للحكومة العراقية
وفتوى أحد المراجع الأربعة في النجف الاشرف والتي نشرت بعد الأحداث تبين بما لايترك مجال للشك أن رجال الدين يطالبون ولازالوا يطالبون الحكومة وبمساعدة جيش الاحتلال القضاء على فكر احمد الحسن وأنصار الإمام المهدي الذي يتقاطع مع أهوائهم كما هو مبين في الفتوى الصادرة عن الفياض بضرورة أن تقوم الحكومة بالقضاء على احمد الحسن وأنصاره ودفنهم !!
وهكذا تم إعداد قائمة بأسماء المطلوبين من حملة فكر اليماني ومن بينهم أحمد الحسن اليماني والذين لدى الحكومة ملفات عن بعضهم لأنهم كانوا قد اعتقلوهم العام الماضي في محرم وعلى مدار السنوات الماضية وأطلقوا سراحهم عندما لم يستطيعوا أن يجدوا ما يدينهم ووجدوا أن ليس لهم علاقة بجند السماء أو غيرها من التهم التي نسبت إليهم في وقتها.

وتصريحات محافظ النجف والبصرة والناصرية ومدراء الشرطة موجودة على الانترنيت تؤكد انه تم تنفيذ حملة اعتقالات واسعة ضد من يعتنق هذا الفكر اليماني العقائدي سبقت حدوث الاشتباكات .
وصدر بيان من أنصار الإمام المهدي (وهذا هو اسمهم) يدين الاعتقالات نشره موقعهم على الانترنيت .
وذهب أهل الموقوفين ( بحسب أحد بيانات أنصار الإمام المهدي ) الى محافظي البصرة والناصرية والنجف ومدراء الشرطة يسألون عن أبنائهم وذويهم قالوا لهم نحن لانعلم عنهم شيئاً فالقوات التي اعتقلتهم جاءت من بغداد ونفذوا الاعتقال بدون علمنا وبعضهم طلب 800 دولار مقابل كل شخص للإفراج عنهم وهكذا لم يدعوا باباً إلا طرقوه , ذهبوا الى معارفهم من حزب الدعوة المتنفذين بالحكومة فأجابوهم لا نعلم أين اعتقلوا فالأمر جاء بتوصية من عبد العزيز الحكيم ومراجع الدين وهكذا .... يستمر التسويف ...

ولكن الطامة الكبرى التي اشتركت فيها القنوات الفضائية والإذاعات إنها أخذت المعلومات من طرف واحد وكأن الطرف الثاني نكرة لاوجود ولا رأي له. فقناة العراقية بوق الحكومة العراقية أخرجت لنا صور بناء مهدم، إذ إن القوات العراقية وقوات الاحتلال استخدمت الأسلحة الثقيلة وأفرطت بالقوة ضدهم وأظهرت كاسيت فديو وكاسيت مسجل محروقين وكمبيوتر وطابعة وبأعداد مفردة وبعض الذخيرة للسلاح وأسلحة بسيطة موجود أكثر منها بكثير في كل بيت عراقي وكتب دينية ومقالات ومجلات يصدرها أنصار المهدي توزع منذ ثمان سنوات في أرجاء العراق والآن يقولون عنها إنها أدلة على وجود مخططات كبيرة ضد الدولة ! هل أصبح فكر أهل البيت وسنة الرسول الكريم (ص) من الاعتقادات التي تحاربها مؤسسة المرجعية الشيعة لأنها تشكل خطراً على وجودها !!
ثم اتهموهم بتلقي دعم خارجي لتنفيذ مؤامرة ضد الدولة وبنظرة بسيطة الى الصور التي نشرتها وكالة الأخبار العراقية وهي لحسينية أنصار الإمام المهدي وتتضمن بناء بسيطاً ، يمكن فضح أكذوبة الدعم الخارجي ؟ فمن الصور المعروضة يتضح إن أتباع اليماني لا يملكون ما يكفي لبناء مسجد مناسب أو حتى صبغ هذا البناء . فهل ماعرضوه يمثل تمويل 8 سنوات ويهدد أمن الدولة والمراجع الدينية ؟؟؟ وهنا يجب أن لاتغيب عنا التصريحات الكاذبة للأحداث السابقة التي اتهم بها المغدورون بتلقي دعم خارجي وإنهم من جنسيات عربية وأجنبية .
ومن متابعة ما نشرته وكالة الأخبار العراقية يتبين أن بعض المسؤولين العراقيين لم يعرفوا من هؤلاء الناس ولا طبيعة أفكارهم فكيف يقولون إنهم قاموا بمداهمات استباقية بعد أن جمعوا معلومات عنهم وحققوا في الموضوع ووجدوهم منحرفين ؟؟؟ أين الصدق والكذب في تصريحات المسؤولين العراقيين ؟؟؟

أما تلفيق التهم فلم ولن ينتهي فبعد أن كان تبادل الاتهامات بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري حول من قتل مدير شرطة الحلة قيس المعموري الذي حدث قبل أشهر من الأحداث الأخيرة، وجدوا في احد المعتقلين من أنصار اليماني الملقب أبو يوسف فرصة لان يلصقوا به التهمة وينهوا التحقيق الذي لا يغلق كغيره من التحقيقات . واتهامات قديمة مثل قتل رجال الدين وغيرها والملفات في العراق الجريح كثيرة...

ابو باقر
06-28-2008, 02:39 PM
ان ما يحصل في ارض الواقع من شبهات واساءة على الاسلام وعلى الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله ) وعلى الامام المهدي (عجل الله فرجه ) خصوصا خير شاهد على ان القضية سياسية قبل ان تكون دينية وانما الدين هو عبارة عن آلة في نظرهم من خلالها تتحقق المآرب التي يريدون تحقيقها وليس ببعيد صدور الحركات المنحرفة التي تدعي انها مرسلة من قبل الامام المهدي (عليه السلام ) فيعطون لقضيتهم مؤمن شرعي كي تمرر قضيتهم بدون اعترض واذا حصل الاعتراض من قبل الدولة وتم سحق هذه القضية فايضا حققوا المراد وهو تشويه سمعة الامام المهدي عجل الله فرجه ) والوجدان شاهد على ذلك فانت اذا تحدثت مع الاخرين بخصوص الامام المهدي (عجل الله فرجه ) اتهموك انك احدى القضاية المنحرفة ولم تقف القضيةالى هذا الحد بل اتسعت الى الفضاءيات المحاربة لله ورسوله والتي تسعى مجاهدة الى كل من يعتقد يقضية الامام ( روحي له الفداء ) فيجب تسقيطه وتشويه من خلال طرح المغالطات والشبهات والاكاذيب وهاهي قناة المستقلة التي تطرح المواضيع الحساسة والدقيقة من قبيل الامامة او العصمة او الا عتداء على فاطمة الزهراء (عليها السلام ) فاذا حللنا القضية من الناحية السياسية لوجدنا لاتخلو من النقاط التالية :
1- يريدون تهيج الطائفية المقيتة التي لاتبقي ولاتذر والتي تاكل الاخضر واليابس وما حصل في عراقنا الحبيب خير شاهد على ذلك
2- يريدون زرع البغضاء والحقد والحسد بين ابناء الشعب المسلم الموحد لانه من باب فرق تسد فاذا تحقق الغرض الذي يسعون اليه وهي التفرقة فسوف يحققون كل اوجل اغراضهم وهي القضاء على الاسلام والمذهب الشريف والامام المعصوم (عليه السلام )


3- يريدون تسقيط ولاية الفقيه التي هي امتداد للنبوة والامامة فان القضاء على ولاية الفقيه هو القضاء على الامام المعصوم (عجل الله فرجه ) وعلى النبي الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) وبالتالي هو قضاء على الاسلام الذي خطط له منذ الاف السنين
4- من خلال النقاط السابقة يتبين لنا حجم المؤامرة وخطورها وبنفس الوقت يتبن لنا ان اعداء الاسلام لهم عدة طرق للقضاء على الاسلام والمسلمين
5- فعلينا ان نلزم انفسنا بالتصدي الى كل انسان يريد ان يحارب الله ورسوله وان المسؤلية تقع على عاتقنا بفضح هذه القنوات وتحذير الناس منها ......... والله هو الموفق والمسدد

حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الدراجي

الكلابي
06-28-2008, 03:14 PM
بارك الله بالشيخ الجليل الحجة الدراجي ونسأل الله لكم التوفيق في نصرة الدين الاسمي ونصرة قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف
الشيخ حسن الكلابي

الكلابي
06-28-2008, 03:17 PM
بارك الله بالشيخ الجليل الحجة الدراجي ونسأل الله لكم التوفيق في نصرة الدين الاسلامي ونصرة قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف
الشيخ حسن الكلابي

الفرزدق
06-28-2008, 03:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

الكلابي
06-28-2008, 03:26 PM
بارك الله بك يا اخي على هذا الموضوع وسددك لما فيه الخير والصلاح وما قلته هو الحقيقة بعينها وفقكم الله لخدمة الدين والمذهب

JABER
06-28-2008, 03:29 PM
كل مؤسسة لها ارهابها الخاص ولكن لماذا لا تتحدث

عن ار هاب المؤسسة البعثية العسكرية

الكلابي
06-28-2008, 04:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الى(الفرزدق)
في نفس هذه الصفحة تكلمت عن المرجية وقلت دورها الان كدور المرجغيات المسيحية وام في هذا البحث تأتي لضرب من يريد الاصلاح ويريد الخروج عما ذكرته في نفس الصفحة من المراجع ومنهم السيد الحسني كما قلت فكلامك لا يدل على صفات نيتك بل يدل على الحقد على هذا السيد وغيره ممن ذكرتهم والدليل على ذلك حاولت اظهار تناققض في كلام السيد الحسني في بياناته وقول لك انك لم تفهم الظهور من كلام السيد وانك لم ولن تفهم مراد السيد من بياناته وانكرت التحليل لكلام امير المؤمنين عليه السلام مع ان ظوره تام فلابد للامة من حاكم اما بر واما فاجر ليحقن الدماء التي تسيلها العصابات والمليشيات الي تدافع عنهاانت هذا كلامك كله ناتج لان السيد الحسني طالب بنزع سلاح المليشيات لانها فتكت بالشعب العراقي حيث السلب والنهب والرشوة القسرية وتهريب النفط دون جدوى اما الاسماء التي ذكرتها فالسيد ذكرها من باب المثال والنقاش في المثال من دأب المحصلين وفيه الكلام فارغ
واما بالنسبة للاحتلال فأول من طالب بخروجه من العراق هو السيد الحسني وفي كل بياناته الى هذا اليوم واول معركة حدثت هي مع السيد الحسني في كربلاء بعدما امر السيد بفك الحصار عن مكتب الشهيد الصدر (قدست نفسه الزكية)في كربلاء وبسببه حدثت المعركة فلماذا تنكر الجميل ولو انه واجب على السيد ذلك ولكن يحسب جميل عليكم
وان السيد الحسني لا يمتلك القاعدة التي يخرج بها الاحتلال فأين الملايين منكم التي لم تقدر على اخراج المحتل ولنا كلام كثير معك سيأتي لاحقا انشاء الله

الكلابي
06-28-2008, 05:32 PM
الظاهر انت بطل بالنقل بسما تقدر على تأليف موضوع وهذا النقل حتى البدو ي الذي يسكن الصحراء قادر عليه

الكلابي
06-28-2008, 05:53 PM
اقول لك انك تتهجم كثيرا على المراجع وبدون تمييز وبناءا على تهجمك هذا اقول لك ان عبد الكريم قاسم استطاع تحرير العراق من الانجليز بأقل من ثلاثة آلاف جندي وبأبسط انوع الاسلحة وانتم الآن اكثر من خمسة ملايين وتمتلكون احدث الاسلحة الموجودة حاليا في العراق والذي لا يمتلكها حتى الجيش وهذا بالتصريحات لمسؤولي الحكومية واصبح للاحتلال اكثر من خمسة سنوات فلماذا لا تحررون العراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثلالة آلاف صادقين حرروا العراق فهل الكلام تصفيط

النهضة اليمانية
06-29-2008, 05:59 AM
المرجعية الشيطانية والبعثية ماكو فرق

الفرزدق
07-04-2008, 12:02 AM
مؤسسة المرجعية والآخر والقطيع


إن تأملاً في نمط الخطاب الذي تتبناه مؤسسة المرجعية فيما يتعلق بالآخر أو المغاير الفكري يضعنا أمام التضليل والدهاء الكبير الذي تمارسه سلطة المرجعية في تعاملها مع أتباعها، بوصفهم المستهلك الأول وربما الوحيد لخطابها . فالمؤسسة المرجعية يطيب لها دائماً أن تلبس ثوب المشفق الناصح الذي يوزع إرشاداته بالمجان ، أي إنها تستثمر الدور الراسخ في الأذهان لرجل الدين ، ولكن لا لتمارس هذا الدور على حقيقته ، وإنما لتمرر من خلاله أكثر الأفكار بعداً عن النصح والأمانة والورع .
ويتضح ذلك من ملاحظة إنها لا تخاطب مراكز الوعي في الإنسان، بل تركز خطابها على المراكز الضعيفة وغير الواعية ، فهو خطاب يتعمد إثارة المخاوف والمجادلات التي تخاطب الجانب النفسي في الإنسان . فعلى سبيل التمثيل صدر عن مؤسسة المرجعية وثيقة بصورة سؤال وجواب موجهة من مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (ع) التابع للسيستاني الى السيستاني نفسه ورد فيها : (( سؤال المركز / ظهرت في الآونة الأخيرة ادعاءات السفارة للإمام المهدي (ع)، بل يدعي البعض إنه الإمام المنتظر، في حين لم يلق هؤلاء رادعاً قوياً وبياناً واضحاً من مصادر الفتيا و العلم، وقد استغل هؤلاء انعدام المعايير الصحيحة لدى عامة الناس، نتيجة الجهل والتجهيل المتعمد من قبل الظالمين، والفقر، وانفلات الوضع الأمني الذي ابتليت به أمة المسلمين عموماً وفي العراق خصوصاً ... الخ . جواب السيستاني / ... كما إن المرجع في أمور الدين في زمان غيبته (ع) هم العلماء المتقون ممن أُختبر أمرهم في العلم والعمل، وعلم بعدهم عن الهوى والضلال ، كما جرت عليه هذه الطائفة منذ عصر الغيبة الصغرى الى عصرنا هذا . ولا شك في أن السبيل الى طاعة الإمام (ع) والقرب منه ونيل رضاه هو الإلتزام بأحكام الشريعة المقدسة والتحلي بالفضائل والإبتعاد عن الرذائل والجري وفق السيرة المعهودة من علماء الدين وأساطين المذهب وسائر أهل البصيرة التي لا يزالون عليها منذ زمن الأئمة (ع) فمن سلك طريقاً شاذاً وسبيلاً مبتدعاً فقد خاض في الشبهة وسقط في الفتنة وضل عن القصد )) . ومثله يقول اليعقوبي بكلمة له عنوانها ( المرجعية حصن يحمي عقائد الأمة ويصحح سلوكها من الفتن الضالة ) يقول :
( تكاد الدعوات الضالة رغم تباين مناهجها وتقاطعها في عملها تتحد على قاسم مشترك تجتمع عليه هو ضرب المرجعية وتسقيطها وتشويه صورتها وإلغاء دورها في المجتمع ، يستوي في ذلك أدعياء المهدوية والسفارة والبابية والسلوكية وسائر العناوين المرتبطة بقضية الإمام المهدي (ع) وظهوره الميمون والسر في ذلك أن هؤلاء يراهنون في نجاح دعواتهم على سذاجة الناس وجهلهم وتخلفهم ، ومع وجود مرجعية جامعة للشروط والتي من مهامها توعية الأمة وهدايتها الى الحق فإن تلك الدعوات الضالة لا تجد طريقها الى إغواء الناس وإضلالهم لأن من أوصاف العلماء بحسب ما ورد في الروايات الشريفة أنهم حصون الإسلام فكما أن الحصون توضع على حدود الكيان لتحفظ ثغوره وتصد هجمات الأعداء كذلك دور العلماء والمرجعية الرشيدة فإن من وظائفهم حماية عقائد الناس وسلوكهم من الفساد والإنحراف فهم مرابطون على هذه الثغور والفجوات العقائدية والفكرية ليردوا الأعداء من الجن والإنس الذين يتسللون الى عقول وقلوب ونفوس الناس ) .
واضح من هاتين الكلمتين تركيز المؤسسة على ذاتها ، فالسيستاني واليعقوبي يصفان المرجعية بأنها حصن الإسلام ، ويصفان دور العلماء بالتوعية و الهداية وحماية عقائد الناس وسلوكهم من الإنحراف ، ويعززان هذا المضمون عبر الإشارة الى روايات أهل البيت (ع) التي تحدد هذا الدور للعالم أو الفقيه ، وبالنتيجة يبدو ظاهر كلامهما أنيقاً لا يكاد يجد المرء ما يعترض به عليهما ، ولكن وراء الأكمة ما وراءها ، فليس كل ما يلمع ذهباً .
والحق إن ما يتحدثان عنه هو المفروض والواجب الذي ينبغي للفقهاء القيام به ، وهذا المفروض والواجب ليس هو ما تستهدفه كلمات المنتقدين ، بل إنه – وهنا المفارقة – يمثل الميزان الذي ينطلقون منه في توجيه النقد لمؤسسة المرجعية ، وبكلمة أوضح أقول إن المنتقدين ينطلقون من مقارنة واقع العمل المرجعي مع ما يفترض بالمرجعية القيام به ، فإذا كان واجب المرجعية حماية عقائد الناس فإن منتقديها يرونها تخالف هذا الواجب جهاراً نهاراً ، بل إنها وللأسف الشديد تروج بين الناس عقائد باطلة ، بل عقائد تقف على النقيض من عقائد الإسلام الصحيحة ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى .
إذن المؤسسة في الحقيقة تمارس خطاباً تضليلياً فهي تتحدث عما ينبغي فعله لتعتّم على واقعها الفعلي . وهكذا بدلاً من تحديد المعايير الشرعية التي تؤهل الناس لتمييز الدعوات ومعرفة الصالح منها من غير الصالح، نجدها تبادر الى تكذيب كل الدعوات الممكنة ، والتحذير من الضلال والفتن، و الضلال هو كل ما هو موجود في الساحة ، غير المؤسسة نفسها .
ولو تأملنا كلمة السيستاني نجده يعزز ستراتيجية التخويف والإثارة العاطفية ، فيشير الى الإدعاءات الضالة التي عرفها التأريخ في مسعى تضليلي واضح يكرس التأريخ لا بوصفه تأريخاً ، أو سجلاً لتجارب الإنسانية كما قد يتبادر الى الذهن ، وإنما بوصفه صندوق الساحر القديم الذي يخبئ فيه ألعابه وحيله . فالسيستاني يتعامل مع التأريخ بمنهج انتقائي لتعزيز زوبعة المخاوف التي تثيرها كلماته ، يدلك على ذلك أن التأريخ الذي شهد وجود كذابين ، ودعوات ضالة ، شهد أيضاً وجود دعوات محقة لرسل وأنبياء وأوصياء واجههم أقوامهم بالتكذيب، فلماذا يُصار الى التركيز على جانب واحد وإغفال ذكر الجانب الآخر؟ الحق إن هذه الإنتقائية تكشف عن حقيقة المنهج الذي تسلكه المؤسسة في تعاملها مع التأريخ والحاضر معاً ، باعتبار التوظيف الحاضر للتأريخ ، وهو منهج سلطوي تزييفي تكون الدلالة فيه حاضرة بشكل مسبق ويتم بالنتيجة استدعاء التأريخ لا كدلالة أو روح ، وإنما بوصفه ثوباً أو جسداً ميتاً أو مفرغاً من الدلالة ، ويجري في خطوة ثانية تشذيب زوائده وترهلاته ليناسب المدلول الجديد .
والخطوة الأخيرة في هذا المنهج السلطوي تتمثل بإستثمار هذه الكائن المسخ الجديد ، ليكون هو الواقع أو الحاضر الفعلي . وبمعنى آخر ينطوي المنهج السلطوي على مفصل مهم آخر تجسده آلية الإستبدال أو المصادرة التي يجري من خلالها تغييب الواقع أو الحاضر الفعلي لحساب الكائن المسخ .
هكذا إذن تقرأ المؤسسة الواقع وتحدد له دلالته ، فالواقع الذي ينتظر وعي المتلقي ليمنحه دلالته تعمل المرجعية الى تشويه هويته بعملية التهجين أو التركيب التي تضعه أمام وعي المتلقي بصورة حاضر ماضوي ( إن صح التعبير ) أي كائن لا هو الحاضر من جهة وليس هو الماضي نفسه من جهة أخرى ، وإنما هو الماضي أو التأريخ المبتور عن سياقاته والمفرغ من دلالته الحقيقية الذي يراد له أن يكون المرآة العاكسة لما هو حاضر وفعلي . فهو إذن كائن وظيفته تشويه الحاضر أو حجبه أو على الأقل تأجيل حضوره تماماً كغيمة المخاوف التي تحجب شمس الحقيقة . وإذا عاودنا التأمل في خطاب مؤسسة المرجعية نجده يعتمد آلية تضليلية أخرى تتمثل بفتح باب الأمر الواقع ، لتدفع القارئ لها فالنصان المقتبسان يحدثان المتلقي عن العلماء ويصفاهم له على أنهم المرجع في أمور الدين ! والخطاب في هذا الصدد يعتمد آلية نفسية مضمونها : إن الإنسان الذي يشعر بأنه محاصر قد سُدت كل الأبواب في وجهه سيرى حتى الثقب الصغير منفذاً للحرية والآمان، وبكلمة أخرى إنك إذا ما أردت استدراج شخص لمكان ما فما عليك سوى أن تُطفئ كل الأنوار من حوله وتفتح له نافذة ضوء صغيرة فستراه كالذي يمشي في نومه يتجه لا شعورياً نحو تلك النافذة. وهكذا بعد أن أدخل السيستاني واليعقوبي الرعب في قلب القارئ استدرجاه الى ثقب العلماء الضيق موهماه بأنه الرحب الواسع للحرية التي يتطلع لها، وكهف الأمان الحصين. ويُضيف السيستاني تلويناً آخر على فكرته نفسها فينفي كل إمكانية لتطبيق علامات الظهور على مصاديقها وكأنها عبثاً وُجدت، وعبثاً أشار بها أهل البيت (ع)، ولا ينسى السيستاني أن يُلوح للقارئ بوجود منهج صحيح للتطبيق، ولكنه لا يفصح عن ماهيته، ليترك للقارئ المنوم بمخدر كلماته السابقة أن يحزر – بذكاء نادر – إن هذا المنهج معروف للسيستاني وأضرابه من أساطين العلم (كذا) فتتم الخدعة القاسية . الخدعة التي أساسها تحييد النص الشرعي بوصفه أحد أهم عناصر وعي المتلقي التي تمنعه من الوقوع في دائرة الوهم التي صنعها الكائن المسخ البديل عن الواقع . والحق إن كلمات كثيرة كان يمكن أن تُقال بشأن كلام السيستاني واليعقوبي ولكن مقتضى الإختصار استوجب الوقوف عند هذا الحد، ويستطيع القارئ أن يُضيف المزيد من الأفكار، فقط عليه أن يلاحظ أن تعمد المؤسسة إغفال الإجابة العلمية المرتكزة على إيراد الأدلة الشرعية ، والمناقشة الموضوعية للدعوات المطروحة، هذا الإغفال المتعمد يشير بلا شك الى أن المؤسسة تسعى جاهدة لإخفاء الحقيقة عن عنه . ولعل القارئ يستطيع أن يرى أن نمطية الخطاب التي تقوم على أساس استنفار مخزونات الخوف والتشكيك، والإبتعاد عن اللغة الموضوعية تدل حتماً على أن العلاقة التي تربط المؤسسة الدينية بعامة الناس هي علاقة استخفاف، أو استحمار.
وبقدر تعلق الأمر بمرجعية النجف الأشرف، فقد تمحورت سياسة الإستخفاف على قطبين أساسين, فمن جهة كانت هذه المرجعية تتدثر بغطاء التقية المكثفة لتُخفي عن الناس تفريطها بأهم واجباتها الشرعية المتعلقة سياسياً بالتصدي للحاكم الجائر وحكومته الطاغوتية، واجتماعياً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن جهة أخرى كانت تبث بين الناس عبر جهازها الإعلامي (وكلائها على نحو أخص) فكرة أن التكليف الشرعي أمر لا يتسنى للإنسان العادي تحديده ، وبالتالي على هذا الإنسان أن يضع كفه على خده منتظراً تساقط الجواهر من أفواه لم تعتد الجود حتى بأرخص الكلمات. ولماذا ينتظر؟ لأن عمل المكلف دون تقليد باطل حتى لو أدمى كبد الحقيقة! وهكذا وجد هذا الإنسان نفسه محاصراً بين فطرته التي توقن بأن صورة الإسلام الحقيقية شئ آخر غير ما يمارسه فقهاء آخر الزمان وبين الواقع الثقافي المزيف (الواقع الذي لفقه جهاز المرجعية الإعلامي) الذي يكبل فطرته، ويشككه بحقيقة ما يصدر عنها ( أي فطرته نفسها ) .
ولقد كانت الثورة والتمرد كامنة دائماً في أعماق الجموع المستخفة ، ولكن لم يتح لها التعبير عن نفسها بفعل تعويق الواقع الثقافي المزيف، فكانت أشبه ما تكون بالجمر المتواري تحت ركام الرماد... وهكذا ما أن وجد الجمر فرصة الإشتعال بفعل النفخات المباركة لبعض العلماء العاملين حتى امتدت ألسنته لقطاعات واسعة من الناس.
ولكن المؤسف أن الفورة العاطفية غير المدعومة بوعي حقيقي سرعان ما تتبدد في مسارب خادعة مزيفة. وهكذا ما أن امتدت يد الطاغوت المؤيدة من فقهاء آخر الزمان لتفتك بالعلماء العاملين حتى استطاع الفرسان المزيفون أن يركبوا الريح المؤاتية، لاسيما بعد الإحتلال، ليعلنوا أنهم ورثة أولئك العلماء العاملين كذباً و زوراً... هكذا وُجد اليعقوبي و الصرخي وغيرهما.
لقد استغل هؤلاء ما تركه السابقون من قواعد شعبية، فأوهموهم أنهم سيواصلون الطريق نفسها، ولكنهم – و بدهاء شديد – أداروا السفينة (180) درجة، فافرغوا الثورة من مضمونها، ولم يستبقوا منها سوى السخط على المرجعيات الأخرى فعلى الرغم من عدم اختلافهم بشئ عن المرجعيات الأخرى الصامتة، أو غير العاملة - إن لم يكونوا أسوء منها - إلا أنهم أبقوا الخلاف معها على مستوى الشعار و التنظير الكلامي ليحتفظوا بمسافة البعد التي تتيح لهم استبقاء الأتباع. وقد أعانهم على ذلك نمط من الناس يملكون قابلية عجيبة على الإنخداع بالشعارات، ولا يلتفتون أبداً للبون الشاسع بين الشعار والتطبيق.
لقد مثّل الفرسان المزيفون إذن حركة مضادة أو ثورة مضادة حرّفت آمال الجموع المتمردة، بل صنعت من هذه الجموع قوى متعصبة بصورة فجائعية، لاسيما بعد أن تعددت القيادات، وتقاسمت فيما بينها غنيمة الجموع المقلدة، وبعد أن تحول الصراع من صراع مع العدو الطاغوتي الى صراع داخلي محوره الحظوة بكرسي المرجع الأعلى! فأصبحت السمة المميزة لكل جماعة هي الإنغلاق وصم الأذن عن كل نقد يمكن أن يُوجه لمرجعها، والأنكى من ذلك صرنا نسمع إشادات ومديحاً يكال بالمجان للمرجع دون أن يكون لهذا المديح أي رصيد في الخارج.
إن الوضع من السوء بدرجة أكاد أن أقول إنه ميئوس منه، إلا أن تتداركه رحمة ربي التي وسعت كل شئ. فالعصبية اليوم أصبحت أكثر استحكاماً لاسيما بعد أنشأ كل مرجع منهم حزباً سياسياً ليكون رأس الحربة الحركية في الترويج لقناعاته، ومع العمل السياسي دخلت المصالح الدنيوية وصارت هي الهاجس الحقيقي في تحريك النزاعات، وإن بقي الجانب الإيديولوجي محتفظاً بحضوره، ولكنه حضور مزيف أشبه ما يكون بورقة التوت التي تستر العورة. ولعل الإنسان العادي يرى بأم عينه ما أفرزه النزاع على مكاسب الدنيا من خلاف واقتتال بلغ حد أن يستعين الأخ بالأجنبي المحتل على أخيه، والمؤلم حقاً أن مرجعيات آخر الزمان لم تعد تأبه بما يختمر في وعي الناس من تصورات صارت ترى الإسلام والتشيع، وكل ما ترمز له العمامة على أنه عنوان الدجل والخديعة والتكالب على حطام الدنيا. هذا ما يراه الإنسان العادي، أما الإنسان المقلد فقد أعمت عينيه الأقراص الليزرية التي تتغنى بحكمة المرجع والقائد ، حتى لقد أصبحت أكثر الزلات سوءاً تتجلى لعين المقلد بوصفها أروع ما تفتقت عنه العبقرية، وصار الهراء الكثير الذي تنطق به شفتا المرجع إنشودة تأريخية خالدة! وما أصدق المثل الشعبي (ذهب صدام واحد وجاء ألف صدام).

الفرزدق
07-04-2008, 12:05 AM
المرجعيات الثانوية
( المؤتلف والمختلف )

تشهد الساحة المرجعية العراقية ظاهرة تكاد تكون فريدة من نوعها ، تتمثل ببروز مرجعيات تعيش حالة من التمرد أو الإنشقاق على المؤسسة الأم ، يمكن أن نعد منها مرجعيات كل من المالكي واليعقوبي والصرخي والبغدادي والطائي .. وغيرهم .
إن تفسيراً لهذه الظاهرة يعود بنا الى جذر التناقض الذي يمثله وجود مؤسسة المرجعية نفسه ، فالمؤسسة بما هي مؤسسة ، أي بما هي كيان طبيعته اختصار أو اختزال كل ما له صلة بالدين في إطار العنوان الذي تمثله ، أي إن المؤسسة تنبثق عن فكرة جوهرية تتمثل بإيجاد مركز أو قطب يتلبس بهوية الفكر أو العقيدة ويكون تجليها أو حضورها المحسوس .
فالمؤسسة تنشأ لغاية تتمثل بسعي المؤسسين لحفظ الدين أو العقيدة من التشرذم ، ولكن هذا الهدف نفسه يستبطن تناقضاً ، فالمؤسسة ستجد نفسها – شاءت أم أبت – تمارس نهجاً قمعياً يضطهد الآخر المختلف ، الأمر الذي يتولد عنه بالضرورة نزوع للتمرد والإنشقاق يتحين الظرف التأريخي المؤاتي ليعلن عن نفسه . والحقيقة إن قمع المؤسسة الفكري بالدرجة الأولى يمكن أن يكون العلة وراء الإنشقاقات الكبيرة التي شهدها الواقع الشيعي من قبيل نشوء تيارات الإخبارية والأصولية والشيخية ، ثم الصدرية والسيستانية وغيرها .
وإذا شئنا توضيحاً أكثر أقول إن كيان المؤسسة يعيش بالضرورة حالة من الشعور بالقلق فيما يتعلق بالزمن ، فالمؤسسة كيان يراد له أن يكون خارج الإطار الزمني ، أي يعيش حالة الديمومة أو المطلق ، ومن أجل الحفاظ على هذه الديمومة تضطر المؤسسة بطبيعتها الى تقديم الكثير من التنازلات عن ثوابتها لمصلحة الإطار الزمني التأريخي ، وهنا ينشأ الآخر المختلف ، ولكنه يبقى كامناً شأن الخلايا النائمة لا يجرؤ على الجهر بهويته المختلفة ، والسبب في ذلك نجاح المؤسسة في ترسيخ فكرتها في أذهان الناس ( جمهور المقلدين ) بوصفها مركز الشرعية الذي لا يسع الآخر أن يوجد ما لم يمنحه المركز شهادة الولادة أو الهوية الشرعية .
وبطبيعة الحال يستلزم هذا الأمر أن يتخلى الآخر عن هويته الجوهرية بوصفه آخر ليعيش حالة التبعية والإندكاك في الأنا المركزية أو أن يستبقي منها ( أي هويته المختلفة ) قشريتها فقط .
في المنعطفات التأريخية تختلف المعادلة بدرجة تمنح الآخر المختلف إمكانية خوض صراع مع المركز ، ولكن الواقع التأريخي يشهد للأسف الشديد أن حدود هذا الصراع تبقى محكومة لعقدة التناقض الأم ، فالصراع لا يستهدف تفتيت المركز بقدر ما يحرص على إبقائه ولكن باختلاف بسيط يتمثل بسعي الآخر المختلف الى تبديل الأدوار فيكون المركز هامشاً والهامش مركزاً ، فسقف الصراع لا يبلغ مرحلة الثورة التغييرية الجذرية ، وإنما هو أشبه ما يكون بمفهوم الإنقلاب حيث يتبدل الحاكم فقط . هذه حدود التغيير التي سعى لها السيد محمد الصدر على الأقل .
وبقدر تعلق الأمر بالمرجعيات الثانوية المذكورة أعلاه فهذه المرجعيات في الحقيقة بدلاً من ذهابها بالصراع الى مناطق أبعد من تلك التي توقف عندها السيد محمد الصدر فعلت العكس ، فكانت بحق ثورات مضادة ، وأظهر فرسانها أنهم فرسان مزيفون غايتهم أنانية مصلحية ولا هم لهم حقيقي بمسألة الإختلاف .
نعم هم ركبوا موجة الإختلاف التي رسخ حضورها السيد محمد الصدر .. ولكنهم في الواقع أفرغوا الإختلاف من جوهره الصراعي واستبقوه بوصفه لعبة إختلاف غايتها كسب تعاطف الجماهير من جهة ( الجماهير التي نجح السيد محمد الصدر في إبعادها عن المركز بدرجة ما ) وإبقاء شعرة الإتصال بالمركز لأغراض التسوية والمفاوضات .
إذن الفكرة الجديدة التي دشنتها المرجعيات الثانوية تتمثل بمزدوجة المؤتلف / المختلف ، وهي لا شك فكرة انتهازية تكشف حقيقة أن هذه المرجعيات هي آخر بالعرض ، بل أكثر من ذلك تكشف عن طموح هذه المرجعيات لممارسة دور المركز أكثر من أي شئ آخر .
سأختار في هذه العجالة نموذج من خطابات مرجعية محمود الصرخي لأؤشر من خلالها على هذه الإزدواجية التي تحكم سلوك المرجعيات الثانوية .
كثيراً ما تصدر عن الصرخي نداءات يوجه بها أتباعه الى التنديد بالحكومة العراقية ( وهي مشروع مؤسسة المرجعية ) والإحتلال ، وعلى الرغم من أن كلماته في هذا الشأن تلبس جلباب العمومية حتى لا تكاد تعني شيئاً محدداً - وهو تضليل يقصده الصرخي بغية التملص من التبعات الأخلاقية المترتبة على مساندة أو مغازلة الدولة الطاغوتية - أو تركز على بعض الأمور المطلبية من قبيل الغلاء والأزمة الإقتصادية ، وتوفير الأمن ، الأمر الذي يعني في المحصلة الأخيرة ، أنه يحاول التخفيف ما أمكنه من وطأة كلماته على الدولة ، بل إنه في الحقيقة يُشعرها ويُشعر المؤسسة من ورائها بأنه يشترك معها في مشروعها السياسي المنحرف وأن اختلافه معها هو اختلاف في الفروع لا في الأصل .
هذه الإزدواجية تغطي في الحقيقة كل نشاطات الصرخي ففي البيان الآتي ينتقد الدولة الطاغوتية انتقاداً مخففاً كالعادة ، أي يطال الفروع دون الأصل كما أسلفت ، من خلال الدعوة الى إنتخابات جديدة ( مشروع الدولة والمؤسسة مرة أخرى ) ، وكذلك من خلال استبدال الإحتلال بإحتلال آخر و وصاية أخرى ، ولكنه في عين الوقت يطالب الدولة وقوات الإحتلال بايقاف عمليات الإرهاب ، أي يطابها بالإستمرار بالوجود ، بل يمنحها الشرعية في الحقيقة . إليكم البيان :-
(( إحياء لذكرى استشهاد السيد محمد الصدر(الثاني)(قدس سره) واستثماراً لتضحيته ودمائه الزكية من اجل خير وصلاح العراق وشعبه المظلوم , وتحقيقاً لأهدافه النبيلة السامية , فأننا نقيم في عموم المدن العراقية مسيرة جماهيرية نطالب فيها :-
1) إجراء انتخابات فورية جماهيرية عامة نزيهة بإشراف جهة محايدة .
2) انسحاب قوات الاحتلال الأميركية وحليفاتها فوراً وحلول قوات بديلة بإشراف الجامعة العربية أو منظمة الدول الإسلامية أو منظمة الأمم المتحدة.
3) إيقاف عمليات الإرهاب التي تستهدف أرواح وممتلكات الشعب العراقي .
4) على قوات الاحتلال في كل حال ومكان وزمان, إيقاف عمليات القمع والاعتقال والتشريد والتطريد لأبناء الشعب الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والرجال , وعليها توفير الأمن والأمان ووسائل الحياة والمعيشة الضرورية في كافة المدن العراقية )) . 2\ذي القعدة\ 1424.
لعلكم شعرتم بأن الصرخي حتى في البيان الواحد يناقض نفسه ، فهو في النقطة الثانية من بيانه يطالب بانسحاب قوات الإحتلال فوراً – على حد تعبيره – ولكنه لا يلبث أن يطالب ببقاء هذه القوات في النقطة الرابعة بحجة توفير الأمن والأمان ووسائل العيش الضرورية ، وبالتأكيد فإن توفير هذه الأمور يتطلب بقاء هذه القوات .
وليت شعري هل الصرخي غافل مغفل أم يتغافل عن حقيقة إن هذه القوات تبرر وجودها البغيض بالذريعة نفسها ، وما أجمل هذه الهدية التي يقدمها لها الصرخي إذن !
وإذا كان الصرخي في البيان السابق ديمقراطياً حتى العظم ، فإنه سرعان ما يتنصل من ديمقراطيته ، ويثبت أن حقيقته هي التناقض والنفاق ، و الانتهازية ، والتصيد في المياه العكرة لكل ما عساه يصب في مصلحته الشخصية ، فالديمقراطية تُستبدل في البيان الآتي بالدكتاتورية والحكم بل الإنقلاب العسكري !! والمالكي والزوبعي والطالباني الذين يطالب بنهايتهم من خلال الإنتخابات الجديدة في البيان السابق يأتي الآن ويقول لا بأس بهم !! ولا أدري والله كيف تكون حكومات الإنقلابات العسكرية والديكتاتوريات التي جربها الشعب العراقي وذاق منها الأمرّين حكومات صالحة تصب في مصلحة العراقيين ؟! والعجيب أن الصرخي يحاول هنا توظيف حديث أمير المؤمنين توجيهاً ينحرف به عن وجهته الحقيقية ، فهو يسعى من خلاله الى تبرير قبوله غير المشروع بالحكومات الطاغوتية ، في حين أن الحديث لم يكن في صدد التشريع لمثل هذه الحكومات ، وإنما غايته الإشارة الى حقيقة تكوينية ( لا تشريعية ) هي ضرورة وجود حكومة تنظم حياة الناس . ومن المعلوم إن ضرورة وجود حكومة لا تعني القبول بكل حكومة بل لابد من الإصرار على الحكومة الشرعية التي نصبها الله تعالى كما يفترض بالصرخي أن يعلم بوصفه رجل دين . وإذا كان الصرخي يحاول الالتفاف على فتقه الذي لا يُرقع من خلال التذكير بالمفاسد الحاصلة على أرض الواقع والإشارة الى ضرورة دفعها فإنه قد أخطأ الطريق ، إذ لا تُدفع هذه المفاسد بالطريقة التي يقترحها ، اسمعوا حديث الصرخي :-
(( أشرنا في مناسبات عديدة أنه ربما يكون حكم الفرد (الدكتاتورية) أهون الشرّين بل أهون الشرور للمجتمع ، ومن المؤسف المبكي أن الحال المأساوي الدموي الذي يمرّ به العراق وشعبه المغلوب على أمره لا يناسبه في هذه الظروف وهذه المرحلة إلا ما يسمى بالحكم الفردي (الدكتاتوري) ونتمنى ونرجو بل نسأل الله تعالى ونتوسل إليه أن يكون الشخص الحاكم من الوطنيين المخلصين العادلين المنصفين ، نقول ذلك لأن المؤسسات والتكتلات التي شكلت وتأسست باسم الديمقراطية وحكم الشعب صارت معرقلة لعمل الحكومة بل أصبحت هذه المؤسسات والتكتلات ومنابرها معرقلة ومهدّمة لكل خطوة وعمل فيه خير وصلاح للأمة ، فالأنسب والأفضل بل المتعين إيقاف عمل مثل هذه المؤسسات إلى حين توفر الظروف الموضوعية المناسبة الصحيحة الصالحة ، وعليه فلا يوجد اعتراض على ما يسمى بحكومة إنقاذ وطني أو حكومة انتقالية أو انقلاب عسكري ما دام يصب في مصلحة العراق وشعبه ويوقف أو يحجّم ويقلل من سفك الدماء وزهق الأرواح البريئة ، فالواجب إيقاف هذا النزف والزهق للدماء والأرواح بغض النظر عن المسمى ، قال أمير المؤمنين(عليه السلام) ((لابد للناس من أمير برّ أو فاجر ، يعمل في أمرته المؤمن ، ويستمتع فيها الكافر ، ويبلغ الله فيها الأجل ، ويُجمع به الفيء ، ويقاتل به العدو ، وتأمن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح به برّ ، ويستراح من فاجر )) نهج البلاغة/ج1/خطبة40 .
قلنا ونكرر إن المهم بل الواجب الأهم هو إيقاف نزيف الدم وزهق الأرواح ودفع ومنع كل الأسباب والعوامل والمقدمات المؤدية إلى هذه المفسدة الكبيرة والقبح الفاحش ، ولا فرق في ذلك سواء كان الحاكم سنياً أم شيعياً عربياً أم كردياً ، وسواء كان الحاكم غير معروف وغير مشترك فيما يسمى بالعملية السياسية (وهو الأفضل والأنسب) أم كان مشتركاً في العملية السياسية وتوفرت فيه الشروط الوطنية والأخلاقية والشرعية ، فمثلاً ليكن المالكي أو الزوبعي أو الطالباني أو غيرهم أحدهم بمفرده أو مع آخر أو آخرين على نحو المجلس الرئاسي أو المجلس الحاكم أو أي عنوان آخر المهم تحقيق الغرض والهدف الوطني والأخلاقي والشرعي والتاريخي )) . 6شوال/1427هـ .
وعلى أي حال يبدو واضحاً من هذا البيان أن الصرخي لا ينطلق في تعامله مع السياسة من منطلق إسلامي ، فهو بعيد كل البعد عن كل ما هو إسلامي ، فلا ينطوي بيانه ولو على إشارة بعيدة للحكومة الإسلامية ، بوصفها النموذج الإلهي والنموذج الأمثل لنظام الحكم ، بل إن إيراده لحديث أمير المؤمنين (ع) بالصورة الملتوية يشير الى حقيقة ملتوية تستبطنها نفسه تحاول الإبتعاد عن الإسلام لمصلحة الذات المنتفخة المريضة .
فالصرخي ليس فقط لا يريد الدخول في بحث عن طبيعة نظام الحكم الذي يرتضيه الإسلام أو حتى مجرد الإشارة إليه ، وإنما يسعى الى الإلتفاف عليه وتشويهه لمصلحة الواقع المنحرف الذي يتوقع ، أو قل يمني نفسه ، بإمكانية تحقيق مكسب ذاتي من خلاله .
ولعل اللغة الإنفعالية البعيدة عن التعقل التي كُتب بها البيان تشير الى هذا المنزع الذاتي ، لنتأمل المقطع الآتي من بيانه : (( أشرنا في مناسبات عديدة أنه ربما يكون حكم الفرد (الدكتاتورية) أهون الشرّين بل أهون الشرور للمجتمع ، ومن المؤسف المبكي أن الحال المأساوي الدموي الذي يمرّ به العراق وشعبه المغلوب على أمره لا يناسبه في هذه الظروف وهذه المرحلة إلا ما يسمى بالحكم الفردي (الدكتاتوري) ونتمنى ونرجو بل نسأل الله تعالى ونتوسل إليه )) .
الصرخي يرى الحكم الديكتاتوري أهون الشرور ، بل يراه الحل الأنسب لظروف هذه المرحلة ! أما لماذا ؟ فـ( لأن المؤسسات والتكتلات التي شكلت وتأسست باسم الديمقراطية وحكم الشعب صارت معرقلة لعمل الحكومة بل أصبحت هذه المؤسسات والتكتلات ومنابرها معرقلة ومهدّمة لكل خطوة وعمل فيه خير وصلاح للأمة ) ! فالديمقراطية وآلياتها و ما يُسمى مؤسسات المجتمع المدني ؛ الأحزاب والتكتلات تعرقل عمل الحكومة ، ولو سألناه كيف ذلك ؟ لا أدري بما يجيب !
فالمفترض بحسب الفكرة الديمقراطية أن تكون هذه المؤسسات عاملاً مساعداً في تمشية أمور الدولة ، كما إنها بحسب الديمقراطية قوة في مقابل قوة الحكومة لحفظ مصالح الناس من تعسف الحكومة المتوقع . وهكذا فإن وجود هذه المؤسسات والتكتلات يمثل جزء من ماهية الديمقراطية إن صح التعبير ، فهو إذن غير محدد بمرحلة دون أخرى . وإذا كان الصرخي يعتقد أن المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق لا تناسب الديمقراطية ، أو إن الديمقراطية لا تناسبها ، بل إذا كان يعتقد حقاً أن الديمقراطية هي سبب مآسي العراق ، فإن عليه أن يُجيب إذن بأي مسوّغ دفع الناس الى جحيم الديمقراطية ؟ لنقرأ بعضاً من بياناته :
نص فتوى الصرخي الصادرة بتاريخ 2 / ذي العقدة / 1426 هـ.ق 0
قال السيد محمود الحسني : (( 0000 ويجب شرعاً وأخلاقاً وأدباً وتاريخاً على جميع المكلفين [ من الشيعة والسنة ، ومن العرب والكرد ، ومن المسلمين وغيرهم ، من النساء والرجال ] ممن وجب عليه أو أوجب على نفسه المشاركة في الانتخابات القادمة أن يختاروا وينتخبوا من يعتقد ظاهراً وباطناً صدقاً وعدلاً بحب العراق وشعب العراق والولاء له ، ويعمل جهده من أجل وحدة العراق وشعبه وحقن دماءه أو المساهمة في إيقاف أو تقليل جريان نهر بل أنهار الدماء التي تسفك على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ، هذا بغض النظر عن اعتقاد الشخص المرشح والمنتخب الديني والمذهبي والقومي والعرقي ونحوهما 0 والله تعالى الموفق والمسدد 0 )) الحسني 2 / ذي القعدة / 1426 0
لا حظوا ، في هذا البيان الديمقراطية ( الإنتخابات ) يترشح عنها حكومة يُتوقع منها حفظ النظام و وحدة العراق .. و .. و .. وكل ما يقع على طرف النقيض مع ما ورد في البيان السابق .
ولو تأملنا قليلاً في هذا البيان الأخير سنكون وجهاً لوجه أمام مفارقات مضحكة – مبكية في آن واحد ، فالإنتخابات واجبة (ويجب شرعاً وأخلاقاً وأدباً وتاريخاً على جميع المكلفين [ من الشيعة والسنة ، ومن العرب والكرد ، ومن المسلمين وغيرهم ، من النساء والرجال ] ممن وجب عليه أو أوجب على نفسه المشاركة في الانتخابات القادمة ) ، والمرجع الديني الأعلم ، بل ولي أمر المسلمين – وأنا هنا أناقشه حسب مدعياته – كما يزعم كاذباً لا يهمه اعتقاد الحاكم الديني والمذهبي ، فهو يرحب بالحاكم الذي تأتي به الديمقراطية يزيدياً كان أو علمانياً ، وهذا أمر غير مستغرب بالنسبة لرجل لا يهمه شئ غير نفسه ، بل إن الصرخي يقطع الطريق على كل من عسى أن يحاول الدفاع عنه فيحدد الهدف للحكومة التي يتمناها بقوله : ( أن يختاروا وينتخبوا من يعتقد ظاهراً وباطناً صدقاً وعدلاً بحب العراق وشعب العراق والولاء له ، ويعمل جهده من أجل وحدة العراق وشعبه وحقن دماءه أو المساهمة في إيقاف أو تقليل جريان نهر بل أنهار الدماء التي تسفك على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء ) . فالهدف لا علاقة له بالدين على الإطلاق .
ولكي تزادوا عجباً من تناقضات هذا الرجل اقرؤا البيان الآتي الصادر عن الصرخي قبل أشهر قليلة من سابقه الذي يحث فيه على المشاركة في الإنتخابات فقد أصدر بياناً بتاريخ ؟ / شهر رمضان / 1425 هـ . ق بمناسبة الانتخابات الأولى في العراق بعنوان ( انتخابات ولكن ) جاء فيه : (( بسمه تعالى :
أولاً: كما بينّا في الاستفتاء السابق بعدم وجود دليل شرعي أو عقلي يدل على وجوب الانتخابات, بل يمكن أن يكون الدليل الشرعي والعقلي بل والأخلاقي والتاريخي على خلاف ذلك.... )) .
أقول سبحان الله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، فقبل أشهر قليلة إذن لم يكن ثمة دليل شرعي أو عقلي يدل على وجوب الإنتخابات ، بل يمكن (كذا) أن يكون الدليل الشرعي والعقلي بل والأخلاقي والتاريخي على خلاف ذلك !!
أي تناقض هذا ؟ وهل الأمر مجرد تناقض فكري منشؤه الجهل أو التخبط ، أم إنه كما هو المرجح تعبير عن موقف سياسي متقلب ، بل انتهازي ، يحاول تصيد الفرص ، ويتكيف بحسب ميل ميزان القوى لهذا الطرف من المعادلة أو ذاك ؟

الفرزدق
07-11-2008, 02:46 AM
[SIZE="5"][FONT="Arial Black"][B]
[COLOR="Red"]التقليد والإجتهاد
القسم الأخير
الأحاديث التي استدلوا بها على فكرة الإجتهاد والتقليد المبتدعة :-
- ما ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام ): ( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه ) )).
ويرد عليه :
1- أن هذه الرواية ضعيفة ومرسلة بإجماع الشيعة فلا يجوز الاستدلال بها -حسب قواعدكم- فكيف جاز للسيد محمود الحسني الذي يدعي الأعلمية الاستدلال بها ؟!!
2- أنها مؤولة في نقلة الأخبار وليس أصحاب الرأي والاجتهاد فتكون ظنية الدلالة وفي هذه الحالة أيضا لا يمكن للسيد محمود الحسني الاستدلال بها لأنه يشترط في الدليل أن يكون قطعي الدلالة لا ظني.
3- أنها معارضة بروايات متواترة وصحيحة تمنع عن الإفتاء بالرأي والاجتهاد ومن البديهي انه عند تعارض أخبار متواترة مع خبر آحاد ضعيف تقدم الأخبار المتواترة ويؤول الخبر الضعيف ليوافقها أو يرد علمه إلى الله ورسوله (ص) والأئمة (ع) .
4- ومع غض النظر عن كل شيء فان الرواية ليس لها نص أو ظهور في وجوب التقليد بل ورد فيها (( فللعوام أن يقلدوه )) وهذه العبارة ظاهرة في التخيير وليس في الوجوب ، فكيف يصفها السيد محمود الحسني بأنها من الأخبار التي تشير إلى وجوب التقليد. ؟!!
وإلى القارئ المنصف انقل بعض تعليقات العلماء المحققين في هذه الموضوع :
1- الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة ج18 ص94-95 ، قال بعد نقله للرواية :
(( أقول: التقليد المرخص فيه هنا إنما هو قبول الرواية لا قبول الرأي والاجتهاد والظن وهذا واضح، وذلك لا خلاف فيه.....على أن هذا الحديث لا يجوز عند الأصوليين الاعتماد عليه في الأصول ولا في الفروع، لأنه خبر واحد مرسل، ظني السند والمتن ضعيفا عندهم، ومعارضه متواتر قطعي السند والدلالة، ومع ذلك يحتمل الحمل على التقية)).
2- السيد الخميني في كتابه الاجتهاد والتقليد ص97، قال بعد كلام طويل في إثبات ونفي حجية هذه الرواية:
( ....كما ترى ، فالرواية مع ضعفها سنداً ، واغتشاشها متناً لا تصلح للحجية ...).
3- الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعة الإمام المهدي تاريخ الغيبة الصغرى ص197 ، قال حول التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري والذي يحتوي على هذه الرواية ((فللعوام أن يقلدوه)) . قال : (( ونسب إليه أيضا ( أي للحسن العسكري ) بشكل غير موثوق ، التفسير المشهور : بتفسير الإمام العسكري . وهو يحتوي على تفسير سورتي الحمد والبقرة .... وهو -على أي حال- ليس بقلم الإمام عليه السلام بل بتقرير بعض طلابه عن تدريسه إياه. فكان عليه السلام يدرس الطالب بحسب ما يراه مناسبا مع فهمه ، وكان الطالب يتلقى عنه ويكتب ما يفهمه منه . ومن هنا جاء مستوى التفسير منخفضاً عن مستوى الإمام بكثير . على أن روايته ضعيفة , ولا تصلح للإثبات التاريخي )). انتهى .
أقول:
ان كلام ( السيد الشهيد الصدر ) واضح في أن تفسير الحسن العسكري (ع) لا يصلح للإثبات التاريخي فكيف السيد محمود الحسني يحتج به في قضية عقائدية وهو لا يصلح حتى للاستدلال الفقهي حسب قواعدكم.
4- المحقق الخوئي في كتابه الاجتهاد والتقليد ص81 ، قال بعد كلام طويل : (( ....ثم أن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر. وذلك لعدم وروده في شيء من الروايات . نعم ورد في رواية الاحتجاج (( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه )) إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها...)).
وقال في ص221 : (( أن الرواية ضعيفة السند لأن التفسير المنسوب إلى العسكري -عليه السلام- لم تثبت بطريق قابل للاعتماد عليه فان في طريقه جملة من المجاهيل كمحمد بن القاسم الاسترابادي ، ويوسف بن محمد بن زياد ، وعلي بن محمد بن سيار فليلاحظ...)) .
5- السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج –التقليد ـ ص13، قال بعد كلام طويل: (( .... نعم قد يستفاد العموم من التوقيع الشريف :
(( وَأَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إلى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ )).
ومثله ما عن الاحتجاج من قوله عليه السلام : (( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه )). وما عن أبي الحسن عليه السلام:
(( اعتمدوا في دينكم على كل مسن في حبنا، كثير القدم في أمرنا)).
اللهم إلا أن يُستشكل في الأول بقرب كون الرجوع للرواة لأخذ الرواية منهم، لا لأخذ الحكم الذي استنبطوه منها. مضافاً إلى الإشكالات في الجميع بضعف السند ، خصوصا مع الأخيرين وعدم وضوح الإنجبار بعمل الأصحاب ومفروغيتهم عن الحكم ، لقرب احتمال اعتمادهم على الأدلة الأخر فلا مجال للتعويل عليها في استفادة العموم )) انتهى
- ما ورد عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام ): ( وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إلى رُوَاةِ حَدِيثِنَا ).

ويرد عليه :
1- هذا التوقيع ضعيف السند بإسحاق بن يعقوب الذي لم يوثق في كتب الرجال وعلى هذا فلا يمكن الاستدلال به حسب قواعدكم .
2- ان هذا الحديث ذكر ( رواة الحديث ) وليس المجتهدين والفرق واضح كما لا يخفى، فلا يمكن تعديته للانطباق على المجتهدين إلا بدليل ولا دليل بل الدليل ضده.
3- صدر هذا التوقيع على يد السفير الثاني مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ أي انه في عصر الغيبة الصغرى والرجوع الذي سأل عنه إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ والذي أجاب عنه الإمام هو الرجوع في الغيبة الصغرى وليس الكبرى فيكون منطبقاً على السفراء الأربعة لأن الإمام المهدي (ع) لا يمكن أن يرجع الناس الى عامة الرواة في المسائل المستحدثة مع وجود النواب الخاصين وهم السفراء الأربعة لأنهم هم الأبواب اليه (ع) ورجوع الناس الى غيرهم يعتبر نقضاً للغرض من وجودهم ، وخصوصاً بعد ملاحظة بعض القرائن المؤيدة لهذا المعنى كقول الإمام (ع) : (فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ) ومن المعلوم أن الحجة الذي تجب طاعته هو من كان معصوماً فلا ينطبق إلا على المعصوم (ع) أو نائب المعصوم الخاص ، كتوثيق الإمام لمحمد بن عثمان وأبوه ووصفهما بأنهما وكلائه ، بعد هذا الحديث مباشرة ، فربما يكون ذكره لهما من باب ذكر مصاديق قوله (ع) :( رواة حديثنا ).
4- يحتمل أن تكون اللام التي في ( الحوادث ) للعهد ، أي أن هناك مسائل معهودة ذكرت في رسالة إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ للإمام، وليس معناها لام الاستغراق فتشمل كل الحوادث الواقعة ومما يؤيد ذلك أن كتاب إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ لم ينقل في الرواية بل اكتفى بقوله :
(( قَالَ سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِيَّ أَنْ يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِيهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ علي فَوَرَدَ التَّوْقِيعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ (ع) .... )) فالمسائل التي أشكلت على إسحاق بن يعقوب كانت في زمن السفير الثاني محمد بن عثمان العمري (ع) أي قبل انتهاء الغيبة الصغرى بخمسين سنة تقريباً وهي مسائل موثقة باستفتاء إسحاق بن يعقوب أو مطلق المسائل الحادثة في تلك الفترة ، فكيف تطبقون أحكام الغيبة الصغرى على الغيبة الكبرى ؟؟وأنتم تقرون بأن الأحكام تختلف باختلاف العناوين ، وموضوع الغيبة الصغرى قطعاً يختلف عن موضوع الغيبة الكبرى فكيف يحمل حكم احداهما على الاخرى؟؟
واليك بعض تعليقات العلماء حول هذا التوقيع :-
1ـ الفيض الكاشاني في كتابه الحق المبين ص9-10 ، قال :
(( وقال صاحب زماننا - صلوات ربي عليه - : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله )) وبالجملة قد أذنوا في الأخذ بالأخبار والكتب بالتسليم والانقياد ولم يأذنوا في الأخذ بالآراء والاجتهاد بل نهوا عنه فليس لنا إلا الإتباع والاقتصار على السماع من دون ابتغاء الدليل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )) .
2- السيد الخميني في كتابه الاجتهاد والتقليد (ص) 100، قال بعد كلام طويل حول هذا التوقيع : ((.... وفيه بعد ضعف التوقيع سنداً - أن صدره غير منقول إلينا ، ولعله كان مكتنفاً بقرائن لا يفهم منه إلا حجية حكمهم في المتشابهات الموضوعية ، أو الأعم وكان الإرجاع في القضاء لا في الفتوى )) .
وقال أيضاً في كتاب البيع ج2 ص474 : (( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله )) وعن الشيخ ( قده ) روايته في كتاب الغيبة بسنده إلى محمد بن يعقوب والرواية من جهة إسحاق بن يعقوب غير معتبرة )).
2- المحقق الخوئي في كتابه الاجتهاد والتقليد ص358 ، قال بعد كلام طويل نأخذ منه ما يخص هذا التوقيع سنداً ودلالة ، إذ قال : ( ويرد عليه : ..... وكذلك الحال في التوقيع الشريف فان في سنده إسحاق بن يعقوب ومحمد بن محمد بن عصام ولم تثبت وثاقتهما . نعم محمد بن محمد شيخ الصدوق ( قده ) إلا أن مجرد الشيخوخة لمثله لا يقتضي التوثيق أبداً .
هذا مضافا إلى إمكان المناقشة في دلالته ، فان الإرجاع إلى رواة الحديث ظاهره الإرجاع إليهم بما هم رواة حديث لا بما أنهم مجتهدون ...) .
3- السيد أحمد الخونساري في كتابه جامع المدارك ج3 ص100 قال:
( .... والتوقيع لم يعلم المراد من الحوادث الواقعة المذكورة فيها لان الظاهر أن اللام فيه للعهد وما ذكرت من المقربات لا يوجب سكون النفس كما لا يخفى بل يستبعد من جهة أن مقتضى الاستظهار المذكور ثبوت الولاية لكل من يروي ويصدق عليه الراوي ، وهل يمكن ثبوت هذا المنصب الخطير له مضافاً إلى أن الراوي لا يصدق على المطلع على كتب الحديث وإلا لصدق على كل من طالع كتب الحديث انه راوي للحديث .... ) .
- ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) : (( إذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس ، وأومأ إلى رجل ، فسالت أصحابنا ، فقالوا ، زرارة بن أعين )) .
ويرد عليه :-
إن الاستدلال بهذا الحديث على وجوب التقليد دونه خرط القتاد لأن الإمام الصادق (ع) أشار إلى الرجوع إلى زرارة لأنه راوٍ لحديثهم لا لأنه مجتهد يفتي برأيه والدليل أن الإمام الصادق (ع) قال : (( إذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس )) ولم يقل إذا أردت أحكامك أو تكليفك. ثم إن زرارة بن أعين يعتبر نائب خاص - حسب تصريح الصادق (ع) - وهذا الكلام خارج عما نحن فيه ، لأننا في مقام هل يجب التقليد في عصر الغيبة الكبرى أم لا ؟ والفرق واضح وشاسع فلا أحد يناقش في وجوب الرجوع إلى نواب الأئمة (ع) الخاصين لأخذ الأحكام والشرائع لأنهم خزنة أحاديث أهل البيت (ص) . والحقيقة أن هذه الرواية أجنبية عن قضية وجوب التقليد وذكرها يعتبر من التطويل بلا طائل !!!
- الأخبار المشيرة إلى الرجوع والإطاعة لأشخاص معينين :
رواية أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع) قَالَ: سَأَلْتُهُ وَقُلْتُ مَنْ أُعَامِلُ ) وَعَمَّنْ ( آخُذُ وَقَوْلَ مَنْ أَقْبَلُ فَقَالَ الْعَمْرِيُّ ثِقَتِي فَمَا أَدَّى إِلَيْكَ عَنِّي فَعَنِّي يُؤَدِّي وَمَا قَالَ لَكَ عَنِّي فَعَنِّي يَقُولُ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ قَالَ وَسَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ (ع) عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ الْعَمْرِيُّ وَابْنُهُ ثِقَتَانِ فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي فَعَنِّي يُؤَدِّيَانِ وَمَا قَالَا لَكَ فَعَنِّي يَقُولَانِ فَاسْمَعْ لَهُمَا وَأَطِعْهُمَا فَإِنَّهُمَا الثِّقَتَانِ الْمَأْمُونَانِ .
ويرد عليه :
إن هذا الكلام مما يضحك الثكلى فكيف يُستدل بروايات تدل على النيابة الخاصة ، كنيابة عثمان بن سعيد العمري عن الإمام الهادي (ع) أو نيابته هو وابنه عن الإمام الحسن العسكري (ع) وعن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) فمن المعلوم انه لا نقاش في وجوب طاعة النواب الخاصين للائمة (ص) وهو من المسلمات لدى الشيعة الإمامية ولكن الكلام في وجوب التقليد لغير النواب الخاصين في زمن الغيبة الكبرى للإمام . فما هذا الخلط في المواضيع ؟، لأنه كما يقال أن الأحكام تدور مدار العناوين. ثم أن هناك فرقاً جوهرياً بين النائب الخاص والمجتهد في عصر الغيبة الكبرى ، وهو أن النائب الخاص وظيفته نقل الرواية فقط لا الرأي والاستنباط والاجتهاد كما هو حال المجتهد في عصر الغيبة الكبرى ، والدليل موجود في نفس الروايتين ، وهو قول الإمام الهادي (ع) في حق العمري : ((.. فَمَا أَدَّى إِلَيْكَ عَنِّي فَعَنِّي يُؤَدِّي وَمَا قَالَ لَكَ عَنِّي فَعَنِّي يَقُولُ..)) وقول الإمام العسكري (ع) في حق العمري وابنه : (( ... فَمَا أَدَّيَا إِلَيْكَ عَنِّي فَعَنِّي يُؤَدِّيَانِ وَمَا قَالَا لَكَ فَعَنِّي يَقُولَانِ فَاسْمَعْ لَهُمَا وَأَطِعْهُمَا... )) فقولهم قول الإمام (ع) لا رأيهم واستنباطهم فلذلك قال الإمام (ع): ((... فَاسْمَعْ لَهُمَا وَأَطِعْ ... ))
أي أن سبب طاعتهم لأنهم ينقلون عن الإمام فالراد عليهم يعتبر راداً على الإمام المعصوم (ع).
ويدل على ذلك أيضا ما نقله الشيخ الطوسي في الغيبة ص242 ، عن عثمان بن سعيد العمري عندما سئل عن اسم الإمام المهدي ((مكن الله له في الأرض)) فقال :
(( ... مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْ ذَلِكَ وَلَا أَقُولُ هَذَا مِنْ عِنْدِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُحَلِّلَ وَلَا أُحَرِّمَ وَلَكِنْ عَنْهُ (ع)....)) وهذا بيان واضح من السفير الأول بأنه ليس له أن يحلل أو يحرم بل وظيفته النقل فقط ، وهذا خلاف وظيفة المجتهد في عصر الغيبة الكبرى فانه إذا عرضت عليه مسالة ولم يجد لها شاهداً في القران أوالسنة التجأ إلى الدليل العقلي وأفتى بحسب ما تقضي به الأصول العملية المقرة عنده .
ويدل على ذلك ما نقله الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في تاريخ الغيبة الصغرى ص443 نقلاً عن غيبة الشيخ الطوسي ، قول السفير الثالث ((عليه السلام)) : ((لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عز و جل برأيي أومن عند نفسي بل ذلك عن الأصل و مسموع عن الحجة (ع) ))
وقد صرح السيد الشهيد الصدر ((رحمه الله )) بذلك في تاريخ الغيبة الصغرى (ص) 409 ، إذ قال : (( .... أن مهمة السفارة إنما تستدعي هذه الدرجة من الإخلاص لأهميتها وخطر شأنها، ولا تستدعي العمق الكبير في الثقافة الإسلامية، أو سبق التاريخ مع الأئمة عليهم السلام فإنها إنما تعني بشكل مباشر نقل الرسائل من المهدي عليه السلام واليه وتطبيق تعاليمه...))
- ما ورد أن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول لأبان بن تغلب : ( إجلس في المسجد أو مسجد المدينة و أفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك ) .
ويرد عليه :
هنا نقطة مهمة يجب التركيز عليها قبل الرد ، وهي قضية الإفتاء ، فالإفتاء تارة يكون بما ورد عن أهل البيت (ع) كما كان يفعله أبان بن تغلب و زرارة ومحمد بن مسلم و أضرابهم ، وهذا الأسلوب في الإفتاء لا خلاف فيه أبداً .
وتارة يكون الإفتاء بالاجتهاد والرأي والنظر بحيث إذا فقد المجتهد النص الشرعي من قرآن أو سنة , التجأ إلى الأدلة العقلية الأصولية ، كأصالة البراءة والاستصحاب وغيرهما مما ليس هذا محل تفصيله أو نقاشه . وهذا النوع من الإفتاء هو الذي حصل به النزاع بين الشيعة أنفسهم ولم يتحرر النزاع إلى يومنا هذا ، فطائفة جوزته وأخرى منعته ، والمعنى الأول لا نزاع في صحة جوازه أبداً فهو عبارة عن نقل الرواية عن المعصوم (ع) لا غير .
ولا يمكن حمل قول الإمام لأبان (( أفت الناس )) على معنى الإفتاء الاجتهادي المعاصر لعدة أمور: قد صرح الإمام الصادق (ع) في أحاديث أخرى بأنه أحال الناس إلى أبان بن تغلب لأنه راوٍ لحديثهم وقد سمع الكثير منه وان أبان من رواته ومن رجاله وبهذا يكون معنى ( أفت الناس ) أي انقل لهم كلامنا أهل البيت لا أن يفتيهم برأيه واجتهاده .
(( فعَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي حَيَّةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي خِدْمَتِهِ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ وَدَّعْتُهُ وَ قُلْتُ أُحِبُّ أَنْ تُزَوِّدَنِي فَقَالَ ائْتِ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنِّي حَدِيثاً كَثِيراً فَمَا رَوَاهُ لَكَ فَارْوِهِ عَنِّي )) وسائل الشيعة ج19 ص317
وقال الصادق (ع) : (( يا أبان ناظر أهل المدينة، فإني أحب أن يكون مثلك من رواتي و رجالي )) وسائل الشيعة ج19 ص317.
وقال الصادق (ع) لأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ َ:
(( إِنَّ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ قَدْ رَوَى عَنِّي رِوَايَةً كَثِيرَةً فَمَا رَوَاهُ لَكَ عَنِّي فَارْوِهِ عَنِّي )) وسائل الشيعة ج19 ص318.
وذكر الحر العاملي أن أبان نقل عن الصادق (ع) ثلاثين ألف حديث كما هو المشهور.
أقول : صار واضحاً أن العلة التي من أجلها أمر الإمام الصادق (ع) بالرجوع إلى أبان بن تغلب هي ما ورد في كلام الإمام الصادق (ع) مثل: (( فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنِّي حَدِيثاً كَثِيراً))
ومثل: (( أحب أن يكون مثلك من رواتي و رجالي )) .
ومثل : ((أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ قَدْ رَوَى عَنِّي رِوَايَةً كَثِيرَةً ))
وكيف يتوقع أن أهل البيت (ع) يجوزون للناس الإفتاء بالرأي والاجتهاد وهم الذين ورد عنهم (ع) بأنهم أنفسهم لا يجوز لهم ذلك مع أنهم معصومون عن الزلل والخطأ ؟!!
( عن أبي جعفر(ع) أنه قال : (( لو أنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا و لكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا )) بصائر الدرجات (ص) 299.
وعن الباقر(ع) : ((إنا لو كنا نفتي الناس برأينا و هوانا لكنا من الهالكين و لكنا نفتيهم بآثار من رسول الله (ص) و أصول علم عندنا نتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم )) بحار الأنوارج2ص172/ ميزان الحكمة ج3 ص 2374 لمحمدي الريشهري.
وعن الصادق (ع) : ((فو الله ما نقول بأهوائنا و لا نقول برأينا و لا نقول إلا ما قال ربنا )) الأمالي (ص) 60 للشيخ المفيد / بصائر الدرجات ص320 /البحار ج2 ص173 .
وعن علي بن الحسين (ع) : (( إن دين الله عز و جل لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اقتدى بنا هدي و من كان يعمل بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالذي أنزل السبع المثاني و القرآن العظيم و هو لا يعلم )) كمال الدين ص324/ البحار ج17 (ص) 262 .
- الروايات التي تشير إلى أن العلماء ورثة الأنبياء :-
ومنها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) : (( إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَذَاكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَلَا دِينَاراً وَإِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ...))
ويرد عليه :
من الواضح انه ليس كلما ذكرت الروايات كلمة ( العلماء ) فالمقصود به عامة العلماء بل أكثر الروايات التي تتطرق إلى مدح العلماء وعلو منزلتهم وأنهم أفضل البشر بعد الأنبياء، فالمقصود من هكذا روايات هم علماء آل محمد وهم الأئمة المعصومين (ع). ومن البديهي انه لا يعقل أن يكون فقيه غير معصوم قابل للخطأ والانحراف أفضل من نبي من أنبياء بني إسرائيل (ع) كنبي الله موسى (ع) أو نبي الله عيسى (ع) روح الله ، فمهما بلغ الإنسان من الكمال دون العصمة لا يفضل على الذي يمتلك العصمة . وقد صرحت الروايات المتواترة بان الأئمة المعصومين (ص) هم ورثة الأنبياء فأنت تقرأ في الزيارة : (( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ))
فهل يستطيع أحد أن يزور عامة العلماء بهذه الزيارة المخصوصة للأئمة (ع) اللهم إلا أن يكون من الذين لا يتورعون من التعدي على منازل الأئمة (ع).
والدليل على أن المقصود من العلماء في هذه الرواية ونظائرها هم الأئمة (ع) الروايات الآتية التي تنص على أن العلماء الحقيقيين هم الأئمة المعصومين (ع) لا غير أما غيرهم فهم متعلمون أو غثاء كغثاء السيل:
عن الصادق (ع) انه قال : (( يَغْدُو النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَالِمٍ وَمُتَعَلِّمٍ وَغُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ )) الكافي ج : 1 ص 51 .
وعن أمير المؤمنين (ع) : (( إِنَّ النَّاسَ آلُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) إلى ثَلَاثَةٍ آلُوا إلى عَالِمٍ عَلَى هُدًى مِنَ اللَّهِ قَدْ أَغْنَاهُ اللَّهُ بِمَا عَلِمَ عَنْ عِلْمِ غَيْرِهِ وَ جَاهل مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ لَا عِلْمَ لَهُ مُعْجَبٍ بِمَا عِنْدَهُ قَدْ فَتَنَتْهُ الدُّنْيَا وَفَتَنَ غَيْرَهُ وَمُتَعَلِّمٍ مِنْ عَالِمٍ عَلَى سَبِيلِ هُدًى مِنَ اللَّهِ وَنَجَاةٍ ثُمَّ هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَخَابَ مَنِ افْتَرَى )) الكافي ج : 1 ص51.
ومن كلام للإمام الرضا مع أحد أصحابه نأخذ منه مقدار الحاجة (( ... أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله . فقال: هم قصاص من مخالفينا و تدري من العلماء؟ فقلت :لا يا ابن رسول الله. قال: فقال: هم علماء آل محمد (ع) الذين فرض الله عز و جل طاعتهم و أوجب مودتهم.... )) معاني الأخبار ص 180.

الفرزدق
07-11-2008, 02:50 AM
وإلى القارئ المنصف أذكر بعض أقوال العلماء في هذه الرواية (( العلماء ورثة الأنبياء )) :
1_المحقق الخوئي في مصباح الفقاهة ج3 ص289 ، ذكر كلاماً طويلاً حول هذه الرواية وابطال حملها على العلماء بمعنى أن يكون لهم ما للأنبياء فقال : (( .... بل يمكن أن يراد من تلك الأخبار كون المراد من العلماء هم الأئمة والأوصياء ( عليهم السلام ) لكونهم هم العلماء بالمعنى الحقيقي ، فمع دلالة تلك الأخبار على كون العلماء ورثة الأنبياء عن التصرف في أموال الناس وأنفسهم فلا دلالة فيها لكونها ثابتة للفقيه أيضاً ، فنعم الدليل الحاكم قوله عليه السلام : نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون إذن فيمكن دعوى أن كلما ورد في الروايات من ذكر العلماء فالمراد منهم الأئمة ( عليهم السلام ) إلا إذا كانت قرينة على الخلاف .... )) انتهى.
وقال أيضاً في كتاب الصوم ج2 :
(( .... وأما غيرها مما تمسك به في المقام مثل ما ورد من أن مجاري الأمور بيد العلماء بالله أو أن العلماء ورثة الأنبياء ونحو ذلك، فهي بأسرها قاصرة السند أو الدلالة كما لا يخفى فلا تستأهل البحث....))
2_السيد محسن الحكيم في كتابه نهج الفقاهة ص297 ، بعد إيراده حديث (( العلماء ورثة الأنبياء )) . وغيره ، قال :
(( ولا يخفى أن ما ورد في شان العلماء - مع ضعف سند بعضه - قاصر الدلالة على ثبوت الولاية بالمعنى المقصود فان الأول صريح في ارث العلم...)).
3_السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج -التقليد-ص199 ، بعد ذكره لحديث (( العلماء ورثة الأنبياء )) و(( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )) فقال معلقاً عليهما : (( بل لعلهم عليهم السلام هم المعنيون من بالحديث الأول والثاني لأنهم هم العلماء الحقيقيون الذين اخذوا من الأنبياء ما عندهم كما يناسبه ما في خبر أبي البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ ذَاكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً وَ إِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ ، فمن اخذ بشيء من منها فقد اخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ، فان فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )) . 4 _السيد أحمد الخونساري في كتابه منية الطالب ج2ص232 - تقرير بحث النائيني - قال : (( مجاري الأمور بيد العلماء )) و (( العلماء ورثة الأنبياء )) ونحو ذلك من الأخبار الواردة في علو شأن العالم ،فمن المحتمل قريباً كون العلماء فيها هم الأئمة (عليهم السلام ) ...)) .
5_الشيخ محمد حسين الأصفهاني في حاشيته على المكاسب ج2 ص385 قال تعليقاً على حديث (( العلماء ورثة الأنبياء )) وغيره : (( ..... ويندفع: بأن المحتمل قوياً بأن يراد بالعلماء الأئمة عليهم السلام كما ورد عنهم عليهم السلام (( َنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ )) مع أن الخبر المتضمن للإرث يعين الموروث وهو العلم كما في المتن.
- ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ): (( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )).
ويرد عليه بعدة نقاط :
قد تبين من الوقفة السابقة أن المقصود من العلماء في مثل هذه الروايات هم الأئمة المعصومون (ع) لا غيرهم وهذا ما دل عليه الدليل وهو القدر المتيقن ، وأما غيره فلا دليل عليه ومشكوك فيه على أقل تقدير بل الدليل ضده لما عرفت من أن المعصوم (ع) لا يُفضل عليه غير المعصوم ، فيكون الحديث قاصر الدلالة جداً في شمول العلماء غير المعصومين بل يختص بالأئمة (ع) من العترة الطاهرة فقط . هذا من حيث الدلالة.
وأما من حيث السند ، فهذا الحديث مرسل بالإجماع ، ولم ينقل في أحد الكتب الأربعة المعتبرة بل قيل انه منقول عن طرق أبناء العامة فقط وهو الظاهر ، فلا يصح الاستدلال به على هكذا قضية - حسب استدلالكم - وأشار إلى إرساله السيد محسن الحكيم في نهج الفقاهة ص299 ، والسيد محمد سعيد الحكيم في مصباح المنهاج - التقليد - ص199 ، وغيرهم .
ونقل رضا المختاري في تعليقته على كتاب منية المريد للعاملي ، رأي صاحب كتاب مصباح الأنوار والقاضي الطباطبائي في هذا الحديث ، فقال في هامش منية المريد ص182 - هامش رقم 3 - : (( قال في مصباح الأنوار ج1 ص434 في شرح هذا الحديث : ((وهذا الحديث لم نقف عليه في أصولنا وأخبارنا بعد الفحص والتتبع ..... وكيف كان فيمكن توجيهه بوجهين، الأول: أن المراد بالعلماء الأئمة ووجه الشبه العصمة أو الحجية على الخلق أو الفضل عند الله.....إلى أن قال : ويؤيد هذا الوجه ما تظافر من الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، ومن قولهم (ع) : (( َنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ )).
وقال الشهيد .. القاضي الطباطبائي في تعاليقه على الأنوار النعمانية ج3 ص347 : ((وهذا الحديث مذكور في كثير من الكتب المتداولة ومذكور في الألسنة ولكن لم يوجد له في الجوامع الحديثية للإمامية من روايته وسنده عين ولا أثر ، بل صرح جمع من مهرة المحدثين وأساتذتهم انه من موضوعات العامة . وقال في ( كشف الخفاء ) ج2 ص83 : قال السيوطي : ( وان أبيت إلا أن يقام لك شاهد من آثار الشريعة القدسية فالحديث المروي عن رسول الله (ص) : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل وفي أكثر الروايات ( أفضل من أنبياء بني إسرائيل ) فان أخذنا العموم من علماء الأمة فأهل بيت النبي المصطفى - أولى بالقصد وإلا فهم القدر المتيقن …. )). وأنبه على أني لا أقول بان الحديث موضوع - معاذ الله - بل أقول إن صح فهو خاص بالأئمة المعصومين ( ع) ولا يشمل غيرهم.
وقال المجلسي في البحار ج24 ص307 : (( ففي كل قرن بهم تتم الحجة كما ورد إن (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ) وفسر بهم عليهم السلام .
وقد صرح بذلك الشيخ مرتضى الأنصاري في المكاسب ج3 (ص) 551 إذ قال : (( ..... وبالجملة فان إقامة الدليل على وجوب طاعة الفقيه كالإمام عليه السلام - إلا ما خرج بدليل - دونه خرط القتاد.....)) . وقال في ص557 : (( وعلى أي تقدير فقد ظهر مما ذكرنا : إن ما دل عليه هذه الأدلة ( الروايات الواردة في مدح العلماء ) هو ثبوت الولاية للفقيه في الأمور التي يكون مشروعية إيجادها في الخارج مفروغاً عنها ، بحيث لو فرض عدم الفقيه كان على الناس القيام بها كفاية وأما يشك في مشروعيته كالحدود لغير الإمام ، وتزويج الصغيرة لغير الأب والجد ، وغير ذلك ، فلا يثبت من تلك الأدلة مشروعيتها للفقيه ، بل لا بد للفقيه استنباط مشروعيتها من دليل آخر . نعم الولاية على هذه وغيرها ثابتة للإمام عليه السلام بالأدلة المتقدمة المختصة به مثل آية ( أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) .
أقول وتوجد روايات أخرى استدلوا بها لا يختلف حظها عن سابقاتها ، أتركها لمناسبة أخرى ، فالحق إن أكثر الفقهاء يعتمدون في إثبات المسألة كما يزعمون على الدليل العقلي ، ولا بأس هنا من كلمة مختصرة في هذه المسألة :-
((بعد وفاة النبي (ص) كان على المسلمين الرجوع إلى أوصيائه (ع) ، لمعرفة الأحكام الشرعية المشتبهة عليهم ، أو التي تستجد مع مرور الزمن ، ولكن بما أن جماعة من المسلمين انحرفوا عن الأوصياء (ع) ، وتركوا الأخذ عنهم ، وهم : أهل السنة . فقد أدى مرور الزمن بهم إلى تأليف قواعد عقلية مستندة إلى القواعد المنطقية ، اعتمدوا عليها في إصدار بعض الأحكام الشرعية ، وسموها بـ(أصول الفقه) ، واعرض بعض علمائهم عنها ، والتزم بالقرآن وما صح عندهم أنه صدر عن النبي (ص) .
أما الشيعة فكانوا دائما يرجعون إلى الإمام المعصوم (ع) بعد النبي (ص) ، ولما وقعت الغيبة الصغرى كانوا يرجعون إلى سفير الإمام (ع) ، فلما وقعت الغيبة التامة كانوا يرجعون إلى الفقهاء الذين كانوا يروون عن المعصومين (ع) ، ومع مرور الزمن رجع بعض علماء الشيعة إلى القواعد العقلية التي بدا بكتابتها علماء السنة ، وقيل إن أول من كتب في القواعد العقلية من الشيعة هو العلامة الحلي (رحمه الله) حيث قام باختصار أحد كتب السنة في أصول الفقه ، وقع بعد ذلك خلاف كبير بين علماء الشيعة ، حول التوقف عند محكمات القران والروايات الواردة عن المعصومين (ع) في تحصيل الحكم الشرعي ، أو تجاوز الأمر إلى دليل العقل ، وزاد آخرون الإجماع .

وكل استدل
على صحة طريقه بأدلة هي :-

1- الأدلة على أن دليل العقل من أدلة التشريع :-
وانـه لا يجب التـوقف عند مـحكمات الكـتاب والـروايات ومـنها :-
أ- إن المشرع سبحانه من جملة العقلاء (حسب ما قاله بعض الأصوليين) . فما اتفق عليه العقلاء اقره المشرع سبحانه .
ب- إن الشريعة موافقة للعقل ، فكل ما حسنه العقل حثت عليه الشريعة ، وكل ما قبحه العقل نهت عنه الشريعة .
ج-إن التوقف عن الفتوى عند الشبهات يلزم العسر ، لأن العمل بالاحتياط قد يكون فيه عسر على المكلفين ، كصلاة القصر والتمام أو الصيام اليوم وقضاءه .
د- إن التوقف عن الفتوى عند عدم وجود رواية أو آية محكمة ، يلزم جمود الشريعة وعدم مواكبتها للتطور . والمستحدثات أصبحت كثيرة خصوصا في المعاملات ، كأطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي ، والمعاملات المصرفية والمالية المتنوعة وتقنية الاستنساخ البشري والحيواني وغيرها .

2- الأدلة على وجوب التوقف عند الروايات والآيات المحكمة:-
والتوقف عن الفتوى عند الشبهات والمستحدثات التي لا يوجد دليل نقلي عليها والعمل فيها بالاحتياط ومنها :-
أ- إن العقل حجة باطنة ، وهذا ورد في الروايات عنهم (ع) ، فبالعقل يستدل على وجود الخالق ، ثم بالعقل تعارض الروايات وتعرف دلالة كل منها ، وبالعقل تفهم الآيات ويعرف المتشابه والمحكم ، وهذا لا اعتراض عليه . إنما الاعتراض على وضع قاعدة عقلية غير مروية ، يستـنبط بواسطتها حكم شرعي ، فهذه هي عبادة العباد للعباد . وهكذا نعود إلى الحام والبحيرة والسائبة ، وعدنا إلى تحريم علماء اليهود بأهوائهم وتخرصاتهم العقلية وتحليلهم المحرمات ، وهكذا نقر للطواغيت تشريعاتهم الوضعية الباطلة .
ب- اتفاق العقلاء المدعى غير موجود ، ثم إن بعض القواعد العقلية لم يتحرر النـزاع فيها في الأصول بين الأصوليين أنفسهم ، فكيف يعتمد عليها في استنباط الأحكام الشرعية ، هذا فضلا عن إن اعتبار المشرع سبحانه من جملة العقلاء غير صحيح .
ج- إن بعض الأشياء التي نهى عنها الشارع قبحها بيّن ، فالعقل يحكم بقبحها ، ولكن هناك كثير من الأشياء غير بيّنة القبح والحسن في الظاهر ، فلابد من الاطلاع على حقائق الأشياء لمعرفة الحَسِن من القبيح . ولا يعرف حقائق الأشياء إلا خالقها ، أو من شاء الله اطلاعه عليها ، ثم لعل بعض الأشياء نعتقد نحن بقبحها لعدم اطلاعنا على حقائقها وبواطنها ، واكتفائنا بمنافاة ظاهرها لطباعنا وأحوالنا وتقاليدنا الاجتماعية التي عادة يعتبرها الناس نواميس إلهية يحرم خرقها . قال تعالى { فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }(النساء :19). وقال تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (البقرة :216) . وبعض الأشياء فيها حسن وقبح وملائمة ومنافاة ولكن أحدهما أرجح من الآخر . قال تعالى { يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (البقرة:219) . فنحن وان قلنا بان الحسن والقبح مفهومان عقليان ، ولكن تطبيق هذين المفهومين على الموجودات في الخارج (أي المصاديق ) أمر متعسر ، لان بعض الموجودات متشابهة .
د- إن في الشبهات حكمة إلهية ، فالذي نزل القرآن قادر على أن يجعل جميع آياته محكمة (أي بينة المعنى) ، ولكنه سبحانه جعل فيه آيات متشابهات (أي مشتبهة على جاهلها وتحتمل أكثر من وجه في التفسير والتأويل) لحكمة . ولعلها والله العالم بيان الحاجة إلى المعصوم (ع) الذي يعلم تفسير وتأويل المتشابه . فعن رسول الله (ص) ما معناه (( أمر بيّن رشده فيتبع وأمر بيّن غيه فيجتنب ومتشابهات بين ذلك يرد حكمها إلى الله والى الراسخين في العلم العالمين بتأويله )) .
أذن ففي الشبهات إشارة إلى حاجة الأمة إلى الراسخين في العلم ، وهم الأئمة (ع) بعد النبي (ص) ، وفي زماننا صاحب الأمر (ع) ، ولعل الذي يفتي في الشبهات يلغي هذه الإشارة ، بل لعله يشير إلى الاستغناء عن المعصوم عندما يفتي فلا حاجة لنا بك ، فقد أصبحنا بفضل القواعد العقلية نفتي في كل مسألة ، وما عدنا نتوقف ، وما عاد لدينا شبهات ، ومع أننا فقدناك فأننا اليوم لا نواجه عسراً في تحصيل الحكم الشرعي .
هـ-ربما يكون الفساد الذي يحصل من فتوى غير صحيحة مستندة إلى دليل العقل اكبر بكثير مما نعتقده جمود في الشريعة عند الاحتياط ، والتوقف عن الفتوى . ثم إن الدين لله فمتى أصبح هناك عسر في الدين والشريعة ، فانه سبحانه سيفرج هذا العسر حتما ، وفق حكمته وعلمه بما يصلح البلاد والعباد . ثم انه سبحانه وتعالى لم يكلفنا أمر التشريع ، فما الذي يدفعنا للتصدي لهذا الأمر الخطير ، المحصور به سبحانه ، ولم يتصدَ له الأنبياء والمرسلين والأئمة (ع) مع تمام عقولهم ، وانكشاف كثير من الحقائق لهم .
عندما يفتي في أي مسالة وان لم يكن عليها دليل نقلي بل لعله يقول بلسان الحال للإمام المهدي (ع) : ارجع يا ابن فاطمة فلا حاجة لنا بك .
و- الروايات الدالة على وجوب التوقف عند الأدلة النقلية ومنها :-
قال أمير المؤمنين (ع) (( واعلموا عباد الله : أن المؤمن يستحل العام ما استحل عاماً أول ، ويحرم العام ما حرم عاما أول ، وان ما احدث الناس لا يحل لكم شيئاً مما حرم عليكم ، ولكن الحلال ما احل الله والحرام ما حرم الله . فقد جربتم الأمور وضرستموها ، ووعظتم بمن كان قبلكم . وضربت الأمثال لكم ، ودعيتم إلى الأمر الواضح فلا يصم عن ذلك إلا أصم ولا يعمى عن ذلك إلا أعمى . ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب ، لم ينتفع بشيء من العضة . وأتاه التقصير من أمامه حتى يعرف ما أنكر ، وينكر ما عرف . وإنما الناس رجلان : متبع شرعة ومبتدع بدعة ، ليس معه من الله سبحانه برهان سنة ، ولا ضياء حجة ، وان الله سبحانه لم يعظ أحد بمثل هذا القرآن ، فانه حبل الله المتين ، وسببه الأمين ، وفيه ربيع القلب ، وينابيع العلم . وما للقلب جلاء غيره ، مع انه قد ذهب المتذكرون ، وبقي الناسون والمتناسون . فإذا رأيتم خيرا فأعينوا عليه ، وإذا رأيتم شراً فاذهبوا عنه . فان رسول الله (ص) كان يقول ( يابن آدم اعمل الخير ودع الشر فإذا أنت جواد قاصد )
وعن النبي (ص) (( إن المؤمن اخذ دينه عن الله ، وأن المنافق نصب رأيا واتخذ دينه منه )) .
وعن أمير المؤمنين (ع) انه قال
((إن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين : رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدي من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته ، حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته .
ورجلاً قمش جهلا في جهال الناس ، عان بأغباش الفتنة ، قد سماه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما ، بكر فاستكثر ، ما قل منه خير مما كثر ، حتى إذا ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضيا سبقه ، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ، ثم قطع به ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا ، إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به ، لما يعلم من جهل نفسه ، لكيلا يقال له : لا يعلم ، ثم جسر فقضى ، فهو مفتاح عشوات ، ركاب شبهات ، خباط جهالات ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، يستحل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لا ملئ بإصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط ، من ادعائه علم الحق)) .
وروى انه ذكر عند عمر بن الخطاب : في أيامه ، حلي الكعبة وكثرته . فقال قوم لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر ، وما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهم من عمر بذلك وسأل أمير المؤمنين (ع) . فقال (ع)
( أن القرآن أنزل على النبي (ص) والأموال أربعة : أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض ، والفيء فقسمه على مستحقيه ، والخمس فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه الله على حاله . ولم يتركه نسياناً ، ولم يخف عليه مكاناً فاقره ، حيث اقره الله ورسوله . فقال عمر لولاك لافتضحنا وترك الحلي بحاله )) .
وعن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع) ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنّة فننظر فيها ؟ قال
(لا ، أما إنك إن أصبت لم تؤجر وان أخطأت كذبت على الله عز وجل)
عن الصادق(ع) عن أبيه (ع) عن علي (ع) قال:-
(( من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في أرتماس . قال : وقال أبو جعفر (ع) من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم )) .
وعن أبي عبد الله (ع) في محاججته لأبي حنيفة في حديث طويل قال
(( يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته ، وتعرف الناسخ والمنسوخ . قال نعم . قال : يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم ، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (ص) . ما ورثك الله من كتابه حرفا فان كنت كما نقول ولست كما تقول ……)) .
وعن عبد الله بن شبرمة قال ما اذكر حديثا سمعته من جعفر بن محمد (ع) إلا كاد أن يتصدع قلبي قال أبي عن جدي عن رسول الله (ص) قال ابن شبرمة واقسم بالله ما كذب أبوه على جده ولا جده على رسول الله (ص) فقال قال رسول الله (ص)
(من عمل بالمقاييس فقد هلك واهلك ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك واهلك )) .
وعن الصادق (ع) (( إياك وخصلتين : ففيهما هلك من هلك ، إياك أن تفتي الناس برأيك ، وان تدين بما لا تعلم )) .
وعن الباقر (ع) من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه )) .
وعن النبي (ص) (( من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح )) .
وعن الصادق (ع) (( العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً ))
وعن الصادق (ع) (( إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس ، فلم يزدهم المقاييس عن الحق إلا بعدا وان دين الله لا يصاب بالمقاييس) .
وعن الكاظم (ع) : (من نظر برأيه هلك ومن تـرك كتاب الله وقول نبيه كفر)
وعن أمير المؤمنين (ع) ((يا معشر شيعتنا والمنتحلين ولايتنا إياكم وأصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن . تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن يعوها ، فاتخذوا عباد الله خولا ، وماله دولا . فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق وأهله فتمثلوا بالأئمة المعصومين الصالحين (الصادقين) وهم من الجهال الملاعين . فسألوا عن ما لا يعلمون ، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم ، وضلوا فاضلوا . أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما )) .
وقال الصادق (ع): (( أيتها العصابة المرحومة المفلحة إن الله أتم لكم ما أتاكم من الخير، واعلموا انه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى، ولا رأي، ولا مقاييس. قد انزل الله القران، وجعل فيه تبيان كل شيء. وجعل للقران، ولتعلم القران أهلا، لا يسع أهل علم القران (أي آل محمد (ع)) الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى، ولا رأي، ولا مقاييس. أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه، وخصهم به ، ووضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها وهم أهل الذكر )) .

الفرزدق
07-11-2008, 02:54 AM
التقليد والإجتهاد - القسم الأول -

تقف فكرة الإجتهاد والتقليد على رأس الوسائل التي ابتكرتها المؤسسة الدينية الأصولية في استعباد الناس وربطهم بها ، ومناقشة هذه الفكرة وإن كانت تستدعي بحسب المتعارف نمطاً من وسائل النشر المتخصصة ، غير أن طرح المسألة على بساط البحث العام أمر مهم جداً لأنه أولاً يخرجها الى العامة الذين تستخفهم المؤسسة وتسعى الى عزلهم عن المعرفة بحجة عدم أهليتهم ، وثانياً لأنها فكرة مهمة وتشكل مفصلاً فكرياً في محاربة هذه المؤسسة الفاسدة .
والحق إنه عند تفحص الأدلة التي ساقوها في إثبات هذه الفكرة المبتدعة نجدهم يختلفون أيما اختلاف ، فأكثرهم يذهب الى القول بإن الدليل عليها دليل عقلي بينما يرى آخرون وهم القلة الى وجود الدليل النقلي على هذه الفكرة .
وسأحاول في هذه السطور تقديم نقض واضح ومبسط للدليل النقلي على أن أعقبه في مناسبة أخرى إن شاء الله بنقض دليلهم العقلي المزعوم .
1- الآيات القرآنية التي استدلوا بها :-
أ‌- قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
ب- قوله تعالى : {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
ويرد عليها :-
إن استدلالهم بالآية الأولى على وجوب تقليد غير المعصوم وهم العلماء في عصر الغيبة الكبرى ، خاصة بالأئمة المعصومين (ص) لا وجه له فالآية خاصة بالمعصومين من ذرية النبي محمد (ص) ولا يمكن أن تنطبق على غيرهم وهذا واضح وجلي من خلال الروايات المتواترة التي نصت على ذلك ومنها :-
عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر (ع) ، قال :-
( إن من عندنا يزعمون إن قول الله عز وجل (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
إنهم اليهود والنصارى، قال: إذاًَ يدعونكم إلى دينهم، قال: قال بيده إلى صدره: نحن أهل الذكر ونحن المسئولون) الكافي ج1 ص237 ، وعن الو شاء عن أبي الحسن الرضا (ع) قال سمعته يقول: (( قال علي بن الحسين عليه السلام :على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا ،أمرهم الله عز وجل أن يسألونا ، قال: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب ، إن شئنا أجبنا وان شئنا امسكنا )) الكافي ج1 ص237 . وعن أبي بكر الحضرمي قال: (( كنت عند أبي جعفر (ع) ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال : جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما تحضرني منها مسألة ، قال : ولا واحدة يا ورد ؟ . قال: بلى قد حضرني منها واحدة، قال: وما هي؟ . قال قول الله تبارك وتعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) من هم ؟ . قال: نحن، قلت علينا أن نسألكم ؟ قال: نعم، قلت عليكم أن تجيبونا ؟ قال: ذاك إلينا )) الكافي ج1 ص236. وعن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى : (( (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) قال: نحن أهل الذكر، ونحن المسئولون )) بصائر الدرجات ص60 . وعن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى : (( (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) قال: الذكر محمد صلى الله عليه واله ونحن أهله ونحن المسئولون )) بصائر الدرجات ص60. و روي عن أمير المؤمنين (ص): في وصيته للحسن إن كل من يدعي هذا المقام فهو كذاب ، إذ قال : (( ...وأمركم أن تسألوا أهل الذكر، ونحن والله أهل الذكر، لا يدعي ذلك غيرنا إلا كاذب...ثم قال: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) فنحن أهل الذكر فاقبلوا أمرنا وانتهوا عما نهينا ونحن الأبواب التي أمرتم أن تأتوا منها، فنحن والله أبواب تلك البيوت ليس ذلك لغيرنا ولا يقوله أحد سوانا.... )) نهج السعادة ج8 ص318 للشيخ المحمودي / مستدرك الوسائل ج17ص273.
ثم إن المسئول في الآية يجب أن يكون عنده جواب عن كل مسألة يُسأل عنها وهذا يحتاج إلى العصمة والإلهام الإلهي وهذا ما لا يوجد إلا في العترة الطاهرة لمحمد (ص)، فإذا كان المسئول جاهلاً ولو في مسألة واحدة ، يكون سائلاً لا مسئولاً، وهو خلاف الفرض ، فلا بد أن تنتهي المسالة إلى من تحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد من الناس . وهم محمد وآل محمد (ع) كما نصت على ذلك الروايات المتواترة . والمسئول في الآية (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) لابد أن يكون واجب الطاعة فيما يُسأل عنه ويأمر به، وهذا خاص بالأئمة المعصومين (ع) ، لأن القول بوجوب طاعة غير المعصوم يستلزم الأمر بالمعصية وهذا محال، لأن غير المعصوم ممكن الخطأ والانحراف عمداً أو سهواً فكيف تجب طاعته مطلقاً، وقد صرح بذلك الإمام علي (ع) بقوله : (( .... وإنما أمر الله بطاعة الرسول صلى الله عليه واله لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية )) الوسائل ج18 ص93.
- آراء بعض علماء الشيعة في الرد على من استدل بهذه الآية على وجوب التقليد أو على وجوب حجية خبر الواحد:-
1. أبو الصلاح الحلبي في كتابه الكافي قال : ((..وهم – يعني الأئمة- الذين أُمر من لا يعلم بمسألتهم ليعلم في قوله : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) وقد بينا في غير هذا الكتاب ونبينه فيه كون الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أولي الأمر وأهل الذكر دون غيرهم )) الكافي للحلبي ص56.
وقال أيضاً في ص93 : (( قوله تعالى : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) فأمر من لا يعلم بسؤال أهل الذكر ليعلم ، ولم يخص ذلك بشيء ، دون شيء ، وذلك مقتضى لعلم المسئولين بكل شيء يُسألون عنه ، معصومون فيما يفتون به ، لقبح الأمر بالمسألة من لا يعلم ما يُسأل عنه ، وعدم العلم لفتيا من يجوز عليه الخطأ عن قصد أو سهو... )) .
2. أبو المجد الحلبي في كتابه إشارة السبق ص60 قال: ( (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) أمر بوجوب المسئولين لا يجوز كونهم سائلين، لأحاطتهم علما بكل ما يسألون عنه..) .
3. السيد الخميني في كتابه الاجتهاد والتقليد ص89 قال: (( قوله تعالى في الأنبياء: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ). بدعوى إن إطلاقه يقتضي الرجوع إلى المفضول حتى مع مخالفة قوله للأفضل ولا سيما مع ندرة التساوي بين العلماء وتوافقهم في الآراء .
وفيه : مضافاً إلى ظهور الآية في أن أهل الذكر هم علماء اليهود والنصارى، إرجاع المشركين إليهم، وإلى ورود روايات كثيرة في إن أهله هم الأئمة (ع)، بحيث يظهر منها أنهم أهله لا غير....)).
4. السيد محمد باقر الصدر في الحلقة الثانية من دروس في علم الأصول ص287 قال:
((... إضافة إلى أن الأمر بالسؤال في الآية ليس ظاهراً في الأمر المولوي لكي يستفاد منه ذلك ، لأنه وارد في سياق الحديث مع المعاندين والمتشككين في النبوة من الكفار ، ومن الواضح أن هذا السياق لا يناسب جعل الحجية التعبدية ، وإنما يناسب الإرشاد إلى الطرق التي توجب زوال التشكك ، ودفع الشبهة بالحجة القاطعة ، لأن الطرف ليس ممن يتعبد بقرارات الشريعة . ونلاحظ أيضا أن الأمر بالسؤال مفرع على قوله: ( َمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ) والتفريع يمنع عن انعقاد إطلاق في متعلق السؤال لكي يثبت الأمر بالسؤال في غير مورد المفرع عليه وأمثاله.هذا على أن مورد الآية لا حجية فيه للأخبار الآحاد لأنه مرتبط بأصول الدين..)).
5. الشيخ علي النمازي في كتابه مستدرك سفينة البحار ج3 ص441 ، قال: (( قال تعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) أهل الذكر الأئمة (عليهم السلام ) بذلك نطقت الروايات المتواترة المذكورة في باب أنهم أهل الذكر وأنهم هم المسئولون )).
6. الشيخ مرتضى الأنصاري في كتابه فرائد الأصول ج1 ص288 قال رداً على من استدل بهذه الآية : (( ويرد عليه : أولاً إن الاستدلال إن كان بظاهر الآية ، فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب ..... إلى أن يقول : وان كان مع قطع النظر عن سياقها ، ففيه : انه وارد في الأخبار المستفيضة : ان أهل الذكر هم الأئمة (عليهم السلام ) وقد عقد في أصول الكافي بابا لذلك .
ثم قال رداً على من قال بضعف سند الروايات : وفيه نظر ، لاًن روايتين منها صحيحتان ، وهما روايتا محمد ابن مسلم والوشاء ، فلاحظ ، ورواية أبي بكر الحضرمي حسنة أو موثقة . نعم ثلاث روايات آخر منها لا تخلو من ضعف ، ولا تقدح قطعاً ....)).
7. المحقق الخوئي في كتاب الاجتهاد والتقليد ص90 ، ذكر كلاماً طويلاً ثم قال : ولكن الصحيح إن الآية المباركة لا يمكن الاستدلال بها على جواز التقليد وذلك لأن موردها ينافي القبول التعبدي حيث أن موردها من الأصول الاعتقادية بقرينة الآية السابقة عليها وهي :
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
وهو رد لاستغرابهم تخصيصه سبحانه رجلاً بالنبوة من بينهم فموردها النبوة ويعتبر فيها العلم والمعرفة ولا يكفي فيها مجرد السؤال من دون أن يحصل الإذعان فلا مجال للاستدلال بها على قبول فتوى الفقيه تعبداً من دون أن يحصل منها علم بالمسألة ))
8. السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج _ التقليد _ ص12 قال كلاًماً طويلاً نأخذ منه مقدار الحاجة وهو:
(( انه لابد من رفع اليد عن ظهور الآية، في إرادة مطلق العلماء من أهل الذكر، بالنصوص الكثيرة الظاهرة، بل الصريحة في اختصاص أهل الذكر بالأئمة عليهم السلام وعدم شمولها لغيرهم... )) .
9. السيـد الكلبايكاني في كتابه إفاضة الفوائد ج2 ص91 قال : ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ..... إلى أن يقول: وفيه- مضافاً إلى ما مر من الجواب- أنها لو دلت على حجية الغير لدلت على حجية الأخبار التي وردت في أن المراد بأهل الذكر الأئمة عليهم السلام. وعلى هذا لا دخل لها بحجية خبر الواحد، فصحة الاستدلال بها توجب عدم الاستدلال بها )).
10. الشيخ جعفر السبحاني في كتاب تهذيب الأصول – تقرير بحث السيد الخميني – ج3ص176 ، قال :
((منها قوله تعالى : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) مدعياً إن إطلاقها يشمل السؤال عن مطلق أهل الذكر ...
إلى قوله: وفيه: أولاً: انه لا يصح الاستشهاد بالآية لما نحن فيه لا بحكم السياق إذ لازمه كون المراد من أهل الذكر، هو علماء اليهود والنصارى، و لا بحكم الروايات، فإن مقتضى المأثورات كون الأئمة (ع) هم أهل الذكر المأمور بالسؤال عنهم...)) .
وأقوال هؤلاء العلماء وإن كان بعضها فيه كلام ولكن كلها أو جلها تؤكد على أن المراد من الآية هم ( أهل البيت ) (ع) خاصة ولا دخل لها بوجوب تقليد غيرهم .
وأما الآية الثانية التي استدلوا بها على وجوب التقليد هي قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } .
فيرد عليه :
للإجابة على ذلك ينبغي معرفة عدة أمور منها :-
1- الروايات الواردة في هذه الآية .
2- ما المقصود من النفر وإلى من يكون ؟
3- كم عدد الطائفة التي تنفر من كل فرقة ؟
4- بماذا يكون الإنذار ؟ بنقل الرواية أم بالاجتهاد والرأي ؟

ونأتي على مناقشة هذه النقاط بالتوالي ومن خلالها يتبين خطأ استدلالهم بهذه الآية على وجوب التقليد:

المطلب الأول:-
عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِنَّ قَوْماً يَرْوُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ : اخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ . فَقَالَ : صَدَقُوا . فَقُلْتُ : إِنْ كَانَ اخْتِلَافُهُمْ رَحْمَةً ، فَاجْتِمَاعُهُمْ عَذَابٌ . قَالَ : لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ وَذَهَبُوا إِنَّمَا أَرَادَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ : ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) . فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَيَتَعَلَّمُوا ثُمَّ يَرْجِعُوا إلى قَوْمِهِمْ فَيُعَلِّمُوهُمْ إِنَّمَا أَرَادَ اخْتِلَافَهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ لَا اخْتِلَافاً فِي دِينِ اللَّهِ إِنَّمَا الدِّينُ وَاحِدٌ إِنَّمَا الدِّينُ وَاحِدٌ )) معاني الأخبار ص157.
عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : (( إِذَا حَدَثَ عَلَى الْإِمَامِ حَدَثٌ كَيْفَ يَصْنَعُ النَّاسُ قَالَ أَيْنَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) . قَالَ : هُمْ فِي عُذْرٍ مَا دَامُوا فِي الطَّلَبِ وَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُمْ فِي عُذْرٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ أَصْحَابُهُمْ ) الكافي ج1 ص427
وغيرها من الروايات التي تشير إلى هذا المعنى، فإذا كانوا يقصدون :
أن الناس هم النافرون والعلماء المنفور إليهم ، فهذا باطل قطعا لأن الروايات تشير إلى أن الله أمر الناس أن تنفر إلى النبي محمد (ص) و إلى الأئمة المعصومين (ع) من بعده لأخذ شرائع الأصول والفروع ، أي أن الأمر بالنفر إلى من له حق التشريع وهو معصوم ضرورة ولا يأمر بمعصية ولا يخطأ في التشريع وهذا لا يتوفر إلا في الأئمة المعصومين (ع) ولا يمكن أن ينطبق على علماء الغيبة لأنهم ليس لهم حق التشريع ولا يمتازون بالعصمة المانعة عن الخطأ في التشريع . وإذا كان يقصد بأن العلماء هم المأمورون بالنفر وعلى الناس الأخذ بقولهم إذا رجعوا إليهم بعد النفر فهذا رديء كسابقه لعدة أمور :
الأول: أن النفر المأمور به في الآية الشريفة:
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } هو النفر إلى المعصوم (ع) سواء كان النبي أو الإمام وهذا النفر لم يتصف به علماء الغيبة، فهل إنهم نفروا إلى الإمام المعصوم (ع) والتقوا به وتفقهوا على يده لتنطبق عليهم الآية ؟!!.
فإن قلت : إن قراءة ودراسة الكتب والسنة يعتبر من النفر إلى الرسول (ص) والأئمة (ع)
أقول : إن هذا تكلف واضح وعدول عن نص الآية والروايات التي بهذا الصدد ، فإن معنى ( رواة الحديث ) الذين أُمرنا بالأخذ عنهم: هم من رووا الحديث عن الأئمة (ع) مباشرة أو نقلوا عمن نقل عن الأئمة أيضا بالمباشرة وهو المقصود من ما ورد في التوقيع عن الإمام المهدي (ع) : (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) ، لا يَصْدق إلا على السفراء الأربعة ، فلا يصدق على من قـرأ كتب الحديث ودرسها صـفة ( رواة الحديث ) لأن الفرق شاسع بين من يلتقي بالمعصوم (ع) وينقل الحديث عنه وبين من يقرأ الحديث في كتاب، فالذي يدرس الروايات يعتبر نافراً إلى من نفر إلى المعصوم (ع) ، وليس من باب النفر إلى المعصوم بالذات . وهذا نجده واضحاً في التوقيع الشريف الوارد الى الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ وهو : (( فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ مِنْ مَوَالِينَا فِي التَّشْكِيكِ فِيمَا يُؤَدِّيهِ عَنَّا ثِقَاتُنَا قَدْ عَرَفُوا بِأَنَّا نفَاوِضُهُمْ سِرَّنَا وَنُحَمِّلُهُمْ إِيَّاهُ إليْهِم )) الوسائل ج18 ص108-109.
فقد جعل الإمام (ع) علة عدم التشكيك فيما ينقله هؤلاء الثقاة إنهم يجلسون مع الأئمة (ع) ويفاوضونهم السر ويكلفونهم تبليغه إلى الشيعة. وهذا الحال يفتقر إليه علماء الغيبة فلا ينطبق عليهم ( رواة الحديث ) . وحتى لو وجد من يريد النفر فإن المنفور إليه غائب بسبب ذنوب الناس وإعراضهم عنه فعنهم (ع) : ( إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم ) أصول الكافي ج1 ص343 ، وعنهم (ع) : (إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم ). الإمامة تلك الحقيقة القرآنية ص42 تأليف : زهير بيطار.
الأمر الثاني:-
النفر إلى النبي محمد (ص) أو إلى أحد الأئمة (ع) للتفقه في الدين لا يختص في الفروع بل يشمل أصول الدين وفروعه وما عليه استدلالكم إن أصول الدين لا يمكن أن تثبت بخبر الواحد ، فلا يمكن الاستدلال بالآية على وجوب التقليد وقبول قول شخص واحد .
وان قلتم : إن النافرين من كل فرقة أكثر من واحد فيكون قولهم حجة حتى في الأصول .
أقول : وهذا بعينه نقض لإستدلالكم لأنه إذا تعدد من يجب قبول قوله خرج الكلام عن موضوع التقليد ، لان التقليد الذي تزعمونه لشخص واحد لا لعدة أشخاص .
الأمر الثالث :
أما إذا كان النفر لمعرفة الإمام اللاحق بعد موت الإمام السابق كما في الرواية عن الإمام الصادق (ص) فهو أيضا من أصول الدين (الإمامة ) ولا يكفي في حجيته خبر الواحد-- كما تقولون - بل لا بد من نقل عدد يوجب العلم القطعي بذلك ، وبهذا تكون الطائفة النافرة من كل فرقة أكثر من واحد ، وبهذا يخرج الكلام عن موضوع التقليد إلى الرواية عن المعصوم (ع) : في الأمور العقائدية التي يتكفلها رواة الحديث لا المجتهدون بالرأي وغيره .
المطلب الثاني:
ما المقصود من النفر وإلى من يكون ؟
النفر: هو قيام مجموعة من الناس من كل فرقة بالسفر إلى الإمام المعصوم (ع) لمعرفة معالم دينهم ليبلغوها إلى قومهم إذا رجعوا إليهم على سبيل الرواية لا الفتوى بمعناها المعاصر .
المطلب الثالث :
كم عدد الطائفة التي تنفر من كل فرقة ؟
هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمنهم من قال واحد أو اثنان ومنهم من قال ثلاثة ومنهم من قال أربعة ومنهم من أوصلهم إلى العشرة، وكلامهم في ذلك طويل .
والإنصاف إن من تدبر سياق الآية وقرينة الحال والعرف يعرف أن المراد من الطائفة النافرة من كل فرقة أكثر من واحد . فقد كان بنية الناس أن تنفر كافة فخفف الله عنهم بكفاية نفير بعضهم فيبعد أن يكون التخفيف من الجميع إلى الواحد، وإن كلمة النفير تشعر بالكثرة، ثم إن في ذلك الزمان كان السفر شاقا فلا يسافر شخص بمفرده إلا نادراً. بالإضافة إلى إن كلمة الطائفة تشير إلى الكثرة ويشهد لذلك العرف فلا يطلق على الواحد طائفة إلا نادراً.
وإلى هذا المعنى أشار الشيخ الطوسي في التبيان رداً على من فسر الطائفة بالواحد من الناس إذ قال : (( وهذا الذي ذكروه ليس بصحيح ، لان الذي يقتضيه ظاهر الآية وجوب النفور على الطائفة من كل فرقة ، ووجوب التفقه والإنذار إذا رجعوا ، ويحتمل أن يكون المراد بالطائفة الجماعة التي يوجب خبرهم العلم ( أي اليقين )......)) التبيان ج5ص322.
ويمكن معرفة مقدار الطائفة من خلال روايات أهل البيت (ص) التي تشير إلى إن النافرين من كل فرقة هم جماعة وليس شخصا واحدا ومن ذلك ما ورد عن عبد الأعلى قال:
(( قلت لأبي عبد الله (ع) إن بلغنا وفاة الإمام كيف نصنع قال عليكم النفير قلت النفير جميعاً. قال : إن الله يقول { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ }الآية: قلت نفرنا فمات بعضهم في الطريق قال : فقال: إن الله عز و جل يقول(( وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) الإمامة والتبصرة ص89 . واستفهام عبد الأعلى عن الطائفة إذا مات بعضهم في الطريق ما حكمهم يدل على أن الطائفة مجموعة وليست شخصاً واحداً . وقول الصادق (ص) في حديث : (( هم في عذر -أي الطائفة- ماداموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر، حتى يرجع إليهم أصحابهم )) .
وما ذكرته سابقا من أن تفسير الطائفة بالشخص الواحد لا يمكن الاستدلال به على التقليد - حسب استدلالكم - لأنكم تشترطون في العقائد أن تكون عن علم قطعي وخبر الواحد يفيد ظناً لا علماً. ومن المعلوم أن الطائفة النافرة لا تقتصر على نقل الفقه بل العقائد وخبر الإمام اللاحق بعد موت الإمام السابق وهذا من العقائد التي لا تثبت بخبر الواحد عندكم.وعلى كلا الاحتمالين فالآية لا تدل على وجوب التقليد بالمعنى المعاصر، سواء فسرتم الطائفة بالواحد أو بالجماعة وقد تقدم تفصيله .
المطلب الرابع :
بماذا يكون الإنذار بالرواية أم بالفتوى ؟
بالرغم من وضوح جواب هذا السؤال وان الإنذار يكون بالرواية عن المعصوم (ص) إلا إن البعض حاول أن يجعله شاملاً للإنذار بالفتوى وهو غريب جداً .
فقد تواترت الروايات عن أهل البيت (ص) بمنع القول بالرأي والاجتهاد ، ولم يكن متعارفا في عصر التشريع ذلك بل الذي كان متعارفا هو إفتاء الناس بروايات أهل البيت (ص) فهؤلاء الطائفة النافرة هم بعينهم ( رواة الحديث ) الذين أمرنا الأئمة بعدم رد ما ينقلونه عنهم (ع) . ثم إن هؤلاء الذين نفروا للتعلم من الرسول (ص) أو من الإمام المعصوم (ع) بالتأكيد عندما يرجعون إلى قومهم يقولون لهم : سألنا الإمام كذا ، فأجابنا بكذا ، أو قال الإمام كذا .... الخ ، وإن الناس لا يسألونهم عن رأيهم واجتهادهم بل يسألونهم عن الروايات والأحكام التي تعلموها من الإمام بالمباشرة .
وبهذا أيضا ينهدم استدلالهم لأن الآية أقصى ما يستفاد منها قبول الرواية لا قبول الرأي والاجتهاد الذي يعتمد الدليل العقلي أحد مصادر التشريع .
هذا وقد تقدم أن فقهاء الغيبة خارجين عن مصاديق هذه الآية تخصصاً (موضوعاً) لأنهم لم ينفروا للإمام ولم يلتقوا به ولم يتعلموا منه ، وتجريد الآية عن الخصوصية وتعديتها إلى من قرأ أو درس الروايات يحتاج إلى دليل ولا دليل ، والأصل عدمه كما تقولون انتم فلا يثبت أيضا إلا بدليل .
وان تنزلنا - وان لم نتنزل - فالآية غير تامة الدلالة على وجوب التقليد وهذا كافٍ لهدم استدلال السيد محمود الحسني إذ يُشترط بالدليل الشرعي أن يكون محكماً لا متشابهاً يقبل أكثر من تفسير أو تأويل .
هذا وقد ذهب بعض علماء الشيعة الى عدم نهوض الإستدلال بالآية قيد البحث على وجوب الاجتهاد ومنهم :
1- رئيس الطائفة الشيخ الطوسي في كتابه التبيان ج5 ص322-323 قال كلاماًً طويلاً منه : (( ويحتمل أن يكون المراد بالطائفة الجماعة التي يوجب خبرهم العلم، ولو سلمنا انه يناول الواحد أو جماعة قليلة، فلم إذ أوجب عليهم الإنذار وجب على من يسمع القبول؟ والله تعالى إنما أوجب على المنذرين الحذر، والحذر ليس من القبول في شيء بل الحذر يقتضي وجوب البحث عن ذلك حتى يعرف صحته من فساده بالرجوع إلى الأدلة...)).
2- السيد المرتضى في كتابه الذريعة ج2ص534-535 قال في الرد على من استدل بآية النفر على وجوب قبول القول : (( ....إذا سلمنا أن اسم الطائفة يقع على الواحد والاثنين ، فلا دلالة لكم في الآية ، لأنه تعالى سماهم منذرين ، والمنذر هو المخوف المحذر الذي ينبه على النظر والتأمل ، ولا يجب تقليده ولا القبول منه بغير حجة ، ولهذا قال تعالى (لعلهم يحذرون ) ومعنى ذلك ليحذروا ولو أراد ما ادعوا لقال تعالى : ( لعلهم يعملون أو يقبلون ) والنبي صلى الله عليه واله وان سميناه منذراً ، وكان قبول قوله واجبا ، فمن حيث كان في ابتداء دعوته مخوفاً ، ثم إذا استقر دليل نبوته ، وجب العمل بقوله )).
3- السيد الطباطبائي في الميزان ج2 ص137 ، قال كلاماً طويلاً في عصمة الأنبياء جاء فيه : (( .... قوله تعالى :( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) فان الآية وان كانت في حق العامة من المسلمين ممن ليس بمعصوم لكنه أذن لهم في تبليغ ما تعلموا من الدين وتفقهوا فيه ، ولا تصديق لهم فيما انذروا به وجعل حجية لقولهم على الناس والمحذور إنما هو في الثاني دون الأول )) .
وغيرهم كثير .

آية للمتوسمين
07-11-2008, 06:15 AM
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماhttp://up3.shia4up.net/images/otqvlz4dity0oda5khp.gif

قاسم العائد
07-11-2008, 07:54 AM
أين عصمتك يا جاهل يا كاذب يا ساحر؟ والسيد الحسني يتصدى بلحمه و بدمه وشحمه ونفسه

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم آل محمد
إخوتي أحبتي أيها الأخيار الأنصار أيها المؤمنون والمؤمنات في كل مكان إن قضية المدعي احمد إسماعيل كاطع مدعي العصمة مدعي اليماني شارب الشاي مع الإمام كذبا وزورا انكشف أمره وبان زيفه واندثرت قضيته إلى الأبد إن شاء الله بلا رجعة
وأمتثالاً لأمر سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الحسني (دام ظله) خرجت جموع المباهلين نيابة عن السيد الحسني (دام ظله) وأصالة عن انفسهم ونيابة عن أهليهم وكل من كلفهم ونيابة عن الاخيار والمسلمين والمسلمات للمباهلة ...
وكذلك تصدى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الحسني الصرخي ( دام ظله الوارف ) بلحمه وشحمه ونفسه ... للمباهلة وعلى شروط الدجال وكما أراد وهو يمسك بيده الورقات التي تتضمن أسلوب المباهلة الواردة عن المعصومين والتي أرادها الدجال وانتظر السيد وكل يوم وكل ساعة منذ كتب البحث وقبل المباهلات المباركة ولساعة نشر الموضوع الجمعة القادم لكن ابن كاطع لم يحضر أبدا بل هو لم يعلم أصلا بالرغم من الإعلان عنها ومعرفتها من كثير من الناس ومنهم المدراء والمشرفين في باقي المواقع
وانقل لكم النقاط التي ذكرها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الحسني الصرخي ( دام ظله الشريف )
النقطة الخامسة عشرة : أنا بلحمي وشحمي ودمي ونفسي.....
إذا أوصلنا إلى ما كنا نخطط إليه وأوقعناه في فخ الأخيار العلمي الشرعي الأخلاقي وكشفنا عوراته الفكرية والأخلاقية والنفسية كلها وأمام الأشهاد ،..... كيف ؟
بعد الصلاة على محمد وآل محمد والدعاء بالفرج لقائم آل محمد(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
أقول ، وقع مدعي العصمة الكاذب في الفخ فلم يفده لا عصمته المخابراتية ولا سحره الباطل ، وانكشف كذبه وجهله لأبسط وأوضح العبارات فضلاً عن جهله بالأمور الغيبية... فهو لو كان معصوماً (حسب زعمه وكذبه ودجله) لعلم وعرف إني كنت مع المباهلين وقد تصديت بنفسي معهم
ولعلم وعرف في أي مباهلة ومع أي أخيار وفي أي موضع كنا نباهله، فهذا أنا وهؤلاء الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني
ولعلم وعرف أيضاًَ إني كنت أحمل بيدي عدة أوراق تتضمن عبارات شرعية وأدعية قدسية تذكر في المباهلات كما أحمل بين الأوراق وأكثر من ورقة تتضمن أكثر من رواية وبمصادر متعددة تشير إلى صيغة مباهلة حثّ عليها المعصومون (عليهم السلام) وعلموها لبعض أصحابهم
ولعلم وعرف إني شخصياً أبقيت المباهلة مفتوحة إلى وقت كتابة هذه الكلمات وسأبقيها مفتوحة إلى وقت طباعتها ونشرها وبنفس الأسلوب والوضع ومع نفس الأوراق وما تتضمنه من روايات وأدعية وأذكار وصيغ متعددة للمباهلات وردت عن المعصومين(عليهم السلام) ، وهاهي أمامي وفي يدي حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ..... والله تعالى العلي القدير شاهد على ما أقول :
فها أنا بلحمي وشحمي ودمي ونفسي ، وصيغ المباهلة معي وبيدي، وهؤلاء أبنائي وأهلي الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني فأين أنت يا مدعي يا دجال .


النقطة السادسة عشرة : مسخرة ومهزلة لم يشهدها العالم
فأين عصمتك أيها الدجال الكذّاب الأشر العميل الصغير الذليل الفاسق الفاجر مدعي العصمة كذباً وفجوراً وفسقاً وإشراكاً وكفراً يا أحمد إسماعيل كاطع ( المدعي اليماني والمدعي ابن الحسن والمدعي وصي الإمام والمدعي القائم ، والمدعي لغيرها من الادعاءات الكاذبة الباطلة الفاسدة القبيحة )....
أيها الغبي الجاهل الفاسق الفاجر ألم تفهم الكلام ألم تقرأ بأن دعوى المباهلة أعلنت وجُعلت الأرض كلها مكاناً وميداناً للمباهلة ، ألم تفهم من الكلام أنني أذنت وأوكلت وأَنَبْتُ كل الأخيار النساء والأطفال والشيوخ والشباب كلهم كان مأذوناً وكان وكيلاً ونائباً عني في المباهلة إضافة إلى التصدي المباشر الشخصي مني للمباهلة،..
وليرجع كل إنسان إلى ما صدر تحت عنوان (( أخيار يباهلون المكّار )) وسيجد ويتيقن وجود الكثير من العبارات تشير إلى مرادي وقصدي ومخططي وفكرتي التي أردت تحقيقها وإيقاع الدجال ابن كاطع في فخها وكشفه أمام الأشهاد وجعله مسخرة ومهزلة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل ، أرجعوا وأقرأوا وتمعنوا بالكلام وتيقنوا بأنفسكم .
النقطة السابعة عشرة : أين عصمتك يا جاهل يا كاذب يا ساحر؟
أنقل لكم بعض العبارات من كلامي الذي نشر بخصوص المباهلات والدعوى إلى جمعة المباهلات المحمدية المقدسة والتي فيها تصريح وتلميح مباشر إضافة إلى الغير المباشر وكلها تشير إلى أني سأكون في المباهلين ومعهم ، وأني أذنت وأوكلت ورشحت الجميع للمباهلة وأقررت وأمضيت مباهلاتهم مع الدجال الفاسق العميل مدعي العصمة الكاذب ،.....
{وليعم الجميع إني لم أُأذن ولم أسمح ولم أمضِ مباهلة أهلي وأعزائي وأحبابي الأخيار الأطهار إلا بعد أن تصديت بنفسي لآلاف المباهلات مع نفس الدجال الكذاب مدعي العصمة ولعدة سنوات....
كذلك لم أُأذن ولم أسمع ولم أُمضِ إلا بعد أن أبطلنا كل ادعاءاته وكشفنا زيفه....
حتى نتيقن أنه لو حصل علينا شيء في المباهلة من ضرر ونحوه فهو من سحره ودجله....
وتستمر قوافل المباهلين والمتبرئين واللاعنين للماكر الدجال مدعي العصمة الكاذب ( ابن كاطع اليماني ) الضال على أرض العراق وخارجه في كل مكان وعلى مواقع الانترنت في المركز وغيره....
ونحن نلتزم بما التزمت به المؤمنة أم أحمد من عهد ووعد وجعلت آخر يوم للمباهلة هو الأول من جمادي الأولى /1429.....
ولتكن جمعة المباهلات المقدسة لكشف كذب وزيف ودجل مدعي العصمة الغاصب....
إذن لننتصر للرسول الأمين صاحب الخلق العظيم ولآله الأطهار(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وندفع ونرفع الإساءة عنهم بكشف المحتال الغاصب لحقهم الكاذب الدجال.....
وامتثالاً للواجب الشرعي والأخلاقي فإننا نطبق ما جاء من براءة ولعن في زيارة عاشوراء .... نطبق ما جاء فيها من براءة ولعن على غاصب الحق والمسيء لرسول الله المصطفى وآله الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) }
ومع كل هذا الكلام الواضح فإن المدعي للعصمة الكاذب لم يفهم منه شيئاً ، فيخرج جيفته مرة أخرى مضطراً محاولاً الخداع بدعوى انه يدعو الصرخي الحسني ( كاتب هذه الكلمات ) بنفسه وحسب الصيغة......
نعم أيها الدجال الأشر استجاب لطلبك ودعوتك وتحديك ، استجاب الإنسان البسيط الذليل العاصي الجاني كاتب هذه الكلمات ، وحضر بنفسه للمباهلة وكان يحمل بيده صيغة المباهلة وكيفيتها كما وردت عن المعصومين وكما أردت أنت وطلبت أيها الدجال الكاذب الأشر الضال المضل ، فها هو الصرخي ومن يمثله بلحمهم ودمهم وشحمهم وعظمهم وأنفسهم ..... فأين أنت يا دجال ..... أين أنت يا كذاب ...... أين حضورك يا مخلف الوعد...... أين حضورك يا ناقض العهد ..... أين شروطك يا غاصب ...... أين سحرك يا مشعوذ...... أين عصمتك يا كاذب يا كاذب يا كاذب .
__________________

قاسم العائد
07-11-2008, 07:55 AM
أين عصمتك يا جاهل يا كاذب يا ساحر؟ والسيد الحسني يتصدى بلحمه و بدمه وشحمه ونفسه

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم آل محمد
إخوتي أحبتي أيها الأخيار الأنصار أيها المؤمنون والمؤمنات في كل مكان إن قضية المدعي احمد إسماعيل كاطع مدعي العصمة مدعي اليماني شارب الشاي مع الإمام كذبا وزورا انكشف أمره وبان زيفه واندثرت قضيته إلى الأبد إن شاء الله بلا رجعة
وأمتثالاً لأمر سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الحسني (دام ظله) خرجت جموع المباهلين نيابة عن السيد الحسني (دام ظله) وأصالة عن انفسهم ونيابة عن أهليهم وكل من كلفهم ونيابة عن الاخيار والمسلمين والمسلمات للمباهلة ...
وكذلك تصدى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الحسني الصرخي ( دام ظله الوارف ) بلحمه وشحمه ونفسه ... للمباهلة وعلى شروط الدجال وكما أراد وهو يمسك بيده الورقات التي تتضمن أسلوب المباهلة الواردة عن المعصومين والتي أرادها الدجال وانتظر السيد وكل يوم وكل ساعة منذ كتب البحث وقبل المباهلات المباركة ولساعة نشر الموضوع الجمعة القادم لكن ابن كاطع لم يحضر أبدا بل هو لم يعلم أصلا بالرغم من الإعلان عنها ومعرفتها من كثير من الناس ومنهم المدراء والمشرفين في باقي المواقع
وانقل لكم النقاط التي ذكرها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الحسني الصرخي ( دام ظله الشريف )
النقطة الخامسة عشرة : أنا بلحمي وشحمي ودمي ونفسي.....
إذا أوصلنا إلى ما كنا نخطط إليه وأوقعناه في فخ الأخيار العلمي الشرعي الأخلاقي وكشفنا عوراته الفكرية والأخلاقية والنفسية كلها وأمام الأشهاد ،..... كيف ؟
بعد الصلاة على محمد وآل محمد والدعاء بالفرج لقائم آل محمد(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
أقول ، وقع مدعي العصمة الكاذب في الفخ فلم يفده لا عصمته المخابراتية ولا سحره الباطل ، وانكشف كذبه وجهله لأبسط وأوضح العبارات فضلاً عن جهله بالأمور الغيبية... فهو لو كان معصوماً (حسب زعمه وكذبه ودجله) لعلم وعرف إني كنت مع المباهلين وقد تصديت بنفسي معهم
ولعلم وعرف في أي مباهلة ومع أي أخيار وفي أي موضع كنا نباهله، فهذا أنا وهؤلاء الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني
ولعلم وعرف أيضاًَ إني كنت أحمل بيدي عدة أوراق تتضمن عبارات شرعية وأدعية قدسية تذكر في المباهلات كما أحمل بين الأوراق وأكثر من ورقة تتضمن أكثر من رواية وبمصادر متعددة تشير إلى صيغة مباهلة حثّ عليها المعصومون (عليهم السلام) وعلموها لبعض أصحابهم
ولعلم وعرف إني شخصياً أبقيت المباهلة مفتوحة إلى وقت كتابة هذه الكلمات وسأبقيها مفتوحة إلى وقت طباعتها ونشرها وبنفس الأسلوب والوضع ومع نفس الأوراق وما تتضمنه من روايات وأدعية وأذكار وصيغ متعددة للمباهلات وردت عن المعصومين(عليهم السلام) ، وهاهي أمامي وفي يدي حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ..... والله تعالى العلي القدير شاهد على ما أقول :
فها أنا بلحمي وشحمي ودمي ونفسي ، وصيغ المباهلة معي وبيدي، وهؤلاء أبنائي وأهلي الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني فأين أنت يا مدعي يا دجال .


النقطة السادسة عشرة : مسخرة ومهزلة لم يشهدها العالم
فأين عصمتك أيها الدجال الكذّاب الأشر العميل الصغير الذليل الفاسق الفاجر مدعي العصمة كذباً وفجوراً وفسقاً وإشراكاً وكفراً يا أحمد إسماعيل كاطع ( المدعي اليماني والمدعي ابن الحسن والمدعي وصي الإمام والمدعي القائم ، والمدعي لغيرها من الادعاءات الكاذبة الباطلة الفاسدة القبيحة )....
أيها الغبي الجاهل الفاسق الفاجر ألم تفهم الكلام ألم تقرأ بأن دعوى المباهلة أعلنت وجُعلت الأرض كلها مكاناً وميداناً للمباهلة ، ألم تفهم من الكلام أنني أذنت وأوكلت وأَنَبْتُ كل الأخيار النساء والأطفال والشيوخ والشباب كلهم كان مأذوناً وكان وكيلاً ونائباً عني في المباهلة إضافة إلى التصدي المباشر الشخصي مني للمباهلة،..
وليرجع كل إنسان إلى ما صدر تحت عنوان (( أخيار يباهلون المكّار )) وسيجد ويتيقن وجود الكثير من العبارات تشير إلى مرادي وقصدي ومخططي وفكرتي التي أردت تحقيقها وإيقاع الدجال ابن كاطع في فخها وكشفه أمام الأشهاد وجعله مسخرة ومهزلة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل ، أرجعوا وأقرأوا وتمعنوا بالكلام وتيقنوا بأنفسكم .
النقطة السابعة عشرة : أين عصمتك يا جاهل يا كاذب يا ساحر؟
أنقل لكم بعض العبارات من كلامي الذي نشر بخصوص المباهلات والدعوى إلى جمعة المباهلات المحمدية المقدسة والتي فيها تصريح وتلميح مباشر إضافة إلى الغير المباشر وكلها تشير إلى أني سأكون في المباهلين ومعهم ، وأني أذنت وأوكلت ورشحت الجميع للمباهلة وأقررت وأمضيت مباهلاتهم مع الدجال الفاسق العميل مدعي العصمة الكاذب ،.....
{وليعم الجميع إني لم أُأذن ولم أسمح ولم أمضِ مباهلة أهلي وأعزائي وأحبابي الأخيار الأطهار إلا بعد أن تصديت بنفسي لآلاف المباهلات مع نفس الدجال الكذاب مدعي العصمة ولعدة سنوات....
كذلك لم أُأذن ولم أسمع ولم أُمضِ إلا بعد أن أبطلنا كل ادعاءاته وكشفنا زيفه....
حتى نتيقن أنه لو حصل علينا شيء في المباهلة من ضرر ونحوه فهو من سحره ودجله....
وتستمر قوافل المباهلين والمتبرئين واللاعنين للماكر الدجال مدعي العصمة الكاذب ( ابن كاطع اليماني ) الضال على أرض العراق وخارجه في كل مكان وعلى مواقع الانترنت في المركز وغيره....
ونحن نلتزم بما التزمت به المؤمنة أم أحمد من عهد ووعد وجعلت آخر يوم للمباهلة هو الأول من جمادي الأولى /1429.....
ولتكن جمعة المباهلات المقدسة لكشف كذب وزيف ودجل مدعي العصمة الغاصب....
إذن لننتصر للرسول الأمين صاحب الخلق العظيم ولآله الأطهار(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وندفع ونرفع الإساءة عنهم بكشف المحتال الغاصب لحقهم الكاذب الدجال.....
وامتثالاً للواجب الشرعي والأخلاقي فإننا نطبق ما جاء من براءة ولعن في زيارة عاشوراء .... نطبق ما جاء فيها من براءة ولعن على غاصب الحق والمسيء لرسول الله المصطفى وآله الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) }
ومع كل هذا الكلام الواضح فإن المدعي للعصمة الكاذب لم يفهم منه شيئاً ، فيخرج جيفته مرة أخرى مضطراً محاولاً الخداع بدعوى انه يدعو الصرخي الحسني ( كاتب هذه الكلمات ) بنفسه وحسب الصيغة......
نعم أيها الدجال الأشر استجاب لطلبك ودعوتك وتحديك ، استجاب الإنسان البسيط الذليل العاصي الجاني كاتب هذه الكلمات ، وحضر بنفسه للمباهلة وكان يحمل بيده صيغة المباهلة وكيفيتها كما وردت عن المعصومين وكما أردت أنت وطلبت أيها الدجال الكاذب الأشر الضال المضل ، فها هو الصرخي ومن يمثله بلحمهم ودمهم وشحمهم وعظمهم وأنفسهم ..... فأين أنت يا دجال ..... أين أنت يا كذاب ...... أين حضورك يا مخلف الوعد...... أين حضورك يا ناقض العهد ..... أين شروطك يا غاصب ...... أين سحرك يا مشعوذ...... أين عصمتك يا كاذب يا كاذب يا كاذب .
__________________

مبيد الحشرات
07-11-2008, 11:13 PM
لايهتم لكم الا سفيه او غبي
هذا الكلام بينا رده الف مرة فراجع
اما ان تعيد الكوبي والبيست مليار مرة فهذه تفاهة تدل على السذاجة والغباء
والافلاس


ببساطة نقول
الشخص الذي يشكل او يسال او يستفتي او اي شي او يبحث عن الحق او تائه
اذا كان لايتبنى اي فكر ويبحث عن الحق فنبين له الحق ونرد على افكاره ونستقبل اشكالاته ويكون لزاما علينا ردها اما اذا ثبت انه لو تاتيه بكل دليل فلايؤمن فعندها لاطائلة من نقاشه والمطاولة معه فتلقي عليه الحجة ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

اما اذا كان هذا الشخص الذي ينتقدك او يشكل عليك كمات قلتم
فناتي ونقول له انت بماذا تؤمن يقول كذا قضية فندخل معه في نقاش حول قضيته فان ثبت بطلانها فعندها يعرض عليه البديل وهي مانتمسك به من قضايا
فان قبلها فبها ونعمت وان عرضت له بعض الاشكالات كما عرضت انت من مسائلة تافهة وهي اهون من بيت العنكبوت فلزما ان نردها ونجيبه اذا كان باحث عن الحق
فان ثبت انه غبي ومختادع وابله فتجيبه على قدر ابراء الذمة ويترك فان استمر على اعادة نفس الاشكالات التي تم ردها فهو يكون مثله كمثل الحمار ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث
هل فهمت

آية للمتوسمين
07-12-2008, 06:34 PM
فهو يكون مثله كمثل الحمار ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث
هل فهمت



ايها الغبي من الذي يلهث الحمار ام الكلب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اغبياء اذا هاي ما تعرفونهه

خادم الحسين2
07-12-2008, 11:10 PM
كل علمائنا قالوا ان ابن كاطع دجال كذاب منافق ................ وحتى الذي قال عنهم ابن كاطع ان عندهم شيئمن الحق قالوا ان ابن كاطع كاذب دجال ومنهم السيد الصدر الاول والسيد الصدر الثاني والسيد الامام الخميني (قدس سرهم )

النهضة اليمانية
07-15-2008, 10:10 PM
انت الظاهر لاتفرق بين الناقة والجمل

عاشق أم البنين
07-16-2008, 01:05 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا خي أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 



والحمد لله رب العالمين

النهضة اليمانية
07-16-2008, 01:07 AM
مباهلة السيد احمد الحسن (ع) مع الصرخي

اللهم رب السماوات السبع ورب الارضين السبع ، عالم الغيب والشهادة
الرحمن الرحيم ،


إن كان أحمد الحسن جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو
عذابا أليما،


وإن كان محمود الصرخي جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء
أو عذابا أليما.


احمد الحسن

13 / رجب/ 1429هـ . ق

آية للمتوسمين
07-17-2008, 12:55 AM
بسم الله الواحد القهار
بعد ان تمادى الصرخي في السب واللعن والطعن متجاوزاً على ما سنته شريعة الله سبحانه وتعالى في كيفية المباهلة و اثبت الصرخي من خلالها انه قد باهل بلحمه ودمه من خلال صدور بيانات وتصريحات كثيرة من موقعه على شبكة الانترنت فيكون بذلك مستنزلا للعذاب وطالبا له وقد اجاب السيد احمد الحسن تلك المباهلة من على موقع انصار الامام المهدي (ع) وهذا نص المباهلة التي كتبها السيد احمد الحسن في الموقع وهي الطريقة المطابقة لكلام اهل البيت (ع) ولمنهجهم والتي ستفضح الباطل وتظهر الحق قريبا انشاء الله تعالى : ـ

اللهم رب السماوات السبع ورب الارضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ،

إن كان أحمد الحسن جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أوعذابا أليما ،

وإن كان محمود الصرخي جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما .

احمد الحسن

13 / رجب/ 1429هـ . ق


http://almehdyoon.org/montada-f16/topic-t1068.htm#7443



http://up105.arabsh.com/my/1f4ad74.jpg (http://up105.arabsh.com)

نبيل الكوفي
07-17-2008, 10:51 PM
بعد الصلاة على محمد وآل محمد والدعاء بالفرج لقائم آل محمد(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)
أقول ، وقع مدعي العصمة الكاذب في الفخ فلم يفده لا عصمته المخابراتية ولا سحره الباطل ، وانكشف كذبه وجهله لأبسط وأوضح العبارات فضلاً عن جهله بالأمور الغيبية... فهو لو كان معصوماً (حسب زعمه وكذبه ودجله) لعلم وعرف إني كنت مع المباهلين وقد تصديت بنفسي معهم
ولعلم وعرف في أي مباهلة ومع أي أخيار وفي أي موضع كنا نباهله، فهذا أنا وهؤلاء الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني
ولعلم وعرف أيضاًَ إني كنت أحمل بيدي عدة أوراق تتضمن عبارات شرعية وأدعية قدسية تذكر في المباهلات كما أحمل بين الأوراق وأكثر من ورقة تتضمن أكثر من رواية وبمصادر متعددة تشير إلى صيغة مباهلة حثّ عليها المعصومون (عليهم السلام) وعلموها لبعض أصحابهم
ولعلم وعرف إني شخصياً أبقيت المباهلة مفتوحة إلى وقت كتابة هذه الكلمات وسأبقيها مفتوحة إلى وقت طباعتها ونشرها وبنفس الأسلوب والوضع ومع نفس الأوراق وما تتضمنه من روايات وأدعية وأذكار وصيغ متعددة للمباهلات وردت عن المعصومين(عليهم السلام) ، وهاهي أمامي وفي يدي حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ..... والله تعالى العلي القدير شاهد على ما أقول :
فها أنا بلحمي وشحمي ودمي ونفسي ، وصيغ المباهلة معي وبيدي، وهؤلاء أبنائي وأهلي الأخيار كلهم يمثلني وينوب عني فأين أنت يا مدعي يا دجال

النهضة اليمانية
07-18-2008, 07:00 AM
بسم الله الواحد القهار
بعد ان تمادى الصرخي في السب واللعن والطعن متجاوزاً على ما سنته شريعة الله سبحانه وتعالى في كيفية المباهلة و اثبت الصرخي من خلالها انه قد باهل بلحمه ودمه من خلال صدور بيانات وتصريحات كثيرة من موقعه على شبكة الانترنت فيكون بذلك مستنزلا للعذاب وطالبا له وقد اجاب السيد احمد الحسن تلك المباهلة من على موقع انصار الامام المهدي (ع) وهذا نص المباهلة التي كتبها السيد احمد الحسن في الموقع وهي الطريقة المطابقة لكلام اهل البيت (ع) ولمنهجهم والتي ستفضح الباطل وتظهر الحق قريبا انشاء الله تعالى : ـ

اللهم رب السماوات السبع ورب الارضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ،

إن كان أحمد الحسن جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أوعذابا أليما ،

وإن كان محمود الصرخي جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما .

احمد الحسن

13 / رجب/ 1429هـ . ق

http://almehdyoon.org/montada-f16/topic-t1068.htm#7443

النهضة اليمانية
07-19-2008, 04:40 PM
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما