على
08-03-2004, 10:33 AM
اجرت الحوار: دافني باراك
http://www.asharqalawsat.com/2004/08/03/images/news.248251.jpg
قالت لي «ليس لدي اية نقود. لقد غادرنا بدون أي شيء. لدي خمسة أطفال. لا اعبأ بعدم وجود نقود لدي. انا ابنة صدام، ولا اريد اية نقود من أي شخص، فلي كبريائي...».
هي ابنة صدام حسين الكبرى. البعض يعتبرونها ابنته المفضلة. الا ان البعض يتعدى ذلك ويقول انها خليفته. الا اننا سنناقش ذلك فيما بعد. لماذا اذن بدأت بالحديث عن النقود؟ لان ذلك هو ما اجبرت على الاستماع اليه من المحيطين بها خلال وجودي في الاردن.
وتنتشر في الاردن شائعات كثيرة فيما تعلق بالظروف المالية. وهي تعيش في منزل حكومي في عمان. الجيران يتحدثون عن زيارتها لمركز اللياقة البدنية، وجولات التسوق بل حتى جراحات التجميل (على يد طبيب صدام).
غير ان رغد التي تحدثت معها لم تكن في حالة مزاجية جيدة. وتمكنا من الحديث بالرغم من القيود المشددة حولها. كما كنا نتبادل الرسائل الإلكترونية. وكان علي ابنها البالغ من العمر عشرين سنة، يبعث برسائل إلكترونية في غاية الذكاء. وتساءلت عمن طلب منها عدم الحديث. وقالت «انظري، الاردن منحني القيام بأي شيء. ولم يضغط علي بأي طريقة. انا ممتنة له لاستقبالنا».
ما هي المشكلة إذن؟ تقول «لقد تزوجت وانا في الخامسة عشرة. نعم. وانجبت علي وانا في الخامسة عشرة. ولدي خمسة اولاد، بلا وطن. ومع كل الذي يحدث، احاول ان ابدو في وضع جيد. وهو ما يشغلني».
ما الذي يشغل اشهر لاجئة في العالم؟ توضح لي «اريد زيارة والدي. احبه. لقد شاهدت صوره عندما احضر الى قاعة المحكمة. لم يكن يبدو جيدا. ليس في صحة جيدة. لقد حاولنا الحصول على معلومات من الصليب الاحمر، فلم نتمكن. ليس لديهم أي شيء. وامي (وهي في قطر الان) ليست في وضع جيد. لديها الكثير من المشاكل الصحية وشقيقتي حلا معها». وتضيف رغد ان حلا لا تزال تستشفي من مقتل شقيقي عدي وقصي. هل تتذكرين تلك الصور. وكانت رغد تتحدث عن صور اخويها اللذين قتلتهما القوات الاميركية. «لقد قاتلا حتى الرصاصة الاخيرة. انا فخورة بهما».
وتعيش اختها الاخرى رنا في عمان. وكانتا قد زارتا الاردن من قبل. فقد فرتا من العراق مع زوجيهما وطلبوا اللجوء من الملك الراحل حسين. ثم اتصل صدام بابنته رغد وتعهد لها بالعفو عن أي شخص يعود. وقد قتل الزوجان بعد 24 ساعة من عودتهما. كنت افكر في كل ذلك عندما كنت اتحدث مع رغد التي اجابت على تساؤلاتي بقولها: لا يمكنني ان اعلق تعليقات شخصية او انسانية. انا سياسية. انا ابنة صدام. امي زوجة صدام. اطفالي احفاد صدام. انت لا تفهمين. لدي التزمات. انا احمل اسمه. هو يعتمد علي الان. وهو في حاجة لمساعدتي. بعد موت اخوي، انا الوحيدة. الذهاب مع زوجي كان امرا طبيعيا. ولكني اليوم يجب ان اساعد والدي. وهو يتوقع مني ذلك. الجميع يتوقعون ذلك».
كيف تعرف ذلك: لم تشاهده منذ سقوط بعداد. عندما بعث والدها بسيارة مؤمنة لها ولشقيقتيها وامها وزوجة قصي. وبكوا واحتضنوا بعضهم البعض وغادروا بغداد.
«لقد ابلغنا انه كتب رسائل - على الاقل ثلاث رسائل - ولكن لم نتلقها كلها». كما لم يسمح لمحاميها في عمان برؤيته ايضا. وتضيف «قلت لهم اننا في حاجة الى محام اميركي. ليس لدي أي موقف ضد الشعب الاميركي. اعرف ان معظمهم كانوا ضد الحرب. المشكلة هي الرئيس. هل تعتقدين انه يمكنك مساعدتي».
وقلت لها ان الطريق الوحيد الذي مكنني مساعدتها هي عن طريق مقابلة تلفزيونية او صحافية. وبالرغم من ذلك تضغط رغد من اجل محام اميركي الذي يمكن ان يكون اكثر منفعة من محاميها الذين يثيرون الضجيج. وبعد عدة محادثات، ذكرت أسماء بعض الاشخاص الذين يمكن ان تحاول الاتصال بهم. ومع الاسم الاول (وهو شخصية مشهورة) قالت «عظيم، ولكنه يهودي؟» واجبتها «حسنا... من يهتم؟» «لا دافني. يجب ان تفهمي. ابي لن يسمح بذلك. على الاطلاق. انا لا احكم على الناس، ولكن لا يمكنني التعامل مع اليهود...».
وبعد هذا الحديث، تلقيت مكالمة هستيرية من عمان «اصيب صدام بجلطة». كانت مشاعر الأسرة متوترة. وبعد مراجعة سريعة تبين ان الخبر مصدره صحيفة شعبية. وتبين ان الخبر غير صحيح. غير ان موقفها الودي تبدل.
وسألتها «اين تعتبرين وطنك؟ وكونها تحت رقابة، تقول بسرعة «العراق. هذا هو بلدي. اشعر بالامتنان لضيافة (كل من الاردن وقطر). ولكن ذلك وضع مؤقت. من يدري. ولكني فخورة للغاية لكوني ابنة صدام. نؤيده. لقد تبين لكثير من الناس كيف كان وجوده جيدا للبلاد. أتلقى العديد من الدعم هنا. وهذا هو السبب اني قلت «لا يمكن لأي شخص ان يطلب مني الا اكون سياسية. هذه حياتي. ومستقبلي. الناس ينظرون الى كخليفة لصدام».
ويتحدث أنصار صدام في الأردن حولها بأنها ستكون بي نَّظير بوتو اللاحقة. يمكن القول إنهما لحد الآن تمتلكان شيئا مشتركا واحدا هو أنهما تقيمان كلتاهما في المنفى. تضحك رغد على هذه التسمية لكنها لا تنكر من أن يكون لها دور سياسي مستقبلا. بالتأكيد هي تشعر بالحرج. ثم سألت حول فضيحة سجن أبو غريب. «كيف يفكر الأميركيون بصور السجناء العراقيين المعرضين تحت التعذيب»؟
أخبرتها أنني قابلت ليندي إنجلاند «نجمة الفضيحة» التي ظهرت في إحدى الصور وهي تسحب سجينا عراقيا برسن خاص بالكلاب.
قاطعتني قائلة «أنا ليس لدي شيء ضد الأميركيين لكن هذه الصور تكشف عن أن هناك شخصا ما يعرف... شخصا في موقع المسؤولية... نحن لم نبدأ الحرب».
بادرتُ بتذكير ابنة صدام حسين أن إنجلاند وأصدقاءها سيواجهون مصيرهم في المحكمة وهو تذكير سيئ بيوم محاكمة أبيها.
«أخبري أصدقاءك في أميركا أنهم يجب أن يساعدوني في رؤيته. قبل ذلك، إنه طلبي الوحيد. هذا إذا واجه محاكمة عادلة. أنا أستحق ذلك. إنه يستند إلى حقوق الإنسان. أنا فخورة بظهوره في المحكمة. كيف كان خاليا من أي خوف. والطريقة التي تكلم فيها. إنه رجل شجاع».
حتى الطريقة التي أعتقل فيها؟ قالت رغد في السابق إنه كان مخدَّرا. لكن محاميها مضوا أبعد من ذلك حينما قالوا إن الرجل الذي كان مخدرا لم يكن طويلا مثل صدام: إنه صدام أصغر.
فقدت رغد أعصابها غضبا حينما سمعت بمطالب المحامين المالية. أرادت مني أن تعرف التفاصيل. قالت «أنا لن أكسب نقودا على قضية أبي. وإذا أردت فأنا أستطيع أن أكتب كتابا لاحقا. نحن سنرى... لكن ذلك يجعلني شديدة الانفعال. لا تستمعي لهم. أنا لا أعرف بمن يمكنني أن أثق بعد اليوم».
في تلك اللحظة أصبح التواصل معها عسيرا. فابنها صدام، 13 عاما، كان يتحدث معي لكن لم يكن هناك أي أثر لأمه. وفي لحظة ما، راحت المرأة العاملة ترفع التليفون وتنزله بحدة، لكن بعد 72 ساعة تسلمنا رسالة اعتذار من علي معترفا بأنه ليس بإمكانه استخدام الإنترنت. وقال أخوه صدام متشكيا لي «لقد سرقوا بريده الإلكتروني». سألته «من هم؟».. من لا يريده أو لا يريد أمه تتكلم؟ بغض النظر عمن يكون وراء ذلك فإنهما مستمران في بعث رسائلهما لإيجاد طريقة ما للتحدث مع أميركا.
http://www.asharqalawsat.com/2004/08/03/images/news.248251.jpg
قالت لي «ليس لدي اية نقود. لقد غادرنا بدون أي شيء. لدي خمسة أطفال. لا اعبأ بعدم وجود نقود لدي. انا ابنة صدام، ولا اريد اية نقود من أي شخص، فلي كبريائي...».
هي ابنة صدام حسين الكبرى. البعض يعتبرونها ابنته المفضلة. الا ان البعض يتعدى ذلك ويقول انها خليفته. الا اننا سنناقش ذلك فيما بعد. لماذا اذن بدأت بالحديث عن النقود؟ لان ذلك هو ما اجبرت على الاستماع اليه من المحيطين بها خلال وجودي في الاردن.
وتنتشر في الاردن شائعات كثيرة فيما تعلق بالظروف المالية. وهي تعيش في منزل حكومي في عمان. الجيران يتحدثون عن زيارتها لمركز اللياقة البدنية، وجولات التسوق بل حتى جراحات التجميل (على يد طبيب صدام).
غير ان رغد التي تحدثت معها لم تكن في حالة مزاجية جيدة. وتمكنا من الحديث بالرغم من القيود المشددة حولها. كما كنا نتبادل الرسائل الإلكترونية. وكان علي ابنها البالغ من العمر عشرين سنة، يبعث برسائل إلكترونية في غاية الذكاء. وتساءلت عمن طلب منها عدم الحديث. وقالت «انظري، الاردن منحني القيام بأي شيء. ولم يضغط علي بأي طريقة. انا ممتنة له لاستقبالنا».
ما هي المشكلة إذن؟ تقول «لقد تزوجت وانا في الخامسة عشرة. نعم. وانجبت علي وانا في الخامسة عشرة. ولدي خمسة اولاد، بلا وطن. ومع كل الذي يحدث، احاول ان ابدو في وضع جيد. وهو ما يشغلني».
ما الذي يشغل اشهر لاجئة في العالم؟ توضح لي «اريد زيارة والدي. احبه. لقد شاهدت صوره عندما احضر الى قاعة المحكمة. لم يكن يبدو جيدا. ليس في صحة جيدة. لقد حاولنا الحصول على معلومات من الصليب الاحمر، فلم نتمكن. ليس لديهم أي شيء. وامي (وهي في قطر الان) ليست في وضع جيد. لديها الكثير من المشاكل الصحية وشقيقتي حلا معها». وتضيف رغد ان حلا لا تزال تستشفي من مقتل شقيقي عدي وقصي. هل تتذكرين تلك الصور. وكانت رغد تتحدث عن صور اخويها اللذين قتلتهما القوات الاميركية. «لقد قاتلا حتى الرصاصة الاخيرة. انا فخورة بهما».
وتعيش اختها الاخرى رنا في عمان. وكانتا قد زارتا الاردن من قبل. فقد فرتا من العراق مع زوجيهما وطلبوا اللجوء من الملك الراحل حسين. ثم اتصل صدام بابنته رغد وتعهد لها بالعفو عن أي شخص يعود. وقد قتل الزوجان بعد 24 ساعة من عودتهما. كنت افكر في كل ذلك عندما كنت اتحدث مع رغد التي اجابت على تساؤلاتي بقولها: لا يمكنني ان اعلق تعليقات شخصية او انسانية. انا سياسية. انا ابنة صدام. امي زوجة صدام. اطفالي احفاد صدام. انت لا تفهمين. لدي التزمات. انا احمل اسمه. هو يعتمد علي الان. وهو في حاجة لمساعدتي. بعد موت اخوي، انا الوحيدة. الذهاب مع زوجي كان امرا طبيعيا. ولكني اليوم يجب ان اساعد والدي. وهو يتوقع مني ذلك. الجميع يتوقعون ذلك».
كيف تعرف ذلك: لم تشاهده منذ سقوط بعداد. عندما بعث والدها بسيارة مؤمنة لها ولشقيقتيها وامها وزوجة قصي. وبكوا واحتضنوا بعضهم البعض وغادروا بغداد.
«لقد ابلغنا انه كتب رسائل - على الاقل ثلاث رسائل - ولكن لم نتلقها كلها». كما لم يسمح لمحاميها في عمان برؤيته ايضا. وتضيف «قلت لهم اننا في حاجة الى محام اميركي. ليس لدي أي موقف ضد الشعب الاميركي. اعرف ان معظمهم كانوا ضد الحرب. المشكلة هي الرئيس. هل تعتقدين انه يمكنك مساعدتي».
وقلت لها ان الطريق الوحيد الذي مكنني مساعدتها هي عن طريق مقابلة تلفزيونية او صحافية. وبالرغم من ذلك تضغط رغد من اجل محام اميركي الذي يمكن ان يكون اكثر منفعة من محاميها الذين يثيرون الضجيج. وبعد عدة محادثات، ذكرت أسماء بعض الاشخاص الذين يمكن ان تحاول الاتصال بهم. ومع الاسم الاول (وهو شخصية مشهورة) قالت «عظيم، ولكنه يهودي؟» واجبتها «حسنا... من يهتم؟» «لا دافني. يجب ان تفهمي. ابي لن يسمح بذلك. على الاطلاق. انا لا احكم على الناس، ولكن لا يمكنني التعامل مع اليهود...».
وبعد هذا الحديث، تلقيت مكالمة هستيرية من عمان «اصيب صدام بجلطة». كانت مشاعر الأسرة متوترة. وبعد مراجعة سريعة تبين ان الخبر مصدره صحيفة شعبية. وتبين ان الخبر غير صحيح. غير ان موقفها الودي تبدل.
وسألتها «اين تعتبرين وطنك؟ وكونها تحت رقابة، تقول بسرعة «العراق. هذا هو بلدي. اشعر بالامتنان لضيافة (كل من الاردن وقطر). ولكن ذلك وضع مؤقت. من يدري. ولكني فخورة للغاية لكوني ابنة صدام. نؤيده. لقد تبين لكثير من الناس كيف كان وجوده جيدا للبلاد. أتلقى العديد من الدعم هنا. وهذا هو السبب اني قلت «لا يمكن لأي شخص ان يطلب مني الا اكون سياسية. هذه حياتي. ومستقبلي. الناس ينظرون الى كخليفة لصدام».
ويتحدث أنصار صدام في الأردن حولها بأنها ستكون بي نَّظير بوتو اللاحقة. يمكن القول إنهما لحد الآن تمتلكان شيئا مشتركا واحدا هو أنهما تقيمان كلتاهما في المنفى. تضحك رغد على هذه التسمية لكنها لا تنكر من أن يكون لها دور سياسي مستقبلا. بالتأكيد هي تشعر بالحرج. ثم سألت حول فضيحة سجن أبو غريب. «كيف يفكر الأميركيون بصور السجناء العراقيين المعرضين تحت التعذيب»؟
أخبرتها أنني قابلت ليندي إنجلاند «نجمة الفضيحة» التي ظهرت في إحدى الصور وهي تسحب سجينا عراقيا برسن خاص بالكلاب.
قاطعتني قائلة «أنا ليس لدي شيء ضد الأميركيين لكن هذه الصور تكشف عن أن هناك شخصا ما يعرف... شخصا في موقع المسؤولية... نحن لم نبدأ الحرب».
بادرتُ بتذكير ابنة صدام حسين أن إنجلاند وأصدقاءها سيواجهون مصيرهم في المحكمة وهو تذكير سيئ بيوم محاكمة أبيها.
«أخبري أصدقاءك في أميركا أنهم يجب أن يساعدوني في رؤيته. قبل ذلك، إنه طلبي الوحيد. هذا إذا واجه محاكمة عادلة. أنا أستحق ذلك. إنه يستند إلى حقوق الإنسان. أنا فخورة بظهوره في المحكمة. كيف كان خاليا من أي خوف. والطريقة التي تكلم فيها. إنه رجل شجاع».
حتى الطريقة التي أعتقل فيها؟ قالت رغد في السابق إنه كان مخدَّرا. لكن محاميها مضوا أبعد من ذلك حينما قالوا إن الرجل الذي كان مخدرا لم يكن طويلا مثل صدام: إنه صدام أصغر.
فقدت رغد أعصابها غضبا حينما سمعت بمطالب المحامين المالية. أرادت مني أن تعرف التفاصيل. قالت «أنا لن أكسب نقودا على قضية أبي. وإذا أردت فأنا أستطيع أن أكتب كتابا لاحقا. نحن سنرى... لكن ذلك يجعلني شديدة الانفعال. لا تستمعي لهم. أنا لا أعرف بمن يمكنني أن أثق بعد اليوم».
في تلك اللحظة أصبح التواصل معها عسيرا. فابنها صدام، 13 عاما، كان يتحدث معي لكن لم يكن هناك أي أثر لأمه. وفي لحظة ما، راحت المرأة العاملة ترفع التليفون وتنزله بحدة، لكن بعد 72 ساعة تسلمنا رسالة اعتذار من علي معترفا بأنه ليس بإمكانه استخدام الإنترنت. وقال أخوه صدام متشكيا لي «لقد سرقوا بريده الإلكتروني». سألته «من هم؟».. من لا يريده أو لا يريد أمه تتكلم؟ بغض النظر عمن يكون وراء ذلك فإنهما مستمران في بعث رسائلهما لإيجاد طريقة ما للتحدث مع أميركا.