الفرزدق
06-23-2008, 02:11 AM
الرد على المدعو خادم المنتظر في كتابه حول الإضاءات
يقول : (( التعليق /2 : ممكن يا جناب وصي ورسول الإمام ...!!! ان تعطينا آية أو رواية نستدل من خلالها على عدم قبول إيمان من يؤمن بمعاجز الأنبياء والرسل المادية ويا حبذا لو أرشدتنا لمصدر تلك الآية او الرواية التي تستدل من خلالها على عدم قبول هكذا إيمان ؟؟...
واكيدا انك لم ولن تعطي المصادر لأنها لا توجد واما الكلام الصادر منك فهو راي شخصي غير مستند للقران او السنة بل لغو وسفسطة وحشو كلام .......
التعليق/3 : بماذا تفسر قبول توبة وإيمان السحرة الذين امنوا بدعوة موسى عليه السلام حيث نرى من خلال المعجزة المطروحة من قبل النبي موسى (عليه السلام) هي نفسها أيضا معجزة مادية حالها كحال انفلاق البحر لموسى( عليه السلام) قال تعالى (والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا ...) وهي العصا التي كانت في يمين موسى (عليه السلام ) ونتيجة المنازلة النهائية بين موسى والسحرة ان يسجد السحرة إيمانا منهم برب هارون وموسى ( عليه السلام). وهنا نسال وصي ورسول الإمام ....
هل كان جزاء السحرة نفس جزاء فرعون ام لا ؟ أكيدا الآيات القرآنية التي سأوردها لك تبين الفرق الواضح بين خاتمة فرعون وخاتمة السحرة حيث ان خاتمة فرعون هي الغرق والهلاك قال تعالى (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية...)يونس 92, اما خاتمة السحرة قوله تعالى (....فاولئك لهم الدرجات العلى)يونس75 (جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى )يونس76...
والآن أصبح واضحا من ان الخاتمة مختلفة لكل من فرعون والسحرة والدليل المعتمد عليه لحصول التوبة والايمان بالله عند السحرة هو واحد وهو المعجزة المادية . فبماذا تفسر قولك يا سماحة الممهد ووصي ورسول الإمام ...؟!!! )) .
أقول : هذا الكلام المتقدم جاء في معرض الرد على قول السيد أحمد الحسن (ع) في كتاب الإضاءات /ج3 القسم /2 : (( أما المعجزة المادية فهي لا يمكن أن تكون وحدها طريق لإيمان الناس بل الله لا يرضى بهكذا إيمان مادي محض ولو كان يُقبل لقُبل إيمان فرعون بعد أن رأى معجزة مادية قاهرة لا تؤول وهي انشقاق البحر ورأى كل شق كالطود العظيم ولمسه بيده فقال :(آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
ولكن الله لا يرضى هذا الإيمان :
(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
وقد ترك الله بدن فرعون آية للناس ليتفكروا
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
ولكن قليل من انتفعوا بهذه الآية و (كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
كما ان المعجزة لا يمكن أن تكون لكل من يطلبها ، وإلا لآمن الناس جميعا إيمانا قهريا اجبروا عليه بما يرون من قدرة قاهرة لا طاقة لهم على مواجهتها ، ولن يكن هذا إلا استسلام للأمر الواقع وليس إسلام وتسليم للغيب والله سبحانه هو الغيب ولعل من تدبر في معجزات الأنبياء يجدها جميعا جاءت مشابهة لما انتشر في زمانهم فموسى يأتي بالعصا التي تصبح أفعى في زمن فيه عشرات يلقون عصيهم فإذا هي أفعى كما يخيل للناس ، وكذا عيسى جاء ليشفي المرضى في زمن انتشر فيه الطب ، ومحمد (ص) يأتي بالقرآن لقوم اشتهروا بالكلام والشعر ، فالأمر وما فيه أنها جاءت كذلك للبس قال تعالى : (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ)
وما هذا اللبس والمشابهة إلا لتكون هناك مساحة لتأول المتأولين الذين لا يؤمنون بالغيب ولتبقى مساحة للإيمان بالغيب ، وإلا فالإيمان المادي المحض ليس إيمان ، ولا إسلام ، ولا يقبله الله قال تعالى :
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
فالإيمان الكامل هو الإيمان بالغيب مائة بالمائة وهو إيمان الأنبياء والأوصياء ، وكلما كان الإيمان مشوبا بآية أو إشارة أو كرامة أو معجزة مادية كان أدنى واقل حتى إذا كانت المعجزة قاهرة وتامة ولا يمكن تأويلها عندها لا يقبل الإيمان والإسلام كما لم يقبل إيمان وإسلام فرعون لان هكذا إيمان هو إيمان مادي مائة بالمائة .
والله وصف المؤمنين بأنهم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ، (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) )) .
أقول : واضح تماماً أن السيد أحمد الحسن (ع) لم يقل إن الله لا يقبل إيمان من يؤمن بمعاجز الأنبياء (ع) والرسل المادية كما يدعي هذا الكذاب الأشر في تعليقه الثاني ، فقول السيد أحمد الحسن (ع) صريح في أن الإيمان الذي لا يقبله الله تعالى هو الإيمان الناشئ من معجزة مادية قاهرة ، [ أكرر : قاهرة ] ، ومراده منها كما يتضح من كلامه (ع) هو تلك المعجزة التي لا تترك للإنسان مجالاً لئن يتأولها على غير حقيقتها ، أي بوصفها معجزة إلهية تدل على وجود الله سبحانه وتعالى وتدل على صدق الرسول (ع) . ومن البديهي أن معجزة هكذا شأنها أي تقهر العقل البشري تماماً ، وتسد كل المنافذ أمام أي تأويل قد يصرفها عن حقيقتها سيترتب عليها إيمان يقف على طرف النقيض من مسألة الإختيار ، أي إنه إيمان قهري إلجائي ليس بإختيار الإنسان وهو من ثَمَّ إيمان مرفوض ، لأن الإرادة الحرة منتفية فيه بنسبة 100 % ، أي إنها عدم لا وجود له ، فالإيمان الناشئ عنها ليس إيماناً في الحقيقة . ومن هذا يتضح سفه ما أورده مقلد الصرخي . ولا يقل تعليقه الثالث سفهاً عن تعليقه الثاني فقد بينّا أن السيد أحمد الحسن لم يقل أن الإيمان الناتج عن المعجزة على إطلاقه إيمان غير مقبول ، وإنما حدد ذلك بالإيمان الناتج عن المعجزة المادية القاهرة ، أما إيمان السحرة فلم يكن نتيجة معجزة مادية قاهرة لا تقبل التأويل ، أو محاولة الإلتفاف على حقيقتها ، وكيف وقد فعل فرعون لعنه الله بقوله : (( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر )) . فالمعجزة في هذه الحالة لم تكن قاهرة ، بل تركت مجالاً لتأويل المتأولين ، وهذا المجال أو الفسحة التأويلية تمثل منطقة الإختبار التي لا يجوزها إلا من يملك حظاً من الإيمان الحقيقي أو الإيمان بالغيب . أخيراً أقول ليت هذا السفيه صرف وقته في تدبر كلام السيد أحمد الحسن (ع) بدل الإنشغال بالسخرية التي أبانت جهله !
ويقول : (( التعليق /1: بما انك تلتزم وتقر من إن معجزات الأنبياء( عليهم السلام) جاءت مشابهة للدعوات والفنون المنتشرة في زمانهم (عليهم السلام) فمرة السحر ومرة الطب ومرة الكلام والشعر ...
شيء جيد انك تؤمن من ان اصل الدعوة التي كلف بها الانبياء والرسل عليهم السلام ليس هي الطب او السحر او الكلام والشعر بل كل الوسائل التي ذكرت من طب وبلاغة وغيرها ما هي إلا وسيلة للوصول إلى غاية سامية وهي الإيمان بالحق المطلق وامتثال أوامره ، وعليه لنجعل هذا التعليق مقدمة للتعليقات اللاحقة .
التعليق /2 : المقدمة في التعليق الاول توجب عليك وجوبا شرعيا ان تستن بسنن الانبياء والرسل ( عليهم السلام ) وبالتالي الواجب الشرعي و الاخلاقي والعقلي يدعوك للرد على كل فن من شانه أن يقف سدا أمام دعوتك حاله كحال فن الطب والكلام والشعر وذلك لإثبات قدرتك وإعجاز أهل الفنون الأخرى من رد الآية التي تبطل بها دعواتهم وفنونهم .
ولتسهيل الأمر عليك اذكر لك أهم فنين من تلك الفنون في وقتنا الحالي وهما علم الأصول و الفقه الاستدلالي فان هذين الفنين السبب الرئيسي بعدم التحاق الأمة بدعوتك فهلا تجد لنفسك وسيلة من الوسائل التي تخرجك من هذا المأزق .....؟
التعليق /3
وهنا نقول ، جنت على نفسها براقش ..
ففي حال عدم ردك يا صاحب دعوة النيابة الخاصة على هذين العلمين(الفنين) فانه يثبت للجميع بطلان دعوتك وعدم صحة الاستدلال على دعوتك باي علم مالم ترد على أصحاب الفن في زماننا هذا خصوصا وانك تلزم نفسك بالسير على سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) من انهم تنزلوا لأممهم واثبتوا لهم احقية دعوتهم من خلال مناظرتهم لأصحاب الفنون التي كانت منتشرة في زمانهم فهلا تنزلت لنا لتثبت دعوتك يا صاحب دعوة النيابة الخاصة ...؟ فنحن أناس مساكين لا حول لنا ولا قوة يا نائب الإمام وسيرة الأنبياء والرسل تقتضي أن تحدثنا على مستوى عقولنا فنحن لا نفهم ولا ندرك ولا نعتبر الا بهذين الفنين ولا نعرف الا طريقهما ومنهجهما للوصول للحكم الشرعي الصادر من المولى فهما الحجة علينا منذ انتهاء سفارة النواب الأربعة والى اليوم فهلا أبطلتهما لنا... وستجدنا إنشاء الله من المقلدين والتابعين والناصري لك )) .
أقول المعاجز التي جاء بها الأنبياء والمرسلون (ع) والتي كانت في جانب منها تحد لعلوم العصر الذي عاشه الأنبياء كانت جميعها تلحظ مسألة مهمة هي مسألة الحق ، فلم يكن الأنبياء عليهم السلام يأتوا بالباطل أبداً فحتى في تحدي موسى (ع) لسحر المصريين كان الهاجس هو إثبات وجود الله الواحد القهار القادر على كل شئ . فالسحر الذي يؤمن به المصريين كان بالنسبة لهم تعبيراً عن القدرة على الخلق ، ومن هذه الناحية جاءت معجزة موسى (ع) ليثبت للجميع أن ما يأتي به السحرة ليس خلقاً حقيقياً
وإنما هو إفك وإن الخالق هو الله تعالى فكانت معجزة موسى عليه السلام ذات تأثير يلحظ في الخارج ، أي كانت حقاً ، وكانت على النقيض من السحر الذي لا يملك تحققاً في الخارج ، بل غايته التأثير في الحواس وخداعها . إذن لابد للمعجزة من ملاحظة الحق ومن خلال هذه الملاحظة تحقق غايتها في الدلالة على القدرة الإلهية واتصال المرسل بالله تعالى . ولو تساءلنا الآن هل المعجزة الأصولية المزعومة تحقق هذا الأمر المهم والجوهري ، وهو إثبات اتصال المعصوم ( النبي أو المرسل ) بالله القادر لجاءنا الجواب بالنفي حتماً ، لماذا ؟
لنفهم هذا لابد لنا أن نتصور ما المراد من المعجزة الأصولية المطلوبة من المعصوم . أنتم تقولون إن الداعي لإختلاق علم الأصول هو غياب المُرسل أو غياب الإتصال بالسماء ، وتعويضاً عن هذا الغياب لجأتم الى علم الأصول كوسيلة لتحصيل الأحكام في ظل غياب المعصوم المتصل بالسماء .
إذن المعجزة التي تطلبونها إن كنتم صادقين لابد أن تكون بصورة طلب من المعصوم أن يأتيكم بالحكم مباشرة ودون توسط علم الأصول فبهذا وحده يثبت اتصاله بالسماء ، ولكنكم تأبون إلا الطريق الذي يثبت العكس وهو عدم الإتصال بالسماء والذي هو طريق علم الأصول ، هل فهمتم الآن لماذا نرفض علم الأصول ، ولماذا نقول إن طلب ما سماه مرجعكم معجزة أصولية هو سفه بامتياز ؟
ستقولون ومن أين لنا أن نعرف أن ما يأتينا به هو حكم الله تعالى ؟ الجواب لابد لكم أن تعرفوا أولاً أنه مرسل من الله تعالى وتطلبوا الدليل على ذلك ، ولكنه هذه المرة ليس المعجزة الأصولية التي تقدم الكلام فيها ، وإنما الأدلة الحقيقية .
ولنقرأ هذه المقالة حول الموضوع نفسه :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم سليماً..
لقد امتنع محمود الصرخي وأتباعه من الرد على كتاب الإفحام وكتاب الصرخي في الميزان، واكتفوا بقولهم إن الصرخي قد أصدر بياناً وطلب فيه من السيد أحمد الحسن أن يأتي بمعجزة بعلم الأصول.
وزعموا أن المطالب بالرد هو السيد أحمد الحسن وليس الصرخي !!!
ولا أدري كيف يكون هذا !!! وهل هذا هو المنهج العلمي الذي يدعيه الصرخي وأتباعه ؟!!!!!
فقد أصدر الصرخي أولاً بياناً يكذب فيه السيد أحمد الحسن وطالبه بأن يأتي بمعجزة في أصول الفقه.
ثم رددت بكتاب الافحام على بيان الصرخي وبينت بأن الإمام المهدي (ع) أو رسوله لا يمكن أن يناقش في مطالب أو مباني علم الأصول لأنها ظنية واحتيج اليها بسبب غياب المعصوم (ع) وتفاصيل كثيرة ذكرتها في كتاب الافحام....
فعلى الصرخي أن يرد ويثبت ويدافع عن قوله بأن معجزة الإمام أو من يرسله هي في الأصول.
وقول أصحابه بأن الصرخي قد رد علينا وطلب منا أن نأتيه بمعجزة في الأصول، ما هو إلا مصادرة على المطلوب ومغالطة واضحة يجب أن يتنزه عنها من كان طالباَ للحق.
لأن الاعجاز الأصولي المزعوم هو محل النقاش، فالصرخي يريد اثباته ونحن ننفيه، فكيف يعتبر أتباع الصرخي القضية التي لم نسلم بها دليلاً ضدنا، وهل يسمى هذا بشيء غير المصادرة ؟!!!!
والمنهج العلمي الصحيح أن تردوا على قولنا بعدم صلاحية أصول الفقه للاعجاز ثم إذا سلمنا بذلك، يمكنكم بعد ذلك أن تلزمونا بأن نأتي لكم بمعجزة في أصول الفقه، هذه المعجزة المزعومة التي لم نسمع بها إلا من الصرخي.
واظن أن كلامي واضح جداً ولا يحتاج الى شرح أكثر، وبه يتضح أن الصرخي وأتباعه، لا يميزون بين طرق الاستدلال الصحيحة من الخاطئة!!!
ثم إن قولهم بأن الرسول محمد (ص) جاء بالبلاغة لأن العلم الشائع في عصره هو البلاغة، والنبي عيسى (ع) جاء بشفاء المرضى لاشتهار المرض والطب في عصره وان النبي موسى (ع) جاء بالعصا لاشتهار السحر في عصره، فيجب على السيد أحمد الحسن أن يأتي بعلم الأصول لأنه هو العلم المشتهر في هذا العصر، وهذا الكلام غير صحيح لما يأتي:
أولاً: من قال ان العلم المشتهر في هذا العصر هو علم أصول الفقه، لماذا لا نقول ان العلم المشهور هو الطب مثلاً أو الفيزياء أو الكيمياء أو ......... ؟؟ هذه التكنلوجيا التي سحرت العالم وسيطرت عليه، فإن علم الأصول لم ينادِ به كمعجزة غير الصرخي وأتباعه، بينما تلك التكنلوجيا العالم كله ينادي بها ويتفاخر بها، وهذه الأمثلة للنقض فقط.
ثانياً: ان أشهر أنواع البلاغة التي كانت في زمن الرسول محمد (ص) هو الشعر، ورغم ذلك لم يأتِ الرسول (ص) بشعر ليعجز قريش وغيرها، بل كان الرسول (ص) يتجنب قول الشعر أصلاً.
وكذلك النبي عيسى (ع) لم يشفِ المرضى بما كان متعارفاً في زمانه من فنون الطب، بل كان يشفيهم بمشيئة الله سبحانه.
وكذلك النبي موسى (ع) رغم ان العلم الذي كان مشتهراً في وقته هو السحر، إلا أنه لم يمارس السحر أصلاً، بل جاء بمعاجز حقيقية وواقعية مباينة تماماً لما كان يمارسه السحرة في ذلك العصر، وهو خيال ووهم لا حقيقة له أصلاً، ولذلك قال الله تعالى عن فعل السحرة: ( قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طه66، نعم يخيل لهم وليس حقيقة، بينما قال عن عصى موسى (ع): ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) طه 20، ولم ينسبها الى الخيال.
ثالثاً: ان قياس أصول الفقه على معجزة الرسول محمد (ص) ومعجزة عيسى وموسى (ع) يعتبر قياساً مع الفارق، لأن في عصر الرسول محمد (ص) كان أغلب الناس قادرة على تمييز بلاغة القرآن وتفوقه على سائر فنون البلاغة، بحيث لم تكن البلاغة حكراً على علماء ذلك الزمان وأتباعهم، حتى يمكن للعلماء أن يستحمروا الناس ويقولوا لهم بأن القرآن ليس بليغاً، ولذلك لجؤوا الى اتهام الرسول (ص) بالسحر. بل ان هناك وجه أو وجوه أخرى لاعجاز القرآن غير البلاغة، ربما سأذكرها في مناسبات أخرى.
وكذلك معجزة عيسى (ع) كان كل الناس قادرين على تمييزها ومعرفتها بأنها لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص متصل بالسماء، فكان نبي الله عيسى (ع) يحيي الموتى بمجرد الدعاء ويشفي العميان بمجرد المسح على أعينهم، وهكذا معجزة ظاهرة بينة لا يمكن أن تخفى على أي إنسان، فلذلك لم يجد علماء بني اسرائيل مخرجاً إلا اتهامه بالسحر واستخدام الجن.
وكذلك نبي الله موسى (ع) كانت معجزته واضحة للعالم والجاهل، ولم يستطع فرعون واتباعه مواجهتها إلا باتهام موسى (ع) بالسحر.
نعم ان معاجز الأنبياء واضحة جلية لأهل زمانها الذين يطلبون الحق بصدق، وفي نفس الوقت ملتبسة ومتشابهة عند الذين في قلوبهم مرض الذين أعماهم التعصب والتقليد الأعمى وحب الدنيا والجاه والأتباع...
والآن نأتي الى علم أصول الفقه، هل هو علم يستطيع أغلب الناس معرفته فضلاً عن معرفة إعجازه إذا كان معجزاً؟؟!!!!
بربكم انتم احكموا بأنفسكم واذهبوا الى الناس واسألوهم عن أبسط مسائل أصول الفقه هل يفقهون منها شيئاً ؟!!
بل اني وجدت أكثر المجتمع لا يميز بين أصول الفقه وأصول الدين !!!!
بل حتى طلبة الحوزة العلمية الذين ما زالوا في المقدمات لا يفقهون علم الأصول إلا اليسير!!!!
بل إن كل أو أغلب طلبة البحث الخارج لا يمكنهم أن يميزوا الأعلم في علم الأصول تمييزاً دقيقاً!!!!!!!!!!!!!!
ولذلك تراهم لم يعيّنوا من هو الأعلم من العلماء أو لم يجمعوا عليه!!!!
فإذا كان الواقع هكذا فكيف ستعلم وتعرف وتميِّز الناس المعجز من غير المعجز من علم الأصول ؟!!!!!!!! إذا كان أغلبهم لا يفقهون منه شيئاً ولو ظاهراً على أقل تقدير، بل كما قلت سابقاً بأن اكثرهم لا يميزون بين أصول الفقه وأصول الدين ( العقائد ) أي لا يفقهون الاسم فضلاً عن المسمى وتفاصيله!!!
أم انكم تريدون من الناس أن تكون تابعة لكم اتباع الانعام، وتكونون ضامنين لطاعتهم ويمكنكم أن تمرروا عليهم ما تريدون بكل سهولة، ولو بيَّنتم للناس بأن النيابة عن الإمام المهدي (ع) تابعة لأصول الدين التي لا يجوز التقليد بها أصلاً، لربما سعى أكثرهم للبحث من غير تقليد لكم ولكنكم أبيتم إلا خداع الناس والتغرير بهم.
والمصيبة أن العلماء أنفسهم لم يميزوا من هو الأعلم في علم الأصول، ولذلك اختلفوا وأصبحوا طوائف وأحزاباً وكل منهم يدعي الأعلمية في علم الاصول.
فكيف يريد الصرخي من عامة الناس ان تميز المعجز من غير المعجز في علم الأصول ؟!!!
وبهذا يثبت قطعاً الفارق بين معاجز الأنبياء وبين أصول الفقه، المعجزة التي توهمها الصرخي، فلا يمكن للصرخي وأتباعه أن يستدلوا بها أو يشبهوها بمعاجز الأنبياء (ع).
ومن المعلوم أن الرسل لا يأتون بكل ما يطلب منهم، لعل الطلب يكون سفيهاً، والرسل لا يصدر منهم إلا الحكمة، وكذلك لا يأتون إلا بما أذن الله تعالى به، ولذلك نجد كثيراً من الأنبياء والرسل لم يأتوا بمعاجز كنبي الله شعيب ونبي الله هود وغيرهما ( عليهم صلوات الله جميعاً ).
قال تعالى:
1 - { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } التغابن38
2 - { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } التغابن11
3 - { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } التغابن78
وأخيراً أقول رحم الله من سمع حقاً فوعى ودعي الى رشاد فدنا.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ ناظم العقيلي
ويقول : (( ننفي دور العقل أم نعتمده يا سماحة رسول الإمام ؟؟؟
يقول مدعي السفارة والنيابة الخاصة عن الإمام في كتابه اضاءات من دعوات المرسلين صفحة /15
(كما انه وببساطة أي انسان يملك مصنع او مزرعة او سفينة او أي شيء فيه عمال يعملون له فيه لابد ان يعين لهم شخصا منهم يرئسه(
التعليق /1 : كلام تام واجمل ما فيه أن أراك في هذه العبارات مخالفا لعباراتك السابقة وهي بالتماشى مع من يقول بحجية العقل وكلامك دال على انك لم تهمل السيرة العقلائية والدليل هو المثل الذي تضربه (إنسان يملك مصنعا أو مزرعة....الخ (لإثبات وجود الأعلم من بين الأمة ليقودها وإلا ستعم لفوضى في الأمة وأنا حقيقة ممن يشد على يدك في هذا الطرح نعم لابد للأمة من وجود شخص يقودها في كل زمان وإلا لتاهت الأمة الإسلامية وعمت الفوضى فيها فكلاً يدعي ما ليس له وكلا يقول حسب رأيه وبالتالي ضياع الأمة ووقوعها في الهاوية نتيجة عدم تصدي الاعلم لقيادة الامة من بين الامة وضرورة تقديم الطاعة والولاء من الامة لمن يوصلها إلى شاطئ الحق والأمان الشخص الهادي للبشرية والداعي لحاكمية الله تعالى .
التعليق /2 : بعد ان ثبتنا في المورد الاول انك ممن يلتزم بالسيرة العقلائية فنقول ان هذه السيرة جرت على رجوع الجاهل الى العالم وذي الاختصاص فالعمال في مثالك المطروح لابد ان يرجعوا في عملهم الى الشخص المسؤول (المهندس) لكي يحدد لهم آلية عملهم لكونه صاحب دراية وتخصص في هذا المجال ولو سالك سائل عن سبب رجوع العمال للشخص المسؤول عنهم اكيدا ستقول بسبب وجود الجهل وخوفا من تصدي الجاهل وبالتالي لزاما عليهم الرجوع لمن له العلم وهو الشخص المسؤول عليهم ليرشدهم الى العمل الصحيح .
فعلى هذا يا سماحة السيد الوصي ؟؟ سار العلماء الأعلام , فالشارع المقدس لم يخرج عن هذه السيرة بل اقرها وأمضاها واعتبرها احد أدلة وجوب لرجوع للمجتهد الحي الجامع للشرائط ومنها الاعلمية .فهل تريدنا ان نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض .؟!!
وهنا ارى من المصلحة لك ولاتباعك يا سماحة رسول الإمام ان لا تستخفون وتستهينون بالعقل مرة ثانية وعدم ذكر العبارات التي تذمون من خلالها الاستدلال بالادلة العقلية خصوصا انت واتباعك تذكرون ذلك كثيرا في اسفاركم فهل يا ترى انكم توقعون انفسكم بالمغالطات ؟ ام تقع تلك العبارات سهوا في كتبكم ؟ ام الاستدلال يُحتم عليكم هذا ؟ لا اعلم الله العالم , ومن عباراتك قولك (وأنى لدين الله ان يصاب بالعقول) فاقول لك ان الله تعالى عُرف بالعقل وهو احب خلق الله أليه لان الله عندما خلق العقل قال له اقبل فأقبل قال له ادبر فأدبر فقال له وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً احب ألي منك بك اثيب وبك اعاقب فأذا كان معرفة المولى الشرعي رب السموات والأرض وربك وربنا بالعقل فهل يا ترى ان هذا العقل يعجز ويقصر بمعرفته النبي أو الوصي أو نائب الإمام أو سفيره ...؟!! مالكم كيف تحكمون )) .
أقول : أتحداكم أن تأتوا بكلمة يذم فيها السيد أحمد الحسن (ع) العقل ! نعم أنتم أوقعتم أنفسكم في دائرة الغلط بسبب الجهل المستشري بينكم ، فأنتم لا تميزون بين الدليل العقلي الذي وقع عليه الذم وبين العقل ، فاسألوا كبيركم الذي علمكم السحر عن المائز . أما العقل الذي قال له الله تعالى أقبل فأقبل ، وقال له أدبر فأدبر فهو العقل الكامل وهو محمد (ص) ، أما ما عند الناس فهو ظل العقل ، وظل العقل هذا ترد عليه الملائكة والشياطين على حد سواء ، وهو يبلغ كماله حين يستكمل الإنسان التحلي بكل جنود العقل ويتجنب تماماً جنود الجهل التي سماها الصادق (ع) في رواية مشهورة عنه . أما الأعلم الذي ينبغي أن يحكم الناس ويحقق حاكمية الله في أرضه فهذا لا يحدده علم أصولكم المبتدع وإنما ينص عليه الله تعالى ، فعُد الى المثل الذي ضربه السيد أحمد الحسن (ع) وتدبره جيداً .
يقول : (( التعليق /2 : ممكن يا جناب وصي ورسول الإمام ...!!! ان تعطينا آية أو رواية نستدل من خلالها على عدم قبول إيمان من يؤمن بمعاجز الأنبياء والرسل المادية ويا حبذا لو أرشدتنا لمصدر تلك الآية او الرواية التي تستدل من خلالها على عدم قبول هكذا إيمان ؟؟...
واكيدا انك لم ولن تعطي المصادر لأنها لا توجد واما الكلام الصادر منك فهو راي شخصي غير مستند للقران او السنة بل لغو وسفسطة وحشو كلام .......
التعليق/3 : بماذا تفسر قبول توبة وإيمان السحرة الذين امنوا بدعوة موسى عليه السلام حيث نرى من خلال المعجزة المطروحة من قبل النبي موسى (عليه السلام) هي نفسها أيضا معجزة مادية حالها كحال انفلاق البحر لموسى( عليه السلام) قال تعالى (والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا ...) وهي العصا التي كانت في يمين موسى (عليه السلام ) ونتيجة المنازلة النهائية بين موسى والسحرة ان يسجد السحرة إيمانا منهم برب هارون وموسى ( عليه السلام). وهنا نسال وصي ورسول الإمام ....
هل كان جزاء السحرة نفس جزاء فرعون ام لا ؟ أكيدا الآيات القرآنية التي سأوردها لك تبين الفرق الواضح بين خاتمة فرعون وخاتمة السحرة حيث ان خاتمة فرعون هي الغرق والهلاك قال تعالى (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية...)يونس 92, اما خاتمة السحرة قوله تعالى (....فاولئك لهم الدرجات العلى)يونس75 (جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى )يونس76...
والآن أصبح واضحا من ان الخاتمة مختلفة لكل من فرعون والسحرة والدليل المعتمد عليه لحصول التوبة والايمان بالله عند السحرة هو واحد وهو المعجزة المادية . فبماذا تفسر قولك يا سماحة الممهد ووصي ورسول الإمام ...؟!!! )) .
أقول : هذا الكلام المتقدم جاء في معرض الرد على قول السيد أحمد الحسن (ع) في كتاب الإضاءات /ج3 القسم /2 : (( أما المعجزة المادية فهي لا يمكن أن تكون وحدها طريق لإيمان الناس بل الله لا يرضى بهكذا إيمان مادي محض ولو كان يُقبل لقُبل إيمان فرعون بعد أن رأى معجزة مادية قاهرة لا تؤول وهي انشقاق البحر ورأى كل شق كالطود العظيم ولمسه بيده فقال :(آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
ولكن الله لا يرضى هذا الإيمان :
(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
وقد ترك الله بدن فرعون آية للناس ليتفكروا
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
ولكن قليل من انتفعوا بهذه الآية و (كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
كما ان المعجزة لا يمكن أن تكون لكل من يطلبها ، وإلا لآمن الناس جميعا إيمانا قهريا اجبروا عليه بما يرون من قدرة قاهرة لا طاقة لهم على مواجهتها ، ولن يكن هذا إلا استسلام للأمر الواقع وليس إسلام وتسليم للغيب والله سبحانه هو الغيب ولعل من تدبر في معجزات الأنبياء يجدها جميعا جاءت مشابهة لما انتشر في زمانهم فموسى يأتي بالعصا التي تصبح أفعى في زمن فيه عشرات يلقون عصيهم فإذا هي أفعى كما يخيل للناس ، وكذا عيسى جاء ليشفي المرضى في زمن انتشر فيه الطب ، ومحمد (ص) يأتي بالقرآن لقوم اشتهروا بالكلام والشعر ، فالأمر وما فيه أنها جاءت كذلك للبس قال تعالى : (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ)
وما هذا اللبس والمشابهة إلا لتكون هناك مساحة لتأول المتأولين الذين لا يؤمنون بالغيب ولتبقى مساحة للإيمان بالغيب ، وإلا فالإيمان المادي المحض ليس إيمان ، ولا إسلام ، ولا يقبله الله قال تعالى :
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
فالإيمان الكامل هو الإيمان بالغيب مائة بالمائة وهو إيمان الأنبياء والأوصياء ، وكلما كان الإيمان مشوبا بآية أو إشارة أو كرامة أو معجزة مادية كان أدنى واقل حتى إذا كانت المعجزة قاهرة وتامة ولا يمكن تأويلها عندها لا يقبل الإيمان والإسلام كما لم يقبل إيمان وإسلام فرعون لان هكذا إيمان هو إيمان مادي مائة بالمائة .
والله وصف المؤمنين بأنهم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ، (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) (إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)
(إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) )) .
أقول : واضح تماماً أن السيد أحمد الحسن (ع) لم يقل إن الله لا يقبل إيمان من يؤمن بمعاجز الأنبياء (ع) والرسل المادية كما يدعي هذا الكذاب الأشر في تعليقه الثاني ، فقول السيد أحمد الحسن (ع) صريح في أن الإيمان الذي لا يقبله الله تعالى هو الإيمان الناشئ من معجزة مادية قاهرة ، [ أكرر : قاهرة ] ، ومراده منها كما يتضح من كلامه (ع) هو تلك المعجزة التي لا تترك للإنسان مجالاً لئن يتأولها على غير حقيقتها ، أي بوصفها معجزة إلهية تدل على وجود الله سبحانه وتعالى وتدل على صدق الرسول (ع) . ومن البديهي أن معجزة هكذا شأنها أي تقهر العقل البشري تماماً ، وتسد كل المنافذ أمام أي تأويل قد يصرفها عن حقيقتها سيترتب عليها إيمان يقف على طرف النقيض من مسألة الإختيار ، أي إنه إيمان قهري إلجائي ليس بإختيار الإنسان وهو من ثَمَّ إيمان مرفوض ، لأن الإرادة الحرة منتفية فيه بنسبة 100 % ، أي إنها عدم لا وجود له ، فالإيمان الناشئ عنها ليس إيماناً في الحقيقة . ومن هذا يتضح سفه ما أورده مقلد الصرخي . ولا يقل تعليقه الثالث سفهاً عن تعليقه الثاني فقد بينّا أن السيد أحمد الحسن لم يقل أن الإيمان الناتج عن المعجزة على إطلاقه إيمان غير مقبول ، وإنما حدد ذلك بالإيمان الناتج عن المعجزة المادية القاهرة ، أما إيمان السحرة فلم يكن نتيجة معجزة مادية قاهرة لا تقبل التأويل ، أو محاولة الإلتفاف على حقيقتها ، وكيف وقد فعل فرعون لعنه الله بقوله : (( إنه لكبيركم الذي علمكم السحر )) . فالمعجزة في هذه الحالة لم تكن قاهرة ، بل تركت مجالاً لتأويل المتأولين ، وهذا المجال أو الفسحة التأويلية تمثل منطقة الإختبار التي لا يجوزها إلا من يملك حظاً من الإيمان الحقيقي أو الإيمان بالغيب . أخيراً أقول ليت هذا السفيه صرف وقته في تدبر كلام السيد أحمد الحسن (ع) بدل الإنشغال بالسخرية التي أبانت جهله !
ويقول : (( التعليق /1: بما انك تلتزم وتقر من إن معجزات الأنبياء( عليهم السلام) جاءت مشابهة للدعوات والفنون المنتشرة في زمانهم (عليهم السلام) فمرة السحر ومرة الطب ومرة الكلام والشعر ...
شيء جيد انك تؤمن من ان اصل الدعوة التي كلف بها الانبياء والرسل عليهم السلام ليس هي الطب او السحر او الكلام والشعر بل كل الوسائل التي ذكرت من طب وبلاغة وغيرها ما هي إلا وسيلة للوصول إلى غاية سامية وهي الإيمان بالحق المطلق وامتثال أوامره ، وعليه لنجعل هذا التعليق مقدمة للتعليقات اللاحقة .
التعليق /2 : المقدمة في التعليق الاول توجب عليك وجوبا شرعيا ان تستن بسنن الانبياء والرسل ( عليهم السلام ) وبالتالي الواجب الشرعي و الاخلاقي والعقلي يدعوك للرد على كل فن من شانه أن يقف سدا أمام دعوتك حاله كحال فن الطب والكلام والشعر وذلك لإثبات قدرتك وإعجاز أهل الفنون الأخرى من رد الآية التي تبطل بها دعواتهم وفنونهم .
ولتسهيل الأمر عليك اذكر لك أهم فنين من تلك الفنون في وقتنا الحالي وهما علم الأصول و الفقه الاستدلالي فان هذين الفنين السبب الرئيسي بعدم التحاق الأمة بدعوتك فهلا تجد لنفسك وسيلة من الوسائل التي تخرجك من هذا المأزق .....؟
التعليق /3
وهنا نقول ، جنت على نفسها براقش ..
ففي حال عدم ردك يا صاحب دعوة النيابة الخاصة على هذين العلمين(الفنين) فانه يثبت للجميع بطلان دعوتك وعدم صحة الاستدلال على دعوتك باي علم مالم ترد على أصحاب الفن في زماننا هذا خصوصا وانك تلزم نفسك بالسير على سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) من انهم تنزلوا لأممهم واثبتوا لهم احقية دعوتهم من خلال مناظرتهم لأصحاب الفنون التي كانت منتشرة في زمانهم فهلا تنزلت لنا لتثبت دعوتك يا صاحب دعوة النيابة الخاصة ...؟ فنحن أناس مساكين لا حول لنا ولا قوة يا نائب الإمام وسيرة الأنبياء والرسل تقتضي أن تحدثنا على مستوى عقولنا فنحن لا نفهم ولا ندرك ولا نعتبر الا بهذين الفنين ولا نعرف الا طريقهما ومنهجهما للوصول للحكم الشرعي الصادر من المولى فهما الحجة علينا منذ انتهاء سفارة النواب الأربعة والى اليوم فهلا أبطلتهما لنا... وستجدنا إنشاء الله من المقلدين والتابعين والناصري لك )) .
أقول المعاجز التي جاء بها الأنبياء والمرسلون (ع) والتي كانت في جانب منها تحد لعلوم العصر الذي عاشه الأنبياء كانت جميعها تلحظ مسألة مهمة هي مسألة الحق ، فلم يكن الأنبياء عليهم السلام يأتوا بالباطل أبداً فحتى في تحدي موسى (ع) لسحر المصريين كان الهاجس هو إثبات وجود الله الواحد القهار القادر على كل شئ . فالسحر الذي يؤمن به المصريين كان بالنسبة لهم تعبيراً عن القدرة على الخلق ، ومن هذه الناحية جاءت معجزة موسى (ع) ليثبت للجميع أن ما يأتي به السحرة ليس خلقاً حقيقياً
وإنما هو إفك وإن الخالق هو الله تعالى فكانت معجزة موسى عليه السلام ذات تأثير يلحظ في الخارج ، أي كانت حقاً ، وكانت على النقيض من السحر الذي لا يملك تحققاً في الخارج ، بل غايته التأثير في الحواس وخداعها . إذن لابد للمعجزة من ملاحظة الحق ومن خلال هذه الملاحظة تحقق غايتها في الدلالة على القدرة الإلهية واتصال المرسل بالله تعالى . ولو تساءلنا الآن هل المعجزة الأصولية المزعومة تحقق هذا الأمر المهم والجوهري ، وهو إثبات اتصال المعصوم ( النبي أو المرسل ) بالله القادر لجاءنا الجواب بالنفي حتماً ، لماذا ؟
لنفهم هذا لابد لنا أن نتصور ما المراد من المعجزة الأصولية المطلوبة من المعصوم . أنتم تقولون إن الداعي لإختلاق علم الأصول هو غياب المُرسل أو غياب الإتصال بالسماء ، وتعويضاً عن هذا الغياب لجأتم الى علم الأصول كوسيلة لتحصيل الأحكام في ظل غياب المعصوم المتصل بالسماء .
إذن المعجزة التي تطلبونها إن كنتم صادقين لابد أن تكون بصورة طلب من المعصوم أن يأتيكم بالحكم مباشرة ودون توسط علم الأصول فبهذا وحده يثبت اتصاله بالسماء ، ولكنكم تأبون إلا الطريق الذي يثبت العكس وهو عدم الإتصال بالسماء والذي هو طريق علم الأصول ، هل فهمتم الآن لماذا نرفض علم الأصول ، ولماذا نقول إن طلب ما سماه مرجعكم معجزة أصولية هو سفه بامتياز ؟
ستقولون ومن أين لنا أن نعرف أن ما يأتينا به هو حكم الله تعالى ؟ الجواب لابد لكم أن تعرفوا أولاً أنه مرسل من الله تعالى وتطلبوا الدليل على ذلك ، ولكنه هذه المرة ليس المعجزة الأصولية التي تقدم الكلام فيها ، وإنما الأدلة الحقيقية .
ولنقرأ هذه المقالة حول الموضوع نفسه :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم سليماً..
لقد امتنع محمود الصرخي وأتباعه من الرد على كتاب الإفحام وكتاب الصرخي في الميزان، واكتفوا بقولهم إن الصرخي قد أصدر بياناً وطلب فيه من السيد أحمد الحسن أن يأتي بمعجزة بعلم الأصول.
وزعموا أن المطالب بالرد هو السيد أحمد الحسن وليس الصرخي !!!
ولا أدري كيف يكون هذا !!! وهل هذا هو المنهج العلمي الذي يدعيه الصرخي وأتباعه ؟!!!!!
فقد أصدر الصرخي أولاً بياناً يكذب فيه السيد أحمد الحسن وطالبه بأن يأتي بمعجزة في أصول الفقه.
ثم رددت بكتاب الافحام على بيان الصرخي وبينت بأن الإمام المهدي (ع) أو رسوله لا يمكن أن يناقش في مطالب أو مباني علم الأصول لأنها ظنية واحتيج اليها بسبب غياب المعصوم (ع) وتفاصيل كثيرة ذكرتها في كتاب الافحام....
فعلى الصرخي أن يرد ويثبت ويدافع عن قوله بأن معجزة الإمام أو من يرسله هي في الأصول.
وقول أصحابه بأن الصرخي قد رد علينا وطلب منا أن نأتيه بمعجزة في الأصول، ما هو إلا مصادرة على المطلوب ومغالطة واضحة يجب أن يتنزه عنها من كان طالباَ للحق.
لأن الاعجاز الأصولي المزعوم هو محل النقاش، فالصرخي يريد اثباته ونحن ننفيه، فكيف يعتبر أتباع الصرخي القضية التي لم نسلم بها دليلاً ضدنا، وهل يسمى هذا بشيء غير المصادرة ؟!!!!
والمنهج العلمي الصحيح أن تردوا على قولنا بعدم صلاحية أصول الفقه للاعجاز ثم إذا سلمنا بذلك، يمكنكم بعد ذلك أن تلزمونا بأن نأتي لكم بمعجزة في أصول الفقه، هذه المعجزة المزعومة التي لم نسمع بها إلا من الصرخي.
واظن أن كلامي واضح جداً ولا يحتاج الى شرح أكثر، وبه يتضح أن الصرخي وأتباعه، لا يميزون بين طرق الاستدلال الصحيحة من الخاطئة!!!
ثم إن قولهم بأن الرسول محمد (ص) جاء بالبلاغة لأن العلم الشائع في عصره هو البلاغة، والنبي عيسى (ع) جاء بشفاء المرضى لاشتهار المرض والطب في عصره وان النبي موسى (ع) جاء بالعصا لاشتهار السحر في عصره، فيجب على السيد أحمد الحسن أن يأتي بعلم الأصول لأنه هو العلم المشتهر في هذا العصر، وهذا الكلام غير صحيح لما يأتي:
أولاً: من قال ان العلم المشتهر في هذا العصر هو علم أصول الفقه، لماذا لا نقول ان العلم المشهور هو الطب مثلاً أو الفيزياء أو الكيمياء أو ......... ؟؟ هذه التكنلوجيا التي سحرت العالم وسيطرت عليه، فإن علم الأصول لم ينادِ به كمعجزة غير الصرخي وأتباعه، بينما تلك التكنلوجيا العالم كله ينادي بها ويتفاخر بها، وهذه الأمثلة للنقض فقط.
ثانياً: ان أشهر أنواع البلاغة التي كانت في زمن الرسول محمد (ص) هو الشعر، ورغم ذلك لم يأتِ الرسول (ص) بشعر ليعجز قريش وغيرها، بل كان الرسول (ص) يتجنب قول الشعر أصلاً.
وكذلك النبي عيسى (ع) لم يشفِ المرضى بما كان متعارفاً في زمانه من فنون الطب، بل كان يشفيهم بمشيئة الله سبحانه.
وكذلك النبي موسى (ع) رغم ان العلم الذي كان مشتهراً في وقته هو السحر، إلا أنه لم يمارس السحر أصلاً، بل جاء بمعاجز حقيقية وواقعية مباينة تماماً لما كان يمارسه السحرة في ذلك العصر، وهو خيال ووهم لا حقيقة له أصلاً، ولذلك قال الله تعالى عن فعل السحرة: ( قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طه66، نعم يخيل لهم وليس حقيقة، بينما قال عن عصى موسى (ع): ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) طه 20، ولم ينسبها الى الخيال.
ثالثاً: ان قياس أصول الفقه على معجزة الرسول محمد (ص) ومعجزة عيسى وموسى (ع) يعتبر قياساً مع الفارق، لأن في عصر الرسول محمد (ص) كان أغلب الناس قادرة على تمييز بلاغة القرآن وتفوقه على سائر فنون البلاغة، بحيث لم تكن البلاغة حكراً على علماء ذلك الزمان وأتباعهم، حتى يمكن للعلماء أن يستحمروا الناس ويقولوا لهم بأن القرآن ليس بليغاً، ولذلك لجؤوا الى اتهام الرسول (ص) بالسحر. بل ان هناك وجه أو وجوه أخرى لاعجاز القرآن غير البلاغة، ربما سأذكرها في مناسبات أخرى.
وكذلك معجزة عيسى (ع) كان كل الناس قادرين على تمييزها ومعرفتها بأنها لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص متصل بالسماء، فكان نبي الله عيسى (ع) يحيي الموتى بمجرد الدعاء ويشفي العميان بمجرد المسح على أعينهم، وهكذا معجزة ظاهرة بينة لا يمكن أن تخفى على أي إنسان، فلذلك لم يجد علماء بني اسرائيل مخرجاً إلا اتهامه بالسحر واستخدام الجن.
وكذلك نبي الله موسى (ع) كانت معجزته واضحة للعالم والجاهل، ولم يستطع فرعون واتباعه مواجهتها إلا باتهام موسى (ع) بالسحر.
نعم ان معاجز الأنبياء واضحة جلية لأهل زمانها الذين يطلبون الحق بصدق، وفي نفس الوقت ملتبسة ومتشابهة عند الذين في قلوبهم مرض الذين أعماهم التعصب والتقليد الأعمى وحب الدنيا والجاه والأتباع...
والآن نأتي الى علم أصول الفقه، هل هو علم يستطيع أغلب الناس معرفته فضلاً عن معرفة إعجازه إذا كان معجزاً؟؟!!!!
بربكم انتم احكموا بأنفسكم واذهبوا الى الناس واسألوهم عن أبسط مسائل أصول الفقه هل يفقهون منها شيئاً ؟!!
بل اني وجدت أكثر المجتمع لا يميز بين أصول الفقه وأصول الدين !!!!
بل حتى طلبة الحوزة العلمية الذين ما زالوا في المقدمات لا يفقهون علم الأصول إلا اليسير!!!!
بل إن كل أو أغلب طلبة البحث الخارج لا يمكنهم أن يميزوا الأعلم في علم الأصول تمييزاً دقيقاً!!!!!!!!!!!!!!
ولذلك تراهم لم يعيّنوا من هو الأعلم من العلماء أو لم يجمعوا عليه!!!!
فإذا كان الواقع هكذا فكيف ستعلم وتعرف وتميِّز الناس المعجز من غير المعجز من علم الأصول ؟!!!!!!!! إذا كان أغلبهم لا يفقهون منه شيئاً ولو ظاهراً على أقل تقدير، بل كما قلت سابقاً بأن اكثرهم لا يميزون بين أصول الفقه وأصول الدين ( العقائد ) أي لا يفقهون الاسم فضلاً عن المسمى وتفاصيله!!!
أم انكم تريدون من الناس أن تكون تابعة لكم اتباع الانعام، وتكونون ضامنين لطاعتهم ويمكنكم أن تمرروا عليهم ما تريدون بكل سهولة، ولو بيَّنتم للناس بأن النيابة عن الإمام المهدي (ع) تابعة لأصول الدين التي لا يجوز التقليد بها أصلاً، لربما سعى أكثرهم للبحث من غير تقليد لكم ولكنكم أبيتم إلا خداع الناس والتغرير بهم.
والمصيبة أن العلماء أنفسهم لم يميزوا من هو الأعلم في علم الأصول، ولذلك اختلفوا وأصبحوا طوائف وأحزاباً وكل منهم يدعي الأعلمية في علم الاصول.
فكيف يريد الصرخي من عامة الناس ان تميز المعجز من غير المعجز في علم الأصول ؟!!!
وبهذا يثبت قطعاً الفارق بين معاجز الأنبياء وبين أصول الفقه، المعجزة التي توهمها الصرخي، فلا يمكن للصرخي وأتباعه أن يستدلوا بها أو يشبهوها بمعاجز الأنبياء (ع).
ومن المعلوم أن الرسل لا يأتون بكل ما يطلب منهم، لعل الطلب يكون سفيهاً، والرسل لا يصدر منهم إلا الحكمة، وكذلك لا يأتون إلا بما أذن الله تعالى به، ولذلك نجد كثيراً من الأنبياء والرسل لم يأتوا بمعاجز كنبي الله شعيب ونبي الله هود وغيرهما ( عليهم صلوات الله جميعاً ).
قال تعالى:
1 - { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } التغابن38
2 - { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } التغابن11
3 - { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ } التغابن78
وأخيراً أقول رحم الله من سمع حقاً فوعى ودعي الى رشاد فدنا.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ ناظم العقيلي
ويقول : (( ننفي دور العقل أم نعتمده يا سماحة رسول الإمام ؟؟؟
يقول مدعي السفارة والنيابة الخاصة عن الإمام في كتابه اضاءات من دعوات المرسلين صفحة /15
(كما انه وببساطة أي انسان يملك مصنع او مزرعة او سفينة او أي شيء فيه عمال يعملون له فيه لابد ان يعين لهم شخصا منهم يرئسه(
التعليق /1 : كلام تام واجمل ما فيه أن أراك في هذه العبارات مخالفا لعباراتك السابقة وهي بالتماشى مع من يقول بحجية العقل وكلامك دال على انك لم تهمل السيرة العقلائية والدليل هو المثل الذي تضربه (إنسان يملك مصنعا أو مزرعة....الخ (لإثبات وجود الأعلم من بين الأمة ليقودها وإلا ستعم لفوضى في الأمة وأنا حقيقة ممن يشد على يدك في هذا الطرح نعم لابد للأمة من وجود شخص يقودها في كل زمان وإلا لتاهت الأمة الإسلامية وعمت الفوضى فيها فكلاً يدعي ما ليس له وكلا يقول حسب رأيه وبالتالي ضياع الأمة ووقوعها في الهاوية نتيجة عدم تصدي الاعلم لقيادة الامة من بين الامة وضرورة تقديم الطاعة والولاء من الامة لمن يوصلها إلى شاطئ الحق والأمان الشخص الهادي للبشرية والداعي لحاكمية الله تعالى .
التعليق /2 : بعد ان ثبتنا في المورد الاول انك ممن يلتزم بالسيرة العقلائية فنقول ان هذه السيرة جرت على رجوع الجاهل الى العالم وذي الاختصاص فالعمال في مثالك المطروح لابد ان يرجعوا في عملهم الى الشخص المسؤول (المهندس) لكي يحدد لهم آلية عملهم لكونه صاحب دراية وتخصص في هذا المجال ولو سالك سائل عن سبب رجوع العمال للشخص المسؤول عنهم اكيدا ستقول بسبب وجود الجهل وخوفا من تصدي الجاهل وبالتالي لزاما عليهم الرجوع لمن له العلم وهو الشخص المسؤول عليهم ليرشدهم الى العمل الصحيح .
فعلى هذا يا سماحة السيد الوصي ؟؟ سار العلماء الأعلام , فالشارع المقدس لم يخرج عن هذه السيرة بل اقرها وأمضاها واعتبرها احد أدلة وجوب لرجوع للمجتهد الحي الجامع للشرائط ومنها الاعلمية .فهل تريدنا ان نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض .؟!!
وهنا ارى من المصلحة لك ولاتباعك يا سماحة رسول الإمام ان لا تستخفون وتستهينون بالعقل مرة ثانية وعدم ذكر العبارات التي تذمون من خلالها الاستدلال بالادلة العقلية خصوصا انت واتباعك تذكرون ذلك كثيرا في اسفاركم فهل يا ترى انكم توقعون انفسكم بالمغالطات ؟ ام تقع تلك العبارات سهوا في كتبكم ؟ ام الاستدلال يُحتم عليكم هذا ؟ لا اعلم الله العالم , ومن عباراتك قولك (وأنى لدين الله ان يصاب بالعقول) فاقول لك ان الله تعالى عُرف بالعقل وهو احب خلق الله أليه لان الله عندما خلق العقل قال له اقبل فأقبل قال له ادبر فأدبر فقال له وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً احب ألي منك بك اثيب وبك اعاقب فأذا كان معرفة المولى الشرعي رب السموات والأرض وربك وربنا بالعقل فهل يا ترى ان هذا العقل يعجز ويقصر بمعرفته النبي أو الوصي أو نائب الإمام أو سفيره ...؟!! مالكم كيف تحكمون )) .
أقول : أتحداكم أن تأتوا بكلمة يذم فيها السيد أحمد الحسن (ع) العقل ! نعم أنتم أوقعتم أنفسكم في دائرة الغلط بسبب الجهل المستشري بينكم ، فأنتم لا تميزون بين الدليل العقلي الذي وقع عليه الذم وبين العقل ، فاسألوا كبيركم الذي علمكم السحر عن المائز . أما العقل الذي قال له الله تعالى أقبل فأقبل ، وقال له أدبر فأدبر فهو العقل الكامل وهو محمد (ص) ، أما ما عند الناس فهو ظل العقل ، وظل العقل هذا ترد عليه الملائكة والشياطين على حد سواء ، وهو يبلغ كماله حين يستكمل الإنسان التحلي بكل جنود العقل ويتجنب تماماً جنود الجهل التي سماها الصادق (ع) في رواية مشهورة عنه . أما الأعلم الذي ينبغي أن يحكم الناس ويحقق حاكمية الله في أرضه فهذا لا يحدده علم أصولكم المبتدع وإنما ينص عليه الله تعالى ، فعُد الى المثل الذي ضربه السيد أحمد الحسن (ع) وتدبره جيداً .