المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزائر المظلومة وجنود الأحقاد القديمة



هاشم
06-21-2008, 04:23 PM
د. محمد العمري - القدس العربي

21/06/2008

استمعت باهتمام كبير للسيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة، الأمين العام لجبهة التحرير الجزائرية، وهو يجيب علي سؤال وجهه اليه مذيع قناة الجزيرة حول موقف الحكومة الجزائرية من اقتراح المغرب فتح الحدود بين البلدين. اعتقدت أنه ما جاء الي هذا المنبر الاعلامي، بعد مشاركته في لقاء الأحزاب المغاربية بطنجة الا لاعلان موقف صريح يُخرج من البلبلة التي أحدثها هذا السؤال عند غيره من المسؤولين فيما يخص الفصل والوصل بقضية الصحراء. غير أن جوابه زاد الأمر التباسا، فهو لم يطرح قضية الصحراء مباشرة كشرط لفتح الحدود، ولم يستبعدها نهائيا، بل استدركها في مقدمة الجواب عن السؤال الموالي، فبدت كشرط اضافي.
أما أغرب ما جاء في كلامه، سامحه الله، فهو قوله بأن الجزائر مظلومة . هكذا، كما سمعتَ، وبالحرف نحن ظُلمنا قالها أكثر من مرة. والظالمون هم علي العموم كل الجيران، الذين تركوا الجزائر تواجه الارهاب وحيدة، وهم بالتحديد المغرب الذي فرض التأشيرة علي الجزائريين، بعد حدثٍ وقعَ سنة 1994، ثم عاد فرفعها فعاملناه بالمثل، أما فتح الحدود فقصة أخري. وهنا ظهرت علي الرجل علامات الحرج فحاول فتح باب الأمل، لكن لسانه سبقه فقال: أما الحدود فلن تظل مفتوحة الي الأبد . لا بد من التفاهم علي كثير من القضايا، لابد من تقاسم المنافع، لا بد من محاربة التهريب أولا.. الي آخر ما أورد من شروط تعجيزية. (انظر النص في موقع الجزيرة). هذا مجمل ما قاله هذا الرجل الذي اعتقدت أن بيده مفاتيحَ الغيب التي لا يعلمها السيد بوكطاية حين سمم الأجواء بتصريحات تقطر سما، لا تليق بصفة الاخوة الأشقاء في المغرب التي يمضغها في الفضائيات قبل نفث زبد من الأحقاد. دعْكَ من السي بوكطاية، دَعِ السي بوكطاية ينتظر سقوط الثمار التي تخيل أنها نضجت وحان سقوطها ليلتقطها وحده قبيل بزوغ الفجر، فاذا حضر الماء رُفِع التيمم. الكلام الآن مع ذي المفتاحين الحكومة والحزب الكبير. لا شك أن المستمعين، من المغاربة خاصة، قد رددوا، وهم يستمعون اليه، المثل السائر بين العامي والفصيح: ضربني وبكي، وسبقني وشكي . أوَّلاً لم يَثبُت، وذلك بشهادة كبير جنرالات الجزائر خالد نزار، أن المغرب شجَّع الارهاب في الجزائر أو يسَّر مهمته، بل اعتقل وحاكم من حاولوا فعل ذلك. وهذه في نظري هي المساعدة التي بوسع بلد كالمغرب أن يقدمها، فهي أقصي ما يمكن انتظاره من جار ليس لا هو الولايات المتحدة ولا فرنسا خبرة وامكانيات، بل هو مشغول بالفتنة التي أثارتها الجارة نفسها فوق أرضه. ولو سلك المغرب السلوك المضاد فآوي ودعم بأي وجه كان لما كان مَلوما، بل لما تجاوز حدود المعاملة بالمثل. فالجزائر المظلومة تلك ـ أي جزائر أصحاب القرار لا جزائر الشعب والمثقفين والعلماء ورجال الأعمال الشرفاء ـ هي التي صنعت كيانا وهميا معاديا للمغرب فوق ترابها وأمدته بالسلاح والمال، بل وقاتلت الي جانبه بمخابراتها ودبلوماسيتها دائما، وبجنودها أحيانا، كما تكشف في معركة أمكالا. تلك الجزائر هي التي ظل آلاف الجنود والمدنيين المغاربة المختطفين معتقلين فوق ترابها أكثر من ربع قرن، عاني من بقي منهم علي قيد الحياة من التعذيب النفسي والجسدي ما لا تندمل جراحه.


طرد الـ 40 الف مغربي

الجزائر المظلومة تلك هي التي شحنت أكثر من أربعين ألف مغربي، ومغربي ـ جزائري، وجزائري فيه رائحة المغرب، في شاحنات بعد أن جردتهم من ممتلكاتهم، بل جردتهم حتي من حاجياتهم الانسانية الخاصة.

وقد استمعتُ أخيرا لشهاداتهم في برنامج علي القناة الثانية يحكون بتواتر وعفوية من مختلف الأعمار عن فظاعات تُدْمي الحس الانساني: آباء يُلتقطون من محلات عملهم، أو من أبواب منازلهم، وأطفال يُلتقَطون من أبواب المدارس ويشحنون كالأنعام الي حدود هي اسم علي مسمي. بل من أبشع ما سمعت الفصلُ بين أفراد العائلة الواحدة وادخال كل واحد من مدخل بين أقصي الجنوب وأقصي الشمال. وسمعت أيضا أن المظلومة هذه أحضرت عشرات الشاحنات الي الحدود المغربية تنتظر الجزائريين الذين سيطردهم المغرب، فخاب التقدير وتغلبت الحكمة لدي الطرف الآخر، لم يطرد المغرب أحدا. مهما حكينا، نحن المغاربة، عن مساوئ نظامنا فاننا سعدنا بتبصره في عدم الانجرار الي المعاملة بالمثل في هذه القضية وما يماثلها من سلوكات جوارية مستفزة. لقد ظلمتم ضيوفَكم، يا سيادة الوزير، وأنتم تعلمون ما يعني ذلك. علي كل حال هذا سلوك اكتشفه الثوريون العرب فمارسوه هم وبعض الأفارقة دون غيرهم من سكان العالم، مارسوه خاصة في العراق وليبيا والجزائر، هل هذه مجرد مصادفة؟

ان حديثكم، ياسيدي، عن الظلم يذكرني بقول الشاعر الشيعي مخاطبا ابن الزبير:
تُخَبِّر من لاقيْتَ أنكَ عائذٌ بلِ العائذُ المظلومُ في سجنِ عارم
وكان ابن الزبير قد سجن ابن الحنفية أحدَ أبناء علي بن أبي طالب في سجنِ عارم ، في حين يدعي هو أنه عائذ بالكعبة من ظلم بني أمية.

لحد الساعة لم يقنعني سكوت المغرب عن هذه المأساة الانسانية، ولحد الساعة لم أفهم لماذا لم يظهر بين مثقفي ومفكري وأحرار الجزائر من يستنكر هذا التصرف العدواني، ولحد الساعة لم أفهم لماذا لم يستلهم السينمائيون من الجانبين هذه المأساة، ليس الغرض من ذلك تحريك المواجع وتأجيج الأحقاد بل لمحاكمة مثل هذا السلوك حتي لا يتكرر مستقبلا.

الجزر المظلومة

أما اذا كان لا بد أن تكون هناك جزائرُ، أو جزرٌ مظلومة فهي بدون شك جزائر وجزر الشعب والمثقفين الذين لم يُستشاروا لا يوم صُنعت البوليزاريو، ولا يوم شردت ألاف الأسر المغربية الجزائرية، ولا يوم سُدتِ الحدود ومُزقت وحدة شعب متوحد في كل شيء. هذه مجرد نماذج، يا سيدي، من الجزائر المظلومة، ولذلك سميتها أيضا جُزُرا: جزيرة المثقفين، وجزيرة الفنانين، وجزيرة المقاولين الشرفاء، وجزيرة العلماء...الي أخر هذا الأرخبيل الذي تنعدم فيه الحدود بين المغاربة والجزائريين، لا يعترف لا بـ زوج بغال ولا بـ زوج حمير شرف الله قدركم، (ولمن لا يعرف فـ زوج بغال فهو اسم مَعبَر الحدود بين وجدة ووهران).
منذ سنة وجدتُ أحدَ الزملاء القدماء من الباحثين الوهرانيين عالقا في الرباط بعد نهاية الندوة التي شارك فيها، ينتظر الطائرة في الأسبوع المقبل حتي يتمكن من الرجوع الي وهران.
وقد كان الزملاء منذ حوالي عشرين سنة يركبون ســــياراتهم من وهران في الصباح ويكونون عندنا في فاس قبل أن يصل القادمون من مراكش، وكنا نفعل نفس الشيء في الاتجاه الآخر. وكان المهرجان الشعري لمدينة فاس يستقطب العديد من الأدباء والصحفيين الجزائريين.
ومنذ حوالي شهر وجدت مجموعة من الباحثين الجزائريين في مكتب رئيس قسم اللغة العربية بالرباط ساعين في توثيق أواصر التعاون العلمي، يكثفون اللحظة وكأنها المرة الأخيرة التي لن يجود الزمن بمثلها، وفي اللحظة نفسها أطلعني رئيس الشعبة علي مجموعة من رسائل الاستقبال الموجهة الي الطلبة الباحثين الجزائريين استجابة لرغبتهم في زيارة الجامعة المغربية. وكان سبب زيارتي للشعبة انجاز رسائل استقبال لطلبة عراقيين تعلقوا ببريدي الاليكتروني فأصبحت عالقا بقضيتهم. يشتكون هم الآخرون من العزلة والحصار في اطار الفوضي التي يعيشها العراق: اختلف المحاصِران (بالكسر) والضحيةُ المحاصَرُ واحد. نحن في الهم شرق وغرب. ومن الأكيد أن هناك باحثين وطلبة مغاربة يتحركون في الاتجاه الآخر ويلاقون نفس المعاناة. وفي هذا الأسبوع انعقد مؤتمر علمي عالمي ضخم للفزيائيين بمدينة مراكش، حضره أحد أبنائي، كان مشغولا بالحديث عن أعلام علماء الفيزياء الحرارية الذين حضروا من كل الأصقاع ولم أشعر الا وأنا أسأله: هل حضره باحثون جزائريون؟ فكان جوابه: بكثرة، ولعله قال: ستة من جامعة واحدة. وفي بريدي الالكتروني الآن عدد كبير من رسائل الطلبة الباحثين في الجزائر يسألون عن قضايا بلاغية، كما يسألون عن كيفية الحصول علي كتب البلاغة المؤلفة في المغرب. وأخيرا توصلت هذا الأسبوع بالاعلان التالي:
في ملتقي بالجزائر حول 26 رواية مغربية بعيون النقاد الجزائريين: الرواية المغربية من التأصيل الي التجريب
استمرارا لتقليد ثقافي مغاربي سنوي ، وبعد ملتقي الدار البيضاء في تشرين الثاني (نوفمبر) من سنة 2007 حول الرواية الجزائرية: الذات والتاريخ والحلم والذي عقده مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بالدار البيضاء بالتنسيق مع رابطة أهل القلم بالجزائر.. يعود الملتقي للالتئام في دورته الرابعة بمدينة سطيف الجزائرية ، من تنظيم رابطة أهل القلم ومديرية الثقافة بسطيف وبالتنسيق مع مختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء في محور: الرواية المغربية من التأصيل الي التجريب وذلك من 16 الي 18 حزيران (يونيو) 2008 .
هذه، ياسيدي، بعض الجزر الجزائرية (والمغربية أيضا) المظلومة. فمتي نخرج من حكم زلة لسانك؟ نحن نفهم أنك تريد أن تقول: لن تظل الحدود مسدودة الي الأبد . لكن مالنا ولحديث الأبد هذا، ان أعمارنا قصيرة، ومصائر الشعوب لا تتحمل الانتظار غير المجدي. فهل ترون من العدل أن نحكم علي الأجيال الصاعدة بالانتظار حتي ينسحب آخر جندي من جنود الأحقاد القديمة؟
فاتقوا الله في هذا الشعب المغربي الجزائري، الجزائري المغربي، ودعوه يتواصل ويتفاعل من أجل مستقبل تضمحل فيه الحدود من تلقاء نفسها، وبدون حساسيات. خذوا العبرة من دول الشمال واعطوا من أنفسكم ما تطلبونه منها. واذا كانت في نفوسكم غضاضة فانظروا الي حال فرنسا وألمانيا.
لا فائدة من استمرار المراهنة القديمة علي نضج فاكهة المغرب بالحصار لتسقط من تلقاء نفسها، انه التاريخ. لقد سددتم الحدود فقطعتم أوصال أسر عاشت طوال التاريخ متحركة عبر حدود لم تكن تراها. وكل ما أنتجه هذا الوضع هو تطوير أساليب التهريب وشتي أنواع الجرائم. ليس مأساة أن نعيش بجانبكم وأن تعيشوا بجانبنا، هذا قدرنا وقدركم.

ہ أكاديمي من المغرب

عاشقة الفردوس
06-30-2008, 03:26 PM
اضن ان موضوعك مبني على الكذب و النفاق من اول سطر الى اخره


نعم الجزائر مع تحرير الصحراء الغربية من المحتل المغربي الذي اصبح


يعذب و يشرد و يخطف ابناء الصحراء الاحرار متجاوزاا كل الاعراف الدولية


نعم الجزائر تريد تحقيق حرية الشعوب و تقرير مصيرها بيدها دون فرض


ضغوطات عليها و دون سياسة السجان الذي تمارسه المغرب ضد شعبااا


ارد الحرية و لن يسكت حتى يكسبها و الجزائر من وراءه ان شاء الله

و وراء كل شعب له حق

اما عن الحدود فلتعلم ان الجزائر لم تستفد من شيء طوال فتح حدودها مع المغرب

سوى استراد المخدرات التي تتقن تصديرها المغرب وهذا دون الحديث عن غلق الحدود

التي قامت به المرغب بطريقة منفردة و طرد الجزائريين من المغرب

فلاداعي لتتلاعبو بمشاعر الشعوب و تضهرون بمضهر الدولة التي تريد بناء مغرب عربي موحد

فقرار فتح الحدود لا يؤخذ بنفراد بل بعد تشاور و اتفاق

فقرار المتخد من طرف المغرب بغلق الحدود بطريقة انفرادية لا يمكن فتحه بقرار مغربي

فللجزائر كرامتها و للجزائر نضامها الذي يعمل على الرد با المثل

الان الجزائر ترفض ان تفتح و تغلق الحدود بطريقة تشبه لعب الاطفال

و لتعلم ان الحدود المغربية الجزائرية لا علاقة لها مع قضية الصحراء الغربية

الان الجزائر اكبر من هذه المساومات