yasmeen
06-18-2008, 06:09 AM
الخبر الجزائرية
أكثـر من أربعة آلاف طبيب هجروا الجزائر في السنوات الأخيرة
بشار- ع. موساوي
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، ردا على سؤال حول موضوع التشيع بالجزائر، أن ما تروّجه بعض المواقع عن وجود آلاف من الجزائريين تشيّعوا في السنوات الأخيرة، هي نسب عارية عن الصحة ومجرد شائعات.
موازاة مع نفيه وجود للتشيّع بالجزائر، أوضح الوزير بأن من يقف وراء هذه المواقع ''هم أناس ذوي توجّه سياسي يريدون تشكيل معارضة سياسية عن طريق الدين''، إلا أنه تراجع عن وصفها بمعارضة سياسية واعتبرها مجرد ''مواقع طائفية تريد خلق طوائف بالجزائر''.
وحول موضوع الحج لهذه السنة، كشف أنه سيتم خلال الأسبوع القادم، الإعلان عن التكاليف الحقيقية، في اجتماع مجلس وزاري مشترك لبحث كل النقاط العالقة بموضوع الحج. كما ذكر أن وزارته اعتمدت 16 وكالة على المستوى الوطني وفق دفتر شروط ومقاييس تضمن، حسبه، صحة وراحة الحجاج. واعتبر أن ما أثير السنة الماضية حول معاناة الحجاج، كان نتيجة حملة إعلامية قام بها صحفيون لم تكن لهم دراية مسبقة عن مناسك الحج.
من جانب اخر تشير الإحصائيات الموجودة لدى عمادة الأطباء إلى النزيف الخطير الذي عرفته هذه المهنة، في السنوات القليلة الماضية، حيث تحصي وجود أكثـر من أربعة آلاف طبيب جزائري بارعين في مختلف التخصصات الجراحية والعلاجية يزاولون نشاطهم في أكبر المستشفيات بالعالم، ثلاثة آلاف طبيب منهم تستغل خدماتهم فرنسا لوحدها.
وصلت مؤخرا هجرة الأدمغة في أوساط الأسرة الطبية إلى الخانة الحمراء دون أن تحرك السلطات الوصية ساكنا، رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الدولة جراء استمرار الظاهرة، باعتبار أن الجزائر صرفت ملايير الدينارات من أجل تكوين هذه الكفاءات الطبية العالية لتقدمهم هدية على طبق من ذهب لمختلف البلدان الأخرى، بعد أن ضاقت السبل على هؤلاء الأطباء الذين هجروا في مجملهم بغرض تحسين مستواهم الاجتماعي، بفعل الامتيازات المادية التي تمنحها لهم المستشفيات الأجنبية نظير خبرتهم وكفاءتهم العاليتين. وحسب الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب، فإن ''العديد من الحالات المرضية التي تم تسفيرها للعلاج في الخارج في إطار التكفل الطبي، خضعت لعمليات وتدخلات جراحية بإشراف من جزائريين غادروا الوطن في العشرية الأخيرة لأسباب متعددة، الأمر الذي يوضح حجم الخسارة التي تتكبدها الدولة نتيجة تفويتها فرصة استغلال هذه الإطارات بسبب الإستراتيجية العقيمة التي يسير بها قطاع الصحة''.
ومرد هذا النزيف الذي طال الأدمغة الطبية، حسب المتحدث، مجموعة من الأسباب، ''يتقدمها غياب أو انعدام التحفيزات والامتيازات الاجتماعية مقارنة بما يمكن أن يدره عليهم نشاطهم في الوجهات التي هاجروا إليها، فضلا عن انعدام تطور المسار المهني في المؤسسات الاستشفائية المحلية''.
مبديا استغرابه من ''سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل أصحاب القرار، إذ كيف يعقل أن نلجأ إلى التعاقد مع أطباء أجانب للاستفادة من خدماتهم وبأموال ضخمة على غرار الكوبيين، البلجيكيين، والبولونيين وغيرهم من الأجناس الأخرى، في الوقت الذي يوجد عندنا مخزون هائل من الأطباء الجزائريين الماهرين في تخصصاتهم مشتتين في مناطق متعددة بالعالم''.
وتوجد أكبر نسبة من الأطباء في فرنسا بفعل عامل اللغة. في حين تتوزع البقية على بلدان أخرى مثل سويسرا، إنجلترا، بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية. وحذّر الدكتور بقاط من عواقب استمرار هذه الظاهرة على المنظومة الصحية، مؤكدا بأن الحل يكمن في تشجيع هؤلاء الأطباء على العودة تدريجيا للبلاد للاستفادة من خدماتهم ولو عن طريق فترات متقطعة، ''حيث ينبغي على السلطات المركزية أن تنظم تجمعات مع هذه الكفاءات للاستماع إلى انشغالاتها ومطالبها الشرعية وستجد نفسها ناجحة على جميع الأصعدة، لأن معظم هؤلاء الأطباء لهم استعداد لتقديم خدمات علاجية في الجزائر بنصف ما يتقاضاه الأجانب، مبديا استعداد المجلس لفتح مفاوضات مع الأطباء المهاجرين لإقناعهم في حال توفر الإرادة السياسية لذلك''.
أكثـر من أربعة آلاف طبيب هجروا الجزائر في السنوات الأخيرة
بشار- ع. موساوي
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، ردا على سؤال حول موضوع التشيع بالجزائر، أن ما تروّجه بعض المواقع عن وجود آلاف من الجزائريين تشيّعوا في السنوات الأخيرة، هي نسب عارية عن الصحة ومجرد شائعات.
موازاة مع نفيه وجود للتشيّع بالجزائر، أوضح الوزير بأن من يقف وراء هذه المواقع ''هم أناس ذوي توجّه سياسي يريدون تشكيل معارضة سياسية عن طريق الدين''، إلا أنه تراجع عن وصفها بمعارضة سياسية واعتبرها مجرد ''مواقع طائفية تريد خلق طوائف بالجزائر''.
وحول موضوع الحج لهذه السنة، كشف أنه سيتم خلال الأسبوع القادم، الإعلان عن التكاليف الحقيقية، في اجتماع مجلس وزاري مشترك لبحث كل النقاط العالقة بموضوع الحج. كما ذكر أن وزارته اعتمدت 16 وكالة على المستوى الوطني وفق دفتر شروط ومقاييس تضمن، حسبه، صحة وراحة الحجاج. واعتبر أن ما أثير السنة الماضية حول معاناة الحجاج، كان نتيجة حملة إعلامية قام بها صحفيون لم تكن لهم دراية مسبقة عن مناسك الحج.
من جانب اخر تشير الإحصائيات الموجودة لدى عمادة الأطباء إلى النزيف الخطير الذي عرفته هذه المهنة، في السنوات القليلة الماضية، حيث تحصي وجود أكثـر من أربعة آلاف طبيب جزائري بارعين في مختلف التخصصات الجراحية والعلاجية يزاولون نشاطهم في أكبر المستشفيات بالعالم، ثلاثة آلاف طبيب منهم تستغل خدماتهم فرنسا لوحدها.
وصلت مؤخرا هجرة الأدمغة في أوساط الأسرة الطبية إلى الخانة الحمراء دون أن تحرك السلطات الوصية ساكنا، رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الدولة جراء استمرار الظاهرة، باعتبار أن الجزائر صرفت ملايير الدينارات من أجل تكوين هذه الكفاءات الطبية العالية لتقدمهم هدية على طبق من ذهب لمختلف البلدان الأخرى، بعد أن ضاقت السبل على هؤلاء الأطباء الذين هجروا في مجملهم بغرض تحسين مستواهم الاجتماعي، بفعل الامتيازات المادية التي تمنحها لهم المستشفيات الأجنبية نظير خبرتهم وكفاءتهم العاليتين. وحسب الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب، فإن ''العديد من الحالات المرضية التي تم تسفيرها للعلاج في الخارج في إطار التكفل الطبي، خضعت لعمليات وتدخلات جراحية بإشراف من جزائريين غادروا الوطن في العشرية الأخيرة لأسباب متعددة، الأمر الذي يوضح حجم الخسارة التي تتكبدها الدولة نتيجة تفويتها فرصة استغلال هذه الإطارات بسبب الإستراتيجية العقيمة التي يسير بها قطاع الصحة''.
ومرد هذا النزيف الذي طال الأدمغة الطبية، حسب المتحدث، مجموعة من الأسباب، ''يتقدمها غياب أو انعدام التحفيزات والامتيازات الاجتماعية مقارنة بما يمكن أن يدره عليهم نشاطهم في الوجهات التي هاجروا إليها، فضلا عن انعدام تطور المسار المهني في المؤسسات الاستشفائية المحلية''.
مبديا استغرابه من ''سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل أصحاب القرار، إذ كيف يعقل أن نلجأ إلى التعاقد مع أطباء أجانب للاستفادة من خدماتهم وبأموال ضخمة على غرار الكوبيين، البلجيكيين، والبولونيين وغيرهم من الأجناس الأخرى، في الوقت الذي يوجد عندنا مخزون هائل من الأطباء الجزائريين الماهرين في تخصصاتهم مشتتين في مناطق متعددة بالعالم''.
وتوجد أكبر نسبة من الأطباء في فرنسا بفعل عامل اللغة. في حين تتوزع البقية على بلدان أخرى مثل سويسرا، إنجلترا، بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية. وحذّر الدكتور بقاط من عواقب استمرار هذه الظاهرة على المنظومة الصحية، مؤكدا بأن الحل يكمن في تشجيع هؤلاء الأطباء على العودة تدريجيا للبلاد للاستفادة من خدماتهم ولو عن طريق فترات متقطعة، ''حيث ينبغي على السلطات المركزية أن تنظم تجمعات مع هذه الكفاءات للاستماع إلى انشغالاتها ومطالبها الشرعية وستجد نفسها ناجحة على جميع الأصعدة، لأن معظم هؤلاء الأطباء لهم استعداد لتقديم خدمات علاجية في الجزائر بنصف ما يتقاضاه الأجانب، مبديا استعداد المجلس لفتح مفاوضات مع الأطباء المهاجرين لإقناعهم في حال توفر الإرادة السياسية لذلك''.