المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 10 الآف طلب زمالة واللغة عقبة رئيسة... الطموح العلمي يتحدى العوائق في العراق



جمال
06-16-2008, 11:51 PM
بغداد - خلود العامري الحياة - 16/06/08//

فوجئت وزارة التعليم العالي العراقية قبل أيام بعدد الفتيات المتقدمات لإكمال دراساتهن العليا (الماجستير والدكتوراه) في الخارج بعدما وردت أكثر من عشرة آلاف زمالة من اندونيسيا والهند ودول اخرى إلى العراق.

الاعداد التي وصلت إلى الوزارة كشفت عن وجود تنافس كبير بين الشباب على إكمال دراستهم خارج البلاد مثلما كشفت عن تزايد إقبال الفتيات في العراق على الانفتاح العلمي والرغبة في الحصول على شهادات علمية من جامعات معروفة.

فالانفتاح الذي شهدته البلاد خلال السنوات الأخيرة في جميع المجالات، انعكس بدوره على التعليم وباتت الدراسة في الخارج حلماً يراود الكثيرين ويسعون إلى تحقيقه على رغم المعوقات.

ميساء علي صقر (31 سنة) واحدة من عشرات الشابات العراقيات اللواتي يطمحن في إكمال دراستهن خارج العراق، سعت إلى الحصول على زمالة دراسية من الهند، لكن عدم إتقانها اللغة كان حاجزاً كبيراً امام طموحها هذا، فاضطرت إلى تأجيل الموضوع عاما سنة كاملة حسّنت خلاله لغتها الثانية (الانكليزية) وحصلت على شهادة كفاءة فيها تؤهلها للحصول على الزمالة .

ميساء تقول إن عدم إتقان الشباب للغة الثانية بات واحداً من اكبر الحواجز التي يعاني منها الشباب العراقيون لإكمال دراستهم خارج البلاد، فضلاً عن اقتصار بعض الزمالات على الشباب من موظفي الدولة حصراً وتفضيلهم على أقرانهم من العاملين في القطاع الخاص.

ويرى الطالب ياسين العبيدي أن الإقبال المتزايد للشباب على إكمال دراستهم خارج البلاد يعود إلى رغبتهم في الحصول على شهادات دولية تؤهلهم للحصول على وظائف رصينة سواء كانت تلك الوظائف في مؤسسات الدولة أم في القطاع الخاص.

ويعترف بوجود إقبال مماثل من الجنسين على الزمالات والبعثات الدراسية الأجنبية، لكنه يرى أن قوانين التعليم العالي في العراق منحت الفتيات مقاعد اقل من الشباب خوفاً من عدم عودتهن إلى البلاد بعد إكمال الدراسة.

ويقول إن الإجراءات المعقدة التي تتبعها الوزارة أدت إلى حرمان الكثيرين فرصة ثمينة لإكمال دراستهم لا سيما في ما يتعلق بالشروط الجزائية والتعهدات التي يتم التوقيع عليها قبل السفر.

ويقول عبد الرضا أسعد (27 سنة) إن هذه الإجراءات لن تعيد الطالب إلى بلاده وان الكثيرين من زملائه أصروا على البقاء في البلدان التي درسوا فيها وطلبوا من ذويهم وعائلاتهم تسديد مبالغ الكفالة المترتبة في ذمتهم للكفلاء.

أما إخلاص علي محسن (34 سنة) فتصف البعثة الدراسية بأنها فرصة لا تعوض وتقول انها حصلت على بعثة دراسية من أميركا واضطرت إلى التخلي عنها لاحقاً بعدما رفضت السفارة طلبها بمرافقة طفلها الرضيع لها.

وتقول إن غالبية السفارات تكبل الطالب بإجراءات صعبة فضلاً عن الإجراءات التي تتبعها وزارة التعليم العالي ضماناً لعودة الطالب إلى البلاد بعد إكماله دراسته.

ويرجع باسل الخطيب، مدير الإعلام في وزارة التعليم العالي، تشديد الإجراءات على الطلبة الذين يتم اختيارهم لإكمال دراستهم خارج البلاد إلى المشكلات التي وقعت فيها الوزارة خلال السنوات الماضية نتيجة رفض الكثيرين منهم العودة الى البلاد بعد إكمال دراستهم وتفضيلهم البقاء في تلك البلدان أو طلب اللجوء في بلدان أخرى.

ويضيف إن مئات الطلبة الذين حصلوا على الزمالات الدراسية رفضوا العودة لاحقاً وان الكفالة التي تضعها الوزارة والتي تصل إلى ثلاثة ملايين دولار قبل سفر الطلبة هي الضمان الوحيد لعودتهم لاحقاً لا سيما وأن الوزارة اشترطت أن يكون الكفيل موظفاً في الدولة.