لمياء
06-16-2008, 11:21 AM
الجريدة تنشر أسرار إعدام المالكي لأقوى رجال إيران في البصرة
يوسف موسوي اغتال العشرات من بينهم وكلاء للسيستاني
الجعفري غض النظر عن الجرائم لضمان التحالف السياسي
إيمان حسين
تنشر «الجريدة» أسرار إعدام السلطات العراقية زعيم حزب «ثأر الله» يوسف سناوي موسوي المرتبط بإيران، مع توضيح خلفيات وتفاصيل ما ارتكبه الأخير من جرائم ضد الكفاءات العراقية وعلماء الدين، ومنهم وكلاء للسيستاني، فضلا عن علاقته برئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري.
كشف مصدر أمني مطلع لـ«الجريدة» أن السلطات الأمنية العراقية بدأت بإجراءات تمهيدية تخفف من «الحرج» الذي أصابها بعد قيامها يوم السابع عشر من أبريل الماضي بإعدام أحد أقوى رجال المخابرات الإيرانية في البصرة زعيم حزب «ثأر الله» يوسف سناوي موسوي، الذي تحول من تسمية «حركة ثأر الله» الى «حزب ثأر الله» عام 2004، وهي إحدى ثلاث حركات ضختها إيران للسيطرة على البصرة في أعقاب سقوط النظام السابق، والحركتان الأخريان هما حركة «سيد الشهداء» ويرأسها عضو البرلمان العراقي عن قائمة «الائتلاف الموحد» داغر جاسم كاظم موسوي، وحركة «بقية الله» أو «أسود العراق» وهي تشكيل وهمي لم تتحدد قياداته، لكنه مرتبط بالحركتين الأخريين.
وحسب المصدر، فإن أول مواجهة من جانب رئيس الوزراء نوري المالكي لإيران كانت عملية إعدام يوسف موسوي، وهو رجل إيران المتنفذ في البصرة ومينائها، كما في مجلس محافظتها.
محاصرة المالكي
وقبيل انطلاق عملية «صولة الفرسان» الذي نفذها المالكي ضد الجماعات المسلحة في البصرة في أبريل الماضي، قامت عناصر «ثأر الله» بمحاصرة الأخير في مقر إدارة عمليات البصرة في القصر الرئاسي السابق لصدام حسين قبل ان تصل المروحيات الأميركية التي فكت الحصار عنه ونقلته الى بغداد، حسب ما أعلن في حينه السفير الأميركي في العراق ريان كروكر.
وقال المصدر المطلع، إن المالكي «وجد نفسه محرجاً أمام عدد من حلفائه داخل العراق، بعد إعدام يوسف سناوي موسوي، وكذلك أمام بعض حلفائه في إيران، لأنه لم يعلن تبريرات واضحة عن سبب إعدام احد أبرز حلفاء الأمس، والجزء القوي من الائتلاف الموحد داخل البصرة، ولم يتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أدت به الى تكليف مستشاره أبو مجاهد كاطع الكرعاوي للإشراف على التحقيق السريع والإعدام».
وأشار المصدر الى انه «في ضوء ذلك، أعلنت السلطات الأمنية أنها فجرت صباح الرابع من شهر مايو الماضي 2008 حسينية حزب ثأر الله بعد العثور بداخلها على أسلحة، في حين أن الحسينية تم مداهمتها والسيطرة عليها قبل ثلاثة أسابيع من ذلك التاريخ بدعم من القوات الأميركية الخاصة».
وتقع الحسينية المذكورة، وهي مركز معروف باستخدامه مركزاً لـ«اعتقال وتعذيب أهالي البصرة العرب الأصليين الرافضين للوجود الإيراني فيها»، مقابل مستشفى الفيحاء العام في المدينة ويحرسه عناصر حزب «ثأر الله» الذين يرتدون عادة زي الشرطة والقوات الخاصة للجيش الرسمي، ويستخدمون سيارات من دون أرقام وحديثة جداً.
أسلحة الجيش السابق
وأوضح المصدر الأمني أنه «كان المقر الرئيسي لحزب الموسوي الواقع قرب بريد منطقة الأندلس يحتوي على أسلحة ثقيلة، وكانت تعلم به جميع القوى السياسية في العراق، إذ انه مجهز بمدافع 57 لمقاومة الطائرات، تم الاستيلاء عليها من مقر الفيلق الثالث للجيش العراقي السابق في البصرة بعد سقوط النظام البائد مباشرة، وكذلك راجمات صواريخ كاتيوشا متوسطة المدى».
يُذكر أن حزب «ثأر الله» استخدم أسلحته الثقيلة قبل سنتين في اشتباكاته مع ما يسمى «قوات الإسناد» «المكونة من الأحزاب الحاكمة التي دعمت حكومة ابراهيم الجعفري آنذاك، وقتل فيها أحد أشقاء موسوي.
التحالف مع الجعفري
وكشف المصدر أن المالكي قرر إنهاء نفوذ يوسف موسوي العثور على، اثر اعتقاله مع أشقائه الثلاثة، على وثائق تؤيد عقده تحالفا أساسيا مع غريمه ابراهيم الجعفري أثناء زيارة الأخير الى البصرة في سبتمبر 2005.
وفي التفاصيل، انه وردت الى الجعفري تقارير أمنية عن عمليات اغتيالات نفذها موسوي ضد الكفاءات والأطباء والمهندسين وعلماء الدين من جميع الطوائف في البصرة، إلا ان الجعفري لم يحرك ساكنا تجاهها بل اتخذها ورقة لمساومة موسوي على ضمان تحالف سياسي قوي له في البصرة من خلال المنظمة الاستخبارية التصفوية التي يرأسها زعيم «ثأر الله».
وأشار المصدر المطلع الى أن موسوي هاجم الجعفري لتخليه عنه.
واعترف موسوي الذي عرضت عليه تسجيلات فيديو عثر عليها في مقره، أنه قام بتنفيذ 142 عملية اغتيال ومهمة أمنية خاصة. وظهر من خلال التحقيق أن ثلاثة من وكلاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في البصرة أمر موسوي باغتيالهم، وصور عمليات اغتيالهم أيضا، كما اعترف بأن نسخة من الوثائق المصورة كانت ترسل فورا الى جهاز المخابرات الإيرانية «إطلاعات»، لكنه كان لا يثق بها ويحتفظ بنسخ لديه لم يكن يعلم أنها سوف تستخدم كأدلة سريعة ضده لإعدامه.
دعم إيراني
وأكد المصدر أن موسوي تمكن بدعم وضغوط إيرانية واضحة في البصرة من فرض تنظيمه السري المكون من 32 عنصرا متدربا داخل إيران، في تشكيل منفصل عن معسكرات «فيلق بدر» وخاضع لجهاز «إطلاعات» تحديدا وليس «الحرس الثوري».
وتحول الى حزب سياسي ودخل ما يعرف بـ«المجلس الخماسي الشيعي» الذي ضم «المجلس الأعلى الإسلامي» و «فيلق بدر» وحركة «سيد الشهداء» ومؤسسة «شهيد المحراب» الذي يرأسها عمار عبدالعزيز الحكيم، وأصبح موسوي بفعل ذلك عضوا احتياطيا في مجلس محافظة البصرة عام 2005 عن القائمة الإسلامية الشيعية، ثم عضوا أصيلا متنفذا، إذ حصل على مناصب أساسية في ميناء خور الزبير، وفرض أحد عناصره وهو سالم جبار المرتبط مباشرة بـ«إطلاعات» مديرا للملاحة في ميناء البصرة الى جانب مواقع مهمة تتيح له تهريب النفط عبر خور الزبير.
وجدير بالذكر أن يوسف موسوي هو هارب سابق من خدمة العلم، وكان يسكن منطقة الأبلة شمالي البصرة، ولاحقته الأجهزة الأمنية للنظام السابق في مارس 1991، إذ ثبت اشتراكه بعمليات نهب وقتل أثناء الانتفاضة الشعبانية.
يوسف موسوي اغتال العشرات من بينهم وكلاء للسيستاني
الجعفري غض النظر عن الجرائم لضمان التحالف السياسي
إيمان حسين
تنشر «الجريدة» أسرار إعدام السلطات العراقية زعيم حزب «ثأر الله» يوسف سناوي موسوي المرتبط بإيران، مع توضيح خلفيات وتفاصيل ما ارتكبه الأخير من جرائم ضد الكفاءات العراقية وعلماء الدين، ومنهم وكلاء للسيستاني، فضلا عن علاقته برئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري.
كشف مصدر أمني مطلع لـ«الجريدة» أن السلطات الأمنية العراقية بدأت بإجراءات تمهيدية تخفف من «الحرج» الذي أصابها بعد قيامها يوم السابع عشر من أبريل الماضي بإعدام أحد أقوى رجال المخابرات الإيرانية في البصرة زعيم حزب «ثأر الله» يوسف سناوي موسوي، الذي تحول من تسمية «حركة ثأر الله» الى «حزب ثأر الله» عام 2004، وهي إحدى ثلاث حركات ضختها إيران للسيطرة على البصرة في أعقاب سقوط النظام السابق، والحركتان الأخريان هما حركة «سيد الشهداء» ويرأسها عضو البرلمان العراقي عن قائمة «الائتلاف الموحد» داغر جاسم كاظم موسوي، وحركة «بقية الله» أو «أسود العراق» وهي تشكيل وهمي لم تتحدد قياداته، لكنه مرتبط بالحركتين الأخريين.
وحسب المصدر، فإن أول مواجهة من جانب رئيس الوزراء نوري المالكي لإيران كانت عملية إعدام يوسف موسوي، وهو رجل إيران المتنفذ في البصرة ومينائها، كما في مجلس محافظتها.
محاصرة المالكي
وقبيل انطلاق عملية «صولة الفرسان» الذي نفذها المالكي ضد الجماعات المسلحة في البصرة في أبريل الماضي، قامت عناصر «ثأر الله» بمحاصرة الأخير في مقر إدارة عمليات البصرة في القصر الرئاسي السابق لصدام حسين قبل ان تصل المروحيات الأميركية التي فكت الحصار عنه ونقلته الى بغداد، حسب ما أعلن في حينه السفير الأميركي في العراق ريان كروكر.
وقال المصدر المطلع، إن المالكي «وجد نفسه محرجاً أمام عدد من حلفائه داخل العراق، بعد إعدام يوسف سناوي موسوي، وكذلك أمام بعض حلفائه في إيران، لأنه لم يعلن تبريرات واضحة عن سبب إعدام احد أبرز حلفاء الأمس، والجزء القوي من الائتلاف الموحد داخل البصرة، ولم يتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أدت به الى تكليف مستشاره أبو مجاهد كاطع الكرعاوي للإشراف على التحقيق السريع والإعدام».
وأشار المصدر الى انه «في ضوء ذلك، أعلنت السلطات الأمنية أنها فجرت صباح الرابع من شهر مايو الماضي 2008 حسينية حزب ثأر الله بعد العثور بداخلها على أسلحة، في حين أن الحسينية تم مداهمتها والسيطرة عليها قبل ثلاثة أسابيع من ذلك التاريخ بدعم من القوات الأميركية الخاصة».
وتقع الحسينية المذكورة، وهي مركز معروف باستخدامه مركزاً لـ«اعتقال وتعذيب أهالي البصرة العرب الأصليين الرافضين للوجود الإيراني فيها»، مقابل مستشفى الفيحاء العام في المدينة ويحرسه عناصر حزب «ثأر الله» الذين يرتدون عادة زي الشرطة والقوات الخاصة للجيش الرسمي، ويستخدمون سيارات من دون أرقام وحديثة جداً.
أسلحة الجيش السابق
وأوضح المصدر الأمني أنه «كان المقر الرئيسي لحزب الموسوي الواقع قرب بريد منطقة الأندلس يحتوي على أسلحة ثقيلة، وكانت تعلم به جميع القوى السياسية في العراق، إذ انه مجهز بمدافع 57 لمقاومة الطائرات، تم الاستيلاء عليها من مقر الفيلق الثالث للجيش العراقي السابق في البصرة بعد سقوط النظام البائد مباشرة، وكذلك راجمات صواريخ كاتيوشا متوسطة المدى».
يُذكر أن حزب «ثأر الله» استخدم أسلحته الثقيلة قبل سنتين في اشتباكاته مع ما يسمى «قوات الإسناد» «المكونة من الأحزاب الحاكمة التي دعمت حكومة ابراهيم الجعفري آنذاك، وقتل فيها أحد أشقاء موسوي.
التحالف مع الجعفري
وكشف المصدر أن المالكي قرر إنهاء نفوذ يوسف موسوي العثور على، اثر اعتقاله مع أشقائه الثلاثة، على وثائق تؤيد عقده تحالفا أساسيا مع غريمه ابراهيم الجعفري أثناء زيارة الأخير الى البصرة في سبتمبر 2005.
وفي التفاصيل، انه وردت الى الجعفري تقارير أمنية عن عمليات اغتيالات نفذها موسوي ضد الكفاءات والأطباء والمهندسين وعلماء الدين من جميع الطوائف في البصرة، إلا ان الجعفري لم يحرك ساكنا تجاهها بل اتخذها ورقة لمساومة موسوي على ضمان تحالف سياسي قوي له في البصرة من خلال المنظمة الاستخبارية التصفوية التي يرأسها زعيم «ثأر الله».
وأشار المصدر المطلع الى أن موسوي هاجم الجعفري لتخليه عنه.
واعترف موسوي الذي عرضت عليه تسجيلات فيديو عثر عليها في مقره، أنه قام بتنفيذ 142 عملية اغتيال ومهمة أمنية خاصة. وظهر من خلال التحقيق أن ثلاثة من وكلاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في البصرة أمر موسوي باغتيالهم، وصور عمليات اغتيالهم أيضا، كما اعترف بأن نسخة من الوثائق المصورة كانت ترسل فورا الى جهاز المخابرات الإيرانية «إطلاعات»، لكنه كان لا يثق بها ويحتفظ بنسخ لديه لم يكن يعلم أنها سوف تستخدم كأدلة سريعة ضده لإعدامه.
دعم إيراني
وأكد المصدر أن موسوي تمكن بدعم وضغوط إيرانية واضحة في البصرة من فرض تنظيمه السري المكون من 32 عنصرا متدربا داخل إيران، في تشكيل منفصل عن معسكرات «فيلق بدر» وخاضع لجهاز «إطلاعات» تحديدا وليس «الحرس الثوري».
وتحول الى حزب سياسي ودخل ما يعرف بـ«المجلس الخماسي الشيعي» الذي ضم «المجلس الأعلى الإسلامي» و «فيلق بدر» وحركة «سيد الشهداء» ومؤسسة «شهيد المحراب» الذي يرأسها عمار عبدالعزيز الحكيم، وأصبح موسوي بفعل ذلك عضوا احتياطيا في مجلس محافظة البصرة عام 2005 عن القائمة الإسلامية الشيعية، ثم عضوا أصيلا متنفذا، إذ حصل على مناصب أساسية في ميناء خور الزبير، وفرض أحد عناصره وهو سالم جبار المرتبط مباشرة بـ«إطلاعات» مديرا للملاحة في ميناء البصرة الى جانب مواقع مهمة تتيح له تهريب النفط عبر خور الزبير.
وجدير بالذكر أن يوسف موسوي هو هارب سابق من خدمة العلم، وكان يسكن منطقة الأبلة شمالي البصرة، ولاحقته الأجهزة الأمنية للنظام السابق في مارس 1991، إذ ثبت اشتراكه بعمليات نهب وقتل أثناء الانتفاضة الشعبانية.