الفرزدق
06-15-2008, 10:35 PM
- الحرباء المتلونة ؟
يومياً تتعرض مدن العراق الجنوبية عموماً ومدينة الصدر ، على وجه الخصوص لقصف القوات الأمريكية المحتلة ، فتقتل وتدمر ، وتنشر الويل والثبور ، ولا تجد من ينبس ببنت شفة من مراجع آخر الزمان ، وأذكر إني كتبت في هذا الموضوع مقالاً ، أرى من المناسب نشره هنا ، وإليكم المقال :
( موت المرجعيات المزيفة )
الموت الذريع الذي تنثره الطائرات الأمريكية في كل مكان من مدينة الصدر ومدن العراق الأخرى يضع بين يدي المتأمل الحصيف قصة موت أخرى . هي هذه المرة قصة موت المرجعيات التي طالما خدعت الناس بمقولة إنها الحارس الأمين والحصن الحصين لحياة الناس ومصالحهم . وإذا كان الإعلان الرسمي لهذا الموت قد تأجل لأكثر من مرة لأسباب لا تنم عن حصافة في الرأي ، بل غالباً ما تشير إلى إشكالية الوعي الشيعي المعاصر التي تتفاعل فيها من جهة سياسة الاستخفاف التي تمارسها سلطة المرجعية ، وموت الإرادة أو الوعي المستسلم الذي يميز السواد الأعظم من الناس ، من جهة أخرى ، فإن مطارق الموت التي تقرع الوعي كل يوم وكل لحظة والتي يجد الإنسان نفسه عارياً مستوحداً بإزاء استحقاقاتها القاسية لاسيما بعد أن تخلت عنه المرجعيات بشكل مخزٍ ، بل بعد أن وقفت منه موقف الشماتة الوقحة وانحازت كلياً إلى عدوه الذي يقتله كل يوم ، هذا الواقع الجديد لابد أن يكون كفيلاً بكسر قوقعة الخرافة التي أسرته طويلاً .
وإذا كانت بعض الكلمات التي صدرت عن بعض القطاعات الشعبية – لاسيما في بيان عشائر مدينة الصدر – تمثل البشائر الأولى لهذا الوعي الجديد ، فإن ما ينبغي أن تحرص الجموع الشعبية عليه هو المضي بهذا الوعي إلى غاياته القصوى ، وأن تقطع كل الروابط التي قد تدفعها للالتفات إلى الوراء .
إن موقف المرجعيات وأذنابها الذي لم يكتف بخذلان الجماهير في أشد اللحظات حراجة ، بل ذهب بالخيانة إلى طرفها الأقصى المتمثل بالاصطفاف كلياً مع المحتلين القتلة ، وتبنى خطاباً يستعير مصطلحات المحتل من قبيل إلقاء اللائمة على رافضي المحتل وتسميتهم بالجرذان ، دون توجيه كلمة واحدة للمحتل نفسه ، بل إننا بتنا نسمع لغة تستعمل كلمات التكفير والوصم بالانحراف وإتّباع السامريين دون خجل أو مواربة ، هذا الموقف يدل بصورة لا تترك مجالاً لشك أو تردد على أن المرجعيات وأذنابها قد حسمت خياراتها مرة واحدة وإلى الأبد وألقت ببيضها كاملاً في سلة المحتل ، ولم تعد ترى في الشعب الذي استذلته وركبت ظهره سوى رقم لا قيمة له وكم مهمل ، بل إن من يستبطن موقفها يلمح فيه بوضوح كاف تلك الفكرة الشيطانية التي ترى الناس بلا ذاكرة حقيقية ، وترى أنهم مستعدون دائماً لتقبل الخداع والعودة إلى القفص القديم نفسه .
والحقيقة إن هذه المواقف الصريحة بل الوقحة - كما ينبغي - أن نصفها تشكل بمجملها وبطريقة ما قدراً سعيداً ! فهي لم تكتف بإماطة اللثام عن الوجوه التي لا تداري لؤمها كثيراً ، وإنما - وهذا هو الجديد - قد كشفت بوضوح سافر حقيقة تلك الوجوه المنافقة من قبيل الصرخي واليعقوبي والسيستاني والأسماء الأخرى في قائمة العمالة والنفاق . فالصرخي الذي تبجح فترة من الزمن بانتمائه الى حوزة السيد محمد الصدر ( رحمه الله ) على مستوى الشعار الإستخفافي قد أخرجت هذه الأزمة كل الأضغان التي ينطوي عليها .
فالفارس المزيف الذي ركب ظهور الناس باسم مرجعية السيد الصدر ربما استيقظ اليوم ووجد أن ريشاً كثيراً قد نبت على ظهره ، وأن وقت طيرانه المنفرد بعيداً عن السرب قد حان .
ولكنه للأسف الشديد - وهو أسف يعرفه الشرفاء لا الخونة - لم يجد مطاراً يجرب فيه ريشه غير طعن ما يفترض إنهم إخوة ، فشرع واتباعه بتوجيه سهام كلماتهم المسمومة الى الجيش التابع لمقتدى ناعتين إياه بالميليشا التي يجب أن تتخلى عن سلاحها لصالح القوة التي تفرض القانون كما يسمونها ، وهم يعلمون جيداً أن هذه القوة ليست سوى الإحتلال وحكومته - نعم حكومته - العميلة . ( انتهى المقال ) .
أقول لماذا لم نسمع من الصرخي بياناً كالبيان الآتي :-
بيــــان (12)
فلوجة الخير والمقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم .. انا لله وانا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نُعزي سيدنا وقائدنا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومولانا ومنقذنا قائم آل محمد وبقية الله تعالى في أرضه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بمصاب أهلنا وإخواننا وأحبائنا في فلوجة الخير والمقاومة والجهاد والصبر والإباء .
ان العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الاعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها .
والسلام على الفلوجة المقاومة أهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته وفرّج الله تعالى عنهم وعن المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب انه سميع الدعاء والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين .
الســـيد محمــود الحســني
الحوزة العلمية /كربلاء المقدسة/النجف الاشرف/صفر الانتفاضة/1425هـ
الحقيقة هي أن الصرخي لا اليوم ولا بالأمس كان يهمه أمر الوطن بشئ أبداً ، فما يهمه حقاً هو الإشارة الى ذاته وتمييز نفسه كصوت ينعق خارج السرب ، فإذا كان الجميع ( فقهاء وقوى سياسية ) قد داهنوا المحتل في مسألة الفلوجة وغيرها ، فإن من المناسب للصرخي أن يركب موجة الإعلام العربي المستنكر ليعلن عن نفسه بوصفه غراباً مختلفاً لا يشبه بقية الأغربة .
وإلا لو تأمل الصرخي قليلاً ، لو ملك زمام نفسه الجامحة المنفلتة عن كل عقال لأدرك أن معركة الفلوجة لم تكن معركة صبر وإباء ، بل معركة بين الظالمين .
ولا أدري والله ألا يستحق أهالي مدينة الصدر من الصرخي كلمات ( فقط كلمات ) من قبيل هذه الكلمات ((ان العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الاعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها )) . إن ما يستحقه ابناء مدينة الصدر وغيرها برأي الصرخي هو ما ورد في النقطة السادسة من بيانه المؤرخ في 11/صفر/1428هـ ، وكما يأتي : (( 6- نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ...نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والاسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها ...نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين السنة والشيعة, والعرب والكرد, والمسلمين والمسيحيين , والسياسيين وغيرهم , والداخلين في العملية السياسية وغيرهم ,.... وكلا وكلا وألف كلا للنفاق الأجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي الذي أضرّ و يضرّ بالعراق و شعبه وأغرقه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية ...
قال مولانا العلي القدير { وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ } القصص/80 .
و قال سبحانه وتعالى { وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ}غافر/47)) .
والحقيقة أن الصرخي في النقاط الأولى من بيانه المشار إليه أعلاه قد وصف نفسه وصفاً دقيقاً حيث قال :-
بيان رقم 26
أمن العراق...وفرض النظام
بسم الله الرحمن الرحيم
المرجع الديني الأعلى
سماحة السيد المولى الحسني (دام ظله) ما هو رأي سماحتكم بتكوين تكتلات و تشكيلات جديدة في البرلمان العراقي من ضمنها أحزاب دينية تدعمها مرجعيات وأحزاب سياسية اخرى بدعوى انقاذ الشعب العراقي من أزمته الحالية في حين أعلنت نفس هذه الأطراف سابقاً تأييدها ومباركتها للخطة الأمنية الجديدة{فرض القانون} والسعي من أجل انجاحها, فهل يتناسب اعلانهم لهذه التشكيلات الجديدة مع تأييدهم لخطة{فرض القانون}, أو هو حكم سابق بفشل الخطة الأمنية ومحاولة ايجاد الحلول البديلة ؟ ودمتم للعراق والعراقيين سنداً وذخراً
مجموعة من مقلديكم
3/صفر/1428
بسمه تعالى :يمكن القول:
1- اذا كانت السياسة سياسة الكذب والأفتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد تجد الخداع والكذب والأفتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب و مسلك يتناسب مع القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب والمسالك فيصرح أحدهم بشئ ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة أو الجهة بشئ آخر يخالف و يناقض أو ينافي التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع ...و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و لم يصرح بنقيض ذلك ...
2- نعم يا أعزائي علينا أن نلتفت لذلك ونشخصه وعلينا أن نتيقن أن الاخطر والأشد والأشر والأفتك في ذلك هو أن يكون ذلك الكذب و الأفتراء والنفاق تحت دعاوى وادعاءات تأمين شرعي وغطاء ديني .
3- ويزداد ويعظم ويتعمق الشر والفتك والخطر والدمار عندما يكون ذلك صادراً من شخص يمتلك العنوان الأجتماعي والديني كعنوان المجتهد أو المرجع و نحوها .
4- لكن العجب العجب العجب ...وكل العجب من الناس ...والعتب العتب العتب ...وكل العتب على الناس الذين يصدقون هؤلاء ويتبعونهم ...ألا يعلم الناس أن هذا التصرف يجسد حقيقة الاستخفاف والانتهاك لإنسانيتهم والاستصغار والاحتقار لنفوسهم وعقولهم وأفكارهم ...ألم يعلم هؤلاء أن فرعون استخف بقومه فأطاعوه ...فلماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون فيستخف بنا البعض ونطيعهم.. لماذا ...؟؟؟ قال مولانا العظيم { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } زخرف/54 .
5- لماذا لا نحرر ونتحرر من القيود والسجون والظُلَم الفكرية والنفسية ونخرج وننطلق إلى وفي نور الحق والهداية والصلاح والإصلاح وحب الوطن والإخلاص للشعب ...ونعمل ونقول ونقف للعراق و من أجله و فيه واليه...
6- نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ...نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والاسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها ...نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين السنة والشيعة, والعرب والكرد, والمسلمين والمسيحيين , والسياسيين وغيرهم , والداخلين في العملية السياسية وغيرهم ,.... وكلا وكلا وألف كلا للنفاق الأجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي الذي أضرّ و يضرّ بالعراق و شعبه وأغرقه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية ...
قال مولانا العلي القدير { وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ } القصص/80 .
و قال سبحانه وتعالى { وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ}غافر/47 .
السيــــد الحسني
11/صفر/1428هـ
ـــــــــ*ـــــــــــ*ــــــــــ*ــــــــــ*ــــــ ــ
الصرخي في الحقيقة يشكو من الداء نفسه الذي يعاني منه الآخرون ، ولكنه على قاعدة ( رمتني بدائها وانسلت ) يحاول رسم صورة مغايرة لمرجعيته ويحمل الآخرين وحدهم المرض المستفحل .
فهو يمارس سياسة ((سياسة الكذب والأفتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد تجد الخداع والكذب والأفتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب و مسلك يتناسب مع القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب والمسالك فيصرح أحدهم بشئ ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة أو الجهة بشئ آخر يخالف و يناقض أو ينافي التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع ...و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و لم يصرح بنقيض ذلك ...)) .
فحين كانت سطوة الدولة مأمونة بسبب ضعفها أصدر الصرخي بيان الفلوجة آنف الذكر ، ولكنه حين اشتدت سطوتها ، صار يصدر بيانات من قبيل البيان الآتي :-
بيان رقم (29)
فاجعة شعبانية كربلاء
الى كربلاء... وفي كربلاء ... في اقدس مكان... و في افضل ليلة بعد ليلة القدر... وعند ولادة اشرف الخلق بعد الرسول الأعظم وآله الأطهار ...وفي حالة حضور ملايين الاجساد الطاهرة والأرواح المقدسة والنفوس العلوية للأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين......
وفجأة وليس بمفاجأة ان ينقلب ذلك الفرح والسرور والامل الى خصام وصراع وتخريب وقتال وسفك دماء وزهق أرواح وحزن وألم واكتئاب ........
وبعد كل ذلك ومهما تعددت واختلفت الاسباب فلابد من القول والنداء بصوت صادح واضح مبين ان كل الاسباب ترجع الى سبب وأصل رئيس وأساس : هو المسلمون والإسلاميون وليس الإسلام , هو الرموز والمراجع الدينية وليست مرجعية الاسلام....
فنحن الرموز والمراجع الدينية ( من السنة والشيعة ) بمواقفنا باقوالنا أو أفعالنا أو إمضائنا أو سكوتنا..... صرنا ألعوبة بيد آخرين وشماعة تعلق عليها وتبرر بها أعمالهم ومواقفهم...., فبأسمنا وبدعوى موافقتنا وامضائنا تصدى الكثير لتأسيس وتشكيل قوى ومجاميع إرهاب وميليشيات وكيانات مسلحة وعصابات كلها غير منضبطة تحت قانون ... مما أدى إلى مآسي وويلات وكوارث كثيرة وكثيرة ... منها , تحويل المراقد والبقع والروضات المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) إلى ثكنات عسكرية ومخازن عتاد ومعتقلات ومراكز تغييب وتعذيب , واستخدام واستغلال اموال تلك المراقد والمراكز الدينية واموال الله والاولياء والصالحين والمؤمنين والمسلمين للتجييش والتسليح والضغط والقهر والابتزاز ....حتى وصل بنا الحال الى ما نحن فيه وبصدده .
فلابد ولابد ولابد.. ويجب عقلاً وشرعاً وأخلاقاً وتاريخاً علينا الرموز ومراجع الدين :
أولاً : التحلي بالشجاعة والشعور بالمسؤولية القانونية والشرعية والتاريخية والاخلاقية والانسانية والاعتراف بالخطأ الجسيم الخطير المهلك الذي حصل بسبب مواقفنا من قول أو فعل أو إمضاء أو سكوت أو عدم ردع .....
ثانياً : تجسيد ذلك بالردع والردع والردع الصريح الواضح الجلي لكل من يستغل اسم المرجعية والمراجع .
ثالثاً : تقديم واعلان الاعتذار والاعتذار والاعتذار الى العراق الحبيب وشعبه العزيز الحزين .
رابعاً : معاهدة الله تعالى ورسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين والأولياء والأخيار والصالحين والعراق وشعبه المظلوم... معاهدتهم على عدم التدخل في شؤون العراق والعراقيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية حتى لا يتكرر الفشل والخطأ والمأساة .
خامساً : يجب ترك الساحة والفرصة للوطنيين المخلصين الصادقين للعمل بجد وإخلاص للعمل من أجل العراق كل العراق وشعبه الطيب المظلوم المهضوم...
سادساً : لابد من الإعلان وبكل وضوح إننا لا نريد من يترأس ويحتمي بالمقدسات والمراقد المشرفة بل نريد من يخدم ويحمي تلك البقع والرياض المباركة بجسده وروحه .
سابعاً : وعليه لابد أن تتصدى الدولة ومؤسساتها بصورة مستقلة لذلك العمل في الحماية والخدمة ولابد أن تكون تلك المشاهد والمراقد منزوعة السلاح بصورة مطلقة حفاظاً على مكانتها وقدسيتها وحفاظاً وصيانة لمشاعر الزائرين الكرام .
ثامناً : وكذلك لابد ان تتصدى الحكومة وبكل أطرافها ومكوناتها لتشكيل لجنة مستقلة من الأشراف والأخيار ورؤساء العشائر والإعلاميين والقانونيين ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم , تشرف على أموال المراقد المقدسة وتوزيعها بما يرضي الله ورسوله وآله الأطهار في شؤون أعمار وتجديد تلك البقاع وفي شؤون المهاجرين والمهجرين وفي شؤون الأيتام والأرامل ضحايا الاحتلال والإرهاب .
ومع كل ذلك... يجب ان نساعد ونواسي عوائل شهداء تلك الاحداث ونسأل الله تعالى ان يسكن ارواحهم في عليين وجنات النعيم ....
كذلك لا يفوتني تقديم كل عناوين ومعاني الشكر والتقدير والاعجاب والاحترام لكل الاعزاء الكرماء من افراد وبيوتات وعشائر وهيئات اجتماعية وكوادر طبية وقوات عسكرية عملت وسهرت وجاهدت في الخدمة للزائرين وحمايتهم وتامين الطرق والسبل لهم فجزاهم الله خير جزاء المحسنين ووفقهم وسددهم ورضي عنهم في الدنيا والاخرة .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين والعاقبة للشهداء والمتقين
السيد الحسني
شعبان1428هـ
يومياً تتعرض مدن العراق الجنوبية عموماً ومدينة الصدر ، على وجه الخصوص لقصف القوات الأمريكية المحتلة ، فتقتل وتدمر ، وتنشر الويل والثبور ، ولا تجد من ينبس ببنت شفة من مراجع آخر الزمان ، وأذكر إني كتبت في هذا الموضوع مقالاً ، أرى من المناسب نشره هنا ، وإليكم المقال :
( موت المرجعيات المزيفة )
الموت الذريع الذي تنثره الطائرات الأمريكية في كل مكان من مدينة الصدر ومدن العراق الأخرى يضع بين يدي المتأمل الحصيف قصة موت أخرى . هي هذه المرة قصة موت المرجعيات التي طالما خدعت الناس بمقولة إنها الحارس الأمين والحصن الحصين لحياة الناس ومصالحهم . وإذا كان الإعلان الرسمي لهذا الموت قد تأجل لأكثر من مرة لأسباب لا تنم عن حصافة في الرأي ، بل غالباً ما تشير إلى إشكالية الوعي الشيعي المعاصر التي تتفاعل فيها من جهة سياسة الاستخفاف التي تمارسها سلطة المرجعية ، وموت الإرادة أو الوعي المستسلم الذي يميز السواد الأعظم من الناس ، من جهة أخرى ، فإن مطارق الموت التي تقرع الوعي كل يوم وكل لحظة والتي يجد الإنسان نفسه عارياً مستوحداً بإزاء استحقاقاتها القاسية لاسيما بعد أن تخلت عنه المرجعيات بشكل مخزٍ ، بل بعد أن وقفت منه موقف الشماتة الوقحة وانحازت كلياً إلى عدوه الذي يقتله كل يوم ، هذا الواقع الجديد لابد أن يكون كفيلاً بكسر قوقعة الخرافة التي أسرته طويلاً .
وإذا كانت بعض الكلمات التي صدرت عن بعض القطاعات الشعبية – لاسيما في بيان عشائر مدينة الصدر – تمثل البشائر الأولى لهذا الوعي الجديد ، فإن ما ينبغي أن تحرص الجموع الشعبية عليه هو المضي بهذا الوعي إلى غاياته القصوى ، وأن تقطع كل الروابط التي قد تدفعها للالتفات إلى الوراء .
إن موقف المرجعيات وأذنابها الذي لم يكتف بخذلان الجماهير في أشد اللحظات حراجة ، بل ذهب بالخيانة إلى طرفها الأقصى المتمثل بالاصطفاف كلياً مع المحتلين القتلة ، وتبنى خطاباً يستعير مصطلحات المحتل من قبيل إلقاء اللائمة على رافضي المحتل وتسميتهم بالجرذان ، دون توجيه كلمة واحدة للمحتل نفسه ، بل إننا بتنا نسمع لغة تستعمل كلمات التكفير والوصم بالانحراف وإتّباع السامريين دون خجل أو مواربة ، هذا الموقف يدل بصورة لا تترك مجالاً لشك أو تردد على أن المرجعيات وأذنابها قد حسمت خياراتها مرة واحدة وإلى الأبد وألقت ببيضها كاملاً في سلة المحتل ، ولم تعد ترى في الشعب الذي استذلته وركبت ظهره سوى رقم لا قيمة له وكم مهمل ، بل إن من يستبطن موقفها يلمح فيه بوضوح كاف تلك الفكرة الشيطانية التي ترى الناس بلا ذاكرة حقيقية ، وترى أنهم مستعدون دائماً لتقبل الخداع والعودة إلى القفص القديم نفسه .
والحقيقة إن هذه المواقف الصريحة بل الوقحة - كما ينبغي - أن نصفها تشكل بمجملها وبطريقة ما قدراً سعيداً ! فهي لم تكتف بإماطة اللثام عن الوجوه التي لا تداري لؤمها كثيراً ، وإنما - وهذا هو الجديد - قد كشفت بوضوح سافر حقيقة تلك الوجوه المنافقة من قبيل الصرخي واليعقوبي والسيستاني والأسماء الأخرى في قائمة العمالة والنفاق . فالصرخي الذي تبجح فترة من الزمن بانتمائه الى حوزة السيد محمد الصدر ( رحمه الله ) على مستوى الشعار الإستخفافي قد أخرجت هذه الأزمة كل الأضغان التي ينطوي عليها .
فالفارس المزيف الذي ركب ظهور الناس باسم مرجعية السيد الصدر ربما استيقظ اليوم ووجد أن ريشاً كثيراً قد نبت على ظهره ، وأن وقت طيرانه المنفرد بعيداً عن السرب قد حان .
ولكنه للأسف الشديد - وهو أسف يعرفه الشرفاء لا الخونة - لم يجد مطاراً يجرب فيه ريشه غير طعن ما يفترض إنهم إخوة ، فشرع واتباعه بتوجيه سهام كلماتهم المسمومة الى الجيش التابع لمقتدى ناعتين إياه بالميليشا التي يجب أن تتخلى عن سلاحها لصالح القوة التي تفرض القانون كما يسمونها ، وهم يعلمون جيداً أن هذه القوة ليست سوى الإحتلال وحكومته - نعم حكومته - العميلة . ( انتهى المقال ) .
أقول لماذا لم نسمع من الصرخي بياناً كالبيان الآتي :-
بيــــان (12)
فلوجة الخير والمقاومة
بسم الله الرحمن الرحيم .. انا لله وانا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نُعزي سيدنا وقائدنا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومولانا ومنقذنا قائم آل محمد وبقية الله تعالى في أرضه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بمصاب أهلنا وإخواننا وأحبائنا في فلوجة الخير والمقاومة والجهاد والصبر والإباء .
ان العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الاعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها .
والسلام على الفلوجة المقاومة أهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته وفرّج الله تعالى عنهم وعن المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب انه سميع الدعاء والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين .
الســـيد محمــود الحســني
الحوزة العلمية /كربلاء المقدسة/النجف الاشرف/صفر الانتفاضة/1425هـ
الحقيقة هي أن الصرخي لا اليوم ولا بالأمس كان يهمه أمر الوطن بشئ أبداً ، فما يهمه حقاً هو الإشارة الى ذاته وتمييز نفسه كصوت ينعق خارج السرب ، فإذا كان الجميع ( فقهاء وقوى سياسية ) قد داهنوا المحتل في مسألة الفلوجة وغيرها ، فإن من المناسب للصرخي أن يركب موجة الإعلام العربي المستنكر ليعلن عن نفسه بوصفه غراباً مختلفاً لا يشبه بقية الأغربة .
وإلا لو تأمل الصرخي قليلاً ، لو ملك زمام نفسه الجامحة المنفلتة عن كل عقال لأدرك أن معركة الفلوجة لم تكن معركة صبر وإباء ، بل معركة بين الظالمين .
ولا أدري والله ألا يستحق أهالي مدينة الصدر من الصرخي كلمات ( فقط كلمات ) من قبيل هذه الكلمات ((ان العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الاعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها )) . إن ما يستحقه ابناء مدينة الصدر وغيرها برأي الصرخي هو ما ورد في النقطة السادسة من بيانه المؤرخ في 11/صفر/1428هـ ، وكما يأتي : (( 6- نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ...نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والاسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها ...نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين السنة والشيعة, والعرب والكرد, والمسلمين والمسيحيين , والسياسيين وغيرهم , والداخلين في العملية السياسية وغيرهم ,.... وكلا وكلا وألف كلا للنفاق الأجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي الذي أضرّ و يضرّ بالعراق و شعبه وأغرقه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية ...
قال مولانا العلي القدير { وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ } القصص/80 .
و قال سبحانه وتعالى { وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ}غافر/47)) .
والحقيقة أن الصرخي في النقاط الأولى من بيانه المشار إليه أعلاه قد وصف نفسه وصفاً دقيقاً حيث قال :-
بيان رقم 26
أمن العراق...وفرض النظام
بسم الله الرحمن الرحيم
المرجع الديني الأعلى
سماحة السيد المولى الحسني (دام ظله) ما هو رأي سماحتكم بتكوين تكتلات و تشكيلات جديدة في البرلمان العراقي من ضمنها أحزاب دينية تدعمها مرجعيات وأحزاب سياسية اخرى بدعوى انقاذ الشعب العراقي من أزمته الحالية في حين أعلنت نفس هذه الأطراف سابقاً تأييدها ومباركتها للخطة الأمنية الجديدة{فرض القانون} والسعي من أجل انجاحها, فهل يتناسب اعلانهم لهذه التشكيلات الجديدة مع تأييدهم لخطة{فرض القانون}, أو هو حكم سابق بفشل الخطة الأمنية ومحاولة ايجاد الحلول البديلة ؟ ودمتم للعراق والعراقيين سنداً وذخراً
مجموعة من مقلديكم
3/صفر/1428
بسمه تعالى :يمكن القول:
1- اذا كانت السياسة سياسة الكذب والأفتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد تجد الخداع والكذب والأفتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب و مسلك يتناسب مع القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب والمسالك فيصرح أحدهم بشئ ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة أو الجهة بشئ آخر يخالف و يناقض أو ينافي التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع ...و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و لم يصرح بنقيض ذلك ...
2- نعم يا أعزائي علينا أن نلتفت لذلك ونشخصه وعلينا أن نتيقن أن الاخطر والأشد والأشر والأفتك في ذلك هو أن يكون ذلك الكذب و الأفتراء والنفاق تحت دعاوى وادعاءات تأمين شرعي وغطاء ديني .
3- ويزداد ويعظم ويتعمق الشر والفتك والخطر والدمار عندما يكون ذلك صادراً من شخص يمتلك العنوان الأجتماعي والديني كعنوان المجتهد أو المرجع و نحوها .
4- لكن العجب العجب العجب ...وكل العجب من الناس ...والعتب العتب العتب ...وكل العتب على الناس الذين يصدقون هؤلاء ويتبعونهم ...ألا يعلم الناس أن هذا التصرف يجسد حقيقة الاستخفاف والانتهاك لإنسانيتهم والاستصغار والاحتقار لنفوسهم وعقولهم وأفكارهم ...ألم يعلم هؤلاء أن فرعون استخف بقومه فأطاعوه ...فلماذا تكون أسوتنا و قدوتنا قوم فرعون فيستخف بنا البعض ونطيعهم.. لماذا ...؟؟؟ قال مولانا العظيم { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ } زخرف/54 .
5- لماذا لا نحرر ونتحرر من القيود والسجون والظُلَم الفكرية والنفسية ونخرج وننطلق إلى وفي نور الحق والهداية والصلاح والإصلاح وحب الوطن والإخلاص للشعب ...ونعمل ونقول ونقف للعراق و من أجله و فيه واليه...
6- نعم لخطة أمنية تحمي العراق وتصونه من الأعداء وتحافظ على وحدته وتحقق أمنه وأمانه وتحاسب المقصر بعدل وإنصاف مهما كان توجهه وفكره ومعتقده ومذهبه ...نعم لخطة أمنية تنزع وتنتزع وتنفي الميليشيات وسلاحها الذي أضرّ بالعراق وشعبه الجريح القتيل الشريد المظلوم ولا تفرق بين المليشيات الشيعية والسنية والاسلامية والعلمانية العربية والكردية وغيرها ...نعم لخطة أمنية تعمل على تحقيق وسيادة النظام والقانون على جميع العراقيين السنة والشيعة, والعرب والكرد, والمسلمين والمسيحيين , والسياسيين وغيرهم , والداخلين في العملية السياسية وغيرهم ,.... وكلا وكلا وألف كلا للنفاق الأجتماعي والنفاق الديني والنفاق السياسي الذي أضرّ و يضرّ بالعراق و شعبه وأغرقه في بحور دماء الطائفية والحرب الأهلية المفتعلة من أجل المصالح الشخصية الضيقة والمكاسب السياسية المنحرفة ومصالح دول خارجية ...
قال مولانا العلي القدير { وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ } القصص/80 .
و قال سبحانه وتعالى { وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ}غافر/47 .
السيــــد الحسني
11/صفر/1428هـ
ـــــــــ*ـــــــــــ*ــــــــــ*ــــــــــ*ــــــ ــ
الصرخي في الحقيقة يشكو من الداء نفسه الذي يعاني منه الآخرون ، ولكنه على قاعدة ( رمتني بدائها وانسلت ) يحاول رسم صورة مغايرة لمرجعيته ويحمل الآخرين وحدهم المرض المستفحل .
فهو يمارس سياسة ((سياسة الكذب والأفتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد تجد الخداع والكذب والأفتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب و مسلك يتناسب مع القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب والمسالك فيصرح أحدهم بشئ ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة أو الجهة بشئ آخر يخالف و يناقض أو ينافي التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع ...و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و لم يصرح بنقيض ذلك ...)) .
فحين كانت سطوة الدولة مأمونة بسبب ضعفها أصدر الصرخي بيان الفلوجة آنف الذكر ، ولكنه حين اشتدت سطوتها ، صار يصدر بيانات من قبيل البيان الآتي :-
بيان رقم (29)
فاجعة شعبانية كربلاء
الى كربلاء... وفي كربلاء ... في اقدس مكان... و في افضل ليلة بعد ليلة القدر... وعند ولادة اشرف الخلق بعد الرسول الأعظم وآله الأطهار ...وفي حالة حضور ملايين الاجساد الطاهرة والأرواح المقدسة والنفوس العلوية للأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين......
وفجأة وليس بمفاجأة ان ينقلب ذلك الفرح والسرور والامل الى خصام وصراع وتخريب وقتال وسفك دماء وزهق أرواح وحزن وألم واكتئاب ........
وبعد كل ذلك ومهما تعددت واختلفت الاسباب فلابد من القول والنداء بصوت صادح واضح مبين ان كل الاسباب ترجع الى سبب وأصل رئيس وأساس : هو المسلمون والإسلاميون وليس الإسلام , هو الرموز والمراجع الدينية وليست مرجعية الاسلام....
فنحن الرموز والمراجع الدينية ( من السنة والشيعة ) بمواقفنا باقوالنا أو أفعالنا أو إمضائنا أو سكوتنا..... صرنا ألعوبة بيد آخرين وشماعة تعلق عليها وتبرر بها أعمالهم ومواقفهم...., فبأسمنا وبدعوى موافقتنا وامضائنا تصدى الكثير لتأسيس وتشكيل قوى ومجاميع إرهاب وميليشيات وكيانات مسلحة وعصابات كلها غير منضبطة تحت قانون ... مما أدى إلى مآسي وويلات وكوارث كثيرة وكثيرة ... منها , تحويل المراقد والبقع والروضات المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) إلى ثكنات عسكرية ومخازن عتاد ومعتقلات ومراكز تغييب وتعذيب , واستخدام واستغلال اموال تلك المراقد والمراكز الدينية واموال الله والاولياء والصالحين والمؤمنين والمسلمين للتجييش والتسليح والضغط والقهر والابتزاز ....حتى وصل بنا الحال الى ما نحن فيه وبصدده .
فلابد ولابد ولابد.. ويجب عقلاً وشرعاً وأخلاقاً وتاريخاً علينا الرموز ومراجع الدين :
أولاً : التحلي بالشجاعة والشعور بالمسؤولية القانونية والشرعية والتاريخية والاخلاقية والانسانية والاعتراف بالخطأ الجسيم الخطير المهلك الذي حصل بسبب مواقفنا من قول أو فعل أو إمضاء أو سكوت أو عدم ردع .....
ثانياً : تجسيد ذلك بالردع والردع والردع الصريح الواضح الجلي لكل من يستغل اسم المرجعية والمراجع .
ثالثاً : تقديم واعلان الاعتذار والاعتذار والاعتذار الى العراق الحبيب وشعبه العزيز الحزين .
رابعاً : معاهدة الله تعالى ورسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين والأولياء والأخيار والصالحين والعراق وشعبه المظلوم... معاهدتهم على عدم التدخل في شؤون العراق والعراقيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية حتى لا يتكرر الفشل والخطأ والمأساة .
خامساً : يجب ترك الساحة والفرصة للوطنيين المخلصين الصادقين للعمل بجد وإخلاص للعمل من أجل العراق كل العراق وشعبه الطيب المظلوم المهضوم...
سادساً : لابد من الإعلان وبكل وضوح إننا لا نريد من يترأس ويحتمي بالمقدسات والمراقد المشرفة بل نريد من يخدم ويحمي تلك البقع والرياض المباركة بجسده وروحه .
سابعاً : وعليه لابد أن تتصدى الدولة ومؤسساتها بصورة مستقلة لذلك العمل في الحماية والخدمة ولابد أن تكون تلك المشاهد والمراقد منزوعة السلاح بصورة مطلقة حفاظاً على مكانتها وقدسيتها وحفاظاً وصيانة لمشاعر الزائرين الكرام .
ثامناً : وكذلك لابد ان تتصدى الحكومة وبكل أطرافها ومكوناتها لتشكيل لجنة مستقلة من الأشراف والأخيار ورؤساء العشائر والإعلاميين والقانونيين ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم , تشرف على أموال المراقد المقدسة وتوزيعها بما يرضي الله ورسوله وآله الأطهار في شؤون أعمار وتجديد تلك البقاع وفي شؤون المهاجرين والمهجرين وفي شؤون الأيتام والأرامل ضحايا الاحتلال والإرهاب .
ومع كل ذلك... يجب ان نساعد ونواسي عوائل شهداء تلك الاحداث ونسأل الله تعالى ان يسكن ارواحهم في عليين وجنات النعيم ....
كذلك لا يفوتني تقديم كل عناوين ومعاني الشكر والتقدير والاعجاب والاحترام لكل الاعزاء الكرماء من افراد وبيوتات وعشائر وهيئات اجتماعية وكوادر طبية وقوات عسكرية عملت وسهرت وجاهدت في الخدمة للزائرين وحمايتهم وتامين الطرق والسبل لهم فجزاهم الله خير جزاء المحسنين ووفقهم وسددهم ورضي عنهم في الدنيا والاخرة .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين والعاقبة للشهداء والمتقين
السيد الحسني
شعبان1428هـ