مجاهدون
07-31-2004, 01:04 PM
أكد أن في الغرب عربا يستحقون لقب «مستغربين» بجدارة
صالح عضيمة: المثقفون 3 فئات
اثنتان مع الحاكم وواحدة ضده
http://www.alqabas.com.kw/images/310704/28.jpeg
كتب جاسم عباس:
يقسم البروفيسور صالح عضيمة المثقفين الى فئات ثلاث الأولى اطمأنت الى عبودية الحاكم وسخرت له القلم والموهبة والطاقة، وهي الأكثر عددا، والثانية ثارت على الحاكم وصرخت في وجهه، تريد ان ينقشع وتنقشع معه آثاره، وان يسترجع الشعب الذي هو تحت جوره حقوقه وأمنه وأمانه، وهؤلاء هم الأقل عددا والأكثر تأثيرا، والفئة الثالثة أرادت ان تسكن جلدها وتحمي نفسها من شرور الحاكم الجائر، فلا هي ترضى به، ولا تود ان تعرض نفسها لشخصه وأساليب قمعه وتنكيله، وهؤلاء ينضمون الى الفئة الأولى.
ولعضيمة الذي تخرج من جامعة دمشق وحضّر للدكتوراه في الأدب المقارن بجامعة طهران وأوفد الى باريس وكلف بالتدريس في جامعة السوربون وتدرج الى ان نال درجة بروفيسور، آراء طريفة في تعريف المثقف العربي وتعيين مشكلاته وتحديد مسؤولياته.
ويقول عضيمة، وله مؤلفات كثيرة بالعربية والفرنسية والفارسية، لـ «القبس» في تعريفه للمثقف: درج الناس على تعريفه بأنه الذي يمتلك قدرا طيبا من المعرفة، وبأنه الذي يحسن فهم الأمور والأشياء ويقدم لنا صورة واضحة صميمة.
والمثقف في تعريف عضيمة هو الذي يعرف، ويفهم ما يعرف، ويعي ما يعرف. ويضيف: هذه العناصر الثلاثة هي التي تتمازج وتتحد لتكون شخصية المثقف، غير ان هذه الشخصية لا يكتمل نموها الا اذا اضفنا اليها حركة المثقف وأعني بها دوره ومسؤوليته في الحياة والمجتمع.
وحسب عضيمة فان المثقف يجب ان تكون له رسالة يؤديها الى الجامعة البشرية بصدق وأمانة وحرية، فالمثقف هو الذي يأخذ من كل شيء بطرف على ما يذكر الجاحظ، وكما يقول المعري:
ما مر في هذه الدنيا بنو زمن
الا وعندي من اخبارهم طرف
ويبدو عضيمة الذي يعيش في الغرب منذ أكثر من ربع قرن متفائلا ازاء مستقبل المثقف في الوطن العربي وان لم يخف عدم رضاه عن حاضره.
وعن سبب تفاؤله يقول: لأن ما يحدث في المجتمع العربي من أسباب التغير والتطور التي أكاد أسميها بشريات لولادة جديدة، تؤذن بعهد آخر مشرق تتسع فيه دائرة الحريات وتنكمش فيه أسباب الظلم والاضطهاد.
ويعلل عدم رضاه عن حاضر المثقف بقوله: لأن المثقف في وضع لا يحسد عليه، فهو مظلوم من مصادر مختلفة، من نفسه أولا ان ركن الى السلطة الجائرة وخنق حريته ونفسه ومواهبه، أو أراد ان يسخر مواهبه وحريته لالتقاط ترف عابر وزيف من متع الدنيا وزخرفها، ثم يأتيه الظلم من قبل الآخرين من دون تحديد لهؤلاء الآخرين.
وفيما يتعلق بأبرز مشكلات المثقف العربي يشير اليها عضيمة قائلا: منها تعذر الوصول الى الوسائل التي تمكنه من تفجير مواهبه وتصريف طاقاته، وافتقاد الحرية التي تمكنه من اجتياز الحدود وكسر القيود، فالمثقف بقدر ما يكون حرا تكون ثقافته خصبة ينبت فيها كل شيء.
وبسؤاله عن عدم وجود مستغرب مقابل وجود مصطلح مستشرق، وعن نظرته الى الاستشراق قال عضيمة ان الاستشراق هو الانصراف الى العناية بالحضارة العربية الاسلامية، وباسلوب التفكير العربي الاسلامي، قد يكون كما قال علي بن أبي طالب، كلمة حق أريد بها باطل، لأن الاستشراق قدم فوائد جمة منها هذا الاسلوب الجديد في معالجة مسائل حضارتنا وموضوعاتها، واستخدام الطرائق الحديثة في تحليل التراث.
ولا شك في ان عددا غير قليل من المستشرقين اتكأت على جهودهم السياسة الاستعمارية في البلدان العربية والاسلامية، وأنا أعرف من هؤلاء عددا، ولي معهم مواقف وجولات.
اما لماذا لا يكون هناك استغراب عربي مقابل الاستشراق الغربي. فأنا أريد ان أسأل سؤالا فيه جوابه وهو: هل لدينا من الوسائل والطرائق الجديدة التي نعالج بها مشكلاتهم ومسائلهم وقضاياهم وحضارتهم؟ الحق ان ذلك ليس عندنا، فنحن اذا اردنا ان نبحث في حضارتهم وشؤونهم وان نحلل ما عندهم، فينبغي علينا ان نستعمل الوسائل والطرائق التي تعودوا ان يستعملوها، وفي الغرب كثير من العرب مسلمين وغير مسلمين، أتوا اليه وأبدعوا في علومه وفنونه، وكتبوا في حضارته وحللوا في مجتمعه المتنوع، وكثير منهم تفوق في ذلك على علماء الغرب، وكثير منهم من آثر ان يفهم في الغرب، ومن حقهم ان نقول لهم انهم مستغربون بكل أبعاد هذه الكلمة ومعانيها.
سيرة ذاتية
> البروفيسور صالح عضيمة شاعر وفيلسوف عربي سوري، ولد في قرية «رويسة الحجل»، وقد نال جائزة الشعر التقديرية من الدرجة الثالثة عام 1964 في مهرجان الشريف الرضي.
> ومن مؤلفاته: رسالتان في الحكمة المتعالية والفكر الروحي لحسن بن حمزة الشيرازي (تحقيق)، و«هذا هو بدوي الجبل»، و«صحيفة الأخطاء» و«مصطلحات قرآنية» طبعته الجامعة الاسلامية في لندن، و«تحليل رفعت الأسد»، و«كتاب الفوز الأصفر» بالعربية والفرنسية و«الأواني والمعاني ـ أبحاث خارج الزمن»، ونشر كراسا بعنوان «الرثاء الأكبر ـ اعتبار الى نزار» في رثاء الشاعر نزار قباني.
http://www.alqabas.com.kw/magazine_details.php?id=15907
صالح عضيمة: المثقفون 3 فئات
اثنتان مع الحاكم وواحدة ضده
http://www.alqabas.com.kw/images/310704/28.jpeg
كتب جاسم عباس:
يقسم البروفيسور صالح عضيمة المثقفين الى فئات ثلاث الأولى اطمأنت الى عبودية الحاكم وسخرت له القلم والموهبة والطاقة، وهي الأكثر عددا، والثانية ثارت على الحاكم وصرخت في وجهه، تريد ان ينقشع وتنقشع معه آثاره، وان يسترجع الشعب الذي هو تحت جوره حقوقه وأمنه وأمانه، وهؤلاء هم الأقل عددا والأكثر تأثيرا، والفئة الثالثة أرادت ان تسكن جلدها وتحمي نفسها من شرور الحاكم الجائر، فلا هي ترضى به، ولا تود ان تعرض نفسها لشخصه وأساليب قمعه وتنكيله، وهؤلاء ينضمون الى الفئة الأولى.
ولعضيمة الذي تخرج من جامعة دمشق وحضّر للدكتوراه في الأدب المقارن بجامعة طهران وأوفد الى باريس وكلف بالتدريس في جامعة السوربون وتدرج الى ان نال درجة بروفيسور، آراء طريفة في تعريف المثقف العربي وتعيين مشكلاته وتحديد مسؤولياته.
ويقول عضيمة، وله مؤلفات كثيرة بالعربية والفرنسية والفارسية، لـ «القبس» في تعريفه للمثقف: درج الناس على تعريفه بأنه الذي يمتلك قدرا طيبا من المعرفة، وبأنه الذي يحسن فهم الأمور والأشياء ويقدم لنا صورة واضحة صميمة.
والمثقف في تعريف عضيمة هو الذي يعرف، ويفهم ما يعرف، ويعي ما يعرف. ويضيف: هذه العناصر الثلاثة هي التي تتمازج وتتحد لتكون شخصية المثقف، غير ان هذه الشخصية لا يكتمل نموها الا اذا اضفنا اليها حركة المثقف وأعني بها دوره ومسؤوليته في الحياة والمجتمع.
وحسب عضيمة فان المثقف يجب ان تكون له رسالة يؤديها الى الجامعة البشرية بصدق وأمانة وحرية، فالمثقف هو الذي يأخذ من كل شيء بطرف على ما يذكر الجاحظ، وكما يقول المعري:
ما مر في هذه الدنيا بنو زمن
الا وعندي من اخبارهم طرف
ويبدو عضيمة الذي يعيش في الغرب منذ أكثر من ربع قرن متفائلا ازاء مستقبل المثقف في الوطن العربي وان لم يخف عدم رضاه عن حاضره.
وعن سبب تفاؤله يقول: لأن ما يحدث في المجتمع العربي من أسباب التغير والتطور التي أكاد أسميها بشريات لولادة جديدة، تؤذن بعهد آخر مشرق تتسع فيه دائرة الحريات وتنكمش فيه أسباب الظلم والاضطهاد.
ويعلل عدم رضاه عن حاضر المثقف بقوله: لأن المثقف في وضع لا يحسد عليه، فهو مظلوم من مصادر مختلفة، من نفسه أولا ان ركن الى السلطة الجائرة وخنق حريته ونفسه ومواهبه، أو أراد ان يسخر مواهبه وحريته لالتقاط ترف عابر وزيف من متع الدنيا وزخرفها، ثم يأتيه الظلم من قبل الآخرين من دون تحديد لهؤلاء الآخرين.
وفيما يتعلق بأبرز مشكلات المثقف العربي يشير اليها عضيمة قائلا: منها تعذر الوصول الى الوسائل التي تمكنه من تفجير مواهبه وتصريف طاقاته، وافتقاد الحرية التي تمكنه من اجتياز الحدود وكسر القيود، فالمثقف بقدر ما يكون حرا تكون ثقافته خصبة ينبت فيها كل شيء.
وبسؤاله عن عدم وجود مستغرب مقابل وجود مصطلح مستشرق، وعن نظرته الى الاستشراق قال عضيمة ان الاستشراق هو الانصراف الى العناية بالحضارة العربية الاسلامية، وباسلوب التفكير العربي الاسلامي، قد يكون كما قال علي بن أبي طالب، كلمة حق أريد بها باطل، لأن الاستشراق قدم فوائد جمة منها هذا الاسلوب الجديد في معالجة مسائل حضارتنا وموضوعاتها، واستخدام الطرائق الحديثة في تحليل التراث.
ولا شك في ان عددا غير قليل من المستشرقين اتكأت على جهودهم السياسة الاستعمارية في البلدان العربية والاسلامية، وأنا أعرف من هؤلاء عددا، ولي معهم مواقف وجولات.
اما لماذا لا يكون هناك استغراب عربي مقابل الاستشراق الغربي. فأنا أريد ان أسأل سؤالا فيه جوابه وهو: هل لدينا من الوسائل والطرائق الجديدة التي نعالج بها مشكلاتهم ومسائلهم وقضاياهم وحضارتهم؟ الحق ان ذلك ليس عندنا، فنحن اذا اردنا ان نبحث في حضارتهم وشؤونهم وان نحلل ما عندهم، فينبغي علينا ان نستعمل الوسائل والطرائق التي تعودوا ان يستعملوها، وفي الغرب كثير من العرب مسلمين وغير مسلمين، أتوا اليه وأبدعوا في علومه وفنونه، وكتبوا في حضارته وحللوا في مجتمعه المتنوع، وكثير منهم تفوق في ذلك على علماء الغرب، وكثير منهم من آثر ان يفهم في الغرب، ومن حقهم ان نقول لهم انهم مستغربون بكل أبعاد هذه الكلمة ومعانيها.
سيرة ذاتية
> البروفيسور صالح عضيمة شاعر وفيلسوف عربي سوري، ولد في قرية «رويسة الحجل»، وقد نال جائزة الشعر التقديرية من الدرجة الثالثة عام 1964 في مهرجان الشريف الرضي.
> ومن مؤلفاته: رسالتان في الحكمة المتعالية والفكر الروحي لحسن بن حمزة الشيرازي (تحقيق)، و«هذا هو بدوي الجبل»، و«صحيفة الأخطاء» و«مصطلحات قرآنية» طبعته الجامعة الاسلامية في لندن، و«تحليل رفعت الأسد»، و«كتاب الفوز الأصفر» بالعربية والفرنسية و«الأواني والمعاني ـ أبحاث خارج الزمن»، ونشر كراسا بعنوان «الرثاء الأكبر ـ اعتبار الى نزار» في رثاء الشاعر نزار قباني.
http://www.alqabas.com.kw/magazine_details.php?id=15907