المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من أفتوا بتكذيب السفارة عن الامام المهدي (ع) ج 2



آية للمتوسمين
06-15-2008, 05:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

ومن العلماء الذين أفتوا بتكذيب كل من يدعي السفارة عن الإمام المهدي(ع) أو من يدعي أنه اليماني .. هو الشيخ محمد إسحاق الفياض الأفغاني ، وقد استدل أيضاً بتوقيع السمري على نفي السفارة وقد أوقع نفسه في نفس الحفرة التي وقع فيها من سبقه فكل ما ذكرناه في كتاب (الرد القاصم) وما ذكرناه سابقاً رداً على الشيخ بشير الباكستاني فهو رداً عليه أيضاً ولا حاجة للإعادة لاتحاد المطلب ، بقي أن هناك بعض الأمور قد تخبط بها الشيخ الفياض وأفتى بها بدون علم ودراية ونلخصها بما يأتي :-
1- قول الشيخ الفياض : (....وكذا ينبغي عليهم تكذيب من يدعي أنه اليماني أو الخراساني أو صاحب النفس الزكية فإن تلك الشخصيات المباركة لا تظهر إلا بعد الصيحة....)
ويرد عليه :-
إن هذا كلام من المضحكات المبكيات و(شر البلية ما يضحك) ، لأن الشيخ الفياض زعم أن اليماني والخراساني لا يظهرون إلا بعد الصيحة !!! غافلاً عن أن الصيحة متأخرة عن ظهور اليماني والخراساني وهي علامة لقيام الإمام المهدي(ع) وليس علامة لقيام اليماني والخراساني ، وهذا ما نصت عليه الكثير من روايات أهل البيت(ع) فقد ورد أن الصيحة تكون في 23 رمضان وقيام الإمام المهدي(ع) يكون في العاشر من محرم أي بعد الصيحة بتسعين يوماً تقريباً ، بينما قيام اليماني والخراساني والسفياني يسبق القيام بخمسة عشر شهراً أو على بعض الروايات ثمانية أشهر فعلى كل الاحتمالات يكون قيام اليماني والخراساني قبل الصيحة بعدة أشهر ، هذا بالنسبة لقيام اليماني بالسيف ، ومن المعلوم أن القيام بالسيف لابد أن يكون مسبوقاً بظهور دعوة بعدة سنوات تبعاً للظروف التي تواجه اليماني لكي يجمع أتباعه ويربيهم ليكونوا على أتم الاستعداد لنصرة الإمام المهدي(ع) وورد أن اليماني (يدعوا إلى صاحبكم – أي القائم - ويهدي إلى صراط مستقيم) ولا يخفى أن هذه الدعوة إلى الإمام المهدي(ع) ستواجه مواجهة شديدة من قبل التيارات العلمانية والسياسية وسوف تشن عليها حملة إعلامية كبيرة لتشويه صورتها أمام الناس لصدهم عن الإيمان بها فكم تحتاج من الزمن حتى تتمكن هذه الدعوة من التغلب على كل هذه المصاعب والعقبات فربما تسبق دعوة اليماني الصيحة بعدة سنوات ، فكيف يأتي اليوم الشيخ الفياض وأمثاله ليقول أن اليماني لا يظهر إلا بعد الصيحة ؟!!! .
فبربكم هل يعقل أن اليماني الذي يظهر في وسط بحر الفتن من الرايات الضالة المتشابهة التي تدعي العلم والدين والقيادة ، يستطيع أن يظهر ويجمع أنصاره وجيشه وينتصر على الجميع فكرياً وعسكرياً خلال تسعين يوماً فقط ؟!! فكفى ضحكاً على ذقون الناس وإضلالهم وإقناعهم بهكذا أساطير لا تمت إلى الواقع بصلة ، ومن المخجل حقاً أن يصدر هكذا كلام من أشخاص يدّعون المرجعية للمسلمين ولا سيما جهلهم بروايات الظهور المقدس وجهلهم بظهور اليماني قبل الصيحة بزمن طويل ، فهل شغلهم عن دراسة الروايات الصفق في الأصول والفلسفة ؟!!
وهذه هي غايتنا من التأكيد على ضرورة ردهم علينا ومناقشتنا ، لأننا نعلم يقيناً بأنهم سيقعون في عشرات الأخطاء القاتلة التي تجعلهم يقعون فريسة سهلة لأقلام أنصار الإمام المهدي(ع) ، ليتبين للناس من هم أوضح بياناً وأقوى استدلالاً تلامذة السيد أحمد الحسن أم المراجع المعادين للسيد أحمد الحسن ؟
وإليكم الروايات التي تؤيد ما ذكرته :-
- عن الباقر (ع) قال ( ... يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث و عشرين فلا تشكوا في ذلك و اسمعوا و أطيعوا ...) غيبة النعماني ص254.
- عن أبي عبد الله(ع) : (ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم في يوم عاشوراء ،......) الإرشاد :251 ، ومن المعلوم أن اليماني والخراساني والسفياني يقومون في يوم واحد في شهر واحد في سنة واحدة يتسابقون إلى الكوفة كما في الرواية الآتية.
- عن أبي عبد الله(ع) : (خروج الثلاثة السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنه يدعو إلى الحق) الإرشاد:250 .
وإذا كان خروج السفياني مقارناً لخروج اليماني ، فسيتضح من خلال الرواية الآتية أن السفياني يخرج في رجب قبل القيام بخمسة عشر شهراً ، وهذا يستلزم كون خروج اليماني أيضاً في رجب وقبل خمسة عشر شهراً من القيام المقدس لأنهما يقومان في يوم واحد :-
- عن أبي عبد الله(ع) قال: (السفياني من المحتوم ، وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً ، ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً)(الغيبة للنعماني :310) .
هذا بالنسبة للقيام ، أما الظهور فظهور اليماني يسبق قيام السفياني بمدة طويلة كما ورد عن محمد بن مسلم : (يخرج قبل السفياني مصري ويماني ) وغيرها من الروايات الدالة على ذلك ، وبهذا يتبين يقيناً أن اليماني يظهر قبل الصيحة بمدة طويلة ، فكيف تورط الشيخ الفياض وقال بأن اليماني لا يظهر إلا بعد الصيحة؟!! قال تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
2- قول الشيخ الفياض: (... ومنه يظهر بطلان دعوى مقام الإمامة وأنه الإمام(عج) ضرورة أن الإمام (عج) لا يظهر إلا بعد الصيحة والخسف بالبيداء وخروج اليماني ...) .
ويرد عليه :- أن الشيخ الفياض أيضاً وقع مرة أخرى في خطأ قاتل ، حيث توهم أن الخسف في البيداء يسبق قيام الإمام المهدي(ع) ، بينما أن الخسف متأخر عن القيام المقدس ، لأن جيش السفياني الذي يخسف به لا يتوجه إلى مكة إلا بعد أن يصله خبر ظهور الإمام المهدي(ع) بمكة فيتوجه للقضاء عليه فيخسف الله بهم في البيداء ولا يصلون إلى الإمام المهدي(ع) فيا ترى من هو المتقدم ظهور الإمام(ع) بمكة أم الخسف بجيش السفياني يا شيخ؟!!!
3- قول الشيخ الفياض : (ننصح المؤمنين وفقهم الله تعالى بأخذ العقائد الصحيحة من المراجع العظام..) ويرد عليه :- أن الشيخ الفياض قد فتق فتقاً جديداً على نفسه ، حيث زعم أن العقائد تؤخذ من المراجع وهذا مخالف لرأي كل المتقدمين والمتأخرين وما هو ثابت شرعاً من أن العقائد لا تقليد فيها لأنها يشترط فيها العلم واليقين وأقصى ما يفيده الاجتهاد هو الظن كما تقولون ولو كانت العقائد تؤخذ من علماء الدين لعذرنا الذين أطاعوا علماءهم وكذبوا نبي الله موسى ونبي الله عيسى ونبي الله محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ، بينما نجد الله تعالى قد ذم هؤلاء العلماء (مراجع الدين) وأتباعهم بقوله : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) وبقوله تعالى (وقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) وبقوله تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ) وقال عن المرجع الديني (بلعم بن باعوراء ) عندما نصر فرعون وحارب موسى (ع) (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:175-176) ) فهل تريدون أن تستحمرون الناس وتوهمونهم بأن العقيدة تأخذ من مراجع الدين لتورطوهم أخيراً في معاداة الإمام المهدي(ع) واليماني الموعود ، حيث ورد أن أعداء الإمام المهدي(ع) هم الفقهاء خاصة ، وللتأكد راجع روايات العترة الطاهرة بهذا الصدد .
4- ثم أن قول الشيخ الفياض بأن اليماني أو الإمام المهدي(ع) لا يظهر إلا بعد الصيحة ، فبالإضافة لما تقدم فهو مخالف لبعض الروايات التي نصت على أمكان حدوث البداء في بعض أو كل العلامات الحتمية ، والتي منها الصيحة ، فعن ضريس قال : قال أبو جعفر (ع) : (أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلنا لكم أن يكون ما أنت صانع؟ قال : قلت : انتهي فيه والله إلى أمرك ، قال : والله التسليم وإلا فالذبح وأهوى بيده إلى حلقه) بصائر الدرجات :542 . فالرواية واضحة الدلالة على إمكان حصول البداء في الصيحة وعندها لا يسع الناس إلا التسليم وإلا فالذبح بسيف القائم(ع) وتوجيه الشيخ الفياض الناس إلى عدم تصديق الإمام المهدي(ع) إذا قام بلا صيحة يعدّ هدراً لدم الإمام المهدي(ع) ومخالفة صريحة لكلام أهل البيت(ع) .
5- لقد بدأ الشيخ الفياض فتواه بـ(بسمه تعالى) والشيخ بشير الباكستاني بـ (بسمه سبحانه) وهذا مخالف لما ورد عن أهل البيت (ع) بالبدأ بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) حتى لو كان بعدها شعراً وإن الكتاب الذي لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ، فما هو مبرر استبدال البسملة بقولهم بسمه تعالى؟!! فلقد ورد عن أهل البيت(ع) قولهم : (من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه) فأنصح الشيخ الفياض والباكستاني بترك ذلك فإنه يشبه ما تبتدئ به قريش كتبها (بسمك اللهم ) قال تعالى (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) وأيضا على الشيخ الفياض أن يدافع عن فتواه وإلا فهو مهزوم علمياً ولا خيار ثالث له ، فنحن أتباع الدليل أين ما مال نميل فدافعوا عن دليلكم وإلا فلا دليل لكم ، وعلى كل من يطلب الحق أن يلح عليهم ويحثهم على الرد ليتضح لكم ضعف جوابهم ووهنه .
والمرجع الثالث الذي أصدر فتوى لتكذيب من يدعي السفارة عن الإمام المهدي(ع) هو السيد علي السيستاني وفي الحقيقة أن كلامه لم ينص فيه بصورة واضحة على تكذيب كل من يدعي المشاهدة وأسهب في كلام إنشائي بحت خال من الاستدلال العلمي الرصين ، فلم يذكر الأدلة التي تنص على تكذيب من يدعي السفارة عن الإمام المهدي(ع) واقتصر على التذكير بظهور الدعوات الضالة سابقاً وكثرة الفتن والرايات الضالة في عصر الظهور .
وجوابه : أنه متى كان وجود الدعوات الضالة دليلاً على عدم وجود دعوة محقة ؟!! إن التاريخ يشهد ؛ ما من دعوة حق إلا وقد أحاطتها دعوات ضلال ولم يدل ذلك على بطلان صاحب الحق ، وخصوصاً في آخر الزمان وفي عصر الظهور فقد أخبرنا الأئمة(ع) بظهور سبعين دجالاً واثنا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ، فهل يدل ذلك على عدم وجود راية حق ممهدة لقيام الإمام المهدي(ع) ، ولماذا وصف الأئمة(ع) راية اليماني بأنها أهدى الرايات ؟ ألا يدل ذلك على وجود رايات أخرى ضالة غير راية يماني آل محمد (ص) فكثرة الباطل لا يدل على عدم وجود الحق ، وهذا أمر واضح لا يحتاج إلى برهان .
فالسؤال الموجه للسيد السيستاني عن تكليف المجتمع تجاه من يدعي السفارة عن الإمام المهدي(ع) فينبغي أن يقول : بأن التكليف كذا وكذا والدليل عليه كذا وكذا ، لا أن يقتصر على ذكر الفتن والشبهات فهذا أمر واضح ومعروف لدى من له أدنى إطلاع ولا يفتقر إلى الرجوع للمراجع إن صح الرجوع!! فهل تدرون لماذا تجنب السيد السيستاني طرق الاستدلال؟ ولماذا لم يستدل بتوقيع السمري كما فعل الفياض والباكستاني؟!!
إذا رجعتم للوراء قليلاً لعرفتم الجواب!! وهو إنه جرب ذلك قبل سنتين تقريباً واستدل بهذا التوقيع لتكذيب السيد أحمد الحسن ، وقد رد أنصار الإمام المهدي(ع) على فتوى السيد السيستاني برد علمي رصين معتمد على روايات أهل البيت(ع) وحاول مركز البحوث العقائدية الدفاع عن فتوى السيد السيستاني بكلام مبعثر لا يمت إلى الدليل بصلة فزاد الطين بلة وأراد أن يصلح فأفسد ، وقد رد عليهم أنصار الإمام المهدي(ع) بكتاب (الرد القاصم على منكري رؤية القائم) وتم في هذا الكتاب التفصيل في الرد على استدلال السيد السيستاني بهذا التوقيع ، وبعد ذلك امتنع السيد السيستاني ومكتبه عن الرد على هذا الكتاب وقد راجعناهم بهذا الصدد فقالوا : بأنهم قد منعوا عن الرد ، ويستطيع كل منصف أن يطلع عل ذلك الكتاب ليقارن بين استدلال السيد السيستاني ومكتبه وبين استدلال أنصار الإمام المهدي(ع) .
فالظاهر أن السيد السيستاني قد أقر بخطأ استدلاله بتوقيع السمري على بطلان مدعي السفارة ، ولذلك لم يستدل به هذه المرة ، وترك العثرة للشيخ الفياض والباكستاني ليأخذوا نصيبهم من أقلام أنصار الإمام المهدي(ع) وهذا الموقف من السيد السيستاني حسن وأفضل من الإصرار على الخطأ ، فإن الاعتراف بالخطأ فضيلة ، ولكن يجب عليه أن يعلن عن ذلك لتعم الفائدة وحتى لا يتورط بالاستدلال بهذا التوقيع غيره كما تورط الشيخان ، وليغنينا عن الانشغال برده ، فقد فصلنا الكلام في هذا الموضوع في (الرد القاصم) فمن شاء فليرد على هذا الكتاب إذا كان من أهل العلم ، والتحدي للجميع .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأئمة والمهديين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب ( لعلكم تهتدون )
انصار الامام المهدي (ع)