المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أُولي الأمـر فـي زمـن الغيبة



ابو كرار
06-11-2008, 06:04 PM
إن مبدأ إطاعة أُولي الأمر واجب في زمن غيبة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) سواء قبِلوا بمن عَيَنَهُ أو لم يقبلوا ولهذا فإن الإمام المهدي (u) قد عـَيَّنَ أربعة نواب بعد تسلمه الإمامة من أبيه الحسن العسكري(u) سنة 260 هـ الى 334 هـ واطلعت على تلك الفترة (الغيبة الصغرى) التي امتدت حوالي 74 سنة وهؤلاء النواب هم عثمان بن سعيد وإبنه محمد بن عثمان بن سعيد والحسين بن روح وأخيراً علي بن محمد السمري .

وبعد إنتهاء الغيبة الصغرى أبتدأت الغيبة الكبرى واستمرت الى عصرنا هذا فإنتهت نيابة السفراء الأربعة وانتقلت الى الفقهاء العدول الجامعين للشرائط وأهم شرائط الإمامة هي الأعلمية لأن الإمام والقائد يجب أن يستنبط الأحكام الشرعية من مداركها المقررة بدون أن يخطأ بل أن إحتمالية خطئه قليلة ودرجة إصابته للواقع كبيرة وأكبر من غيره , فالعالم الذي يستطيع أن يثبت أعلميته على الباقين يكون هو الأرجح والمؤهل لقيادة المجتمع , فعند بروز السيد الحسني (مثلاً) على الساحة العلمية الحوزوية {كما فعل السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) وغيرهما من العلماء العاملين الممهدين للظهور المقدس } بآرائهِ الاصولية والفقهية العالية استحق أن يكون الأعلم وذلك بإمتلاكهِ الدليل العلمي القاطع الذي لم يستطيع أحدْ الرد عليهِ فكل من حصل عنده إطمئنان بإطروحة السيد الحسني (دام ظله) أصبحت الحُجة عليه ثابتة , أما الذين لا يبحثون عن الدليل العلمي ويتكبرون ويغترون بدنياهم من أجل الدينار والدرهم ويتكلمون كلام غير لائق على سماحة السيد الحسني فلا أقول لهم سوى هذه العبارة المروية عن الإمام الصادق (u) :- (( إن الراد على الفقهاء الجامعين للشرائط كالراد على الأئمة والراد علينا كالراد على الله وهو على حـد الشرك بالله)) .

إذاً الآن عرفنا ان القيادة يجب ان تكون بيد الأعلم العادل والمؤهل لقيادة المجتمع ولهذا جاء عن أمير المؤمنين (u) :- (( مجاري الأمور بيد العلماء بالله والأُمناء على حلاله وحرامه)) .

ولذلك يقول الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) في البيان المشهور :- (( أما الحوادث الواقعة فإرجعوا فيها الى رواة أحاديثنا )) والمقصود بالحوادث هي المشكلات الأساسية للمجتمع الإسلامي والأمور السياسية والإجتماعية وإلا فأحكام الصلاة والصوم وغيرها من العبادات تعتبر من الامور المعروفة والمتداولة طوال أكثر من الف عام وليس فيها جديد ينطوي تحت عنوان حادث.