yasmeen
06-08-2008, 11:59 AM
بعد 59 عاماً.. وكالة المطبوعات تودع الكتاب وتغلق أبوابها
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-7_small.jpg
كامل الحرمي يتوسط الزملاء حمزة عليان وأحمد شمس الدين وأبو بدر
08/06/2008 كتب حمزة عليان:
أمس دار الربيعان واليوم وكالة المطبوعات والمسألة لم تعد تخص فردا أو شركة، بل إغلاق مكتبة تأسست عام 1949 وهو ليس بالأمر السهل، بل وهو علامة على تراجع القراءة.
يحدثنا السيد كامل الحرمي، ابن مؤسس وكالة المطبوعات المرحوم عبدالله محمد نوري حرمي عن تراجع مستوى القراءة وهي أحد الأسباب الموجبة للإغلاق انه في الستينات كانت صحيفة «الأهرام»، وهم وكلاؤها الحصريون في الكويت توزع خمسة آلاف عدد في اليوم، وفي يوم الجمعة يرتفع الرقم إلى عشرة آلاف عندما يكتب محمد حسنين هيكل مقاله الأسبوعي «بصراحة» وان البعض من القراء كان يسبق التوزيع بأن يذهب إلى المطار لأخذ نسخته، أما اليوم فالإنترنت والفضائيات وسرعة الاتصالات «قتلتنا» وكادت تفتك بالقراءة عند العرب. وكالة المطبوعات، اشهر المكتبات والموزعين في الكويت، تشهد منذ يومين «حفلة تفريغ» للكتب التي تحويها والتي تزيد عن 60 الف كتاب.
أدخل المقر في شارع فهد السالم، في بناية المشاري والخترش، وبصحبة الزميل احمد شمس الدين، حيث ورشة التحميل والتربيط على قدم وساق. الاخ علي الذي يعمل بالمكتبة منذ عام 1963 منهمك بالحديث مع احد البائعين الذي قصد المكتبة للحصول على غنيمته من صناديق الكراتين.
صورة المرحوم عبدالله الحرمي ما زالت معلقة مع مجموعة من الشهادات والتكريم التي حصل عليها في تاريخ عمله. ننزل السرداب، نقف مع كامل الحرمي ويتحلق حولنا مجموعة من هواة الاقتناء للكتب والمجلات الذين يبحثون عن كتب قديمة او نسخ مفقودة ربما يعثرون عليها ويفوزون «بصيد ثمين».
حركة لا تتوقف، ومن يسبق الآخر ينل عدداً من الكتب اكثر. صناديق بالاطنان تعبأ وتشحن، والبنغاليون يحملون ما استطاعوا من الصناديق لنقلها الى حيث المخازن والبيع بالمفرق..
تاريخ الوكالة
عام 1949 انشئت «الوكالة» وعملت في مجال توزيع الصحف والمجلات. وفي عام 1952 اضافت الكتب إلى عملها ونشاطها، واتخذت في البداية، كما يروي السيد كامل الحرمي، من سوق التجار مقراً لها، بقيصرية الزامل والعبدلي، ثم قيصرية العوضي. وفي عام 1962 انتقلت الى شارع فهد السالم في عمارة العمري. وفي عام 1988 استقرت في موقعها الحالي في بناية الخترش والمشاري مقابل حديقة البلدية.
وعن سبب التعامل مع المجلات والكتب الانكليزية يقول السيد كامل الحرمي الذي رافق مسيرة والده منذ الخمسينات وانتقل الى رحمة ربه عام 1990، ان مجلة «ريدرز دايجست» كانت تنشر أسبوعياً فقرة لجمل وعبارات باللغة الانكليزية، وجاء احد الاشخاص وسأل صاحب الوكالة «هل لديكم قواميس انكليزية» فأجابه «سنوفرها قريباً»، ومن يومها اتجه نحو الكتب والمجلات والقواميس والصحف الانكليزية كوكيل لهما بالكويت، وان بدأ بالصحف والمجلات المصرية واللبنانية منذ الخمسينات.
حال الثقافة والقراءة
اليوم اختلفت البيئة وصار القارئ مثل العملة النادرة، لذلك قرر ورثة عبدالله محمد الحرمي التوقف عند هذه النقطة وعدم الاستمرارية حتى لا يقعوا في حالة عجز مالي بعدما اضحت مهنة الكتاب والتوزيع في حالة يرثى لها، فلا دعم ولا تشجيع في الوقت الذي «اكل» فيه الانترنت الجو والتهمت الفضائيات عقول المشاهدين ولم يبق في الساحة الا من يعدون على اصابع اليد.
ينقل كامل الحرمي تجربة الاوروبيين بالقراءة وتجربتنا في الكويت، يقول كنت اذهب الى مكتبات اوروبية وارى كيف ان صاحب المكتبة يسمح لك بالكتاب لمدة شهر وبعدها تعيده من دون اي مشكلة بهدف تشجيع الناس على القراءة، بينما نحن نمنع الشباب والناس من لمس المجلات او قراءة الكتب او الاقتراب منها الا اذا ارادوا شراءها ودفع ثمنها، وقد عملوا على توفير الشاي لزبائن الوكالة وتقديم الخدمات لهم عندما يزورونهم لكن ذلك لم يكن كافيا.
كامل الحرمي حزين لما آلت اليه الثقافة والقراءة لكن ما العمل اذا لم تكن هناك حوافز وفائدة من تكملة المشوار.
الزميل أحمد شمس الدين انخرط بالحديث مع عبد الامير الفيلي احد مؤسسي مطبعة الحكومة عام 1954 وتجمع حوله عدد من الاصدقاء ومحبي الكتب والمقتنيات امثال علي الرئيس وابو بدر وآخرين وهم يتبادلون الاحاديث عن مكتبات ايام زمان وعما وصلت اليه الحال الآن.
لا عزاء للكتاب فقد اودع بالمخازن او ذهب بالاطنان الى المحرقة واعادة التصنيع، وما بقي وخف وزنه حمله بعض الرواد وهذا هو وضع المكتبات والكتاب والقارئ.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-6_small.jpg
عبدالله محمد الحرمي مؤسس وكالة المطبوعات
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-11_small.jpg
كامل الحرمي يشرح بحسرة ما آلت إليه الثقافة
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-7_small.jpg
كامل الحرمي يتوسط الزملاء حمزة عليان وأحمد شمس الدين وأبو بدر
08/06/2008 كتب حمزة عليان:
أمس دار الربيعان واليوم وكالة المطبوعات والمسألة لم تعد تخص فردا أو شركة، بل إغلاق مكتبة تأسست عام 1949 وهو ليس بالأمر السهل، بل وهو علامة على تراجع القراءة.
يحدثنا السيد كامل الحرمي، ابن مؤسس وكالة المطبوعات المرحوم عبدالله محمد نوري حرمي عن تراجع مستوى القراءة وهي أحد الأسباب الموجبة للإغلاق انه في الستينات كانت صحيفة «الأهرام»، وهم وكلاؤها الحصريون في الكويت توزع خمسة آلاف عدد في اليوم، وفي يوم الجمعة يرتفع الرقم إلى عشرة آلاف عندما يكتب محمد حسنين هيكل مقاله الأسبوعي «بصراحة» وان البعض من القراء كان يسبق التوزيع بأن يذهب إلى المطار لأخذ نسخته، أما اليوم فالإنترنت والفضائيات وسرعة الاتصالات «قتلتنا» وكادت تفتك بالقراءة عند العرب. وكالة المطبوعات، اشهر المكتبات والموزعين في الكويت، تشهد منذ يومين «حفلة تفريغ» للكتب التي تحويها والتي تزيد عن 60 الف كتاب.
أدخل المقر في شارع فهد السالم، في بناية المشاري والخترش، وبصحبة الزميل احمد شمس الدين، حيث ورشة التحميل والتربيط على قدم وساق. الاخ علي الذي يعمل بالمكتبة منذ عام 1963 منهمك بالحديث مع احد البائعين الذي قصد المكتبة للحصول على غنيمته من صناديق الكراتين.
صورة المرحوم عبدالله الحرمي ما زالت معلقة مع مجموعة من الشهادات والتكريم التي حصل عليها في تاريخ عمله. ننزل السرداب، نقف مع كامل الحرمي ويتحلق حولنا مجموعة من هواة الاقتناء للكتب والمجلات الذين يبحثون عن كتب قديمة او نسخ مفقودة ربما يعثرون عليها ويفوزون «بصيد ثمين».
حركة لا تتوقف، ومن يسبق الآخر ينل عدداً من الكتب اكثر. صناديق بالاطنان تعبأ وتشحن، والبنغاليون يحملون ما استطاعوا من الصناديق لنقلها الى حيث المخازن والبيع بالمفرق..
تاريخ الوكالة
عام 1949 انشئت «الوكالة» وعملت في مجال توزيع الصحف والمجلات. وفي عام 1952 اضافت الكتب إلى عملها ونشاطها، واتخذت في البداية، كما يروي السيد كامل الحرمي، من سوق التجار مقراً لها، بقيصرية الزامل والعبدلي، ثم قيصرية العوضي. وفي عام 1962 انتقلت الى شارع فهد السالم في عمارة العمري. وفي عام 1988 استقرت في موقعها الحالي في بناية الخترش والمشاري مقابل حديقة البلدية.
وعن سبب التعامل مع المجلات والكتب الانكليزية يقول السيد كامل الحرمي الذي رافق مسيرة والده منذ الخمسينات وانتقل الى رحمة ربه عام 1990، ان مجلة «ريدرز دايجست» كانت تنشر أسبوعياً فقرة لجمل وعبارات باللغة الانكليزية، وجاء احد الاشخاص وسأل صاحب الوكالة «هل لديكم قواميس انكليزية» فأجابه «سنوفرها قريباً»، ومن يومها اتجه نحو الكتب والمجلات والقواميس والصحف الانكليزية كوكيل لهما بالكويت، وان بدأ بالصحف والمجلات المصرية واللبنانية منذ الخمسينات.
حال الثقافة والقراءة
اليوم اختلفت البيئة وصار القارئ مثل العملة النادرة، لذلك قرر ورثة عبدالله محمد الحرمي التوقف عند هذه النقطة وعدم الاستمرارية حتى لا يقعوا في حالة عجز مالي بعدما اضحت مهنة الكتاب والتوزيع في حالة يرثى لها، فلا دعم ولا تشجيع في الوقت الذي «اكل» فيه الانترنت الجو والتهمت الفضائيات عقول المشاهدين ولم يبق في الساحة الا من يعدون على اصابع اليد.
ينقل كامل الحرمي تجربة الاوروبيين بالقراءة وتجربتنا في الكويت، يقول كنت اذهب الى مكتبات اوروبية وارى كيف ان صاحب المكتبة يسمح لك بالكتاب لمدة شهر وبعدها تعيده من دون اي مشكلة بهدف تشجيع الناس على القراءة، بينما نحن نمنع الشباب والناس من لمس المجلات او قراءة الكتب او الاقتراب منها الا اذا ارادوا شراءها ودفع ثمنها، وقد عملوا على توفير الشاي لزبائن الوكالة وتقديم الخدمات لهم عندما يزورونهم لكن ذلك لم يكن كافيا.
كامل الحرمي حزين لما آلت اليه الثقافة والقراءة لكن ما العمل اذا لم تكن هناك حوافز وفائدة من تكملة المشوار.
الزميل أحمد شمس الدين انخرط بالحديث مع عبد الامير الفيلي احد مؤسسي مطبعة الحكومة عام 1954 وتجمع حوله عدد من الاصدقاء ومحبي الكتب والمقتنيات امثال علي الرئيس وابو بدر وآخرين وهم يتبادلون الاحاديث عن مكتبات ايام زمان وعما وصلت اليه الحال الآن.
لا عزاء للكتاب فقد اودع بالمخازن او ذهب بالاطنان الى المحرقة واعادة التصنيع، وما بقي وخف وزنه حمله بعض الرواد وهذا هو وضع المكتبات والكتاب والقارئ.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-6_small.jpg
عبدالله محمد الحرمي مؤسس وكالة المطبوعات
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/8-6-2008//401294_10-11_small.jpg
كامل الحرمي يشرح بحسرة ما آلت إليه الثقافة