سمير
06-02-2008, 12:15 AM
من قلم : محمد كوحلال
كاتب من المغرب
لم يجد 'عمي مسعود'، البالغ من العمر 80 سنة، مكانا يعيش فيه سوى قناة لصرف المياه بقسنطينة، وذلك في جزائر 2008، ومنذ حوالي 20 سنة كاملة.
يعيش عمي مسعود 'الأعمى' الذي يناهز عمره الـ80 سنة، داخل قناة لصرف المياه منذ حوالي 20 سنة، بمنطقة سيدي امحمد لغراب بقسنطينة، يصارع برد الشتاء وحر الصيف ناهيك عن الجرذان والكلاب الضالة التي تجذبها الروائح الكريهة المنبعثة من القناة.
لم نستطع التنفس ونحن ننحني للحديث مع هذا العجوز المهمل، فقد كانت رائحة العفن تخدش الأنوف وتبعث على الغثيان، بأظافر طويلة ومتسخة ويد هزيلة ومرتعشة مد عمي مسعود يده كي يسلم علينا سألناه عن حاله، فقال بخير، غير أن المكان ضيق وأنه يريدنا أن ننقل قناته إلى موضع آخر بالقرب من المسجد.
القناة التي بالكاد تسعه مغلقة من الجانب الآخر وقد اسودت جدرانها الداخلية من الانغلاق ونسجت العنكبوت بها خيوطها في جميع النواحي، لم تكن تحوي سوى هذا الجسم الهزيل وفراش بال.
عمي مسعود طلب منا أن نحضر له حليبا وكسرة، وقال 'أريد أن أتعشى'، ولما سألناه عن سنه قال 120 سنة، الشيخ المسكين كان يتحدث دون وعي، وقد أنهكته السنون كما قال أغلب سكان الحي، الذين أكدوا أنهم اتصلوا مرات عديدة بمصالح الدرك الوطني التي أبلغت بدورها الجهات المعنية، إلا أن العجوز المسكين بقي في مكانه ينتظر رغيف خبز وشيئا يسكت به جوعه من المحسنين.
ذات السكان قالوا إنه لم يخرج من هذه القناة منذ حوالي سنة، بعد أن فقد بصره نهائيا وصار يرفض ارتداء الملابس ولا يستره سوى الغطاء الذي يلتحف به. وعن حكايته قال القدماء من أهل الحي إنه كان يعيش مع شقيقه قريبا من الحي ويرعى معه الغنم، إلا أنه وبعد خصام بينهما ترك منزل شقيقه واتخذ هذه القناة منزلا له، خاصة وأنه ليس له أولاد كونه لم يتزوج
كاتب من المغرب
لم يجد 'عمي مسعود'، البالغ من العمر 80 سنة، مكانا يعيش فيه سوى قناة لصرف المياه بقسنطينة، وذلك في جزائر 2008، ومنذ حوالي 20 سنة كاملة.
يعيش عمي مسعود 'الأعمى' الذي يناهز عمره الـ80 سنة، داخل قناة لصرف المياه منذ حوالي 20 سنة، بمنطقة سيدي امحمد لغراب بقسنطينة، يصارع برد الشتاء وحر الصيف ناهيك عن الجرذان والكلاب الضالة التي تجذبها الروائح الكريهة المنبعثة من القناة.
لم نستطع التنفس ونحن ننحني للحديث مع هذا العجوز المهمل، فقد كانت رائحة العفن تخدش الأنوف وتبعث على الغثيان، بأظافر طويلة ومتسخة ويد هزيلة ومرتعشة مد عمي مسعود يده كي يسلم علينا سألناه عن حاله، فقال بخير، غير أن المكان ضيق وأنه يريدنا أن ننقل قناته إلى موضع آخر بالقرب من المسجد.
القناة التي بالكاد تسعه مغلقة من الجانب الآخر وقد اسودت جدرانها الداخلية من الانغلاق ونسجت العنكبوت بها خيوطها في جميع النواحي، لم تكن تحوي سوى هذا الجسم الهزيل وفراش بال.
عمي مسعود طلب منا أن نحضر له حليبا وكسرة، وقال 'أريد أن أتعشى'، ولما سألناه عن سنه قال 120 سنة، الشيخ المسكين كان يتحدث دون وعي، وقد أنهكته السنون كما قال أغلب سكان الحي، الذين أكدوا أنهم اتصلوا مرات عديدة بمصالح الدرك الوطني التي أبلغت بدورها الجهات المعنية، إلا أن العجوز المسكين بقي في مكانه ينتظر رغيف خبز وشيئا يسكت به جوعه من المحسنين.
ذات السكان قالوا إنه لم يخرج من هذه القناة منذ حوالي سنة، بعد أن فقد بصره نهائيا وصار يرفض ارتداء الملابس ولا يستره سوى الغطاء الذي يلتحف به. وعن حكايته قال القدماء من أهل الحي إنه كان يعيش مع شقيقه قريبا من الحي ويرعى معه الغنم، إلا أنه وبعد خصام بينهما ترك منزل شقيقه واتخذ هذه القناة منزلا له، خاصة وأنه ليس له أولاد كونه لم يتزوج