المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نهتدي لنصرة الامام المهدي (ع) ؟



آية للمتوسمين
05-28-2008, 02:03 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : ( أن من أبغض الخلق إلى الله عز وجل رجلين :-
رجل وكلّه الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد سبيل مشغوف بكلام بدعة قد نهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن أفتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن أقتدى به في حياته وبعد موته حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته . ورجل قمشّ جهلا" في جهال الناس عانٍ بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالما" ولم يـغن فيه يوما" سالما" . بكّر فأستكثر ماقل منه خير مما أكثر ، حتى إذا أرتوى من آجن وأكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا" ضامنا" لتخليص ما ألتبس على غيره وإن خالف قاضيا" سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله وأن نزلت به أحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا" من رأيه ثم قطع به . فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لايدري أصاب أم أخطأ . لايحسب العلم شيئا" مما أنكر . ولايرى أن وراء مابلّغ فيه مذهبا" ، أن قاس شيئا" بشئ لم يكذب نظره وأن أظلم عليه أمر أكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له : لايعلم . ثم جسر فقضى . فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات ، خبّاط جهالات ، لايعتذر مما لايعلم ولايعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء ، يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لاملئ بإصدار ما عليه ورد ولاهو أهل لما منه فرط ، من إدعائه علم الحق ) . أصول الكافي ج1 ص71 ومثله الأحتجاج ج1 ص623 .
وعن أمير المؤمنين (ع) قال: ( يامعشر شيعتنا والمنتحلين ولايتنا إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة إن يعوها ، فأتخذوا عباد الله خولا" وماله دولا" ، فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق وأهله فتمثلوا بالأئمة المعصومين الصالحين (الصادقين) وهم من الجهّال الملاعين ، فسألوا عن مالايعلمون ، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لايعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم ، وضلوا فأضلوا ، أما لوكان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما ) بحار الأنوار ج2 ص84 .


بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن ركبها ، ويهلك من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق . الحقيقة أنه لا نجاة لأحد من غمرات تلك اللجج إلا بركوب سفينة أهل البيت (ع) إذ بها ينجو من أشرف على الغرق في أمواج الفتن ولم يبقَ في أيدي الشيعة وهم الفرقة الناجية بعد غياب الإمام المهدي (ع) إلا روايات أهل البيت (ع) التي تمثل السفينة فهي أقوالهم (ع) التي أوضحوا بها أحكام الشريعة وكذلك قضية الإمام المهدي (ع) ، للأسف الشديد نجد الروايات في هذا الزمان من أبور السلع لدى الناس فهي خفيفة في ميزانهم وهنالك عدة أسباب أوصلت الناس إلى هذه الحالة المأساوية بحق أنفسهم من هذه الأسباب عدم تفقههم وقلة إطلاعهم وثقتهم المفرطة بفقهائهم غير العاملين الذين طعنوا بأصول المذهب من الكتب المعتبرة الحاوية على روايات أهل البيت (ع) الصحيحة إلا الروايات التي أولوها لتقوية رياستهم الدينية الباطلة فصاروا يذرون الروايات ذرو الريح الهشيم . ففي خطبة لأمير المؤمنين (ع) يصف فيها أبغض الخلق إلى الله عز وجل رجلين:- ( ... ولايعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه المواريث وتصرخ من الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لاملئ بإصدار ماعليه ورد . ولاهو أهل لما منه فرط أدعائه علم الحق ) . نعم تبكي منه مواريث ( مواريث الأنبياء (ع)) ومواريث الأئمة (ع) لشيعتهم وهي رواياتهم (ع) لما يحدثه فقهاء الضلالة من رد وتسقيط للروايات بحجج واهية . فعن أبي البحتري ، عن أبي عبدالله (ع) قال : أن العلماء ورثة الانبياء ، وذاك أن ألانبياء لم يورثوا درهما" ولادينارا" وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا" وافرا" ، فأنظر علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا" ينفون عنه تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) أصول الكافي ج1 ص49 .
وكما هو معروف فإن العلماء هم الأئمة (ع) وليس غيرهم ممن يدعي ذلك فهم (ع) ورثة الأنبياء الذين ورثوا علم الأنبياء وأحاديثهم . فعن جميل أبي عبدالله (ع) قال :- سمعته يقول : ( يغدوا الناس ثلاثة أصناف عالم ومتعلم وغثاء فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وباقي الناس غثاء ) أصول الكافي ج1 ص56 .
ولأجل ذلك وبعد التوكل على الله سبحانه وتعالى رأيت أن أقدم هذا الموضوع لطلاب الحق وأنصار الحقيقة لمن يريد ان يسلك نهج الحق ويخلع رداء العصبية ( عصبية الجاهلية ) لمن يريد ان يحرر رقبته من التقليد والأنقياد الأعمى فالحق أحق ان يتبع ، مايثبت أن روايات أهل البيت (ع) المدونة في أصولنا المعتبرة وكتب الطائفة من قبل العدول الثقات من الرواة هي صحيحة ولا وجه لردها كما توهم فقهاء الضلالة ( غير العاملين ) فبدأنا بمسيرة تدوين الروايات عنهم (ع) ووصولها إلى أصولنا المعتبرة ، ومن ثم متى وكيف بدأ قلة الأهتمام بالحديث وتسقيط الروايات وماهي حجج من عمل هذا العمل ورد الفقهاء العاملين عليهم ودور هذا الرد للروايات في تبديل سنن وأحكام الإسلام ، وأخيرا" دوره في قضية الإمام المهدي (ع) المتمثلة بدعوة وصيه ورسوله اليماني الموعود السيد أحمد الحسن (ع) .
أن أهل العصمة (ع) رسموا لشيعتهم المسّلمين لأقوالهم خريطة الوصول الى نصرة الامام المهدي (ع) برواياتهم وهذا واضح لمن اطلع على رواياتهم (ع) في كتبنا المعتبرة ونتيجة زرع الشك وعدم الثقة بين الناس لروايات اهل البيت (ع) وتسقيط الروايات بحجج واهية من قبل فقهاء الضلالة قاموا بتمزيق هذه الخريطة وبالتالي أدخلوا الشيعة التيه والضلال مما يؤدي الى عدم نصرة الامام المهدي (ع) وقد يتعدى ذلك الى محاربته .
والحقيقة انهم لم يمزقوا خريطة الروايات بالواقع المادي (أي انهم لم يمزقوا الكتب الحاوية على الروايات) وهذا من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده . لكنهم زرعوا عقيدة فاسدة في اذهان الناس حتى وصلت الحالة ان عامة الشيعة يتجرأون ويقولون بأن اغلب روايات اهل البيت(ع) الموجودة في كتب الطائفة مدسوسة من قبل اعداء اهل البيت (ع).وانهم (أي الفقهاء) هم الذين يميزون لعامة الشيعة صحيحها من سقيمها وغثها من سمينها فصار الناس ينظرون الى افواه فقهائهم يقبلون ماقبلوه ويردون ماردوه . فأنقلبت الموازين واصبح عامة الشيعة يأخذون دينهم من افواه الرجال وليس من الكتاب والسنة . ولذا تجد عامة الشيعة متذبذبين غير مستقرين ولامطمئين .
عن الصادق (ع) قال : من أخذ دينه من افواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل ) تصحيح الاعتقاد للمفيد . الوسائل ج3 ص425
وكما شاء الله أن يجعل اسلاف ابناء العامة ينقلون في احاديثهم مايبين حق اهل البيت (ع) رغم حقدهم عليهم ليكون ذلك حجة على الاجيال التي بعدهم من ابناء العامة . كذلك شاء الله أن يظهر الحق رغم محاولة فقهاء الضلالة تغطيته واطفاءه بتسقيطهم الروايات وتضعيفها وجعل الروايات التي يحتج بها السيد احمد الحسن (ع) من اقوى الروايات حسب تصنيفهم ليكون ذلك حجة على الشيعة الذين يتخاذلون عن نصرة الامام المهدي (ع) ووصيه اليماني الموعود (ع) فالروايات التي تذكر اليماني بلغت حد التواتر .
وكل الروايات التي تذكر السيد احمد الحسن (ع) بالأسم والصفة والمسكن والعمر والطريقة التي يحتج بها على الناس معمول بها حسب تصنيفهم .
ونحن هنا لانريد أن نخوض في هذه الادلة وطريقة الربط بينها ذلك لأن كتب الانصار تكفلت بذلك ومنها كتاب ( المهدي والمهديين) وكتاب ( اليماني حجة الله ) وغيرها من الكتب فمن اراد الاطلاع فليراجع هذه الكتب لتنكشف له الحقيقة .
لكن نريد أن نقول رغم كثرة الرويات الدالة على السيد احمد الحسن (ع) بالأسم والصفة والمسكن والعمر وكثرة ادلة الدعوة التي بلغت السبعين دليلا" كيف استطاع فقهاء الضلالة من صد الناس عن دعوة الحق ودعوة الامام المهدي (ع) المتمثلة بدعوة رسوله ووصيه اليماني الموعود السيد احمد الحسن (ع) ؟

وللأجابة على هذا السؤال نقول :-
لم يستطع فقهاء الضلالة من الاستخفاف بعامة الشيعة الا بعد ان ساعدهم الناس على ذلك عن طريق تركهم التفقه بالدين عن طريق اهل البيت (ع) . والذي اوصى به رسول الله (ص) واهل البيت (ع) في كثير من رواياتهم وحذروا من ان عدم التفقه يجعل من الانسان فريسة سهلة لفقهاء الضلالة فيدخلونه في ضلالتهم وهو لايعلم .
عن بشير الدهان قال : قال ابوعبدالله (ع) : ( لاخير فيمن لايتفقه من اصحابنا . يابشير ان الرجل منهم اذا لم يستغن بفقهه احتاج اليهم فأذا احتاج اليهم ادخلوه في باب ضلالتهم وهو لايعلم ) اصول الكافي ج1 ص 50 .
وعن ابي عبدالله (ع) قال : ( لوددت إنَ أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا ) اصول الكافي ج1 ص48 .
وعن ابي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله (ص) : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ألا ان الله يحب بغاة العلم ) اصول الكافي ج1 ص 47 .
عن ابي اسحاق السبيعي عمن حدثه قال : سمعت امير المؤمنين (ع) يقول : ( أيها الناس أعلموا ان كمال الدين طلب العلم والعمل به ،الا وأن طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال. أن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم والعلم مخزون عند اهله وقد أمرتم بطلبه من اهله فأطلبوه ) اصول الكافي ج1 ص48 .
واهل العلم هم اهل البيت (ع) وقد امر الناس بمعرفتهم والرد اليهم .
عن عمير عن ابي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول : ( أمر الناس بمعرفتنا والرد ألينا والتسليم لنا ، ثم قال : وأن صاموا وان صلوا وشهدوا ان لااله الا الله ، وجعلوا في انفسهم ان لايردوا الينا ، كانوا مشركين ) اصول الكافي ج2 ص299 .
ونتيجة عدم تفققهم كما قلنا اعتمدوا في امور دينهم على الفقهاء الذين أولوا الكثير من الروايات ونسبوها الى انفسهم بل وتعدوا ذلك الى تأويل الآيات التي نزلت في حق اهل البيت (ع) ونسبوها الى انفسهم ليضيفوا الى انفسهم قدسية زائفة وصدّقهم عامة الشيعة وانطوت عليهم الحيلة ووثقوا بهم وصدقوهم فوقعوا في المحضور ونصبوا رجلا" دون الحجة واطاعوه رغم تحذير اهل البيت (ع) من هذه الحالة .
عن ابي حمزةالثمالي قال : قال ابو عبدالله (ع) : ( إياك والرياسة واياك أن تطأ أعقاب الرجال ، قلت جعلت فداك أما الرياسة فقد عرفتها ، واما أن أطأ اعقاب الرجال فما ثلثا مافي يدي الا مما وطئت اعقاب الرجال ، فقال لي (ع) ليس حيث تذهب ، اياك تنصيب رجلا" دون الحجة فتصدقه في كل ماقال ) وسائل الشيعة ج18 ص91 .
وعن سفيان بن خالد قال قال ابوعبدالله (ع) : ( إياك والرياسة فما طلبها احد الا هلك ، فقلت قد هلكنا اذا" ليس احد منا الا وهو يحب ان يذكر ويقصد ويؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب انما ذلك ان تنصب رجلا" دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعوا الناس الى قوله ) وسائل الشيعة ج18 ص93 .
فأطاعوهم في كل مايقولون وكأنهم منصبين من قبل الله سبحانه وتعالى واصبح عامة الشيعة ينظرون الى افواه فقائهم ( فقهاء آخر الزمان ) يقبلون ماقبله فقهائهم ويردون مارد فقهائهم وان كان حقا" واضحا" . فتجرأوا على بقية الله الامام المهدي (ع) في عدة مواقف ونفوا حقا" من حقوقه كإنسان الا وهو الزواج وان يكون له اسرة وقالوا انه غير متزوج وليس لديه ذرية . فهل يعقل لحامل الشريعة ومنفذها الذي لايترك المستحبات ان يترك نصف الدين ألا وهو الزواج ؟ !
والناس لجهلهم يرددون هذا الكلام وراء فقهائهم ونتيجة لتجرأهم على الامام المهدي (ع) وردهم على الأئمة (ع) فقد كفروا وجعلوا عامة الشيعة يكفرون من حيث لايشعرون وذلك لأنهم (ع) قالوا ان الراد علينا كالراد على الله . وبالتالي أحلوا لهم حراما" وحرموا عليهم حلالا" . وأي حرام اكبر من الرد على اهل البيت (ع) والعمل بالرأي والاجتهاد واقرار حاكمية الناس والعمل بدستور وضعه الناس بآرائهم ونبذ الدستور الالهي ( القرآن ) ، فعبدهم الناس من حيث لايشعرون كما فعل اليهود مع احبارهم .
عن ابي بصير المرادي عن ابي عبدالله (ع) قال : قلت له ( أتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا" من دون الله ) فقال (ع) : اما والله مادعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم ما اجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما"وحرموا عليهم حلالا" فعبدوهم من حيث لايشعرون)وسائل الشيعةج18ص89
وعن ابي عبدالله (ع) قال: (من اطاع رجلا" في معصية فقد عبده) اصول الكافي ج2ص299
ونحقـق ما أخبر به الرسول (ص) من ان الذي جرى في الأمم السالفة سيجري في امة محمد (ص) المتمثلة بالشيعة كما قال (ص) ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن ماكان قبلكم حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لاتخطئون طريقهم ولايخطئكم سنّة بني اسرائيل ) بحار الانوار ج13 ص180 .
فكانت النتيجة ان الناس أعرضوا عن دعوة الحق دعوة الامام المهدي (ع) المتمثلة بدعوة وصيه ورسوله وإبنه السيد احمد الحسن (ع) للأسباب التي ذكرناها فأستقبلوا الدعوة بجهلهم كما اخبرَ اهل العصمة (ع) .
فعن الفضيل بن يسار قال : سمعت ابا عبدالله (ع) يقول : ( ان قائمنا اذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . قلت : وكيف ذاك ؟ قال: (ع) أن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وأن قائمنا اذا قام أتى الناس وكلهم يتآول عليه كتاب الله ويحتج عليه به . ثم قال : اما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كالحر والقر ) غيبة النعماني ص307 .
وقال ابوعبدالله (ع) : قال رسول الله (ص) : ان اعظم الكبر غَمصُ الخلق وسفه الحق . قال : قلت وما غَمصُ الخلق وسفه الحق ؟ قال يجهل الحق ويطعن على أهله . فمن فعل ذلك فقد نازع الله عزوجل رداءه ) اصول الكافي ج2 ص325 .
فأول سؤال يطرحه عامة الناس عند سماعهم بالدعوة هو ماموقف ورأي الفقهاء في هذه الدعوة ؟
وهذا السؤال يدل على جهلهم وعدم إطلاعهم فلو أنهم اطلعوا على روايات أهل البيت (ع) لما سألوا هذا السؤال ذلك لأن أهل البيت (ع) قالوا وأخبروا بأن أشد معانديه الفقهاء ومقلدة الفقهاء كما ورد عنهم (ع) (أشد اعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الأجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم ، فيدخلون كرها" تحت حكمه خوفا" من سيفه وسطوته ورغبته فيما لديه ) عصر الظهور علي الكوراني ص371 .
والمضحك المبكي أن عامة الشيعة وحتى القراء مثل الشيخ المهاجري يقولون بأن هذا آخر الزمان ولو أنهم أطلعوا على روايات أهل العصمة (ع) لعلموا بأن فقهاء آخر الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء . ولم يسألوا عن موقف الفقهاء من دعوة الإمام المهدي (ع) .
فعن رسول الله (ص) قال : ( سيأتي زمان على أمتي لايبقى من القرآن إلا رسمه ، ولامن الإسلام إلا إسمه ، يسمون به ، وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود ) البحار ج52 ص190 .
وفي حديث المعراج أخبر الله تعالى رسوله (ص) عن علماء آخر الزمان (... قلت إلهي فمتى يكون ذلك -أي قيام القائم (ع) - فأوحى إليّ عز وجل يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر الفتك وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة الخونة ... ) بحار الأنوار ج52 ص171-172 .
ونجد الناس معرضين عن دعوة الحق لا لسبب غير جهلهم وثقتهم العمياء بفقائهم فشنعوا على دعوة الحق من غير علم ولا اطلاع على أدلتها ولامثابرة في السؤال على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما" بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ) هذا إذا كان ناقل النبأ فاسق فكيف وكل من دخل في دعوة الحق هو من أهل الثقة والصدق والأمانة بين الناس ؟!
فعن الصادق (ع) قال : ( أن الله خصَ عباده بآيتين من كتابه أن لايقولوا حتى يعلموا ولايردوا مالم يعلموا ، قال الله عزوجل ( ألم يأخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لايقولوا على الله إلا الحق ) وقال ( بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ) أصول الكافي ج1 ص61 .
فلينظر الإنسان ويحكم على نفسه هل ثابر في السؤال والبحث ؟ أم حكم وهو جالس ولم يطلع على أدلة الدعوة .
والمشكلة أن الناس لجهلهم يسألون الفقهاء عن أمرهم مقدما" ناهين عن الرجوع إليهم فيه . ألا وهو موضوع العقائد ( أصول الدين ) والتي تدخل دعوة السيد أحمد الحسن (ع) ضمنه لأنه يدعو إلى الإمام المهدي (ع) وقضية الإمامة كما هو معلوم من العقائد . فأبحث في أي رسالة عملية لأي من الفقهاء تجد أنه يقول ( أنا غير مسؤول عن التقليد في العقائد فهذه المسألة تخص المكلف نفسه ) فهل يجوز لعاقل أن يسأل شخص عن امر هو مقدما" ناهيه عن سؤاله فيه ؟!
وعلى الرغم من أن السيد أحمد الحسن (ع) أعطى الناس الحل واختصر لهم طريق البحث عن الحقيقة والخلاص من الحيرة بأحد ادلة الدعوة ألا وهو الدليل الغيبي عن طريق الأستخارة وسؤال الله سبحانه وتعالى ليهديهم إلى الحق والناس لقلة إيمانهم بالغيب يستكبرون على الله سبحانه وتعالى وعلى أوليائه ولايسألون . بينما في أمور الدنيا تجدهم يستخارون الله سبحانه فما هذا التناقض ؟!
وتجدهم يقولون بأن لدنيا مراجع تميّز لنا الحق من الباطل ولو أخلصوا بسؤال الله لجائهم مايريدون في أسرع من ذلك .
فعن الإمام الصادق (ع) قال : ليس بين الكفر والإيمان إلا قلة العقل ، قيل وكيف ذاك يا ابن رسول ؟ قال : أن العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص بنيته إلى الله لأتاه الذي يريد في أسرع من ذلك ) الكافي ص31 .
وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( وأعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لايغش والهادي الذي لايضل والمحدث الذي لايكذب وماجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان زيادة في هدى أو نقصان في عمى . وأعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من غنى فأستشفوه من أدوائكم وأستبنوا له لأوائكم فإن فيه شفاء أكبر من الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ) نهج البلاغة ص336 .
وعن الصادق (ع) قال : ( من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه ومن دخل فيه بالكتاب والسنّة زالت الجبال قبل أن يزول ) البحار ج1 ص97 .
وفي الختام نقول ماقاله أئمة الهدى (ع) من أن الحق لايعرف بالرجال لكن أعرف الحق تعرف أهله والحق هو حتما" ما أوصى به رسول الله (ص) من التمسك بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة ، ولينظر الإنسان بعين الحق المجردة عن العصبية ( عصبية الجاهلية ) وينقذ نفسه من الهلاك ويميز من الذي يدعو إلى الثقلين ؟
أهم فقهاء آخر الزمان الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وشككوا في الثقل الثاني عديل القرآن وردوا روايات أهل البيت (ع) وتجرأوا على الإمام المهدي (ع) وعملوا برأيهم وبالأجتهاد وأماتوا سنن وأحكام الإسلام ودعوا الناس إلى قبول دستور أمريكا وكفروا بالغيب وقالوا أن الرؤيا بالمعصوم غير حجة وإن الإستخارة غير حجة ؟
أم السيد احمد الحسن (ع) الذي يدعو إلى مادعى إليه رسول الله (ص) من التمسك بالثقلين وإحياء سنن وأحكام الإسلام التي أماتها فقهاء الضلالة نتيجة العمل بالرأي والاجتهاد ويدعو إلى نصرة الإمام المهدي (ع) ويدعو إلى إقرار حاكمية الله سبحانه وتعالى وإلى القرآن ، ويدعو إلى الإيمان بالغيب، والله سبحانه وتعالى يقول ( إنما تنذر من أتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم) .
وحتى لاينطبق علينا قوله سبحانه وتعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا" يحبونهم كحب الله ) .
وليحذر كل إنسان أن يكون مصداقاً للآية (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) باتخاذه فقهاء الضلالة الخونة قطاع طريق الله أولياء من دون الله. فقهاء الضلالة الذين باعوا آخرتهم بدنياهم. وترك الحق والتخلف عن ركب الأمام المهدي (ع) وبالتالي لا ينفع الندم والحسرة يوم القيامة لأنه يتخذ مع رسول الأمام المهدي (ع) سبيلاً بسبب أتباعه فقهاء ضلالة والذين سيردونه هاوية الجحيم.
عن جابر قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا" يحبونهم كحب الله ) قال : هم والله أولياء فلان وفلان ، أتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما" فلذلك قال ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا" وإن الله شديد العذاب ، إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين أتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين أتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار ) . ثم قال أبو جعفر (ع) : هم والله ياجابر أئمة الظلمة وأشياعهم ) أصول الكافي ج1 ص423 .
وأخيرا" أسأل الله لي ولكم ولكل طالب حق الهداية والثبات على الولاية الإلهية وأن يجعلنا من أنصار الإمام المهدي (ع) ووصيه ورسوله وابنه اليماني الموعود السيد أحمد الحسن (ع) ويختم لنا بحسن العاقبة إنه سميع مجيب .

والحمد لله رب العالمين