yasmeen
05-27-2008, 10:11 AM
السفير اللبنانية
سـعد الحريري: لا فـرق بينـي وبيـن السـنيورة ... والحـوار صـار قـريبـاً مـع «حـزب اللـه»
اختلطت المناسبات والكلمات، لكن العنصر الأبرز داخليا، أمس، تمثل في الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لمناسبة العيد الثامن للتحرير والمقاومة، وتضمن اعلانا غير مباشر، عن ترشيح «حزب الله»، بوصفه العمود الفقري للمعارضة، زعيم الغالبية النيابية النائب سعد الحريري لتولي منصب رئاسة الحكومة، على أساس برنامج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يقوم على توزيع دقيق للمهام بينه وبين المقاومة طيلة الفترة الممتدة من العام 1992 وحتى لحظة خروجه من الحكم قبيل استشهاده بشهور قليلة.
في هذه الأثناء، كان القصر الجمهوري، يشهد اليوم الأول لوصول «فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان»، وتسلمه مهامه الدستورية من «فخامة الفراغ» الذي امتد طيلة ستة أشهر ويومين، وانطلاق ورشة العمل الداخلية، وخاصة توزيع المهام على الفريق الجديد، بعدما استعاد القصر الجمهوري حيويته ورونقه وهالته، فيما لفت الانتباه حرص الرئيس سليمان على عدم الادلاء بأي تصريح للصحافيين، معتبرا أن الوقت هو وقت عمل وليس للكلام.
وقد أعلن القصر الجمهوري عن انطلاق مشاورات التكليف الحكومي، صباح غد الأربعاء، بدلا من اليوم، وذلك لأسباب متصلة، بعدم حسم فريق الموالاة، حتى يوم أمس، مسألة مرشحه لرئاسة الحكومة، في تعبير واضح عن عدم تبلور موقف نهائي للعواصم المعنية بالأمر، وخاصة المملكة العربية السعودية.
وبينما أُعلن في واشنطن أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد وجه دعوة رسمية للرئيس ميشال سليمان الى البيت الأبيض، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ«السفير» ان الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصاله المطول بسليمان لتهنئته، أمس الأول، وجه اليه أيضا دعوة رسمية لزيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة ورد رئيس الجمهورية واعدا بتلبيتها.
وفي اطار الاستعداد لحسم مسألة رئاسة الحكومة، جرت أمس، مشاورات مكثفة على صعيد البيت الداخلي للموالاة، وخاصة بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب الحريري اللذين عقدا جلسة مطولة، في قصر قريطم، أعقبتها جلسة مطولة بين السنيورة ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي لم يخف أمام ضيوفه في كليمنصو، أمس، رغبته في أن يواصل السنيورة ترؤس الحكومة الجديدة، في موقف يلتقي مع موقف دولي شجع القطريين أيضا على تزكية استمرار السنيورة، فيما لم يبت السعوديون موقفهم، علما بأن عددا من رموز الموالاة اعلنوا ترشيحهم للحريري وخاصة بعض مسيحيي الرابع عشر من آذار.
ومن المتوقع أن يقوم النائب الحريري اليوم بجولة تشمل عددا من قيادات الموالاة، يستمع خلالها الى آرائهم في موضوع ترشيحه لرئاسة الحكومة، في ظل عملية تقييم للايجابيات والسلبيات، التي يمكن أن تترتب على خيار ترؤس أو عدم ترؤس الحكومة ربطا بالاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل.
واذا كان الحريري، يريد بالدرجة الأولى، أن يدرك ما ينتظره خلال السنة الفاصلة عن موعد الانتخابات، فإن مرجعا قياديا بارزا في المعارضة، قال لـ«السفير» ان أحد أبرز عناوين التوافق والانفراج في العلاقات الداخلية «هي أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة، واذا كان المطلوب الحصول على ضمانات من المعارضة، بأن لا يؤدي تحمله المسؤولية الى انهاكه، فإن المهام المناطة بالحكومة الجديدة، ستقتصر على تأمين التنفيذ الدقيق لاتفاق الدوحة، وقد أعرب الرئيس نبيه بري في خطاب جلسة القسم عن استعداد المعارضة لتسهيل تمرير كل رزمة مشاريع «باريس 3»، في مجلس النواب، علما بأن المؤشرات الاقتصادية والمالية ستفرض نفسها ايجابا على الجميع نتيجة الانفراج السياسي والأمني، وستكون هناك فرصة تاريخية أمام لبنان لن تتكرر اذا أحسن استخدامها من في السلطة».
وقد أبدى النائب الحريري تفاؤله الكبير بعد انجاز الانتخابات الرئاسية، وقال ردا على سؤال عن رئاسة الحكومة «كل شيء في اوانه».
وأبدى الحريري استعداده للحوار مع كل الأطراف سواء الداخلية أو الخارجية. ونفى في حوار أجراه معه التلفزيون المصري وجود أي حوار بين الموالاة وحزب الله حاليا، لكنه قال «لا أستغرب أن يكون هناك حوار قريبا، فباب الحوار دائما مفتوح، وأنا أكثر من دعا للحوار مع حزب الله وحركة أمل».
وردا على سؤال حول الوزارات السيادية الأساسية في تشكيلة الحكومة القادمة، قال الحريري «الأيام المقبلة ستُظهر نيات الجميع، فنحن نريد أن يكون هناك انفتاح في البلد، فلن نختلف في احترام رئيس الجمهورية والأكثرية والمعارضة، فكل لديه حصة، ويجب التواضع والتنازل للآخر من أجل البناء والتعمير وعودة لبنان مثلما كان».
وحول شخص رئيس الحكومة المقبل، سواء أكان فؤاد السنيورة أم سعد الحريري، قال رئيس تيار المستقبل «هذا موضوع فيه استشارات ملزمة مع رئيس الجمهورية ومع حلفائنا، ولا يوجد فرق بين سعد وفؤاد».
وفيما أكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة لـ«السفير» أن قيادة «حزب الله» بعثت برسالة واضحة الى الحريري عبر الجامعة العربية، مفادها دعم ترشيحه لرئاسة الحكومة، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «من كان وفيا لإرث الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري عليه أن يعمل على إحياء نموذج الاعمار الى جانب المقاومة» (صيغة علاقة رفيق الحريري بالمقاومة)، وقال «هذا ليس دعوة لا الى تحالف ثنائي ولا الى تحالف ثلاثي ولا الى تحالف رباعي. هذا صار من الماضي. نحن ندعو الى تعاون وتحالف الجميع ومشاركة أوسع شريحة ممكنة من القوى السياسية الحية في لبنان وان لا يتم الاستئثار لا بطائفة ولا بموقع ولا بسلطة ولا بمؤسسة».
وفي كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة بالمحتشدين في ملعب الراية في الصفير بالضاحية الجنوبية لمناسبة عيد التحرير، دعا نصر الله «تيار ومحبّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الاستفادة من التجربة الكبيرة لهذا الرجل الكبير ومن آفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان وهو الذي استطاع أن يوائم بين مشروع الاعمار وبناء الدولة ومشروع المقاومة بعقل كبير».
وأطلق السيد نصر الله في خطابه معادلة جديدة غير مسبوقة تمثلت في استخدام مصطلح الاستراتيجية التحريرية الى الاستراتيجية الدفاعية، وقال «في لبنان دائما نتحدث عن وضع استراتيجية دفاع وطني، لكن أقول أيضا نحن بحاجة إلى استراتيجية تحرير لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحرير الأسرى، وإن كنّا نقول «ريحو أنفسكم من خطة تحرير الأسرى»، فالأسرى عهدنا والأسرى وعدنا والأسرى إنجاز الله على أيدينا وقريبا جدا سيكون سمير (القنطار) وإخوة سمير بينكم في لبنان».
وتزامن هذا الموقف مع اعلان الاذاعة الاسرائيلية، أمس، نقلا عن مسؤول اسرائيلي، أن تل ابيب مستعدة للافراج عن خمسة معتقلين لبنانيين (بينهم القنطار) وتسليم جثث عشرة مقاتلين من حزب الله مقابل تسليمها الجنديين اللذين اسرتهما المقاومة في تموز .2006
وجدد نصر الله «الدعوة الى شراكة وطنية حقيقية لا يُحذف فيها احد ولا يُغلب فيها احد ولا يُشطب فيها احد ولا يُفرض فيها احد على احد، وان تتاح الفرصة امام اللبنانيين لبناء دولة عادلة حقيقية».
وجدد التاكيد على تبني البند الوارد في اتفاق الدوحة والقاضي بعدم استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية من كل الاطراف. وقال ان انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة، وقال ان خطاب القسم «يعبر عن الروح الوفاقية التي وعد فخامته بأن يتصرف من خلالها في المرحلة المقبلة وهذا ما يحتاج اليه لبنان: الوفاق والشراكة والتعاون والبعد عن الاستئثار».
وتعهد نصر الله العمل من اجل «الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لتبدأ عملها»، وقال «هناك حلمان، حلم لبناني وحلم أميركي. الحلم اللبناني يتحدث عن صيف هانئ ووادع والحلم الاميركي يتحدث عن صيف ساخن. تعالوا لنحقق أحلامنا وليس أحلام أعدائنا، وأنا أعدكم وأعد كل اللبنانيين وكل أحبائنا في العالمين العربي والإسلامي بأن نبذل كل جهد وان نتجاوز كل حقد وان نتغاضى عن كل حساسية وان نقفز فوق الجراح لنضم أيدينا إلى أيدي بعض ونعمر لبنان ونصون لبنان».
بدوره، تمنى الرئيس نبيه بري أن تعمل جميع الأطراف بروحية اتفاق الدوحة في ما تبقى من بنوده، وقال لـ«السفير» ان الاتفاق الذي حصل محصن ولا يستطيع أحد عرقلته، «لا بل على من يحاول عرقلته أو خربطته أن يدرك أن ذلك سيؤدي الى احراق يديه».
وأمل الرئيس بري أن نصل سريعا الى اطلاق العجلة الحكومية من خلال تأليف الحكومة الجديدة وفق النسب التي تم تحديدها في اتفاق الدوحة ومن ثم الانطلاق نحو أوسع ورشــة اقتصادية اجتماعية معيشية انمائية الى جانب اقرار القانون الانتخابي بالتقسيمات الجديدة التي نص عليها اتفاق الدوحة.
سـعد الحريري: لا فـرق بينـي وبيـن السـنيورة ... والحـوار صـار قـريبـاً مـع «حـزب اللـه»
اختلطت المناسبات والكلمات، لكن العنصر الأبرز داخليا، أمس، تمثل في الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لمناسبة العيد الثامن للتحرير والمقاومة، وتضمن اعلانا غير مباشر، عن ترشيح «حزب الله»، بوصفه العمود الفقري للمعارضة، زعيم الغالبية النيابية النائب سعد الحريري لتولي منصب رئاسة الحكومة، على أساس برنامج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يقوم على توزيع دقيق للمهام بينه وبين المقاومة طيلة الفترة الممتدة من العام 1992 وحتى لحظة خروجه من الحكم قبيل استشهاده بشهور قليلة.
في هذه الأثناء، كان القصر الجمهوري، يشهد اليوم الأول لوصول «فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان»، وتسلمه مهامه الدستورية من «فخامة الفراغ» الذي امتد طيلة ستة أشهر ويومين، وانطلاق ورشة العمل الداخلية، وخاصة توزيع المهام على الفريق الجديد، بعدما استعاد القصر الجمهوري حيويته ورونقه وهالته، فيما لفت الانتباه حرص الرئيس سليمان على عدم الادلاء بأي تصريح للصحافيين، معتبرا أن الوقت هو وقت عمل وليس للكلام.
وقد أعلن القصر الجمهوري عن انطلاق مشاورات التكليف الحكومي، صباح غد الأربعاء، بدلا من اليوم، وذلك لأسباب متصلة، بعدم حسم فريق الموالاة، حتى يوم أمس، مسألة مرشحه لرئاسة الحكومة، في تعبير واضح عن عدم تبلور موقف نهائي للعواصم المعنية بالأمر، وخاصة المملكة العربية السعودية.
وبينما أُعلن في واشنطن أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد وجه دعوة رسمية للرئيس ميشال سليمان الى البيت الأبيض، قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ«السفير» ان الرئيس السوري بشار الأسد خلال اتصاله المطول بسليمان لتهنئته، أمس الأول، وجه اليه أيضا دعوة رسمية لزيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة ورد رئيس الجمهورية واعدا بتلبيتها.
وفي اطار الاستعداد لحسم مسألة رئاسة الحكومة، جرت أمس، مشاورات مكثفة على صعيد البيت الداخلي للموالاة، وخاصة بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب الحريري اللذين عقدا جلسة مطولة، في قصر قريطم، أعقبتها جلسة مطولة بين السنيورة ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي لم يخف أمام ضيوفه في كليمنصو، أمس، رغبته في أن يواصل السنيورة ترؤس الحكومة الجديدة، في موقف يلتقي مع موقف دولي شجع القطريين أيضا على تزكية استمرار السنيورة، فيما لم يبت السعوديون موقفهم، علما بأن عددا من رموز الموالاة اعلنوا ترشيحهم للحريري وخاصة بعض مسيحيي الرابع عشر من آذار.
ومن المتوقع أن يقوم النائب الحريري اليوم بجولة تشمل عددا من قيادات الموالاة، يستمع خلالها الى آرائهم في موضوع ترشيحه لرئاسة الحكومة، في ظل عملية تقييم للايجابيات والسلبيات، التي يمكن أن تترتب على خيار ترؤس أو عدم ترؤس الحكومة ربطا بالاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل.
واذا كان الحريري، يريد بالدرجة الأولى، أن يدرك ما ينتظره خلال السنة الفاصلة عن موعد الانتخابات، فإن مرجعا قياديا بارزا في المعارضة، قال لـ«السفير» ان أحد أبرز عناوين التوافق والانفراج في العلاقات الداخلية «هي أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة، واذا كان المطلوب الحصول على ضمانات من المعارضة، بأن لا يؤدي تحمله المسؤولية الى انهاكه، فإن المهام المناطة بالحكومة الجديدة، ستقتصر على تأمين التنفيذ الدقيق لاتفاق الدوحة، وقد أعرب الرئيس نبيه بري في خطاب جلسة القسم عن استعداد المعارضة لتسهيل تمرير كل رزمة مشاريع «باريس 3»، في مجلس النواب، علما بأن المؤشرات الاقتصادية والمالية ستفرض نفسها ايجابا على الجميع نتيجة الانفراج السياسي والأمني، وستكون هناك فرصة تاريخية أمام لبنان لن تتكرر اذا أحسن استخدامها من في السلطة».
وقد أبدى النائب الحريري تفاؤله الكبير بعد انجاز الانتخابات الرئاسية، وقال ردا على سؤال عن رئاسة الحكومة «كل شيء في اوانه».
وأبدى الحريري استعداده للحوار مع كل الأطراف سواء الداخلية أو الخارجية. ونفى في حوار أجراه معه التلفزيون المصري وجود أي حوار بين الموالاة وحزب الله حاليا، لكنه قال «لا أستغرب أن يكون هناك حوار قريبا، فباب الحوار دائما مفتوح، وأنا أكثر من دعا للحوار مع حزب الله وحركة أمل».
وردا على سؤال حول الوزارات السيادية الأساسية في تشكيلة الحكومة القادمة، قال الحريري «الأيام المقبلة ستُظهر نيات الجميع، فنحن نريد أن يكون هناك انفتاح في البلد، فلن نختلف في احترام رئيس الجمهورية والأكثرية والمعارضة، فكل لديه حصة، ويجب التواضع والتنازل للآخر من أجل البناء والتعمير وعودة لبنان مثلما كان».
وحول شخص رئيس الحكومة المقبل، سواء أكان فؤاد السنيورة أم سعد الحريري، قال رئيس تيار المستقبل «هذا موضوع فيه استشارات ملزمة مع رئيس الجمهورية ومع حلفائنا، ولا يوجد فرق بين سعد وفؤاد».
وفيما أكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة لـ«السفير» أن قيادة «حزب الله» بعثت برسالة واضحة الى الحريري عبر الجامعة العربية، مفادها دعم ترشيحه لرئاسة الحكومة، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «من كان وفيا لإرث الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري عليه أن يعمل على إحياء نموذج الاعمار الى جانب المقاومة» (صيغة علاقة رفيق الحريري بالمقاومة)، وقال «هذا ليس دعوة لا الى تحالف ثنائي ولا الى تحالف ثلاثي ولا الى تحالف رباعي. هذا صار من الماضي. نحن ندعو الى تعاون وتحالف الجميع ومشاركة أوسع شريحة ممكنة من القوى السياسية الحية في لبنان وان لا يتم الاستئثار لا بطائفة ولا بموقع ولا بسلطة ولا بمؤسسة».
وفي كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة بالمحتشدين في ملعب الراية في الصفير بالضاحية الجنوبية لمناسبة عيد التحرير، دعا نصر الله «تيار ومحبّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الاستفادة من التجربة الكبيرة لهذا الرجل الكبير ومن آفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان وهو الذي استطاع أن يوائم بين مشروع الاعمار وبناء الدولة ومشروع المقاومة بعقل كبير».
وأطلق السيد نصر الله في خطابه معادلة جديدة غير مسبوقة تمثلت في استخدام مصطلح الاستراتيجية التحريرية الى الاستراتيجية الدفاعية، وقال «في لبنان دائما نتحدث عن وضع استراتيجية دفاع وطني، لكن أقول أيضا نحن بحاجة إلى استراتيجية تحرير لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحرير الأسرى، وإن كنّا نقول «ريحو أنفسكم من خطة تحرير الأسرى»، فالأسرى عهدنا والأسرى وعدنا والأسرى إنجاز الله على أيدينا وقريبا جدا سيكون سمير (القنطار) وإخوة سمير بينكم في لبنان».
وتزامن هذا الموقف مع اعلان الاذاعة الاسرائيلية، أمس، نقلا عن مسؤول اسرائيلي، أن تل ابيب مستعدة للافراج عن خمسة معتقلين لبنانيين (بينهم القنطار) وتسليم جثث عشرة مقاتلين من حزب الله مقابل تسليمها الجنديين اللذين اسرتهما المقاومة في تموز .2006
وجدد نصر الله «الدعوة الى شراكة وطنية حقيقية لا يُحذف فيها احد ولا يُغلب فيها احد ولا يُشطب فيها احد ولا يُفرض فيها احد على احد، وان تتاح الفرصة امام اللبنانيين لبناء دولة عادلة حقيقية».
وجدد التاكيد على تبني البند الوارد في اتفاق الدوحة والقاضي بعدم استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية من كل الاطراف. وقال ان انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة، وقال ان خطاب القسم «يعبر عن الروح الوفاقية التي وعد فخامته بأن يتصرف من خلالها في المرحلة المقبلة وهذا ما يحتاج اليه لبنان: الوفاق والشراكة والتعاون والبعد عن الاستئثار».
وتعهد نصر الله العمل من اجل «الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لتبدأ عملها»، وقال «هناك حلمان، حلم لبناني وحلم أميركي. الحلم اللبناني يتحدث عن صيف هانئ ووادع والحلم الاميركي يتحدث عن صيف ساخن. تعالوا لنحقق أحلامنا وليس أحلام أعدائنا، وأنا أعدكم وأعد كل اللبنانيين وكل أحبائنا في العالمين العربي والإسلامي بأن نبذل كل جهد وان نتجاوز كل حقد وان نتغاضى عن كل حساسية وان نقفز فوق الجراح لنضم أيدينا إلى أيدي بعض ونعمر لبنان ونصون لبنان».
بدوره، تمنى الرئيس نبيه بري أن تعمل جميع الأطراف بروحية اتفاق الدوحة في ما تبقى من بنوده، وقال لـ«السفير» ان الاتفاق الذي حصل محصن ولا يستطيع أحد عرقلته، «لا بل على من يحاول عرقلته أو خربطته أن يدرك أن ذلك سيؤدي الى احراق يديه».
وأمل الرئيس بري أن نصل سريعا الى اطلاق العجلة الحكومية من خلال تأليف الحكومة الجديدة وفق النسب التي تم تحديدها في اتفاق الدوحة ومن ثم الانطلاق نحو أوسع ورشــة اقتصادية اجتماعية معيشية انمائية الى جانب اقرار القانون الانتخابي بالتقسيمات الجديدة التي نص عليها اتفاق الدوحة.